العدسة – إبراهيم سمعان

وفقا لمصادر مختلفة، وافق لبنان على أن تكون أراضيه “ترانزيت” للقوات المسلحة الروسية، والسماح لموسكو بتطوير احتياطياتها من الطاقة شرق البحر المتوسط، ​في خطوة ينظر إليها على أنها نقطة تحول من قبل بعض المحللين، الذين يرون أن روسيا تعمق وجودها في لبنان من أجل ردع أي غزو إسرائيلي، على الرغم من أن هذه الرواية يمكن نقضها بسهولة عن طريق مزيد من الدراسة.

تحت هذه الكلمات، سلط موقع ” mondialisation” الكندي، الضوء على تعميق العلاقة بين روسيا ولبنان، وتأثير ذلك على إسرائيل والسعودية، في ظل الأجواء المتوترة بينهما وبين إيران.

وقال الموقع إن وجود الجيش الروسي في لبنان لن يكون له أي تأثير على حسابات إسرائيل بشن حرب ضد إيران وحزب الله، هذه الحركة الاجتماعية والسياسية القوية المتمركزة شمال إسرائيل، وكذلك ميليشيات قوية لمكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن آلاف الجنود وعشرات الطائرات التابعة لروسيا، منذ تدخلها في سوريا لم يمنع تل أبيب من شن هجمات على الجمهورية العربية السورية، بنفس الذرائع التي تستخدمها لضرب بيروت.

وأضاف: على العكس من ذلك، بدلا من أن يكون تحركا معاديا لإسرائيل، يمكن القول بأن العلاقات العسكرية بين روسيا ولبنان قد تكون مفيدة؛ لأنها تجعل موسكو تحل محل السعودية كقوة مضادة ذات مصداقية، في ظل دعم المملكة الخليجية لإسرائيل ضد إيران، وفي أعقاب فشل ما قيل عنه “اختطاف” سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني أواخر العام الماضي، من قبل ولي العهد السعودي محمد بين سلمان، ما أثار اشمئزاز جزء كبير من المجتمع اللبناني.

ولفت الموقع إلى أنه منذ تلاشي تأثير القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية، كان من المصلحة الإستراتيجية الرئيسية لإسرائيل إدخال طرف آخر في الشؤون اللبنانية لهذا الدور المهم، الذي كان سابقا تقوم به الرياض؛ ولهذا السبب، فإن روسيا -سواء كان بالتنسيق مع إسرائيل أم لا- تتوسع وتنوع نفوذها في لبنان.

وأوضح أنه للتدليل على ذلك، يجب إلقاء نظرة على تعليقات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر نادي “فالداي”، الذي ناقش مؤخرا سياسة موسكو في الشرق الأوسط.

وأكد الموقع أن “لافروف” قال: ” قلنا مرارا لن نقبل تصريحات بأن إسرائيل دولة صهيونية يجب تدميرها ومحوها” من الخريطة، ويمكن اعتبار ذلك تحذيرًا ضد إيران وحزب الله، وحتى في سوريا، تدين روسيا جميع التصريحات والإجراءات التي قد تتخذ ضد إسرائيل.

مع هذا الإعلان الرسمي لتوضيح السياسة الروسية، ليس هناك ما يدعو إلى القول إن وجود روسيا المتزايد بلبنان سواء في المجال العسكري أو مجال الطاقة ضد مصالح إسرائيل، ولكن هذا كله في صالح الدور الروسي في المنطقة بمعنى أنها تسعى إلى استبدال الدور السعودي المتدهور مؤخرا في البلاد، وبالتالي، “موازنة” النفوذ الإيراني هناك.

وهذا يعني بوضوح أن هذا الوجود لن يكون له أي أثر رادع تجاه أي قرار إسرائيلي بشن حرب ضد إيران أو حزب الله أو تنفيذ ضربات جوية ضدهما.