منعت السلطات المصرية، عضو اللجنة التنفيذية للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان “جورجيو كاراتشيولو”، من دخول البلاد لحضور فعاليات على هامش قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ، قبل أن تقوم بترحيله مرة أخرى إلى فرنسا.

وقال “كاراتشيولو” الذي يشغل كذلك منصب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة DIGNITY لمناهضة التعذيب، عبر حسابه على “تويتر: “في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل (ليل الأربعاء- الخميس) أبلغه ضابط مصري بأنه غير مرحب به في البلاد، ولن يسمح له بالدخول”.

وأضاف: “في الوقت الذي تفتح فيه مصر أبوابها أمام العالم لحضور قمة المناخ، فإن بعض تلك الأبواب لا يزال مغلقا”، في إشارة إلى الملف الحقوقي “الذي يقود وحده إلى احترام حقوق الإنسان، والذي يمثل الركيزة لأية عدالة، بما في ذلك العدالة المناخية”، حسب قوله.

وقالت منظمة “يورو ميد” الحقوقية، إن السلطات المصرية رحلت “كاراتشيولو”،  بالرغم من حصوله على إذن حضور (Green Pass) لقمة المناخ (كوب 27).

وأدانت المنظمة الإجراء، واعتبرته مثالا للقمع الذي تتعرض له المؤسسات الدولية والمحلية، لافتة إلى أن “كاراتشيولو” قاتل لسنوات ضد ممارسات مصر المنهجية للتعذيب وسوء المعالجة.

ودعت الدول المشاركة في مؤتمر المناخ إلى التعبير عن استيائها العميق في رفض دخول الناشط الإيطالي، وحث السلطات المصرية على معالجة المخاوف العاجلة المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن رفض دخوله، يؤكد المخاوف من القيود التي تواجه المجتمع المدني في مؤتمر المناخ، وعزز وجود حملة تقودها الدولة على حقوق حرية التعبير والجمعية السلمية والجمعيات، لافتا إلى أن الحكومة فرغت المجتمع المدني المستقل على الهامش وفرض عليه الصمت.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف “كاراتشيولو” عقب وصوله إلى مصر، حيث سبق أن تعرّض للاحتجاز التعسفي لمدة 3 ساعات داخل مطار القاهرة، مع مصادرة هاتفه وحاسوبه المحمول، لكن السلطات سمحت له بدخول البلاد لاحقاً في تلك المرة.

وتساءل “كاراتشيولو”: “لماذا لم يتركوني كبقيَّة نشطاء حقوق الإنسان الذين سُمح لهم بدخول البلاد هذه الأيام (وهذه الأيام فقط)؟، هل السبب هو أن المنظمة التي أمثِّلها تركز على أكثر الأدوات التي يستخدمها النظام ترهيباً، وهي أداة التعذيب والعنف؟ أم هل السبب هو قولنا إن التعذيب في البلاد ليس منهجياً فقط، بل نظامي أيضاً؟ أي أن رجل الشرطة يتحمل مسؤولية التعذيب بقدر النظام القضائي، والمدعين العامين، وأعلى مستويات الأجهزة الحاكمة”.

وتابع: “أم هل السبب هو كوني إيطاليّاً؟ وربما يشعرون بالقلق من أن أحاول تسليم إخطارات المحاكمة لأربعة من الضباط ذوي الرتب العالية، الذين تجري محاكمتهم في إيطاليا بتهمة قتل الباحث جوليو ريجيني”.

اقرأ أيضا: هل وصلت رسالة سناء سيف للعالم؟