إبراهيم سمعان

قدمت مجموعة عمل سعودية مقترحات لولي العهد محمد بن سلمان للتغطية على حادث مقتل الصحفي السعودي المعارض لخنق جمال خاشقجي، بينها إعلان إسرائيل الحرب على حماس أو مضاعفة أسعار النفط.

وقال موقع ” ميدل إيست آي”  إن استمرار تصدر قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي منذ أسابيع الصحافة الدولية أضر كثيرا بصورة ولي العهد السعودي.

وأضاف “في محاولة لإلهاء وسائل الإعلام، أنشأت المملكة السعودية مجموعة عمل طارئة، وهي مؤلفة من ممثلين عن البلاط الملكي ووزراء الخارجية والدفاع السعوديين وأعضاء المخابرات.

وأوضح أن المجموعة هذه، في أكثر الأوقات توترًا حول قضية خاشقجي ، كانت تخبر محمد بن سلمان بكل بالتسريبات التركية،  كما قدمت بعض المقترحات المدهشة لصرف انتباه العالم.

ومن بين المقترحات التي قدمت لولي العهد السعودي محاولة إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالشروع في حرب جديدة ضد حماس في قطاع غزة، حيث لن يسمح هذا الأمر فقط للصحافة بالتحدث عن شيء آخر غير مقتل خاشقجي، بل سيظهر أيضا لترامب أن السعودية كانت حليفا هاما في الشرق الأوسط.

كذلك من بين الأمور التي اقترحتها هذه المجموعة على محمد بن سلمان التركيز تركيا حيث نصحته “بتحييد تركيا بكل الوسائل”، بما في ذلك تقديم عروض المملكة لشراء الأسلحة التركية، وهو ما جعل ولي العهد خلال مؤتمر “دافوس الصحراء” التي استضافته الرياض يصرح بأنه لا يريد قطع العلاقات مع تركيا.

وقال محمد بن سلمان خلال الذي عقد الشهر الماضي ،  إن مقتل خاشقجي استخدم لدق إسفين بين السعودية وتركيا. ، وأضاف ذلك لن يحدث “ما دام هناك ملك يدعى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد يدعى محمد بن سلمان في السعودية”.

وإجمالاً ، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “ميدل إيست آي”، قدمت مجموعة العمل حوالي 30 اقتراحا لاتخاذ تدابير في حالة فرض واشنطن عقوبات على الرياض.

وسرب بعض هذه الاقتراحات الأخرى أحد المقربين من بن سلمان، وهو تركي الدخيل، المدير العام لقناة العربية، حيث كشف أن هناك “أكثر من 30 تدبيرا محتملا” يمكن للرياض اتخاذها إذا فرضت واشنطن عقوبات على الرياض.

وقال إن المملكة قادرة على مضاعفة سعر النفط أو زيادته بثلاثة أضعاف، والسماح لروسيا بإنشاء قاعدة عسكرية في شمال البلاد ، والتحول إلى كل من روسيا والصين كمزودتين رئيسيتين للأسلحة.

والعلاقة بين السعودية وإسرائيل السرية تتأكد بشكل متزايد، بدافع عداءهما المشترك لإيران، حيث كان بن سلمان لاعبًا رئيسيًا في الجهود المبذولة لتنفيذ خطة السلام “صفقة القرن” لدونالد ترامب.

وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق من هذا العام ، قال نتنياهو إن إسرائيل وبعض الدول العربية يمران بعملية تطبيع “تحت الأرض”.

وفي حين أن زعماء العالم أدانوا قتل خاشقجي على نطاق واسع ، فقد قال نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر “من المهم للغاية لاستقرار المنطقة والعالم أن تظل المملكة العربية السعودية مستقرة”.

ووفقًا لمصادر  ميدل إيست آي، فإن الإجراءات الأخرى التي أوصت بها مجموعة العمل بعث رسالة لترامب بأن السعودية لم تكن تعتمد على تحالفها مع واشنطن، وذلك من خلال دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الرياض.

كما أن الرياض قد أوفت بوعدها برفع سعر النفط الخام عن طريق خفض الإنتاج، حيث قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بعد اجتماع لمنظمة أوبك في مطلع الاسبوع ان المنظمة تعتقد أن الانتاج سيحتاج إلى الانخفاض بنحو مليون برميل يوميا.

وأدى الإعلان وحده إلى رفع سعر الذهب الأسود، حيث ارتفع سعر مزيج برنت الخام إلى 70.83 دولار، بعد أن انخفض إلى ما دون 60 دولار للبرميل نهاية الأسبوع الماضي.

كانت هذه الخطوة بمثابة تحد مباشر لترامب، الذي كان قال الاثنين: “نأمل ألا تقلص السعودية ومنظمة أوبك إنتاج النفط. أسعار النفط ينبغي أن تكون أقل بكثير”.