الولايات المتحدة تمدد مهلة إعفاء العراق من عقوباتها على إيران

مددت الولايات المتحدة مهلة السماح للعراق باستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، لمدة 90 يوما، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.

ونقلت “الوكالة” عن مصدر عراقي حكومي مشارك في وفد يضم مسؤولين عراقيين إلى واشنطن للتفاوض على تمديد فترة الإعفاء من العقوبات ضد إيران، قوله إن “العراق ضمن تمديد المهلة لفترة 90 يوما، وبذلك يتمكن العراق من الاستمرار في شراء الكهرباء والغاز الإيرانيين”.

وقد حصل العراق في نوفمبر الماضي على إعفاء لمدة 45 يوما من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران في ملف برنامجها النووي، وكان من المفترض أن تخصص لوضع خارطة طريق تلغي بموجبها بغداد اعتمادها التام على استخدام الكهرباء والغاز الإيراني.

ويعد نقص الطاقة الذي غالبا ما يترك المنازل بلا كهرباء لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، عاملا رئيسيا وراء أسابيع من الاحتجاجات الكبيرة في العراق خلال الصيف.

وللتغلب على هذا النقص، يستورد العراق ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران لمصانعه، كما يشتري بشكل مباشر 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية.

وهذا الاعتماد غير مريح بالنسبة للولايات المتحدة التي سعت لتقليص نفوذ طهران وإعادة فرض العقوبات على المؤسسات المالية الإيرانية وخطوط الشحن وقطاع الطاقة والمنتجات النفطية.

والأسبوع الماضي، ناقش وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري العقوبات مع وزيري النفط والكهرباء العراقيين في بغداد، قائلا إن على بغداد فتح الأبواب أمام الشركات الأمريكية لتحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة.

بواسطة |2018-12-21T17:20:48+02:00الجمعة - 21 ديسمبر 2018 - 5:20 م|

لماذا تزامن التصعيد الإيراني مع تردي الحالة الصحية للمرشد الأعلى

العدسة: محمد العربي

فجرت الأنباء عن تدهور الحالة الصحية للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي، الجدل مرة أخرى عن خليفة المرشد الثاني للثورة الإيرانية التي انطلقت عام 1979، وهل تشير تزايد الوعكات الصحية لخامنئي الذي يبلغ من العمر 78 عاما ويعاني من سرطان البروستاتا، في أن أجل الرجل قد اقترب من الدنو، ليقترب معه أهم اختبار للنظام الإيراني، الذي يواجه مشاكل سياسية وعسكرية واقتصادية في أكثر من مكان.

ولا يمثل خامنئي فقط المرجعية الأكبر للنظام الإيراني، ولكنه يمثل كذلك نهاية الجيل الرائد الذي مهد وقاد الثورة الإيرانية واستطاع أن يكون الأفضل في خلافة الإمام الخميني مفجر الثورة وقائدها، وهو ما جعل كل من يأتي بعده متساوون في الفرص، خاصة بعد رحيل المرشح الأكبر لخلافة خامنئي، الرئيس الإيراني الأسبق رفسنجاني قبل ثلاثة أعوام.

ليست الأولى:

وتشير المتابعات للحالة الصحية لخامنئي أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لأزمة صحية تثير التكهنات والتخوفات من رحيله، حيث سبق وأن تعرض لأزمة عام 2014، ثم أزمة أخرى عان 2015، وثالثة في عام 2017، والتي بسببها أغلقت السلطات الإيرانية صحيفة قانون التابعة لها، بعد نشرها خبرا يشير لوفاة خامنئي، وتأتي المرة الرابعة يوم الأحد الماضي بعد تداول نشطاء صورا لخامنئي وهو على فراش المرض نتيجة وعكة صحية مرتبطة بمرض سرطان البروستاتا، الذي سبق وأن خضع بسببه لجراحة خطيرة.

ووفقا للمتابعات نفسها فإنه في كل مرة تنتشر أخبار تردي الحالة الصحية للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، تخرج على سطح الأحداث تكهنات حول خليفته، في ظل حالة من الضبابية تحيط بهذا الملف الشائك.

رد فعل رسمي:

ويرى متابعون أن السلطات الإيرانية ردت على الأخبار الأخيرة المتعلقة بحالة خامنئي، بتصعيد خطابها ضد دعوات خاصة بمنعها من تصدير نفطها، تطبيقا لقرار المقاطعة الاقتصادية التي تفرضه الولايات المتحدة من جانب، ومن جانب آخر قيامها بتجربة صاروخ بالستي قصير المدى، ما أحدث ردود أفعال دولية.

ووفقا للمتابعين فإن تحذير الرئيس الإيراني، حسن روحاني بأنه حال تم منع بلاده من تصدير نفطها فإن هذا يعني منع دول المنطقة من ذلك، يعني أنه يوجه رسالة تحذير بأنه سيمنع كذلك تصدير نفط في دول الخليج الذي يمر عبر مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران.

وقد وجه الرئيس الإيراني خلال كلمته ألقاها الثلاثاء بمدينة “شاهرود”، رسالة لأمريكا مؤكدا أنه يجب عليها أن تعلم أنها إذا أرادت أن تقف حائلا دون بيع النفط الإيراني فإن ذلك يعني أنها ستمنع بيع نفط المنطقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة عاجزة عن قطع علاقات إيران التجارية مع المنطقة والعالم، مؤكدا أن طهران ستحافظ على علاقاتها مع كل الدول، وستعمل على تنميتها وتطويرها.

وفي نفس الإطار قامت وزارة الدفاع الإيرانية بالتزامن مع انتشار خبر الحالة الصحية لخامنئي، بالإعلان عن إطلاق مدمرة محلية الصنع أطلقت عليها لقب “شبح”، وفي اليوم التالي لهذا الإعلام قامت بتجربة صاروخ بالستي بمدى قصير محلي الصنع، ووفقا لتصريحات نقلتها وكالة فاس الإيرانية عن قائد الجيوش فإن تجربة الصاروخ كانت بتعليمات مباشرة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، ردا على التحذيرات الأمريكية التي اتهمت إيران بإشعال المنطقة، ما دفع بكل من فرنسا وانجلترا بالدعوة لعقد جلسة سرية لمجلس الأمن لمناقشة هذه التطورات.

ويلفت المتخصصون إلى أنه يجب قراءة تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي حول أزمة الصواريخ، بأنها من باب الدعاية السياسية ضد الولايات المتحدة، وإنما يجب وضع توقيتها الزمني، والظروف المحيطة بها في الاعتبار كذلك.

وكان قاسمي أكد في مؤتمر صحفي الاثنين بأن قضية البرنامج الصاروخي الإيراني واضحة جدا وهي جزء من سياستها الدفاعية الردعية ولا يحق لأحد التدخل في هذا الشأن، منتقدا تهديدات برايان هوك رئيس مجموعة العمل حول إيران، مشيرا إلى انها عبارة عن ترهات لا تستحق الرد لأنها بلا أساس  ومخالفة للمنطق والاستدلال، واتهامه للولايات المتحدة بأنها تقوم بتصدير الأسلحة الفتاكة لدول المنطقة وتساعد في إثارة الأزمات في العالم ولا يحق لها أن تملي توصياتها، خاصة وأن الحديث الأمريكي عن الخيارات العسكرية ضد إيران انتهت فترة صلاحيته وأن أمريكا كررته مرارا خلال العقود الماضية فهو غير مجد وغير عملي.

صراع العمائم

وتشير دراسات متعددة أنه منذ رحيل رفسنجاني عام 2015، وهناك صراعا ساخنا بين آيات الله لخلافة المرشد الأعلى، وأن هذا الصراع يتدخل فيه العديد من الجهات والهيئات، وخاصة الحرس الثوري الذي سوف يحدد بشكل كبير الاسم المرتقب لخلافة خامنئي، إن لم يكن قد استقر عليه بالفعل.

وتشير دراسات ذاتها أن فكرة اختيار الخليفة من أصحاب الاتجاه المتشدد تقف وراءها الهيئات التابعة لخامنئي، سواء الحرس الثوري أو مجلس تشخيص مصلحة النظام، أو مجلس الخبراء، وكذلك المجمع العلمي في حوزة قم، باعتبار أن أي قادم من هذا الاتجاه لن يمثل أزمة لسيطرة هذه الجهات على مقاليد الحكم.

كلمة السر:

ووفقا للمتابعين فإن الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها الحرس الثوري، جعلته كلمة السر في اختيار المرشد الكبير، في ظل أن سيطرة الحرس الثوري ليس فقط مرتبط بالناحية الأمنية أو حماية الثورة من أعداء الخارج، وإنما أيضا حماية الثورة من أعداء الداخل، وهو ما جعل الحرس الثوري القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بل وكذلك الدبلوماسية، الأكبر في إيران.

وتعد العلاقة المباشرة بين الحرس الثوري والقائد الأعلى للثورة نموذجاً لا نظير له بين القوات المسلحة المختلفة، سواءٌ كانت من باقي قوات الجيش، أو المخابرات، أو قوات الأمن الإيرانية.

وتشير دراسات مختلفة أن سيطرة الحرس الثوري على مفاصل الاقتصاد الإيراني الرسمي، مع صعوبة الرقابة عليه ومحاسبته، مثَّل قوة دفع قوية لانتشار الفساد بين عناصره، خاصةً أنه انتقل من مجرد كونه قوة عسكرية تحمي الثورة ومبادءها إلى إمبراطورية صناعية لها نفوذ سياسي واسع النطاق.

ويتقاسم الحرس الثوري السيطرة الاقتصادية مع عدد من المؤسسات التي يديرها رجال الدين، وفي مقدمتهم خامنئي نفسه الذي يشرف على مؤسسة خيرىة أخرى تعرف باسم هيئة تنفيذ أوامر الإمام “ستاد”، وهي مؤسسة بدأت كهيئة لإدارة العقارات والأصول التي تركها ساكنوها في أعقاب الثورة الإسلامية، وتحولت لاحقا إلى إمبراطورية اقتصادية شديدة الضخامة يديرها خامنئي نفسه مع محفظة أصول قدّرتها  وكالة رويترز بـ 95 مليار دولار.

ويرى خبراء أن خامنئي أسس سيطرته غير التقليدية على أصول السيطرة المغرقة في التقليدية، من خلال صناعة تحالف قوامه المال والسلاح، مع غطاء أيديولوجي محكم وفرته مبادئ الثورة الإسلامية والمكانة الرمزية للمرشد العام والحرس الثوري. مما مثل تحالفا يدرك معارضوه حتمية تفكيكه أولا من أجل ضمان منافسة عادلة حول معركة الخلافة، وهو ما فشل رفسنجاني في تحقيقه قبل وفاته، ويسعى وريثه حسن روحاني اليوم لفعله.

من القادم

وتكاد معظم الكتابات التي تناولت موضوع خليفة خامنئي أن الأسماء المرشحة تنحصر بين عدة أشخاص، وقد أشارت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، مع بداية مرض خامنئي عام 2017 أن هذا الأمر لا يمثل جديدا حيث يعاني الرجل من سرطان البروستاتا المتنشر في جسده بعد أن دخل مرحلته الأخيرة، ولكن الجديد طبقا للصحيفة الفرنسية فيمن يخلف الرجل.

وطبقا لـ “لو فيغارو” فإن فرص كل من صباح يزدي وصادق لاريجاني هي الأكثر؛ لكونهما يحظيان بعلاقات واسعة وقبول جيد من قيادات الحرس الثوري ، بالإضافة للفقيهان محمد تقي مصباح اليزدي وأحمد جنتي المحسوبان على التيار المحافظ، ويمثلان بعبعا للإصلاحيين، بالإضافة لمجتبي خامنئي نجل المرشد المريض.

بواسطة |2018-12-05T18:21:26+02:00الأربعاء - 5 ديسمبر 2018 - 9:00 م|الوسوم: , , , |

الرئيس الإيراني: “ترامب” حاول التفاوض معنا 11 مرة

 

قال الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، إن “الولايات المتحدة الأمريكية، قامت بإحدى عشرة محاولة لبدء مفاوضات مع بلاده، في العامين الماضيين، قوبلت جميعها بالرفض من طهران”.

وأضاف -في تصريحات نشرتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية-: “إذا كنتم تعتقدون بأن أمريكا منتصرة فاعلموا أن اليوم إيران هي المنتصرة وأن (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب هزم”.

وتابع: “في العام الماضي طلبت أمريكا التفاوض ثماني مرات مباشرة، وهذا العام ثلاث مرات بشكل غير مباشر، ولم نقبل أيا منها دفاعا عن كرامة الشعب”.

ولم ترد الخارجية الأمريكية، أو أي مسؤول بالبيت الأبيض، على تصريحات “روحاني”، حتى الآن.

وتصاعد التوتر بين البلدين بعد انسحاب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، من الاتفاق النووي المتعدد الأطراف مع إيران في مايو الماضي، وعاود فرض عقوبات في مسعى لتحجيم برنامج طهران للصواريخ ونفوذها في المنطقة.

وقال “ترامب”، في يوليو الماضي، إنه مستعد لمقابلة “روحاني”، دون شروط مسبقة لمناقشة كيفية تحسين العلاقات.

ورفض مسؤولون إيرانيون بارزون وقادة عسكريون، حينها، عرض “ترامب”.

بواسطة |2018-12-05T17:06:38+02:00الأربعاء - 5 ديسمبر 2018 - 5:06 م|الوسوم: |

تحقيق مصور يكشف كيف تدير إيران عمليات غسيل الأموال في العراق

 

نشرت قناة “الحرة” الفضائية، ضمن سلسلتها “الحرة تتحرى”، تحقيق مصور يسلط الضوء على “تحويلات مالية بمئات ملايين الدولارات تجريها شركات صرافة في العراق ودول أخرى، تحت غطاء مصرفي وتجاري، لتمويل فيلق القدس وحزب الله وغيرهما من المنظمات”.

ووفقًا للتحقيق “كانت وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على أفراد وشركات ومصارف في إيران والعراق منذ 10 مايو الماضي، اتهمت بالتورط في تمويل عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني”.

وقال رئيس مؤسسة المستقبل في العراق “انتفاض قنبر”، إن الرشاوى والتحويلات الوهمية من قبل بعض البنوك إلى مصادر مختلفة، على أنها أموال تذهب لتبادلات تجارية من أجل الاستيراد مثلاً، وتستغلها البنوك في تحقيق فائضٍ من المال يقدر بالملايين، من خلال العمولات الكبيرة التي تأخذها، فتذهب هذه العمولات لإيران، ثم لتمويل الإرهاب”، لتتمكن إيران من تمويل حزب الله بقدرة كبيرة، من خلال جيوب العراقيين، مستخدمة هذه الطريقة في غسيل الأموال.

 

بواسطة |2018-12-03T18:09:39+02:00الإثنين - 3 ديسمبر 2018 - 6:09 م|الوسوم: , |

قراءة في بيان ترامب حول اغتيال خاشقجي.. وإيران

إبراهيم سمعان

نشر المفكر الفرنسي الشهير آلان جريش، رئيس تحرير جريدة لوموند دبلوماتيك السابق، مقالا حول بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي.

وكان ترامب تعهد الثلاثاء بأن يظل “شريكا راسخا” للسعودية على الرغم من أنه “قد يكون من الوارد جدا” أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي.

وقال جريش على موقع “أوريان 21” أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً بياناً حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي،  كانت مهمته أكثر صعوبة حيث كانت صحيفة واشنطن بوست قد سربت تقارير تفيد بأن وكالة المخابرات المركزية كانت مقتنعة بوقوف محمد بن سلمان وراء هذه الجريمة، وهو ما تؤكده جميع المعلومات التي قدمتها تركيا

 

وأوضح أن استهلال بيان ترامب بجملة “العالم مكان خطير للغاية!” كان يهدف منذ البداية، إلى نقل المشكلة من الاغتيال البربري لخاشقجي، إلى إيران، حيث أكد رئيس الولايات المتحدة أن إيران مسؤولة عن حرب اليمن وتسعى لزعزعة استقرار المحاولة الهشة للديمقراطية في العراق.

كما رأى كذلك أن طهران تدعم تنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان، وتؤيد الديكتاتور بشار الأسد في سوريا، وقتل الإيرانيون بصورة مشابهة كثيرا من الأمريكيين والناس الأبرياء الآخرين في كل أنحاء الشرق الأوسط، وتردد طهران بشكل علني الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، وأن إيران أكبر ممول للإرهاب في العالم.

 

وأكد جريش أن هناك العديد من الحقائق التي يبدو أن الرئيس قد نسيها: السعودية هي التي بدأت الحرب في اليمن. التدخل الأمريكي في العراق هو الذي أدى إلى زعزعة استقرار البلاد ؛ إذا قام الإيرانيون بقتل الأمريكيين ، فقد شن هذا الأخير حربًا دائمة ضد بلادهم ؛ كما أن الولايات المتحدة وإسرائيل وحدهما تعتبران إيران “الراعي الأول للإرهاب”.

وتابع لكننا نعرف أن الرئيس الأمريكي ليس على معرفة جيدة بتاريخ المنطقة  ولا خبير في الجغرافيا السياسية، ومع ذلك يمكننا التأكيد على نقطة واحدة هي: بينما يحاول ترامب تعبئة العالم العربي وإسرائيل ضد إيران، بأنها دولة ترمز إلى “الشر” ، سيواجه صعوبة في المطالبة بأي نوع من “التفوق الأخلاقي”، تجاه خصمه إذا كان يؤيد السياسة السعودية، رغم معرفته بأنه قادر على الاعتماد على الدوائر الموالية لإسرائيل في واشنطن وحكومة تل أبيب التي ظلت لشهرين من أقوى المؤيدين لولي العهد.

وينوه الكاتب الفرنسي بأن ترامب أراد أن يظهر كمهتم بالمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، من خلال إصراره على أن السعودية وافقت ، بعد زيارته لهذا البلد عام 2017 ، على شراء 450 مليار دولار من المنتجات الأمريكية ، بما في ذلك 110 معدات عسكرية.

لكن كل هذه الأرقام تم تضخيمها ، وقد أثبتتها الصحافة الأمريكية عدة مرات، و العقود الموقعة التي يوجد جزء منها وقع خلال رئاسة باراك أوباما مجرد إعلانات نوايا، كما طرح ترامب أرقامًا خيالية حول عدد الوظائف، التي قال إنها قد تصل إلى توظيف مليون شخص، فصناعة السلاح بأكملها يوجد بها أقل من 400000  موظف، وتساءل جريش حتى لو كانت هذه الأرقام صحيحة فهل تبرر الدعم غير المشروط للرياض؟

وأشار إلى أنه من الأهمية توضيح أنه في نفس اليوم الذي أدلى فيه ترامب بهذا التصريح ، كشفت هيومن رايتس ووتش عن ممارسات التعذيب ضد النساء السعوديات اللواتي اعتقلن مؤخرًا.

 

وبين جريش عند تحليل ترامب لجريمة قتل خاشقجي استخدم بعض الجمل الضعيفة كـ”بلادنا لا تبررها” ثم ردد مزاعم الرياض بأن خاشقجي “كان عدوًا للدولة” و”عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين”  وهي الأكاذيب التي تخفف من نطاق الجريمة، لينتهي بأن “الملك سلمان وولي العهد ينكران بشدة معرفتهما بالتخطيط أو تنفيذ قتل خاشقجي”.

 

ولأن ترامب لا يستطيع أن ينكر ما سرب في الصحافة الأمريكية، وما ذكرته وكالة الاستخبارات المركزية، يقول الكاتب، تطرق إليها الرئيس الأمريكي كتفاصيل لا ينبغي أن تهدد علاقاته مع الجزيرة العربية.

 

وفي النهاية أوضح جريش أنه بعد تصريحات ترامب، نتطلع إلى رد فعل الحكومات الأوروبية، ففي حين أعلنت العديد من الدول عن استعدادها لوقف شحنات الأسلحة إلى الجزيرة العربية، التي تواصل فرنسا تقديمها للرياض، رغم إثبات استخدامها في حرب اليمن.

 

ويؤكد أن باريس مستعدة بالفعل لإغلاق صفحة خاشقجي ومواصلة الشراكة مع المملكة التي تساهم سياستها في إشعال الحرائق في المنطقة.

 

ورأى أن الاختبار الأول سيكون في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، الأرجنتين 30 نوفمبر – 1 ديسمبر، حيث أعلن ولي العهد السعودي أنه سيحضرها بعد بيان ترامب، فهل سيوافق ايمانويل ماكرون على مصافحته؟.

 

 

بواسطة |2018-11-21T18:09:30+02:00الأربعاء - 21 نوفمبر 2018 - 6:09 م|الوسوم: , , |

الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية ضد إيران تدخل حيز التنفيذ وروحاني يتوعد بخرقها

دخلت حزمة العقوبات الثانية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد طهران حيز التنفيذ اليوم الإثنين، فيما توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بخرق تلك العقوبات.

وتشمل العقوبات الجديدة مجموعة من القطاعات الحيوية وهي قطاعات “الطاقة والتمويل والنقل البحري”.

وفي أول تصريح له بعد بدء تطبيق الحزمة الثانية قال روحاني في تصريحات للصحفيين عقب لقائه مسؤولي وزارة الاقتصاد والمالية بطهران، اليوم، “علينا خرق العقوبات بكل سهولة وسنفعل ذلك”.

وأضاف روحاني: “عبر وحدة صف شعبنا، سنعلّم الولايات المتحدة أنه يتوجب عليها ألا تتحدث بلغة الاستبداد والتهديد والعقوبات مع إيران”.

بواسطة |2018-11-05T17:12:14+02:00الإثنين - 5 نوفمبر 2018 - 5:12 م|الوسوم: , |

سياسي أسكتلندي: صراع المتشددين والمعتدلين في إيران أكذوبة

إبراهيم سمعان

رفض السياسي الأسكتلندي “ستراون ستيفنسون” ما يردد البعض من أن السقوط المفاجئ للنظام الإيراني يمكن أن يخلق مشاكل أكثر مما يحل.

وأوضح في مقال بموقع “الأوروبي الجديد” أنه أمر لا يصدق أن بعض المعلقين فيما يخص الملف الإيراني ما زالوا يعتقدون أن الضغط الدبلوماسي الهادئ والمحسوب على النظام الحالي لتغيير بعض ممارساته قد ينهي بطريقة ما القمع الوحشي والفساد وانتهاك حقوق الإنسان الذي عانى منه الشعب الإيراني لمدة 40 عامًا .

وتابع “كانت هذه وجهة نظر بول نوت ، في مقالته الأخيرة بالموقع ، بحجة أن سقوط النظام في طهران قد لا يكون في مصلحة العالم”.

وأضاف “يسرد بشكل صحيح أوجه القصور في واحدة من أكثر الديكتاتوريات بغيضة في العالم ، ولكن بعد تشخيص حالته ، ما يجعل الكلاسيكي الغربي يصف بشكل حتمي الدواء الخطأ”.

ولفت إلى أنه من خلال الوقوع في فخ تحديد الصراع الداخلي بين “المتشددين” و “المعتدلين” ، يقترح نوت أن الرئيس حسن روحاني يقود حكومة إصلاحية معتدلة نسبياً.

وتابع “لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة أكثر من ذلك. منذ وصول روحاني إلى السلطة في أغسطس 2013 ، تم إعدام أكثر من 3500 شخص في إيران ، التي تحتل الآن الرقم القياسي لكونها الجلاد الأول في العالم”.

ومضى يقول “ليس من المستغرب أن الانتفاضات ، التي اندلعت في جميع أنحاء إيران منذ ديسمبر الماضي ، استهدفت المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني”.

وأضاف “لا يطالب المتظاهرون الغاضبون باستبدال المتشددين بالمعتدلين ، وهي أسطورة لا تزال تخدع العديد من الحكومات الغربية ، الذين يعتقدون أن هناك مجالًا للتغيير المتدرج”.

ولفت إلى أن هتافات “متشددون ، إصلاحيون ، اللعبة انتهت” ، “لا غزة ولا لبنان ، أعطي حياتي لإيران” و “اتركوا سوريا ، فكروا فينا بدلاً من ذلك” ، أظهرت بوضوح معارضة الشعب للتدخل الإقليمي للحكومة الدينية ومطلبهم بتغيير النظام.

ومضى يقول “لقد ترأس ما يسمى بـ “المعتدل” روحاني الهجوم الوحشي على المتظاهرين ، وأرسل في طلب فيلق الحرس الثوري الإسلامي ، الذي قام بقتل العشرات في الشوارع واعتقال أكثر من 10000 متظاهر ، تعرض العديد منهم للتعذيب. حتى الموت في السجن”.

وأردف “تدعي حكومة روحاني أنها تمثل إرادة الله على الأرض ، ومع ذلك تعتبر المرأة مواطنة من الدرجة الثانية ، وتعلق الناس في الأماكن العامة ، وتتغاضى عن التعذيب ، والسجن التعسفي ، وتقشير العين ، والرجم ، والجلد والبتر.

ونوه بأن منظمة العفو الدولية نشرت في أغسطس الماضي تقريراً مؤلفاً من 94 صفحة بعنوان “عالقون في شبكة من القمع: المدافعون عن حقوق الإنسان في إيران يتعرضون للهجوم”. وقد قام بتفصيل 45 حالة محددة لما وصفته المنظمة بأنه “حملة قمع وحشية”.

ومضى الكاتب يقول “لن يتسامح هذا النظام القمعي مع المعارضة في الخارج. في يوليو، ألقت الشرطة الألمانية القبض على أسد الله السعدي ، وهو دبلوماسي من السفارة الإيرانية في فيينا ، واتهمته بارتكاب جرائم إرهابية. وفي اليوم السابق ، ألقت الشرطة البلجيكية القبض على زوجين إيرانيين بعد العثور على متفجرات شديدة وصاعق في سيارتهما”.

وتابع “يعتقد المحققون أن السعدي أعطاهم القنبلة وأمرهم بتفجيرها في مظاهرة المعارضة الديمقراطية الإيرانية التي تقام في فيلبينت بالقرب من باريس. أعلن إيمانويل ماكرون غضبه من هذه المحاولة الإرهابية الوحشية على الأراضي الفرنسية ، وفرضت حكومته عقوبات على الاستخبارات الإيرانية”.

كما أشار إلى أن وقوع إيران في الفوضى الاقتصادية مرجعه مباشرة إلى المرشد الأعلى آية الله خامنئي وروحاني.

وتابع “إن سياستهما للتوسع العسكري العدواني في جميع أنحاء الشرق الأوسط قد جعلتهما باستمرار يسخران الرجال والموارد في الحرب الأهلية في سوريا ، وحملة الإبادة الجماعية ضد السكان السنة في العراق المجاور ، ودعمهم للمتمردين الحوثيين في اليمن وتمويلهم الهائل للإرهابيين من حزب الله. في لبنان”.

وأضاف “بالاشتراك مع ميل الملالي نفسه لملء جيوبهم الخاصة ، فمن غير المفاجئ أن البلاد التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات غاز في العالم ورابع أكبر احتياطي من النفط الخام تواجه الآن الانهيار الاقتصادي”.

وتابع “إيران ، على الرغم من ثقافتها الغنية والمتحضرة والمنفتحة ، أصبحت الآن منبوذة دوليًا ، وندد نظامها الفاشستي الديني بتجاوزات حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب ، في حين يكافح 80 مليون مواطن محاصر ، أكثر من نصفهم دون سن الثلاثين ، في إطعام أسرهم على خلفية من درجات الحرارة القياسية وانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه وأسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بأكثر من 50٪”.

واختتم بقوله “هناك طريقة واحدة لوقف الحروب والصراعات الحالية في المنطقة، ألا وهي تبني نظام صارم مع النظام الإيراني ودعم الانتفاضة الشعبية والمعارضة الديمقراطية. فقط سياسة حازمة، وقوية يمكنها استعادة الحرية والعدالة في إيران ومنع المزيد من الحرب في هذه المنطقة المضطربة”.

 

 

 

 

بواسطة |2018-11-01T19:14:51+02:00الخميس - 1 نوفمبر 2018 - 7:00 م|الوسوم: |

إيران.. اعتقال 600 شخص بينهم نساء بشأن هجوم الأهواز

 

اعتقلت الأجهزة الأمنية الإيرانية حوالي 600 شخص بينهم نساء وناشطون سياسيون ومدنيون، بحسب ما أعلنت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية.

ونقلت “المنظمة”، في بيان لها “الاثنين” 22 أكتوبر، عن مصادرها المحلية أن هذه الاعتقالات العشوائية تأتي على خلفية الهجوم المسلح الذي استهدف العرض العسكري في الأحواز في 22 سبتمبر الماضي.

ومن بين المعتقلين ناشطون سياسيون ومثقفون، بينهم عدد من النساء والمواطنين العاديين، تم توقيفهم مؤخرا في مناطق مختلفة من الإقليم معظمهم من مدن الأحواز والمحمرة، وعبادان، والخفاجية.

وذكرت “المنظمة” أن السلطات الإيرانية نقلتهم إلى مكان مجهول، فيما لا تعلم عائلاتهم شيئا عن مصيرهم، خاصة أن بينهم امرأتين وعددا من الصحفيين والمثقفين وناشطي المجتمع المدني.

بواسطة |2018-10-22T17:53:53+02:00الإثنين - 22 أكتوبر 2018 - 5:53 م|الوسوم: |

بعد ضجة فيلم “النبي”.. انتاج إيراني جديد عن “السيدة خديجة”!!

العدسة – سمير عادل:

كشفت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن اعتزام المخرج الإيراني داوود ميرباقري إنتاج فيلما سينمائيا عن حیاة السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط توقعات بجدل جديد.

وأوضحت أن الفيلم السينمائي “السيدة خديجة في المرحلة النهائية حاليا مع إعادة كتابة السيناريو، مرجحة أن يباشر میرباقري إنتاج هذا الفيلم السينمائي في غضون نهایة العام الإيراني الجاري.

وشهد العام 2015 ، ضجة كبيرة مع بدء دور العرض السينمائى الإيرانية رسميا فى عرض فيلم النبى “محمد”، الذى أثار الجدل فى الدول الإسلامية، ومولت السلطات الإيرانية جزءا من تكلفته التي بلغت 40 مليون دولار، خاصة مع فتوى مجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف في مصر بتحريم الفيلم الإيراني بسبب تجسيده للأنبياء والرسل.

 

 

 

 

وتعرض فليم “الرسالة “ للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، الذي يتناول قصة ظهور الإسلام، لحظر في بعض الدول العربية ومنها السعودية والكويت والإمارات لمدة 41 عاما ،قبل أن تسمح الإمارات والسعودية، بعرضه مؤخرا، حيث أثار الفيلم قبل أربعة عقود بعض ردود الفعل الغاضبة، وتلقت العديد من دور السينما التي حاولت عرض الفيلم في الغرب تهديدات من متطرفين اعتبروه تجديفا، لأسباب عدّة منها أنّه جسّد شخصيات لأصحاب النبي، حيث جسد فيه شخصيةَ “حمزة بن عبد المطلب” كلٌّ من عبد الله غيث (للنسخة العربية) وأنطوني كوين (للنسخة الإنجليزية).

 

 

 

 

وفي العام 2012 ، أثار مسلسل “عمر” الذي يتناول شخصية ثاني الخلفاء الراشدين التي أداها في المسلسل الممثل السوري سامر إسماعيل ،  جدلا واسعا.
والمسلسل تاريخي تلفزيوني بتكلفة 200 مليون ريال سعودي،  إنتاج مـشترك بين مركز تلفزيون الشرق الأوسط ومؤسسة قطر للإعلام، ويحكي سيرة وحياة عمر بن الخطاب وما دار فيها من أحداث ومعارك وما اشتهر عنه من صفات منذ أن كان صغيرا حتى توفي.

 

 

 

وفي نفس التوقيت أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي بحسب موقع الجزيرة نت إنه وعلماء آخرين أجازوا إنتاج فيلم عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تنفذه هوليوود، وأضاف أنه لا بد للمسلمين أن يفعلوا شيئا لتعريف غير المسلمين بحياة ورسالة الرسول الكريم وصحابته بعد تكرار الإساءة إليه وللمسلمين.

وكشف أحمد الهاشمي مدير مؤسسة النور القطرية، وهي إحدى الجهات الممولة للفيلم، وقتها أن ميزانية إنتاج مجموعة أفلام عن حياة الرسول والأنبياء عليه السلام بلغت مليار دولار، مشيرا إلى أنه يطمح أن تكون الأفضل، لإيصال الرسالة وتوضيح الإسلام لغير المسلمين.

 رفض مصري

مجمع البحوث الإسلامية في مصر أعلن مرارا في بياناته تمسكه بفتوى منع تمثيل الرسل والأنبياء وآل بيت الرسول، والعشرة المبشرين بالجنة، ومنهم الخلفاء الراشدون، مؤكدا أن هؤلاء نوعية من البشر اصطفاهم المولى عز وجل عن سائر خلقه.

مجمع البحوث لم يكتفي بالبيانات ، ولكنه بحسب تقارير إعلامية ، حرك دعاوى قضائية ضد بعضها، ومنها مسلسل “الحسن والحسين”، و”يوسف الصديق”، و”الفاروق عمر”، وفيلم “نوح”، وهى الأعمال التى رفضتها لجنة الفتوى بالأزهر أيضا رفضا تاما.

لجنة الفتوي بالأزهر الشريف لها موقف ثابت من الأزمة المتكررة عبرت عنه  في فتوى حديثة لها بقولها :”إن قرار منع تجسيد الخلفاء الراشدين وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة يشمل الأعمال الفنية التى تنتج أو تعرض داخل مصر وخارجها، لأن تجسيد النبيين والملائكة والصحابة أمر مرفوض، فلا يجوز تصوير الرسل والأنبياء أو ظهورهم فى أعمال فنية، لأن هؤلاء لا يوجد من يماثلهم من البشر فى القدر أو القدوة، وهذه الأعمال تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدى وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين”.

دار الإفتاء المصرية كذلك حرمت تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية، وذلك مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، لأنهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان.

بواسطة |2018-10-18T18:50:18+02:00الخميس - 18 أكتوبر 2018 - 2:17 م|الوسوم: |

لعبة البوكر الباكستانية تجر الصين إلى الصراع السعودي الإيراني

 إبراهيم سمعان

قال “جيمس دورسي” إن باكستان المستميتة من أجل الحصول على تمويل يحميها من أزمة مالية تغذيها جزئيا الديون المتزايدة للصين، تلعب لعبة البوكر المعقدة التي يمكن أن تمنح السعودية نصرا استراتيجيا في نزاعها المرير مع إيران.

وأوضح في مقال نشره موقع “مودرن دبلوماسي” أن التحركات الباكستانية تهدد مرحلة رئيسية من الاستثمار الأجنبي الصيني البالغ 60 مليار دولار أمريكي في الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني (CPEC) ، وهو جوهرة التاج لمبادرة الحزام والطريق للرئيس الصيني شي جينبينج.

وأضاف “كما أن هذه التحركات يمكن أن تهدد الآمال الصينية في إنشاء طريق بري ثان إلى إيران ، وهي عقدة رئيسية في وسائل النقل الصينية إلى أوروبا. وأخيراً ، فإنها تمنح السعودية مكاناً بارزاً في ميناء جوادر الممول من الصين، والذي من شأنه أن يضعف بشكل كبير قدرة إيران على التنافس مع ميناء تشابهار الهندي المدعوم من الهند”.

ومضى “دورسي” يقول “بالتعامل مع هذه الخطوات مجتمعة، فإن هذه التحركات لا تجرِّف باكستان فحسب ، بل تجبر الصين أيضاً على الدخول في حرب شاملة ما بين السعودية وإيران”.

وتابع الكاتب يقول “أصبحت الخطوة الأولى لباكستان جلية في أوائل سبتمبر مع إخفاق الحكومة في الإذن بالصرف لمشاريع الطرق ، التي تأثرت بالفعل بالتأخير في الموافقات الصينية ، التي هي جزء من الطريق الغربي CPEC ، الذي يربط مقاطعة بلوشستان بمنطقة شينجيانج المضطربة في الشمال الغربي الصين”.

وأردف “من خلال القيام بذلك ، استهدفت باكستان بشكل ضمني محركا صينيًا رئيسيًا لـ CPEC، ألا وهو تهدئة سكان منطقة شينجيانغ المسلمة التركية من خلال مزيج من التنمية الاقتصادية التي تعززها التجارة والنشاط الاقتصادي الذي يتدفق من خلال CPEC بالإضافة إلى القمع الوحشي وإعادة التعليم الجماعي”.

ونقل عن دبلوماسي غربي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، قوله إن الجمع بين التأخير الباكستاني والصيني أدى فعليًا إلى طريق مسدود في إحراز تقدم في المسار الغربي.

وتابع الكاتب “في محاولة أخرى للسيطرة على الإنفاق الحكومي الباكستاني، والذي بالمعدلات الحالية قد يجبر البلاد على طلب إنقاذ بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي (IMF) ، خفض وزير السكك الحديدية الباكستاني الشيخ رشيد ،  ملياري دولار من ميزانية 8.2 مليار دولار لتطوير وتوسيع شبكة السكك الحديدية الباكستانية ، وهو أحد الركائز الأساسية لـ CPEC. ويخطط السيد رشيد لخفض مبلغ إضافي قيمته ملياري دولار”.

ونقل عن راشد قوله “باكستان بلد فقير لا يستطيع تحمل العبء الضخم للقروض . إن CPEC يشبه العمود الفقري لباكستان ، ولكن أعيننا وآذاننا مفتوحة”.

ومضى الكاتب يقول “جاءت التخفيضات في الميزانية على خلفية تصوير حزب (تحريك اصناف) وهو حزب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، لـ (CPEC) قبل الانتخابات التي جرت في 25 يوليو، والتي أوصلته إلى السلطة، بأنه مكافأة العصر الحديث لشركة الهند الشرقية البريطانية ، التي سيطرت على شبه القارة الهندية في القرن التاسع عشر”.

وتابع “شملت انتقادات حزب (تحريك انصاف) شجب مشاريع النقل الجماعي التي تمولها الصين في 3 مدن في البنجاب باعتبارها إهدار للأموال التي كان يمكن استثمارها بشكل أفضل في الإنفاق الاجتماعي. وأشار نشطاء حزب (تحريك انصاف) إلى أن هذه المشاريع تنطوي على ممارسات فاسدة”.

ومضى يقول “كانت الخطوة الأخيرة لباكستان هي دعوة السعودية لبناء مصفاة في جوادر والاستثمار في التعدين في بلوشستان. كان الاستجواب الصيني بشأن الخطوة الباكستانية واضحا عندما تراجعت الحكومة الباكستانية عن الاقتراحات القائلة بأن السعودية ستصبح جزءا من CPEC”.

وتابع “لقد زار مسؤولون سعوديون كبار هذا الأسبوع إسلام آباد وجوادر لمناقشة الاتفاق الذي سيشمل أيضاً المدفوعات المؤجلة على إمدادات النفط السعودية إلى باكستان وإنشاء احتياطي نفطي استراتيجي قريب من الحدود الإيرانية”.

وأضاف “الحكومة الحالية تقرب السعودية من جوادر. بعبارة أخرى ، ستكون الدولة الوهابية السنية المتشددة أقرب من أي وقت مضى إلى الحدود الإيرانية”.

ونقل عن مير هاشل خان بيزنجو، وزير النقل والموانئ الباكستاني السابق، قوله “إن هذا من المحتمل ان يغضب طهران”.

ولفت الكاتب إلى أن لعبة البوكر الباكستانية ترقى إلى مقامرة محفوفة بالمخاطر تخدم الأغراض الباكستانية والسعودية ، وتضع الصين التي تكون هيبتها وكنزها على المحك في مكان صعب ، ما قد يثير التوتر على طول الحدود الباكستانية الإيرانية ، ومن المرجح أن يثير حركات مضادة إيرانية، كما أنه يخاطر بوضع باكستان والسعودية وإيران ، الذين يعتمدون على الصين اقتصاديًا بطرق مختلفة ، في موقف حرج”.

ومضى يقول “إن التعهد السعودي يعد باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي بالإضافة إلى تخفيف أعباء ميزان المدفوعات. ومن الممكن أن يخفف مخاوف الولايات المتحدة من أن أي مساعدة مالية ممكنة من صندوق النقد الدولي ستساعد باكستان في خدمة الديون إلى الصين”.

وتابع “ستعمل مصفاة التكرير واحتياطي النفط الاستراتيجي في جوادر على خدمة هدف السعودية في منع ظهور ميناء تشابهار الهندي المدعوم من الهند من الظهور كمركز قوي لبحر العرب في الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة عقوبات تهدف إلى خنق صادرات النفط الإيرانية”.

ومضى الكاتب يقول “في العام الماضي ، جادل معهد أبحاث للدراسات الإيرانية ، وهو المعهد الدولي للدراسات الإيرانية ، المعروف سابقاً باسم مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية (AGCIS) الذي يعتقد أنه مدعوم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، في دراسة أشارت إلى أن شاباهار يمثل التهديد المباشر لدول الخليج العربي، ودعا إلى تدابير مضادة فورية “.

وتابع “حذرت الدراسة ، التي كتبها محمد حسن حسين بور ، الباحث السياسي الإيراني من أصل بلوشي ، من أن تشابهار سوف يمكن إيران من زيادة حصتها في سوق النفط في الهند على حساب السعودية ، وزيادة الاستثمار الأجنبي في الجمهورية الإسلامية ، وزيادة الإيرادات الحكومية ، و السماح لإيران بمشاريع الطاقة في الخليج والمحيط الهندي”، مضيفا أن الدراسة اقترحت أن الدعم السعودي لتمرد البلوش منخفض المستوى في إيران يمكن أن يكون بمثابة إجراء مضاد.

ونقل عن “بور” قوله “يمكن للسعوديين إقناع باكستان بتخفيف معارضتها لأي دعم سعودي محتمل للبلوش الإيراني. والتحالف العربي البلوشي له جذور عميقة في تاريخ منطقة الخليج ومعارضتها للهيمنة الفارسية”.

وتابع بور “سيكون تحديا هائلا ، إن لم يكن مستحيلا ، أن تحمي الحكومة الإيرانية هذه المسافات الطويلة وتأمين تشابهار في مواجهة معارضة البلوش المنتشرة على نطاق واسع. خاصة إذا كانت هذه المعارضة مدعومة من قبل خصوم إيران الإقليميين والقوى العالمية”.

ومضى الكاتب يقول “أفاد متشددون سعوديون في وقت نشر الدراسة بأن الأموال من المملكة تتدفق على المدارس الدينية المحافظة الشيعية المناهضة لإيران ، أو المعاهد الدينية في بلوشستان”.

وتابع “لقد صاغ جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، العام الماضي قبل توليه منصبه ، بناء على طلب المستشار الاستراتيجي لمستشاري ترامب آنذاك ، ستيف بانون ، خطة تتصور دعم الولايات المتحدة للمعارضة الإيرانية الديمقراطية، بما في ذلك بلوشستان وإقليم سيستان وبلوشستان في إيران”.

واختتم الكاتب بقوله “كل هذا لا يبشر بالخير لـ CPEC. قد تكون الصين قادرة على استيعاب باكستان من خلال تحسين الشروط التجارية للمشاريع ذات الصلة CPEC والديون الباكستانية ، فضلا عن تسهيل الوصول الباكستاني إلى السوق الصينية. ومع ذلك ، فمن المرجح أن تجد الصين صعوبة أكبر في منع التنافس السعودي الإيراني من الخروج عن السيطرة في ساحتها الخلفية”.

 

بواسطة |2018-10-09T15:36:28+02:00الثلاثاء - 9 أكتوبر 2018 - 7:00 م|الوسوم: |
اذهب إلى الأعلى