“البيتكوين” ملاذ “القسام” الأخير.. فهل تخلت إيران عن حماس؟

أحمد حسين

فاجأت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، العالم بدعوة هي الأولى من نوعها، مطالبة مؤيديها بتقديم الدعم المالي للكتائب عبر عملة “بيتكوين” الرقمية الافتراضية.

بطبيعة الحال فإن النداء يعبر عن أزمة حقيقية تمر بها كتائب القسام وحركة حماس ككل، على مستوى الدعم المالي وحاجاتها المتزايدة لتطوير ترسانتها العسكرية، في ظل حصار مطبق مفروض على قطاع غزة.

وكما يعبر النداء عن أزمة خانقة فإنه ينسحب على ذكاء شديد من الحركة، وتكيّف غير مسبوق مع مستجدات الأوضاع، في ظل حصار مطبق، مقابل حاجات متزايدة لجناحها العسكري تضمن بقاءه رهن الجاهزية اللازمة لأية مواجهة مع الاحتلال.

لكن التساؤل الأبرز: هل يكون التضييق الإسرائيلي فقط هو المتسبب في الأزمة التي يعاني منها الجناح المسلح لحماس، أم أن منابع التمويل قد جفت؟، وماذا عن الدعم الإيراني؟، وإلى أي مدى يعتبر رهان القسام على البيتكوين راجحا؟.

(أبو عبيدة)

أبو عبيدة، الناطق باسم القسام، نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “ندعو كل محبي المقاومة وداعمي قضيتنا العادلة لدعم المقاومة ماليا من خلال عملة البيتكوين عبر الآليات التي سنعلن عنها قريبا”.

السبب الذي برر به أبو عبيدة الأزمة اقتصر على تضييق الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: “العدو الصهيوني يحارب المقاومة من خلال محاولة قطع الدعم عنها بكل السبل.. ومحبي المقاومة في كل العالم يحاربون هذه المحاولات الصهيونية ويسعون لإيجاد كافة سبل الدعم الممكنة”.

هل تخلت إيران؟

من المعروف والمعلن لدى كل الأطراف أن إيران هي الداعم الأول والرئيسي لحركة حماس وجناحها المسلح، ورغم التوتر الذي ساد العلاقات في أعقاب دعم الحركة للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، إلا أن الأمور عادت لمجاريها لكن ليس بالقوة ذاتها.

ولعل التعبير عن متانة العلاقات بين طهران وحماس يمكن أن تلخصه عدة مشاهد، أحدثها في نوفمبر الماضي، عندما أدانت الحركة في بيان رسمي العقوبات الأمريكية التي أعادت واشنطن فرضها على إيران.

وفي أغسطس 2017، أكد رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة “يحيى السنوار” أن إيران هي “الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام”.

وقال في تصريح صحفي: “الدعم الإيراني العسكري لحماس والقسام استراتيجي، والعلاقة مع إيران أصبحت ممتازة جدا وترجع لسابق عهدها – بعدما اعتراها تأزم – خصوصا بعد الزيارة الأخيرة لوفد من حماس إلى إيران”.

(سنوات القطيعة لن تعيد دفء العلاقات كما كان)

قبلها بنحو 3 أشهر هنّأ الجنرال “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل هنية بمناسبة انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، قائلا: “نتطلع إلى جهودكم لتجذير المقاومة امتدادا للخط الجهادي لحركة حماس”.

وعلى الرغم من أن المؤشرات تدل على عودة الدفء إلى العلاقات، إلا أن الأزمات التي تمر بها طهران – داخليا لوطأة الأزمة الاقتصادية وإقليميا بسبب النزاع في سوريا ودعم حزب الله لمواجهة مرتقبة مع إسرائيل، ودوليا نظرا لاستمرار العقوبات الأمريكية – تؤكد جميعها أن التمويل الذي تقدمه إيران ليس كسابق عهده بأي حال من الأحوال.

وبالإضافة إلى الأسباب السابقة، فإن العلاقة الوثيقة بين الطرفين لم تعد كما كانت قبل الثورة السورية، وربما لن تعود.

وكان مسؤول بالحركة قال لوكالة “فرانس برس” أن إيران تقدم ملايين الدولارات سنويا لكتائب القسام.

مصادر تمويل أخرى

تقارير إعلامية سابقة أفادت بأن حماس تتلقى تمويلها الأكبر من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها امتدادا للجماعة في غزة، كما يعتقد أنها تتلقى أيضا دعما من منظمات خيرية إسلامية في أوروبا.

وبسبب موقفها من النظام السوري فقدت حماس دعمه، كما يرجح متابعون أن الحلفاء الجدد لحماس لم يعوضوا التبرعات الإيرانية بنفس القدر.

في احتفال سابق بذكرى تأسيسها، قال أبو عبيدة إن الحركة “تتلقى دعما من شخصيات ومؤسسات ودول”، ووجه الشكر لإيران على دعم حماس بالمال والسلاح، بالإضافة إلى دعم دول عربية وإسلامية على رأسها تركيا وقطر.

(شكوك حول قدرة ورغبة داعمي حماس في تعويض الغياب الإيراني)

وحسب تقديرات قديمة لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ” الشاباك”، فإن ميزانية حماس لعام 2010 كانت كالتالي: 200 مليون دولار سنويا لتغطية النفقات الحكومية، و50 مليونا للأنشطة المدنية للحركة، و40 مليونا لصالح الجناح العسكري.

وتمتلك القسام منظومة سلاح وصواريخ استخدمتها بضرب مدن إسرائيلية مثل تل أبيب، في مواجهات عسكرية عدة.

البيتكوين.. هل هي الملاذ؟

“البيتكوين” عملة رقمية ظهرت للعلن أول مرة في عام 2009، من قبل شخصية غامضة تدعى “ساتوشي ناكاموتو”، الذي لا تزال هويته الحقيقية مجهولة ولا يعرف أحد إلى الآن إن كان شخصا أو مجموعة أشخاص أو كيانا منظما.

الفكرة بدأت عام 2008 وقت حدوث الأزمة المالية وانهيار العديد من المؤسسات والمصارف المالية والاستثمارية، حيث ظهر المجهول في أوساط الإنترنت، بورقة عمل يشرح فيها عن عملة رقمية مشفرة cryptocurrency سماها bitcoin كبديل للعملة الورقية الحالية ووضع بروتوكول التعامل في أبحاثه.

وحسب تقرير لصحيفة “The Guardian” البريطانية، فإن كريغ رايت، وهو أكاديمي أسترالي، قد يكون المخترع السري للبيتكوين.

تحتوي كل عملة رقمية على رقم خاص وتشفير معين، تدعمها تقنية تسمى blockchain والتي بمفهوم مبسط عبارة عن جدول الحسابات الخاص لكل العمليات المحاسبية من تداول للعملة الرقمية، وما يترتب عليه من تغيير في القيمة والتحويل من شخص إلى آخر منذ أول تعامل بها.

تستمر التقنية في تسجيل كل معاملة قائمة، وتحتفظ بهذه المعلومات التاريخية ولا تزول من جدول الحسابات.

والبيتكوين عكس العملات التقليدية، حيث لا يوجد بنك مركزي أو دولة قومية أو سلطة نظامية تدعمها أو تتحكم فيها، الأمر الذي يجعل تتبعها صعبا من أي جهة، خاصة في ظل عمليات التشفير المعقدة التي تخضع لها، والتي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة.

تلك العملة الافتراضية شديدة التقلب، فقد تضاعفت قيمتها عدة أضعاف في عام 2017، لتصل إلى 19.783 دولار، في شهر ديسمبر 2017، قبل أن تنخفض قيمتها انخفاضا حادا نهاية العام وبداية 2018، ولكن حاليا تدور قيمة البيتكوين الواحد منذ بداية يناير 2019 حول 3400 دولار.

الآن كل ما يجب أن يقوم به المتبرع إنشاء حساب على الإنترنت للبيتكوين ثم إرسال التحويل المالي إلى حساب متلقي التبرع، الذي يستطيع لاحقا في أي دولة من دول العالم تسييل التبرع الرقمي إلى أوراق نقدية بالدولار أو غيره من العملات.

الخبراء يقولون إن عملية اكتشاف حساب المتبرع يكاد يكون مستحيلا، نظرا لعملية التشفير المعقدة عبر الـ”بلوك تشين”، لكن تبقى نقطة الضعف عند تحويل الأموال من حساب البيتكوين من المتبرع على الإنترنت إلى حساب مصرفي لتسييل عملة البيتكوين.

عملية الاكتشاف يمكن أن تتم في الحساب المصرفي، ولكن في هذه الحالة يتم اكتشاف متلقي التبرع وليس المتبرع.

إجمالا، فإن كتائب القسام التي تئن تحت وطأة أزمة مالية غير مسبوقة تبدو مضطرة لأن تسلك الطريق نحو البيتكوين، رغم ما يحفه من مخاطر، لن تكون بطبيعة الحال اصعب من مخاطر أزمة التمويل.

ومن المتوقع إذا سارت الأمور وفق تخطيط القسام، فإن الكتاب قد تكون ضربت موعدا مع تمويلات ضخمة في الطريق، من قبل أفراد مؤيدين ومتعاطفين من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن تلك المتوقعة من قبل الدول والمنظمات.

على الجانب الآخر تبدو فرص الاحتلال لتطويق تلك العملية صعبة للغاية، لكنها ليست مستحيلة، في ظل ما يمكن أن تمارسه الأطراف المختلفة من ضغوط على حماس للكف عنها.

بواسطة |2019-02-02T00:31:16+02:00الجمعة - 1 فبراير 2019 - 4:53 م|الوسوم: , , , , , , |

هل باتت حرب إيران وإسرائيل مسألة وقت؟

 

 

أحمد حسين

ربما لا يختلف اثنان على حتمية وقوع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، لكن الاختلاف يكمن في كيفية تلك المواجهة وشكلها ومداها واتساعها ومجالها وأطرافها وتفاصيلها الدقيقة، وهل تتطور إلى حرب شاملة، أم تظل في مربع الضربات المتبادلة؟.

واشتعل التوتر بعد قيام إسرائيل بقصف أهداف إيرانية في مطار دمشق الدولي بسوريا، الأحد، بعد إعلان تل أبيب سقوط صاروخ إيراني أُطلق من دمشق على منتجع تزلج مزدحم في مرتفعات الجولان المحتلة.

هذه الضربات الجوية تسببت في تصعيد لفظي غير مسبوق بين الجانب الإيراني الذي كرّر، بشكل رسمي، تهديداته بمحو إسرائيل، التي أكدت هي الأخرى أن المهددين بزوالها سيدفعون الثمن.

ليست هذه المرة الأولى التي تقرع فيها طبول الحرب بين الطرفين، فمنذ اندلاع الأزمة السورية والاحتكاك يتكرر بينهما، فمنذ الإعلان عن أول قصف إسرائيلي قرب دمشق في 30 يناير  2013، كانت الغارات في 10 فبراير العام الماضي الأكثر عنفا.

لكن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تحمل إشارات جديدة يسعى فيها الطرفان لفرض قواعد لعب جديدة تختلف عما كان يجري في السنوات الماضية.

الوضع يختلف هذه المرة

ومع التسليم بأنها ليست المرة الأولى التي يتبادل فيها الطرفان التهديدات، لكن ثمة متغيرات تجعل من تلك التهديدات مختلفة هذه المرة عن سابقاتها.

الإعلان الإسرائيلي جاء على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، في وقت سابق: “ضربنا آلاف الأهداف من دون إعلان مسؤوليتنا عن ذلك، أو طلب شكر من أحد”.

ويتفق كثيرون على أن إعلان نتنياهو المتكرر عن الضربات، مرتبط بالانتخابات، لتعزيز فرصه للفوز بفترة خامسة في الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل المقبل.

وكست الغارات رغبة إسرائيل في إرسال إشارة الاستمرار في فرض الخطوط الحمراء المتعلقة بمنع تموضع إيران وإيصال السلاح النوعي إلى حزب الله ومنع إقامة قواعد إيرانية، وذلك بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.

(لا يمكن للضربات الإسرائيلية أن تتم دون تنسيق مع روسيا)

وبعدما كان نظام بشار الأسد يلتزم الصمت إزاء القصف، انتقل إلى الإعلان عنه، وعن جهود للرد على الغارات، كما انتقلت موسكو من الصمت إلى الإعلان والتصريح بخسائر الجانب السوري.

وبدا واضحا للغاية التنسيق الروسي – الإسرائيلي، حيث جاءت الغارات بعد الاجتماعات المشتركة في تل أبيب الأسبوع الماضي، ولا يتصور أن تقدم إسرائيل على تلك الخطوة دون تنسيق على الأقل مع موسكو.

اختلاف آخر للتهديدات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة، يكمن في أن النظام السوري الآن في أوج قوته، حيث نجح في استعادة السيطرة على معظم البلاد بعد هزيمة تنظيم الدولة، الأمر الذي يهدد بزيادة نفوذ إيراني يستفز إسرائيل ولا يمكنها تركه يتمادى.

سيناريوهات المواجهة

وإذا ما اندلعت الحرب فعلا، فإنها وفق تحليلات سياسية، ستغير قواعد الاشتباك التقليدية، التي فرضتها حرب عام 1973، آخر الحروب العربية مع إسرائيل، وستؤسس لبداية نوع جديد من الحروب العابرة لأكثر من دولة.

فمعظم الحروب، التي نشبت في العقود الأربعة الأخيرة كانت بين إسرائيل وجيوش نظامية، لكن الحرب مع إيران سيشارك فيها خليط من الوكلاء (حزب الله) والدول (إيران وسوريا).

ومن الاحتمالات الواردة أن تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر، أو أن تقوم طهران بالإيعاز لوكيلها “حزب الله” بتأدية هذا الدور، مع الإبقاء على الدعم الإيراني للحزب ميدانيا بشكل غير مباشر.

ويرجع التحليل احتمال مهاجمة إيران لإسرائيل مباشرة إلى سببين رئيسيين: الأول عدم قدرة صواريخ “حزب الله” الموجهة على ردع تل أبيب من معاودة مهاجمة البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، والثاني، إدراك إيران أن حزب الله قد أُنهك في حرب 2006، ويُستنزف في الحرب السورية.

ولأن إيران لا تملك سلاحا جويا متطورا مقارنة مع إسرائيل، وتجد صعوبة في إرسال قوات ربما تكون فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية في الطريق، فإن الحرب قد تقتصر على الضربات الصاروخية المتبادلة.

(صواريخ حزب الله تبقى رهانا لصالح إيران)

وإن اقتصرت الحرب على الضربات الجوية الصاروخية، ستكون مشاركة “حزب الله” فيها مرتفعة، وستجعل الحرب الجوية الموانئ الإيرانية، التي تعتبر عصب التجارة والتصدير، مكشوفة للإسرائيليين، مما ينذر بوقف تصدير النفظ والغاز، واستيراد البضائع من الخارج.

تحليل آخر، رأى أن الحرب المرتقبة لن تكون على شكل مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بل إن الأمر سيقتصر على جعل أرض المعركة في سوريا.

ويمكن الاستناد في ذلك إلى تصريحات سابقة لنتنياهو، قال فيها: “إن إيران تعمل على تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية تتمركز فيها بغية استخدام دمشق وبيروت كجبهات حرب لإزالة إسرائيل من الوجود”.

ويبدو أن “إسرائيل” تحاول إبقاء المعركة في سوريا للحد من نشاط طهران في بناء مصانع لإنتاج صواريخ دقيقة، وهو ما يضعف سيناريو المواجهة المباشرة.

(هل تكون سوريا ساحة المعركة المرتقبة؟)

وترى إسرائيل أن طهران تسعى إلى نشر منظومة صاروخية من الساحل اللبناني حتى جنوب سوريا، بحيث يصبح بمقدورها ضرب أي مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحذر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى من “اندلاع حرب على جبهات متعددة، وفي أماكن بعيدة، وتدور على الأرض وفي الجو وفي البحر، وفي مجال المعلومات والنطاق الإلكتروني، من قبل مقاتلين من حزب الله وإيران وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان، وحتى من اليمن”.

وفي دراسة نشرها المعهد، تنحصر سيناريوهات المواجهة المرتقبة كالتالي: أولها حرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، يشارك فيها الإيرانيون ومقاتلون أجانب.

السيناريو الثاني يتمثل في حرب تنشب على الأراضي السورية بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لطهران وربما عناصر من الجيش السوري.

أما السيناريو الثالث، حرب على جبهتين في لبنان وسوريا بين القوات الإسرائيلية والقوات الإيرانية، وجماعات مسلحة موالية لإيران، فيما توقع السيناريو الرابع الأضعف يتمثل في نشوب حرب إقليمية واسعة.

من ينتصر بلغة الأرقام؟

الحرب بين إيران وإسرائيل تتضمن الكثير من التعقيدات، وفي حال المقارنة بين القوات العسكرية لدى كل منهما، مستعينين بالمؤشر العالمي لأقوى جيوش العالم لعام 2018، والذي يصدر عن مؤسسة “جلوبال باور فاير”، ويتضمن ترتيب جيوش 136 دولة حول العالم وفقا لعدة معايير مختلفة، قد تتضح الصورة أكثر.

حلت إيران في المركز 13 من أصل 136 مركز، بينما حلت إسرائيل في المركز 16 كأقوى جيوش العالم؛ أي أن إيران تفوقت طبقا للأرقام على إسرائيل في هذه الحالة.

(العنصر البشري يؤمن تفوقا إيرانيا واضحا)

إيران، نظرا لتعدادها الكبير الذي يتعدى 82 مليون نسمة، لديها ما يقرب من 40 مليون يستطيعون تأدية الخدمة العسكرية، ومؤهلين طبيًا لها، في مقابل 3 مليون فقط من إسرائيل.

من ناحية الإنفاق العسكري، يظهر التفوق الواضح لدى إسرائيل في هذه الحالة؛ حيث إنها تنفق سنويًا ما تقدر قيمته بـ20 مليار دولار على الميزانية العسكرية من ميزانية الدولة، بينما تنفق إيران نحو 6.3 مليار دولار فقط من ميزانيتها.

وتتفوق إسرائيل أيضا من ناحية الأسلحة الجوية؛ حيث إنها تمتلك 596 طائرة حربية بأنواعها المختلفة، في مقابل 505 طائرة فقط لإيران، غير أن إيران تتميز بامتلاك 319 مطار أو قاعدة مجهزة للخدمة في الحرب، في مقابل 47 مطار أو قاعدة فقط لدى إسرائيل.

(سلاح الجو الإسرائيلي الأقوى في المنطقة)

كما تمتلك إسرائيل 10575 مركبة مصفحة، في مقابل 2215 لدى إيران، غير أن عدد المدافع التي تمتلكها إيران يُقدَّر بـ2628 مدفع، في مقابل 950 مدفع لدى إسرائيل، كما تتفوَّق إيران أيضًا في أنظمة العرض الصاروخية بامتلاكها 1533 نظام، في مقابل 148 نظام صاروخي فقط لدى إسرائيل.

ومن ناحية المعدات البحرية، فإنَّ إيران أيضًا تتمتع بالأفضلية في هذا الأمر؛ حيث تمتلك 398 قطعة بحرية حربية، في مقابل 65 قطعة بحرية حربية فقط لدى إسرائيل.

إذا وُضع في السيناريوهات احتمالية مشاركة حزب الله اللبناني من جهة وحركة حماس الفلسطينية على جبهة أخرى، فإن ما تملكه حماس وحزب الله يصل إلى ما يقرب من 200 ألف صاروخ قصير، ومتوسط المدى، يمكن للعديد منها أن يصل إلى أي هدف في إسرائيل.

أي أن باستطاعتهما أن يمطرا معا أكثر من ألف صاروخ يوميا لمدة ما يقرب من 7 أشهر، وعلى الرغم من أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي هو واحد من أكثر الأنظمة تطورا في العالم، فإن إسرائيل ما زالت غير قادرة على اعتراض كل الصواريخ القادمة.

بواسطة |2019-01-27T19:34:04+02:00الأحد - 27 يناير 2019 - 8:00 م|الوسوم: , , |

كأس آسيا 2019.. إيران تصطدم باليابان.. والإمارات فى مهمة صعبة ضد أستراليا

يسعى منتخب الإمارات لقطع خطوة جديدة نحو تحقيق حلم الحصول على بطولة كأس آسيا للمرة الأولى فى التاريخ عندما يواجه أستراليا في السادسة مساء اليوم بملعب “هزاع بن زايد”، ضمن منافسات الدور ربع النهائي.

وحجز منتخب الإمارات مقعده في الدور ربع النهائي بعدما حقق فوزاً صعباً على قيرغيزستان بنتيجة 3 – 2 بعد اللجوء إلى الوقت الإضافي.

أما منتخب أستراليا فصعد للدور ربع النهائي بعدما نجح في تحقيق الفوز على أوزبكستان بركلات الترجيح ضمن منافسات دور الـ 16 بعدما انتهى الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي.

ويمتلك منتخب الإمارات مجموعة من اللاعبين القادرين على تسجيل وصناعة الأهداف، مثل على مبخوت المهاجم المتميز للفريق، وأحمد خليل الذى سجل 51 هدفاً دولياً لمنتخب بلاده، وكذلك المخضرم إسماعيل مطر.

فى حين يتطلع منتخب أستراليا لمواصلة المشوار نحو الحفاظ على اللقب وكان منتخب أستراليا توج بطلاً للنسخة الأخيرة من بطولة كأس الأمم الآسيوية التي أقيمت قبل 4 سنوات، بعدما تغلب فى المباراة النهائية على كوريا الجنوبية.

وأمس، تأهل المنتخب الإيراني إلى نصف نهائي كأس آسيا 2019، بفوزه على نظيره الصيني 3 -صفر، على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة في أبوظبي.

وبهذا الفوز يواجه منتخب إيران نظيره المنتخب اليابانى في مواجهة من العيار الثقيل فى نصف نهائي كأس أمم آسيا 2019، يوم الاثنين المقبل على ملعب “هزاع بن زايد”، في الرابعة عصرا.  

بواسطة |2019-01-25T15:59:21+02:00الجمعة - 25 يناير 2019 - 3:59 م|

“أمنستي” : إيران اعتقلت 7 آلاف معارض في عام 2018

 

قالت منظمة العفو الدولية “أمنستي” إن “السلطات الإيرانية اعتقلت ما يزيد على 7 آلاف معارض ومنشق خلال 2018”.

وأوضحت “المنظمة”، في تقرير صادر عنها، “الخميس” 24 يناير، أن “الصحفيين والمحامين ونشطاء حقوق الأقليات والمتظاهرين المناهضين للحجاب من بين أولئك المحتجزين في حملة القمع التي شنتها السلطات الإيرانية”.

ووصفت “أمنستي” عام 2018 بأنه “عام من العار لإيران”.

وذكر التقرير بأن “السلطات الإيرانية قمعت المتظاهرين العزل واستخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضدهم طيلة العام مع اعتقال الآلاف  بشكل تعسفي واحتجازهم”.

وطوال العام، تم احتجاز 11 محاميًا و50 عاملًا في وسائل الإعلام و91 طالبًا بشكل تعسفي، حيث حُكم على ما لا يقل عن 20 من العاملين في وسائل الإعلام بالسجن لمدة طويلة أو الجلد بعد محاكمات جائرة، وفقًا للمنظمة.

وقُبض على ما لا يقل عن 63 من النشطاء والباحثين في مجال البيئة عام 2018، وهم متهمون، دون أدلة، بجمع معلومات سرية عن المناطق الاستراتيجية لإيران تحت ذريعة تنفيذ مشاريع بيئية وعلمية، واتهم خمسة على الأقل “بالفساد على الأرض”، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام.

وقال مدير البحوث الخاصة في شؤون الشرق الأوسط بالمنظمة “فيليب لوثر” إن عام 2018 “سيخوض التاريخ باعتباره عام عار على إيران، وإن حجم الاعتقال والسجن والجلد المذهل يكشف عن قمع المعارضة السلمية”.

وتابع: “من المعلمين الذين يتقاضون أجورًا إلى عمال المصانع الذين يكافحون لإطعام عائلاتهم، دفع أولئك الذين تجرأوا على المطالبة بحقوقهم في إيران اليوم ثمنًا باهظًا، وطوال عام 2018، شنت السلطات الإيرانية حملة قمع شريرة ضد المدافعين عن حقوق المرأة”.

بواسطة |2019-01-24T20:16:09+02:00الخميس - 24 يناير 2019 - 8:16 م|الوسوم: |

3 تحليلات تكشف عن ميزان القوة الحقيقي بين إسرائيل وإيران في سوريا

إبراهيم سمعان

تظهر الحرب إلى الواجهة، فللمرة الأولى أعلنت إسرائيل مسئوليتها عن الهجوم الذي استهدف الأحد مواقع إيرانية في سوريا، فالغارات الجوية التي وقعت ضد مستودعات للحرس الثوري ومراكز للاستخبارات والتدريب بمثابة رد على إطلاق صاروخ أرض جو من سوريا ضد تل أبيب، والذي كان في حد ذاته ردًا على غارات إسرائيلية في منتصف النهار.

 

يمكن لهذا التصعيد الإسرائيلي-الإيراني أن يستخلص ثلاثة تحليلات: الصراع بين العدوين لم ينته في سوريا، ولا يحيده القرارات الروسية أو الأمريكية؛ ولا يزال بإمكانه اتخاذ نطاق آخر، وفقا لصحيفة “لوريون لو جور” الناطقة بالفرنسية التي فسرت ثلاثة استنتاجات لهذه المسألة.

 

– إسرائيل ستعاني من هزيمة كبرى في المنطقة

 

يستند هذا الاستنتاج، الذي يروج له مؤيدو المحور الإيراني – السوري على نطاق واسع، إلى فكرة أن الدولة اليهودية قد فشلت في رغبتها في إسقاط النظام السوري وطرد الإيرانيين. في مواجهة الانتصار العسكري للنظام وتعزيز هذا المحور، ستكون إسرائيل في موقف حساس، خاصة منذ إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا.

هذه النظرة إلى الصراع يغفل طوعا عن الإشارة إلى أن إسرائيل لم ترحب قط بسقوط النظام السوري، الذي كانت الخطوط الحمراء واضحة بالنسبة له، راضية بشعاراته ضد “الإمبريالية الصهيونية” ومفضلة الشيطان الذي تعرفه عن شيطان مجهول محتمل صعود إيران وأتباعها، بما في ذلك حزب الله ، الذي كان الشاغل الرئيسي للإسرائيليين في سوريا.

وبهدف صد القوات الإيرانية من حدود الجولان المحتلة، قدم الإسرائيليون سرا أسلحة للمتمردين في جنوب سوريا ، قبل التوصل إلى اتفاق مع الروس يضمن انسحاب إيران من الجنوب مقابل عودة النظام إلى المنطقة.

 

معزولة منذ إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا، تبدو إسرائيل مصممة على إظهار أنها لا تضعف. وصعدت بالفعل ضرباتها منذ الإعلان بعد فترة من الهدوء النسبي، للقول إن هذا الوضع الجديد لا يقيدها وإرسال رسالة تحذير في موسكو أنهم لن يتخلوا عن الضربات. لكن تواجه إسرائيل الآن خصماً طور قدراته ويمكنه الآن أن يهاجمها من عدة جبهات، دون التطرق إلى مسألة التوازن الاستراتيجي، بل وحتى الهزيمة.

 

–  إيران ستضطر إلى مغادرة سوريا بسبب السياق الإقليمي

 

يعتبر هذا التحليل في أحسن الأحوال تفكيرًا أمنيًا، منتشرًا من قبل التيارات البروسية أو الموالية لأمريكا، وتشير إلى أن مستقبل طهران في سوريا سيتم تسويته باتفاق روسي أمريكي كبير لتقاسم المنطقة في مناطق نفوذ تستبعد منها إيران. لكن بينما الوجود الإيراني غير مقبول من قبل أي لاعب إقليمي، بما في ذلك موسكو، فإن الإيرانيين الآن راسخون بشكل كاف في سوريا بحيث يبدو انسحابهم النهائي غير واقعي في الوقت الحالي لعدة أسباب.

 

الأمريكيون، على الرغم من التصريحات الإيجابية للغاية، أظهروا بوضوح أنه ليس لديهم نية لمواجهة الإيرانيين على أرض الواقع، أو حتى لمنع توحيد الممر الشيعي الذي يربط طهران إلى البحر الأبيض المتوسط ​​عبر العراق وسوريا ولبنان. لدى الإسرائيليين أهداف راديكالية – انسحاب القوات الإيرانية من سوريا – ولكنها محدودة، لأنهم راضون عن الضربات الجوية في سياق دبلوماسي ليس في صالحهم.

السعوديون وحلفاؤهم يعتمدون على حقيقة أن إعادة تأسيس العلاقات مع دمشق يمكن أن يقرب سوريا من الحضن العربي ويبعدها عن إيران. لقد أظهرت هذه السياسة بالفعل حدودها في الماضي ويبدو أنها تقلل من أهمية الرابط الاستراتيجي الذي يوحد بين البلدين والذي يتجاوز منطق التأثير البسيط.

أخيرا ، يتشارك الروس مع الإيرانيين في هدف استراتيجي يتمثل في إضعاف الأمريكيين في المنطقة، لا يقتصر اهتمامهم على معارضة إيران مباشرة في هذا السياق، حتى وإن كانوا يسعون إلى تنظيم دورهم، لكنهم لا يمتلكون بالضرورة الوسائل التي يرغبون في الحد منها.

تمر طهران بالفعل بمرحلة حساسة في سوريا ، مما يحد من نطاق عملها، ولكنها تطور استراتيجية للتكامل الدائم بحيث لا يكون اتفاق دبلوماسي أو غارات جوية كافية للتصدي لها.

-كل شيء يعتمد على روسيا والولايات المتحدة

 

 

أظهرت الحرب السورية قدرة القوى المتوسطة على متابعة أجندتها الخاصة دون الأخذ بعين الاعتبار القوى العظمى، لقد انتهى زمن الحرب الباردة، بمعنى المواءمة على أحد الكتلتين، لا أحد له السيادة المطلقة على الأراضي السورية. الولايات المتحدة لم ترغب أبدًا الانغماس في الحرب منذ بداية النزاع عام 2011. وروسيا رغم كونها القوة المهيمنة في البلاد ، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار طموحات، وأحيانا تنافسية، جميع الأطراف الإقليمية وحتى المحلية.

 

المعركة الإسرائيلية الإيرانية تسلط الضوء على هذه الحقيقة. لقد وعد الروس الإسرائيليين قبل ستة أشهر بأن الإيرانيين سيبتعدون عن الحدود، حتى مسافة الـ 100 كم، إما أن يكون الروس قد خدعوا، أو أنهم لا يستطيعون تحمل هذا الوعد، لكن من الواضح أن الإيرانيين ما زالوا موجودين في ضواحي دمشق ، وربما الجنوب.

 

بنفس الطريقة ، بعد حادثة 17 سبتمبر ، عندما أسقط الجيش السوري طائرة روسية بعد غارة إسرائيلية، اعتبر الكثيرون أن موسكو لن تسمح بعد الآن للدولة اليهودية بالتدخل في سوريا، ومن الواضح أن الأمر ليس كذلك، رغم أن إسرائيل مقيدة اليوم.

 

هل تشعر موسكو بالرضا عن وضع تضعف فيه إسرائيل بانتظام شريكها الإيراني، أم أنه ليس لديها خيار سوى السماح لها بالذهاب لتجنب التصعيد؟ على أية حال، يبدو أن روسيا تعزز دورها كحكم، يحاول السيطرة على الأعمال العدائية للحيلولة دون تهديد مصالحه، والنتيجة هي حرب استنزاف بين الإسرائيليين والإيرانيين، ولا يبدو أن أي منهما قادر على حسمها.

طالع نص التقرير الأصلي من المصدر عبر الضغط هنا

 

 

 

 

بواسطة |2019-01-23T19:41:38+02:00الأربعاء - 23 يناير 2019 - 7:41 م|الوسوم: , , |

صحيفة فرنسية تتساءل : كيف أصبحت أمريكا “الشيطان الأكبر” في إيران؟

إيران “المنبوذة” من “الشيطان الأكبر”

 

إبراهيم سمعان

“الموت لأمريكا”.. شعار كتب على واجهة السفارة الأمريكية السابقة في طهران وما زال يستخدم بعد أربعين سنة من الثورة التي أدت إلى إسقاط الشاه محمد رضا بهلوي وإنشاء الجمهورية الإسلامية.

لا يتردد الإيرانيون في ترديد هذا الشعار  بشكل عفوي خلال التجمعات الكبيرة أو خلال بعض الخطب العلنية لآية الله علي خامنئي، ومن جانبها، تعتبر الولايات المتحدة وإدارة ترامب اليوم إيران “منبوذة” من قبل المجتمع الدولي، رغم أن واشنطن وشاه إيران السابق كان لهما علاقة مثالية قبل ظهور نظام الملالي.

ووفقا لصحيفة “لوريون لوجور” استخدم الشاه الإيراني علاقته مع الغرب لتعزيز سياسته الإقليمية، لا سيما في المجالات العسكرية والطاقة، فعلى سبيل المثال، حصل على حق بناء ترساناته العسكرية في المجمعات الصناعية العسكرية الغربية، وزودت الولايات المتحدة إيران بمفاعلها النووي الأول.

كانت إيران، في وقت الحرب الباردة، تتشارك في حدود مشتركة مع الاتحاد السوفييتي، وبالنسبة للولايات المتحدة، كان التحالف مع إيران أمر بديهي، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت إيران لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط منذ اكتشاف النفط في أوائل القرن العشرين، كما يشير كليمنت تيرمه، الخبير في الشأن الإيراني في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

إضافة لذلك، لم يكن الشاه معاديًا تمامًا للكتلة الشرقية، وعلى الرغم من تحالفها غير المتنازع عليه مع واشنطن “لقد أظهر التاريخ أن شاه إيران كان مولعا بديجولية معينة، وهذا التحالف لم يجعله بيدق للولايات المتحدة كما تقول دعاية الجمهورية الإسلامية اليوم.

حتى خمسينيات القرن العشرين، كره الشعب الإيراني بريطانيا العظمى، خاصة بسبب احتلالها لجزء من إيران مع الاتحاد السوفياتي حتى 1941، ولكن أيضا نتيجة خنق النفط الإيراني من خلال كونسورتيوم شركة النفط الأنجلو-إيرانية (AIOC)، لكن  في الخمسينات من القرن العشرين اختفت هذه الهيمنة البريطانية أي بين عامي 1951 و 1953، وهما عامان مرت فيها الإمبراطورية الإيرانية باضطراب سياسي واقتصادي كبير.

في 1951 ، تم تعيين محمد مصدق، رئيسًا للوزراء على يد الشاه، وكان أحد قراراته الأولى هو تأميم  AIOC والدعوة إلى صلاحيات أكبر، لكن الشاه يرفض ذلك وأقاله ما نشأ عنه صراع بين الرجلين، واضطر الشاه، تحت الضغط الشعبي الذي بدأه مصدق، إلى الفرار (للمرة الأولى) إلى روما.

لكن في أغسطس 1953 دبرت أمريكا وبريطانيا أول انقلاب لزعزعة استقرار حكومة أجنبية “أجاكس” وكانت بداية الوصاية الأمريكية على إيران بعد لندن، وجعلت الإيرانيون يغيرون أعداءهم، كما يقول جوناثان بيرون، المؤرخ والخبير في العلوم السياسية.

بيد أن الحكم الاستبدادي للشاه المدعوم من قبل الأمريكيين، انتقد من قبل العديد من المثقفين الذين لم يترددوا في نشر شعارات معادية للإمبريالية والمعادية للغرب، وهو ما أدى إلى “الثورة البيضاء” ونفي الخميني إلى العراق والذي استخدم الكراهية ضد الغرب لتغذية خطابه الثوري.

وخلال “الثورة الإسلامية، يستعيد الخميني الشعور بالسخط إزاء الوجود الأمريكي، وانتقاد الحداثة وكراهية الغرب” وبعد عدة أشهر من الاحتجاج الشعبي، بدأت استراتيجية الخميني تؤتي ثمارها، وفي 16 يناير 1979 ، فر الشاه كما في عام 1953، وعاد الخميني في احتفال شعبي لا يصدق يرمز لوحده إلى سقوط النظام الملكي، لكن هذه المرة لم يعد بإمكان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإمكانها تدبير انقلاب جديد.

إذا قمنا بإعادة قراءة الصحف الإيرانية في ذلك الوقت، فإن ما عزز كراهية الثوار هو استقبال الشاه في الولايات المتحدة، في ذلك الوقت، انفجر العداء لأمريكا وحدثت موجة من العنف في الشوارع، واستُغل هذا من قبل الثوار، ولا سيما الخميني، لتعزيز خطابه، وفي الوقت نفسه تحييد الأقلية من الليبراليين والمثقفين والماركسيين.

ومن أمام السفارة الأمريكية في طهران، وبشعار “الموت لأمريكا”، يطلب عدة آلاف من الأشخاص تسليم الشاه، وفي نفس اليوم، اقتحمت السفارة واحتجز 52 دبلوماسيًا أمريكيًا كرهائن.

بعد ذلك اتخذ الرئيس جيمي كارتر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران رسمياً في 7 أبريل 1980، وأصدر إجراءات ضغط اقتصادي ضد النظام الجديد، بما في ذلك تجميد جميع الأصول الإيرانية في الخارج.

في 24 و 25 أبريل 1980، أطلق كارتر عملية عسكرية في محاولة لتحرير الرهائن، لكن الصعوبات التقنية مقترنة بظروف مناخية غير متوقعة أدت إلى فشل مريع للجنود الأمريكيين الذين يرون ثمانية منهم يموتون وأربعة آخرين جرحوا على الفور.

سيتم إطلاق سراح الدبلوماسيين في 20 يناير 1981 مع اتفاقية وقعت في اليوم السابق بين ممثلين أمريكيين وإيرانيين بموجب وساطة من الحكومة الجزائرية، وفي المقابل حصلت طهران من واشنطن على وعد بعدم التدخل في السياسة الإيرانية ووقف تجميد الأصول.

فاستمرار احتجاز الرهائن لـ 444 يوماً كان يرمز إلى الطلاق بين البلدان اللذين عاشا قبل ربع قرن شهر عسل حقيقي.

طالع التقرير من المصدر الأصلي عبر الضغط هنا

بواسطة |2019-01-21T13:22:57+02:00الإثنين - 21 يناير 2019 - 1:22 م|الوسوم: , |

لماذا تقود أمريكا التطبيع العربي الإسرائيلي على الجسد الإيراني

 

العدسة: محمد العربي

لم يجد المتابعون لإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن تنظيم مؤتمر دولي حول إيران بالعاصمة البولندية وارسو خلال شهر فبراير المقبل ، أي عناء في إطلاق اسم “حلف وارسو الجديد” على الدعوة الأمريكية، التي شهدت العديد من الاعتراضات والتحفظات الإيرانية والروسية.

المسئولون البولنديون من جانبهم أعلنوا لنظرائهم الإيرانيين أن استضافتهم للقمة المقبلة تأتي باعتبار أن بولندا دولة محايدة، ولم يكن لها موقف داعم لطرف من أطراف النزاع في الشرق الأوسط، ووفقا لكريستوف شرسكي الناطق باسم الرئيس البولندي فإن: “هذا مؤتمر هدفه إيجاد طرق للسلام، وبولندا أصبحت مكانا مناسبا لتنظيمه على وجه التحديد لأنها بلد محايد، إذ أنها لا تشارك في أي نزاع من النزاعات التي تشمل دولا في الشرق الأوسط، وأن مؤتمر وارسو الذي سيشارك فيه وزراء خارجية عدة دول شرق أوسطية في فبراير القادم ليس موجها ضد أي شخص أو دولة.

وحسب تعبير المسئول البولندي فإن بلاده تشارك في تنظيم هذا المؤتمر باعتبارها ” سفير للسلام والتعاون والبحث الإبداعي عن طرق لحل الصراعات المتعددة التي تواجه الآن الشرق الأوسط”.

ويأتي التوضيح البولندي بعد احتجاج شديد اللهجة للخارجية الإيرانية، أكدت فيه أن المؤتمر يعد حركة معادية من قبل الولايات المتحدة ضد جمهورية إيران الإسلامية، ونتوقع أن تمتنع بولندا عن عقد مثل هذا المؤتمر مع أمريكا.

لماذا إيران ولماذا الآن:

ووفقا للمتابعين فإن تصريحات المسئول البولندي لم يقنع أحد بأن المؤتمر موجه ضد إيران كما تشير تصريحات المسئولين الأمريكان، وهو ما يطرح تساؤلات لدي الباحثين عن اختيار إيران في هذا التوقيت لتكون بوابة التطبيع العربي الإسرائيلي.

وحسب المعلومات الرائجة عن التجهيز للمؤتمر فإن إسرائيل سوف تكون حاضرة بقوة، ليس لكونها طرفا معاديا في قضايا الشرق الأوسط، وإنما بصفتها شريكا في حل أزمات المنطقة بالتعاون مع الدول العربية تجاه عدو واحد وهو إيران.

وتشير تحليلات عديدة أن المؤتمر يمثل إحدى الإجراءات الأمريكية لمحو سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والتي كان من أهم نتائجها الاتفاق النووي مع إيران بعد مفاوضات شاقة استضافتها سلطنة عمان، وانتهت باتفاق (6 + 2)، كما أنه يعد تطورا طبيعيا للمقترح الأمريكي الذي لم يلق قبولا حتى الآن بإنشاء ناتو عربي إسرائيلي، لمواجهة إيران بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وانطلاقا من ذلك فإن مؤتمر وارسو، سيكون أكثر عمومية من مقترح الناتو العربي، من خلال تدشين جبهة عالمية ضد إيران، وهي الجبهة التي تساعد الولايات المتحدة في إدارة الملف الإيراني، ومحاولة إدخالها في بيت الطاعة الأمريكي، دون اللجوء لمواجهة عسكرية مباشرة مع طهران.

ويشير البعض أن الهدف الأمريكي في الأساس هو إرغام إيران على الاستجابة للنداءات الأمريكية المتكررة لعودتها مرة أخرى لمائدة المفاوضات، من أجل التوصل لاتفاق جديد حول برنامجها النووي والصاروخي، وربما دورها الإقليمي، حتى يصبح بإمكان ترامب البرهنة على أنه جاء بأفضل مما جاء به سلفه باراك أوباما وإدارته الديمقراطية.

ووفقا لهذا الرأي فإن أمريكا لديها العديد من الأهداف الطموحة لتركيع إيران، قبل نهاية الفترة الرئاسية الحالية لترامب، والذي يريد تنفيذ مخططه الذي يرمي لمصلحة إسرائيل، قبل أن تتطور أزمته الداخلية بما يمكن أن تصل لخروجه من البيت الأبيض، وهو ما يبرر التهديدات الساخنة التي وجهها المسئولين الأمريكيين البارزين الذي زاروا المنطقة مؤخرا، تجاه إيران.

التطبيع الشامل

ويرى المتابعون أن المؤتمر المقترح يتخذ من إيران فزاعة، لتوحيد الصف العربي والخليجي في خانة إسرائيل، ما يشير إلى أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو تدشين العلاقات العلنية الكاملة بين إسرائيل ودول عربية بارزة مثل السعودية، التي قفزت خطوات كبيرة في اتجاه تل أبيب على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

حسب هذه الأراء فإنه ليس مستبعداً أن تكون فكرة “حلف وارسو الجديد”، “قنبلة دخانية” هدفها التغطية على “التسلل” الإسرائيلي إلى الصفوف العربية، فإذا كان من المتعذر دعوة إسرائيل لعضوية نادي الـ”6 +2″، فإن كثيرين سيقبلون دعوتها لمؤتمر دولي موسع في وارسو، وقد تصبح العاصمة البولندية، مدخلاً لـ “تطبيع” وجود إسرائيل في غرف عمليات “الناتو العربي” تحت “فزاعة” التهديد الإيراني.

أين إيران

ويبدو السؤال الأكثر تداولا بين المتابعين متعلقا بالموقف الإيراني نفسه، والتي أصبحت تواجه هذه المرة رياحا عاتية، توجهها واشنطن وتل أبيب بشكل سريع تجاه طهران، وهل لدى الإيرانيين أوراقا تمكنهم في التصدي لهذه الرياح، أم أنها سوف ترضخ في النهاية لتجاوز الأزمة، كما فعلت من قبل.

وحسب الرد الرسمي الإيراني فإن المؤتمر سوف ينتهي بالفشل حسبما صرح على شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، معتبرا أن رعاية واشنطن لمؤتمر ضد إيران تعني فشل سياسة العقوبات الأقسى في التاريخ، وتدل على العجز واليأس اللذان يلازمان الإدارة الأمريكية، وهو نفس ما أكده وزير الخارجية الإيراني عبر حسابه بتويتر.

إلا أن المحللين يرون أن فشل المؤتمر مرتبط بأمرين أساسيين، وهما الدول المشاركة فيه، من حيث النوعية ومن حيث العدد، وثانيا هو نتائج المؤتمر أو بالأحرى طلباته من الدول المشاركة فيه، ومدى استطاعتهم في تحقيق هذه الطلبات.

وبالعودة للنقطة الأولى المتعلقة بالدول المشاركة في المؤتمر، فإن غياب الجانب الأوروبي عنه يبشر بفشله، إلا أن الرهان على هذا الغياب أو عدم الفاعلية مازال محل شك، حيث يشير البعض أن تزامن التصعيد الأوروبي والأمريكي ضد إيران، يرمي لوجود هدف مشترك بينهما وهو إرغام إيران على التخلي عن سياساتها الإقليمية حتى لو كانت الدوافع والأسباب مختلفة.

ووفقا لهذا الرأي فإن قرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد طهران، تزامن مع جولة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، التي هاجم فيها إيران، وحتى بالرغم من استمرار الدول الأوروبية بدعوة طهران لتغيير سياستها في المنطقة والتوقف عن تجاربها الصاروخية إلا أنه لا توجد مؤشرات على أن مآخذ أوروبا ضد إيران هي بالذات وراء التصعيد الأوروبي الأخير، وإنما التصعيد وراءه غايات أخرى، في مقدمتها منع إيران من الانسحاب من الاتفاق النووي، وهو ما يعني أن العقوبات الأوروبية تترجم سياسة الهروب للأمام، فبدلا من أن يقدم الأوروبيون تشجيعا لطهران من أجل الاستمرار في الاتفاق، لجأوا إلى التهديد والضغط، وهي نفسها السياسة الأمريكية الحالية ضد إيران.

على الجانب الآخر فإن هناك أصوات ترى أن النفوذ الأمريكي على أوروبا، لم يعد بنفس الشكل الذي كان عليه في السابق، وبالتالي فإن عدم تجاوب الدول الأوروبية الهامة مع دعوة وزير الخارجية الأمريكي حتى الآن يشير إلى أن الجميع يبحث عن مصالحه، وليس شرطا أن يكون ذلك من خلال التقاطر مع مصالح الآخرين.

ويشير أصحاب هذا الرأي أنه بالنظر للدعوات التي وجهت والتي ستوجه، والتي طالت مصر والسعودية والبحرين والإمارات والمغرب، وما قد يعقبها من دعوات لبعض دول أميركا اللاتينية، ومقارنتها مع مؤتمر أصدقاء سورية الذي رعته واشنطن عام 2012، والذي ضم كل الدول الأوروبية وأغلب الدول العربية، وغابت عنه إسرائيل لضمان نجاحه، فإن هذا يؤكد أن مؤتمر وارسو سيكون هزيلاً، بل ويعبر عن حجم التراجع في النفوذ الأمريكي ليس في المنطقة فقط، بل وفي العالم، حيث سيكون كافياً غياب حلفاء أمريكا الأوروبيين، وشركائها الكبار في حلف الأطلسي بالإضافة لتركيا، بينما الحضور سيكون قاصرا على دول هامشية ليس لديها القدرة على خوض المواجهات المؤثرة ضد إيران.

 

بواسطة |2019-01-17T23:00:20+02:00الأربعاء - 16 يناير 2019 - 11:00 م|الوسوم: , , |

ترامب أم الصقور.. من يقود السياسة الأمريكية تجاه إيران؟

 

إبراهيم سمعان

من نصدق؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر سحب قواته من شمال شرق سوريا، يعلن في أعقاب ذلك أن “الإيرانيين يمكنهم فعل ما يريدون في سوريا”؟ أم الصقور المناهضون لإيران في إدارته الذين لا يدخرون جهدا لطمأنة حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بأن مواجهة الجمهورية الإسلامية تظل هدفهم الرئيسي في المنطقة؟ من الذي يقود في النهاية سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟.

 

عدة أسئلة طرحتها صحيفة “لوريون لوجور” الناطقة بالفرنسية حول السياسة الأمريكية تجاه إيران، والتي طمست معالمها عقب القرار الأمريكي الأخير.

فبعد مغادرة جيمس ماتيس، للبنتاجون، أصبح الصقور المناهضون لإيران في طليعة الدبلوماسية الأمريكية، وقام جيمس بولتون، مستشار الأمن القومي، بزيارة إسرائيل الأسبوع الماضي للتأكيد على أن الانسحاب الأمريكي من سوريا لن يؤثر على الدفاع عن الدولة اليهودية و “أصدقاء آخرين لإسرائيل”.

 

“واشنطن لن تغادر المنطقة” وتحت هذا العنوان قام مايك بومبيو، وزير الخارجية، بجولة في المنطقة وقال في خطاب ألقاه بالقاهرة يوم الخميس الماضي: إن واشنطن ستواصل العمل الدبلوماسي لطرد الإيرانيين من سوريا”، مشيرا إلى أنه “عندما تغادر أمريكا، فإن الفوضى تأتي بعد ذلك”، وكأن رئيس الدبلوماسية الأمريكية، يطرح خلافه الأساسي مع رئيسه إلى العلن، حيث يرى بدلاً من ذلك أن الولايات المتحدة ليس عليها أن تلعب دور الدرك في الشرق الأوسط.

 

يحاول الصقور إصلاح الضرر واستثمار الوقت، حتى لا يبدوا ذلك نصراً، رمزيا على الأقل، في طهران، لكن تصريحاتهم تتناقض مع إعلان رئيسهم، حتى لو كانت انخفضت منذ ذلك الحين، مما يعزز الشعور بأنهم لا يفعلون الكثير.

 

قبيل أيام أعلن التحالف الدولي ضد “داعش”، بقيادة الولايات المتحدة، عن بدء انسحابه من سوريا، وبعد بضع ساعات ، قال مصدر في البنتاجون إن الأمر يتعلق فقط بالمعدات وليس القوات، وفي مواجهة النقد، وخاصة الضغط من حلفائه داخل وخارج البلاد، سكب دونالد ترامب الماء في كأسه ووافق على تأخير سحب جنوده، الذين يدعمون الأكراد على الأرض والسماح لواشنطن بالسيطرة على ثلث سوريا.

 

بيد أن الرئيس الأمريكي لم يغير القرار ويعتزم تسريع انسحاب الأمريكيين في المنطقة، ويمكن للصقور ، في أحسن الأحوال، أن يحدوا من هذا القرار.

 

إذا بقي احتواء إيران في الشرق الأوسط أولوية لهذه الإدارة ، فإن سياسة تحقيقها تبدو غير متناسقة وخطيرة على حد سواء، غير متناسقة، لأنه ليست مصحوبة بأي استراتيجية سياسية يقرها الرئيس، باستثناء العقوبات المالية، التي من المرجح أن تجبر طهران على التراجع في العالم العربي، وخطيرة لأنه يقودها صقور متشددون يلعبون لعبة المحافظين في طهران ويضعفون المعتدلين.

 

سياسة إدارة ترامب لم تضعف إيران حتى الآن في أي مسرح بالمنطقة، ففي العراق ، كان على واشنطن أن تقبل ، سنة بعد سنة، السيطرة الإيرانية، وباليمن تدفع الولايات المتحدة دول الخليج إلى إيجاد أرضية مشتركة مع الحوثيين، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في التحقق من النفوذ الإيراني سياسياً في البلاد، وفي سوريا أيضا، الإسرائيليون والروس متورطون في احتواء الإيرانيين وليس الأمريكيين، وفي لبنان، لا يبدو أن حزب الله يضعف نتيجة الضغط الأمريكي.

 

يعتمد الإيرانيون على ما بعد ترامب، في المقابل، تواجه واشنطن صعوبة في تحقيق أهدافها، لإرغام الجمهورية الإسلامية على الركوع، بخطبها المتشددة وسياستها المليئة بالتناقضات، لا سيما منذ تشكيل تحالف مناهض لإيران، يتزعمه محور إسرائيلي-سعودي، فهو يواجه في الوقت الحالي حقائق إقليمية أخرى.

 

 

 

 

https://www.lorientlejour.com/article/1152248/iran-trump-danse-avec-les-faucons.html

بواسطة |2019-01-15T21:56:54+02:00الثلاثاء - 15 يناير 2019 - 10:00 م|الوسوم: , |
اذهب إلى الأعلى