هل قلبت استقالة سعد الحريري الطاولة على رأس بن سلمان؟

العدسة-  هادي أحمد

“بدي كرر وأكد أنا بألف ألف خير وأنا راجع إن شاء الله على لبنان الحبيب مثل ما وعدتكم”.

هكذا غرد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري السابق، على حسابه على موقع تويتر اليوم الأربعاء 15 نوفمبر، بعد مرور 11 يوما على إعلانه استقالته بشكل مفاجئ وطارئ من المملكة العربية السعودية في الرابع من نفس الشهر.

وكانت الطريقة الصادمة التي استقال بها الحريري أقوى مثال يسلط الضوء على الأغلال السياسية التي كبلته طوال وجوده في سدة الحكم، سواء من الخارج أو الداخل، لكنها أظهرت أنه لا يمكن الاستغناء عن دوره، وربما سيعود إلى لبنان أقوى من ذي قبل.

فقد ضربت الاستقالة كافة العصافير بحجر واحد، وقلبت الطاولة على رؤوس الجميع، حيث عملت ليس فقط على رفع الضغوط الشديدة المفروضة عليه – ولو بشكل مؤقت – من أطراف متعددة ومتناقضة (أبرزها السعودية وحزب الله)، بل ووضعت اللبنانيين في حالة نادرة من الوحدة للمطالبة بعودته إلى بلاده.

كبح السعودية

ويري محللون أنه على الرغم من دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكامل للسعودية إلا أنه يبدو أن الولايات المتحدة تشير إلى رغبة في اتخاذ الرياض موقفا أكثر حذرا في صراعها الإقليمي مع إيران، لا سيما في الملف اللبناني، بعدما ما أبدته القيادة السعودية من تهور مبالغ فيه، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

قال “راي تاكيه” وهو عضو كبير في مجلس العلاقات الخارجية إنه يعتقد أن إدارة ترامب مازالت تسعى لمساعدة تعزيز السعوديين مصالحهم في مواجهة إيران، لكن دون زعزعة استقرار المنطقة، وفقا لـ“وكالة رويترز”.

وأضاف “هذه عملية توازن دقيقة، إنها تنطوي على دعم الحلفاء في سياسة توافق عليها الإدارة في الوقت الذي تحاول فيه تخفيف مظاهرها التي (تجعلها تبدو) مبالغا فيها”.

وعلى نفس المنوال، قال بول سالم كبير نواب رئيس معهد الشرق الأوسط، وهو معهد بحثي بواشنطن: إن تيلرسون “لا يتفق مع الموقف السعودي في وصف الدولة اللبنانية بأنها رهينة لحزب الله.”هذا مهم، وفيه إشارة أيضا إلى الإسرائيليين أن هذا ليس الوقت المناسب لمواجهة لبنان”.

كما ألمحت تقارير لبنانية  إلى أن القلق الأمريكي من التهوّر السعودي صار كبيراً، إلى درجة أن الوزير السعودي ​ثامر السبهان​ تلقّى توبيخاً حاداً من مسؤولين أمريكيين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

ونقلت التقارير أن السبهان سمع التوبيخ القاسي في اجتماعين منفصلين، ومن جهتين مختلفتين في ​الإدارة الأمريكية​؛ الاجتماع الأول في وزارة الخارجية بحضور ممثّل عن وكالة الأمن القومي، والثاني في وزارة الدفاع، حيث قال الأمريكيون للسبهان إن “التصرّفات السعوديّة حيال لبنان هوجاء”، مضيفين أن “هذه التصرفات تضر بمصالح الولايات المتحدة في لبنان”.

” بن سلمان بصحبة ترامب “

تغيير المعادلة الداخلية

ويري محللون أن الحريري، لديه رؤية لإعادة بناء الثقة مع الرئيس “ميشال عون” والذي يمثل التيار المسيحي اللبناني أكبر تيار بلبنان، لعمل توافق بين التيارين السني والمسيحي.

ومن شأن حدوث هذا التوافق – وفقا للمراقبين-  إحداث تغيير في المعادلة اللبنانية على المستوى السياسي والاستراتيجي والاجتماعي مما يحرم “حزب الله” من أي غطاء، وهذا التغيير في المعادلة نتائجها مضمونة وأكثر أمناً من التصعيد في لبنان.

وقد تكون عودة الحريري المرتقبة، خلال الأيام القادمة مرتبطة بالاتفاق مع الرئيس “عون” مع التركيز على مطلب انسحاب “حزب الله” من اليمن.

” سعد الحريري “

إحراج حزب الله

أظهرت الاستقالة المفاجئة للحريري – سواء أكان أجبر على تقديمها أو بمحض إرادته – قدرة المملكة على لعب دور حاسم، وخلط الأوراق في لبنان بشكل كبير في أي وقت، متى أرادت في لبنان، ولهذا سيكون مطلوبا من “حزب الله”، بعد عودة الحريري المرتقبة إلى لبنان ، أن يأخذ خطوات فيما يتعلق بانسحابه من اليمن تحديدا.

ويري السعوديون أن تدخل حزب الله في اليمن هو الذنب الذي لا يغتفر، ولا يمكن السكوت عليه ويجب مواجهته حتى لو كلفها ذلك قلب الطاولة فوق رؤوس اللبنانيين الحلفاء قبل الأعداء.

وهذا ما أوضحه بشكل صريح مقال لرئيس تحرير صحيفة العرب السعودية الناطقة بالإنجليزية فيصل عباس قال فيه: إن ” أهم ما يمكن استنباطه من مقابلة الحريري مع بولا يعقوبيان، أن السعودية غاضبة من تورط حزب الله في اليمن، كما يشير الحريري بشكل ضمني، وربما لم تكن الرياض تحب المليشيات المدعومة من قبل إيران، ولكن هناك فرق كبير الآن، وهو أن السعوديين يموتون نتيجة الحرب في اليمن“

” والحريري بصفته رئيسًا للحكومة اللبنانية التي تضم حزب الله، يمكن أن يكون مسؤولًا بشكل مباشر عن تلك الأعمال العدائية، ولا يريد الحريري تحمل مسؤولية العواقب الناتجة عن تلك التدخلات لحزب الله، وهذا دافع الاستقالة “.

كما يضع الحزب في الحسبان، المساعي السعودية التي كانت ترمي إلي حدوث تحرك عربي لمقاطعة لبنان على غرار قطر وهو الأمر الذي كان سيترتب عليه تدمير لبنان نظرا لاقتصادها الهش، ويمكن لإيران المحرك الرئيس للحزب أن تقتنع بأن استمرار تواجد الحزب في اليمن سيصاحبه خسائر كبيرة.

فيما يظل وجود الحزب في سوريا معلقا حتى إشعار آخر بسبب تعقيدات الملف السوري إذ يتواجد الحزب بموافقة النظام السوري ذاته.

” حسن نصر الله “

دعم عربي وأوروبي

عدد من الدول العربية اختلفت مع الموقف السعودي، رأت أنه لا يجب معاقبة لبنان بسبب “حزب الله”، كما يمكن للعقوبات التي تتخذها الولايات المتحدة والدول العربية ضد حزب الله حال توسيعها أن تكون فعالة.

كما دعت بعض الدول الموالية للنظام السوري إلى ضرورة إعطاء فرصة للحوار وترك المجال للحلول السلمية لحل الأزمة اللبنانية، بدلا من اللجوء للمواجهات المباشرة، لاسيما وأن المنطقة لا تحتمل المزيد من الاضطرابات، يمكن لهذا التهور السعودي أن يعمل على إشعال المنطقة .

وعلى الصعيد الأوروبي قالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الجمعة إنها تريد أن يكون رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري حرا في تحركاته وقادرا بشكل كامل على القيام بدوره الحيوي في لبنان.

قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون يوم الأحد إنه يأمل أن يعود سعد الحريري إلى بيروت “دون أي تأخير إضافي”.

أضاف جونسون في بيان أنه تحدث مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل يوم الأحد، وأكد له مجددا دعم بريطانيا للبنان، وقال جونسون ”يجب عدم استخدام لبنان كأداة لصراعات بالوكالة“ كما ينبغي احترام استقلاله.

كما حث الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري على العودة إلى لبنان داعيا كل القوى السياسية اللبنانية إلى التركيز على جدول الأعمال الداخلي للبلاد ومحذرا السعودية من التدخل في الشأن اللبناني.

“بوريس جونسون” وزير خارجية بريطانيا

 

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان

“جان إيف لودريان” وزير خارجية فرنسا

توحد نادر

وبعيدا عن دعم الأحزاب السياسة، وجد اللبنانيون أنفسهم بعد الاستقالة تقسمهم الصراعات منذ وقت طويل أمام لحظة نادرة للوحدة.. فاللبنانيون من كل المشارب يريدون عودته من السعودية كي يواصل عمله رئيسا للحكومة.

كما تنتشر لافتات وملصقات في أنحاء بيروت تطالب بعودة الحريري، وتقول لافتة ضخمة “نريد رئيس وزرائنا”.

وعبر مشاركون في ماراثون بيروت السنوي يوم الأحد عن نفس المطلب، وارتدى البعض قمصانا قطنية طبع عليها وجه الحريري وكتب عليها “كلنا ناطرينك”، “جميعنا في انتظارك” .

كيف نفهم الواقع؟!

عقب كل حادث مفاجئ أو بزوغ نجم جماعة من الجماعات تثار ضجة كبيرة حول ماهية الحدث والأطراف التي تقف خلفه، أو حول ماهية الجماعة وجذورها التاريخية وأهدافها الحقيقة، ويتسع الجدل حول ذلك ويزداد، وتنتشر الشائعات لتغطي على المحكم والثابت من الحقائق الجليات. ذلك النموذج المتكرر يستدعي تناول قضية هامة، ألا وهى كيف نفهم الواقع الذي نحياه والأحداث التي تدور حولنا  دون الانشغال بالجدل حول التفاصيل الثانوية والأمور الهامشية؟.

يمكن القول بأن فهم الواقع جزء منه فطري يرتبط بملكات الإنسان كالذكاء وسرعة البديهة وعمق التفكير، وجزء آخر كسبي كالخبرة وسعة الاطلاع. تلك المواهب الفطرية والكسبية تزداد بمخالطة أصحاب التجارب وبالقراءة  المستمرة ومتابعة التطورات ومراعاة قواعد الفهم السليم. والمحاور التالية تساعد على حسن تصور الواقع وإدراكه على حقيقته:

1- البصيرة الإيمانية: وهى تكتسب بالتقوى والعمل الصالح ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا…) فرقانا يفرق به المرء بين الحق والباطل، بين الحقائق والأوهام، بين أولياء الله وأعداء دينه….ومصداق ذلك في أحاديث آخر الزمان قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المسيح الدجال (مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب) فلم يميز الناس الدجال وفقا لمستواهم العلمي ومهاراتهم المتنوعة بل وفقا لمستوى الإيمان في قلوبهم.

2- تدبر القرآن والسنن الواردة فيه: فعلى سبيل المثال نجد أن أغلب نظم الحكم في البلاد التي شهدت ثورات الربيع العربي تعهدت عند اشتعال الأحداث بإجراء إصلاحات متنوعة خلال فترة زمنية قصيرة تتراوح من ستة أشهر إلى سنة، ومع تدهور الأوضاع  وعد معظم الرؤساء بالتنازل عن السلطة عقب إجراء انتخابات نزيهة. وصدق البعض ذلك، بينما تلك الأنظمة مارست أسلوبا فرعونيا  قديما يقوم على مواجهة المفاجآت بالتهدئة برهة من الوقت لامتصاص الصدمة والتقاط الأنفاس والترتيب لتدبير المؤامرات للقضاء على خصومهم ( قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون، قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين، يأتوك بكل سحارعليم).

3- تصور المناهج وخصائص الجماعات والدول: فيصعب أن تجتمع كلمة حركة جهادية على تسليم سلاحها بينما هى نشأت على التغيير بالقتال، ويصعب أن تتخذ جماعة سلمية قرارا حقيقيا بالمواجهة بينما هى نشأت على التغيير من خلال العمل السلمي. ولا يتصور أن تقوم دولة بإعطاء امتيازات بالمليارات للدول الكبرى مقابل حماية نظام حكمها، ثم تتخذ  لاحقا قرارات مصيرية ضد تلك الدول.

4- فهم حركة الواقع وفق التصور العقدي للصراع بين الحق والباطل: فمعسكر الجاهلية له أطره وثوابته وخصائصه التي رسمها الشرع، ولا يتصور خروجه عنها بشكل جماعي دون نكير داخلي من بعض مكوناته.

5- فهم طبائع البشر وحركة المجتمعات البشرية: فالبعض يقتنعون بصحة أخبار وأفكار مخالفة لطبائع الأمور، ومن المهم الابتعاد عن الأخبار التي تتناقلها المواقع الإخبارية غير المهنية، والحسابات المجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي. والتثبت من الأخبار الغريبة عبر مراجعة المواقع الإخبارية الشهيرة ووكالات الأنباء.

6- قياس الأحداث: قياس الأحداث على نظائرها، وفهمها في ضوء القدر الرباني، وأبعادها الدولية والإقليمية والمحلية. والتكيف مع المستجدات، فالبعض يقف عند حدود أيدولوجية جامدة تمنعه من استيعاب المتغيرات، فإيران وأميركا يمكن أن يتحالفا ضد عدو مشترك، ثم يتصارعا لاحقا على مجالات بسط النفوذ.

7- متابعة المستجدات من المواقع الإخبارية الأكثر مهنية: مثل الجزيرة، والنشرات الدورية الصادرة عن المراكز البحثية المرموقة أو المتماسة مع الأحداث في بلادنا مثل النشرات الأسبوعية لمركز مئيت عمير الإسرائيلي  والدراسات الصادرة عن  مراكز الأبحاث مثل (بروكنجز – كارنيجي – راند – الجزيرة للدراسات – المعهد المصري).

8-القراءة في مجالات متنوعة من قبيل:

-الكتب التي تنهل من نور الوحي مباشرة مثل كتاب (التصور السياسي للحركة الإسلامية) للشيخ رفاعي سرور، والذي يشرح فيه النظرية السياسية الإسلامية ومرتكزاتها، والنظرية السياسية الجاهلية ومحاورها، ومثل كتابه الآخر ( حكمة الدعوة ) الذي يتناول فيه كيفية تكوين الفرد المفكر، والعلاقة بين الفكر والقدر.

– الكتب التي تمثل مداخل سهلة وبسيطة للعلوم الإنسانية، وتساعد على فهم التاريخ وفلسفته والسياسة والاقتصاد والجغرافيا السياسية والتدافع وأدواته مثل سلسلة ” أدوات القادة ” لجاسم سلطان.

– الكتب التي تعطي صورة  كلية للتاريخ الإسلامي منذ قبيل البعثة حتى سقوط الدولة العثمانية مثل كتاب (التاريخ الإسلامي الوجيز) لمحمد طقوش، فضلا عن الكتب التي تتناول الانحرافات البارزة التي مرت بها الأمة المسلمة مثل (الحرية والطوفان) لحاكم المطيري ، و(واقعنا المعاصر) لمحمد قطب.

– الكتب التي تتضمن وثائق الأرشيفات الأجنبية المرفوع عنها السرية، إذ تكشف الخلفيات الحقيقية للأحداث، وتشرح بمعنى أدق ماهية السياسة في بلادنا مثل سلسلة (الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية ) لنجدة صفوة .

– مذكرات الساسة والقادة وصانعي الأحداث من العرب والأجانب ، مثل مذكرات محمد نجيب وخالد محيي الدين وسعد زغلول وحسن العشماوي وكوندليزا رايس وجورج تينت.

-الكتب التاريخية التي تتناول التاريخ المعاصر والحديث للأقطار الإسلامية، ففي الحالة المصرية نجد سلسلة عبدالرحمن الرافعي التي تغطي الفترة منذ قبيل الحملة الفرنسية  حتى عام ١٩٥٩، فضلا عن الدراسات الجادة مثل (موجز تاريخ مصر في الحقبة العلمانية) لأسامة حميد.

– الكتب التي تتناول استراتيجيات الحروب مثل (عن الحرب) لكلاوزفيتز ، و النظام الدولي والصراع الحضاري  مثل كتاب (صدام الحضارات) لهنتجتون ، و(رؤية استراتيجية- أميركا وأزمة السلطة العالمية) لبريجنسكي.

– الكتب التي تتناول منظومات الحكم والسيطرة والتغيير المجتمعي مثل (الحكومة الخفية) لجمال حمّاد، و(النظام القوي والدولة الضعيفة) لسامر سليمان، و(ماذا حدث للمصريين؟) لجلال أمين.

 

الآراء الواردة في التدوينة تعبر فقط عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر “العدسة“.

بواسطة |2017-11-16T15:37:33+02:00الخميس - 16 نوفمبر 2017 - 1:03 م|

وثائق سرية: السعودية وإسرائيل يعملان معا لإثارة الحرب في لبنان

العدسة – هادي أحمد

سلط موقع “جلوبال ريسيرش” البحثي الكندي الداعم للسياسات الروسية، أن وثائق سرية كشفت أن المملكة وإسرائيل يعملان سويا لإثارة الحرب في لبنان ، مشيرا إلى إجبار المملكة لرئيس الوزاء سعد الحريري على تقديم استقالته من المملكة تأتي ضمن هذا المخطط.

إلى نص التقرير ..

بعد يوم واحد فقط من الهزيمة الكبرى لتنظيم “داعش” الإرهابي في كل من سوريا والعراق، في إشارة إلى  أن الحرب ربما في طريقها للنهاية؛ أثارت سلسلة من الأحداث الاستثنائية خطر اندلاع حرب جديدة، هذه المرة في لبنان .

هذه الأحداث بدأت في الرابع من شهر نوفمبر الحالي، عندما قامت السعودية بزعزعة استقرار الحكومة اللبنانية، من خلال إجبار رئيس الوزراء سعد الحريري على الاستقالة، الذي اندفع وراء مزاعم زائفة من الحكومة السعودية، في السابع من نوفمبر، بأن لبنان أعلنت الحرب على المملكة .

وثائق سرية نشرتها القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي أشارت إلى أن سيناريو هذه الحرب التحريضية تم تنسيقها من قبل السعودية وإسرائيل للتحريض على حرب جديدة في الشرق الأوسط، وأن الهدف هو لبنان، والذي تم تبريره في هذا الاستهداف أن لبنان هو وكيل إيران في المنطقة .

” سعد الحريري “

ويأتي هذا الاستفراز بعد تدريب عسكري ضخم أجرته إسرائيل في سبتمبر يحاكي غزو لبنان، وصمم خصيصا لاستهداف حزب الله اللبناني، وكان هذا أضخم تمرين عسكري لتل أبيت منذ 20 عاما، شمل جميع أفرع الجيش الإسرائيلي .

وفي حين وصفت واشنطن حزب الله اللبناني بالإرهابي، يري التقدميون في الشرق الأوسط أن المجموعة دافعت عن السيادة اللبنانية، مرتين، في 2000 و2006 ، ونجحت في طرد القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية .

لقد قاتل حزب الله جنبا إلى جنب مع الحكومة السورية، ليس فقط لمنع تقسيم العربي المجاور، ولكن أيضا لمنع داعش من غزو لبنان وترويع المواطنين هناك.

كما أن إيران التي تشوهها الإمبريالية الأمريكية وعملاؤها، وفرت دعما سياسيا وماديا وعسكريا حاسما ولازما لهزيمة داعش.

من أحداث “حرب الكيان الصهيوني على حزب الله “

والأحداث هي كالتالي:

في 3 نوفمبر سقطت معاقل “داعش” الأخيرة في العراق وسوريا، وتسعي كل من المملكة وإسرائيل إلى تقطيع سوريا كما ساعدا داعش .

وفي إجراء غير مسبوق على الساحة الدولية، في 4 نوفمبر بناء على أوامر من النظام السعودي، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من المملكة على شاشة التليفزيون السعودي استقالته من منصبه، وهاجم إيران لتدخلها في لبنان، وأن حزب الله يحاول اغتياله.

وبعد ساعات أعلنت المملكة اعتراض صاروخ يمني استهدف العاصمة الرياض. ولسنوات ظل النظام السعودي يعتمد في تسليحه على الولايات المتحدة وشن غارات على الشعب اليمني وقتل المدنيين بشكل عشوائي.

وفي حين يقول اليمنيون إن الصاروخ الذي أطلقوه صنع في اليمن ، زعم وزير الخارجية عادل الجبير أن حزب الله اللبناني هو من أطلق الصاروخ البالستي باتجاه العاصمة السعودية الرياض، معتبرا أن إطلاق حزب الله صواريخ إيرانية على السعودية هو عمل حربي ضد بلاده.

” صاروخ حوثي في إتجاه السعودية “

وفي السابع من نوفمبر، سارع السعوديون إلى زيادة التصعيد، واتهموا لبنان بإعلان الحرب ضد بلادهم.

وفي نفس الوقت، وفي محاولة لتوطيد السلطة، شن النظام السعودي حملة اعتقالات واسعة النطاق، شملت المئات داخل المملكة لاتهامهم بالفساد، بما في ذلك بعض كبار الأمراء ورجال الأعمال في البلاد.

وقد أعطت وسائل الإعلام انطباعا، منذ فترة طويلة، أن المملكة وإسرائيل على جانبين متضادين، وهذا الأمر ثبت أنه للاستهلاك العام، فكلا النظامين مدعومان من قبل واشنطن، ويتم تسليحهما حتى يتمكنا من التغلب على كفاح التحرر، والحكومات المستقلة في الشرق الأوسط، والحفاظ على هذه المنطقة الغنية بالنفط وجعلها في أمان من أجل “إكسون موبيل” و “جيه.بي مورجان تشيس آند كو”.

والآن هناك دليل قاطع على أن إسرائيل والسعودية تعملان معا من أجل إشعال الحرب في لبنان .

“نتنياهو” و “بن سلمان”

وفي 7 نوفمبر، نشرت القناة الإسرائيلية 10 برقيات دبلوماسية مسربة أرسلت إلى جميع السفراء الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم بشأن الأحداث السابقة.

وتُظِهر البرقية التي كتبت بالعبرية أن تل أبيب والرياض تنسقان عمدا من أجل تأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط، وتَوفُّر هذه المستندات أول دليل على التعاون الإسرائيلي المباشر بين هذين العميلين الأمريكيين في المنطقة.

وسرب “باراك رافيد” وهو كبير المراسلين الدبلوماسيين في القناة العاشرة الإخبارية الإسرائيلية، البرقية، وقال: إن البيان جاء من وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس يوم 6 نوفمبر، ليصل إلى جميع السفارات الإسرائيلية .

وطلبت الوزارة من الدبلوماسيين الإسرائيليين بذل قصارى جهدهم لرفع الضغط الدبلوماسي على حزب الله وإيران، وحثت الرسالة على دعم حرب السعودية في اليمن ودعت الدبلوماسيين الإسرائيليين إلى مناشدة كبار المسؤولين في الدول المضيفة إلى طرد حزب الله من الحكومة اللبنانية والسياسة، وفقا لموقع zerohedge.com.

الاستقالة تجعل لبنان عرضة للهجوم

ويري اللبنانيون أن  استقالة الحريري جاءت بضغط من المملكة من أجل زعزعة استقرار الحكومة اللبنانية، وخلق فتنة، وترك لبنان عرضة للهجوم الإسرائيلي.

وقد ألمح الكثيرون أن بيان الاستقالة، كتب بأسلوب يستخدمه السعوديون، وقد صدمت الاستقالة حتى أقرب مساعدي الحريري، ونفى الجيش وجود أي تهديد بالاغتيال بحق الحريري.

إن النظام السياسي صعْبَ المراس في لبنان، يُسهل من زعزعة استقراره، ويجمع بين المستعمرين الفرنسيين في 1925، وينص على أن تكون المناصب الحكومية والمخصصات البرلمانية قائمة على المحاصصة الطائفية، الحكومة مع سعد الحريري، والرئاسة مع ميشيل عون المدعوم من حزب الله والذي تولي المنصب العام الماضي منهيا سنوات من الجمود الحكومي، وأصدرت لبنان الشهر الماضي  ميزانيتها للمرة الأولي منذ 2005.

ويعتبر الحريري الذي يحمل الجنسية المزدوجة السعودية-اللبنانية، وله مصالح تجارية ضخمة مع السعودية، ورجل المملكة الأول في لبنان.

ولم يفقد رئيس الوزراء اللبناني تأييد اللبنانيين بعد تقديمه الاستقالة من المملكة واتهامه وهجومه على إيران، حيث أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أنه لن يقرر ما إذا كان سيقبل أو يرفض استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري حتى يعود إلى لبنان لشرح أسبابه.

ودعا زعيم حزب الله الشيعي حسن نصر الله لبنان إلى الحفاظ على الهدوء في التعامل مع أزمة الحريري.

” حسن نصر الله “

لماذا يستهدف حزب الله ؟

تريد إسرائيل التي تشترك في الحدود مع لبنان منذ وقت طويل احتواء السيادة اللبنانية، وحتى ضم أراض لبنانية، وقد قصف الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان لعقود من البر والبحر والجو.

وفي عام 1982، قتل عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين، فيما احتلت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان لمدة 18 عاما.

وفي 2006، استهدفت القنابل الإسرائيلية البنية التحتية المدنية في لبنان، ونفذت المقاتلات الإسرائيلية غارات بقنابل عنقودية على جنوب لبنان.

وتسعي إسرائيل لتدمير حزب الله، لأنه يتميز بقوة قتالية هائلة، وهو السبب الرئيسي في عدم قيامها باحتلال لبنان.

وكانت عناصر الحزب قد طردت القوات الإسرائيلية من لبنان في عام 2000 وأنهوا الاحتلال الذي استمر لـ18 عاما، وصد الغزو الإسرائيلي عن لبنان عام 2006 وأجبرهم على التراجع.

وتسعي التطورات الاستفزازية لهذا الأسبوع من جانب إسرائيل والسعودية، إلى التصدي لهزيمة “داعش” في سوريا والعراق بالحرب في لبنان .

ولكن إذا ما كانت الإمبريالية الأمريكية وعملاؤها في المنطقة سيكونون قادرين على القيام بذلك أو لا، وإن كان الأمر يبدو بعيد المنال، فلقد استلهمت شعوب الشرق الأوسط المحاصرة من الانتصارات على “داعش”، ولا يزالون مصممين على الكفاح من أجل حقوقهم.

المعارضة السورية و”الرياض 2″.. ماذا يريد بن سلمان؟

العدسة – بسام الظاهر

تسعى السعودية خلال هذا الشهر لتوحيد جهود المعارضة السورية في كيانٍ واحدٍ يعبّر عن الشعب السوري في ثورته ضدَّ نظام بشار الأسد.

محاولات السعودية الحثيثة ترتبط بالأساس، ليسَ فقط بإسقاط الأسد، ولكن لتوسيع نفوذها وتأكيد إمساكها ببعض خيوط الأزمة السورية، لمواجهة النفوذ الإيراني الكبير والمتعاظم في سوريا.

وتخوض السعودية تحت قيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي، جولة صراع كبيرة مع إيران في المنطقة، بعد تمكُّنها من توسيع نفوذها بسوريا ودعم الحوثيين وبالتأكيد حزب الله في لبنان.

محاولات السعودية إذا نجحت ستكون محركَا أساسيًا لوفود المعارضة التي تحضر الاجتماع الدولية حول الأزمة السورية، وبالتالي فإنّها ستحافظ على وجود ورقة ضغط في يدها أمام إيران.

اجتماع الرياض 2

وتستضيف السعودية خلال الفترة من 22 – 23 من الشهر الجاري، اجتماعًا للمعارضة، في إطار مساعٍ لتوحيد جهود المعارضة في كيان واحد.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية “واس”: “إنه انطلاقًا من سياسة المملكة الداعمة لجهود إحلال السلام ومواجهة الإرهاب، واستجابة لطلب المعارضة السورية، سيعقد اجتماع للمعارضة، بهدف التقريب بين أطراف ومنصات المعارضة وتوحيد وفدها المفاوض في جنيف.

ويأتي الاجتماع قبل 4 أيام تقريبًا من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف والتي يقودها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي مستورا.

بيان الوكالة الرسمية السعودية، أشار إلى أنَّ الاجتماع جاء بناءً على طلب من المعارضة، والتي تضمّ عدة كيانات مثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وهيئة التنسيق الوطنية، وممثلين عن الفصائل المسلحة.

ولكن السؤال هل كان فعلًا الاجتماع بطلب من فصائل المعارضة؟، الغريب أنَّ هذا الاجتماع الذي يفترض أن يناقش مسألة في غاية الأهمية، وهي تكوين منصة واحدة للمعارضة في ظرف يومين فقط، الأغرب أنها قبل اجتماع جنيف مباشرة.

وبدا أنّ هذا الاجتماع ليس إلا محاولة من السعودية لتحديد بعض النقاط التي سيتمّ طرحها في اجتماعات جنيف، لضمان التأثير على صناعة القرار وتحديد مواقف المعارضة حيال القضايا التي ستطرح قبل المفاوضات.

ولم تنجح السعودية في خطوة تشكيل كيان معبّر عن الثورة السورية، في اجتماع “الرياض 1” والذي عُقِد في ديسمبر 2015، ولكن تمّ التوصل لتشكيل وفود الهيئة العليا للمفاوضات.

إجنماع “المعارضة السورية” في السعودية

دمج المنصات

الرهان الرئيسي خلال الاجتماع المرتقب هو إمكانية ضم منصتي القاهرة وموسكو إلى وفد المعارضة في المفاوضات أم لا.

ويتزايد الحديث خلال الفترة الماضية، عن محاولات دمج منصتي القاهرة وروسيا ضمن الهيئة العليا للمفاوضات التي تشارك في اجتماعات جنيف، ولكن ثمّة رفض من الهيئة العليا للمفاوضات.

وينظر إلى منصتي القاهرة وموسكو على أنهما أقرب لروسيا والقاهرة، وبالتالي فإنهما لا يدفعان بقوةٍ لإزاحة الأسد عن الحكم، ويمكن هنا القبول بإمكانية استمراره في فترة انتقالية أو تسوية سياسية بعيدًا عن الإطاحة به حاليًا.

ويبدو أنَّ ثمة تراجعًا في الموقف حيال رفض انضمام المنصتين إلى وفد المفاوضات، وقال يحيى العريضي، مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، “نرحِّب بأولئك الذين يمثلون، بالفعل، مصالح الشعب السوري ويسعون لبناء سوريا حرة ومستقلة، وإذا كان ممثلو مجموعتي موسكو والقاهرة يؤيدون هذه المبادئ، سنرحب بهم”.

وأضاف أنَّ من يدعمون نظام الأسد ويسعون إلى بقائه في السلطة بغضّ الطرف عن قتله آلاف المدنيين، لا مكان لهم في وفد المعارضة الموحد.

ولكن خرج عضو الهيئة العليا للمفاوضات، حسن عبد العظيم، ليؤكّد أنّ الأولوية في الوقت الراهن هي محاربة الإرهاب، وليس إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، بما يشكل تحولًا في الموقف أو وجود اختلاف في وجهات النظر حيال الأمر داخل الهيئة.

ومن المقرّر طرح هذا الأمر خلال اجتماع الرياض2، بل والضغط لتمريره، من جانب السعودية، بعد التفاهمات الكبيرة خلال الفترة الماضية مع روسيا، والتراجع عن إزاحة الأسد.

ولهذا أقدمت روسيا على الترحيب الكبير بجهود السعودية في دمج المعارضة في كيانٍ واحدٍ خلال مفاوضات جنيف.

إجتماع “المعارضة السورية” في مفاوضات جنيف

إنهاء النفوذ الإيراني

ولكن ترغب السعودية مقابل هذا الدور، الذي ربما يكون متفقًا عليه سلفًا مع روسيا، في إنهاء التواجد الإيراني في سوريا خلال أقرب فترة ممكنة.

وتوترت العلاقات بين السعودية وإيران بشدة خلال الأشهر القليلة الماضية، على خلفية صراع النفوذ بالمنطقة، وتحديدًا بعد لعب محمد بن سلمان بورقة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لمواجهة نفوذ حليف طهران “حزب الله”، من خلال إعلان استقالته من الرياض.

استسلام السعودية لمسألة بقاء الأسد على الأقل لفترة انتقالية، كان له ثمن لدى نظام الحكم الحالي في المملكة، وهو إنهاء النفوذ الإيراني وخروج الميليشيات من سوريا تمامًا.

مصر كان لها دور في تغيير الموقف السعودي الرافض لبقاء الأسد، خاصة مع علاقاتها القوية مع روسيا، وتصريحات السيسي المؤيدية للجيش السوري وبالتبعية الأسد.

وقال الصحفي الفرنسي جورجس مالبورنوت، إنَّ الملك سلمان بن عبد العزيز، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لروسيا، بأنه لا مشكلة لديهم في بقاء الأسد، لكن بشرط انسحاب إيران من سوريا.


“سلمان” و “بوتين”

ولكن الخارجية الروسية، قالت إنَّ تواجد إيران في سوريا شرعي، ردًا على تأكيدات أمريكية بأنّ موسكو أعلنت عن دراسة مسألة الانسحاب الإيراني من جنوب سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ بلاده لم تتعهد بضمان خروج التشكيلات الموالية لإيران من سوريا.

تصريحات لافروف ربما تعبّر عن موقف حقيقي برفض خروج إيران من سوريا، أو أنها محاولة لزيادة الضغط للقبول ببقاء الأسد في الحكم.

بواسطة |2017-11-15T16:17:20+02:00الأربعاء - 15 نوفمبر 2017 - 4:17 م|الوسوم: , , , , , , , , , , |

زعيم المعارضة التركية ينتقد «بن سلمان» ويحذر السعودية من مصير الأندلس

وجه زعيم «الحركة القومية» المعارضة في تركيا، «دولت بهتشلي»، انتقادات حادة للسياسات الخارجية السعودية في الوقت الراهن، ولولي العهد «محمد بن سلمان»، معربا عن أسفه لانزلاق السعوديين إلى منحدر الصراع على الحكم، وحذرهم من «مصير الأندلس».

جاء ذلك في كلمة ألقاها «بهتشلي»، الثلاثاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزبه.

وفي معرض تعليقه على التطورات في الخليج، أعرب زعيم «الحركة القومية» عن قلقه مما يجري في دول الجوار من أحداث، منتقدا السياسات السعودية على وجه الخصوص.

وفي هذا الصدد، اعتبر أن «العلاقات بين بيروت والرياض تتراجع باستمرار»، لافتا إلى أنه من غير الواضح ما اذا كان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» موجودا في السعودية برضاه أم لا.

وفي 4 نوفمبر الجاري، أعلن «الحريري» استقالته من منصبه، أثناء زيارته للسعودية؛ مرجعا ذلك إلى «مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه».

لكن مصادر عدة داخل لبنان وخارجها رجحت احتجاز الرياض للرجل، وإجباره على قراءة خطاب الاستقالة، فيما يدرس الرئيس اللبناني، «ميشال عون»، التصعيد دوليا، والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، لمعرفة مصير «الحريري».

ومواصلا انتقاده للسياسات السعودية الخارجية، لفت «بهتشلي» إلى وجود شكوك حول علاقات السعودية و(إسرائيل)، والسيناريوهات التي تُرسم للمنطقة.

كما أعرب عن أسفه: «لأن نرى السعودية، التي تحوي أقدس مكان في العالم الإسلامي، تنزلق في صراعات حول الحكم».

وقال «بهتشلي»: إن ما يجري في السعودية شأن داخلي وسيظهر غدا من سيغلب ومن سيخسر، «لكنني أريد أن أذكر في مقام التصارع على الإمارة بما حدث في الأندلس وفي غرناطة، وكيف أن البعض كان يظن أنه غالب»، قبل أن يخسر الجميع وتضيع الأندلس للأبد.

بواسطة |2017-11-15T13:22:33+02:00الأربعاء - 15 نوفمبر 2017 - 1:22 م|الوسوم: , , , , , , |

إسرائيل: الحرب القادمة ستكون هاتين الدولتين

نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وزير الدفاع بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قوله إن الحرب القادمة ستكون مع سوريا ولبنان معا، ولا يوجد معركة على جبهة واحدة، في الشمال أو في الجنوب.

وأضاف ليبرمان أن الجيش اللبناني فقد استقلاليته و تحول إلى جزء غير منفصل عن منظومة “حزب الله” العسكرية، على حد تعبيره.

وفي أوج التهديدات العسكرية والسياسية من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ليبرمان، بتوجيه ضربة عسكرية ساحقة لـ”حزب الله” في لبنان، والتوعد بتدمير ما وصفوه بالقاعدة الإيرانية البرية التي يجري حاليا، بحسب ليبرمان، بناؤها في جنوب سوريا، نشرت القناة 12 العبرية تقريرا تحت عنوان: في المواجهات القادمة كل صاروخ سيحقق إصابة.

وقال التقرير وفقا لـ “روسيا اليوم”: إن “عددا من المسؤولين السابقين في شركة “رفائيل” العسكرية الإسرائيلية، حذروا من توسيع مصانع تكرير النفط و المصانع الكيماوية في حيفا، إذ إن وجودها أوجد لإسرائيل تهديدا لم تكن تعرفه في الماضي”.

وذكّر التقرير بأن المسؤولين حذروا من أن “ضربة من المقاومة سوف تحدث كارثة لم يسبق لها مثيل في إسرائيل”، وأنهم أكدوا حينئذ أن “إسرائيل ستواجه في الجولة المقبلة مشكلة لم تكن تعرفها من قبل”، في إشارة إلى صواريخ المقاومة.

وأوردت القناة الإسرائيلية في تقريرها تصريحا لنائب الرئيس السابق للبحوث التطويرية في شركة “رفائيل”، نفتالي أميت: “لننظر لقرب المنازل في كريات حاييم وكريات آتا، سنرى بوضوح أن حيفا ليست هي الوحيدة التي سيتم استهدافها وإخلاء السكان منها، أي أن حوالي 200 ألف من السكان سيتم إخلاؤهم إن وقع حادث”.

كما تضمن التقرير تصريحا آخر للنائب الحالي لرئيس قسم الصواريخ في الشركة ذاتها، شيك شاتزبيرغر: ” في العام 2006 لم تكن المقاومة الفلسطينية واللبنانية تمتلك صواريخ دقيقة، أما اليوم فلديهم القدرة على تحديد مكان مصافي النفط في حيفا عبر نظام جي بي إس وضربها”.

 

بواسطة |2017-11-15T13:14:18+02:00الأربعاء - 15 نوفمبر 2017 - 1:14 م|الوسوم: , , , , , |

ثامر السبهان.. دبلوماسي بلا تاريخ يفجر المشهد العربي

العدسة – أحمد عبد العزيز وهادي أحمد

هو رجل يكرهه العراقيون، ويتهمه اللبنانيون، ويعاديه الإيرانيون، ولا يرتاح إليه أبناء الخليج! تراه بعينيه المبهمتين وابتسامته الصفراء، فلا تحسبه سوى موظف كسول في إدارة حكومية ينشغل عن عمله بالتغريد على حسابه بتويتر متسائلا عن موعد الإجازات وحساب العلاوات، ولا يخطر ببالك أبدا أنه رجل يستطيع بتصريحاته المتهورة أن يشعل أزمة في المنطقة قد تستمر توابعها لسنوات! إنه ثامر السبهان.

لا يمكن النظر إلى التطورات التي خلقتها السعودية مؤخرا في الشرق الأوسط، بسياساتها الجديدة التي يقودها الشاب المندفع حسب وصف الصحف الغربية ولي العهد محمد بن السلمان، دون النظر إلى تصريحات وتحركات السبهان، الذي يعد بمثابة “رمانة الميزان” في كل تلك التطورات، بل والوقود الذي يدفعها إلى الأمام على طريق مسدود قد ينتهي بانفجار كارثي في المنطقة لا يمكن لأحد أن يتوقع توابعه.

فهو عراب الخلاف السعودي مع إيران، وراعي فرض وجهة النظر السعودية على العراق ولبنان، وواضع خطة إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة وإعلانها من الرياض، كورقة ضغط للقضاء على حزب الله.

دبلوماسي بلا تاريخ

ترقى السبهان سريعا داخل الجيش السعودي، عبر قفزات عديدة فوق الرتب العسكرية، وبشكل يثير الكثير من علامات الاستفهام، وبعدما عمل كبودي جارد لبعض القادة العسكريين الأمريكيين، اختير كملحق عسكري في لبنان عام 2014، وهو أمر يدعو للدهشة!

فالرجل لا يتمتع بذكاء لافت، ولا بخبرة دبلوماسية تذكر، ولا حتى بالقدرة على إدارة حوار بشكل مضر دون أن يفرض وجهة نظره بالقوة وبمنطق الأمر الواقع، فما الذي قد يدفع السعودية لاختيار شخص يفتقر إلى كثير من المؤهلات ليعينه في وظيفة بهذه الخطورة؟

ولكن الدهشة لا تتوقف عند هذه النقطة، بل عندما نفاجأ أن السبهان لم يكد يمر عليه في وظيفته كملحق عسكري في لبنان أكثر من عام واحد، حتى قررت الحكومة السعودية تصعيده بشكل مفاجئ، ليصبح أول سفير سعودي في العراق، بعد سنوات طويلة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد اجتياح صدام حسين للأراضي الكويتية عام 1990.

وبالنظر إلى خلفيته العسكرية الصرفة، كان من الطبيعي أن تكون إدارته للأزمة بين البلدين على هذا النحو، الذي انتهى بمطالبة الحكومة العراقية من نظيرتها السعودية ضرورة استبعاد السبهان من أراضيها!

” ثامر السبهان “

عسكري برتبة سفير

الدبلوماسية توصف أحيانا بالوقائية إذا كان المقصود تدارك انفجار الأزمات، والمعجم الدبلوماسي السائد الآن في العالم كله يجزم بأنها بلغت حدا غير مسبوق من الخشونة، ويكفي أن نتذكر الأوصاف التي تتبادلها الدول عبر وسائل إعلامها من نوعية “الدولة الفجة” أو “فاقدة الذاكرة” أو “العدوانية”، يتضح لنا مدى الخشونة والعنف الذي بات يسيطر على الدبلوماسية العالمية.

وصول إلى السبهان إلى منصبه كسفير في العراق، لا يمكن النظر إليه إلا عبر هذا التطور اللافت في الدبلوماسية العالمية..

وربما كان هذا الاختيار مقصودا من النظام السعودي، فلم يرسل سفيرا دبلوماسيا حقيقيا إلى العراق، بل أرسل عسكريا، ليقول إن العلاقة بيننا لن تكون قائمة على الحوار، بل على السمع والطاعة كما هو الحال في ميادين القتال العسكرية، السعودية تأمر، والعراق تستجيب، ولو لم يحدث ذلك، فالعقاب جاهز، وهو ما لم تقبله العراق.

فكان منذ الشهر الأول لوصوله إلى العراق، يتحرك بما لا يتناسب مع وظيفته كونه مجرد “سفير” دولة شقيقة، حيث بدأ يدلي برأيه عبر وسائل الإعلام، في كثير من الأمور التي اعتبرها العراقيون شأن داخلي بحت لا يحق للسبهان مناقشته، كما أثارت تحركاته في بغداد كثير من علامات التعجب، بعدما حرص على لقاء قيادات كردية وسنية وأيزيدية وطوائف مسيحية عدة، وأخذ يطلق الوعود الغريبة بمساعدتهمفي الحصول على كامل حقوقهم!

وهو ما دفع وزارة الخارجية العراقية إلى إصدارها بيان، اعتبرت فيه أن السبهان يسعى لتأجيج الخطاب الطائفي في العراق، كاشفة أنها سبق واستدعته وأبلغته أن يكون “سفيرا” خاضعا للأعراف والمواثيق الخاصة بتعامل السفراء مع وسائل الإعلام، وألا يتدخل في الشأن العراقي الداخلي.

كما بدأت تحركات برلمانية وشعبية ضده، حيث أطلق بعض النواب في البرلمان العراقي، حملة لجمع توقيعات لطرد السفير السعودي في بغداد ومطالبة الرياض بتقديم اعتذار للعراق عن التصريحات التي أدلى بها، خاصة فيما يتعلق بالحشد الشعبي، وعدت تصريحاته بمثابة “تجاوز لكل الخطوط الحمراء”.

ولم يطق العراقيون بقائه بينهم أكثر من ذلك، لذا اضطر السبهان إلى مغادرة العراق غير مأسوف عليه بعد أقل من عام على تعيينه في المنصب الذي كان أكبر منه، دون تسمية بديل له، ليتراجع مستوى تمثيل السعودية في العراق إلى قائم بالأعمال.

واستمرارا لعلاقاته الغريبة بالقصر السعودي، استحدثوا له منصبا جديدا، ليحفظوا له ماء وجهه، وأسندوا إليه “وزارة الدولة لشؤون الخليج”، حيث تشير وسائل الإعلام إلى أن استحداث المنصب جاء بطلب مباشر من الملك سلمان، أي بطلب مباشر من ولي العهد!.

” محمد بن سلمان “

الوصي السعودي

وقبل تاريخه القصير من الفشل في العراق، أثبت الرجل فشلا مماثلا في لبنان أثناء وجوده كملحق عسكري، فصحيفة “الأخبار اللبنانية”، تنقل عن أحد المقربين من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، أن السبهان كان “أمني في تفكيره وحركته، يتكلم مباشرة، وكان وقحا يخاطب المسؤولين اللبنانيين بأسمائهم الأولى دون ألقاب”.

أسلوب السبهان كان أحد أسباب أن يتوجس منه الحريري خيفة، ففي أول لقاء بينهما حول مائدة عشاء في منزل رئيس الحكومة، كان الاجتماع عاصفا بحسب “الأخبار”، بسبب التعابير القاسية التي استعملها السبهان في التعبير عن آرائه السياسية وطريقة مخاطبة الجالسين على الطاولة. كان يتكلم مع الرئيس بالقول: “يا سعد”، ووصل انزعاج بعض المستقبليين منه إلى حدّ القول: “السبهان جعلنا نترحّم على رستم غزالي”، لافتة إلى أنه كان يتعامل وكأنه “وصي سعودي على الشأن اللبناني”!.

” سعد الحريري “

وقد كانت ريبة الحريري فيه عند محلها، فقد دارت الأيام، وباتت وسائل الإعلام اللبنانية المحلية، ترى في السبهان خطرا يهدد أمن اللبنانيين واقتصادهم، ومساهم رئيسي في سجن الحريري الذي أجبرته السعودية على تقديم استقالته ووضعته تحت الإقامة الجبرية.

وبمرور الوقت، بات اللبنانيون ينتظرون ما يكتبه الوزير السعودي لشؤون الخليج عبر حسابه على “تويتر”، ليحاولوا تحديد ما تحضره المملكة للبنان، وتقول “الأخبار اللبنانية”، إن معظم الأطراف السياسية أخذت تغريدات السبهان على محمل الجد، بعدما غرد عن حزب الله، محذرا من أن لبنان سيدفع ثمن ممارسات الحزب، قبل وقت قصير من إجبار الحريري على تقديم استقالته في الرياض، ليكتب الرجل بعدها قائلا “لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبدا كما قبلها، لن يقبل أن يكون بأي حال منصة لانطلاق الإرهاب إلى دولنا، وبيد قادته أن يكون دولة إرهاب أو سلام”.

بواسطة |2017-11-15T12:43:08+02:00الأربعاء - 15 نوفمبر 2017 - 12:43 م|الوسوم: , , , , , , |

بن سلمان.. الأمير “الكريم” إلّا على السعوديين!

العدسة – بسام الظاهر

مليارات هنا وهناك يبددها الأمير الشاب محمد بن سلمان، منذ تعيينه وليًّا لولي العهد بعد تنصيب والده سلمان بن عبد العزيز ملكًا للسعودية.

تصرفات الأمير الشاب ومنذ البداية تؤكد أنه كان يعرف من أين تؤكل الكتف، بالجمع بين أكثر من منصب في آن واحد؛ رئيس الديوان الملكي، ووزير الدفاع، ورئيس لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

وحاول السيطرة على كل الأمور المالية والاقتصادية بوضع يده على الأموال، لينفق منها ما يشاء في ظل عدم وجود رقابة حقيقية لهذا الإنفاق في ظل مجلس شورى بلا سلطات فعلية.

ولكن هناك جانب سلبي لإهدار مئات المليارات يتمثل في الأزمات الاقتصادية الداخلية وزيادة معدلات البطالة وعجز في الموازنة العامة للدولة.

ترسيخ حكمه

محمد بن سلمان استغل مليارات السعودية في ترسيخ دعائم حكمه بشكل كبير من خلال عملية إنفاق بلا حساب في عدة أوجه، وكأنه يخطط للصعود إلى سلم الحكم سريعًا.

بداية تبديد بن سلمان أموال السعودية كانت مع قرار الحرب في اليمن، وكان حينها لا يزال وليا لولي العهد ووزير الدفاع، هذه الخطوة كانت للوهلة الأولى لحماية حدود المملكة الجنوبية مع اليمن التي استولى عليها الحوثيون وقادوا انقلابا ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي في 2014.

ولكن بن سلمان قرر توسيع دائرة الصراع في اليمن بتشكيل تحالف عربي لدعم الشرعية، وهى خطوة بدا من خلالها رغبته في تزعم دول المنطقة، ويؤسس لنفسه مكانة خاصة.

وظن وزير الدفاع السعودي حينها، أن الأمر لن يستغرق بضعة أشهر قبل الخروج بانتصار كبير يحقق له شعبية داخلية ويدعم تصدره المشهد في السعودية والمنطقة.

وصاحب هذه التحركات حملة تلميع شديدة لـ “بن سلمان” في وسائل الإعلام السعودية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، باعتباره “مهندس عاصفة الحزم”، وهنا بدا أن هناك حملات للترويج له.

وصدرت الأخبار عن قيادة ولي ولي العهد لعمليات عاصفة الحزم، وبدرجة أقل حضورا من ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي وفقًا للتعامل الإعلامي يسبق الأول.

وبدا أن الأمير “المتهور” –كما وصفته صحف غربية- لا يبالي بصناعة ما ظن أنه مجد شخصي حتى لو على حساب أموال السعوديين؛ إذ تكلفت حرب اليمن ما يقترب من التيلريون ونصف دولار –بحسب تقديرات غربية-.

وهذا المبلغ الكبير يتضمن شراء الأسلحة من عدة دول وإيجار بوارج بحرية وأقمار صناعية بالساعة.

الفصل الثاني من إهدار المليارت لترسيخ دعائم حكم بن سلمان، عقد صفقات واتفاقات ثنائية مع أمريكا تجاوزت الـ 400 مليار دولار، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض.

وبدا من ضخامة المبلغ أن ثمة صفقة خفية تمت بين الطرفين، لم يمر شهران إلا وتبين أن الصفقة كانت من أجل تصعيد بن سلمان ليحل محل محمد بن نايف في ولاية العهد.

وأطاح الأمير الشاب بولي العهد من خلال أمر ملكي من والده الملك سلمان بن عبد العزيز في يوليو الماضي.

محمد بن سلمان

محمد بن سلمان

أزمة اقتصادية

حرب اليمن وإنفاق محمد بن سلمان بلا حساب، أثر سلبيا على الأوضاع الاقتصادية في المملكة بشكل كبير، ليتحول الرجل من “منقذ” المملكة من براثن إيران والحوثيين، إلى “نكبة” على السعوديين.

محمد بن سلمان الأمير “الخيِّر” والذي يبدد المليارات من أجل رسم صورة له في المنطقة وعلى المستوى الدولي، كان الخيِّر هذا شحيحًا على السعوديين، الذي لم يجدوا سوى “التقشف”.

تأثيرات حرب اليمن كبيرة للغاية على الاقتصاد السعودي، خاصة مع عدم قدرة بن سلمان على وقف آلة الحرب، فقرار شن الهجوم أسهل كثيرا من وقفه، وهو مبدأ مشهور في السياسة، وبالتالي استمرار استنزاف الاقتصاد السعودي، والمتضرر الأكبر بالتأكيد هم المواطنون من خلال عجز الموازنة.

وأعلنت وزارة المالية، أن العجز في الميزانية العامة بلغ في النصف الأول من العام الجاري 72.7 مليار ريال (19.4 مليار دولار) وأن الدين العام للمملكة ارتفع إلى 341 مليار ريال (90.9 مليار دولار).

ويقل هذا العجز بنسبة 51% عن العجز المسجل في النصف الأول من عام 2016، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى تحسن أسعار النفط العالمية، إذن فإن المحرك الرئيسي للتراجع في العجز ليس سياسات إصلاحية ولا تراجع الإنفاق ولكن بسبب ارتفاع أسعار النفط، التي كانت متراجعة خلال السنوات القليلة الماضية.

واتجهت السعودية إلى إصدار عدد من الأوامر تقضي بخفض رواتب ومزايا الوزراء وأعضاء مجلس الشورى وخفض مكافآت الموظفين في القطاع الحكومي، ضمن الجهود الرامية لضبط الإنفاق بعد تراجع عائدات النفط، في إطار خطة “تقشف” عامة.

ولكن خطة التقشف لم تكن فاعلة بالقدر الكافي، وكشفت بيانات صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء بالسعودية، أن عدد المتعطلين الأجانب في السعودية يشكل بنهاية الربع الثاني من العام الجاري نحو 8.3 بالمائة من إجمالي المتعطلين في السعودية والبالغ عددهم نحو 802 ألف متعطل، منهم نحو 736.3 ألف متعطل سعودي بنسبة 91.7 بالمائة.

وارتفع عدد المتعطلين الأجانب خلال الربع الثاني من العام الجاري، بنحو 13.2 ألف متعطل، بنسبة زيادة 24.8 بالمائة.

وربما لم يلتفت الأمير المتهور أن تأمين الجبهة الداخلية لمحاولة ترسيخ حكمه لا تكون عبر اعتقال أمراء ومسؤولين، ولكن توجيه الإنفاق الكبير على الأسلحة خاصة وأن المملكة هى الأولى عالميا.

وبدا أن بن سلمان “ضرب عصفورين بحجر واحد” الإطاحة بمعارضيه، فضلا عن الحصول على أموالهم لتعويض نزيف الاقتصاد السعودي.

ويتوقع أن يحصل ولي العهد على نحو 800 مليار دولار جراء حملة الاعتقالات الأخيرة، من خلال مصادرة الأموال والأصول لعدد كبير من الأمراء ورجال الأعمال في المملكة بعد حملة الاعتقالات، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية”.

وشرح تقرير الصحيفة الأمريكية أن حملة الاعتقالات طاولت أكثر من 60 من الأمراء والمسؤولين وغيرهم من السعوديين البارزين.

وقال البنك المركزي السعودي، إنه تم تجميد الحسابات المصرفية لهؤلاء، استجابة لطلب النائب العام في انتظار رفع دعاوى قضائية ضدهم.

صندوق النقد الدولي، كشف أن النمو الاقتصادي للسعودية توقف عن النمو بنسة تصل إلى صفر في المائة بسبب انخفاض عائدات النفط؛ إذ أشارت البيانات الأخيرة إلى نسبة تصل إلى صفر فاصلة واحد في المائة في النصف الأول من هذا العام، بعد ما كانت صفرا فاصلة أربعة في المائة.

الوليد بن طلال ومتعب بن عبدالله

الوليد بن طلال ومتعب بن عبدالله

مشروعات وهمية

وبدا أن محمد بن سلمان مفتون بالإمارات إلى أبعد حد ممكن، من خلال محاولة تكرار تجربة التوسع في الخصخصة، وتحويل السعودية لإمارات ثانية من حيث الشكل.

وأطلق ولي العهد مشروع “نيوم”، ليكون أول منطقة ممتدة بين 3 دول بتكلفة تتجاوز 500 مليار دولار يتم تمويلها بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة ومستثمرين محليين وعالميين.

وتقع منطقة نيوم شمال غرب المملكة، على مساحة 26.500 كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2.500 متر.

ولكن ماذا لو وفر بن سلمان هذه المليارات الكثيرة في تحسين الأوضاع المعيشية في السعودية؟، ثم أين كانت هذه المليارات خلال اتخاذ القرارات التقشفية؟.

كما لا يمكن إغفال تحليل لوكالة “بلومبرج” أن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية، سيؤدي إلى تراجع الطلب عن البترول واللجوء إلى مصادر أخرى للطاقة أقل تكلفة، وبالتالي فإن المملكة ستكون خاسرة على المدى البعيد، وسط تحركات بطيئة في مشروع تقليل الاعتماد على البترول كمصدر رئيسي في الدخول.

 

بواسطة |2017-11-14T20:08:06+02:00الثلاثاء - 14 نوفمبر 2017 - 8:08 م|الوسوم: , |

غزل “ترامب وبوتين”.. هل انتهت “أحادية” أمريكا؟

كتبه – بسام الظاهر

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ في استراتيجية جديدة للتعامل مع روسيا خلال الفترة المقبلة، غير تلك التي يتبعها منذ وصوله للحكم التي ساهمت في توتر العلاقات بين البلدين.

ترامب يحاول التوصل لاتفاقات مع روسيا حيال عدد من القضايا الدولية وأخرى خاصة بالمنطقة العربية، خاصة بعد فشله في حسمها على مدار الأشهر الماضية.

وربما أدرك الرئيس الأمريكي أن روسيا باتت فاعلا رئيسيا في عدد من القضايا المحورية، خاصة وأن أمريكا لديها مشكلات كبيرة من الأطراف القريبة من موسكو.

ويطمح ترامب في أن يؤدي تحسن العلاقات مع روسيا إلى حسم القضايا الخلافية والصراعات، فهل هذا إقرار بانتهاء عهد الهيمنة الأمريكية وعودة ثنائية القطبين.

توطيد العلاقة

وبقدر ما يرغب ترامب في حسم القضايا الخلافية، والتي بالتأكيد روسيا لديها أدوات ضغط على عدة دول، وتحديدا كوريا الشمالية وإيران، فإنه لا يمكن إغفال رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الآخر.

ووجد ترامب الذي سعى للتقارب مع روسيا خلال الأيام القليلة الماضية، ترحيبا من موسكو حيال هذه الخطوة في إطار تحقيق مزيد من التفاهم.

الرئيس الأمريكي يرغب في حلول للأزمات الملحة التي تواجهه في أقرب وقت ممكن، وربما أدرك أنه لا انفراجة بدون تدخل روسي، التي سبق وأعلنت استعدادها للوساطة في ملف كوريا الشمالية.

وفي إبريل الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد بلاده للوساطة بين أمريكا وكوريا.

وقال لافروف: إن موسكو تأمل ألا تقوم واشنطن بخطوات أحادية الجانب حيال كوريا الشمالية كما فعلت في سوريا.

وحاول وزير الخارجية الروسي تهدئة الموقف، بالتأكيد على أن موسكو لا يمكنها أن تقبل التصرفات النووية المتهورة لكوريا الشمالية لكنها تأمل ألا تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات أحادية ضد بيونج يانج.

وفي المقابل ترغب روسيا هي الأخرى في تحقيق تقدم في العلاقات مع أمريكا، لوقف سيل العقوبات التي تفرض على مؤسساتها وأشخاص نافذين لديها.

وأعلن البيت الأبيض في أغسطس الماضي، توقيع الرئيس دونالد ترامب عقوبات على روسيا، بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة  على فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية.

وبالتالي فإن روسيا تحاول استمالة ترامب من أجل إنهاء حالة التوتر الشديدة في العلاقات.

والتقى ترامب وبوتين لفترة وجيزة على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبك) في فيتنام، السبت الماضي،  واتفقا على بيان مشترك يدعم حلا سياسيا للأزمة السورية لكنهما لم يجريا محادثات ثنائية.

Image result for ‫ترامب و بوتين‬‎

ترامب و بوتين

غزل ثنائي

هذه الرغبة الثنائية في تحسين العلاقات ظهرت بوضوح من خلال امتداح الرئيسين بعضهما البعض بشكل ملفت، دون خروج أي تصريحات يمكن أن تعكر رغبة الطرفين.

بوتين  قال إنه أجرى حوارا طبيعيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وامتدح سلوك نظيره الأمريكي، ووصفه بالإنسان الودود والمريح في التعامل والحوار.

وأضاف: “ترامب شخص على قدر كبير من التربية، ومريح في التعامل من أجل العمل المشترك”.

ورد الرئيس الأمريكي في تغريدات، أنه التقى بوتين في “أبيك” وكان بينهما حديث جيد حول سوريا، وكوريا الشمالية متمنيا أن تخرج الجهود بحل للمشاكل.

وأضاف: “متى ستعرفون أيها الحمقى أنه من الجيد أن نكون على علاقة جيدة مع روسيا، ليس أمرا سيئا، أريد أن أحل المشاكل في كوريا، وأوكرانيا، وسوريا، ومشكلة الإرهاب، وروسيا يمكنها المساعدة”.

وتابع الرئيس الأمريكي: “ألا تذكرون كيف كانت هيلاري كلينتون أيام كانت على رأس وزارة الخارجية تستجدي الصداقة مع روسيا، وكيف حاول أوباما ذلك، لكنه لم يكن يملك كاريزما مع بوتين”.

ولكن الغريب أن على الرغم من هذه التصريحات المتبادلة إلا أنه لم يحدث لقاء بينهما على هامش اللقاء في فيتنام.

وربما يأتي هذا بسبب عدم الرغبة الأمريكية في الدخول في تقوية العلاقات مع روسيا، بفعل الضغوط الداخلية بسبب التحقيقات حول تدخل موسكو في الانتخابات الماضية لصالح ترامب.

وكشف الكرملين في بيان له، أن السبب في عدم عقد لقاء ثنائي بين ترامب وبوتين هو الجانب الأمريكي.

ولكن هذا المدح الثنائي بين الجانبين ربما يتحول في أي وقت إلى توتر شديد بين الجانبين مرة أخرى، إذا لم يتم التوصل لاتفاق حيال أزمات كوريا الشمالية وإيران، والضغط عليهما بشأن البرنامج النووي للطرف الأول، والصواريخ الباليستية للطرف الثاني.

الأهم في هذه الجزئية، هو هل ستتمكن أجهزة التحقيق في أمريكا من إثبات علاقة روسيا في التدخل بالانتخابات؟ وإذا تم تأكيد الأمر سيكون هناك أزمة أكبر من فكرة الخلافات حول عدد من القضايا الإقليمية.

Related image

زعيم كوريا الشمالية

لا أحادية

تصريحات ترامب الأخيرة حيال الرغبة في التقارب مع روسيا، تكشف جانبا مهما لناحية إنهاء فكرة أحاديث القطب الأوحد، والتي تفردت بها أمريكا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب البادرة بين الجانبين.

وبدا أن الخلافات حول عدد من القضايا لا يمكن خلها إلا بتوافق مع روسيا، التي تمكنت من توسيع نفوذها بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط.

وباتت موسكو طرفا فاعلا في الأزمة السورية بل تسيطر على القرار السوري، عقب التدخل العسكري، وبالتالي فإنها باتت جزءا من المعادلة الدولية.

ويبدو أن ترامب سيحاول دراسة كل الخيارات المتاحة للتعامل مع أزمة نووي بيونج يانج قبل تفاقم الوضع أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التهديدات لأمريكا ودول المنطقة.

وأجرى الرئيس الأمريكي مباحثات مع نظرائه من قادة الدول الأربعة الحليفة لواشنطن (كوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين واليابان)، لرسم سيناريوهات المستقبل، من خلال محاولة الضغط على كوريا الشمالية وحلفائها لوقف هذا التصعيد المرتبط بالبرنامج النووي.

وقال إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض: “الرئيس يدرك أن الوقت ينفد منا (للتعامل مع كوريا الشمالية)، وسيطلب من كل الدول فعل المزيد”.

وأضاف أن ترامب سيحث الدول التي لها أكبر تأثير على بيونج يانج على “إقناع قادتها بأن السعي وراء أسلحة نووية طريق مسدود”، وأن عليها نزع السلاح النووي.

إذن فإن هناك تحركات على مستوى الدول الحليفة لتنسيق المواقف وبحث آليات الضغط على كوريا الشمالية وإحكام الحصار عليها، فضلا عن فتح خطوط اتصال مع حلفاء بيونج يانج، وربما ستلعب موسكو هذا الدور قريبا إذا لم يتم الضغط على ترامب داخليا حيال التقارب مع روسيا.

بواسطة |2017-11-14T17:03:22+02:00الثلاثاء - 14 نوفمبر 2017 - 5:03 م|الوسوم: , , , |

تحذير إسرائيلي لابن سلمان: حياتك الآن في خطر!

سلّط “موقع ديبكا الإسرائيلي” في تقرير له الضوء على  ما وصفه بـ “مذبحة الأمراء: “التي يشنها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” على شخصيات نافذة داخل العائلة الملكية وآخرين تربطهم بهم علاقات وثيقة.

ونقل الموقع على لسان خبراء قولهم: “إنَّ حجم عملية التطهير الخاطفة يشير إلى تفشِّي روح المقاومة داخل البيت الملكي، وفي أوساط الدوائر الحاكمة ضد أساليب محمد بن سلمان وأفكاره”.

وبحسب تقرير نشره الموقع “فإنّه كان لافتًا أنّ الأمير المتطلع إلى العرش لجأ إلى أحد أقدم الطرق وأكثرها فعالية لقمع المعارضة: جمع المعارضين ورميهم في السجن، حتى يُغيّروا رأيهم بشأن رؤيته أو إعادة بناء الاقتصاد وفقَ الخط التكنولوجي والمالي المعاصر، وبناء مدينة نيوم العملاقة على البحر الأحمر ومنطقة التجارة الحرة وإجراء الإصلاحات الاجتماعية”.

وأضاف “عندما يتنازل الملك سلمان- ربما في غضون أشهر- عن العرش سوف يمرر الصولجان إلى ولي العهد. ومع ذلك، يصرّ الأمير محمد، قبل صعوده إلى العرش، على تأمين استقرار المملكة على المدى الطويل. وهذا هو لبّ الخلاف بينه وبين مئات الأمراء من العائلة الملكية الذين يشغلون مناصب رسمية، ويرقبون الصلاحيات غير المحدودة التي تتسلّل إلى يد الأمير الشاب”.

وتابع “ورغم أنَّ حملة الاعتقالات شملت اثنين من أبرز المعارضين للملك المنتظر؛ الأميرين متعب والوليد، يرجّح ديبكا أن معارضة ولي العهد وسياساته سوف تتصاعد من حيث يعتقد أنّه يكبح جماحها؛ ذلك أنَّ سياساته الإصلاحية والاقتصادية لا تزال في الغالب على الورق، كما انتهت حرب اليمن إلى مواجهة مع إيران وقطر، مع عدم وجود حلّ في الأفق.

وختنم التقرير بتحذير صريح: في هذا الوضع الهشّ والمتقلب، لم تكن حياة الأمير محمد وخططه في خطر أكبر مما تواجهه الآن.

بواسطة |2017-11-14T13:29:27+02:00الثلاثاء - 14 نوفمبر 2017 - 1:29 م|الوسوم: , |
اذهب إلى الأعلى