“علاونة” ولوبي الإمارات.. الهوى “دحلاني” والصوت سعودي

“لم نعرف ماذا كان يجري بالشكل الصحيح، وكنا كالقطيع نهرع مع أهل البدع والنفاق، واليوم أصبحت أعرف كم هي السعودية بلد حباها الله بكل شيء، وأن من هو قريب منها سعد، ومن هو بعيد عنها تلف وخسر، وهذا شيء من الله، ليس لأحد شأن فيه”.

هكذا برر الكاتب الصحفي الأردني، ذو الأصل الفلسطيني، يوسف علاونة، انتقاله من موقع الهجوم على السعودية سابقا إلى موقع المدافع عنها بكل أنواع العنف اللفظي، بما في ذلك السباب.

نظرة على قناة الرجل على يوتيوب (يوسف علاونة شؤون عربية) كفيلة بتقديم صورة لمشاهدها وكأن العلاونة هو المتحدث باسم كل مؤسسات المملكة والمدافع الأول عنها، ورافع لواء الهجوم على نظام الملالي في إيران وخرافات “الشيعة”.

وإزاء ذلك، قد يصل بعض متابعي القناة، من غير العارفين بتاريخ علاونة، إلى نتيجة مفادها أن الرجل هو أحد الأذرع الإعلامية الممولة من الرياض، لكن مقدمات الهجوم على السعودية، سالفة الذكر، لا توصل إلى هذه النتيجة حتما.

فما هي خلفية انتقال علاونة من الموقف إلى نقيضه؟ وكيف يمكن تفسير ذلك في ضوء شبكة علاقاته السياسية والإعلامية؟

 

يوسف علاونة

تكاد الإجابة تجد ضالتها في أبوظبي، حيث نسج محمد دحلان، مستشار ولي العهد، محمد بن زايد، شبكته السياسية والإعلامية لتشكل “جناح الشرق الأوسط” في لوبي الإمارات الكبير حول العالم، بقيادة سفير أبوظبي لدى واشنطن، يوسف العتيبة.

 

 

وجاء تأسيس قناة “الغد العربي” ضمن هذه الشبكة بهدف منافسة قناة الجزيرة القطرية، إلا أن فشلها الذريع في تحقيق هذا الهدف دفع دحلان إلى توجيه مسارها باتجاه تمثيلها لمركز “دعم وتوجيه مباشر” لعدد من الأذرع الإعلامية الأخرى ذات الطابع المحلي، والتي تعمل في إطار التبعية للوبي الإماراتي، خاصة داخل الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي.

لكن هدف مناهضة الدور الذي تقوم به قناة الجزيرة ظل على أجندة دحلان، ليستعيض عنه بشبكة من الكتاب والصحفيين العرب، يمثلون الآن صوت الإمارات والسعودية عربيا، غير أن تناقضات مصالح الدولتين وتعبير كل منهما عنها فضح الكثير عن توظيف أبوظبي لهم، ومن بينهم علاونة.

محمد دحلان

فالعلاقات بين الرياض وأبوظبي لم تكن على ما يرام كما يتوهم البعض، بل إن الخلافات بينهما وصلت كثيرا إلى درجة الصدام، خاصة أن الإمارات تسعى بكل قوة لمنافسة دور السعودية وتقويض دورها إقليميًّا في مقابل بسط نفوذيها السياسي والمالي؛ بما يضعها على قائمة الدول الأكثر فاعلية، خاصة في ظل غياب وتراجع الدور المصري منذ سنوات عديدة.

الساحة اليمنية أبرز الأمثلة على تلمس أبو ظبي لتقليل النفوذ السعودي، حيث تدعم النزعة الانفصالية لدى فصائل الحراك الجنوبي، حتى باتت أبوظبي هي العاصمة المالكة للقرار بالجنوب اليمني بامتياز، ما يؤهلها لفرض سيطرتها الكاملة على ميناء عدن ومضيق باب المندب مستقبلا.

موقف أبوظبي من الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، ونجله (أحمد) مثال آخر، فبينما رفض السعوديون مرارا أي دور لهما في مستقبل اليمن، تواصل الإماراتيون معهما، وسط تسريب معلومات عن سيناريو للإطاحة بالرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والتوافق مع الإيرانيين، وذراعهم الحوثي في اليمن، لصيغة تسوية قائمة على رئيس توافقي، تشير التسريبات إلى أنه هو “أحمد علي عبد الله صالح”.

هذا التناقض في المصالح بين الرياض وأبوظبي يعود إلى ما قبل ثورات الربيع العربي، وهو ما كشفته وثيقة نشرها موقع ويكيليكس في عام 2008.

محمد بن زايد

تكشف الوثيقة عن إبداء محمد بن زايد احتقارًا للسعوديين، مؤكدًا أنهم “ليسوا أصدقاءه” وأن هناك تاريخًا من “الصراع والدماء بينهم”، فضلاً عن وصفه لوزير الداخلية، وولي العهد السعودي الراحل، الأمير نايف بن عبد العزيز، بـ”القرد”.

ولعل ذلك ما يفسر منع السعودية لأغلب حكام الإمارات من حضور جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو ما تداولته وسائل الإعلام الغربية بحديث موسع عن صدام وشيك بين الرياض وأبوظبي.

لكن سرعان ما نجحت دبلوماسية اللوبي الإماراتي، بقيادة العتيبة، في امتصاص غضب الرياض بسبب تلك التصريحات التي كشفتها الوثيقة، انتهازا لفرصة صعود “محمد بن سلمان” على سلم السلطة السعودية.

قدمت الإمارات دعما غير محدود لولي ولي العهد السعودي آنذاك، الذي بدأ يسير شيئا فشيئا في ركب ابن زايد، حتى وصلت العلاقة بينهما مؤخرا إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.

ولذا انقلبت انحيازات الرياض، داخليا وخارجيا، رأسا على عقب، بما يتماهى مع انحيازات أبوظبي المناوئة لدولة قطر وكل التيارات الإسلامية السياسية حول العالم.

من هنا يمكن الانطلاق نحو إجابة منطقية لانتقال “علاونة” من موقع الهجوم ضد السعودية إلى موقع المدافع “البذيء” عنها، إذ تزامن هذا الدفاع مع صعود ابن سلمان إلى سدة السلطة بالسعودية، وتحديدا في عام 2015.

كان علاونة يقيم في الكويت آنذاك، وتحولت تغريداته عبر تويتر إلى هجوم كاسح على الشيعة، خاصة أتباع المرجع الأعلى، علي السيستاني، (وصفهم بالحمقى) الأمر الذي كاد أن يتسبب في أزمة طائفية، لتقرر السلطات الكويتية إبعاده عن أراضيها عام 2016.

وقبل إبعاده، تبنى علاونة أجندة لمواقف يراها العديد من المراقبين سعودية بامتياز، فبخلاف هجومه على شيعة العراق، تبنى موقفا مؤيدا لعودة حزب البعث مجددا إلى الساحة السياسية، معتبرا أن وجوده ضروري لموازنة الصيغة الطائفية لعراق ما بعد الغزو الأمريكي، على حد قوله.

صورة تغريدات علاونة

وإذا كانت الرسائل المسربة مؤخرًا لسفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، قد كشفت عن تواصله الشخصي مع العديد من السياسيين والصحفيين الغربيين، فإن تسريبات أخرى مشابهة كشفت عن تواصل بين “علاونة” و”دحلان”.

هذا ما كشفه حساب المغرد الشهير “مجتهد”، المعروف بمواقفه المعارضة لنظامي الحكم بالسعودية والإمارات، حيث كتب منشورا بتاريخ (23 أكتوبر) الماضي، جاء فيه: “يوسف علاونة التقى دحلان سرا، لماذا يخفي هذه الحقيقة عن جمهوره؟ الرجل تم عمل غسيل مخ له بالمال، و الأيام القادمة ترقب مواقف سياسية ساخنة له”.

وبالتزامن مع تسريب “مجتهد” نشر علاونة على قناته بيوتيوب مقطع فيديو يعلق فيه على لقائه ولي عهد أبوظبي شخصيا، تحت عنوان: “في ضيافة البطل محمد بن زايد”.

صورة علاونة وبن زايد

الدور الذي يقوم به علاونة، ضمن اللوبي الإماراتي، المتحالف مع نظيره السعودي حاليا، بات مكشوفا إذن، على طريقة شبكة دحلان الإعلامية التي تتبنى النهج المباشر في مخاطبة العقل العربي، بخلاف مجموعة العتيبة في واشنطن، وهو ما يمكن استقراؤه من معالجات الشبكة لـ “ليلة اعتقال الأمراء” في السعودية، مساء السبت (4 نوفمبر).

فالحملة شملت مُلَّاك أهم 3 مجموعات تليفزيونية عربية، وهم: الشيخ وليد آل إبراهيم (مالك مجموعة إم بي سي)، والأمير الوليد بن طلال، (مالك مجموعة روتانا)، ورجل الأعمال الشهير، صالح كامل (مالك مجموعة إيه آر تي)، ما اعتبره مراقبون جزءا من عملية “إحلال” كاملة، تقوم بها سلطة الحكم الجديد في المملكة، لاستبدال رجال عهد الملك عبد الله في المجال الإعلامي برجال ابن سلمان، الذين يحظون بدعم اللوبي الإماراتي في الشرق الأوسط.

ولعل ذلك ما يفسر استقالة المدير العام لقناة العربية السابق، عبد الرحمن الراشد (أحد أبرز وجوه اللوبي السعودي) وتعيين تركي الدخيل خلفاً له، باعتبار الأخير أحد الأذرع الإعلامية التي يعتمد عليها ابن سلمان منذ ما قبل وصوله الى منصب ولي العهد.

عبدالرحمن الراشد

وفي هذا السياق، ثمة تسريبات بشأن الإعداد لضم قناة العربية إلى شبكة سكاي نيوز عربية، المملوكة لحكومة أبوظبي، في ظل تقهقر الرياض، التي طالما تولت زمام التحكم في الخليج، إلى المقعد الخلفي، وتبعيتها لخطط أبوظبي، بما في ذلك القبول بنفوذ رجال “بن زايد” بالمجال الإعلامي، ومنهم “علاونة”.

ولأن “ذاكرة العوام ثلاثة أيام”، وفق المقولة المنسوبة لمؤرخ العصر المملوكي والحملة الفرنسية على مصر، عبد الرحمن الجبرتي، لم يكتف “علاونة” بالتنصل من تاريخه السابق، بل شن حملات هجوم واسعة ضد من وصفهم بـ “عبدة الدولار” الذين يناهضون نظام الحكم الجديد بالمملكة السعودية، وعلى رأسهم عبد الباري عطوان.

ما وراء “الصوت السعودي” في كل ما يبثه الرجل إذن ليس سوى صدى لصوت آخر “دحلاني الهوى إماراتي التمويل”.

بواسطة |2017-11-09T22:38:49+02:00الخميس - 9 نوفمبر 2017 - 12:13 م|الوسوم: , , , , |

“الاغتيال بالطائرات”.. السعودية على خطى أنظمة عربية؟

العدسة – موسى العتيبي

الاغتيال والتصفيات الجسدية، هي طريقة متبعة عند بعض قادة الدول للتخلص من خصومهم بطرق غير قانونية، حيث يعمدون غالبا إلى التخلص منهم عن طريق الموت بالسم، أو التصفية بالرصاص، أو الدهس بأحد السيارات، أو حتى القتل عن طريق إسقاط الطائرات.

لكن طريقة التصفية بإسقاط الطائرات يبدو أنها طريقة مميزة ومفضلة عند الحكام والمسؤولين العرب؛ إذ تكررت على مدار السنوات الماضية كثيرا، فتخلص بها القادة العرب من خصومهم السياسيين أو العسكريين.

آخر تلك الوقائع كانت حادثة اغتيال “الأمير منصور بن مقرن” ابن عم ولي العهد السعودي الطامع في الملك، محمد بن سلمان، حيث أكدت مصادر سعودية مختلفة، أن حادث سقوط طائرته بمنطقة عسير لم يكن أمرا طبيعيا، لكنه كان مدبرا من ولي العهد، خصوصا وأن الأمير الراحل، كان ضمن المعارضين لتولي “بن سلمان” مقاليد الحكم في البلاد، وجاء اغتاليه في ظل حملة قمعية يشنها بن سلمان على معارضيه.

العدسة ترصد، أبرز حوادث الاغتيال بالطائرات التي شهدها العالم العربي والإسلامي لشخصيات سياسية أو عسكرية بارزة، في إطار الصراع على السلطة:

صدام وعدنان خير الله

عدنان خير الله – ابن خال الرئيس العراقي  صدام حسين، وشقيق ساجدة زوجة صدام الأولى- هو أحد أبرز المسؤولين العرب الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة مثير للجدل.

خير الله الذي قام صدام بتعيينه وزيرا للدفاع عام 1978، وقاد الحرب سنوات طويلة ضد إيران  لقي مصرعة في 4 مايو 1989 إثر تحطم (طائرته) خلال عودته من الموصل إلى بغداد، بعد خلافات بينه وبين صدام وحسين كامل زوج رغد ابنة صدام.

أصابع الاتهام وقتها توجهت إلى النظام الإيراني من جهة، وإلى الرئيس العراقي من جهة أخرى، بيد أن كثيرا من المحللين اتجهوا إلى تورط صدام حسين في اغتياله؛  نظرا لتصاعد شعبيه عدنان خير الله في الجيش وأوساط الشعب العراقي، وبات يمثل منافسا لدور صدام حسين، فضلا عن أنه كان معارضا له في غزو الكويت.

“صدام” و “عدنان خير الله”

اغتيال ناصر وأحمد آل نهيان

في يونيو 2008، تحطمت طائرة الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان، الأخ غير الشقيق لرئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد,  فوق إحدى البحيرات في الخليج العربي، وأعلن وقتها أن الحادث طبيعي ولم يكن بفعل فاعل، حيث قالت الإمارات: إن سقوط الطائرة نتج عن خلل في أحد محراكاتها.

وبعد نحو عامين – وبنفس الطريقة- أَعلن في 29 من مارس 2010 سقوط طائرة  شراعية كانت تقل الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، شقيق الشيخ ناصر آل نهيان في  بحيرة خلف سد بالمملكة المغربية.

الحادث أعلنت المغرب والإمارات أنه ناتج عن خلل في أحد محركات الطائرة، إلا أن معارضين سعوديين أكدوا آنذاك أنه مدبر وبفعل فاعل من دولة الإمارات، ويقف وراءه ولي عهد الإمارات محمد بن زايد؛ حيث سعى للتخلص من إخوته في إطار الصراع على السلطة في الإمارات.

” أجمد بن زايد آل نهيان”

أحمد بدوي والسادات ومبارك

حادثة اغتيال أخرى غامضة شهدتها مصر في 2 مارس 1981، حيث قتل وزير الدفاع المصري آنذاك الفريق أحمد بدوي و13 قياديًّا في الجيش المصري، في حادث تحطم طائرة كانت تقلهم  في الصحراء المصرية.

ووفقا للرواية الرسمية التي نشرتها الصحف المصرية آنذاك فإن الفريق أحمد بدوي وزملاءه قد استقلوا طائرة هليكوبتر لتفقد بعض التشكيلات في المنطقة الغربية، وفي سيوة اصطدمت طائرتهم بعمود إنارة أثناء إقلاعها من أرض الهبوط الخاصة بقيادة المنطقة الغربية فانفجرت وتحطمت.

لكن مراقبين شككوا في تلك الرواية، واتهموا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بالضلوع في اغتيال “الفريق أحمد بدوي ورفاقه” حيث إن الفريق أحمد بدوي كان يشكل حجر عثرة أمامه لتولي رئاسة جمهورية مصر.

وقيل وقتها إن قائد الطائرة الهليكوبتر حاول الهبوط على المهبط الرسمي لفوج المقر الغربي للجيش لكن أُبلغ بأن المهبط تحت الصيانة، ووُجّه إلى مهبط آخر، بحسب تقرير نشر في روزاليوسف.

ووقتها أثارت هذه القضية جدلاً واسعاً في مصر، بين من اتهم السادات بالضلوع فيها، وبين من اتهم مبارك بتدبيرها واغتيال الفريق أحمد بدوي ليخلو له الحال لتولي رئاسة مصر، عقب رحيل السادات.

وأشعلت محاكمة خالد الإسلامبولي – الذي قتل الرئيس السادات في العام نفسه- الوضع بعد قوله إنه أطلق الرصاص على الرئيس انتقاما لدم أحمد بدوي.

الفريق “أحمد بدوي”

الزبير وشمس الدين بالسودان

 شهدت السودان أكثر من حادث سقوط طائرات لقيادات عسكرية وسياسية مثيرة للجدل عبر تاريخها الحديث، الأمر الذي دفع مراقبين إلى القول بأن أغلبها مدبر من قبل نظام الحكم فيها؛ بهدف التخلص من بعض المنافسين.

مقتل نائب الرئيس السوداني الزبير محمد صالح بتحطم طائرة بجنوبي السودان في 12 فبراير 1998، كان أحد أبرز حوادث الطيران المثيرة للجدل، وسط اتهامات للبشير آنذاك بالضلوع في اغتياله والتخلص منه.

المثير في الأمر أن السودان – وبعد  ثلاثة أعوام فقط من مصرع نائب رئيس الدولة في حادث تحطم طائرة – شهد مصرع وزير الدفاع العقيد ابراهيم شمس الدين ومعه 14 ضابطاً وجنديًّا سودانيين، في حادث تحطم طائرة في 4 ابريل من عام 2001.

البيان الرسمي وقتها قال: إن شمس الدين كان يستقل طائرة حربية ومعه القيادات العسكرية، إلا أنها  انحرفت على مدرج “عدارييل” بأعالي النيل أثناء زيارة تفقدية للقوات المسلحة بالمنطقة، واصطدمت بجدار مبنى المطار وانفجرت بشكل كامل.

ورغم مرور سنوات عديدة على الحادثين إلا أن حقيقة ماجرى لم تتضح حتى الآن، ولم يسرد أحد تفاصيل وخفايا مصرعهم بشكل موثق ودقيق.

” الزبير محمد صالح “

اغتيال ضياء الحق في باكستان

في 17 أغسطس 1988 كان الرئيس الباكستاني ضياء الحق، ومعه مجموعة من كبار  المسؤولين العسكريين الباكستانيين، على موعد مع حادث تحطم طائرة مروع، قيل وقتها إنه مدبر من قبل الموساد الإسرائيلي، وقيل إنه مدبر من قبل أجهزة استخبارات عالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تفاصيل اغتيال “ضياء الحق والعسكريين الباكستانيين” يذكر أن أمريكا عرضت عليه شراء بعض الدبابات الأمريكية وأحضرت بعضها إلى باكستان لرؤيتها ومعرفة مزاياها القتالية على الطبيعة، وتحدد يوم 17 أغسطس 1988 موعدًا لاختبار هذه الدبابات فخرج ضياء الحق وبعض كبار قادته يرافقهم السفير الأمريكي في باكستان أرنولد رافيل والجنرال الأمريكي هربرت واسوم وكانت الرحلة في منتهى السرية.

وبعد معاينة الدبابات انتقل الرئيس ومرافقوه إلى مطار بهاوالبور لينتقلوا منه إلى مطار راولبندي، واستقلوا طائرة خاصة، وما إن أقلعت الطائرة حتى سقطت محترقة بعدما انفجرت قنبلة بها وتناثرت أشلاء الجميع محترقة.

ورغم أن مقتل سفير الولايات المتحدة لدى باكستان في الحادث نفسه فإن الكثيرين لا يستبعدون تورط الولايات المتحدة في افتعال الحادث، إذ يعتقدون أن الولايات المتحدة لم تحتمل معارضة باكستان لاتفاق جنيف، ومن ثم أزالت أكبر عقبة من طريقها.

وخلال حكمه حاول ضياء الحق ما في وسعه للمحافظة على علاقات مباشرة مع العالم الإسلامي، وقام بجهود حثيثة مع دول إسلامية أخرى لإنهاء الحرب بين العراق وإيران.

” ضياء الحق “

منصور بن مقرن

في الرابع من نوفمبر 2017، كان الأمير محمد بن سلمان يشن حملة اعتقالات واسعة لمعارضي توليته ملكا للسعودية خلفا لأبيه، فأوقف عشرات الأمراء والنواب والمسؤولين السابقين بالمملكة.

وبعدها بساعات، أذاعت وسائل إعلام سعودية أن الأمير منصور بن مقرن لقي حتفه ومجموعة من المسؤولين السعوديين بمنقطة عسير في حادث تحطم طائرة، الأمير الذي أثار جدلا واسعا حول الحادث، واتهمت مصادر سعودية عدة “بن سلمان” بالضلوع في الحادث.

الأمير “منصور بن مقرن”

موقع “الخليج الجديد” نقل عن مصادر سعودية أن الأمير «منصور بن مقرن» كان معارضا لتوريث حكم المملكة لولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، موضحة أنه قام مؤخرا بإرسال رسالة إلى نحو ألف أمير من شباب الأسرة الحاكمة يدعوهم لاتخاذ خطوة ضد “توريث بن سلمان”، مشيرا إلى أن الأمراء الكبار لا يعول عليهم، ومن ثم يجب على شباب الأسرة التحرك، وهو مادفع “بن سلمان” للتخلص منه.

وادعت المصادر أن إسقاط الطائرة يهدف إلى إرسال رسالة لباقي أفراد الأسرة أنه لا خط أحمر في التعامل مع من يعارض صعود “بن سلمان” لقيادة المملكة.

بواسطة |2017-11-09T00:03:51+02:00الخميس - 9 نوفمبر 2017 - 12:03 ص|الوسوم: , , , , , , , , |

الرئاسة اليمنية: “هادي” حر وليس قيد الإقامة الجبرية بالسعودية

نفت الرئاسة اليمنية، فجر الأربعاء، أنباءً تحدثت عن وضع رئيس البلاد، عبد ربه منصور هادي، قيد الإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض.

جاء ذلك بحسب وكالة سبأ اليمنية الحكومية، نقلاً عن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية (لم تسمه).

ونفى المسؤول “صحة أنباء تداولتها بعض الصحف والمواقع والقنوات الإخبارية بخصوص وضع الرئيس هادي أو أي من وزرائه تحت الإقامة الجبرية بالرياض”، وفق الوكالة.

وذكرت الوكالة أن “المصدر أبدى استغرابه الشديد من تداول مثل هذه (الأكاذيب)”، التي قال إنها تأتي “ضمن حملة ممنهجة تستهدف السعودية التي تقود معركة لوقف التدخلات الإيرانية باليمن والمنطقة”.

وتابع المصدر، بحسب الوكالة: “كما تأتي (الحملة) بتوقيت تقترب فيه قوات الشرعية من العاصمة صنعاء، وتحرز تقدماً ملحوظاً على الجبهات كافة، بفضل الجيش الوطني ومساندة الأشقاء بالتحالف العربي”.

وخلال الــ24 ساعة الماضية، تداولت العديد من وسائل الإعلام خبراً نقلاً عن وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، مفاده أن “السعودية منعت هادي ونجليه ووزراء وعسكريين يمنيين من العودة لبلادهم”، وتحدثت الوكالة عن أنهم رهن الإقامة الجبرية بالمملكة.

وجاءت تلك الأنباء تزامناً مع سابقة لم يشهدها تاريخ المملكة، حين ألقت السلطات السعودية، مساء السبت الماضي، القبض على 11 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات سابقين ورجال أعمال، بتهم فساد.

وعلى الرغم من هدف الحملة المعلن، فإن توقيتها وكونها شملت أمراء معارضين، وإعفاء الأمير متعب بن عبد الله من منصبه كوزير للحرس الوطني، جعل فريقاً من المتابعين للشأن السعودي يستبعد أن يكون سببها محاربة الفساد فقط.

ويوجد الرئيس هادي، منذ فبراير الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، مع عدد من المسؤولين الحكوميين.

ويقيم هادي وطاقمه الرئاسي في الرياض منذ مارس 2015، لكنه يزور عدن العاصمة المؤقتة لبلاده بين الحين والآخر، ويعود إلى مقر إقامته المؤقت بالمملكة.

بواسطة |2017-11-08T21:50:09+02:00الأربعاء - 8 نوفمبر 2017 - 9:50 م|الوسوم: , , |

أمريكا: نشجع ملاحقة الفاسدين بالسعودية لكن بمحاكمات عادلة وشفافة للموقوفين

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية اتباع سياسية العصا والجزرة مع الأمير الطامع بحكم السعودية محمد بن سلمان، حيث غضت الطرف عن اعتقال وايقاف عشرات الأمراء والمسؤولين السعوديين، بينما عادت بعد أيام من اعتقالهم للحث على محاكمتهم بشكل عادل.

وفي تصريحات أدلت بها ناطقة وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، خلال الموجز الصحفي اليومي في وقت مبكر من الأربعاء، حثت الولايات المتحدة الأمريكية السعودية على التزام “العدالة والشفافية” في مقاضاة المسؤولين والأمراء المحتجزين، في إطار حملة شاملة على الفساد جرت مؤخراً.

وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الرياض لم تبلغ واشنطن مسبقاً بشأن الحملة .

وألقت السلطات السعودية، مساء السبت الماضي، القبض على 11 أميراً، و4 وزراء حاليين، وعشرات سابقين ورجال أعمال بتهم فساد.

وقالت ناورت: “نواصل تشجيع السلطات السعودية على ملاحقة المسؤولين الفاسدين قضائياً، ونتوقع أن تفعل ذلك بطريقة عادلة وشفافة”.

وشددت على وجود “علاقة وثيقة” مع المسؤولين السعوديين، بحسب قولها.

وفي سياق التوتر بين الرياض وطهران، قالت المسؤولة الأمريكية: “نتابع التطورات عن كثب وباهتمام بالغ، فلدينا علاقات ممتدة لزمان طويل مع المملكة السعودية”.

وتصاعد التوتر بين السعودية وإيران في أعقاب إطلاق صاروخ باليستي من اليمن السبت الماضي على العاصمة الرياض، والذي تم اعتراضه من قِبل قوات التحالف العربي.

ويوم الاثنين أصدر التحالف بياناً علق فيه على الهجوم، متهماً إيران بتزويد مسلحي مليشيا الحوثي بالصواريخ الباليستية التي تستهدف المملكة.

وقال البيان: “ضلوع طهران في تزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي استهدفت السعودية، عدوان عسكري سافر ومباشر من قبل النظام الإيراني”.

وأكد أن “السعودية تحتفظ بحقها في الرد على إيران في الوقت وبالشكل المناسبين، وبما يكفله القانون الدولي”.

بواسطة |2017-11-08T21:47:19+02:00الأربعاء - 8 نوفمبر 2017 - 9:47 م|الوسوم: , , |

دماء الأمراء تلطخ ثوب “بن سلمان”.. هل قُتل “عبد العزيز بن فهد”؟

العدسة – منذر العلي

في خضم الحديث عن حقيقة مقتل الأمير منصور بن مقرن نائب أمير منطقة عسير في تحطم مروحيته والشكوك التي ثارت حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الأمر، انتشرت على نطاق واسع أنباء أخرى تفيد بمقتل الأمير عبد العزيز بن فهد أصغر أبناء الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز لدى محاولة اعتقاله، ضمن الحملة التي شملت 11 أميرًا وعشرات المسؤولين بتهم الفساد.

هذه الأنباء تزامنت مع أحاديث منتشرة عن هروب الأمير تركي بن محمد بن فهد، ابن أخي الأمير عبد العزيز، إلى إيران التي منحته حق اللجوء السياسي.

كما ألمح كثيرون إلى العلاقة بين مقتل “بن فهد” وبين إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من العاصمة السعودية الرياض، باعتبارهما شريكين في عملاق المقاولات “سعودي أوجيه” المتوقفة عن العمل.

هل قُتل “بن فهد”؟

تقارير إعلامية غربية، نقلت عن عميل خاص سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يُدعى “علي حسن صوفان” قوله: إن “الأمير عبد العزيز بن فهد قُتل خلال محاولة من السلطات إلقاء القبض عليه”.

التقارير أفادت بأنه – وفي أثناء الاعتقال الذي كان ضمن ما اعتبر حملة تطهير السعوية من الفساد التي يقودها “بن سلمان” – دخلت قوة الحاسة المرافقة لابن فهد في معركة نارية مع القوة المسلحة التي أتت لاعتقاله، ما أسفر عن مصرعه بطلقات نارية خلال الاشتباكات، وفق ما نشره “صوفان”.

تلك الأنباء انتشرت كالنار في الهشيم بالعديد من الصحف والمواقع الغربية، مستندة إلى تصريح “صوفان”، حتى وصلت الأنباء لوسائل الإعلام العربية التي نقل بعضها نفيًا للخبر على لسان مصادر سعودية رسمية.

وبالبحث عن أية معلومات حول “صوفان” وجدنا أنه صاحب كتاب “تشريح الإرهاب.. من مقتل بن لادن إلى ظهور داعش” المنشور في 2017، وأنه لبناني الأصل التحق بمكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI” عام 1997 وتركه في العام 2005.

وقالت تقارير إنه كان محققًا بارزًا في قضية تفجير المدمرة الأمريكية “كول”، وأشرف على عمليات مكافحة الإرهاب، والتحقيق في الأحداث المحيطة بهجمات 11 سبتمبر 2001، وكان من العناصر التي تعرفت على مختطفي الطائرات المستخدمة في تنفيذ الهجمات، وعلى المتهم بأنه العقل المدبر لها “خالد شيخ محمد”.

” عبد العزيز بن فهد “

ولعل هذه الأنباء التي نقلها الرجل، تتعزز بأنباء أخرى نقلها صحفي إسرائيلي يدعى “سيمون آران” المراسل السياسي براديو إسرائيل، والذي كشف أن السلطات الإيرانية، منحت حق اللجوء لأمير سعودي.

وغرّد “آران” عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” ناقلًا عن “مصدر مطلع” قوله إن الأمير “تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز” – ابن أخي الأمير عبد العزيز بن فهد – وصل إلى طهران، وتم منحه اللجوء السياسي.

الربط المنطقي بين الخبرين يثير تساؤلات عدة تبقى إجاباتها طي الكتمان حتى الآن، في ظل تعتيم إعلامي لم تعلن معه السعودية رسميًّا حتى الآن عن حملة الاعتقالات أو شخصيات المقبوض عليهم والتهم الموجهة لهم.

فهل خشي “تركي” من مصير عمه “عبد العزيز” فلجأ إلى العدو الأول لبلاده، أم أن تلك الأنباء، سواء المتعلقة بالنقل أو اللجوء لا تستند إلى ظل من الحقيقة، ولا تخرج عن كونها مجرد شائعات.

ولا يمكن الحديث عن الواقعتين بمعزل عن واقعة أخرى لقي فيها الأمير منصور بن مقرن – نجل ولي العهد الأسبق مقرن بن عبد العزيز – مصرعه إثر تحطم مروحية كانت تقله ومسؤولين آخرين بالإمارة، وما أحدثته من جدل امتد إلى شكوك حول تورط “بن سلمان” في قتله.

” منصور بن مقرن “

 خلافات سابقة بطلها “بن زايد”

ولطالما عُرف “بن فهد”، الذي ترك منظومة الحكم في 2014، وكانت آخر مناصبه الشرفية دائمًا وزير دولة وعضو مجلس وزراء، بأنه مثير للجدل بتغريدات عبر حسابه الرسمي تصطدم كثيرًا بتوجهات الدولة السعودية الجديدة منذ تولى الملك سلمان الحكم في يناير 2015، وصعد نجم ابنه “محمد” ولي العهد الحالي.

لكن أبرز تلك الخلافات مع الدولة، كان في أغسطس الماضي، عندما نشر الأمير عبد العزيز مجموعة تغريدات شديدة اللهجة بحق ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد لم تكن الأولى من نوعها لكنها كانت الأكثر قسوة.

التغريدات تضمنت انتقادات لاذعة لابن زايد، على خلفية هاشتاج (#شيخ_الفخر_محمد_بن_زايد) الذي دشنه إماراتيون بعد الفيلم الوثائقي الذي عرضته فضائية الجزيرة بعنوان “إمارات الخوف“، والذي سلط الضوء على الانتهاكات التي تمارَس بحق المعتقلين في الإمارات بأمر من محمد بن زايد، بحسب الفيلم.

مواقف “بن فهد” التي وصلت إلى حد توجيه السباب والشتائم بألفاظ نابية، وخصص لها أبيات شعرية من تأليفه عدها مراقبون تغريدًا خارج السرب السعودي الرسمي الذي يتناغم بشكل كبير مع الإمارات، لعدة اعتبارات؛ أبرزها قيادة البلدين لمعسكر دول حصار قطر.

هذه الخلافات وغيرها، ربما تكون أججت العداء بين أبناء العم، إلى درجة أمر فيها “بن سلمان” قواته باعتقال “بن فهد” مهما كانت مقاومته وقتله إن لزم الأمر.

ورغم عدم تواجده في منظومة الحكم، إلا أن “بن فهد” يتمتع بحضور قوي وفعال داخل المجتمع السعودي، خاصة على صعيد العمل الخيري والإنساني، بعد فترة من الاختفاء خارج البلاد، ثم عودة مختلفة تمامًا عن حياته السابقة التي كانت مرفهة للغاية.

” محمد بن زايد “

علاقة شائكة بالحريري

الحياة المرفهة لـ”القتيل المحتمل” تقودنا إلى بُعد آخر في القضية تحدثت عنه التقارير الغربية سالفة الذكر، وهي العلاقة التي تربط عملية القتل بإعلان “الحريري” استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية من قلب الرياض.

الرابط هنا يرجع إلى الشراكة التي تجمع ابن فهد والحريري في شركة المقاولات العملاقة “سعودي أوجيه” المتوقفة عن العمل بالسوق السعودية إثر أزمة مالية خانقة

وقالت التقارير: “إن موت الأمير عبد العزيز الغريب والمفاجئ الذي قيل إنه حدث أثناء محاولة القبض عليه يسلط الضوء على النظرية القائلة بأن استقالة الحريري كانت قسرية”، أي أن السعودية أجبرته على تقديم الاستقالة للضغط على حزب الله.

وتساءلت: “لذلك يجبر المرء على التفكير في السبب الذي يجعل النظام السعودي يتصرف في قضية الحريري في نفس يوم (التطهير الكبير)”.

“الجواب يكمن في استكشاف ما إذا كان تطهير الحريري أكثر أهمية وفائدة للاستهلاك المحلي من الاستهلاك الدولي، فالرسالة الموجهة إلى جميع السعوديين الأقوياء، هي أن أحدهم ليس أكبر من أن يقع على أيدي جماعة محمد بن سلمان”.

” سعد الحريري “

ولفتت التقارير إلى تصريح حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، الذي اتهم فيه السعودية بإجبار الحريري على تقديم استقالته، قائلًا: “الاستقالة كانت قرارًا سعوديًّا أُملي على الرئيس سعد الحريري وأُجبر عليه، ولم تكن نيته ولا رغبته ولا إرادته ولا قراره”.

وتحدث نصر الله عن “قلق مشروع” على الحريري؛ لأنه قد يكون “تحت الإقامة الجبرية” في السعودية، وربط هذا الاحتمال بحملة الاعتقالات التي طالت أمراء ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال بارزين، مشيرًا إلى أن الحريري وُضع قيد الإقامة الجبرية بسبب صلته بأحد من جرى اعتقالهم.

هنا يبرز اسم الأمير عبد العزيز بن فهد، الذي يُعتقد أنه الوحيد من الأمراء المعتقلين الذي تربطه علاقات تجارية ومالية بالحريري.

قلق نصر الله يتناغم مع مخاوف أعرب عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قائلًا في تصريحات لصحيفة “الأخبار” اللبنانية القريبة من حزب الله: “أخشى أن يكون الحريري في الإقامة الجبرية”.

لكن قلق نصر الله ومخاوف السيسي يبدو أن حقيقة الأمر قد تبددهما، حيث انتقل الحريري من الرياض إلى الإمارات في زيارة سريعة، أعقبها بأخرى إلى البحرين، الثلاثاء.

بواسطة |2017-11-08T20:47:40+02:00الأربعاء - 8 نوفمبر 2017 - 8:47 م|الوسوم: , , , , , , , |

“مذبحة الأمراء” بعيون 14 محللًا غربيًا

كتب – هادي أحمد

أثار خبر توقيف 11 أميرا سعوديا – من بينهم الملياردير الوليد بن طلال، ووزراء حاليين وسابقين بعد تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- ردود أفعال وتعليقات متباينة من قبل العديد من الخبراء والمحللين على جميع الأصعدة، سواء  السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية .

ورجح المحللون عددا من الأسباب ربما كانت هي الدافع وراء خطوة ولي العهد  غير المسبوقة على مدار تاريخ المملكة، لدرجة أن أطلق البعض علي عملية التوقيف اسم “مذبحة الأمراء” ، فى إشارة للواقعة الشهيرة فى التاريخ المصري المعروفة باسم مذبحة القلعة، والتي دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك .

وحملة الاعتقالات أدهشت حلفاء وخصوم المملكة، التي كانت تؤثر الاستقرار دائما، ففي الوقت الذي اعتبرها البعض سياسة حازمة، وصفها آخرون بالمندفعة، فيما رآها غيرهم محيرة لاسيما بعدما طالت مسؤولين اقتصاديين كانت تعول عليهم المملكة في إنعاش القطاع الخاص وتنويع موارد الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط .

(1)

“جريج جوز” الخبير في شؤون منطقة الخليج بـ”جامعة تكساس أيه آند أم”

“تتعارض حملة الاعتقالات مع الهدف طويل الأمد لجذب الاستثمار الأجنبي، وجذب المزيد من الاستثمار المحلي وتقوية القطاع الخاص”.

“إذا كان هدفك(ولي العهد) فعلا هو مكافحة الفساد فإنك ترفع بعض القضايا، لا أن تقبض على مجموعة من عِلية القوم، مما يؤكد أن حكم القانون ليس حقيقة ما يوجه أفعالك، إن هذا يتعارض تماما مع ما علق الكثير من خطته العامة عليه”.

(2)

“داوود أوتواي” زميل مركز الشرق الأوسط في مركز ويلسون بواشنطن

“لم يحدث شيء من هذا القبيل من قبل، طوال تاريخ المملكة، فالمملكة تدخل فى وضع غامض غير معلوم عواقبه .

” حملة الاعتقالات تظهر أن ولي العهد مستعد للجوء لأي وسيلة للسيطرة على المملكة ذات الـ32 مليوم نسمة، والغنية بالنفط ، بعد وفاة والده البالغ من العمر 81 عاما”.

(3)

“حسنين مالك” الرئيس العالمي لبحوث الأسهم في الأسواق الناشئة لدى بنك الاستثمار “إكسوتكس”

“هذا آخر تحرك لمركزية السلطة في السعودية  كعمل غير مسبوق ومثير للجدل كما يبدو، ربما تكون هذه المركزية أيضا شرطا ضروريا للمضي قدما في خطة التقشف وأجندة التحول، وهي مزايا يأخذها قليل جدا من المستثمرين في الاعتبار”.

(4)

“برنارد هيكيل” أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة “برنستون”

“إنها خطوة تحظى بشعبية، وهو أمر منطقي نظرا لأن كثيرا من الأمراء ورجال الأعمال والبيروقراطيون فاسدون، يتلقون عمولات ومتورطون في جميع أشكال الصفقات المشبوهة”.

“سيرعب احتجاز رجال أعمال بارزين في البلاد القطاع الخاص، وربما يكون هناك نزوح للأموال أكثر من ذي قبل، ومعظم البيروقراطيين مذعورون الآن، وهو أمر له ما يبرره”.

(5)

“جيمس دورسي” الباحث بكلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة

“يبدو أن الأمير محمد بن سلمان يرد على تنامي المعارضة داخل العائلة الحاكمة ووسط الجيش لإصلاحاته وللتدخل العسكري السعودي في اليمن”.

“هناك تساؤلات حول عملية الإصلاح التي تعتمد بشكل متزايد على إعادة صياغة العقد الاجتماعي في المملكة من جانب واحد وليس بالتراضي”.

(6)

“سام بلاتيس” الرئيس التنفيذي لـ”مينا كاتاليستس” للاستشارات

“تتمثل الرسالة التي يرسلها هذا التحرك إلى المستثمرين الأجانب في أنه من غير الحكمة المراهنة ضد الأمير محمد بن سلمان”.

“عندما يريد فعل أشياء..فقد أثبت أنه يستطيع ذلك، هذا ليس تركيزا للسلطة، وإنما تسريع لتتحرك عجلات صنع السياسة بشكل أسرع”.

(7)

“ميريام إبس”  محللة الشؤون الأمنية الإقليمية بمؤسسة “لي بيك” الدولية مقرها المنامة

“هذه الاعتقالات تحقق 3 أهداف رئيسية : زيادة توطيد الحكم لولي العهد، وتكثيف مواجهة الفساد، ورسالة واضحة لجميع المواطنين السعوديين، بأن من يريد الانتقاد عليه التفكير مرتين قبل أن يتحدث بصرف النظر عن مكانتهم ” .

(8)

“دانيال شابيرو”  السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل خلال عهد باراك أوباما

“قرارات ولي العهد اندفاعية، وأقل من أن نطلق عليها قرارات استراتيجية، لكن إذا ظهر خلال تلك الفترة الانتقالية كملك قوي، ومرساة لمعسكر الاعتدال فى المنطقة، فإن ذلك سيكون بمثابة أمر جيد جدا لإسرائيل ومن المرجح أن يحدث” .

“وقد يكون بمثابة “إيكاروس” الذي طار بالقرب من الشمس بعد هروبه من السجن هو ووالده، بعد استعانتهما بأجنحة، متجاهلا نصيحة والده، فهوى صريعا بعد ان أذابت أشعة الشمس الشمع المثبِّت لجناحيه، وفى هذه الحالة سيجعل المملكة أضعف، وأكثر انقساما “.

(9)

“تيموثي إي كالداس” معهد التحرير لسياسة الشرق

“أظن أن العديد من الأسرة الحاكمة في المملكة، قلقون من أن يكون الدور القادم على أي أحد فيهم، بالنظر للأسماء الرفيعة المدرجة فى حملة الاعتقالات “.
“الافتقار إلى التخطيط الاستراتيجي الواضح فى سياسته الخارجية ينعكس على تحركاته الداخلية، ومن الممكن أن يتسبب ذلك بإصابة العائلة المالكة بدون قصد من ولي العهد بالقلق” .

(10)

“عساف داي”  كبير المحللين في شركة “ماكس سيكيوريتي”

“من المرجح أن تكون هذه القرارات جزءًا من جهود ولي العهد المستمرة لتوطيد سلطته، وتكوين الصورة المستقبلية للمملكة “.

“ومع أن تورطهم فى الفساد غير معروف، فإن المعتقلين معرفون بمعارضة  بعض سياسات ولي العهد؛ على سبيل المثال موقفه من قطر، وتعزيز عملية الخصصة، وخفض الإعانات، وبعض الإصلاحات الاجتماعية “.

(11)

“جوزيف كيشيشيان” باحث أمريكي متخصص فى الشؤون الخليجية

“إن مصالح آل سعود ستظل محمية، فكل من الملك سلمان ونجله ولي العهد، من الواضح أنهما ملتزمان بهذا تماما، لكن ما يرغبان فى غرسه – ويبدو أنهما مصصمان على تنفيذه- هو تحديث مؤسسة الحكم السعودية، ليس فقط لـ2030، ولكن لما بعد ذلك بكثير” .

(12)

“باتريك وينتور” كاتب متخصص فى الشؤون السياسية والدبلوماسية

” قراره باعتقال 11 أميرا، و4 وزراء، والعشرات من الوزراء السابقين يظهر أنه رجل لا يأبه المخاطر على درجة لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل”.

“ولي العهد مستعد للتخلص من أقوى الشخصيات السعودية من أجل تنفيذ جملة الإصلاحات التي يريد تطبيقها وتوطيد قبضته على الحكم، ولي العهد قد يبقى في سدة الحكم لنصف قرن”.

(13)

“ريتشارد سبنسر” متخصص فى شؤون الشرق الأوسط

“إصلاحات ولي العهد محفوفة بالمخاطر؛ لأنها تمحي الجيل القديم، الحقيقة تكمن في أنه ما من أحد يحب السعودية، إلا أنهم يتعاملون مع الرياض على أي حال”.

“ما يجري في السعودية هو أمر يروق للغرب، إلا أن الخطر يكمن بأنه ما من أحد يعلم حقاً كيف ستكون السعودية الجديدة، وهل باستطاعة الأمير تحويلها إلى دبي الثانية، كما وعد إذا بقي في سدة الحكم؟ وهل من أحد يريد نسخة ثانية من دبي؟.

(14)

“بروس ريدل” مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية

“المملكة في مفترق طرق؛ فاقتصادها يتأثر سلبا بأسعار النفط المنخفضة.. والحرب في اليمن مستنقع.. وحصار قطر فشل.. كما ينتشر النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق.. ومسألة وراثة العرش عليها علامة استفهام كبيرة”.

“إنها المرحلة الأكثر اضطرابا في التاريخ السعودي منذ أكثر من نصف قرن”.

 

بواسطة |2017-11-08T15:34:22+02:00الأربعاء - 8 نوفمبر 2017 - 3:34 م|الوسوم: , , |

اللهيب المتصاعد… قراءة في  تطورات المنطقة

تتوالى الأحداث في المنطقة العربية بوتيرة متسارعة، وتشهد تطورات متلاحقة ومتشابكة في أكثر من ملف، نظرا للصراع المحتدم بين القوى الكبرى والإقليمية على بسط النفوذ وإعادة رسم خريطة المنطقة إثر تقزيم خطر تنظيم الدولة وخفوت الحلم الكردي بالاستقلال.

فقد مثل بزوغ نجم  تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014- إثر سيطرته على الموصل ومناطق شاسعة في شمال وغرب العراق  فضلا عن الشام- تحديا  جديا لدول الجوار الإقليمي فضلا عن الدول الكبرى، ومن ثم ركزت تلك الدول جهودها على حرب التنظيم وخففت من مستوى التصعيد المتبادل فيما بينها، ولكن عقب  سقوط الموصل و المدن التي سبق أن سيطر عليها التنظيم في قبضة الحشد الشيعي المدعوم أمريكياً وإيرانياً، والنظام السوري المدعوم إيرانياً وروسياً، والمليشيات الكردية المدعومة أمريكياً، وأيضا عقب تلاشي حلم البرزاني باستقلال كردستان عن العراق، صار الخطر الإيراني هو الخطر الأبرز للعيان بالنسبة للعديد من القوى الإقليمية. مما ساهم في بروز تحالف (إسرائيلي – إماراتي- سعودي- مصري) مناهض للمشروع التوسعي الإيراني. ومناهض للإسلاميين والدول المتسامحة معهم مثل قطر وتركيا.

التمدد الإيراني والقلق الإسرائيلي:

وظفت إيران الأحداث لترسيخ تواجدها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وتحكمت فعليا في صناعة القرار السياسي بالبلدان الأربعة.  وصارت تمتلك لأول مرة تواجدا بريا متصلا يمتد من طهران إلى دمشق مرورا ببغداد، أي أنها أصبحت وجها لوجه مع إسرائيل مما يمثل خطرا على توازن  القوى بين البلدين، لذا لم يعد يكفي إسرائيل توجيه ضربات انتقائية لقيادات حزب الله مثلما فعلت مع (مصطفى بدر الدين وسمير القنطار).  فقد أزفت لحظة المواجهة، وصارت إسرائيل بين خيارين إما أن تترك إيران تتمدد وتبتلع الخليج والمنطقة بأسرها، وإما أن توجه ضربة تحجيمية لإيران تجعلها تنكمش وتعود للخلف.

ولذا تغاضت إسرائيل مؤخرا عن جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حماس وفتح ،لأنها تريد تهدئة الأوضاع مع حماس في الجنوب كي تتفرغ  لمواجهة الخطر الإيراني في الشمال، وفي نفس السياق حرصت إسرائيل على مد جسور العلاقات مع الإمارات والسعودية لتكوين تحالف رباعي يشملهم مع مصر لمواجهة الأعداء المشتركين، ومن هنا نفهم صفقة جزيرتي تيران وصنافير، والتغير المفاجئ في الموقف المصري من حركة حماس، وسعي نظام السيسي فجأة  لإتمام المصالحة الفلسطينية بأسرع ما يمكن.

تحولات السعودية وطموحات ابن سلمان:

أما السعودية ، فإثر تولي الملك سلمان للحكم سعى للتقارب مع تركيا لتشكيل تحالف معها ضد إيران، وشن  الملك عملية عاصفة الحزم ضد التمدد الحوثي باليمن ، بعد أن كانت جهود السعودية باليمن تتركز على كبح جماح الإسلاميين لا الحوثيين، ولكن لعب طموح محمد بن سلمان لتولي الحكم والقضاء على منافسيه من أمراء آل سعود ، بوابة للنفوذ الإماراتي فتغيرت خارطة التحالفات الإقليمية السعودية. وتوسطت الإمارات لابن سلمان عند الرئيس الأميركي “ترامب” ، ورعت صفقة  تاريخية تعهد فيها ابن سلمان  بتقديم أموال بمئات المليارات من الدولارات لدعم الاقتصاد الأميركي، وبقبول التحالف مع إسرائيل، مقابل السماح له بالاقتراب من منصب الملك في السعودية. وفي هذا السياق حدث أمران:

-الانقلاب المفاجئ في الموقف السعودي من قطر، والذي تشير تصريحات الساسة القطريين والغربيين إلى أن العمل العسكري كان خيارا مطروحا من قبل السعودية للإطاحة بالنظام القطري وتنصيب نظام آخر بدلا منه. لأن قطر تغرد خارج السرب الإماراتي السعودي.

-التباعد مع تركيا إثر فشل الانقلاب العسكري المدعوم إماراتيا وأمريكيا في الإطاحة بأردوغان، والذي جعل الأخير ينكفئ على نفسه وينشغل بأموره الداخلية، ويتقارب مع إيران وروسيا للتنسيق من أجل منع استقلال كردستان.

ومن ثم بدأ ابن سلمان مؤخرا يلعب لعبته الخطرة والجريئة سواء :

1-داخليا بإطاحته بنجل عمه محمد بن نايف من منصب ولي العهد فضلا عن القبض على كبار أمراء الأسرة المالكة والمقربين منهم من الوزراء ورجال الأعمال، في تصرف مماثل لما فعله مع عدد كبير من الشيوخ والدعاة والشخصيات العامة المحسوبة على التيار الإسلامي. وهى الإجراءات التي حظيت بدعم علني من الرئيس الأميركي الذي اتصل بمحمد ابن سلمان صبيحة اعتقاله لكبار أمراء الأسرة المالكة مشجعا إياه على المضي في إجراءاته للحفاظ على أمن وسلامة المملكة !! ومغردا بعدها على تويتر بأن المقبوض عليهم حلبوا أموال السعودية عبر عقود، ويكأن ترامب يريد أن ينفرد وحده بحلب أموال الخليج. فضلا عن زيارة  مستشاره وزوج نجلته “كوشنر” لابن سلمان سرا لترتيب التحركات الأخيرة.

2-خارجيا: بضغطابن سلمان على رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” لإعلان استقالته من منصبه بالتوازي مع شن الحريري هجوما حادا على حزب الله وإيران لسحب الغطاء السياسي عن الحزب، مما يجعل الأخير يقف عاريا في مواجهة أي هجوم إسرائيلي مرتقب. فضلا عن تصعيد ابن سلمان لحالة التوتر في اليمن بنشره قائمة مطلوبين من كبار القادة الحوثيين ووضعه مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم، بالإضافة لزيادة وتيرة القصف الجوي والعمليات العسكرية، مما يؤشر لرغبة ابن سلمان في اشغال إيران باليمن، بينما تعالج إسرائيل الخطر الإيراني في لبنان وسوريا.

الرد الإيراني على التصعيد الأخير

في المقابل تسعى إيران لتجنب الصدام حاليا مع إسرائيل نظرا لإدراكها التكلفة الباهظة لخوض هكذا صراع، لذا نجد حزب الله يتجنب الرد على الاغتيالات الإسرائيلية العلنية والمتكررة  لقياداته وكوادره، وهو ما لم يكن الحزب يسكت عنه سابقا، حتى أن كلمة “حسن نصرالله” مطلع هذا الأسبوع ردا على قرار استقالة الحريري، حرص فيها على الإشادة بتيار المستقبل وأشار إلى احتمال احتجاز الحريري في السعودية، وتجنب توجيه تهديدات عنترية لإسرائيل، وسعى لتحميل السعودية مسؤولية استقالة  الحريري والمشاكل في المنطقة، وهو ما ردت عليه السعودية في اليوم التالي بالسماح للحريري بلقاء الملك سلمان ونشر صور اللقاء لتبديد الأقاويل عن احتجازه بالمملكة.

أما الرد الإيراني على التصعيد السعودي، فقد جاء من اليمن بإطلاق الحوثيين لصاروخ طويل المدى على مطار الملك خالد  بالعاصمة السعودية  الرياض، فضلا عن تصريح الحوثيين بأن الصاروخ القادم سيطال إمارة أبوظبي.

التطورات المتوقعة

في تلك الأجواء يمكن التنبؤ بعدة مسارات تتطور خلالها الأحداث:

1-إندلاع مواجهة إسرائيلية إيرانية في لبنان قد تمتد لسوريا، فإسرائيل لن تخوض مجددا حربا محدودة مع حزب الله، إنما ستسعى لخوض حرب استئصال شبيهة لما فعلته مع منظمة التحرير الفلسطينية بلبنان عام 1982  بالتوازي مع تكثيف السعودية وحلفائها لهجماتهم على الحوثيين باليمن، وهذا السيناريو سيشعل المنطقة بالكامل، وسيضطر إيران لتحريك أذرعها بالبحرين وشرق السعودية ، مما سيدفع السيسي للدخول في آتون الصراع دعما لحلفائه.

2- اكتفاء إسرائيل بتوجيه ضربات انتقائية لقيادات حزب الله وقوافل الأسلحة التي تمده إيران بها مثلما تفعل حاليا، وتشجيع السعودية على التصعيد باليمن ، بحيث تتعرض إيران والسعودية للاستنزاف بينما تظل تل أبيب في مأمن ولا تتدخل سوى بعد إنهاك الطرفين.

3-أن يتعرض ابن سلمان للإقصاء من المشهد على يد أمراء من الأسرة المالكة مضارين من تصرفاته، وهو ما سيفكك التحالف السعودي الإماراتي المصري الإسرائيلي، في حين سيتقارب النظام الجديد مع تركيا وقطر والإسلاميين لمواجهة المراهقات الإماراتية والمشروع التوسعي الإيراني.

4- تمزق السعودية كدولة على خلفية ممارسات ابن سلمان، الذي يدمن فتح صراعات لا يملك القدرة على إغلاقها، فلم يكتف بجبهة اليمن أو حصار قطر، بل فتح جبهة داخلية مع كبار أمراء آل سعود ورجال الأعمال والدعاة والعلماء، فضلا عن تصعيده الأخير ضد إيران، فمنطق كل شيء أو لا شيء غالبا ما يعود على صاحبه بفقدان كل شيء.

الآراء الواردة في التدوينة تعبر فقط عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر “العدسة“.

بواسطة |2017-11-08T12:34:16+02:00الأربعاء - 8 نوفمبر 2017 - 12:32 م|

هل تتسبب استقالة الحريري في فراغ سياسي وأمني بلبنان؟

العدسة_ عبد الله العلي

لا تزال أصداء استقالة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، بشكل مفاجئ، تتردد في الأوساط السياسية بالبلاد، وسط اتصالات بين الفرقاء السياسيين، في وقت يترقب اللبنانيون معرفة ما ستؤول إليه الأمور على الساحة.

استقالة الحريري جاءت بعد أيام قليلة من لقائه في بيروت، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، سبقه رفض الحريري لتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي ألمح فيها إلى تأثير طهران على القرار اللبناني.

خطوة الحريري جعلت المشهد السياسي في لبنان يبدو ضبابيا، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، والحكومة الجديدة، في ضوء صعوبة إيجاد خليفة للحريري.

النائب بالبرلمان عن كتلة القوات اللبنانية، أنطوان زهرا،‎ أعرب في حديث لوكالة الأناضول، عن أمله بأن “تكون الاستقالة فرصة حقيقية لكل الأطراف السياسيين الذين استسهلوا تجاوز منطق الدولة، ليعودوا إليه”.

وأوضح زهرا أن “منطق الدولة يقضي بتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وعدم إقحامه فيها”.

وتابع: “أتوقع مزيدا من الأزمة السياسية فيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة، إذا لم يُبدِ حزب الله وحلفاؤه استعدادا لإعادة النظر بسياساتهم”.

وفيما يتعلق بتبعات الاستقالة أمنيا، قال زهرا: “آمل ألا تشهد لبنان أية تطورات أمنية.. ولا مصلحة لأحد بالمساس باستقرار البلاد الداخلي.”

وعبرّ النائب عن الكتلة التي يرأسها سمير جعجع عن أمله “بعدم العودة إلى الاغتيالات السياسية”.

 

مزيد من الوقت

من ناحيته قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، في حديث للأناضول أيضا إن الوضع في لبنان بحاجة لمزيد من الوقت، حتى تتبلور الصورة السياسية في البلاد.

واعتبر علّوش أن استقالة الحريري أعادت خلط كافة الأوراق على الساحة اللبنانية، وأنها ستشهد مرحلة فراغ طويلة، وأن حزب الله سيضغط باتجاه تشكيل حكومة جديدة، ولو برئاسة شخصية “من خارج الإجماع السنّي، أو حتى الوطني”.

الوضع الأمني

وردّا على سؤال حول التداعيات الأمنية لاستقالة الحريري، قال إن الأوضاع الأمنية مرهونة بتصرف حزب الله، وهي مفتوحة أمام كافة الاحتمالات.”

بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية‎ السابق ماريو عون، والقيادي في التيار الوطني الحر “تيار رئيس الجمهورية” إن استقالة الحريري “لغز خاصة أنه كان على توافق مع الرئيس “ميشال عون” .

واعتبر عون أن خطوة من هذا النوع في إشارة إلى الاستقالة كان يجب أن تتم من داخل البلاد، مشيرا إلى أنه “من الصعب الحديث الآن عما ستشهده البلاد”.

وأضاف عون: “نحن بانتظار عودة الحريري إلى لبنان، ولقائه رئيس الجمهورية، ليبني على الشيء مقتضاه (في إشارة إلى تحديد ما ستؤول إليه الأمور).”

وأشار إلى أن “الوضع الأمني في لبنان تحت السيطرة والأجهزة الأمنية تتعاون فيما بينها، ولا يوجد أي خطر أمني على لبنان.”

وفي وضع كهذا، ينص الدستور اللبناني على أن يدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات نيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة.

ولم تحدد الرئاسة بعد موعدا لهذه الاستشارات، لكن بيانا صدر عنها السبت الماضي، ذكر أن ميشال عون يتنظر عودة الحريري من الخارج لمعرفة أسباب الاستقالة.

ويقول مراقبون إن التوقعات تسير باتجاه تعليق العمل بالدستور وتأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه أوساط سياسية من دخول لبنان في فراغ سياسي مشابه لتلك الفترة التي عاشتها قبل انتخاب الرئيس الحالي ميشيل عون رئيسا والتي استمرت لمدة عامين.

وتتجه التوقعات إلى اختيار رئيس الجمهورية، بحسب الدستور، رئيسا للوزراء يقود حكومة تيسير أعمال، حيث يجري الحديث عن وزير الدفاع اللبناني الأسبق عبدالرحيم مراد أو فيصل عمر كرامي وزير الشباب والرياضة الأسبق لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية المؤقتة.

من ناحية أخرى صرح وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، الاثنين 6 نوفمبر، بأن لديه انطباعًا بأن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري “سيكون خلال أيام في لبنان”.

أما المحلل السياسي جوني منير فيرى أن لبنان دخل في أزمة حكومية طويلة الأمد، وأشار في تصريحات لموقع “العين” الإماراتي إلى أنه “يجب انتظار ما سيقوم به الرئيس عون، فهل سيدعو إلى استشارات نيابية أم سيقوم بتطبيع العلاقات مع الحريري وتصحيح الوضع؟”.

وقال “منير” إنه من المبكر التكهّن بمصير الانتخابات النيابيّة المقبلة، لأنه وحتى مايو المقبل يمكن أن تكون تشكّلت حكومة جديدة على قاعدة توازنات جديدة.

كما أشار إلى “استقالة الحريري كانت متوقعة في مطلع العام الجديد، ولكن الذي سرّعها هو موضوع التوقيع على تعيين سفير للبنان في سوريا، والكلام الذي قاله الرئيس عون عن حزب الله وربطه بالتسوية الإقليمية بحسب تصريحات جوني منير.

 

بواسطة |2017-11-07T16:33:03+02:00الثلاثاء - 7 نوفمبر 2017 - 5:30 م|الوسوم: , |

الأمم المتحدة تطلب من السفن مغادرة ميناء الحديدة

طلبت الأمم المتحدة من السفن المتواجدة بميناء الحديدة مغادرة الميناء، بعد ساعات من إعلان التحالف إغلاق جميع منافذ اليمن بحراً وجواً وبراً.

وأكدت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، المسؤولة عن إدراة ميناء الحديدة غربي البلاد (الشريان الأهم في اليمن): إن “السفن الراسية على الرصيف تلقت رسائل عبر البريد الإلكتروني بالمغادرة الفورية لموانئ المؤسسة (ميناء الحديدة – ميناء الصليف)”.

وأوضحت في بيان لها أن “عدد السفن هو تسع سفن من بينها سفينة محملة بمادة القمح الأساسية وكمية تبلغ (30000) طن تابعة لمنظمة الغذاء العالمي في ميناء الحديدة، وكذلك سفينة تحمل (48000) طن من مادة القمح في رصيف ميناء الصليف، تابعة لمنظمة الغذاء العالمي أيضاً، وكذلك سفينة تحمل على متنها أدوية طبية، وأربع سفن محملة بالمواد الغذائية موجودة في غاطس ميناءي الحديدة والصليف”، وأضاف البيان أن “كل هذه السفن تتوجه لتغطية احتياجات المواطن البسيط من المواد الغذائية والعلاجية”.

وختم البيان بالقول: “إننا في موانئ البحر الأحمر اليمنية الشريان الوحيد المتبقي لأجل حياة اليمنيين نحمل المسؤولية على عاتق المجتمع الدولي (بكافة منظماته ومؤسساته وأفراده)، الذي يشاهد تكرار الاعتداءات على هذا المنفذ الهام لحياة الأطفال والنساء والشيوخ دون أن تكون له كلمة الفصل”.

وكان التحالف أعلن فجر الاثنين إغلاق كافة المنافذ اليمنية البحرية والجوية والبرية، بعد اتهامه إيران بتهريب أسلحة وصواريخ لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، في ظل مخاوف من تفاقم تدهور الوضع الإنساني، في البلد الذي تقول تقارير الأمم المتحدة، إنه يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

بواسطة |2017-11-07T13:43:47+02:00الثلاثاء - 7 نوفمبر 2017 - 1:43 م|الوسوم: , , |

كاتب بـ”هاف بوست”: نحتاج للتحدث بمنتدى شباب العالم ولكن السؤال مع من نتكلم؟

كتب – هادي أحمد

سلط الخبير الاقتصادي والكاتب “محمد الدهشان” في مقال تحليلي بموقع “هاف بوست” النسخة الأمريكية، الضوء على عدد من النقاط، تتعلق بمنتدى شباب العالم، الذي ينطلق السبت 4 نوفمبر 2017 بشرم الشيخ بحضور ورعاية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتناول الكاتب الإعلان الترويجي للحملة، والذي جاء تحت عنوان  “WeNeedToTalk” وطابقه بما تقوم به الحكومة والنظام المصري من ممارسات، موضحا أن ما جاء في الإعلان يجافي الحقيقة الفعلية التي يعيشها المصريون .

وإلى نص المقال:

كان من المقرر، أن تنظم الحكومة المصرية مؤتمرا شبابيا آخر، على غرار المؤتمرات التي نظمتها في غضون الشهور الماضية، حيث تقام الجلسات في القاعات ذات الأثاث الفخم، والتي يحضرها بنات وأبناء كبار المسؤولين الحكوميين والوفد المرافق لهم، ويجلس عبد الفتاح السيسي، مبتسما في الصفوف الأمامية، يوزع حكمته على الجالسين، وسط تصفيق مدوي.

ولكن الحكومة قررت هذه المرة، أن يكون “مؤتمر شباب العالم “، وتقوم بدعوة عشرات المشاركين من عدد من البلدان المحددة حول العالم – عبر ملء استمارة الكترونية على “جوجل كروم”؛ ما يضفي على الأمر شفافية أكثر إلى حد ما، بالنظر لطريقة المشاركين المصريين في المرات السابقة- ووضع ملصقات ترويجية للمؤتمر في مطار القاهرة، وإدراجها في مجلة مصر للطيران، وحتى الآن، لا يوجد ما يدعو للقلق.

لكن ما الذي أزعج الجمهور المصري العام من هذه الفاعلية، على الرغم من أن الحملة الإعلامية- عرضت على التليفزيونات الحكومية والمؤيدة لها بشكل مستمر، مع هاشتاج #WeNeedToTalk- والفيديو الترويجي الخاص بها ألقاها متحدث إنجليزي بلكنة بريطانية، وانتجته وكالة إعلان محلية، ويظهر الإعلان المؤتمر – ومصر- كمكان للتعبير عن آرائهم بحرية، لاسيما الذين لا صوت لهم، أو أصحاب المظالم، أو الذين يعانون من التمييز بكافة أشكاله.

ومن غير المستغرب، أن الهاشتاج، اختطف إلى حد كبير، من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الغاضبين من النظام المصري، الذين استخدموه لتسليط الضوء على النفاق الواسع للحكومة التي تحتجز الأفراد بشكل منتظم، جراء احتجاجهم أو آرائهم، سواء المطبوعة أو على الإنترنت، فضلا عن سجن الشباب لسنوات بدون توجيه أية تهم  بدون حتى وجود محاكمات هزلية.

كل جملة من الإعلان والذي مدته دقيقة واحدة، تعد مثيرة للغضب، ولها ما ينفيها على أرض الواقع عبر ممارسات النظام، ولنبدأ مثلا :

 

” إذا كان هناك شوارع لا يمكنك عبورها وملابس لا تستطيع ارتداءها، فنحن نريد أن نتحدث ”

 

قبل أسبوعين، أوضح تقرير لمؤسسة تومسون رويترز أن القاهرة هي أخطر مدينة على النساء؛ حيث أكد 99.3 % من النساء  تعرضن للتحرش.

وفي الأسبوع الماضي فقط، قال محامي شهير (نبيه الوحش)، على شاشة التليفزيون، “البنت اللي مش بتحافظ على نفسها وتدعو الناس إنها تعاكسها ولابسة بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومي والتحرش بها واجب وطني”.

إذا كانت أفكارك يمكنها تغيير العالم، أو تطوير بلد، أو علاج مريض أو مساعدة طفل، فنحن نريد أن نتحدث”

قامت آية حجازي وزوجها محمد حسنين، بإنشاء مؤسسة لرعاية الأطفال تحمل اسم “جمعية بلادي” لرعاية أطفال الشوارع والأطفال المهملين في مصر، وكانت تقوم بمحو أميتهم وتعليمهم الفنون، فيما قامت السلطات المصرية باعتقال آية و5 من زملائها بتهمة “تأسيس جماعة إجرامية لأغراض الاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي للأطفال وهتك عرضهم”، وظلت في السجن لمدة 3 سنوات دون محاكمة.

 

“إذا كان يتوقع منك أن تعرف كيف ستكون غدا، بينما لا تعرف من أنت  اليوم، فنحن نريد أن نتحدث”

مصر تتذيل التصنيف العالمي للتعليم الأساسي، من غير الواضح كيف يفترض أن يحدد الشباب، ما الذي يريدونه في المستقبل، في الوقت الذي يحرمون فيه من المعرفة الأساسية، التي من شأنها أن تسمح لهم باكتشاف مصلحتهم وأولوياتهم.

فالنشاطات اللا مدرسية (خارج المنهج الدراسي) فعليا غير موجودة، ولا يتعرض الأطفال خلال الدراسة للفنون بأي شكل من الأشكال.

“إذا كان والداك يعتبرانك صغيرا جدا لكي تحدث فرقا، فنحن نريد أن نتحدث”

من بين العديد من المقالات التي تتناول هذه المسألة الدقيقة، مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية  تحت عنوان “في مصر الفجوة تتسع بين الشباب والكبار” وهو مقال يستحق القراءة.

فالفجوة بين الأجيال في مصر لا يمكن التغلب عليها بأفكار الوضع الراهن والاستقرار،
ففي حين أن 3 من أصل 4 مصريين تحت سن الأربعين، فإنهم لا يملكون أي رأي يتعلق بشؤون بلدهم أو أنفسهم.

حتى الشهر الماضي، كان رئيس لجنة الشباب في البرلمان المصري هو “قاسم فرج” الذي يبلغ من العمر (71 عاما)، وتم استبداله في اكتوبر الماضي بـ”فرج عامر” الذي يبلغ من العمر 66 عاما، فيما يبلغ وزير الشباب خالد عبد العزيز 58 عاما.

“إذا كنت رياضيا أولومبيا أو هاويا أو بطلا رياضيا، وتخشي التعبير عن رأيك، فنحن نريد أن نتحدث ”

لست متأكدا لماذا تم الزج باسم الرياضيين في تلك الجملة، ولكن دعونا نركز على عبارة “تخشى التعبير عن رأيك” قليلا.

ففي مصر  ما يزيد عن 40 ألف سجين سياسي (على أقل تقدير)، ويعاقب الناس على ممارسة الاحتجاج بالسجن 5 سنوات، كما يقبع العشرات في السجن بسبب تعليقات على موقع فيس بوك، كما تتفشى الرقابة الذاتية بين المواطنين والصحفيين، وقد حجبت السلطات أكثر من 450 موقعا هذا العام.

وهناك حالات أخرى للقمع بالملايين، وتعاقب حرية الفكر والتعبير والمعتقد، فمصر اليوم مكان يخشى فيه الإنسان التفكير بأفكار معارضة.

محمد شوكان ،على سبيل المثال، صحفي مسجون منذ 4 سنوات –  وأيضا بدون توجيه أي تهم – لمجرد أنه كان يقوم بواجبه.

وخلال هذا الاسبوع فقط، حكم على مقدمة برامج تليفزيونية بالسجن 3 سنوات – أيضا لقيامها بعملها –  لمجرد مناقشة قضية تتعلق بمناقشة فكرة الحمل قبل الزواج خلال إحدى حلقاتها.

“إذا أجبرت على مغادرة بلدك فنريد أن نتحدث”

قال لي أحد المحللين بنيويورك: “إن المنفيين المصريين أصبحوا مثل الشتات الإيراني بعد عام 1979، يعتقدون أنهم سيعودون إلى ديارهم قريبا، ولكن هذا لن يحدث قريبا”.

وأنا أعرف العشرات من المصريين من مختلف الأطياف السياسية الذين أجبروا على مغادرة البلاد من أجل الحفاظ على سلامتهم، لكني أترك لك قصة الدكتورة والناشطة نانسى عقيل مديرة معهد التحرير، والتي حرمتها السلطات طفليها، ولم تستطع حضور جنازة والدتها.

وهذا لا يعني الحديث عن المصريين الذي أجبروا على ترك بلادهم من اجل العثور على وظائف، حيث يقدر عدد المصريين في الخارج ب 10 ملايين نسمة، يغادرونها للحصول على فرص اقتصادية لا يستطيعون توفيرها أو لا تقدمها بلدهم.

وبالإضافة لذلك، هناك الآلاف الذي يسافرون بشكل غير شرعي ويعرضون أرواحهم للخطر، ففي العام الماضي، انقلب قارب يحمل على متنه 600 فرد بعد وقت قصير من مغادرته أحد الشواطئ المصرية، وأسفر الحادث عن غرق المئات، ولم يثنِ ذلك العديد من الشباب عن الاستمرار في السعي وراء الحصول على فرص خارج البلاد، كلما أمكن، حتى في المناطق التي تنشط فيها الحروب.

إذا كنت تواجه التمييز بسبب عرقك أوجنسك أو لونك أو معتقداتك فنحن نريد للتحدث”

تحرم الحكومة المصرية الجيل الثالث من النوبيين حتى اليوم، من وضع أقدامهم على قري أجدادهم المصادرة، ففي ثالث أيام عيد الأضحي الماضي اعتقلت الشرطة المتظاهرين الذي ساروا في شوارع أسوان في ثالث أيام عيد الأضحي؛ إحياءً لمطالبهم التاريخية المتعلقة بحق العودة في القضية المعروفة إعلاميا ” مسيرة الدفوف” ويتم تجديد حبس المعتقلين دون توجيه أي تهم.

كما تنكر السلطات التمييز الذي يتعرض بشكل منتظم له المسيحيون والبهائيون والمسلمون الشيعة وغيرهم، وفي النصف الأول من 2017، فقد حوالي 90 شخصا حياتهم  خلال هجمات طائفية.

وقبل عدة أسابيع احتجزت الحكومة 33 شخصا حضروا حفلة للفريق الغنائي “مشروع ليلى” وتعرض المعتقلون لفحوص “شرجية” غير قانونية لتحديد إذا ما كانوا “مثليين” أم لا، وذلك بسبب رفع عدد منهم علم قوس قزح المؤيد لحقوق  المثليينن، وحكم على أحد الشباب بالسجن لمدة 6 سنوات لتلويحه بالعلم السابق.

ويقوم البرلمان المصري حاليا بإعداد واحدة من أكثر القوانين المناهضة للمثلية في العالم،  ومن المرجح أن يتم تمريره، ولكن ربما التمييز القائم على الميل الجنسي، ليس مدرجا على القضايا التي ستتم مناقشتها في المؤتمر.

“إذا كان لديك صوت وتريد أن يسمع من قبل قادة العالم، انضم إلينا في مؤتمر شباب العالم في مصر حيث تبدأ المحادثة”

العديد من المحادثات الحقيقية تحتاج أن تعقد بالفعل، لكن من غير المحتمل أن تكون الحكومة المصرية على استعداد لعقدها، ولسان حالها أنه بجانب تمتعك بالعرض الحالي خلال مؤتمر شباب العالم، سندفع لك(المشاركين) أيضا.

بواسطة |2017-11-06T12:25:22+02:00الإثنين - 6 نوفمبر 2017 - 7:30 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى