إيران: نخوض مواجهة “استراتيجية” للحافظ على كيان الدولة وقوتها

تواصل التحذيرات الإيرانية والأميركية المتبادلة، في أعقاب ارتفاع التوتر بين البلدين، بعد إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة أميركية مسيرة، وكشف وسائل الإعلام الأميركية عن خطة أميركية لضرب أهداف إيرانية، ألغاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظات الأخيرة.

وأعلنت إيران، اليوم الأحد، أنها تخوض “مواجهة استراتيجية” للحفاظ على كيانها و”قوتها الإقليمية” في مواجهة “تحالف أميركا والكيان الصهيوني والسعودية”، مؤكدة في الوقت ذاته، أنها ترفض التفاوض مع الإدارة الأميركية “لأنها تريد إذلالنا من خلال ذلك”.

وفي السياق، أكد القيادي البارز في “الحرس الثوري الإيراني”، قائد مقر “خاتم الأنبياء” المركزي، اللواء غلام علي رشيد، اليوم، أن بلاده “تخوض مواجهة استراتيجية للحفاظ على أمنها ووجودها وموقعها كقوة إقليمية في مواجهة تحالف أميركا والكيان الصهيوني والسعودية”.

ودعا المسؤول العسكري الإيراني، خلال تفقده مركز قيادة الرادارات والمنظومات الصاروخية للقوة الجوفضائية للحرس، الإدارة الأميركية إلى “تجنب أي سلوك خاطئ في المنطقة، وأن تتصرف بمسؤولية تجاه أرواح القوات الأميركية في المنطقة وعدم تعريض حياتهم للخطر”.

وأكد رشيد أنه “في حال وقوع أي حرب في المنطقة، لا يمكن لأي دولة السيطرة على نطاقها وفترتها الزمنية”، قائلاً إن إيران “لم ولن تسعى إلى حرب، لكنها ستدافع عن مصالحها بكل قوة أمام أي تهديد واعتداء”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن منع وقوع الحرب من خلال الكلام”، مؤكدا أن “الإرادة والسلوك المناسب” هما اللذان يمنعان ذلك.

“التفاوض لإذلالنا”

بدوره، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال جلسة اليوم الأحد للبرلمان، أن واشنطن “تريد إذلالنا من خلال التفاوض، لكنها تحلم بذلك”، مشيراً إلى أن “من يريد التفاوض، لا يفرض العقوبات”.

وأضاف بزشكيان، وفقا لما أوردته وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، أن “الإدارة الأميركية تزعم أنها تريد التفاوض، لكنها تمزق نتائج المفاوضات السابقة”، موضحاً أنه “لا يمكن الوثوق بهؤلاء الأشخاص والجلوس معهم مجدداً على طاولة التفاوض”.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، قد علّق أمس السبت، على الدعوات الأميركية للتفاوض بالقول إنها “مخادعة لا تنسجم مع الحقائق الميدانية”، معتبراً أن “التفاوض تهديد حقيقي يهدف إلى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية بأقل الخسائر”.

كما أكد أن واشنطن تريد من خلال التفاوض “نزع قدرات إيران الدفاعية ثم مهاجمتها”، مشيراً إلى أنها “اتبعت نفس السياسة مع النظام العراقي السابق”.

وأضاف أن الدعوة إلى التفاوض “تأتي بعد أن عجزت أميركا وحلفاؤها عن شن حرب”، مؤكداً أن “أميركا ضعيفة وغير قادرة على إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

كما أكد النائب الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده “لن تخضع أمام أميركا وستقاوم في وجهها”، معتبراً أن الولايات المتحدة “تمثل الإرهاب الحقيقي في العالم وتزعزع أمن الدول، وتقدم أكثر الأسلحة تقدما للمجموعات الإرهابية”.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تهدد إيران و”تريد من خلال إرسال حاملات الطائرات وسفن حربية وقوات إضافية إخضاعنا”، مضيفاً أن “حرس الثورة بإسقاطه طائرة مسيرة أميركية فائقة التقدم، وجه لواشنطن ضربة موجعة، وأظهر أن إيران لن تستسلم أمام التخرصات الأميركية”.

وكان “الحرس الثوري” الإيراني أعلن، الخميس الماضي، أن قوات الجوفضائية التابعة له “أسقطت، فجر الخميس، طائرة مسيّرة أميركية، قال إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، بالقرب من مضيق هرمز”. لكن الإدارة الأميركية أعلنت أن الطائرة لم تدخل الأجواء الإيرانية، وأنها كانت في أجواء دولية عندما أسقطها الدفاع الجوي الإيراني.

وهدّد قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، أمس السبت، بأن القوات المسلحة الإيرانية “ستكرر ردها في حال تكرر اختراق الحدود الإيرانية”.

زيارة بيرت

إلى ذلك، تستضيف طهران اليوم وزير ​الدولة​ لشؤون ​الشرق الأوسط​ ​اليستر بيرت​، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، مشيرة إلى أن “الزيارة تشكل فرصة لمزيد من التواصل مع الحكومة الإيرانية”.

وأوضحت الخارجية البريطانية، أن وزير الدولة سيعبر عن مخاوف بريطانيا والمخاوف الدولية إزاء سلوك إيران في المنطقة، وتهديدها بالكف عن الالتزام بالاتفاق النووي.

بواسطة |2019-06-23T11:15:35+02:00الأحد - 23 يونيو 2019 - 11:15 ص|الوسوم: , |

عمليةً لـ “القيادة الإلكترونية الأمريكية” ضد مجموعة تجسس إيرانية

قال مسؤولون استخباراتيون سابقون، في تقريرٍ أورده موقع Yahoo News، إنَّ «القيادة الإلكترونية الأمريكية» شَنَّت عمليةً ضد مجموعة تجسس إيرانية لها صلات بالحرس الثوري الإيراني، الخميس 20 يونيو/حزيران 2019، رغم إلغاء الرئيس دونالد ترامب ضربةً عسكرية مباشرة في آخر لحظة.

وحسب موقع Business Insider الأمريكي، يُعتقد أنَّ المجموعة الإيرانية ساعدت في هجمات زرع الألغام ضد سفينتي شحن في وقت مُبكِّر من الأسبوع الماضي، مما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز موقفها العسكري ضد البلاد. وأوردت التقارير أنَّ المجموعة تعقبَّت واستهدفت السفن العسكرية والمدنية التي تُبحر عبر مضيق هرمز.

وتراجع الرئيس دونالد ترامب عن الهجمات الانتقامية ضد الحرس الثوري الإيراني، مساء الخميس، وذلك على خلفية إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار يوم الأربعاء.

وقيل إنَّ المسؤولين خطَّطوا للضربة قبل فجر يوم الجمعة، 21 يونيو/حزيران، وقرَّروا استهداف بطاريات الرادار والمدفعية بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة New York Times الأمريكية.

وزعم ترامب أنَّه كان «على أهبة الاستعداد» لضرب الأهداف إيرانية، لكنَّه قرَّر التخلِّي عن تلك الخطط إثر اطّلاعه على احتمال سقوط 150 ضحية نتيجةً للهجوم، وكتب في إحدى تغريداته:

«أوقفت الغارة قبل عشر دقائق من موعدها، إذ لا تتناسب نتائجها مع إسقاط طائرة بدون طيار. أنا لست في عجلةٍ من أمري، إذ أُعيد بناء قواتنا العسكرية، وأضحت أكثر حداثة، وجاهزية للانطلاق، فهي الأفضل في العالم بلا منازع. والعقوبات رادعة، وها قد أُضيف المزيد منها في الليلة الماضية. لا يُمكن لإيران أن تمتلك أسلحةً نووية، ليس ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وليس ضد العالم!».

ومنح ترامب صلاحيات واسعة للقيادة الإلكترونية الأمريكية، وهي قيادة الجيش للعمليات المرتبطة بالحرب الإلكترونية، وأذن لها بشن غارات هجومية على الخصوم الأجانب خلال فترة رئاسته. وتسمح الاستراتيجية الجديدة للقيادة الإلكترونية الأمريكية بتنفيذ بعض عملياتها دون استشارة مسؤولي البيت الأبيض أو الوكالات الحكومية الأخرى.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي، في عام 2018: «أيادينا ليست مغلولة كما كانت في عهد إدارة أوباما».

في حين يقول مسؤولون أمريكيون، حاليون وسابقون، إنَّ إيران ربما تحاول شنَّ هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة في ضوء الأعمال العدائية، بحسب صحيفةThe Wall Street Journal الأمريكية. إذ اتَّهمت وزارة العدل سبعة إيرانيين بتهمة تنسيق هجمات إلكترونية مالية في عام 2016، «وأسفرت عن عجز مئات الآلاف من العملاء عن الوصول إلى حساباتهم، وإنفاق الشركات لعشرات الملايين من الدولارات في محاولةٍ للبقاء على اتِّصالٍ بالإنترنت إبان تلك الهجمات».

وقال بريت بهارارا، المُدعى العام الأمريكي آنذاك، في بيان: «لم تكن تلك الجرائم عادية، لكنَّها هجماتٌ محسوبة من قِبَل جماعات لها صلة بالحرس الثوري الإيراني، وتهدف تحديداً إلى إيذاء أمريكا وشعبها. نحن نعيش الآن في عالمٍ يُمكن أن تُشن داخله هجماتٌ مُدمِّرة على نظامنا المالي، وبنيتنا التحتية، وطريقة حياتنا، بنقرة زرٍ واحدة من أي مكان في العالم».



بواسطة |2019-06-22T19:15:19+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 7:15 م|الوسوم: |

إيران تستدعي القائم بالأعمال الإماراتي وتسلّمه “احتجاجاً شديداً”

أعلنت الخارجية الإيرانية، السبت، استدعاء القائم بالأعمال الإماراتي لدى طهران، وذلك للاحتجاج على انطلاق الطائرة المسيرة الأمريكية التي أسقطها الجيش الإيراني الخميس، من الأراضي الإماراتية.

وذكر بيان صادر عن الوزارة، أنه تم إبلاغ المسؤول الإماراتي، بأن بلاده شاركت في اختراق الطائرة المسيرة الأمريكية للأجواء الإيرانية، وباحتجاج طهران على ذلك.

وأضاف البيان أن “طهران ستحمل مسؤولية أي هجمات تستهدفها برا، وجوا، وبحرا، لدول المنطقة، التي تسمح للقوات العسكرية الأجنبية باستخدام أراضيها لتنفيذ تلك الهجمات”.

والخميس، قالت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، إنها أسقطت طائرة مسيرة من طراز “غلوبال هوك”، تابعة للقوات الجوية الأمريكية، تحلق فوق ساحل مدينة كوه مبارك، بولاية هرمزغان، المطلة على خليج عُمان.

غير أن الجيش الأمريكي نفى ما أعلنته طهران، وقال إن الطائرة التي تم إسقاطها بصاروخ إيراني “كانت تحلق في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز، وأنه لا وجود لأي طائرات مسيرة أمريكية تعمل في المجال الجوي الإيراني”.

وتشهد المنطقة توترا متصاعدا من قبل الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة وإيران من جهة أخرى جراء تخلي طهران عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي (المبرم في 2015) إثر انسحاب واشنطن منه، وكذلك اتهام سعودي لها باستهداف منشآت نفطية عبر جماعة الحوثي اليمنية.

وتزايد التوتر، مؤخرا، بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

بواسطة |2019-06-22T17:39:54+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 5:39 م|الوسوم: |

رئيس المخابرات السعودية يزور دولة الاحتلال بعد رفض ترامب ضرب إيران

نقل موقع ميدل إيست آي الإخباري عن مسؤول بريطاني رفيع قوله إن مسؤولا رفيعا في المخابرات السعودية سيتوجه إلى إسرائيل للمشاركة في جهود للحث على توجيه ضربة غربية لإيران، وأشار إلى أن المسؤول قام بالفعل بمحاولة في هذا السياق لدى السلطات البريطانية.

ووفقا لما نقله الموقع عن المصدر البريطاني، فإن المسؤول السعودي يفترض أن يتوجه إلى القدس نهاية الأسبوع (السبت/الأحد) لبذل جهود في ذلك الاتجاه لدى المسؤولين الإسرائيليين ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الذي سيكون في زيارة لإسرائيل، والذي يوصف بأنه أبرز صقور الإدارة الأمريكية في موقفه ضد إيران.

وتأتي هذه الأنباء مع تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عملية عسكرية ضد أهداف إيرانية في الدقائق الأخيرة كان يقصد بها الرد على إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة مسيرة أمريكية.

وقال المصدر البريطاني لميدل إيست آي إن المسؤول السعودي زار لندن برفقة وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، وإنهما التقيا بمسؤولين بريطانيين لإقناعهم بتنفيذ ضربات محدودة ضد أهداف عسكرية إيرانية، وذلك بعد ساعات من إلغاء ترامب العملية العسكرية الأمريكية.

ووفقا للمصدر الذي اشترط عدم نشر اسمه، فإن المساعي السعودية لم تجد آذانا مصغية في لندن. وأضاف أن المسؤولين البريطانيين متشككون وأن المسؤول السعودي سمع “لا” صريحة ردا على طلبه.

وأشار المصدر إلى أن المسؤول السعودي قدم معلومات إضافية تشير إلى صلة بين إيران وبين الهجوم الأخير على ناقلتي نفط في خليج عمان، غير أن نظراءه البريطانيين لم يتجاوبوا مع تلك المعلومات الجديدة.

بواسطة |2019-06-22T17:39:36+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 5:39 م|الوسوم: , , |

الحرس الثوري الإيراني.. من أين يستمد “المارد الاقتصادي” قوته؟

أعاد التوتر الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تسليط الضوء على طبيعة نظام الحكم في الجمهورية التي أسسها الخميني، عام 1979، على أنقاض حكم شاه إيران، محمد رضا بهلوي، حيث أدركت السلطات الجديدة أنها بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بأهداف النظام للدفاع عن قيم ومبادئ الثورة.

وبناءً عليه بُنيت قوة عسكرية تضم؛ القوات النظامية (الجيش)، ومهمتها الدفاع عن حدود البلاد، وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري وتكلف بحماية النظام الحاكم (الثورة).

وأصبح الحرس الثوري من أهم مرتكزات الجمهورية التي وصفت نفسها في الدستور بـ”الإسلامية الشيعية الاثني عشرية”، وأدت هذه المؤسسة دوراً محورياً في الحياة السياسية الإيرانية أكبر مما يحدده لها القانون؛ بعد أن عززت قوتها العسكرية، والبحرية، والجوية، مستعينةً بقوة اقتصادية جبارة أرست أسسها منذ مرحلة التأسيس وتنامت حتى وصفتها بعض التقارير الغربية بأنها دولة داخل الدولة.

 

عقوبات أمريكية

وقد أدرك صانع القرار الأمريكي أهمية الحرس الثوري ودوره في إقامة دعائم النظام الحاكم في إيران، لذلك أعلنت إدارة الرئيس، دونالد ترامب، إدراجه على لوائح الإرهاب؛ في إطار محاولتها إخضاع طهران للموافقة على اتفاق جديد يخص برنامجها النووي يتلاءم مع رؤية التيار اليميني الذي تمثله.

وشملت العقوبات تجميد أصول قد يمتلكها الحرس في الولايات المتحدة، وفرض حظر على الأمريكيين الذين يتعاملون معه، أو يقدمون الدعم المادي لأنشطته، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تصنّف فيها واشنطن جزءاً من جيش دولة أجنبية رسمياً كمنظمة إرهابية.

وتسيطر الشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني على ما يصل إلى 20% من اقتصاد البلاد، بحسب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في 2017، عندما كان رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية.

وبررت وزارة الخزانة الأمريكية، في مارس الماضي، سبب تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، في بيان، بالقول إنّ النظام الإيراني تسبب في مقتل 603 أمريكيين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في العراق، منذ عام 2013.

وبحسب تقرير لمركز “أكسيو” الأمريكي فإن واشنطن تأمل أن يكون لعقوباتها على الحرس تأثير سياسي واقتصادي يعيق حركته ويجعل قدرته على المناورة ضعيفة.

إلا أن الحرس الثوري لا يزال قادراً على التحايل على العقوبات الأمريكية، بل إنّ تقارير صحفية غربية أكدت نمو وارداته المالية خلال فترة العقوبات.

وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ترجمه “الخليج أونلاين”، في 17 يونيو الجاري، فإن الحرس وجد مصادر جديدة للدخل؛ من ضمنها عقود البنية التحتية الموقعة حديثاً في سوريا والعراق، بالإضافة إلى شبكات التهريب الموسعة.

ووفق مستشارين للحرس الثوري ومصادر بالحكومة الأمريكية، نقلت عنهم الصحيفة، فإن أنشطة الحرس “توسعت لتشمل البناء والمصارف والتهريب”.

وأشارت إلى أن بنك الأنصار المملوك لـ”الحرس الثوري”، الذي حظرت وزارة الخزانة الأمريكية التعامل معه، زادت ودائعه خلال الشهرين الماضيين بنسبة 4٪، حسب إفصاحاته للبنك المركزي الإيراني.

 

مصادر القوة

وقام الحرس الثوري في بداية الثورة على أساس فكرة حماية النظام الذي شكّله الخميني من المخاطر الداخلية والخارجية، ومع استتباب الأوضاع وتمكن الثورة من الحكم أصبحت هذه المؤسسة مركز قوة خيوطها بيد المرشد الإيراني بشكل مباشر، وهو ما جعل منها سلطةً عليا فوق الدولة، بحسب عبد الناصر الحمداني، الكاتب والباحث المختص بالشأن الإيراني في “منظمة كتاب بلا حدود – الشرق الأوسط”.

الحمداني قال في حديثه لـ”الخليج أونلاين: إنّ “ما أعطى للحرس الثوري التمكين داخل إيران، عدا القدرة العسكرية التي تجعله بموازاة الجيش النظامي، هي القوة الاقتصادية التي اكتسبها من خلال تأسيسه مجموعة واسعة من الشركات والمجموعات الاقتصادية العاملة داخل إيران، وتنشط في مجالات؛ البناء والطرق والجسور، وفي قطاع السيارات والطرق السريعة، والسكك الحديدية وبناء مترو الأنفاق والسدود، كما تتشابك أنشطتها مع اقتصاد النفط والغاز واستخراج المعادن”.

وأضاف: إن “شركة خاتم الأنبياء للإنشاءات تتربع على عرش الشركات التابعة للحرس الثوري، وعلى عاتقها يقع العبء الأكبر من توفير التمويل”.

وتابع الحمداني: إن “تقارير المخابرات الأمريكية تشير إلى أن الحرس يمتلك كذلك مجموعة شركات تعمل خارج إيران، تتوزع مهامها بين تجارة الأسلحة وتجارة المخدرات، إضافة إلى نشاطاتهم في أسواق النفط السوداء، وقدّر خبراء حجم معاملاتها عام 2014 بنحو 140 مليار دولار”.

وختم الحمداني حديثه بالقول: إن “سيطرة إيران على العراق، بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وترسيخ وجودها ونفوذها في سوريا بعد ثورات الربيع العربي، واستعانة بشار الأسد بها لمواجهة المعارضة المسلحة، فتحت للحرس الثوري آفاق أنشطة استثمارية جديدة درّت على خزائنه مليارات الدولارات؛ من خلال مجموعة مشاريع ينفذها عبر رجال أعمال وشركات وسيطة داخل العراق وسوريا، لذلك لا يمكن لأي عقوبات أن تنال من قوته الاقتصادية الجبارة”.

يشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت، يوم 12 يونيو الجاري، عقوبات على شركة عراقية وشخصين قالت إنهم يعملون في إطار مساعدة طهران على الإفلات من عقوبات واشنطن.

وقالت في بيان: إن “شركة موارد الثروة الجنوبية سهّلت بشكل سري وصول الحرس الثوري الإيراني إلى النظام المالي العراقي؛ من أجل التهرب من العقوبات”.

وأضاف البيان: إن “الشركة المذكورة كانت تعمل كواجهة لتهريب أسلحة بمئات ملايين الدولارات إلى وكلاء الحرس الثوري داخل العراق، كما أنها نقلت ملايين الدولارات بشكل غير مشروع

لصالح الحرس الثوري والفصائل التابعة له في العراق”.

وبحسب البيان، شملت العقوبات أيضاً “شخصين عراقيين هما مكي كاظم الأسدي، الذي كان يعمل وسيطاً لتسهيل الشحنات التابعة للحرس الثوري وتقديم الدعم المالي والتكنولوجي عبر الشركة، ومحـمد حسين صالح الحسني، وهو الوكيل والممثل المعتمد للشركة، ووقّع عقود أسلحة لصالح الشركة”.

وسبق لواشنطن أن وضعت صاحب بنك “البلاد” العراقي، آراس حبيب، على لائحة عقوباتها، وقالت في بيان: إن “حبيب نقل ملايين الدولارات من قوات فيلق الحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله بشكل سري، وعمل على إثراء ودعم الأجندة العنيفة والراديكالية للحزب اللبناني”.

بواسطة |2019-06-22T17:35:51+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 5:35 م|الوسوم: , |

إيران: مستعدون لمواجهة أي اعتداء بقوة وترامب “مبتزٌ دولي”

في وقت تتجه فيه الأوضاع نحو هدوء حذِر على خلفية التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران بسبب إسقاط الأخيرة طائرة مسيّرة أميركية، جدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، اليوم السبت، التأكيد على أن بلاده “لن تسمح باختراق أجوائها، بغض النظر عن طبيعة القرارات الأميركية”.

وأوضح موسوي، في تصريحات نقلتها عنه وكالة “تسنيم” الإيرانية، “نحن مستعدون لمواجهة أي تهديد ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. فيما اعتبر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصور نفسه كأنه “مبتز دولي”.

وفي إشارة إلى مواقف ترامب من إسقاط الطائرة، أضاف موسوي، أن “قراراتنا ليست خاضعة لقراراتهم، وسنواجه أي اعتداء، سواء هددوا أم لم يهددوا، ولن نسمح باختراق أجوائنا”.

وكان “الحرس الثوري” الإيراني أعلن، الخميس الماضي، أن قوات الجو الفضائية التابعة له “أسقطت، فجر الخميس، طائرة مسيّرة أميركية لدى اختراقها الأجواء الإيرانية، بالقرب من مضيق هرمز”، في حين أشارت السلطات الأميركية إلى أن الطائرة أسقطت في الأجواء الدولية.

وكشف قائد القوات الجو- فضائية التابعة لـ”الحرس” الإيراني، أمير علي حاجي زاده، أمس الجمعة، عن حطام طائرة التجسس الأميركية، قائلا إن “مقر منظومة الدفاع الجوي أسقط الطائرة، في الساعة الرابعة وخمس دقائق فجراً، بعدما وجّه لها أربعة تحذيرات قبل عشر دقائق من إسقاطها، لكن لم تكترث لها”.

وأضاف حاجي زاده أنه “كان بإمكاننا إسقاط طائرة أميركية مأهولة من طراز “P8” أيضاً كانت برفقة طائرة التجسس المسيرة”، معتبراً أن “الهدف من إسقاط الطائرة المسيرة كان توجيه تحذير للقوات الإرهابية الأميركية”.

شمخاني: “ترامب مبتز دولي”

من جهته، اعتبر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أن “(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يسعى، من خلال نقض القوانين والمعايير الدولية، إلى طرح نفسه كمبتزٍ دولي يمارس سلوكاً غير قابل للتوقع”، مضيفاً أن ترامب “يتصور أنه يمكنه، من خلال اتباع هذا السلوك، نقض حقوق الشعب الإيراني”.

ولفت شمخاني إلى أن ترامب “قد حقق بعض أهدافه المادية” من خلال ممارسة هذا السلوك مع الخليجيين، وذلك في إشارة إلى السعودية والإمارات، معتبراً أن سلوك الرئيس الأميركي “أحدث تحديات كثيرة على الساحة الدولية”.

واليوم، نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، مجدداً، في مقال خصّ به وكالة “إيسنا”، ما أوردته وكالة “رويترز” أمس، عن أن الوسيط العماني قد نقل رسالة تحذير أميركية إلى طهران، متهماً الوكالة بالسعي إلى “تغيير المعادلة” لصالح الولايات المتحدة من خلال نشر “أخبار ملفقة”.

وانتقد خسروي وسائل الإعلام الإيرانية لتعاطيها مع الخبر، داعياً إياها إلى أن تكون “حارس المرمى الذكي لتأمين الأهداف الوطنية وعدم التحول إلى منصة للخصم”.

 

 

بواسطة |2019-06-22T13:22:55+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 1:22 م|الوسوم: , |

البيت الأبيض: ترامب هاتف ولي العهد السعودي لبحث التهديد الإيراني

قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب تحدث يوم الجمعة مع ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، بشأن الاستقرار في الشرق الأوسط وفي سوق النفط، بعد أن تسبب التوتر مع إيران في زيادة أسعار الخام.

وقال هوجان جيدلي المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان، ”ناقش الزعيمان الدور الحيوي للسعودية في ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط وفي سوق النفط العالمية. كما ناقشا أيضا التهديد الذي يشكله السلوك التصعيدي الذي ينتهجه النظام الإيراني“.

تأتي المحادثة الهاتفية في أعقاب قيام إيران بإسقاط طائرة أمريكية مسيرة في منطقة الخليج وهو ما دفع ترامب للتخطيط لشن هجوم انتقامي لكن أحجم عنه في النهاية.

ولم يشر البيان إلى ما إذا كان ترامب أثار مع ولي العهد السعودي مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي.

واتهم تقرير من مئة صفحة لمقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامار في وقت سابق هذا الأسبوع السعودية بإعدام خاشقجي عمدا وبشكل مدبر وقالت إنه يجب التحقيق مع ولي العهد في هذا الشأن.

بواسطة |2019-06-22T10:26:31+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 10:26 ص|الوسوم: , , |

ميركل تؤيد الحل السياسي للأزمة الأميركية الإيرانية

عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الجمعة، عن قلقها إزاء توتر الوضع في المنطقة عقب إسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية في خليج عُمان فجر أمس.

وفي تصريح صحفي لها في ختام قمة للاتحاد الأوروبي ببروكسل، قالت ميركل “بالطبع يساورنا القلق بشأن الوضع، ونؤيد المفاوضات الدبلوماسية والتوصل إلى حل سياسي إزاء الوضع المتوتر للغاية هناك (خليج عُمان)”.

وأشارت إلى أن مستشاري السياسات الخارجية في الدول الأعضاء أجروا مباحثات حول إيران على هامش القمة الأوروبية التي استغرقت يومين.

وفي معرض ردها على سؤال حول وحدة التراب العراقي، قالت ميركل “لا يوجد أي تغيير في أجندتنا، وما زلنا نحافظ على موقفنا إزاء هذا الموضوع، فوحدة الأراضي العراقية تحظى بأهمية بالنسبة لنا”.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من تصريح مماثل، قالت فيه إنها تعارض تأسيس دولة كردية مستقلة في العراق.

وحول عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قالت ميركل إن المفاوضات بين الجانبين ستتواصل بعد تحديد من سيتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا.

من جهة أخرى، جددت ميركل رفضها لتولي أي منصب رفيع في الاتحاد الأوروبي.

بواسطة |2019-06-22T10:05:12+02:00السبت - 22 يونيو 2019 - 10:05 ص|الوسوم: , , |

ترامب: أوقفت الهجوم على إيران قبل تنفيذه بـ 10 دقائق

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل ضربة عسكرية كان سيوجهها فجر اليوم الجمعة لمنشآت ومواقع إيرانية مختلفة، ردا على إسقاط إيران طائرة مسيرة صباح أمس الخميس.

وقال ترامب في تغريدات له إنه قرر وقف الضربة على إيران قبل عشر دقائق من تنفيذها، لأنها لم تكن متناسبة مع إسقاط طائرة مراقبة أميركية مسيرة غير مأهولة.

 

 

وأضاف ترامب أنه عندما سأل مستشاريه عن عدد الضحايا المفترضين للضربة؛ أخبروه أنهم يتوقعون أن تؤدي إلى مقتل 150 شخصا، فقرر إيقافها على خلفية ذلك.

وبخصوص المواقع التي كانت الضربة ستستهدفها، قال ترامب إنها كانت موجهة إلى مواقع ومنشآت إيرانية مختلفة.

 

وأشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره، “جيشنا جديد ويعيد بناء نفسه ومستعد للانطلاق وهو الأفضل عالميا بفارق كبير”.

وكشف أيضا أنه فرض المزيد من العقوبات على طهران في وقت متأخر أمس.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس دونالد ترامب وافق أمس على توجيه ضربات عسكرية لإيران ردا على إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة، لكنه تراجع عن ذلك في الدقائق الأخيرة.

وقالت نيويورك تايمز إن قرار التراجع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترامب ضد أهداف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه ضرب مرتين أهدافا في سوريا عامي 2017 و2018.

 

بواسطة |2019-06-21T20:55:35+02:00الجمعة - 21 يونيو 2019 - 8:55 م|الوسوم: , |

إيران وأمريكا.. سيناريوهات الحرب واحتمالات المواجهة

سجّلت حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية في محافظة هرمزغان الإيرانية المؤشر الأكبر على احتمال المواجهة بين واشنطن وطهران، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً وحشداً هما الأشد منذ سنوات في تاريخ الخلافات بين البلدين.

وأعلنت “البنتاغون”، اليوم الخميس (20 يونيو)، أن الطائرة المسيّرة التي أسقطتها إيران، الخميس، كانت على مسافة 17 ميلاً من الأجواء الإيرانية، والبحث جارٍ لتحديد مكان حطامها، وفق ما نقلت قناة “الحرة” الأمريكية.

وما زاد من حدة التوقع بقرب المواجهة تغريدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على صفحته في “تويتر”؛ والتي قال فيها: “ستعرفون قريباً إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب إيران”.

وفي “تقدير موقف” لرئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، عبد الله خليفة الشايجي، توقّع أن تشن أمريكا عملاً عسكرياً ضد إيران خلال الساعات القادمة، وذلك بعد إسقاط طائرة لواشنطن فوق المجال الدولي.

وأضاف الشايجي: إن “منسوب توقعات توجيه ترامب ضربة عسكرية انتقامية وتكتيكية وليس حرباً على إيران ارتفع”، مشيراً إلى أن ذلك سيكون “كرسالة تهديد وتحذير وتنفيس (..) وهذا يعتمد على الضربة والرد الإيراني. لكن لا حرب مفتوحة بل محدودة”.

واستند في تقديره إلى “اجتماع مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، وتقديم إحاطة أمنية وعسكرية واستخبارية لقيادات ورؤساء لجان الكونغرس من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)”، فضلاً عن سلسلة المتغيرات التي تشهدها المنطقة.

استهداف سفن خليج عُمان

وشكّل الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط قادمتان من السعودية والإمارات في مياه بحر عُمان، وقصف مطار أبها جنوبي المملكة بصاروخ كروز، الأسبوع الماضي، إرهاصات لقرب المواجهة الكبرى بين إيران والولايات المتحدة.

ولم تترك إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقتاً للتحقق والتأكد من هوية الفاعلين مهاجمي ناقلتي النفط، إذ وجهت الاتهامات بسرعة إلى إيران، وحمّلتها المسؤولية الكاملة.

وقال ترامب، في آخر تصريح له بعد الهجوم على ناقلتي النفط: إن “إيران هي من نفذت الهجوم، والصور تثبت أنها من تقف وراءه”، مشدداً على أن بلاده لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية.

ويقصد ترامب بالصور ما نشرته البحرية الأمريكية، يوم الجمعة الماضي (14 يونيو)، من تسجيل مصور يظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغماً لم ينفجر من جانب إحدى ناقلتي نفط تعرضتا لهجمات في خليج عمان.

وقالت البحرية الأمريكية، في تعليق على الفيديو الذي نشرته على صفحتها “بتويتر”: “فيديو سجلته طائرة أمريكية لدورية بقارب من فئة غاشتي تابع للحرس الثوري الإيراني ينزع لغماً لاصقاً غير منفجر من على السفينة كوكوكا كوريغس”.

وأضافت البحرية الأمريكية في تغريدتها: “تعرضت كوريغس لانفجار في خليج عمان، طاقمها البالغ عدده 21 شخصاً تم إنقاذهم من قبل المدمّرة الأمريكية باينبريدج”.

في المقابل اتهمت إيران أطرافاً إقليمية ودولية باعتماد ما أسمتها “دبلوماسية التخريب”؛ وذلك رداً على اتهام وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، طهران بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت ناقلتي نفط في خليج عُمان.

ويأتي هذا الهجوم عقب هجوم سابق، في 12 مايو الماضي، استهدف ناقلتي نفط سعوديتين وسفينة إماراتية وناقلة نرويجية في ميناء الفجيرة الإماراتي، دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا، لكنه أثار قلقاً في المنطقة.

وفي حالة اندلعت المواجهة في الخليج فإن المتضرر الأول منها هي دول مجلس التعاون بأكملها، إضافة إلى اقتصاد تلك البلاد.

خطورة كبيرة

الكاتب السياسي أنور القاسم يؤكد أن التصعيد الحالي محسوب تماماً من كل الأطراف، رغم خطورته الكبيرة، وهدفه دفع إيران إلى الجلوس والتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، والتخلي عن الكثير من الامتيازات الجيوسياسة والنووية.

ويقول القاسم في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “ما يحصل الآن تماماً كما حدث في التفاوض الأمريكي مع الصين ضمن الحرب الاقتصادية وما جنته واشنطن من وراء هذا التفاوض”.

ويضيف: “بين طهران وواشنطن يوجد ما تسمى حالة (اللا حرب واللا سلم) منذ 30 عاماً، وهناك اتجاه أمريكي لتغيير هذا الوضع (..) ومهاجمة الحوثيين في اليمن لسفن سعودية في البحر واستهداف الأراضي السعودية ليس جديداً”.

ويوضح أن الجديد هو توسيع قاعدة استهداف المرافق الحيوية السعودية؛ لإجبار التحالف على الاستجابة لمطالب الحوثيين على الأرض، إضافة إلى أنها رسائل إيرانية لدول التحالف بأن مصالحها الحيوية لن تكون بمأمن في ظل الاستمرار في التصعيد مع طهران.

ويستبعد الكاتب السياسي حدوث تصادم عسكري مباشر في المنطقة؛ لاعتبارات أهمها أن الحرب قد تصبح إقليمية وتمتد دولياً، وتكاليفها لن يستطيع العالم تحملها، وفق الأمم المتحدة.

ويرى أن التوتر الأمريكي مع الصين وروسيا، الحليفتين لإيران، قد يحول دون اندلاعها.

وحول ما حدث بخليج عُمان يؤكد أن التحقيقات حتى الآن لم تثبت فعلياً أن إيران هي من قامت بهذه الأعمال غير المسبوقة في الخليج، رغم أن طهران تهدد منذ 20 عاماً بإغلاق مضيق هرمز، لكنها لم تفعل غير التهديد.

ويستطرد بالقول: “الأدلة قائمة على الاتهامات فقط، وهذا لا وزن قانوني له؛ فإيران تتهم بدورها الموساد الإسرائيلي وأطرافاً خليجية بافتعال الأزمات في المنطقة”.

ويرى القاسم أن حجم الجيش الأمريكي في الخليج لا يعدو كونه قوة زجر أكثر من كونه وجوداً لخوض حرب واسعة، ثم إن أوروبا ودول العالم تنظر للصراع الأمريكي الإيراني نظرة مختلفة، ودول الغرب تقف على النقيض بشأن الاتفاق النووي.

ويعتقد أن المرحلة الحالية ستكون كلعبة شد الحبال إلى أقصى الدرجات، والتهديد بالحرب للحصول على المطالب من كل الجهات.

ويرى أنه في حال وقعت الحرب والمواجهة الكبرى فسيكون الخاسر الأول والثاني والأخير هو دول الخليج مجتمعة، والمواطن الخليجي ومستقبله على المحك الآن.

ويقول: “لا يمكن الهروب من عامل الجغرافيا والمصالح المشتركة، وعلى دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، الإدراك بأنها لا تقامر باستقرارها فقط، بل باستقرار منطقة ودول وشعوب المنطقة بأسرها”.

ويتوقع القاسم أن يتسبب التوتر القائم في تهديد سوق النفط وأسعاره، وتهديد الملاحة في هذه المنطقة الحيوية، ورفع تكاليف شركات التأمين إلى مستويات قياسية.

ويشير إلى أن ما يحدث سيدفع كل دول الخليج إلى تعزيزات أمنية غير مسبوقة، إضافة إلى تسببه في عيش المواطن في هذه المنطقة بدوامة من الخوف وعدم الاستقرار، ما يحبط أي سياسات اقتصادية للنمو والازدهار.

خطر متزايد

مركز “كابيتال إكونوميكس” ومقره لندن، يرى أن الهجمات ضد الناقلتين “آخر المؤشرات على أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تتصاعد، وأن هناك خطراً متزايداً بإمكانية تحوّل الأحداث إلى نزاع مباشر”.

ويؤكد المركز، في تحليل له حول ما حدث بعد الهجوم على ناقلتي النفط، أن ما حدث قد يؤدي نتيجة خطأ أو سوء تواصل إلى نزاع أشمل، وتكرار الهجمات بشكل منتظم يشير إلى أن هذا الخطر يتزايد.

ويحذر المركز من مخاطر اندلاع نزاع قد يضر باقتصادات المنطقة بشكل كبير، وتكون له آثار كبيرة غير مباشرة على الاقتصاد العالمي وسوق النفط.

ويتوقع أن تقفز أسعار الخام إلى 100 دولار للبرميل في حال تعرضت طرق الشحن البحري لهجمات جديدة أو تضرّرت منشآت نفطية.

ويشير إلى أنه في حالة جرى تجنب النزاع المباشر فستستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير على الأسواق المالية.

 

بواسطة |2019-06-21T15:55:00+02:00الجمعة - 21 يونيو 2019 - 3:55 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى