مفاوضات السلام اليمنية.. أمال حقيقية أم أوهام؟ (حوار)

إبراهيم سمعان

منذ الخميس الماضي بدأت في السويد محادثات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثين، على أمل وقف الحرب الدائرة منذ 2015، وسط خطر المجاعة الذي يهدد هذا البلد.

صحيفة “أتلانتيكو” الفرنسية أجرت حوار مع رولان لومباردي المحلل بمجموعة JFC-Conseil، عن توقعاته لهذه المحادثات، ومدى إمكانية إنهاء الصراع.

اليمن يجد نفسه وسط صراع إقليمي، نحن نتحدث عن كارثة إنسانية حقيقية، ما هو حجم الأضرار في هذا البلد الذي يعد بالفعل واحد من أفقر المناطق في المنطقة؟

الوضع كارثي، لقد رأينا جميعاً صور الأطفال اليمنيين، وقد أدت قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي إلى استحضار المأساة اليمنية بشكل أكثر علانية، والتي غالبًا ما كان يتم تجاهلها، فمنذ التدخل السعودي في اليمن مارس 2015 ، أودى القتال بحياة حوالي 10 آلاف شخص وحوالي 60 جريح، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومع ذلك ، فأنا على قناعة تامة بأن هذه الأرقام أقل بكثير من الواقع، كانت اليمن بالفعل أفقر دولة في الخليج وواحدة من أكثر المناطق فقراً على وجه الأرض. الريال، فقد ما يقرب من 40 ٪ من قيمته في عام 2018 ، ومعدل البطالة يتجاوز 30 ٪ والتضخم سيكون 42 ٪، غالبية الموظفين لا يتقاضون أجرا.

 

بحسب الأمم المتحدة، ما يقرب من 20 مليون شخص (من أصل 28 مليون يمني!) يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وبسبب تدمير البنية التحتية الصحية ومحطات معالجة المياه، انفجرت حالات الكوليرا.

 

تدهور الوضع بشكل حاد بسبب القتال الدائر حول الحديدة ، المدينة الساحلية على البحر الأحمر، في الواقع ، تحاول القوات الموالية للحكومة ، بدعم من التحالف العسكري بقيادة الرياض، استعادة المدينة من المتمردين الحوثيين،  فمن خلال الميناء الواقع بها تمر 70٪ من الواردات اليمنية ويمكننا أن نفهم بشكل أفضل عواقب ذلك على السكان.

 

لقد أصبحت الحرب في اليمن مستنقعًا للمملكة السعودية. فهل يمكن لولي العهد محمد بن سلمان اغتنام الفرصة للخروج من هذه الأزمة؟ أو بمعنى آخر هل هناك فرصة لنجاح المفاوضات ؟

 

أعتقد ذلك ، حتى لو كان عليك أن تكون حذرا وصبورا، في الواقع، بالنسبة للسعوديين، هذه هي الطريقة الأولى وفي الوقت المناسب لهم للخروج أخيرًا من هذا المستنقع دون أن يفقدوا ماء الوجه. فإدارة الرئيس دونالد ترامب أصبحت محرجة للغاية بعد مقتل خاشقجي، كما أنها استوعبت أيضا خطأ السعوديين، وولي العهد الشاب، فاليوم نرى ضغوطا أمريكية جديدة بشأن الحرب في اليمن.

 

في هذه الأيام ، تجتمع الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون في السويد للمرة الأولى منذ عام 2016، وكان ذلك بمبادرة من الأمم المتحدة لبدء هذه المفاوضات. ولكن دعونا نكون جديين ، كما سبق وأعلن ذلك في الشهر الماضي، فالمحادثات تتم تحث ضغط أمريكي بشكل خاص.

ومع ذلك ، فحتى لو كانت البداية جيدة ، فإن الأرضية المشتركة بعيدة كل البعد عن أن تكون موجودة خلال هذه المرحلة الأولى من المحادثات.

 

وفقا لمصادر بالاستخبارات الإسرائيلية، فإن البرنامج النووي الإيراني في مرحلة متقدمة جدا، ومع النصر المحتمل لبشار الأسد في سوريا، والشيعة في العراق، وفشل السعودية في اليمن، هل يمكننا رؤية إيران تظهر كقوة مهيمنة في المنطقة؟

 

بالطبع ، سجلت إيران نقاطًا جيوستراتيجية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك ، منذ انتخاب ترامب أواخر عام 2016 وبعض العودة (المؤقتة) للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، تغير الوضع.

 

حاليا ، إيران ضعفت بقوة ، سواء داخليًا أم خارجيا، خاصة مع روسيا منذ عام 2017 بعد الزيارة التاريخية لملك الجزيرة العربية لموسكو، وعندما نعرف تاريخ العلاقات التركية الإيرانية ، يمكننا قياس مدى هشاشة الشراكة الحالية بين أنقرة وطهران.

من المسلم به أن إيران بلد كبير وقد أثبت مراراً وتكراراً مرونته في الماضي، قادته أذكياء بما فيه الكفاية وبراجماتيين يعرفون أن السياسة الأسوأ ستكون أكثر كارثية بالنسبة لهم، ويدركون أنهم إذا كانوا لا يريدون أن يخسروا كل الفوائد الاقتصادية والتجارية ونفوذهم السياسي في سوريا وفي أي مكان آخر، سيضطرون إلى تخفيض مطالبهم والعودة في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن.

في هذه الأثناء ، وعلى غرار ريجان مع الاتحاد السوفيتي، استراتيجية دونالد ترامب واضحة تمامًا: اختيار الطريق القوي، من خلال قلب الطاولة والتهديد، يريد الرئيس الأمريكي خنق إيران اقتصاديًا من أجل تسريع هذه العملية، لكن  لن يخبرنا سوى المستقبل عما إذا كان هذا الخيار سيؤتي ثماره في نهاية المطاف لجميع الأطراف والمنطقة أم لا.

بواسطة |2018-12-11T18:52:46+02:00الإثنين - 10 ديسمبر 2018 - 7:58 م|

الصحافة الألمانية: تجميد مبيعات الأسلحة للرياض “كذبة كبرى”

إبراهيم سمعان

على الرغم من الحظر الذي فرضته الحكومة الألمانية في أعقاب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، تواصل شركة ألمانية بيع الأسلحة للسعودية.

 

وأعلنت مجلة “ستيرن” والبرنامج التلفزيوني “ريبورت ميونيخ” الذي يبث على القناة الأولى الألمانية أنه على الرغم من الحظر الصريح لحكومة المستشارة أنجيلا ميركل، تواصل “راينميتال” تسليم الأسلحة إلى الرياض من خلال فروعها الأجنبية في إيطاليا وجنوب أفريقيا.

 

وكانت ألمانيا أعلنت هذا الحظر المؤقت في 19 نوفمبر رداً على الفضيحة الدولية التي أحاطت بوفاة الصحفي المنشق السعودي جمال خاشقجي، ووفقا لصحيفة شبيجل، نقلا عن مصادرها الخاصة، يمكن رفع الحظر في أوائل عام 2019.

وقتل خاشقجي فور دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر الماضي، وتضاربت روايات الرياض بشأن مقتله، في حين تشك دول غربية ومؤسسات حقوقية دولية بها، مطالبة الرياض بكشف الحقيقة وإجراء تحقيق أكثر شفافية.

ورأت صحيفة ” algeriepatriotique” الناطقة بالفرنسية أن الحظر المفروض من قبل الحكومة الألمانية في قضية خاشقجي ليس أكثر من مناورة سياسية ، فقط لجعل الاعتقاد بأن برلين تهتم بحقوق الإنسان، ولذلك كذبت ألمانيا.

وأوضحت أن هيلموت ميرش، عضو مجلس إدارة راينمتال ، قال في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مصرفيين منتصف نوفمبر الماضي أن كلا من قنوات التصدير التابعين للشركة في إيطاليا وجنوب إفريقيا لم تضرر من الحظر.

 

وكانت وزارة الاقتصاد الألمانية أكدت مؤخرا أن ألمانيا وافقت خلال الستة أشهر الماضية على توريد أسلحة للدول الثمانية الأخرى في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بقيمة 21.8 مليون يورو.

ورغم مشاركة السعودية في حرب اليمن، أمرت الحكومة الجديدة منذ توليها منصبها في مارس الماضي بتوريد أسلحة للسعودية بقيمة 254 مليون يورو.

وأوضحت أن حكومة ميركل أصدرت 87 تصريح أسلحة للدول المشاركة في هذا التحالف خلال الفترة من 14 مارس وحتى 23 سبتمبر الماضي، الأمر الذي أثار الجدل، حيث إن الائتلاف الحاكم اتفق على وقف تصدير الأسلحة لكافة الدول المشاركة “على نحو مباشر” في حرب اليمن.

 

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب الحرب العنيفة الدائرة منذ نحو أربعة أعوام، بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة بقوات التحالف السعودي الإماراتي، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين، المدعومين من إيران، على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل التحالف بالنزاع في مارس 2015، بدعوى دعم حكومة هادي.

وقُتل في الحرب اليمنية، منذ التدخل السعودي، أكثر من 10 آلاف يمني، في حين أصيب أكثر من 53 ألف شخص، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

بواسطة |2018-12-11T19:19:46+02:00الإثنين - 10 ديسمبر 2018 - 4:50 م|

خطوة أولى في نجاح المشاورات.. طرفا الحرب اليمنية يتفقان على تبادل الأسرى

 

اتفق وفدا الحكومة اليمنية و”الحوثيين” بالسويد على تبادل قوائم الأسرى والمعتقلين.

جاء ذلك خلال المشاورات التي انطلقت قبل 3 أيام في قصر “يوهانسبرج سلوت” في العاصمة السويدية استوكهولم.

وقال وزير الخارجية اليمني، “خالد اليماني”، إن “عمليات تسليم وتسلم لقوائم الأسرى والمعتقلين والمحتجزين، ستجري خلال الساعات المقبلة”، معتبراً الخطوة بنّاءة وإيجابية للمشاورات.

وسيناقش وفدا الحكومة اليمنية و”الحوثيين”، هذه القضية، مع لجنة الصليب الأحمر في اجتماعات منفصلة ستنطلق، “الأحد” 9 ديسمبر، وتستمر إلى أن تكمل آلية التنفيذ، والتحقق من الأسماء، وجملة من الإجراءات الفنية إلى جانب الضمانات.

وأوضح وزير الخارجية اليمني أنه “خلال الأحد والاثنين سيكون هناك تقدم أيضاً فيما يتعلق بموضوع المطارات ومن ضمنها مطار صنعاء.. هناك أيضاً بعض المسائل المتعلقة بإعادة موظفي المطار الذي كانوا هناك في عام  2014”.

في المقابل، اشترط وفد الحكومة اليمنية تسيير الرحلات داخلياً من مطار صنعاء إلى مطار عدن، رافضا أي رحلات دولية مباشرة.

وشدد وزير الخارجية اليمني على أن “مطار عدن يجب أن يكون مطار السيادة”، مذكرا بأهمية جميع المطارات اليمنية في المحافظات كافة بما فيها تلك المناطق الواقعة تحت سيطرة “الحوثيين”.

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة اليمنية شروطها بشأن إجراءات بناء الثقة في مشاورات السويد، فيما يتعلق بإعادة فتح مطار صنعاء وتشغيل ميناء الحديدة.

واعتبرت الحكومة اليمنية أن عدم تحقيق إنجاز في إجراءات بناء الثقة بمشاورات السويد مع “الحوثيين” سيعقد الأزمة اليمنية، وسيصعب مناقشة الملفات الأخرى.

ومنذ نحو 4 أعوام، يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين مسلحي “الحوثي”، المتهمين بتلقي دعم إيراني، من جهة أخرى، ويسيطرون على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

بواسطة |2018-12-09T17:42:52+02:00الأحد - 9 ديسمبر 2018 - 5:42 م|الوسوم: |

الأمم المتحدة تحذر: نحو 16 مليون يمني يعانون الجوع

 

حذرت منظمة ​الأمم المتحدة​ للأغذية والزراعة “فاو” وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة يونيسف ومنظمات أخرى في تقرير مشترك، من أن انعدام ​الأمن​ الغذائي في ​اليمن​ يؤثر على نحو 20 مليون شخص، مؤكدة أن النزاع المستمر منذ عام 2015 هو السبب الرئيسي لذلك.

وكشفت أن “هناك 15,9 مليون يمني يعانون من الجوع حاليا”، داعية إلى “توسيع إطار المساعدات الإنسانية بشكل عاجل” لإنقاذ ملايين اليمنيين”.

وشددت على أن “النزاع هو السبب الرئيسي في انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل فقدان سبل العيش والدخل وزيادة أسعار السلع الأساسية بحيث تقلل من قدرة الأسر على شراء الغذاء”.

 

وأكدت أن “نسبة كبيرة من اليمنيين حتى في المناطق الأكثر استقرارا، لا يستطيعون الحصول على السلع الغذائية الأساسية لأن أسعار الغذاء قفزت بنسبة 150% مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة، كما ارتفعت أسعار الوقود بما في ذلك غاز الطبخ”.

ومنذ نحو 4 أعوام، يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين مسلحي “الحوثي”، المتهمين بتلقي دعم إيراني، من جهة أخرى، ويسيطرون على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

بواسطة |2018-12-11T20:09:03+02:00الأحد - 9 ديسمبر 2018 - 5:41 م|الوسوم: |

وسط توترات وخلافات.. السعودية تطلق القمة الخليجية الـ 39

 

في ظل الخلاف المرير مع دولة قطر، والأزمة الدبلوماسية التي تواجه السعودية بعد مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”، تنطلق اليوم، أعمال القمة السنوية الـ39 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض.

ومن المتوقع أن تركز القمة التي تستمر ليوم واحد على القضايا الأمنية، بما في ذلك حرب اليمن وأنشطة إيران في المنطقة، وقد تتطرق إلى السياسات النفطية ومقاطعة قطر من بعض جيرانها.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر في يونيو 2017 بسبب مزاعم دعم الإرهاب.

وتنفي قطر هذه الاتهامات وتقول إن المقاطعة تهدف إلى تقليص سيادتها.

ووجه العاهل السعودي الدعوة لأمير قطر لحضور القمة لكن الدوحة لم تعلن بعد مستوى تمثيلها في القمة.

وحضر أمير قطر اجتماع العام الماضي في الكويت في حين أرسلت السعودية والإمارات والبحرين وزراء أو نوابا لرؤساء الحكومة.

وتأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1980 كحصن في مواجهة الجارتين الأكبر، إيران والعراق.

ويضم المجلس السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر والكويت، التي توترت علاقاتها أيضا مع الرياض بسبب السيطرة على حقلي نفط مشتركين.

بواسطة |2018-12-09T17:39:11+02:00الأحد - 9 ديسمبر 2018 - 5:39 م|الوسوم: |

كاتب أمريكي: السعودية قوة تزعزع استقرار الشرق الأوسط

 

إبراهيم سمعان

قالت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية إنه استنادًا إلى اعتراضات الاستخبارات الأمريكية الإلكترونية والأدلة الأخرى التي سلمتها السلطات التركية ، خلصت وكالة الاستخبارات المركزية بثقة عالية إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أعطى أمر قتل الصحفي جمال خاشقجي.

وبحسب مقال لـ “دانيال ديبتريس”، وهو زميل في أولويات الدفاع ، وهي منظمة غير حزبية للسياسة الخارجية تركز على تعزيز الأمن والاستقرار والسلام، فإنه مع تعاظم ذنب الرياض في جريمة القتل ، هناك سؤال غامض آخر يستحق الإجابة: لماذا يستمر الرئيس دونالد ترامب في الإشارة إلى المملكة العربية السعودية كحليف استراتيجي للولايات المتحدة؟

وأضاف “السعودية ليست حليفاً يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه ، كما أنها لم تثبت أنها شريك أمني مفيد بشكل خاص. السعودية ، بالأحرى ، هي أمة لديها مجموعة فريدة من المصالح الوطنية الخاصة بها ، بعضها متوافق مع أمريكا ولكن الكثير غير ذلك”.

وأردف الكاتب “لعقود من الزمان ، تم إقناع الشعب الأميركي من قبل قادته فكرة أن العلاقات الأمريكية السعودية لا غنى عنها لأمن أمريكا وأنها حيوية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط”.

وتابع ” لقد نظرت الإدارات الأمريكية إلى السعودية على أنها جزء لا يتجزأ من احتواء القوة الإيرانية في الشرق الأوسط ، واستقرار أسعار الطاقة، وتزويد أمريكا بمعلومات مفيدة عن الجماعات الإرهابية مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية”.

وأضاف “مع ذلك ، فإن معظم هذه الحجج موقوتة ومبالغ فيها وغير دقيقة. فيما يتعلق باستقرار سوق النفط ، لدى السعوديين سجل مختلط. إن دافع الرياض في الحفاظ على الاستقرار في السوق لا علاقة له بكونها صديقًا جيدًا لأمريكا، وكل الأمر يتعلق بمصلحة الرياض الاقتصادية. فالبلد الذي يعتمد على عائدات النفط في موازنة ميزانيتها ، وبناء احتياطياتها من العملات الأجنبية ، وتمويل الإعانات الوطنية على كل شيء من البنزين والطعام إلى السكن لا يمكن أن تحمل فترة طويلة من الأرباح المنخفضة. إذا ارتفعت الأسعار بشكل مفرط خلال فترة طويلة ، فستقوم المملكة بزيادة صادراتها للحفاظ على حصتها في السوق وضمان أن المشترين في الخارج لا يغيرون الموردين. السعوديون يفعلون ذلك ليس كوسيلة لصالح المستهلك الأمريكي ، بل كضرورة أساسية”.

ومضى يقول “الحقائق تكذب فكرة الرياض كقوة استقرار في الشرق الأوسط. منذ تعيين محمد بن سلمان وزيراً للدفاع في عام 2015 وصعوده لمنصب ولي العهد في عام 2017 ، كانت السعودية مزعزعة للأمن والسياسة في المنطقة مثل العدو اللدود الإيراني. في الواقع ، كانت السياسة الخارجية السعودية في عهد ولي العهد محمد سلسلة لا نهاية لها من الكوارث الإنسانية التي يتخللها الاستهتار الاستراتيجي”.

وأردف “على سبيل المثال ، فشلت حملة الرياض التي استمرت ثلاث سنوات ونصف في اليمن في هدفها العسكري الأساسي المتمثل في دفع الحوثيين إلى الخروج من العاصمة اليمنية والعودة إلى المرتفعات الشمالية. وبدلاً من ذلك ، أدى القصف السعودي (والإماراتي) إلى تحول اليمن إلى جحيم على الأرض ، حيث يموت الأطفال الصغار بسبب المرض والمجاعة كل يوم ، وتحول حفلات الزفاف إلى جنازات ، والغذاء باهظ الثمن “.

وتابع “إن العزلة السياسية التي قادتها السعودية والحصار الاقتصادي لقطر ، والذي كان يهدف إلى إجبار الدوحة على قطع العلاقات مع إيران ، لم يؤد إلا إلى ترسيخ العلاقات بين الاثنين. كان الخطف والاستقالة القسرية لرئيس الوزراء اللبناني في وقت سابق من هذا العام – تم إعادته في وقت لاحق عند إطلاق سراحه تحت الضغط الفرنسي – بمثابة إحراج دولي ، مما أعطى دليلا إضافيا على عملية اتخاذ قرار متهورة للغاية”.

وأضاف “أخيراً ، هناك الآن جريمة القتل التي تمت بموافقة الدولة بحق جمال خاشقجي، على ما يبدو بأمر من ولي العهد. وقد كشف هذا عن الطبيعة الحقيقية للحكومة السعودية للعالم: طبيعة النظام السلطوي الذي يديره الخوف من المعارضة والمصالح الذاتية والبارانويا”.

ودعا الكاتب الإدارة الأمريكية إلى ما يلي:

أولاً ، يجب على الرئيس ترامب أن يتوقف عن التظاهر بوصفه الناطق الرسمي غير الرسمي لولي العهد محمد ، وهو رجل ألحق أضراراً أكبر بسمعة المملكة الدولية أكثر من الخمسة عشر مواطنًا السعوديين الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على أمريكا.

ثانياً ، يجب على الإدارة أن تضع علاقتها بالرياض في سياق أكثر دقة. قد يكون الحفاظ على العلاقات الشرطية مع السعوديين أمرا حكيما ، ولكن النظر إلى العلاقات الأمريكية السعودية على أنها أكبر من أن تفشل هو سوء قراءة فادح للوضع. ربط القوة الأمريكية بهيبة السعودية يؤدي إلى التقليل بشدة من المرونة الدبلوماسية الأمريكية.

ثالثًا ، يجب على الرئيس ترامب أن ينظر إلى المملكة على حقيقتها أكثر مما يرغب في أن تكون. إنها ليست حليفًا على مستوى المملكة المتحدة أو فرنسا أو كندا أو أستراليا . وبصراحة ، المملكة العربية السعودية بلد مثل معظم جيرانها، تمارس الاستبداد والقمع لجميع أشكال المعارضة.

واختتم بقوله “كلما أسرعت واشنطن في إعادة تنظيم علاقتها بالمملكة ، كلما كان ذلك أفضل حالاً بالنسبة للولايات المتحدة والمنطقة”.

 

 

 

بواسطة |2018-12-09T15:08:08+02:00الأحد - 9 ديسمبر 2018 - 3:08 م|الوسوم: , |

“كارنيجي” تجيب : بعد التنسيق “التركي – الأمريكي” هل الإطاحة بـ”بشار الأسد” مازالت ممكنة ؟!

العدسة – ياسين وجدي:
ماتزال المطالبات بالإطاحة بالديكتاتور السوري “بشار الأسد” مطلبا أساسيا رغم حصار الثورة ومرور نحو 8 أعوام على بدايتها.
مركز كارنيجي للدراسات في الشرق الأوسط ، طرح في تقدير موقف حديث مصير بشار الأسد مجددا للحديث في مطالعة دورية بين خبرائه ، بعد رصده مؤشرات جديدة في التنسيق التركي الأمريكي .
خبراء “كارنيجي” يرون أن التنسيق بين الدولتين يحتاج إلى وقت للنضوج قبل التفكير في مصير بشار الأسد ، مؤكدين أن الملفات بين الدولتين أعمق من تداول قضية واحدة الآن في ظل اختلاف الأولويات بينهما، فيما يرون أن الإطاحة ببشار الأسد بات يحتاج مؤشرات جديدة تعطي مزيدا من التفاؤل بذلك.

محمل الجد !

من جانبه يرى أسعد العشي الخبير الاقتصادي السوري، والمدير التنفيذي لمؤسسة “بيتنا سوريا” المعنية بدعم المجتمع المدني السوري، إن توثيق التعاون التركي – الأميركي إلى التخفيف من حدّة التوترات بين منطقة شمال شرق سورية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، ومنطقة الشمال الغربي الخاضعة إلى سيطرة الأتراك، وإلى تقليص احتمال حدوث أي تصعيد عسكري. أما على المدى الأطول، فقد تسمح شراكة أكثر متانةً بين الطرفين بإرساء أسس التعاون، ما يضع حوالى 40 في المئة من الأراضي السورية تحت مظلة واحدة.

ويضيف في تقدير الموقف الذي وصل ” العدسة” أنه مع ذلك، لن يكون أي من هذين السيناريوهين كافياً لإطاحة بشار الأسد، فقد استثمر الروس والإيرانيون بشكل كبير في الأسد وأعوانه، ولن يكونوا مستعدين للتنازل عن هذا الاستثمار مهما بلغت درجة التقارب بين تركيا والولايات المتحدة. علاوةً على ذلك، لن تخاطر تركيا بإلحاق الضرر بعلاقتها مع روسيا (ولاسيما أنها أصلاً شريكاً لا تثق به)، بخاصةٍ مع انطلاق العمليات في خط أنابيب الغاز الطبيعي TurkStream بين روسيا وتركيا، وإمكانية تسليم نظام الدفاع الجوي الروسي “أس-400” إلى القوات المسلحة التركية، وهما حدثان مرتقبان في العام 2019.
وأوضح أن التنسيق التركي الأمريكي يمكن أن يدفع الأسد إلى أخذ المفاوضات على محمل الجدّ والانضمام إلى طاولة الحوار لإطلاق عملية سياسية تتمتّع بالمصداقية في انتظار اتّضاح نتائج مثل هذه المفاوضات.

تفاؤل أكثر !

وأوضح سولي أوزل بروفسور العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في اسطنبول، وكاتب مقال في صحيفة “هابرتورك”، أن المرحلة الراهنة من الحرب السورية تتطلب ما هو أكثر من التفاؤل كي نتوقع إطاحة بشار الأسد من السلطة، سواء قبل الصفقة أو كجزء منها، فحلفاؤه الإيرانيون على وجه الخصوص سيعملون على عدم حدوث ذلك، وفرص التنسيق التركي- الأميركي لإسقاطه، على الرغم أنها ممكنة، إلا أنها الآن معدومة، لأن لكلا “الحليفين” تصورات غاية في التباين حول ما يشكّل تهديداً إرهابياً في سورية، كما أنه لم يعد واضحاً ما إذا كانت واشنطن مُصرّة حقاً على رحيل الأسد.

وأضاف أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة، الأولوية هي لمنازلة تنظيم الدولة الإسلامية، وفي مثل هذا القتال، تُعتبر وحدات حماية الشعب الكردية هي الشريك الأمثل الذي يعتد به للقيام بذلك، حتى ولو كان الهدف الأميركي الأكثر طموحاً هو حمل إيران على التراجع، وفي هذا الأثناء فإن تركيا هي حليف الاختيار بالطبع، لكن وحدات حماية الشعب، وتنظيمها الأم حزب الاتحاد الديمقراطي، تُعتبر لدى أنقرة الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يشكّل الخطر الإرهابي الوجودي الأكبر عليها ، وقد عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وصف الدولة الإسلامية بأنه مجرد تنظيم من الدهماء، وأعاد إلزام نفسه مجدداً بالقضاء على وحدات حماية الشعب- الاتحاد الديمقراطي في المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، ومع وجود مثل هذه المصالح المتضاربة، ليس بمقدور واشنطن وأنقرة العمل بشكل منسّق، ما لم تُحل القضية الكردية.
وأشار سولي أوزل إلى أنه علاوة على ذلك، إذا ما وضعنا في الاعتبار اعتماد تركيا على حسن النيّة والدعم الروسيين في المناطق التي تُسيطر عليها وفي الأراضي الواقعة تحت هيمنتها في محافظة إدلب، سنصل إلى الاستنتاج أن أنقرة ستمتنع عن اتخاذ أي خطوات جذرية من شأنها وضع روسيا على طرفي نقيض معها.

علاقة متشنجة !

أما دوروثي شميد الخبيرة البارزة ومديرة برنامج تركيا والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية فترى أن تركيا ستظل خصماً صريحاً لبشار الأسد منذ اندلاع الأزمة السورية، إذ ما انفكّت تطالب بتنحيته، خاصة أنه مع أن أنقرة تقرّبت من روسيا بعد الانقلاب الفاشل في العام 2016، إلا أن عملية تطبيع العلاقات مع النظام السوري لم تكتمل، ناهيك عن تزايد احتمالات نشوب مواجهة مباشرة في محافظة إدلب، لكن من غير المؤكّد ما إذا كانت القوات المسلحة التركية قد تعمد إلى خوض حرب شاملة مع نظام الأسد من دون دعم حلفائها الغربيين.

وأوضحت أنه خلال العام المقبل، سيكون هدف الولايات المتحدة الأساسي احتواء إيران. لذا، قد يؤدّي تحديد مصير الرئيس السوري إلى تعاون سياسي بين أنقرة وواشنطن، بيد أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا متشنّجة، كما أن استراتيجيتيهما في سورية متباينتان حول مسألة أساسية: فالولايات المتحدة تقف بشكلٍ حاسم إلى جانب قوات سورية الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد، لمساعدتها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، فيما الأكراد يشكّلون مدعاة قلق أساسية لتركيا، وحافزاً قد يدفعها إلى شنّ حملة عسكرية خارج حدودها، وفي غضون ذلك، استعاد الأسد هامشاً من المناورة، لذا قد لايكون من السهل بالضرورة الإطاحة به.

أجندات مختلفة !

ويضيف توما بييريه الخبير في معهد الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والمسلمين أنه ليس في وسع تركيا فعل الكثير في هذا الصدد، أكثر من تجنّب تقويض موقع واشنطن في شرق سورية؛ وهو الموقع الذي يشكّل مفاتيح الضغط الأميركية على دمشق مؤكدا أنه هذا هو الإطار الذي يمكن أن يكون التنسيق فيه مفيدا، وإلا فإن أنقرة، وعلى رغم تمنّعها المتواصل عن تطبيع العلاقات مع بشار الأسد، لن تضيف الكثير على الشراكة مع الأميركيين في مجال الفعالية والتأثير.

ويرى بييريه أنه رغم أن تموضع “تركيا” في شمال سورية يعتبر رصيداً مهما، لكنه في الواقع دفاعي النزعة، فالمناطق التي تحميها تركيا محدودة القيمة الاستراتيجية، بالمقارنة مع الأراضي الغنية بالنفط في شرق سورية، والأهم أن انكشاف أنقرة أمام خطر قيام الأسد وحلفائه بتسليح اللاجئين، يجعلها شريكاً غير محتمل في سياسة تغيير النظام، بما في ذلك حتى عبر الوسائل الدبلوماسية، والواقع أنها أُجبرت بالفعل على التخلي عن أحدى الأدوات القليلة المتوافرة لها ضد دمشق بفعل قبولها، كجزء من اتفاق سوتشي في سبتمبر الماضي، بأن يُسلّم متمردو محافظة إدلب نقاط الترانزيت في الأقسام أم-4 وأم-5 في الطرق الرئيسية التي يسيطرون عليها.

بواسطة |2018-12-11T20:52:26+02:00السبت - 8 ديسمبر 2018 - 10:00 م|الوسوم: , |

بعد الفشل الأمريكي في الأمم المتحدة.. هل اقترب ضرب “غزة” ؟

 

 

العدسة – ياسين وجدي:

الاستعداد الصهيوني لضرب قطاع غزة لا يتوقف ، ولكن تحكمه في كل مرة سياقات وسياسات ومصالح ، وبعد سقوط مشروع القرار الأمريكي الهادف لإدانة حركة حماس والمقاومة عبر الأمم المتحدة ، تجددت تلك الاحتمالات.

“العدسة” يرصد دلالات السقوط المدوي للإدارة الأمريكية في نيويورك ، ويبحث في كواليس المشهد خاصة ما يذهب له البعض متمسكا بمؤشرات جديدة حول أن ضرب غزة بات وشيكا مالم تتغير الحسابات في آخر لحظة.

 

خيبة أمل !

سقطت واشنطن في اختبار الأمم المتحدة في مواجهة حركة تحررية وداعمي الضمير في العالم ، وكانت الخسائر باهظة، كما طالت خيبة الأمل سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة داني دانون الذي قال :” إن الدول التي رفضت مشروع القرار ينبغي أن تخجل من نفسها” بحسب زعمه.

ووفق حركة “حماس” فإن الانتصار ينسب للحق الفلسطيني، وللحاضنة العربية والإسلامية، ولأحرار العالم، ولمحبي الشعب الفلسطيني، ويعد فشلا ذريعًا لسياسة الهيمنة والعربدة الأمريكية، وهزيمة مدوية للإدارة الأمريكية وسياساتها في المنطقة.
لقد سقطت الدولة العظمى سقوطا كبيرا بحسب د.أسامة الأشقر المحلل الفلسطيني ، موضحا أن معادلة ” دولة عظمى في مواجهة حركة” تعني أن الكيان الصهيوني عاجز عن مواجهة حرب العصابات وأنه عاجز عن مواجهة الرأي العام الإنساني الدولي في مجال الحقوق والحريات الذي يعدّ من الملفات الحاضرة بقوة لدى المجتمعات الغربية وله أثر قوي على سياسات هذه البلدان، فضلا عن فضح الانحياز الأمريكي الكامل للكيان الذي يستخدام ترامب وفريق إدارته في تغطية حاجات الكيان وحماية ظهره، كما فشلت مؤامرة تقويض دعم المقاومة وحماس عبر الدول والمنظمات الدولية التي تتزايد في أوروبا ، وتحولت نجاحاتها إلى إجراءات وقوانين تستهدف منظومة الاستيطان والمستوطنات .

خيبة الأمل جاءت بعد تكتل ما أسماه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية،” الضمير العالمي” في مواجهة المشروع الأمريكي في الجمعية العامة في الأمم المتحدة ، وهو ما نتج عنه وقوف أطراف متصارعة في مواجهة الإدارة الأمريكية ، كالسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة وإيران وقطر وتركيا في جهة أخرى ، حيث صوتوا جميعا لصالح رفض القرار ، وهي بادرة إيجابية بحسب مراقبين تبرد محاولات الإدارة الأمريكية حشد أطرافها ضد بعضهم البعض، خاصة بعد توحد الصف الفلسطيني في مواجهة الإدارة الأمريكية.

 

ما زاد الطين بلة لدى الإدارة الأمريكية ، تلقيها الصفعة الثانية دوليا عقب السقوط المدوي ليلة الجمعة، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالأغلبية الساحقة، مشروع قرار إيرلندي ، ويدعو لإقامة “سلام دائم وشامل وعادل” في الشرق الأوسط وإنهاء الاحتلال “الإسرائيلي” الذي بدأ عام 1967، بما في ذلك احتلال القدس الشرقية”، وذلك بعد موافقة 156 دولة، مقابل اعتراض 6 دول، وامتناع 12 دولة عن التصويت. وعدت الحركة فشل الإدارة الأمريكية في تمرير هذا القرار انتصارًا كبيرًا

 

 ماذا تقصد “الشمطاء”؟!

ولكن يبدو أن إدارة “ترامب ” كانت تعلم وتستعد لما هو ما بعد وفق مضمون ما قالت مندوبة واشنطن المنتهية ولايتها لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي ، حيث كتبت إلى الدول الأعضاء الاثنين الماضي لتحثهم على التصويت لصالح مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة محذرة إياهم بقولها :” الولايات المتحدة تتعامل مع نتيجة هذا التصويت بمنتهى الجدية“!.

يأتي هذا متوازيا مع ما كشفته مصادر إعلامية عبرية الجمعة، عن سجال دار بين وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان وقادة الجيش مؤخرًا، حول عملية عسكرية برية في القطاع قبل عدة أسابيع، وحديث موسع عن ضرورة توجيه ضربة لحماس في الفترة الأخيرة، أفشلتها المقاومة الفلسطينية منتصف الشهر الماضي، كما أجبرت ليبرمان على الاستقالة من منصبه، بعد فشل العملية الأمنية لقوة خاصة تسللت للقطاع ومقتل قائدها، إضافة إلى فشله في جولة التصعيد الأخيرة، والتي سجلت فيه المقاومة عبر غرفة عملياتها المشتركة انتصارا بإصابتها أهدافا عسكرية ومباني مباشرة وبدقّة، الأمر الذي دفع حكومة الاحتلال للقبول بالعودة إلى حالة الهدوء.

لكن مع ذلك ، لازالت الاستعدادات فيما يبدو تجهز لجولة مواجهة جديدة ، قد تحفزها آلام السقوط في اختبار الأمم المتحدة ، وهو ما كشفته زلة لسان وثقتها صحيفة “يسرائيل هيوم” مؤخرا نقلا عن قائد الجبهة الداخلية في الجيش الصهيوني الجنرال تمير يداعي ، تحدث فيها عن “الجولة القادمة من القتال” منتقدا سكان “تل ابيب” وهو ما استدعى توضيح من الناطق بلسان جيش الاحتلال لكنه استخدم نفس العبارة ” الحرب القادمة”!.

وكان موقع “0404” العبري، كشف عن تدريبات في نهاية الشهر الماضي يجريها لواء الكوماندوز في الجيش الصهيوني في مناطق مختلفة، تهدف إلى القتال في جبهتين، حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب (غزة)، وقد بدأت عملية الكيان الصهيوني ضد لبنان تحت عنوان “درع الشمال”، فيما لازال الحديث مستمرا داخليا حول غزة وفق البعض.

 

وشيكة بشروط!

ووفق تقدير موقف صادر عن معهد واشنطن للدراسات في الشرق الأدنى ، فإن أي قرار لحرب محتملة بين الكيان الصهيوني والقطاع، سيعتمد على مجموعة من العوامل وهي: الإجراءات العسكرية التي يتخذها الطرفان؛ وكيفية تقييم كل طرف لنوايا الطرف الآخر؛ وأين ستدفع الضغوط الداخلية صناع القرار في الكيان الصهيوني و”حماس”؛ ونطاق المحاولات الخارجية لتحسين الوضع الاقتصادي في غزة ومدى فعاليتها؛ وقبل كل شيء، الديناميكيات على الأرض.

ولكن بعض المحللين يرون أن هناك ” سيناريو حرب برية وشيكة على غزة” يعد له قبل المشروع الأمريكي وقد يحفز السقوط الصهيوأمريكي في الأمم المتحدة تفعيل السيناريو وتحديد ساعة الصفر لتعزيز الردع الصهيوني واستعادة هيبة الدولة الصهيونية في مواجهة الحراك المتواصل عسكريا وشعبيا من القطاع.

 

 

المعركة القادمة لن تكون كأي حرب سابقة بحسب صحيفة “رأي اليوم” العربية البارزة ، حيث سيحاول رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتياهو  تحقيق نصر وهمي بأنها شنت حملة عسكرية برية على غزة وهاجمت قواعد المقاومة فيها في محاولة لإرضاء اليمين الصهيوني بعد غياب الردع ، خاصة أنه قبل أيام قام بعقد عدة لقاءات مع وزراء الحرب الصهاينة السابقين وعقد عدة لقاءات معهم ، ومع مسؤلي الأجهزة الأمنيين السابقين في إشارة إلى وجود عملية غير مسبوقة عن ذي قبل بالتزامن مع انتشاره في الجنوب والمناورات التي تتبعها مناورات ونشر البطاريات للقبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع في المدن الصهيونية مع تسارع التطبيع العربي مع الاحتلال.

 

 

بواسطة |2018-12-11T20:51:27+02:00السبت - 8 ديسمبر 2018 - 7:05 م|الوسوم: , , |

عبيد “ترامب” .. ماذا يفعل عسكر ولدي “سلمان” و”زايد”  في شمال سوريا؟!

العدسة – ياسين وجدي:

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، فنفذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد القرار ، حتى ولو كان الفشل حليفهما مجددا .

تجربة جديدة تخوضها قوات ولدي “سلمان ” و”زايد” في شمال سوريا ، حاولا نفيها دون جدوى في ظل تواتر المعلومات.

“العدسة” يسلط الضوء أكثر على أبعاد ذلك التواجد السعودي الإماراتي هناك وحقيقته وأهدافه، والذي يذهب بسوريا إلى يمن جديد قد لا يتحمله الشعب السوري المنهك في ظل الكوارث المسيطرة على المشهد الذي لم يترك فيها بشار الأسد فرصة للحياة مقابل عرشه.

معلومات متواترة

وفق معلومات متواترة ، فإن هناك بعثة عسكرية سعودية إماراتية في مدينة منبج وعين العرب ونقاط في الشمال السوري الخاضع لسيطرة حركة “قسد” الانفصالية التي تتهمها تركيا بالإرهاب.

وتحدثت وكالة “باسنيوز” الكردية، ومقرها إربيل بإقليم كردستان العراق عن  وجود قوات سعودية إماراتية تشارك من خلال قوات برية وعتاد عسكري ثقيل في المعارك، في مواجهة التواصل الإيراني البري مع سوريا لإضعاف وجودها هناك.

مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي برر في تصريح لموقع تلفزيون سوريا الرسمي ، الانتشار السعودي الإماراتي بأنه ضمن انتشار التحالف ، موضحا أنه إذا “ارتأت القيادة العامة للتحالف الدولي انتشار قوات من هاتين الدولتين فهو يعبر عن انتشار لقوات التحالف الدولي بالضرورة”!!.

صحيفة “يني شفق” التركية  أكدت إرسال كلّ من السعودية والإمارات قوات عسكرية نحو مناطق سيطرة التنظيمات الكردية الانفصالية الإرهابية شمالي شرقي سوريا، حيث انتشرت في مناطق سيطرة التنظيمات الكردية تحت غطاء القوات الأمريكية الموجودة هناك، والتي تقوم بدورها بدعمها عسكرياً.

موقع تلفزيون سوريا الرسمي أكد كذلك الأمر نقلا عن مصادر صحفية ، حيث تحدث عن زيارة وفد سعودي – إماراتي  لقوات سوريا الديمقراطية ، شارك فيها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان ، كما حدث إجتماعا بين وفد للتحالف الدولي والتحالف العربي (مصر والسعودية والإمارات) مع قيادات من قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في كوباني مؤخرا.

وكشفت وكالة الأناضول التركية في مايو الماضي، عن أن ثلاثة مستشارين عسكريين سعوديين وإماراتيين التقوا مسؤولين في حزبيْ الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني الانفصاليين اللذين تعتبرهما تركيا تنظيمين إرهابيين، في القاعدة الأمريكية بـ”خراب عشق” جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي سوريا، ما يعزز الروايات الجديدة.

كما يأتي ذلك في ظل تصريحات سابقة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير تعلن أن بلاده مستعدة لإرسال قوات إلى شمالي شرقي سوريا في حال طلبت واشنطن أو قوات التحالف الدولي ، بالتزامن مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن أن رتلا من قوات تابعة لدولة عربية خليجية وصل مؤخرا إلى منطقة خطوط التماس بين “قوات سوريا الديمقراطية” وتنظيم “داعش” في ريف دير الزور، ليعزز الحديث عن المعلومات التي كشفها في 14 يناير الماضي التحالف الدولي بسوريا من أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية جديدة لنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرقي الفرات، تضم 30 ألف مقاتل.

مؤامرة جديدة

وبحسب خبراء ومحللين فإن التواجد الإماراتي السعودي في شمال شرق سوريا يعبر عن مؤامرة جديدة والموقف الأمريكي المرواغ الذي يحاول إطالة أمد تواجده في سوريا ، ويستبدل تواجده بقوات عربية موالية له ، رغم النتائج الكارثية لمشاركة السعودية والإمارات في العدوان على اليمن.

ويرى البعض أن السيناريو الأرجح هو تلبية السعودية للطلب الأمريكي الذي بدأ مع تولي ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتزامنت هذه التلبية مع أزمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ما يوحي بتعرض المملكة لضغوطات سياسية ومساومات ، حيث كان النقاش حول الأمر منذ فترة ولكن لم يتم التنفيذ إلا في الوقت الحالي بالتزامن مع تخفيض سعر النفط  وإيقاف العمليات العسكرية في بعض مناطق اليمن لا سيما الحديدة، ومن ثم نشر قوات في سوريا، ما يجعل سيناريو استغلال الولايات المتحدة الأمريكية التوقيت في تحقيق مصالحها وخضوع السعودية والإمارات لها.

ويشير محللون إلى أن السعودية والإمارات لهما وجود فعلي وإن كان غير ملموس في مناطق شرق الفرات ، حيث يعتبر إحدى أبرز الأوراق السعوديّة- الإماراتيّة لمواجهة محور تركيا وقطر وإيران ، فالسعوديّة تدعم اقتصاديّاً الرّقة ودير الزور ومختلف مناطق الإدارة الذاتيّة، وتدفع أموال كبيرة للولايات المتحدة الأمريكيّة والتحالف الدوليّ لاستمرار البقاء في شماليّ وشرقيّ سوريّا، وتوقع البعض أن تسعى السعودية والإمارات إلى إقامة إقليم كرديّ حقيقيّ على حدود تركيا والعراق عبر إعادة إعمار الرّقة وإقرار نفوذ عسكريّ حقيقيّ في كوباني وتل أبيض”.

ما يطلبه “ترامب “!

البعض ومنهم محمد علوش، الإعلامي البارز في قناة الميادين المقربة من إيران يصنف كذلك التواجد السعودي الإماراتي كلعبة أمريكية من نوع جديد في احتواء النفوذين الإيراني والتركي في سوريا، والذي بدأه مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون مع عددٍ من الدول العربية بما فيها مصر للتباحُث حول إمكانية نَشْر قوات عربية بديلة للقوات الأميركية، تحت عنوان حفظ الاستقرار في شمال شرق سوريا ، وهو ما أكده مؤسّس الشركة الأمنية الخاصة “بلاك ووتر” إريك برنس.

المخطط وفق المقربين من دوائر السياسة الإيرانية ، يستهدف إقرار مقاربة جديدة تقضي بإعادة دعم الأسد في تثبيت أركان حُكمه، والتعهّد بتمويل إعمار سوريا، وفكّ العزلة الغربية عنه مقابل التعهّد بإبعاد الإيرانيين عن البلاد من ناحية، والشروع بالتعاون مع الكرد في الشمال الشرقي لاستنزاف الأتراك وتقطيع الروابط بينهم وبين الفصائل المُسلّحة التي تدعمها أنقرة في سبيل الحدّ من الوجود والنفوذ التركيين، على أن يقدم كلّ ذلك تحت شعار إعادة سوريا وقضيتها إلى الحضن العربي، لكن يذهب أصحاب هذا التطور إلى التأكيد أن هذا المشروع لن يخدم السعودية ولا الإمارات ولا أية دولة عربيه أخرى في تحقيق أهدافها في الحدّ من النفوذين الإيراني والتركي في سوريا ، طالما أنه يأتي مرسوما من قِبَل الولايات المتحدة، ومُفصَّلاً على مقاس المصالح الصهيونية ما يعمق تدويل الصراع واعادة إنتاجه.

 

كاتب فرنسي: الحرب تضع أوزارها في سوريا واليمن

 

إبراهيم سمعان

على الرغم من تعدد الأزمات في الشرق الأوسط، يشير الخبير السياسي جيل كيبيل، إلى تراجع التوتر في المنطقة، وذلك لأن المتحاربون لم يعد لديهم الوسائل أو الدعم لمواصلة القتال، فهل تضع الحرب أوزارها؟

 

في كتابه الأخير “الخروج من الفوضى”، يتتبع جيل كيبيل أربعين عاما من الأزمة في العالم العربي من عام 1973، مسلطا الضوء على ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، وفترة ما قبل وبعد الثورات العربية وآثارها على الهجرة التي أصبحت هاجسا للأوروبيين اليوم.

 

ووفقا لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، فقبل كل شيء، يقول الخبير السياسي إن المنطقة تعبت من الحرب، حيث يبدو أن الجميع يسعى لتهيئة الظروف لإنهاء مختلف الصراعات الجارية، سواء في اليمن أو سوريا.

 

ويوضح كيبيل: أنا أميل إلى مقارنة الشرق الأوسط الحالي بأوروبا عام 1918، بعدما أراد الجميع الذهاب للحرب والفوز، نحن اليوم في استراتيجية ما بعد الصراع حيث يحاول الجميع التأكيد على مزاياه الخاصة، الجميع يستعد للتحولات وإعادة تنظيم صفوفه للاستفادة من الوضع الراهن أو إيجاد مخرج للأزمة.

 

أعتقد أن هناك تحركا عالميا تجاه اليمن وكذلك بالنسبة لسوريا وليبيا، لإيجاد حلول، لقد استنفدت جميع الأطراف المتحاربة، إذا تحدثنا عن داعش، في مختلف تطوراتها، فإن العديد من الأحزاب كان لها مصلحة في ازدهار داعش.

 

أولاً، بشار الأسد، لأن نظامه لم يعد الأسوأ، الإيرانيون لأنهم ليسوا الأشرار، دول الخليج ، لأنها تحمل الإيرانيين المسئولية، قادة في تركيا، لأنهم استفادوا من تهريب النفط.

 

لكن الآن لم يعد اللاعبون الإقليميون (المملكة العربية السعودية وإيران) يملكان الوسائل لفرض أرائهم، الرعاة الرئيسيون لا يشجعونهم على هذا الخيار، لم يعد لديهم حرية التصرف ويجب عليهم إبلاغ حلفائهم في موسكو أو واشنطن قبل أي خطوة.

 

فيما يتعلق باليمن ، يبدو أن قضية خاشقجي تعجل الخروج من الأزمة؟

كان دونالد ترامب يود الاستمرار في دعم المملكة العربية السعودية ، ولكن بعد قضية خاشقجي، أصبح الأمر صعباً،  العلاقة القوية جدا بين محمد بن سلمان آل سعود، ولي عهد السعودية ، وجاريد كوشنر صهر ترامب لم تعد كافية،  حتى أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لن يظلوا صامتين  بعد الآن، مقتل خاشقجي أيقظ المشاعر القديمة المناهضة للسعودية، ونتيجة لهذه القضية، هناك ضغط قوي على السعودية لوقف هجومها في اليمن، وتخفيف الحصار المفروض على قطر.

بالنسبة لليمن، ما هو الحل؟

السعوديون في نفس الحالة التي عاشها المصريون في اليمن تحت حكم جمال عبد الناصر في الستينات من القرن الماضي، حيث يواجهون السعودية،  ثم تحدثنا عن “فيتنام مصر”، فمن ناحية، تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة، شريك الرياض في اليمن ، منطقها الخاص من خلال دعم الانفصاليين في الجنوب.

إنهم يستفيدون الآن من مرض السلطان قابوس وإضعاف عمان لتوسيع هيمنتهم على الساحل، أصبحت جزيرة سقطرى عمليا قاعدة عسكرية إماراتية،  اشترت الإمارات أرض الصومال التي بنت موانئ لأفريقيا،  فقط في جيبوتي هم غير مرحب بهم، إنهم يبنون إمبراطورية بحرية للسيطرة على مضيق باب المندب بأكمله وبالتالي على طريق النفط.

 

وهل السعوديون يعيشون في فيتنام؟

السعوديون متورطون في حرب لا نفهم غرضها. يجب ألا ننسى أن الحوثيين هم نتاج للسلفية المتطرفة، تسبب التفاقم الذي خلقه السلفيون في حزب حوثي كجبهة مقاومة للزيديين، أما بالنسبة للدعم الذي تقدمه طهران أقل مما يدعي السعوديون والإماراتيون مقارنته مع ما تقدمه إيران لحزب الله في لبنان.

 

إن السعوديين عالقين في وضع معقد لأن الحوثيين لديهم منطقة يصعب الوصول إليها،  صنعاء هي واحدة من أعلى العواصم المرتفعة في العالم، من الصعب جدا إرسال الدبابات والكثير من الأسلحة الحديثة جدا التي قدمها الغرب لا طائل منها، باستثناء القصف الجوي الهائل الذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كوارث.

 

حتى لو كان هناك نقص في اهتمام المجتمع الدولي بهذا الصراع، فإن العرب هم فقط من يقتلون أقرانهم، لكن وصل الأمر إلى أنه بات من الصعب الاستمرار، في اليمن  كما هو الحال في سوريا، نحن في فترة الاستعداد لما بعد الحرب، حتى لو لم يكن السلام قد حل بعد.

 

 

بواسطة |2018-12-05T18:47:10+02:00الأربعاء - 5 ديسمبر 2018 - 4:31 م|الوسوم: , , , |
اذهب إلى الأعلى