ماذا قدمت الرياض كي يقول عنها ترامب “لولا السعودية ما كانت إسرائيل”؟

العدسة – ياسين وجدي:

“جفت البركة فظهرت الضفادع”، وانتهت “كروت “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فظهرت الحقيقة ، فلولا السعودية ما كانت “إسرائيل” وما استمرت.

ظهر خادم الحرمين الشريفين كخادم للكيان الصهيوني ، وظهرت العورة السعودية جلية أمام الجميع تؤكد بحسب المراقبين الخيانة وبيع ثوابت الأمة وموالاة العدو الصهيوني ، وهو ما دفع البعض للخوف على بقاء الأراضي المقدسة في عهدة أصدقاء الصهاينة.

“العدسة” يلقي الضوء على بعض من هذه تفاصيل العلاقات القديمة والمستمرة ويبحث عن سبب كشف “ترامب” للسر الفاضح في هذا التوقيت الحرج لآل سلمان الذي قد تهددهم ثورة في وقت قريب بعد انكشاف العورة بحسب البعض.

ذراع “ترامب” الديني!

إنها فيما يبدو جليا ، تبعات جولة رموز الحركة المسيحية الإنجيلية المعروفين بأبناء “إسرائيل” للإمارات ثم للسعودية مؤخرا ، بحسب مراقبين.

 

البعض ربط بين جولة “أبناء إسرائيل ” لأبوظبي والرياض مؤخرا وبين تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، فالرجل ألقى بكارت جديد في مواجهة الضغوط الداخلية ، وهو “إسرائيل” ، للدفاع عن مواقفه الضعيفة مع السعودية، بالرغم من جريمة اغتيال جمال خاشقجي، حيث أعلنها بوضوح :” إنه لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة”.

 

 

التصريحات قد تبدو مفهومة أسبابها لدى البعض في سياق وجود أبرز المؤيدين للكيان الصهيوني في تلك الجولة أمثال مايك إيفانز مؤسس جماعة (فريق الصلاة في القدس) وعدد من أعضاء الوفد المشورة للرئيس الأمريكي بشأن قضايا دينية ، وهي الجولة التي اعتبرها البعض الكارت الأخير في يد “بن سلمان” للضغط على إدارة ترامب، باستخدام ذراعه الديني.

ويبدو أن المشورة الدينية نجحت ، بحسب البعض ، حيث وجه ترامب في حديثه للصحفيين طرح 3 أسئلة اعتبر فيها السعودية أمان وجودي للكيان الصهيوني قائلا : “إذا نظرتم إلى إسرائيل، فإن إسرائيل ستكون في ورطة كبيرة من دون السعودية. فماذا يعني ذلك؟ هل تعتزم المغادرة؟ هل تريدون أن تغادر إسرائيل (المنطقة)”؟، وهي أسئلة أطلقت الجدل مجددا، ولكنها كشفت بحسب مراقبين مدى ترسخ العلاقات السعودية الصهيونية برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

 

ويأتي هذا بعد فشل فيما يبدو للكارت الاقتصادي الذي استخدمه ترامب للحديث عن جدوى علاقته مع السعودية وبن سلمان ، حيث هدد الأمريكان بانسحاب الاستثمارات السعودية إلى روسيا والصين ، وتضرر ـمريكا.

خدمات قديمة ومستمرة !

“جفت البركة فظهرت الضفادع”، هكذا علق البعض على العلاقة التاريخية السرية بين مملكة آل سعود والكيان الصهيوني ، والتي جرت فيها خدمات كبيرة ، ساهمت في شكل كبير في استمرار الكيان واحتلاله، وفق مؤشرات وتقديرات ووثائق.

المعهد “الإسرائيلي” للسياسات الخارجية الإقليمية “ميتفيم”، أقر ذلك في تحليل حديث أن دولة الاحتلال الصهيوني والسعودية تتمتعان بتاريخ طويل ومشترك من التعاون السرّي بالمجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

 

 

وفي نفس السياق أكد موقع ”ديسدينت فويس” الأميركي في تقرير له مؤخرا أن العلاقة الصهيونية السعودية قديمة وتلاقت مجددا كونهما اجتمعا معا تحت المظلة الأميركية كحلفاء طبيعيين في مواجهة إيران الخصم المشترك .

وتشير تقارير عربية متواترة إلى  الدعم الأول الذي تلقته دولة الاحتلال من السعودية ، حيث أنه بعد سيطرة الملك الراحل عبد العزيز على كامل أراضي الجزيرة العربية عدا الشريط الساحلي، أحجم بأوامر بريطانية من القائد العسكري، غلوب باشا، عن المضي نحو الأردن وفلسطين، حيث كانت تستعر حرب طاحنة بين عصابات الهاجانا الصهيونية والفلسطينيين، كما اختار عبد العزيز التنازل عن المطالبة بكافة الجزر التي تقع على خليج العقبة تجنباً للمواجهة مع الكيان الصهيوني ، حيث انشغلت السعودية ببناء دولتها الوليدة عن مواجهة دولة الاحتلال أو حتى عن التعاون معها.

وفي حرب اليمن دعم السعوديون الملك ، وجرى أول تعاون عسكري مع سلاح جيش الاحتلال المتطور حينها، ومرت أكثر من 14 رحلة صهيونية من الأراضي السعودية بالتنسيق المسبق، وعاد التنسيق بين البلدين اللذين لا يتمتعان بأي علاقات على المستوى الرسمي آنذاك مرة أخرى بعد انتصار الثورة الإيرانية بقيادة الخميني، واستمرت عمليات التنسيق في مناطق الصراع في لبنان وفلسطين والعراق، وبمعرفة أميركية آنذاك، حتى الغزو العراقي للكويت، حيث عمل السعوديون على إقناع مسئولي الكيان الصهيوني في نيويورك بالالتزام بعدم الرد على ضربات الرئيس الراحل صدام حسين إلى حين تحرير الكويت.

وتنامت بعدها العلاقات التجارية السرية بين رجال الأعمال السعوديين والمقربين من الأسرة الحاكمة ودولة الاحتلال كما غضّت السعودية الطرف حينها عن بعض المنتجات الصهيونية التي دخلت إليها ، وبعد عملية تفجير برجيّ مانهاتن في 11 سبتمبر عام 2001 اتجه السعوديون إلى التنسيق مع دولة الاحتلال مرة أخرى برعاية السفير السعودي في أميركا آنذاك، الأمير بندر بن سلطان، في مواجهة ايران.

 

 

وبعد الانقلاب العسكري في مصر في العام 2013 ، وخفوت ثورات الربيع العربي ، رصد المراقبون تقاطع الطرق الصهيونية السعودية من جديد بالتنسيق حول تحسين صورة الانقلاب وسط دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، لكن الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، والذي رافقه صعود محمد بن سلمان، دفع بتسريع العلاقات بين البلدين بدعوى مواجهة عدو مشترك يتمثل في إيران ، وأسس جماعة ضغط سعودية في أميركا سميت باسم “سابراك” دعت إلى التنسيق المشترك في مواجهة ايران.

وشاركت دولة الاحتلال السعودية والامارات في تدريب مرتزقة لمقاتلة الحوثيين في اليمن في الحرب الدائرة هناك، وفي العام 2017 بدأت السعودية، ودولة الاحتلال محادثات لإقامة علاقات تجارية بين البلدين، وهي المحادثات التي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على شكل التحالفات في المنطقة الفترة المقبلة ، وظهرت لها مؤشرات في الفترة الأخيرة بوضوح ، خاصة في أزمة مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي ، حيث اشتد الدعم والتنسيق المشترك ، ودعا رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الإدارة الأميركية إلى الحفاظ على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأنه حليف استراتيجي للكيان الصهيوني.

في قلب السعودية!

ردود الأفعال بعد تصريح “ترامب ” الفاضح ، وصمت مملكة آل سلمان بالعار إلى أجيال قادمة، وأعرب الكثيرين على وسم ” #إسرائيل_في_قلب_السعودية” عن دهشة كبيرة من الفضح العلني بهذا الشكل للسعودية ، ومنهم الإعلامي المصري سامي كمال الدين الذي قال على حسابه على تويتر”: ترامب ده لو متأجر على #السعودية وواخد فلوس مش هيعمل فيهم اللي بيعمله ده”، أما صاحب حساب” bad “ فقال : ” معنى كلام ترامب ان #إسرائيل_في_قلب_السعودية ومعناه انه لا يحق لآل سعود حكم بلاد الحرمين ولا حتى دخولها”.

العميد المتقاعد في المخابرات القطرية، شاهين السليطي ، قال على حسابه معلقا :” ترامب يكشف المستور منذ 1948 وعن الدور السعودي الكبير في حماية إسرائيل من الرحيل والطرد من الشرق الأوسط وإنهاء احتلالها للأراضي  الفلسطينية لأن #إسرائيل_في_قلب_السعودية والسعوديين، طراطير وصعاليك الإعلام السعودي صدَّعوا رؤوسنا عن علاقة قطر وإسرائيل، واقول أكلوا تبن مع مايونيز”.

 

 

الصحفي أحمد يوسف نصح المغردين على نفس الوسم قائلا :” لا تقل خادم الحرمين.. قل خادم إسرائيل” وتساءل” لماذا لم تخرج وزارة الخارجية السعودية لترد على ترمب الذي قال لولا السعودية لضاعت إسرائيل”، فيما قال المغرد “كمال أمين” : ” النظام السعودي فقد أخر متعاطف معه من العالم العربي بعد تصريحات ترامب”.

 

صاحب حساب “بن عمارة” توقع حدوث ثورة على خلفية هذه التصريحات ، وقال مغردا على نفس الوسم :” انكشف المستور وبدت العورة في  انتظار  الثورة “، فيما اعتبر ” مذكر بن سالم آل شافي” شهادة ” ترامب” شهادة تاريخية لن ينساها العباد ، ولها حساب عند رب العباد، واعتبر ” فهد العمادي “ مدير التحرير التنفيذي في جريدة الوطن القطرية أن بلاد الحرمين باتت بعد هذا التصريح في أيدي غير أمينة  .

 

بواسطة |2018-11-25T22:11:54+02:00السبت - 24 نوفمبر 2018 - 7:00 م|الوسوم: , |

“الكونجرس” يعتزم فتح تحقيق بشأن دفاع “ترامب” عن “بن سلمان” في قضية خاشقجي

 

يعتزم مجلس النواب الأمريكي “الكونجرس” فتح تحقيق مع الرئيس “دونالد ترامب”، بسبب علاقاته مع السعودية ودفاعه عن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، خاصة فيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”.

وقال النائب الأمريكي، آدم شيف، المرشح لتولي منصب رئيس لجنة الاستخبارات في “الكونجرس” ، لصحيفة “واشنطن بوست” إن اللجنة ستحقق في تقييم المخابرات الأمريكية لمقتل “خاشقجي”، وأيضا الحرب في اليمن، واستقرار الأسرة السعودية الحاكمة، وتعامل المملكة مع منتقديها ومع الصحافة، وقضايا أخرى.

و”شيف”، وهو أكبر ديمقراطي باللجنة، مرشح لرئاستها في يناير المقبل عندما يتولى حزبه السيطرة على مجلس النواب بعد مكاسبه في انتخابات الكونجرس التي جرت في وقت سابق من نوفمبر الجاري.

وأضاف “شيف”: “بالتأكيد سنتعمق أكثر في البحث في (قضية) قتل خاشقجي.. نرغب بالتأكيد في مراجعة ما تعرفه المخابرات بشأن قتله”.

وقال “شيف” إن اللجنة ستراجع ما خلصت إليه (سي.آي.إيه) وأيضا ما إذا كانت العلاقات المالية الخاصة لـ”ترامب” مع السعوديين أثرت في تعامله مع القضية كرئيس.

 

وتابع: “توجد مجموعة من مشكلات تضارب المصالح المالية المحتملة التي سيحتاج الكونجرس لفحصها بدقة”.

 

وكان “ترامب”، الذي لا يزال يمتلك استثمارات خاصة بعد وصوله للرئاسة لكنه لا يديرها في الوقت الحالي، قال في عام 2015 إنه كسب “مئات الملايين من الدولارات” من مشتريات سعودية.

وفي وقت سابق، دافع “ترامب” عن موقفه تجاه السعودية الحليف الوثيق لواشنطن في الشرق الأوسط، مشيرا إلى صفقات السلاح الأمريكية مع الرياض والاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران.

ورفض “ترامب” تقييم وكالة المخابرات المركزية “سي.آي.إيه” بأن اغتيال “خاشقجي” تم بأوامر مباشرة من ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.

وكرر الرئيس الأمريكي شكوكه بشأن ما توصلت إليه المخابرات في تصريحات له “الخميس” الماضي، وقال للصحفيين إن “سي.آى.إيه” لم تتوصل إلى نتيجة.. إنهم يشعرون ببعض الأمور”.

بواسطة |2018-11-25T22:16:46+02:00السبت - 24 نوفمبر 2018 - 4:38 م|الوسوم: , , |

عقب مغادرة المبعوث الأممي.. تجدد المعارك في مدينة الحديدة اليمنية

 

تجددت المعارك بين قوات الحكومة اليمنية، وجماعة أنصار الله “الحوثي” في مدينة الحديدة، وذلك عقب ساعات من مغادرة المبعوث الأممي “مارتن غريفث”، بحسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وتدور المواجهات في شارع الخمسين شرق مدينة الحديدة وأطراف شارع التسعين شمال شرقي المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف لمسلحي الحوثيين على مواقع للقوات الحكومية”.

ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر حكومي قوله إن “طيران ومروحيات التحالف استهدفت تعزيزات لمسلحي الحوثيين في أطراف منطقة 7 يوليو وقرب سوق الحلقة في المدينة”.

من جهة أخرى، ذكرت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن مسلحي الجماعة نفذوا كمينا بعبوتين ناسفتين للقوات المشتركة في منطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وأشارت إلى إعطاب مدفعية الحوثي مدرعة للقوات المشتركة في منطقة كيلو 16.

وكانت المعارك توقفت الأسبوع الماضي بين القوات الحكومية والحوثيين إثر هدنة إنسانية غير معلنة.

والجمعة، وصل “جريفيث” إلى الحديدة، التي أصبحت ساحة القتال الرئيسية بين جماعة “الحوثي” التي تدعمها إيران وتسيطر على المدينة، والقوات المؤيدة للحكومة التي تدعمها السعودية والإمارات.

وأعلن “جريفيث” الاتفاق مع “الحوثيين” على إجراء مفاوضات حول قيام الأمم المتحدة بـ”دور رئيسي” في ميناء مدينة الحُديدة، الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.

والأسبوع الماضي، أبلغ “جريفيث” مجلس الأمن الدولي أن طرفي الصراع أكدا التزامهما بحضور محادثات السلام التي يأمل أن تنعقد في السويد في ديسمبر المقبل.

وتخضع الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، لسلطة “الحوثيين” منذ 2014، وفي يونيو الماضي أطلقت القوات الحكومية وحلفاؤها عملية عسكرية لاستعادتها.

وتمر أغلب المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الاستراتيجي، الذي تحاول قوات التحالف السيطرة عليه لقطع أهم طرق الإمداد العسكري للحوثيين، لكن استهداف المدينة خلف قتلى في أوساط المدنيين، إضافة إلى تشريد ما يزيد على نصف مليون يمني.

 

وبدأت حرب اليمن في 2014 بين “الحوثيين” والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة “الحوثيين” على مناطق واسعة بينها صنعاء.

بواسطة |2018-11-24T16:36:13+02:00السبت - 24 نوفمبر 2018 - 4:36 م|الوسوم: |

هل سلم “ترامب” المنطقة إلى روسيا وخذل الأمريكان؟!

العدسة – ياسين وجدي:

معادلات دولية تتغير ونفوذ روسي يتشكل بقوة ويترسخ في منطقة الشرق الأوسط على حساب أفول أمريكي ظاهر يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

“العدسة” يرصد المؤشرات التي تعزز الصعود الروسي ، والتي تشي كذلك بخدمات قد تبدو مجانية وفق تقديرات ظاهرية من الرئيس الأمريكي ، ولكنها في نفس الوقت تفتح الحديث عن مؤشرات لرد الجميل للروس المتهمين بتصعيد ترامب للسلطة.

التفوق العسكري !

نافس الكرملين البيت الأبيض في عدة مجالات في منطقة الشرق الأوسط ونجح في إزاحته كثيرا، وفي مقدمتها صفقات السلاح .

ووفق المراقبين باتت روسيا شبح يخيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوق الأسلحة ، وظهر ذلك في تصريحاته الأخيرة على خلفية تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الإشراف على مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي، والتي أكد فيها عدم قدرته على ترك التحالف مع السعودية حتى لا تخطفه روسيا أو الصين.

 

وتفوقت روسيا بحسب ما هو مرصود في حصار صفقات الأمريكان خاصة بعد إعلان مجلس الاتحاد الروسي في وقت سابق أن  سوريا والعراق والسودان ومصر مرشحون لشراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية المضادة للجو “إس- 400″، بعد أن حسمت تركيا اختياراتها لذات السلاح، بالتزامن مع دخول المملكة العربية السعودية على خط الشراء وسط قلق واسع من “العم سام” عبرت عنه وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أكثر من مرة بصياغات مختلفة تعبر عن مضض في القبول وتحرك خاص للمواجهة الأمريكية الروسية.

 

موقع “ذا هيل” الأمريكي في هذا السياق يرى أن التحركات العسكرية التي يقوم بها فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أصبحت تمثل تحديا واضحا إلى الغرب، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لروسيا بتطويق أوروبا عبر بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا أن العملية العسكرية الروسية في سوريا كانت بوابة لدعم التواجد الروسي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقويض النفوذ الأمريكي ببطء في الشرق الأوسط.

نفوذ سياسي !

وفي العلاقات السياسية والدبلوماسية ، باتت روسيا صاحبة حضور ونفوذ بارز في المنطقة على حساب الأمريكان ، وانحسر دور الولايات المتحدة بشكل لافت وفق المراقبين.

 

وكان حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قلب الحرب السورية ، بجانب النظام السوري الحالي ، وفرضه معادلات جديدة لصالحه ، هو الأبرز في مواجهة الإدارة الأمريكية التي رغم أنها تقدمت المشهد السوري في البداية لكنها تراجعت عنه لصالح روسيا بطريقة أو بأخرى ، ولذلك كانت قمتي “سوتشي” و”اسطنبول” بحسب البعض تأكيد على قوة الروس الميدانية في فرض حلول أو المشاركة فيها.

وبعد أن أصحبت روسيا اللاعب الأول في الأزمة السورية؛ حاولت بحسب المتابعين للشأن الروسي توسيع نفوذها باتجاه دول الخليج ، وعززت روسيا تعاونها مع مصر، وحاولت بناء سبل للتواصل بشأن الأزمة الليبية.

وفي السعودية ، حاز الكرملين على نصيب يبدو أكبر من النصيب الأمريكي، وباتت ورقة مهمة بحسب المراقبين لجأ إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد بداية أزمة مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في مواجهة القصف الأمريكي المتواصل والذي أعلن صراحة ضرورة رحيله من عرش المملكة.

وفي المسألة الإيرانية ، وقفت روسيا في صف الإيرانيين ، في مواجهة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، وهو ما أعطاها مساحات جديدة في المنطقة ، وباتت العلاقات الروسية الإيرانية ذات مسار لافت عزز من ثقل البلدين ، وحجم قدرات البيت الأبيض كثيرا.

 

 

ودخلت تركيا على الخط مع روسيا لإحداث توازن واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ويرى البعض أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدو مستعدا لإقامة محور إستراتيجي جديد مع روسيا فيما يتعلق بالطاقة والأمن الأوراسي والمحافظة على مستقبل الشرق الأوسط.

وكان لافتا بحسب مراقبين أن زعماء الشرق الأوسط بدورهم يقومون بزيارات إلى موسكو بشكل منتظم، وذلك لعقد لقاءات أو إجراء محادثات في الكرملين، وهو الأمر الذي لا يحدث في المعسكر الأمريكي بنفس الكم أو الكيف .

 

 

حتى الكيان الصهيوني ، استحوذت روسيا على قدر كبير من اهتمامه ، وبدا في الأفق “حلف روسي – صهيوني ” لم يَكن له وجود، وقامَ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بزيارة رسميّة إلى موسكو في 7 يونيو الماضي، وصفها بنفسِه على أنَّها “زيارة تاريخيّة” وسط تعاون ثنائي ثابت وصافٍ واتجاه لشراكة استراتيجيَّة للكيان الصهيوني الذي استشعر فيما يبدو عدم تحقيق كل وعود الرئيس الأمريكي.

 تمدد اقتصادي

ووفق مراقبين استغلت روسيا نفوذها السياسي المتصاعد وتحالفاتها الجديدة في صنع تمدد اقتصادي لافت ، لا يضاهيه بقدر واضح التواجد الأمريكي .

مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية أقرت أن موسكو فازت من خلال لعبها دورا نشطا في الشرق الأوسط بإيجاد مناخ يزدهر فيه الطلب على السلع والخدمات الروسية، بدءا بالأسلحة ومصانع الطاقة النووية إلى التقنيات الأخرى التي لا ترغب الولايات المتحدة في توفيرها، مؤكدة أن روسيا تسعى لتحقيق الكثير من المطامح الجيواقتصادية، وإلى إنشاء طريق شمالي جنوبي يربط قلب روسيا بالخليج وبالمحيط الهندي بالتزامن مع إحباط الجهد الأميركي الرامي لاستخدام السعودية نقطة ضغط ضد الاقتصاد الروسي، وقالت إن هذا النفوذ الجديد بدأ يتعاظم في المنطقة وعلى المسرح الدولي، وخاصة في ظل تضاؤل النفوذ الأميركي وتراجعه.

وبحسب تقدير موقف حديث فإن الرئيس الروسي يبحث عن حلفاء اقتصاديين يعزز بهم نفوذه حيث حاول منافسة أنابيب الشرق للنفط والغاز للسيطرة على السوق الأوروبية، والحصول على حصة مهمة من عقود وصفقات بترول وغاز إقليم كردستان العراق وإيران وسوريا، عبر استغلال حالة التنافر القائمة بين الدول الإقليمية، ثم قام بتوسيع نفوذ روسيا باتجاه دول الخليج فعقدت معها صفقات بمليارات الدولارات مقابل إيجاد حل للأزمة السورية، وأيضاً عززت روسيا تعاونها العسكري والتجاري مع مصر.

وبحسب دراسة للمركز العربي للبحوث والدراسات تحت عنوان ” ترسيخ النفوذ: الدور الروسي في الشرق الأوسط ” فإن الدافع الرئيسي للدور الروسي الجديد في المنطقة في بعدين أساسيين؛ أولهما: تحقيق مكاسب داخلية على مستوى الاقتصاد والاستقرار الداخلي الروسي، وثانيهما: هو دعم ومساندة الحلفاء البحث عن حلفاء جدد وتشكيل خريطة من العلاقات التي تخدم المصالح الروسية داخل المنطقة في المقام الأول.

 خدمة ترامب !

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، يبدو في المشهد الدولي كأنه يقدم خدمات مجانية للروس أو أنه يسدد فاتورة دعم روسيا له في الانتخابات وفق اتهامات رائجة في الولايات المتحدة الأمريكية .

 

 

 

وفي هذا الإطار سلطت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، مؤخرا الضوء على تنامي نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط، مبررة ذلك بأن الدول العربية وجدت في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصًا جذابًا، في الوقت الذي يشعر قادة المنطقة بالإهمال من جانب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب العديد من التقديرات التي راجت الآونة الأخيرة فإن تراجع أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة، يستند إلى أهداف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه ، حيث هناك تحول حاصل في الإستراتيجية الأميركية الكونية من المنحى الأطلنطي إلى التوجه الباسيفيكي، بمعنى أن واشنطن ستعيد تموضع مصالحها الإستراتيجية عالميا بنقل القسط الأكبر من تركيزها واهتمامها تدريجيا إلى شرق القارة الآسيوية ووسطها كبدائل عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي هذا الإطار يمكن فهم سياق تقرير المخابرات الأمريكية CIA عن القرصنة الروسية، الصادر  في مطلع يناير 2017 والذي وفق مراقبين كشف عن رسائل مهمة عن العلاقات الروسية الأمريكية الراهنة، أبرزها أفول المجد الأمريكى، فى مواجهة الدب الروسى ونجاح جهود الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى استعادة عرش القيصر المفقود، وتعافى روسيا من تبعات تقسيمها والتى بذلتها المخابرات الأمريكية فى عهد الرئيس جورباتشوف 1988 – 1991″ وذلك كله بمساعدة الرئيس الأمريكي!

وبحسب المراقبين يسعى بوتين اليوم إلى استعادة هيبة روسيا الدولية عبر استغلال الأخطاء الأميركية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أساسي، وهو الأمر الذي وفر للكرملين فرصة بناء مناطق نفوذ جديدة، حيث ارتقت الدبلوماسية الروسية إلى هندسة الأوضاع بنفسها، وبات من الصعب للغاية اتخاذ أي قرار في الشرق الأوسط  دون الرجوع إلى روسيا أو رغماً عنها ، حيث تبدو اليوم هي الحامية للوضع القائم في الشرق الأوسط بعد أن باتت أكثر تماسكاً ومصداقية في سياساتها الشرق أوسطية من أمريكا.

 

 

بواسطة |2018-11-22T20:38:45+02:00الخميس - 22 نوفمبر 2018 - 5:00 م|الوسوم: , , |

هل ينتهي حصار قطر في ديسمبر أم أن الكويت تتفاءل ؟!

العدسة – ياسين وجدي :

في ظل ظروف معقدة ، يتصدرها أزمة مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، أطلقت وزارة الخارجية الكويتية بالون اختبار مليء بالتفاءل في نجاح القمة الخليجية التي تنعقد في 9 ديسمبر المقبل في لم الشمل بحضور الجميع.

السؤال الذي يطرح نفسه بشدة : “هل يكفي التفاؤل في تحقيق النتائج في ظل الظروف الحالية التي تقف فيها منصة فضائية الجزيرة بالدوحة في مواجهة منصات كثيرة ، بالسعودية والموالين يتبادلون التراشق مع استمرار الذباب الالكتروني السعودي بالهجوم على سياسيات الدوحة في القضية؟!”.

“العدسة” يتوقف عند ما وراء التفاؤل الكويتي ويستشرف مآلات الواقع في ضوء الظروف الحالية في سياق هذا التقرير..

وعد “الجار الله” !

صاحب التفاؤل الجديد هو نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، وهو يعتبر الرجل الثاني في الوزارة ، وكانت تصريحاته واضحة ترتكز على رسالتين هما : حضور الجميع للقمة وأن يكون مستوى التمثيل في القمة عال ويليق بتجربة مجلس التعاون ويجسد حرص قادة دوله في الحفاظ على هذه التجربة الرائدة بحسب وصفه.

المسئول الكويتي رجح انهاء الأزمة الخليجية ، وكشف عن مسار ذلك بحسب توجيهات أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وهو أن “نضع الخلاف الخليجي في إطار وأن نسعى إلى أن نواصل آليات عملنا الخليجي” مشيرا إلى “أن اللجان الوزارية تجتمع في أكثر من مناسبة في دولة الكويت وبالتالي الحرص على استمرارية وإبقاء آلية مجلس التعاون موجودة وفعالة ومستمرة ومتواصلة”، مؤكدا أن هذه القمة “تمثل بارقة أمل في إعادة إحياء الجهود الهادفة لاحتواء الخلاف الخليجي الذي طال أمده”.

هذه المرة ، غاب الحديث الكويتي عن القائمة التي سلمتها السلطات الكويتية رسميا لقطر في يونيو 2017 ، والتي وصفتها وقتها بقائمة “تسليم قطر للسعودية والامارات”، وتحدثت عن 13 شرطا لاستعادة العلاقات المشتركة ، في انتصار واضح للارادة القطرية على فريق الحصار.

الذي يعزز هذا التفاؤل الاعلان الكويتي الذي اطلقه الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح خلال لقاء القمة الذي جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض مؤخرا حيث أكد أنه بحث سبل التعاون مع واشنطن لحل الأزمة الخليجية، معربا عن تطلعه للتوصل لحلها، وهو ما قد يفسر تأجيل القمة الخليجية الأميركية إلى ديسمبر المقبل كذلك، بالتزامن مع تصريح أدلى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان  عن قوة الاقتصاد القطري خلال مؤتمر للاستثمار عقد في 25 أكتوبرالماضي، فسر على أنه محاولة للتقارب مع الدوحة.

لماذا التفاؤل؟!

مؤشرات التفاؤل الكويتي فيما يبدو تأتي في سياق عملية اغتيال “خاشقجي” ، ووفق وكالة “رويترز”، تقاوم السعودية دعوات من الولايات المتحدة لإصلاح العلاقات مع قطر،  وانهاء حرب اليمن، حيث تريد الولايات المتحدة أن تستغل نقطة القوة تلك لإنهاء ما يحدث في اليمن وإعادة بناء موقف خليجي عربي موحد في مواجهة إيران .

هذا ما سجلته بوضوح هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية بقولها : إن واشنطن تدعو إلى حل منذ بدء الأزمتين القطرية واليمنية ، فالوحدة في الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة المتمثلة في مواجهة النفوذ الخبيث لإيران ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لكل شركائنا في الخليج”.

وفي نهاية أبريل الماضي كانت أولى المؤشرات الأمريكية عندما طالبت أمريكا السعودية بإنهاء الحصار على قطر، وفق ما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في سياق رصد زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، للسعودية في ذلك الوقت.

ويبدو أن العجلة الكويتية لا تتوقف لانجاز الأمر بصورة تحمل تفسيرات ايجابية ، وبحسب مصادر صحيفة “الرأي” الكويتية  فإن آمال نجاح القمة الخليجية في انهاء الحصار كبيرة، ومبرر ذلك أن “المنطقة على أعتاب تطورات تصعيدية في المجال الإقليمي تتطلب وحدة الصف والكلمة”، في ظل “مساعي قائمة على قدم وساق من أجل الوصول الى نقاط مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة الخليجية”

ولم تستبعد الجريدة الكويتية البارزة إمكانية عقد اجتماعات ولقاءات تمهيدية قبل القمة حتى ولو من دون إعلان تجمع بين مسؤولين رفيعي المستوى من مختلف دول الخليج لوضع مسودة اتفاق للمرحلة المقبلة قائمة على قاعدة المصارحة والمكاشفة بحسب وصفها ، وهو ما يعني أن الكواليس ستحكم الفترة المقبلة التحضيرات للقمة وهي من ستحدد النجاح من عدمه وفق مراقبين.

مؤشرات لا تكفي !

ولكن مراقبون دوليون  يرون أنه رغم هذه المؤشرات لم تطلق الرياض أو أيا من حلفائها اقتراحات جديدة ولا خطوات ملموسة لإنهاء الخلاف مع قطر،  خاصة أن طبيعية ولي العهد السعودي الشخصية ، تدفعه لاتخاذ أي خطوة قد تفسر على أنها ضعف لدى محاولته احتواء تداعيات دبلوماسية لمقتل خاشقجي.

وفي نفس السياق يقف الأكاديمي الإماراتي الموالي للنظام ، الدكتور عبد الخالق عبد الله الذي أكد مؤخرا استمرار ازمة قطر وأنها دخلت مرحلة الاستعصاء على الحل وأصبحت في دائرة اللاعودة في المقاطعة والقطيعة بحسب وصفه.

الأمر كذلك يتخطى دول الحصار ، فموقف قطر واضح في أنها تخطت عمليا الحصار ، وتذهب إلى اعادة صياغة المنطقة بطريقة ايجابية ، وبالتالي فهي لا تتسارع في تقديم أي تنازلات مع اعلان شكلي لانهاء الحصار ، وفق المراقبين .

وهو ما أشار إليه ضمنا في مقال له مؤخرا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ، مؤكدا أن القضايا التي تواجه دول شبة الجزيرة العربية تتطالب منصة أوسع للحوار والتفاوض، واتفاقية إقليمية جديدة -غير مرتبطة بالخلاف الحالي- لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية، في ظل الجمود الحالي في دول مجلس التعاون الخليجي.

 

الأمر عززه خطاب أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني مطلع نوفمبر الجاري حيث أطلق انتقادا لاذعا لمجلس التعاون الخليجي ، مؤكدا أن استمرار الأزمة الخليجية يعكس فشل مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه وأن بلاده نجحت في تجاوز آثار الحصار الرباعي.

وفي السياق ذاته تبرز منصات سعودية رسمية تبنيا واضحا لخطاب الحصار واستمرار الأزمة، وهو ما ظهر في متابعات تحريضية ضد قطر وأميرها ، ومحاولات مستمرة في التشويه بحسب رصد لما نشرته صحيفة عكاظ في الأيام الماضية .

اصرار السعودية على التراشق ، يؤكد أنه رغم أن الوساطة الكويتية “ما زالت موجودة، غير أن فرص الحل أصبحت بعيدة ، كما أن العلاقة لن تعود إلى سابق عهدها مع هذه الدول، حال انتهت الأزمة؛ وهو ما برره مسئولون قطريون بأنه نتيجة للمواقف العدائية من دول الحصار وعدم وجود بوادر ايجابية للحل، عززها تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن مقاطعة قطر خيار لا مفر منه!!.

 

بواسطة |2018-11-20T14:59:07+02:00الثلاثاء - 20 نوفمبر 2018 - 6:00 م|الوسوم: , , , , , , , , , |

بعد أسبوع من الهدوء.. تجدد الاشتباكات في مدينة الحديدة اليمنية

 

عادت الاشتباكات، في شرق مدينة الحديدة اليمنية، فجر “الثلاثاء” 20 نوفمبر، بالتزامن مع غارات شنّتها طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية على مواقع في المدينة.

وقال شهود عيان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، وميليشيات الحوثي.

فيما قال مسؤولون في القوات الحكومية، إن الاشتباكات في الأطراف الشرقية للمدينة المطلة على البحر الاحمر، تُستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وإن الحوثيين يقصفون مواقع القوات الموالية للحكومة بقذائف الهاون.

وهذه أول اشتباكات في المدينة بعد نحو أسبوع من الهدوء على جبهات القتال، بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من التحالف، والمتمرّدين الحوثيين المقرّبين من إيران.

وتخضع الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، لسلطة “الحوثيين” منذ 2014، وفي يونيو الماضي أطلقت القوات الحكومية وحلفاؤها عملية عسكرية لاستعادتها.

وتمر أغلب المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الاستراتيجي، الذي تحاول قوات التحالف السيطرة عليه لقطع ما تعتبره أحد أهم طرق الإمداد العسكري للحوثيين، لكن استهداف المدينة خلف قتلى في أوساط المدنيين، إضافة إلى تشريد ما يزيد على نصف مليون يمني.

وبدأت حرب اليمن في 2014 بين “الحوثيين” والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة “الحوثيين” على مناطق واسعة بينها صنعاء.

بواسطة |2018-11-20T14:08:49+02:00الثلاثاء - 20 نوفمبر 2018 - 2:08 م|الوسوم: |

خبراء “كارنيجي”: “السيسي” وبن “سلمان” أكبر الخاسرين بعد فوز”الديمقراطيين”

العدسة – ياسين وجدي:

ذهب خبراء مركز كارنيجي للدراسات في الشرق الأوسط في تقدير موقف حديث حول تأثيرات الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي في الشرق الأوسط إلى حدوث خسائر متوقعة للأنظمة الحاكمة في مصر والسعودية والإمارات .

وتوقع الخبراء كذلك حدوث ضغوط واسعة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مع إعلاء الملاحقات ضده والاستعداد لجولة صناديق 2020 ، مع الاهتمام بقضية التخابر مع روسيا.

نوبات انفعالية !

في تقدير الموقف الذي وصل “العدسة” يرى ديكستر فيلكينز  الصحفي البارز في مجلة النيويوركر، ومؤلف كتاب  (الحرب الأبدية) أن ماهو مؤكد تقريباً حول السنتين المقبلتين في السياسة الأميركية، أنها ستغرق في لُجج السياسات المحلية، فالهدف الرئيس للأغلبية الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب سيكون التحقيق مع الرئيس دونالد ترامب وفريقه واستجوابهما بكل الوسائل المتاحة: مذكرات الاستدعاء، وجلسات الاستماع، واستدعاء الشهود، وفحص الوثائق، ثم إن أبرز القضايا التي سيسعى الكونجرس الجديد إلى ملاحقتها ستكون البحث عن دلائل حول تعاملات ترامب مع روسيا والفساد في أنشطته الاقتصادية.

 

وأضاف أنه نظراً إلى ما نعرفه عن شخصية ترامب، فمن المرجّح أن يفجّر ذلك سلسلة من ردود الفعل البركانية من جانب المكتب البيضاوي، بمعنى أننا سنشهد المزيد من النوبات الانفعالية والمؤتمرات الصحافية السريالية وستكون المعركة طاحنة وبشعة وسيطول أمدها، وربما أسوأ من أي شيء رأيناه خلال السنتين الماضيتين، وسيواجه ترامب، لأول مرة، معارضة حقيقية ومؤسسية.

ورجح ديكستر فيلكينز أن هذا يعني في أفضل الرهانات التجاهل بالنسبة إلى الشرق الأوسط ، ففريق ترامب وصل إلى المكتب وفي جعبته مخططات كبرى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، في المقام الأول من خلال عزل النظام الإيراني وربما إشعال فتيل انتفاضة ضده، والتوصّل، إن أمكن، إلى عقد صفقة غير مرضية للفلسطينيين، ولكن كل هذا يحتل أهمية ثانوية الآن، إذ إنه لن يتوفر لترامب لا الوقت ولا الطاقة للانشغال بذلك، كما سيكون صهره جاريد كوشنر بشكل شبه مؤكد منشغلاً بأمور أخرى، وتبقى أكثر الاحتمالات ترجيحاً مجرّد المراوحة في المكان الراهن.

وأوضح أن الخطر الوحيد هنا يتمثّل في أن يتحرّك الشرق الأوسط على هواه، من خلال إنتاج أزمة تتطلّب اهتمام الرئيس، وفي حال حدوث ذلك – بالنظر لما حدث لريتشارد نيكسون وفضيحة ووترجيت، والحرب العربية-الإسرائيلية في العام 1973- قد تكون إغراءات التدخّل واقعية للغاية، ولانعرف حتى الآن أين ستندلع هذه الأزمة ومتى، لكن إذا ما حدث ذلك، سيكون من الصعب على ترامب صرف النظر عنها.

تغير متوقع

سارة يركيس الخبيرة في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط ، والعضو السابق  في طاقم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، والمحلّلة للأبحاث الجيوسياسية في مديرية الخطط والسياسات الاستراتيجية في هيئة الأركان المشتركة التابعة للجيش الأميركي في البنتاجون من جانبها ترى أن الثنائية الحزبية طغت على مقاربة الكونجرس للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط على مدى الأعوام الماضية، لكن الانتخابات النصفية أدخلت إلى المشهد (وأخرجت منه أيضاً) لاعبين بارزين،  لذا، يمكننا أن نتوقّع أن يكون الكونجرس الحالي أكثر انتقاداً لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل السعودية ومصر وإسرائيل، وعلى سبيل المثال، تشي هزيمة دانا رورباشر، وهو أحد أعتى مؤيّدي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، باحتمال اتّخاذ موقف أكثر حزماً حيال انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

 

 

وتوقعت سارة يركيس أن غالب الظن أن نشهد تحدّياً للسردية التقليدية المؤيدة لإسرائيل داخل الكونجرس، فقد انتقد ثلاثة أعضاء جدد إسرائيل على نحو صريح، وهم ألكساندريا أوكازيو-كورتيس، وإلهان عمر، ورشيدة طليب، وهو ما يعني أن الكونجرس الجديد أكثر اطّلاعاً من السابق، ولاسيما أن بعض الأعضاء الجدد هم خبراء مخضرمين في السياسة الخارجية – أبرزهم توم مالينووسكي، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل.

السعودية في ورطة

أما ديفيد كينر محرّر شؤون الشرق الأوسط في مجلة فورين بوليسي فيذهب أن التغير ظهر مبكرا ، حتى قبل الانتهاء من فرز الأصوات الأخيرة في انتخابات الكونجرس الأميركي، حيث أعلنت الإدارة الأميركية عزمها على وقف إعادة تزويد طائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بالوقود، وتوقع أن يصاب الرئيس ترامب بخيبة أمل إذا كان يأمل بأن تُثني خطوته هذه مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، عن تحدّي سياسته اليمنية.

 

 

وأضاف أن الخطوة الملموسة التي يمكن لديمقراطيي مجلس النواب الأميركي اتّخاذها، هي وقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الرياض، حيث أن صفقة الأسلحة مع السعودية أُقرَّت العام الماضي بغالبية ضئيلة، ولكن، وعلى ضوء مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، وفوز الديمقراطيين بغالبية مقاعد مجلس النواب الأميركي، قد يواجه السعوديون عداء غير مسبوق داخل الكونجرس الحالي.

وأوضح أن ما ينبغي أن يقضّ مضاجع السعوديين هي التداعيات الأقل وضوحاً للانتخابات النصفية الأميركية، فقد بات بإمكان مجلس النواب الأميركي الآن عقد جلسات استماع حول اليمن، وبلورة موقف مناهض للحرب التي تشنّها السعودية في صفوف الرأي العام والنخبة، وهو ما يعني أنه قد يأتي يومٌ نرى فيه أن العلاقة الأميركية-السعودية لم تعد ثمرة توافق حزبي داخل الكونجرس، بل أصبحت مسألة خلافية كُبرى بين الحزبين.

مواجهة مفتوحة !

وفي هذا السياق أكد جيفري أرونسون  الخبير الاستراتيجي أن الأغلبية الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب الأميركي نفسها في مواجهة مروحة من قضايا السياسة الخارجية المتعلّقة بالشرق الأوسط.

وتوقع أنه مهما كانت المسألة – بدءاً من العقوبات على إيران، مروراً بتوسّع النفوذ الروسي في المنطقة ووصولاً إلى العلاقات العربية-الإسرائيلية – سيكون الهجوم السياسي الواسع على الرئيس دونالد ترامب والحزب الجمهوري في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية في العام 2020 هو السياق الغالب الذي سيقولب ويحدّد هذه المسائل.

 

 

وأضاف أن كل هذا يشي بتموضع من طرف اليمين، باتجاه انتقاد مبادرات ترامب السياسية بكونها لاتتسّم بقدر كافٍ من “الصرامة” نحو الرئيس السوري بشار الأسد وإعادة إعمار سورية، وحزب الله، و”النهج التوسعي” الروسي، وإيران، مع كل ماتتضمّنه هذه القضية من أبعاد، وهو ما يعني أن يكون دعم تقليص أو وضع حدّ للتعاون الأميركي مع السعودية والإمارات في الحرب في اليمن استثناء جديراً بالاهتمام، حيث قد تجد الأغلبية الجديدة في المجلس قيمة سياسية في تحدي السياسة العامة انطلاقاً هذه المرة من اليسار.

 

 

بواسطة |2018-11-19T16:31:14+02:00الأحد - 18 نوفمبر 2018 - 8:00 م|الوسوم: , , , , |

المخابرات الأمريكية تنهي قضية خاشقجي.. “بن سلمان أمر بقتله”

إبراهيم سمعان

خلصت وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر باغتيال الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول الشهر الماضي ، وهو ما يتناقض مع ادعاءات الحكومة السعودية بأنه غير ضالع في القتل ، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة.

وبحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن تقييم وكالة المخابرات المركزية ، الذي قال مسؤولون إن لديهم ثقة عالية فيه ، هو التقييم الأكثر دقة حتى الآن الذي بربط ولي العهد السعودي بالعملية، ويعقد جهود إدارة ترامب للحفاظ على علاقتها مع حليف وثيق.

وتابعت الصحيفة “للتوصل إلى استنتاجاتها ، فحصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مصادر متعددة للاستخبارات ، بما في ذلك مكالمة هاتفية أجراها الأمير خالد بن سلمان ، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة  وشقيق ولي العهد، مع خاشقجي ، وفقا لما ذكره أشخاص مطلعون على الأمر وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وبحسب الصحيفة أخبر خالد خاشقجي أنه يجب عليه الذهاب إلى القنصلية السعودية في اسطنبول للحصول على الوثائق التي يريدها لزواجه، ومنحه تأكيدات بأنه سيكون آمنا لدى قيامه بذلك.

وتابعت ”

ليس من الواضح ما إذا كان خالد يعلم أن خاشقجي سيُقتل ، لكنه قام بالاتصال بتوجيه أخيه ، بحسب الأشخاص المطلعين على المكالمة ، والتي تم اعتراضها من قبل المخابرات الأمريكية.

وقالت فاطمة باعشن ، المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن ، إن السفير وخاشقجي لم يناقشا أبدا “أي شيء يتعلق بالذهاب إلى تركيا”. وأضافت أن الادعاءات الواردة في تقييم وكالة المخابرات الأمريكية المزعومة غير صحيحة. وأردفت “لدينا ولا نزال نسمع نظريات مختلفة دون أن نرى الأساس لهذه التكهنات”.

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول “استنتاج وكالة المخابرات المركزية حول دور الأمير محمد كان مستندًا أيضًا إلى تقييم الوكالة للأمير باعتباره الحاكم الفعلي للبلاد الذي يشرف حتى على شؤون ثانوية في المملكة. وقال مسؤول أميركي مطلع على استنتاجات وكالة المخابرات المركزية: إن الموقف المقبول هو أنه لم يكن هناك أي سبيل لذلك دون علمه أو مشاركته”.

ويعتقد محللو المخابرات الأمريكية أن لديه قبضة قوية على السلطة، وليس في خطر فقدان وضعه كوريث للعرش على الرغم من فضيحة خاشقجي.

وقال المسؤول “الاتفاق العام هو أنه من المرجح أن يظل على قيد الحياة”، مضيفا أن دور محمد كملك المستقبل للعاهل السعودي “أمر مسلم به.”

ورفض متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية التعليق.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية ، قدم السعوديون تفسيرات متعددة ومتناقضة لما حدث في القنصلية. هذا الأسبوع ، ألقى المدعي العام السعودي باللوم في العملية على عصابة مارقة من النشطاء الذين تم إرسالهم إلى اسطنبول لإعادة خاشقجي إلى السعودية ، في عملية انحرفت عن مسارها عندما تم تقييد الصحفي بالقوة وحقنه بكمية كبيرة من المخدرات مما أسفر عن جرعة زائدة التي أدت إلى وفاته، وفقا لتقرير أدلى به المدعي العام.

وأعلن المدعي العام عن اتهامات ضد 11 من المشاركين المزعومين وقال إنه سيسعى إلى عقوبة الإعدام ضد خمسة منهم.

أثار اغتيال خاشقجي ، وهو من أبرز منتقدي سياسات بن سلمان ، أزمة في السياسة الخارجية للبيت الأبيض وأثار تساؤلات حول اعتماد الإدارة على السعودية كحليف رئيسي في الشرق الأوسط وكحصن ضد إيران.

وقاوم الرئيس ترامب فكرة إلقاء اللوم على ولي العهد السعودي ، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع جاريد كوشنير ، صهر الرئيس وكبير المستشارين.

وبحسب الأشخاص مطلعين على تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فإن وكالة المخابرات المركزية لا تعرف مكان بقايا خاشقجي .

ومن بين المعلومات التي جمعتها وكالة المخابرات المركزية تسجيل صوتي من جهاز استماع وضعه الأتراك داخل القنصلية السعودية ، بحسب الأشخاص المطلعين على المسألة. وأعطى الأتراك وكالة المخابرات المركزية نسخة من هذا الصوت ، واستمعت مديرة الوكالة ، جينا هاسبل ، إلى ذلك.

ويظهر الصوت أن خاشقجي قتل خلال لحظات من دخول القنصلية ، وفقا لمسؤولين في بلدان متعددة استمعوا إليها أو تم إطلاعهم على محتوياتها.

وتوفي خاشقجي في مكتب القنصل العام السعودي ، الذي تم الاستماع إليه وهو يعرب عن استيائه من أن جسد خاشقجي يحتاج الآن إلى التخلص منه وتنظيف أي دليل ، وفقًا لأشخاص على دراية بالتسجيل الصوتي.

وفحصت وكالة المخابرات المركزية أيضا مكالمة من داخل القنصلية بعد مقتل عضو مزعوم في فريق الهجوم السعودي ماهر مطرب ، وهو مسؤول أمني كان ينظر إليه في كثير من الأحيان إلى جانب ولي العهد” وتم تصويره أثناء دخوله ومغادرة القنصلية يوم القتل.

واتصل مطرب بسعود القحطاني ، الذي كان آنذاك أحد كبار مساعدي بن سلمان ، وأبلغه أن العملية قد اكتملت ، وفقا لأشخاص مطلعين على المكالمة.

وتقييم وكالة المخابرات المركزية لدور الأمير محمد في الاغتيال يتفق أيضا مع المعلومات التي طورتها الحكومات الأجنبية ، وفقا لمسؤولين في العديد من العواصم الأوروبية الذين استنتجوا أن العملية كانت قاسية جدا بحيث لم تحدث من دون توجيه ولي العهد السعودي.

 

وبالإضافة إلى المكالمات والتسجيلات الصوتية ، قام محللو (سي آي إيه) أيضاً بربط بعض أعضاء الفريق السعودي المباشر مع بن سلمان نفسه. وقد خدم بعض الأعضاء الخمسة عشر في فريقه الأمني ​​وسافروا إلى الولايات المتحدة خلال زيارات قام بها مسؤولون سعوديون كبار ، بما في ذلك ولي العهد ، وفقاً لسجلات جوازات السفر التي استعرضتها صحيفة واشنطن بوست.

كما حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية قبل وفاة خاشقجي تشير إلى أنه قد يكون في خطر. لكن حتى بعد اختفائه ، في 2 أكتوبر ، لم تكن وكالات استخبارات الولايات المتحدة بدأت في البحث عن أرشيف الاتصالات التي تم اعتراضها واكتشفت مواد تشير إلى أن السعودية كانت تسعى لجذب خاشقجي إلى الرياض.

وقال مسؤولان أميركيان إنه لا توجد مؤشرات على أن المسؤولين كانوا على علم بهذه المعلومات قبل اختفاء خاشقجي.

وقال أحد المسؤولين إن خاشقجي لم يكن شخصًا ذا أهمية، قبل اختفائه ، وحقيقة أنه كان يقيم في فرجينيا ، مما يعني أنه كان يُعتبر شخصًا أمريكيًا ، وبالتالي كان محميًا من تجمع استخباراتي أمريكي.

وقد أخبر ترامب كبار المسؤولين في البيت الأبيض أنه يريد بقاء محمد في السلطة لأن السعودية تساعد في ملف إيران ، التي تعتبرها الإدارة أهم تحدٍ أمني لها في الشرق الأوسط. وقال إنه لا يريد أن يؤدي الجدل حول وفاة خاشقجي لإعاقة إنتاج النفط من قبل المملكة.

أحد الأسئلة العالقة هو لماذا قد قرر بن سلمان قتل خاشقجي ، الذي لم يكن يحث على إطاحة ولي العهد.

النظرية التي وضعتها وكالة المخابرات المركيزة هي أن الأمير محمد يعتقد أن خاشقجي كان إسلامياً خطيراً  ومتعاطفاً مع جماعة الإخوان المسلمين ، وفقاً لأشخاص على دراية بالتقييم.

وبعد أيام من اختفاء خاشقجي ، نقل بن سلمان هذا الرأي في مكالمة هاتفية مع كوشنر وجون بولتون ، مستشار الأمن القومي ، الذي طالما عارض الإخوان واعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي.

وتتناقض إدانة الأمير محمد للصحفي المقتول مع تصريحات حكومته العلنية ، التي نعت فيها مقتل خاشقجي على أنه خطأ فظيع ومأساة.

ومن غير الواضح بالنسبة للمسئولين الأمريكيين ما إذا كانت الحكومة السعودية ستتابع تنفيذ عمليات الإعدام بحق الأفراد الذين ألقي باللوم عليهم في مقتل خاشقجي.

وقال مسؤول أمريكي “يمكن أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها أو يستغرق 20 عاما”.

بواسطة |2018-11-17T16:34:04+02:00السبت - 17 نوفمبر 2018 - 4:02 م|الوسوم: , , |

مشرعون أمريكيون يشككون بالرواية السعودية الثانية عن مقتل “خاشقجي”

توالت ردود أفعال مشرعين بارزين بالكونجرس الأمريكي حيال الاعتراف السعودي الثاني عن مقتل الصحفي “جمال خاشقجي”.

واعتبر كبير الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور “بوب مينديز” أن فرض عقوبات على أفراد سعوديين “يبدو محاولة منسقة لإخفاء تفاصيل اغتيال خاشقجي”، على حد قوله.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه “يتوقع محاسبة كاملة بقضية قتل الصحفي السعودي البارز”، مؤكدا أنه سيعمل على هذا.

وبدوره، قال السيناتور الديمقراطي “بين كاردين”، إنه لا يزال يجد صعوبة في تصديق مقتل “خاشقجي” على يد  فريق على مستوى عال، بدون توجيه من ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.

بينما عبر السيناتور الجمهوري البارز “بوب كوركر” عن قلقه الكبير من مسار السعودية الحالي في التعاطي مع القضية، قائلا إن هناك ثمنا يجب دفعه من الرياض في هذا الأمر.

ومن ناحيته، شدد عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، “ماركو روبيو”، على محاسبة “كل من له علاقة بمقتل خاشقجي، بمن فيهم أصحاب المناصب العليا”.

وطالب عضو مجلس الشيوخ “جين شاهين”، بفرض عقوبات إضافية على القيادة السعودية التي أمرت بقتل “خاشقجي”، مشيرا إلى أن الرد على تلك الجريمة سيكون له تداعيات مهمة حول مصداقية واشنطن حول العالم، على حد قوله.

و”الخميس” الماضي، أعاد أعضاء جمهوريون وديمقراطيون بمجلس الشيوخ الأمريكي طرح مشروع قانون، سعيا للرد على الرياض بعد مقتل “خاشقجي”، ولدورها في حرب اليمن.

وقال أعضاء بالمجلس إنه إذا تم التصديق على القانون فستتخذ بموجبه إجراءات تشمل وقف مبيعات الأسلحة للسعودية، وحظر قيام الولايات المتحدة بإعادة تزويد طائرات التحالف بقيادة السعودية بالوقود من أجل الحملة التي تقودها الرياض في اليمن على جماعة “الحوثي” المتحالفة مع إيران، بحسب “رويترز”.

وتعد هذه المحاولة هي الثانية داخل الكونجرس لتمرير مشروع قانون لمعاقبة السعودية، ففي 25 من الشهر الماضي، طرحت مجموعة من المشرعين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون بالكونغرس من شأنه إيقاف معظم مبيعات الأسلحة إلى السعودية.

واعترفت النيابة العامة السعودية، “الخميس” الماضي، بأن جثة “خاشقجي” تم تقطيعها بعد قتله في قنصلية المملكة بإسطنبول، وطالبت بإعدام 5 من السعوديين الموقوفين على ذمة القضية.

وأقر المتحدث باسم النيابة “شلعان الشلعان”، في بيان، أن “5 متهمين قاموا بإخراج جثة خاشقجي من القنصلية بعد تجزئتها”، وأن “شخصا واحدا قام بتسليم الجثة إلى متعاون محلي”.

بواسطة |2018-11-17T14:45:21+02:00الجمعة - 16 نوفمبر 2018 - 5:06 م|

“جون أبي زيد” سفيرا لـ”ترامب” لدى “بن سلمان” .. لماذا الآن ؟!

العدسة – ياسين وجدي:

بعد فترة غياب دبلوماسي ليست بقليلة ، دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجنرال متقاعد متورط في دماء عربية في العام 2003 وبالتحديد في العراق.

إنه “جون أبي زيد” الجنرال الذي بات في الساعات الأخيرة بدرجة سفير في مملكة تطفو على وجهها الأزمات بفضل ولي عهدها محمد بن سلمان .

“العدسة” يسلط الضوء على “أبي زيد” ، ويبحث في سر اختياره في هذا التوقيت في هذا التقرير.

سفاح العراق

في انتظار موافقة متوقعة من مجلس الشيوخ، يستعد الجنرال المتقاعد جون أبي زيد للسفر إلى الرياض ليتسلّم مهامه الدبلوماسية الجديدة، سفيراً للولايات المتّحدة في السعودية، ليملأ بذلك منصباً ظل شاغراً منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة.

والجنرال أبي زيد (67 عاماً) من مواليد العام 1951 ، عربي اللسان أمريكي التوجه ، ينحدر  من أصول لبنانية، وأمضى 34 عاماً في صفوف الجيش الأمريكي، حيث كان قائدا للقيادة المركزية الأمريكية والرجل الثاني في الحرب على العراق، ويوصف كذلك بأنه خبير بشؤون الشرق الأوسط وقد أعدّ خلال دراسته في جامعة هارفرد أطروحة عن السعودية، ودرس أيضًا في جامعة عمان في سبعينيات القرن الماضي.

وتولى ” أبي زيد “ إدارة مركز محاربة الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، وهو حاليا “زميل زائر” في مركز هوفر في جامعة ستانفورد، ومستشارا لشركة “جيه. بي أسوسييتس” المختصة في إدارة الأعمال، ويعرف بين زملائه بـ “العربي المجنون”، وشارك في مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في لبنان، كما خاض حروب عدة من جرينادا إلى كوسوفو.

وذهب “أبي زيد” للعراق مرتين : الأولى ، في صيف 1991، تولى قيادة فرقة المظلات التي نفذت عمليات أمنية في شمال العراق لإبعاد قوات صدام حسين عن المناطق الكردية، والثانية في الفترة من 2003 إلى 2007 أثناء  العدوان على العراق، حيث كان قائداً للقيادة الأميركية الوسطى في تلك الفترة ، ووصل المنطقة بتكليف من بوش الابن في 18 مارس 2003، قبل يومين اثنين من غزو العراق.

وأفلت الجنرال الماكر من موت محقق ، بعد أن تعرض لهجوم بواسطة قذائف صاروخية بينما كان في الفلوجة غرب العاصمة العراقية.

وفقا لأرقام وزارة الدفاع الأمريكية فقدت الولايات المتحدة 4487 عنصرا في العراق منذ غزو تلك البلاد في ما بات يُعرف إعلاميا بـ “عملية حرية العراق” في التاسع عشر من شهر مارس  من عام 2003.

وبحسب ما يسمى بـ“هيئة إحصاء القتلى العراقيين” فإن عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا في العراق حتى شهر يوليو من عام 2010 يتراوح ما بين 97461 و106348 شخصا.

وكان الشهر الذي وقع فيه غزو العراق، أي مارس من عام 2003، أكثر الفترات دموية، وذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار عدد القتلى في صفوف المدنيين، إذ تقول “هيئة إحصاء القتلى العراقيين” إن 3977 مواطنا عراقيا عاديا قضوا في ذلك الشهر، و3437 قُتلوا في شهر أبريل من ذلك العام.

وأعلنت شركة دولية مختصة بالإحصائيات عن عدد القتلى المدنيين في العراق منذ دخول القوات الأمريكية إلى البلد عام 2003 وحتى عام 2016 ، تعدى 180 ألف قتيل “في إشارة إلى أبواب الدماء التي فتحت بعد الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين وفق بعض التحليلات.

لماذا الآن ؟!

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترك العديد من المناصب شاغرة في إدارته، ولكن يبدو أن الأسباب باتت أقوى لملئ فراغ موجود في السعودية.

مقتل الصحفي السعودي البارز “جمال خاشقجي” كان في مقدمة الأسباب ، ووفق مراقبين فإن ارتدادات عدم وجود سفير للولايات المتحدة في الرياض برزت واضحة خلال الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين الولايات المتحدة وحليفتها التقليدية في الشرق الأوسط بسبب تورط ولي العهد السعودي في الإشراف على قتل “خاشقجي” داخل قنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبرالماضي.

السبب الثاني “إيران” ، وهو ما سربته مصادر مطلعة لوسائل إعلامية أمريكية بارزة ، حيث نقل مراسل “الحرة” في وزارة الدفاع الأميركية، جو تابت، عن مصادر مطلعة قولها، إن تعيين أبي زيد في هذا المنصب سيحمل دلالات استراتيجية جديدة في الخليج ولا سيما تجاه إيران.

ويرجح التصدى لإيران في الفترة المقبلة ، اختيار “جون أبي زيد” ، وهو ذات السيناريو الذي حدث في 15 يناير 2003 ، حيث اختير مساعدا لقائد القوات الأميركية الجنرال تومي فرانكس في الخليج حيث تتكثف الاستعدادات تمهيدا لحرب محتملة ضد العراق وقتها، وهو ما يعني الاستعانة بخبراته السابقة في هذه المنطقة .

ويعزز هذه الفرضية ، فشل المفاوضات السرية بين طهران وواشنطن التي جرت في عُمان قبل 17 يوما ، وكان من المفترض أن يعود كل طرف إلى سلطته للتشاور ، ولكن يبدو بحسب المؤشرات الحالية أن “جون أبي زيد ” هو رد الرئيس الأمريكي على فشل المفاوضات السرية.

وفي المقابل لا يرجح مراقبون محسوبون على إيران وصوله المنطقة للتصدى لها ، وتجاهلت قناة العالم الإيرانية ، ملف إيران أثناء الحديث عن الجنرال الجديد ، ورجحت أن اختياره جاء “في ظل ضغوط تتعرض لها الولايات المتحدة من النواب الأميركيين بشأن موقفها من السعودية على خلفية قتل الصحفي جمال خاشقجي والحرب على اليمن”.

موقفه من إيران ، أبرزته صحيفة عكاظ الرسمية السعودية ، ورأت أنه يحمل انطباعا معتدلا تجاه إيران ، ويعمل على تبني خطاب معتدل مع برنامجها النووي ، وذهبت إلى أن هذا يتعارض مع سياسة ترامب تجاه إيران.

خبرته مع العرب والمسلمين كان دافعا في هذا الوقت لاختياره ، وقالت شبكة “سي ان ان” التلفزيونية الأمريكية قبيل اختياره للمشاركة في الحرب على العراق : “إن خبرته واسعة خصوصا في مناطق “يسكنها مسلمون مدنيون”.، وهو ما يعزز اختياره بالتزامن مع تعرض واشنطن لضغوط للرد على مقتل خاشقجي .

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” فإن هناك اتفاق في الإدارة الأمريكية على أن “أبي زيد” لديه قدرة فريدة على إضافة بعد أمريكي عربي على أعلى مستويات القيادة العسكرية الأمريكية، ومقتنعون بأنه أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية، إضافة إلى أنه أرفع ضابط أمريكي عربي الأصل”.

 

 

بواسطة |2018-11-15T20:07:29+02:00الخميس - 15 نوفمبر 2018 - 10:00 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى