أسلحة “حزب الله” مثالًا.. لماذا يلجأ إعلام الحصار إلى صناعة الكذب لتشوية صورة قطر؟

العدسة- باسم الشجاعي:

على مدار مايقرب من عام ونصف تقريبا تسخر دول الحصار (مصر، والإمارات، والسعودية، والبحرين) أدواتها الإعلامية للتشويش على الحقائق والزج باسم قطر في كل مناسبة ملفقة.

آخر تلك المحاولات “الفاشلة”، ما أوردته بعض وسائل الإعلام المحسوبة على دولة الإمارات تحت عنوان: “قطر شريك إيران في إرسال أسلحة إلى حزب الله”.

إعلام الحصار الذي استقى معلوماته من تقرير صحفي نشرته شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، إلا أنه وقع في المحظور، وحاول لي عنق الحقيقة، من أجل خدمة أجندات مشبوهة.

هل قطر متورطة؟!

التقرير الذي أستندت إليه وسائل إعلام الحصار، لم يتطرق لدولة قطر، أو يذكر في أي كلمة علاقة الدوحة بالأمر.

و وفقا للبيانات التي تحدثت عنها شبكة “فوكس نيوز”، فإن الرحلة رقم QFZ-9950 التابعة لشركة الخطوط الجوية الإيرانية “فارس إير قشم” على طائرة بوينغ 747غادرت مطار طهران الدولي الساعة 9:33 صباح “الثلاثاء” 19 أكتوبر المنصرم، بالتوقيت المحلي، إلى وجهة مجهولة.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، حطت الطائرة “بوينغ 747” في العاصمة السورية دمشق قبل أن تواصل رحلتها إلى بيروت، لتصل إلى العاصمة اللبنانية قبيل الساعة الثانية بعد الظهر، وفقًا لبرنامج تعقب الطيران.

ومساء “الأربعاء” 20 أكتوبر، غادرت الطائرة المذكورة بيروت متجهة إلى الدوحة التي وصلتها بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وعادت إلى العاصمة الإيرانية “الخميس” الساعة 6:31 مساءً، ما يعني أنها لم تحط في الدوحة قبل وصولها إلى مطار بيروت وإنما حطت في مطار الدوحة خلال رحلة عودتها وكان عبارة عن “تَّرانْزيت” –أي محطة توقف لفترة وجيزة أثناء السفر-، ولم تذهب مباشرة من قطر إلى لبنان.

التقرير ذاته الصادر عن الشبكة الأميركية، ألمح إلى أن “شركة “فارس ایر قشم” الإيرانية للطيران المدني نفذت رحلتين نادرتين وغير مألوفتين من ​طهران​ إلى ​بيروت​ مباشرة خلال الشهرين الماضيين.

ونقلت “فوكس نيوز” عن المصادر الغربية التي لم تسمها، قولها إن مكونات الأسلحة التي حملتها الطائرة الإيرانية المذكورة، كانت موجهة إلى 3 مواقع سرية لحزب الله بالقرب من مطار بيروت، لاستهداف “إسرائيل” مستقبلا، دون الإشارة من قريب أو بعيد لقطر.

 

شيطنة قطر

هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها دول الحصار لتشوية صورة قطر، والزج باسمها في أمور لا علاقة لها بها منذ اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو 2017.

فقد سبق وأن كشفت دورية “إنتلجنس أونلاين”، المتخصصة في شئون الاستخبارات، في يوليو الماضي، أن وكالة الدعاية الفرنسية “A+ Conseils”، التي أسستها “كريستل آلا” ميشيل تعمل من باريس لتشويه صورة قطر بإيعاز من دول الحصار.

كما استعانت دولة الإمارات بالشركة المتخصصة في تحليل البيانات “كامبردج أناليتيكا”، التي تربطها علاقة مع حملة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لنشر معلومات مكذوبة لتشويه سمعة الدوحة، من خلال عقد مبرم بينهما بتكلفة 333 ألف دولار.

الدوحة تنتصر دائما

وبالرغم من مرور أكثر من عام ونصف من فرض كل من “السعودية والإمارات والبحرين ومصر”، وتحديدا بتاريخ 5 يونيو 2017، حصارا على قطر لعزلها عن العالم بدعوى تمويلها للإرهاب وتقاربها مع إيران، إلا أنها لم تخضع  الدوحة إلى الآن لإملاءات جيرانها، ولم تنفذ أيا من مطالبهم الـ13.

وظهر ذلك جليا في يونيو الماضي؛ حيث كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن انتصار قطر في المعركة الإعلامية على دول الحصار اضطر الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” إلى مراسلة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بهدف الضغط على الدوحة لثنيها عن شراء الصواريخ الروسية، لكن دون جدوى.

 

بواسطة |2018-11-05T11:00:24+02:00الأحد - 4 نوفمبر 2018 - 6:00 م|الوسوم: , , , , , , , , |

اعتبروا قضية “خاشقجي” فرصة.. العرب يرغبون في كبح جماح بن سلمان

إبراهيم سمعان

قالت صحيفة “فينانشال تايمز” البريطانية إن دولا عربية تأمل في أن تؤدي  تداعيات وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بولي العهد محمد بن سلمان إلى تهدئة سياساته العدوانية التي أزعجت المنطقة منذ وصوله إلى السلطة في الرياض.

ونوهت الصحيفة بأن الحكومات العربية في الخليج والشرق الأوسط هبت للدفاع عن حاكم السعودية الفعلي ، عندما أشارت حملة قادتها تركيا إلى ارتكاب بعض أقرب مساعديه لجريمة قتل الصحفي السعودي في قنصلية المملكة في اسطنبول.

وتابعت “لكن على الصعيد الشخصي ، قال دبلوماسيون ومسؤولون كبار من تلك الدول للصحيفة إن وفاة المنتقد للنظام السعودي قد أكدت مخاوفهم المبكرة بشأن الأمير ، وهي الأحدث في سلسلة من العمليات السيئة التي تزعزع استقرار المنطقة وتهدد بتلف العلاقات مع الولايات المتحدة.

ونقلت عن دبلوماسي عربي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام السعودي: “لا تأخذوا من هذه الاحتجاجات دليلا على حبهم له. إنهم قلقون. إنهم يرون أميرًا صغيرا يمكنه البقاء على العرش لعقود. ويخشون أنه إذا استمر بهذه الطريقة في اتخاذ خطوات سريعة وغير مدروسة لا تضع العقل فوق القوة ، فإنه سيأخذ المنطقة إلى مكان صعب”.

ومضت الصحيفة تقول “من غير المرجح أن تنتقد الحكومات العربية السعودية علانية بسبب مقتل خاشقجي. لكن دبلوماسيين من جميع أنحاء المنطقة أخبروا (فاينانشيال تايمز) أن الملك سلمان يحتاج إلى تطبيق المزيد من الضوابط والتوازنات لكبح نزوات ابنه”.

ونقلت عن مايكل وحيد حنا ، المحلل في مؤسسة القرن للأبحاث ، قوله: “أملهم هو أن يكون هناك المزيد من الحيطة في الطريقة التي يدير بها بن سلمان نفسه. من غير المفيد أن يكون هناك تحالف أو شراكة وثيقة مع شخص يعرض للخطر مجمل الجهود”.

 

واستشهد الدبلوماسي العربي بعدم الارتياح في مشادة الأمير البالغ من العمر 33 عاما غير الضرورية مع كندا هذا العام بشأن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان ، واعتقال الملوك ورجال الأعمال السعوديين في عام 2017 لإجبارهم على التخلي عن المليارات إلى الدولة ، وخروج سعد الحريري ، رئيس الوزراء اللبناني ، على التلفزيون السعودي للاستقالة. كما استشهد بالحرب التي قادتها السعودية في اليمن ، والتي كان ولي العهد غير قادر على الفوز بها أو إنهاء صفقة سياسية.

كما يقلق حلفاء السعودية من أن علاقته الوثيقة مع جاريد كوشنر ، صهر دونالد ترامب ومبعوث الشرق الأوسط ، ستقود السعودية إلى الموافقة على اتفاق معيب بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتعتمد مصر والأردن والبحرين ولبنان على السخاء المالي للمملكة من أجل بقائها الاقتصادي. ولم يكن لديهم خيار سوى دعم الأمير السعودي في ذروة أزمة خاشقجي. وكان على العديد منهم أن يظهروا ولاءهم له من خلال حضور قمة الاستثمار التي أطلق عليها اسم دافوس في الصحراء الشهر الماضي خوفا من الانتقام. وظهر الحريري ، الذي تراجع عن استقالته بعد عودته إلى بيروت ، على المنصة إلى جانب الأمير محمد في الرياض. كما حضر العاهل الأردني الملك عبدالله.

وحظي الزعيم السعودي الشاب بالثناء في الغرب بتحديث السياسات مثل السماح للنساء بقيادة السيارة والحد من تأثير المؤسسة الدينية. لكن مسئولا حكوميا عربيا بارزا قال إن هذه التغييرات تعكس تحولاً جوهرياً في ممارسة السلطة في المملكة التي جاءت بنتائج ضارة للمنطقة.

وقال المسؤول “لا توجد مراكز للقوة تعمل كضوابط وتوازنات في النظام. الآن الملك ، ومن خلاله ، لدى بن سلمان كل القوة. ولا يمكن حتى للمستشارين الأكثر حكمة والأكبر سنا إخباره بالتوقف. لابد من كبح جماحه “.

وقال مسؤول خليجي “السياسة في المنطقة تفتقر للحكمة والعقلانية التي يجب أن تكون موجودة”.

وفي إشارة إلى مقاطعة قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، قال المسئول الخليجي إن بلاده لديها أيضاً تحفظات على السياسة القطرية ولكن “ما كان يجب التعامل معها بهذه الطريقة”.

ومع ذلك ، يجادل البعض بأن حلفاء ولي العهد سيواجهون خسارة في السمعة بينما يواجه استهجانا دولياً متزايداً.

أحد المجالات التي يحدث فيها هذا هو الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن. لقد أصبح المستوى المرتفع من الإصابات في صفوف المدنيين في الصراع مصدر إحراج يغضب واشنطن. في أعقاب مقتل خاشقجي ، تضغط الولايات المتحدة من أجل إنهاء النزاع.

وقال حنا: “أي شيء يجلب التمحيص للسعوديين في اليمن سيكون له أثر ضار على الإمارات، الحليف الرئيسي للرياض في تحالف القتال في اليمن.

وتابع حنا “”يرغب العديد من الحكومات في المنطقة في أن تؤدي قضية خاشقجي إلى بن سلمان أكثر اتعاظا من التجربة وأكثر تقليدية، لكنني أشك في أنه سوف يتغير طواعية”.

كما يمكن للأزمة أن تقوض جهود الرياض لمواجهة إيران ، التي تعتبرها المملكة وحلفاؤها تهديدًا. السعودية هي العمود الفقري لتحالف الخليج العربي السني الذي يسعى – بدعم من الولايات المتحدة – لاحتواء التأثير المتزايد لإيران الشيعية في لبنان وسوريا والعراق. لكن البعض يخشى من أن قضية خاشقجي قد تضعف الحلف بينما تواصل كفاحها ضد نفوذ طهران في المنطقة.

جادل إميل حكيم ، الزميل البارز لأمن الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، بأنه نتيجة لقتل خاشقجي ، فقدت السعودية الأرضية السياسية التي تحتاج إليها لحشد الدعم لمساندتها لمواجهة إيران.

 

وقال إن الحرب المدمرة في اليمن خلقت مقارنة رفضها السعوديون دائما، مشيرا إلى أن الأمر أدى بعدد من الناس في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى مساواة السعودية مع إيران.

 

 

بواسطة |2018-11-04T12:27:26+02:00السبت - 3 نوفمبر 2018 - 7:00 م|الوسوم: , , , , |

لماذا دخل التطبيع الخليجي مع إسرائيل من باب الرياضة والفن؟!

العدسة: محمد العربي

لم تكن مشاهد الفرق الرياضية الإسرائيلية التي غزت الملاعب العربية، والخليجية منها على وجه التحديد، أمور تأتي في نطاق الصدفة، أو لكونها التزامات متعلقة بالمنافسات الدولية، فالاحتفال المبالغ فيه للفرق الإسرائيلية في الإمارات على وجه التحديد، خرج عن كونه إجبارا على الالتزامات الدولية، إلى كونه مخططا الهدف منه تذويب الصراع العربي الصهيوني على البساط الأخضر وبين حلبات المنافسة الرياضية.

وتشير الإحصائيات الرياضية في الفترة من 2016 وحتي 2018 إلى أن الفرق الرياضية الإسرائيلية المختلفة تسربت لملاعب المغرب والبحرين وقطر والإمارات، وبدأت تستعد لتحط رحالها في أرض الحجاز بعد رفع الكثير من العوائق التي كانت تحول دون تحقيق ذلك.

لماذا الرياضة

ويشير العديد من الباحثين والمراقبين الذين رصدوا ظاهرة توغل الفرق الإسرائيلية في الملاعب العربية، أن اختيار مجال الرياضة لم يكن من فراغ، حيث تعتمد الدول التي فتحت أحضانها للتطبيع على أن اللوائح الدولية تلزم الدول المضيفة للمنافسات، بعدم إدخال الخلافات والصراعات السياسية في الشئون الرياضية، وبالتالي تعتبر هذه الضوابط مدخلا ملائما لترويج قبول الوجود الإسرائيلي في الساحات العربية.

وطبقا لنفس الرأي فإن الاهتمام بأن يكون التطبيع من باب الرياضة، يمثل مخططا مدروسا لتذويب الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة بين أجيال من الشباب لم تعش طبيعة هذا الصراع ولا تطوره ولا خطورته، وبالتالي فإن مخطط قبول إسرائيل بين هذه الأجيال سيكون أسهل كثيرا من الأجيال التي كانت تعتبر مجرد وجود منافس إسرائيلي خيانة لله والوطن ولفلسطين.

وطبقا للرصد نفسه فإن التطبيع الرياضي الخليجي الإسرائيلي بدأ في ساحات غير عربية، وفي مناسبات بعيدة عن المنافسات الرياضية، قبل أن تشهده الملاعب الخليجية بشكل صريح، وطبقا لما كشفه شمعون آران مراسل الإذاعة الإسرائيلية في أكثر من مناسبة، فإن لقاءات حميمة جمعت بين مسئولي الرياضة في إسرائيل والإمارات خلال مايو الماضي، على هامش مشاركة الجانبين في مؤتمر رياضي ببوتسوانا، حيث شارك الطرفان في المؤتمر الذي استضافته بوتسوانا للنهوض بالمرأة واندماجها في الرياضة، ومثل إسرائيل “عوفرا أبراموفيتش” ممثلة رابطة دوري كرة الشبكة للأمهات الإسرائيلية “مامانيت”، بينما مثلت الإمارات “ميثاء العرفي” المسئولة البارزة بأكاديمية الشيخة فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، والتي سبق وأن رأست لجنة العلاقات العامة في اللجنة العليا المنظمة لبطولة غرب آسيا لكرة القدم للفتيات تحت 15 عاماً، التي أقيمت بالإمارات أبريل الماضي.

وللفن نصيب

وطبقا للمتابعين لقطار التطبيع الخليجي الإسرائيلي،ـ فإن هذا القطار قد انطلق بسرعة مع محاربة ربيع الثورات العربية، ومحاولة القضاء عليه، وأن القطار لم يقف عند محطة الرياضة، وإنما امتد لمحطات الفن والثقافة والسينما، باعتبارهم أدوات التأثير والتغيير الناعمة أو ما يمكن أن يُطلق عليه “التطبيع الناعم”.

وما يدعم الخطوات التي جرت لتنفيذ هذا “التطبيع الناعم” تصريحات المخرجة السعودية هيفاء منصور التي أعلنت عدم ممانعتها لإنتاج أفلام مشتركة مع الجانب الإسرائيلي، في حال سماح النظام السعودي بذلك عبر قنوات رسمية، أي بعد إتمام التطبيع السعودي الإسرائيلي، على حد وصفها.

وإن كانت المخرجة السعودية قد اشترطت وجود تطبيع رسمي، إلا أنها استبقت هذه الخطوة بالفعل، عندما أجرت المقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، والتي أكدت فيها أنها لا تستبعد التعاون مع زملائها “الإسرائيليين”، وقالت: “سأعمل فقط عبر القنوات الرسمية التي ستسمح بإقامتها السعودية، لأنني لا أمانع ذلك”.

واعتبرت منصور أن “السعودية تتبع نهجاً أكثر ليبرالية مما سيجعل الدول الإسلامية الأخرى تنفتح أمام هذا المسار مما يعني تقليل مستوى الكراهية ودرجة انتشار الأفكار المتطرفة في المجتمع”.

وجاءت المقابلة الصحفية بعد احتفاء إسرائيلي بالمخرجة السعودية التي عرضت لها دور السينما فيلما سينمائيا كخطوة تمهيدية نحو إتمام التطبيع الشامل بين السعودية وإسرائيل.

لا نريد التطبيع

على الجانب الآخر وأمام هذا “السيلان” التطبيعي حذرت أصوات خليجية عاقلة من خطورة هذا الاندفاع نحو تل أبيب، خاصة وأنه اندفاع مجاني ودون أي مقابل للقضية الفلسطينية، وحسبما كتبته الكاتبة البحرينية فوزية رشيد، فإن الشعوب العربية ترفض التطبيع رغم كل هذه الصور التي يتم تصديرها للمشاهد العربي بأن زمن الصراع العربي الإسرائيلي قد انتهى.

وتشير الكاتبة البحرينية إلى أن ما يروجه بعض قادة العرب من أن السلام في المنطقة لابد أن يمر عبر التطبيع المسبق مع إسرائيل، ما هو إلا خداع وتخدير وتضليل للوعي العربي، لأن التطبيع المسبق وقبل حل القضية الفلسطينية بشكل عادل سيكون الجسر للقضاء على القضية الفلسطينية! ومن بعدها العمل على تحقيق السيادة على العرب جميعا وكما هو معلن! فمشروع الشرق الأوسط الجديد لم ينته، بل سيأخذ مسارا آخر أكثر خبثا إن تحقق التطبيع المسبق! باعتبار أن مشروع «إسرائيل الكبرى» هو الهدف الحقيقي وراء كل أحداث المنطقة في العقود والسنوات الأخيرة.

وتؤكد فوزية رشيد أن شعوب الخليج والدول العربية الأخرى ترفض التطبيع مع هذا العدو الغاصب، الذي يراه بعض الرسميين العرب صديقا وسيعتبروه غدا حليفا.

أحذروا المنزلقات الرسمية

وقد أطلق العديد من الباحثين والراصدين لتطورات ملف التطبيع مع إسرائيل الذي أخذ أشكالا متصاعدة خلال الأسابيع الماضية، صرخات تحذير متعددة، سواء من التطبيع الذي يدخل الآن من الأبواب الرسمية، أو هذا التطبيع الناعم الذي يتخذ من شاشات السينما وملاعب الرياضة مدخلا شعبيا للتطبيع.

وهو ما أشار إليه الكاتب المصري عبد الله السناوي والذي أكد أن أخطر ما في الزيارات الإسرائيلية المتزامنة لثلاث دول فى الخليج وتداعياتها قد تضع المنطقة على مسار مأساوي جديد، مشيرا إلى أن الزيارات في حد ذاتها ليست مفاجئة، فقد أشارت تسريبات إسرائيلية متواترة منذ فترة طويلة نسبيا إلى قرب نقل ما هو جار من اتصالات في الكواليس مع عدد من الدول العربية إلى العلن الدبلوماسي، موضحا أن ما يستلفت الانتباه في تزامن الزيارات الإسرائيلية إلى عُمان والإمارات وقطر أن الدول الثلاث تتبنى كل منها موقعا يختلف عن الآخرتين من الأزمة الخليجية، كما لو أن التطبيع يوحدها.

وطبقا لوصف السناوي المعروف بميوله الناصرية، فإن هناك عدة منزلقات في هذا التطبيع الرسمي أخطرها هو ترسيخ فكرة استبدال العدو من إسرائيل إلى إيران، حسبما كشف نتنياهو، نفسه بأن السبب الرئيسي للتقارب الخليجي مع إسرائيل هو «العدو الإيراني» المشترك، مشيرا إلى أن إيران ليست عدوا، رغم أية خلافات وأزمات يمكن حلحلتها بالوسائل السياسية، كما أن إسرائيل ليست صديقة رغم محاولات القفز عليها.

أصوات رافضة

ويرى المتابعون أنه رغم حالة التهديد العلنية التي تمارسها الأنظمة العربية وخاصة الخليجية ضد معارضي خطواتها نحو التطبيع، إلا أنه ما تزال هناك أصوات تعلو وتحذر من قطار التطبيع السريع وخاصة في مجالات “التطبيع الناعم”، وهو ما حذر منه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والذي جدد رفضه لكافة أشكال التطبيع الثقافي مع إسرائيل، مطالبا بدعم أفكار التغيير بالوطن العربي، ومساندة المبدعين الشباب.

ويشير المتابعون أن اتحاد الكتاب العرب قد فجر في بيانه الرافض للتطبيع نقطة هامة، في أساليب التطبيع الناعم تقوم بها إسرائيل ولم تلق ردا رادعا من الأنظمة والمؤسسات الرسمية العربية، وكأن هذا الصمت يمثل موافقة ضمنية على الخطوات الإسرائيلية.

وقد قصد المتابعون بذلك، ما قامت به إسرائيل من سطو وقرصنة على إبداعات 45 كاتبة عربية، تم ترجمت أعمالهن من العربية للعبرية دون موافقة على ذلك منهن، وهو ما اعتبره البيان يمثل سياسة جديدة من التطبيع القسري وفرض الأمر الواقع.

 

 

بواسطة |2018-11-04T13:22:45+02:00الجمعة - 2 نوفمبر 2018 - 4:56 م|الوسوم: , , , , , |

صحيفة “لوبس” الفرنسية تجيب.. هل استخدمت السعودية أسلحة كيماوية في اليمن؟

إبراهيم سمعان

هل قُتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لأنه كان يعرف الكثير عن الحرب التي أطلقها ولي العهد السعودي في اليمن؟.. “سيباستيان بوسوا “الدكتور في العلوم السياسية، والباحث في شئون الشرق الأوسط والعلاقات الأوروبية العربية يرى أن اليمن يمكن أن يكون مقبرة طموحات محمد بن سلمان، لكنه لن يكون المتهم الوحيد في القضية.

وفي لقاء مع صحيفة “لوبس” الفرنسية رأى الأستاذ في جامعة بروكسل الحرة وجامعة كيبك بمونتريال ومركز الوقاية من التطرف المؤدي للعنف، وفقا لصديق مقرب من جمال خاشقجي، أن مقتل الصحفي المعارض يمكن أن يكون مرتبطا بالحرب البرية التي تخوضها الرياض في اليمن.

وأضاف “في الواقع، يبدو أن خاشقجي كان على وشك الكشف عن أسوأ شيء يمكن أن يسمعه المجتمع الدولي ولن يتردد في الرد لو ثبتت هذه الممارسات وهي: أن محمد بن سلمان أمر باستخدام الأسلحة الكيميائية في اليمن في محاولة لوضع حد لحركة التمرد الحوثي المدعومة من إيران، والتي لم تستطع الرياض القضاء عليها على مدار ما يقرب من أربع سنوات.

وأكد أن الحرب في اليمن، وهي بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تبدو في المقام الأول قصة سياسية داخلية، لا تنتهي أبدا … ولن تنتهي، فالربيع العربي توفي من بلد تلو الآخر، لكن الفوضى لا زالت في الهواء الطلق بسبب الجغرافيا السياسية العالمية وتضارب المصالح المحلية.

 

وبين أن الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية هو واحد منها، فجرائم الحرب والتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان من جميع الأنواع من قبل الإمارات اليوم كثيرة وتنتشر في البلاد.

 

ونوه بوسوا بأن اليمن يُعرف حاليا بأنه البلد الذي يوجد به “أسوأ أزمة إنسانية على كوكب الأرض”، نتيجة الحرب التي قادها محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة السعودية، وكذلك من قبل أبو ظبي على أرض الواقع، حيث قتل بالفعل ما يقرب من 10000 شخص، وتدمر الكوليرا والدفتيريا البلاد، وفقاً للأمم المتحدة، فقد حوالي مليوني نازح كل شيء ويموت طفل هناك كل عشر دقائق.

 

اليوم ، إرادة بن سلمان وصديقه محمد بن زايد واضحة وهي القضاء على “المتمردين الحوثيين” المدعومين من إيران، فلا يوجد بديل، ولا يمكن التفاوض بين الطرفين، والخيار الوحيد إنهاء التمرد على حساب أكبر عدد من الوفيات، وبكل الوسائل، في إطار رغبة وليي العهد في الحفاظ على منطقة نفوذهما بشكل رسمي خوفا من طهران، فالشقيقان المتحالفان في المنطقة يثيران كارثة إقليمية وبشرية سيكون لها عواقب خطيرة على مدى العقود القادمة.

 

إذا ثبت دقة المعلومات التي كان يعرفها خاشقجي قبل وفاته، فإن هذا سيكون تحول في ارتكاب المملكة السعودية انتهاكا للقواعد الأساسية للقانون الدولي: اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1997، التي وقعت وصدقت عليها.

ويمكن محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 

في أبريل 2018، ينبغي التذكير بأن الجامعة العربية، برئاسة وزير الخارجية السعودي، استمرت في الدعوة إلى إجراء تحقيق في الأسلحة الكيميائية التي استخدمها نظام بشار الأسد بدمشق.

 

واختتم الدكتور سيباستيان مقالته بالقول: أحدث معلومة أعلنها القريب من خاشقجي أن بريطانيا كانت على علم بالمؤامرة التي كانت تدور رحاها ضد الصحفي السعودي، وبالفعل، اعترضت الاستخبارات البريطانية مكالمات للنظام السعودي، لكن المشكلة أن بريطانيا والولايات المتحدة جزء من هذا التحالف الشيطاني (التحالف العربي)… فهل يمكن تجاهلوا أن صديقهم السعودي الكبير فعل ذلك؟

 

 

 

 

 

 

 

بواسطة |2018-11-01T19:10:37+02:00الخميس - 1 نوفمبر 2018 - 9:00 م|الوسوم: , , , , |

العراق.. ارتفاع حالات التسمم بالمياه الملوثة في البصرة إلى 118 ألفًا

 

ارتفعت حالات الإصابة بالتسمم بين سكان محافظة البصرة العراقية الناجمة عن تلوث المياه، إلى 118 ألف حالة، وذلك وفق ما أعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان.

ويأتي هذا الرقم ارتفاعًا من 111 ألف شخص، كانت المفوضية قد أعلنته في 14 أكتوبر الماضي، بعد مرور نحو شهرين على الأزمة آنذاك.

وتعتمد البصرة العراقية في الغالب على مياه نهر “شط العرب” لتغذية مشاريع المعالجة، إلا أن نسبة الأملاح الذائبة في المياه بلغت مؤخرًا 7500 على جهاز TDS، بحسب وزارة الموارد المائية، في حين تقول منظمة الصحة العالمية، إن النسبة تصبح غير مقبولة في حالة أن تجاوزت 1200.

وكانت أزمة تلوث المياه قد ساهمت في تصاعد وتيرة احتجاجات شعبية في البصرة مطلع سبتمبر الماضي، خلّفت قتلى وجرحى فضلًا عن إحراق مكاتب حكومية وحزبية ومقر القنصلية الإيرانية في المحافظة.

وتعتبر البصرة، ثاني أكبر مدن العراق مساحةً بعد محافظة الأنبار، وتقع على الضفة الغربية لنهر “شط العرب”، وهو المعبر المائي المتكون من التقاء نهري “دجلة” و”الفرات” في مدينة القرنة.

بواسطة |2018-11-01T19:20:16+02:00الخميس - 1 نوفمبر 2018 - 4:54 م|الوسوم: , |

بـ 250 مليون دولار.. السعودية تشتري أنظمة تجسس من إسرائيل

 

إبراهيم سمعان

عقد مسئولون إسرائيليون وسعوديون اجتماعات سرية خلال الفترة الماضية، قادت إلى اتفاق تشير التقديرات إلى أن حجمه يصل لـ 250 مليون دولار أمريكي، بينها نقل تكنولوجيا تجسس إسرائيلية إلى المملكة.

 

وذكرت  صحيفة ” alliance” الفرنسية المهتمة بالشأن الإسرائيلي أنه وفقا لهذا الاتفاق تم بالفعل تسليم بعض أنظمة التجسس الإسرائيلية الأكثر تطوراً، إلى السعودية وتم تشغيلها بعد أن تم تدريب فريق فني سعودي على استخدامها.

كما بينت أن البلدين قاما بتبادل المعلومات العسكرية الاستراتيجية في اجتماعات عقدت في واشنطن ولندن من خلال وسيط أوروبي، وأن هذا التعاون ليس الأول من نوعه بين الرياض وتل أبيب.

وأشارت إلى أنه في سبتمبر أكدت تقارير أن السعودية اشترت نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي للقبة الحديدية للدفاع عن نفسها من هجمات الصواريخ الحوثية.

وتضمنت الصفقة، التي يعتقد أن تمت من خلال توسط الولايات المتحدة، خططًا جديدة للتوصل إلى اتفاق حول التعاون العسكري المكثف بين البلدين.

ونوهت الصحيفة رغم أنه ليس لإسرائيل علاقات رسمية مع المملكة السعودية، فقد تم تعزيز العلاقات بين البلدين ودول خليجية أخرى في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب التهديد المشترك من جانب إيران للمنطقة.

وبينت أن رئيس أركان القوات الإسرائيلية جنرال غادي إيزنكوت التقى مع نظرائه من عدة دول عربية، بما في ذلك رئيس أركان القوات المسلحة السعودية فياض بن حامد الرويلي، منتصف أكتوبر في واشنطن بمناسبة مؤتمر القادة العسكريين ضد المنظمات المتطرفة العنيفة.

وعلى الرغم من أن هذا كان أول لقاء بين آيزنكوت والرويلي، فقد حضر كلاهما مؤتمر القادة العسكريين للسنة الثانية على التوالي.

وفي نوفمبر الماضي ، بعد أول ظهور له في المؤتمر ، اقترح غادي إيزنكوت مشاركة المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية حول إيران مع الرياض، موضحًا لصحيفة “إيلاف” السعودية في مقابلة غير مسبوقة أن ما سمعه من السعوديين حول توسع إيران في المنطقة “متطابق” مع المخاوف الإسرائيلية.

 

ويدعم هذا التقرير ما ذكره “راديو كندا”  حيث كشف النقاب عن تجسس الرياض على معارض سعودي يعيش في كندا من خلال استخدام أجهزة تجسس إسرائيلية لتتبعه في منفاه.

وقال الراديو إن القصة بدأت عندما تلقى عمر عبد العزيز، طالب سعودي من جامعة بيشوب، رسالة نصية تحتوي على رابط يؤكد شحنة تم شراؤها من الأمازون.

وأضاف لم يكن يعلم هذا المعارض للسلطات السعودية أنه من خلال النقر على هذا الرابط، تسربت حزمة وبرامج تجسس إلى هاتفه، موضحا أن هذا البرنامج الذي يدعى “Pegasus ” يُمكن مستخدميه من الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بالشخص الذي يتم التجسس عليه وكذلك الرسائل حتى أنه يسمح بالاستماع وتسجيل المكالمات.

ويشير الراديو إلى أنه  ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختراق عمر عبد العزيز، هذا السعودي الذي وصل إلى كيبيك عام 2009 للدراسة في جامعة ماكجيل، ثم نشط على تويتر ويوتيوب، منتقدًا نظام حقوق الإنسان السعودي، وفي عام 2013 ألغت السلطات في الرياض منحته الدراسية، وبعدها حصل على حق اللجوء السياسي وأصبح مقيمًا دائمًا في كندا عام 2014.

يحظى عمر عبد العزيز بشعبية كبيرة على الشبكات الاجتماعية، يقول الراديو، تمت مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به على يوتيوب مئات آلاف المرات، ويتابعه على تويتر ما يقرب من 300000 شخص، وكذلك لديه جمهور كبير على سناب شات، ومع ازدياد متابعيه يعتقد أن النظام السعودي يريد إسكاته.

وبعد اكتشاف مراقبته من قبل السلطات السعودية من خلال هاتفه، أصبح عبد العزيز خائفا من أن تقوم السلطات بإيذائه جسديا، ومع ذلك، يريد التحدث عن تجربته علانية، ولكي تتغير بلاده،  يجب أن يقف أشخاص ضد ما يحدث.

وبحسب الراديو لم يكن عمر عبد العزيز هو الذي اكتشف برنامج التجسس ” Pegasus ” على جهاز آيفون الخاص به، بل باحثون من جامعة تورونتو، فقد أخبر هذا الفريق عمر عبد العزيز أن Pegasus من إنتاج شركة إسرائيلية تبيعه فقط للحكومات لإجراء تحقيقات جنائية أو تلك التي تتعلق بأمن بلدهم.

ومن خلال اكتشاف هذا الأمر عن طريق شبكة “الواي فاي” لم يكن الباحثون يعرفون أن الموبايل ملك لعمر، لكنهم كانوا مقتنعين بأن صاحب الهاتف المصاب كان “شخصًا مهمًا للحكومة السعودية”.

بواسطة |2018-10-31T19:47:37+02:00الثلاثاء - 30 أكتوبر 2018 - 9:00 م|الوسوم: , , , , |

هل غاب الإخوان فحضر التطبيع .. قراءة لمشاهد الهرولة نحو إسرائيل

القاهرة: محمد العربي

بقدر ما كانت دموع وزيرة الرياضة الإسرائيلية أثناء إذاعة نشيد كيانها في سماء دولة الإمارات العربية المتحدة، تعبيرا عن سعادتها بهذا التطور في العلاقات الخليجية الإسرائيلية، بقدر ما كانت هذه الدموع إعلانا بوفاة كثير من الثوابت العربية والإسلامية والقومية التي وقفت لسنوات ضد هذا الإنجراف العربي نحو التطبيع مع إسرائيل.

الدموع التي تبعتها زيارات للمسئولة الإماراتية لمعالم الإمارات وارتدائها العباءة الإماراتية وزيارتها لمسجد الشيخ زايد بأبو ظبي، صاحبتها كذلك تصريحات لا تحمل مجالا للشك أو التخمين بأن قطار التطبيع الرسمي بين دول الخليج وإسرائيل، انطلق ولن يتوقف، وأنه لم يعد بحاجة إلى توقيع معاهدات سلام أو اتفاقيات في كامب ديفيد أو أوسلو، فالموضوع مع حكام الخليج بات أبسط من كل هذه التعقيدات، وجولات المفاوضات، التي كان هدفا أساسيا منها الحفاظ على ما تبقى من حمرة الخجل لدى أنظمة كانت تعرف أن هناك شعوبا تقف ضد خطواتها. تلك.

لهذا غَيَّبُوهم

ويرى المحللون أن سبب أساسي في إنطلاق قطار التطبيع الخليجي مع إسرائيل دون خجل، يأتي كمكافأة لها على موقفها الداعم لأنظمة الإمارات والسعودية والبحرين ومصر في القضاء على الربيع العربي، الذي كان يهدد عروش هذه الممالك كما كان يهدد استقرار إسرائيل، وبالتالي كان التوافق الخليجي الإسرائيلي للقضاء على الربيع العربي وفي القلب منه ثورة 25 يناير بمصر، اعتبارها القلب والعقل لباقي الدول العربية.

وانطلاقا من هذا الرأي فإن الحرب التي شنها رباعي الشر العربي الذي مثلته أنظمة القاهرة والرياض وأبو ظبي والمنامة، ضد جماعة الإخوان المسلمين تحديدا لم يكن بسبب أنها كانت في صدارة مشهد الحكم بمصر فقط، وإنما كان بسبب القضاء على هذه الجماعة ومشروعاتها الرافضة لوجود إسرائيل، وعندما غابت الجماعة غاب معها حركة الشارع المقاوم والمناهض لإسرائيل وتحركاتها الخبيثة.

ويضيف هذا الفريق أن الجماعة في مصر كان لها أخطائها في التعامل مع الأحداث التي تلت ثورة 25 يناير، وبعد تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم، إلا أن الإنقلاب الذي جرى ضدها، وما تبعه من إجراءات عنيفة أمنية وسياسية واقتصادية ودولية، تؤكد أن الهدف من هذا التغييب لم يكن بسبب الأخطاء، وإنما بسبب الأيدلوجية الفكرية والحركية التي تنطلق منها الجماعة في أهم قضية تشغل بال العرب والمسلمين وهي القضية الفلسطينية.

ويضع هذا الفريق تعاطي نظام مرسي مع الحرب التي شهدها قطاع غزة في ديسمبر 2012، في مقارنة مع تعاطي أنظمة مبارك والسيسي مع نفس الحروب في سنوات مختلفة، وهو ما يجعل المقارنة لصالح القضية الفلسطينية التي شعر أبناؤها للمرة الأولى أن هناك من يقف وراءهم ويتصدى للطغيان الإسرائيلي، وهو ما أدى لحدوث ما يسميه علماء الاستراتيجية توازن إنتاج الضغط.

أين هم؟

وفي بحث للمحللين عن مصير لجان مقاومة التطبيع المصرية والعربية التي كانت تحيط بسماء الوطن العربي من أقصاه لأقصاه، وجدوا أن هذه اللجان رغم أن قوامها كان من الإسلاميين والقوميين العرب واليسار المناهض للتطبيع، إلا أن المحرك الأساسي لها والعقل المفكر فيها، كان الإخوان المسلمين، وبغيابهم غابت هذه اللجان التي لم تكن تخلو منها نقابة أو هيئة جماهيرية أو رسمية أو برلمانية.

ويشير البحث ذاته أن هذه اللجان مازالت موجودة ولكنها أصبحت مجرد هياكل فارغة، حيث غاب من كان يملأ كيانها شخصيات نقابية وسياسية وجماهيرية وبرلمانية من جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الأخطر من ذلك كما يرى هؤلاء المحللين هو أن الحرب التي شنتها الأنظمة على الإخوان من أجل شيطنتها، جعلت كل من كان يتفاعل معها شخصيات قومية ويسارية وناصرية يتوارون خلف أنفسهم حتى لا يصيبهم ما أصاب الإخوان المسلمين، ولذلك غابت أصوات ملأت الدنيا ضجيجا مثل حمدين صباحي وسامح عاشور وأمثالهما عما يجري على الساحة العربية الآن.

لا تنزلقوا

وفي وجهة نظر من تبقى من الرافضين لهذا التطبيع فإن هذه الهرولة الخليجية نحو إسرائيل تأتي ضمن صفقة القرن تمهيدا لتصفية ​القضية الفلسطينية​ ضمن منهجية باتت معلومة والتي بدأت بنقل ​واشنطن​ لسفارتها إلى ​القدس​ الشريف، ثم وقف دعم وتمويل وكالة غوث لدعم ​اللاجئين الفلسطينيين​ “​الأونروا​” ووصولا إلى رفض السلام المزعوم والانصياع والخضوع والاستسلام والتطبيع نهائيا.

وحسب بيان للمنسق العام لجبهة العمل الإسلامي​ في ​لبنان، الشيخ زهير الجعيد، فإن انزلاق وهرولة بعض ​الدول العربية​ والخليجية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب، وهذا التدفق للوفود الصهيونية يشكل طعنة للقضية الفلسطينية وخيانة لدماء الشهداء وغدرا بالشعب الفلسطيني​ المظلوم الموعود منذ عشرات السنين بالعودة”.

وفي مقابل هذا التحذير خرجت دعوات أخرى تطالب الشعوب العربية لليقظة مرة أخرى، واستعادة حركتها في  مقاومة ملف التطبيع الذي ينطلق بشكل لم تعرفه القضية العربية من قبل، لأن الخطر لم يعد في مجرد الإعتراف بقبول إسرائيل كجزء من منطقة الشرق الأوسط، وفتح قنوات اتصال سياسية واقتصادية معها، وإنما الخطر أن هذه بداية لتصفية القضية الفلسطينية، دون حتى التباكي عليها.

ما وراء زيارة مسقط

وتشير قراءة مختلفة عن الأسباب الخفية لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لسلطنة عمان، وما تبعها من خطوات إسرائيلية نحو الولوج إلي منطقة الخليج بشكل سهل، وهو أن إسرائيل تريد فتح قنوات اتصال مع إيران ولكن بيد خليجية وتحديدا عُمانية.

ويؤيد هذه القراءة مقال للكاتب اللبناني منير الربيع الذي أكد أن الفراغ السياسي والعجز المهيمن على العالم العربي يجسدان زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان، والتي حوّلت الأنظار (ولو مؤقتاً) إلى مكان آخر بعيداً عن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن عُمان منحازة لإيران، على الرغم من انفتاحها على الأميركيين والإسرائيليين. وهي من الدول التي حافظت على علاقات ممتازة مع إيران منذ أيام الشاه إلى أيام الخميني فخامنئي، كما أنها تقع قبالة إيران مباشرة وتتشارك معها مضيق هرم، تتخذ من نفسها صلة وصل بين المتناقضين، موضحا أن الدور الذي تلعبه السلطنة كوسيط تحتاجه إيران، وهو ما يبرر لماذا لم يطال اختلاف طهران مع كل الدول العربية سلطنة عُمان، ولهذا معان كثيرة. استثنائية متأتية من قدرة الدبلوماسية العُمانية على تلبية الحاجات الإيرانية إزاء القوى المتخاصمة معها، أي مع الأميركيين والإسرائيليين.

وطبقا للكاتب نفسه فإن العمانين لابد أن يكونوا قد حصلوا على ضوء أخضر من الطرفين، لترتيب تفاوض غير مباشر بين الإسرائيليين والإيرانيين. استنادا لسوابق تؤكد هذا الاستنتاج، منها استضافة مسقط المفاوضات السرية بين الإيرانيين والأميركيين للوصول إلى الاتفاق النووي. وبما أن اللحظة الحالية هي للتوافق على رسم مناطق النفوذ في المنطقة، فأغلب الظن أن إيران تسعى للتخفيف من عداواتها، وبالتالي، من غير المستبعد أن تمهّد زيارة نتنياهو لمفاوضات سرية، في ظل مناخات توحي أن الجميع يبحث عن مخارج من الصراعات الدامية والمكلفة.

فارق توقيت خليجي

وأطلق العديد من الباحثين والخبراء في ملف التطبيع مع إسرائيل تحذيرا للدول الخليجية التي هرولت بشدة تجاه إسرائيل، بأن عليهم قراءة كما جرى مع سابقيهم في ملف التطبيع وتحديدا مصر والأردن وكذلك السلطة الفلسطينية، فما حصدته هذه الدول العربية من تطبيعها مع إسرائيل لا يلائم على الإطلاق ما قدمته من تخاذل للقضية الفلسطينية.

وتشير دراسة للكاتب اللبناني ساطع نور الدين، أن الخليجيين، وبسبب فارق الزمن، لم يتلقوا الأخبار التي تؤكد أن الإسرائيليين انقلبوا على الاتفاقيات التي وقعوها واغتالوا الموقعين عليها، وقرروا أن السلام مع الفلسطينيين سابق لأوانه، مضيفا أن الخليجيين، وبسبب الخلل في متابعتهم للوضع الإسرائيلي لم يلاحظوا تحول إسرائيل الجذري إلى دولة يغلب عليها اليمين المتطرف القومي والديني، وأن نتيناهو بالذات هو طليعة هذا التحول ورمزه وذروته القصوى، وهو باق في السلطة منذ تسع سنوات بقوة تصميمه على منع قيام دولة فلسطينية مهما كانت حدودها وعاصمتها، وعلى نسف حل الدولتين الذي لاح في الأفق. وقد نجح في المهمتين نجاحاً ساحقاً، بفضل شراكته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويعود ساطع نور الدين ليؤكد أن نتنياهو لم يكن يستحق هذا التكريم العماني، مثلما لم تكن الوفود الإسرائيلية الرياضية التي تتسلل هذه الأيام إلى الدوحة أو إلى أبو ظبي أو سواهما، بذريعة منافسات دولية مقررة سابقا، تبرر هذا التطبيع الموارب، الذي كان في الماضي يمكن أن يطرح للنقاش حول ما إذا كان يخدم المفاوض الفلسطيني، أو ما إذا كان يعبر عن حركة سلام إسرائيلية فعلية، لا عن موجة من الصراع ، تعيد إلى الأذهان حرب التأسيس الأولى للكيان الإسرائيلي، وتنذر الفلسطينيين والعرب بنكبة ثانية أكبر وأخطر من النكبة الأولى.

 

 

بواسطة |2018-10-31T20:15:28+02:00الثلاثاء - 30 أكتوبر 2018 - 6:45 م|الوسوم: , |

بعد أن اقترب من حل اللغز .. صنداي تايمز تكشف السبب الحقيقي لقتل خاشقجي

إبراهيم سمعان

كشفت صحيفة “صنداي إكسبريس” البريطانية أن المخابرات البريطانية اعترضت أوامر من عضو في الدائرة الملكية السعودية باختطاف الصحفي جمال خاشقجي وإعادته إلى المملكة قبل أسابيع من عملية قتله.

وتابعت الصحيفة “تقول المصادر الاستخباراتية إن الأوامر لم تصدر مباشرة عن ولي العهد محمد بن سلمان ، ولا يُعرف ما إذا كان على علم بها”.

وأضافت “على الرغم من أنهم كانوا يأمرون باختطاف خاشقجي وإعادته إلى الرياض، إلا أنهم تركوا الباب مفتوحًا لأفعال أخرى إذا تبين أن الصحفي مزعج ، على حد قول المصادر”.

ومضت تقول “الأسبوع الماضي أكد المدعي العام في المملكة العربية السعودية أن جريمة القتل كانت متعمدة – على النقيض من التفسيرات الرسمية الأولية التي قُتل فيها خاشقجي بعد اندلاع شجار.

ونقلت عن المدعي العام السعودي، قوله “المشتبه بهم في الحادث ارتكبوا فعلهم بنية متعمدة. وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهم في ضوء ما حصلت عليه ونتائج تحقيقاتها للوصول إلى الحقائق وإكمال سير العدالة”.

وهؤلاء المشتبه بهم هم ضمن فرقة اغتيال من 15 شخصا أرسلوا إلى تركيا ، وتشمل أعضاء في دائرة المخابرات العامة.

وتابعت الصحيفة “البريطانية “قال مصدر استخبارات للصحيفة: لقد علمنا في البداية أن شيئًا ما كان يحدث في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر ، أي قبل 3 أسابيع من وصول خاشقجي إلى القنصلية في 2 أكتوبر ، رغم أن الأمر استغرق المزيد من الوقت للتفاصيل الأخرى”.

وأضاف المصدر “هذه التفاصيل شملت أوامر أولية بالقبض على خاشقجي وإعادته إلى السعودية لاستجوابه. ومع ذلك ، بدا أن الباب مفتوح لتعاملات بديلة لما اعتبر مشكلة كبيرة”.

وأردف المصدر “نحن نعرف أن الأوامر جاءت من عضو في الدائرة الملكية ولكن ليس لدينا معلومات مباشرة تربط ذلك بولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وسواء كان ذلك يعني أنه لم يكن المصدر الأصلي لا يمكننا الجزم”.

وبشكل حاسم ، يؤكد المصدر ذو المكانة الرفيعة على أن جهاز MI6 قد حذر نظراءه السعوديين طالبا إلغاء المهمة – على الرغم من تجاهل هذا الطلب.

وتابع المصدر “في الأول من أكتوبر، أصبحنا ندرك حركة مجموعة ضمت أعضاء من رئاسة الاستخبارات إلى اسطنبول ، وكان من الواضح تماماً ماذا كان هدفهم”.

وأردف المصدر “من خلال القنوات حذرنا من أن هذه ليست فكرة جيدة. تظهر الأحداث اللاحقة أنه تم تجاهل تحذيرنا “.

وردا على سؤال عن السبب في عدم قيام جهاز MI6 بتنبيه شريكه الاستخباراتي “فايف آي انتلجينس” ، قال المصدر: “لقد اتخذنا قراراً بأننا قد فعلنا ما بوسعنا”.

ومع ذلك قدم المحللون تفسيرا محتملا لهذا. وقال توم ويسلون، من مركز التفكير في جمعية هنري جاكسون، قوله “إن الصورة المضللة التي تم بناؤها لجمال خاشقجي تغطي أكثر مما تكشف. باعتباره من داخل النظام السعودي ، كان خاشقجي أيضاً مقرباً من الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات. كان إسلاميًا ، وعضوًا في جماعة الإخوان المسلمين ، وشخصًا أقام صداقة مع أسامة بن لادن وكان متعاطفًا مع جهاده في أفغانستان”.

وأضاف “يتم إخفاء كل هذه الروابط من خلال سرد بسيط أن جمال خاشقجي كان مجرد صحفي متدرج في مجال الحرية ، وليس من المعقول أن يتم قتله لمجرد كونه صحفيا ينتقد النظام. الحقيقة أن الأمر أكثر تعقيدا بكثير”.

 

وتابعت الصحيفة “كشف أحد أصدقاء خاشقجي المقربين عن أنه كان على وشك الحصول على أدلة موثقة تثبت أن السعودية استخدمت أسلحة كيميائية في حربها باليمن”.

ونقلت عن الأكاديمي الذي رفض ذكر اسمه “”قابلته قبل أسبوع من وفاته. كان سعيدا وكان قلقا . عندما سألته عن سبب قلقه ، لم يكن يريد حقاً الرد ، لكنه أخبرني في النهاية أنه على وشك الحصول على دليل على أن السعودية قد استخدمت أسلحة كيميائية. وقال إنه يأمل في الحصول على أدلة وثائقية.

ومضت الصحيفة “في حين أن هناك ادعاءات حديثة لا أساس لها في إيران بأن السعودية كانت تزود بمكونات يمكن استخدامها لإنتاج عامل الأعصاب سارين في اليمن ، فمن الأرجح أن خاشقجي كان يشير إلى الفوسفور”.

وتابعت “في الشهر الماضي، تم الزعم بأن السعودية كانت تستخدم ذخائر الفسفور الأبيض الموردة من الولايات المتحدة ضد القوات وحتى المدنيين في اليمن “.

وأردفت “على الرغم من أن اللوائح تنص على أن المادة الكيميائية يمكن أن تستخدم في توفير الدخان ، إلا أنه إذا تم استخدامها بشكل غير قانوني فإنها يمكن أن تحرق العظم”.

ونقلت عن خبير الأسلحة الكيماوية كول هاميش دي بريتون جوردون: “لقد رأينا بالفعل في سوريا أنه لا يوجد شيء فعال كالمادة الكيميائية ، الأسلحة في تطهير المناطق الحضرية من الجنود والمدنيين – استخدم الأسد الفوسفور لهذا السبب بالذات”.

وأضاف “إذا كان لدى خاشقجي ، في الواقع ، ما يثبت أن السعودية تعمد إساءة استخدام الفسفور لهذا الغرض ، فإنه سيكون محرجًا للغاية بالنسبة للنظام ، ويوفر الدافع الأقرب في أن الرياض ربما تكون قد تصرفت هكذا ضده”.

بواسطة |2018-10-30T18:04:41+02:00الإثنين - 29 أكتوبر 2018 - 4:00 م|الوسوم: , |

سفير أمريكي سابق: مقتل خاشقجي “كارثة لإسرائيل”

إبراهيم سمعان

قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بالعاصمة التركية إسطنبول، يقوض الاستراتيجية الإسرائيلية لإنشاء محور الرياض – تل أبيب – واشنطن لمواجهة إيران.

 

وتحت عبارتي “صمت مطبق!”، “راديو الصمت!” سلط مراسل المجلة في القدس المحتلة، دانييل كريجل  عن عدم رد فعل المسؤولين الإسرائيليين على مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر وآثاره الإقليمية المحتملة على الوضع في الشرق الأوسط.

 

وأوضح أنه يجب القول: بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، ابتداء من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، هذه القضية يمكن أن تكون بداية انهيار استراتيجية إقليمية وضعت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدف إلى إنشاء محور بين الرياض وتل أبيب وواشنطن ضد العدو رقم 1: إيران.

وأشار إلى أنه وفقا لدانيال بي شابيرو، السفير الأمريكي السابق في تل أبيب، والعضو الحالي في المعهد الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية، مقتل خاشقجي سيكون “كارثة لإسرائيل”.

وفي مقال افتتاحي نشرته صحيفة “هاآرتس” اليومية، بين السفير السابق أن: عملية القتل هذه، يظهر عدم الوثوق في المملكة العربية السعودية بقيادة محمد بن سلمان كشريك استراتيجي، إنها جريمة مروعة، وبالنسبة للمملكة خطأ استراتيجي.

ومن وجهة نظر دانييل بي شابيرو، تواجه إسرائيل اليوم واقعاً جديداً مفاده: محمد بن سلمان متهور، ولا يمكن الاعتماد عليه ، فهو اليوم الحلقة الأضعف في تحالف إقليمي مناهض لإيران.

وأكد المراسل أن الوضع أصبح صعب للغاية، فمن جهة، لا تستطيع إسرائيل استيعاب موقف الرياض الضعيف ضد طهران أو أنقرة، ومن الناحية الأخرى، من المستحيل أن تظهر كمتحدث باسم السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا.

“النظر إلى إسرائيل، في الولايات المتحدة وأوروبا، على أنها المدافع ومحامي ولي العهد سيكون له تأثير سلبي للغاية على سمعتها”، وبحسب عدد من المحللين، الشيء الوحيد الذي يمكن للسلطات الإسرائيلية فعله الحفاظ على ما يتعلق بالتعاون الأمني ​​مع الرياض.

ويقول الخبراء هناك شيء واحد مؤكد: قضية خاشقجي أضعفت الركيزة الأساسية للإستراتيجية الإسرائيلية في الشرق الأوسط ، وعلاج هذا الأمر من جانب حكومة نتنياهو ضئيل للغاية.

ومع ذلك، بالنسبة للمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية دور جولد، يبقى التهديد الإيراني الأهم، “فبينما إسرائيل تنتظر لمعرفة ما إذا كان أو كيف سيعاقب المجتمع الدولي الرياض على مقتل خاشقجي، ينبغي ألا ننسى أن عدوان إيران الإقليمي لا يزال قائما”.

 

وبرأي دور جولد إسرائيل بحاجة إلى الاستمرار في مراقبة التهديد الإيراني مع تذكير شركائها الدوليين بأن هذا لم ينخفض، كما أن إسرائيل عليها التحذير في نفس الوقت من فرض عقوبات على السعودية أو تأثرها بهذه القضية، لكن الدبلوماسي السابق يشير إلى أن إطلاق هذه التحذيرات يجب أن يكون خلف الكواليس وليس علانية.

 

أما بالنسبة لأجهزة المخابرات، فيقول جاد شمرون، عميل بالموساد، هذه القضية تثير الشكوك، ويسأل السؤال التالي: هل يعلمون في الرياض أننا في القرن الواحد والعشرين؟ هذه العملية في اسطنبول هي أشبه بمغامرة أشبال!.

فيما يضيف جاسوس آخر متقاعد “إذا كان يجب علينا محاربة الاستخبارات الإيرانية مع هؤلاء الناس، فلن نفوز!”.

 

 

 

 

بواسطة |2018-10-30T18:41:57+02:00الأحد - 28 أكتوبر 2018 - 9:00 م|الوسوم: , , , |

“ها آرتس” تربط بين زيارة نتنياهو لعُمان وخاشقجي وبن سلمان

إبراهيم سمعان

قالت صحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية إن السلطان قابوس بن سعيد ، سلطان عمان، قائد كتوم للغاية.

ولفتت الصحيفة إلى أن السلطان قابوس هو وزير الدفاع والمالية والشؤون الخارجية والاستخبارات ، كما يترأس البنك المركزي، مضيفة “في عمان لا توجد مؤسسات ديمقراطية والحاكم يعين القضاة. ومن غير المرجح أن تخرج تسريبات من مسقط لإلقاء الضوء على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

وتابعت “لكن هذا لا يقلل من أهمية الرحلة ، التي تمثل صدعا في جدار الاجتماعات غير العلنية بين القادة العرب ورئيس الوزراء الإسرائيلي”.

ومضت تقول “كان لدى نتنياهو سبب وجيه لعدم زيارة عمان وسبب واحد ممتاز للقيام بذلك”.

وأضافت “سلطنة عمان هي الحليف الوثيق لإيران وقطر. الأولى عدوة هائلة لإسرائيل، والثانية تصنفها إسرائيل على أنها تدعم الإرهاب بسبب مساعدتها لحماس وتحالفها مع إيران وتركيا”.

وأردفت “أعلنت عُمان مؤخرا أنها تعارض فرض عقوبات على إيران، وأنها تعتزم بناء خط أنابيب غاز يربطها بإيران. كما أنها ساعدت المهربين الإيرانيين على القيام بأعمالهم خلال فترة العقوبات السابقة ، وتعارض سياسة السعودية المناهضة لإيران”.

ومضت الصحيفة الإسرائيلية تقول “السلطان قابوس ، حاكم سلطنة عمان المطلق ، هو أكثر القادة العرب المخضرمين . جاء إلى السلطة في انقلاب ضد والده في عام 1970. وهو يعارض الحرب السعودية في اليمن ، على الرغم من أنه قرر في وقت متأخر الانضمام إلى التحالف العربي ، وحتى هدد بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي بسبب معارضته للهيمنة السعودية في الخليج”.

وتابعت “عندما فرضت 3 دول خليجية حظراً على قطر منذ أكثر من عام ، لم تنضم عُمان والكويت إلى هذه الحركة الدراماتيكية حتى أن عمان سمحت لقطر باستخدام موانئها البحرية للالتفاف على الحصار ، مما وضع مساراً تصادمياً مع السعودية”.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية “ظاهرياً كان ينبغي أن يُفرض على عُمان عقوبات سعودية على نحو لا يقل عما تم مع قطر ، وربما  لم تقر السعودية عقوبات على عُمان ، إن لم يكن لضغط أميركي ، فللرغبة في تجنب المزيد من الصدع بين دول الخليج”.

وتابعت “إن زيارة رئيس وزراء إسرائيلي إلى عمان تتناقض ليس فقط مع سياسة إسرائيل تجاه إيران ، بل إنها تبدو كعصا في عين السعودية. ومع ذلك ، لم يُسمع أي إدانة من الرياض أو من الدول العربية الأخرى. ردت إيران فقط على الزيارة المفاجئة بالقول إن إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان مرة أخرى دق إسفين في العالم الإسلامي”.

ومضت تقول “هذا إسهاب معتدل نسبيًا لم يتطرق إلى صاحب المبادرة في الزيارة، السلطان قابوس ، حليف طهران. لا تستطيع إيران انتقاد قابوس لأنه بالعودة إلى عام 2013 وافقت طهران على إجراء محادثات في عُمان مع المسؤولين الأمريكيين حول وضع الأسس للاتفاقية النووية ، ثم وزير خارجية أمريكا آنذاك جون كيري الذي التقى مسؤولين إيرانيين لإجراء مناقشات أدت إلى المحادثات النووية”.

وأردفت الصحيفة “إذن هنا عُمان ، التي ولد على أرضها ما وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه أسوأ اتفاق على الإطلاق، تستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته وحاشيته، ولا يقل أهمية عن ذلك ، رئيس الموساد”.

وأضافت “من غير الضروري أن نسأل لماذا انضم رئيس الموساد للزيارة . ولن يكون من الخطأ الافتراض أن الموساد لم يكن لديه يد فقط في التخطيط للرحلة ، ولكن أيضا في مساعدة قابوس في حكمه لسنوات”.

ومضت تقول “لسنوات ، اعتمدت سلطة السلطان على أجهزة الاستخبارات البريطانية لحماية بلده الصغير البالغ عدده 2.9 مليون مواطن ، ومليوني عامل أجنبي آخر أو نحو ذلك”.

وتابعت “على أي حال ، من الممكن أن نستنتج أن الزيارة إلى عمان هي الوفاء بوعد تعهد به نتنياهو بصياغة علاقات مع الدول العربية التي لم توقع على اتفاقيات سلام مع إسرائيل”.

وأضافت “بالتالي فإن الزيارة مهمة جدا من الناحية السياسية لنتنياهو ، لكن ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الزيارة ستؤدي إلى علاقات دبلوماسية كاملة ، مع الدول العربية الأخرى”.

وتابعت “في نفس الوقت قد يتساءل المرء ما الذي دفع قابوس ، حليف إيران ، إلى دعوة رئيس وزراء إسرائيلي وبالتالي إثارة موجة من التكهنات حول إمكانية إجراء محادثات بين إيران وإسرائيل”.

وأردفت “ليس علينا أن نشعر بالحماسة حيال المحادثات مع إيران. قابوس البالغ من العمر 76 عاما ، الذي أصيب بمرض السرطان قبل 3 سنوات ، هو زعيم واقعي يعرف جيدا حدود الصراعات في المنطقة”.

ومضت تقول “من المؤكد أنه تلقى محاضرة طويلة من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين حول التهديد الإيراني ورغبة إسرائيل في أن تنأى عمان بنفسها عن عدو إسرائيل وتنضم إلى العقوبات الأمريكية”.

وأضافت “بالتأكيد أوضح قابوس بأدب لزواره أنه لا ينوي تغيير مزاجه نحو إيران. لا  جديد فيما يخص زيارة الإسرائيليين لبلاده ، معتبراً أن التمثيل الإسرائيلي كان يعمل في مسقط حتى عام 2000 ، لكن هذا كان وضع إسرائيل في المغرب وقطر أيضاً”.

وأردفت الصحيفة الإسرائيلية “قد يكون قابوس قد فهم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي زار قصر السلطان قبل فترة قصيرة من نتنياهو ، أن هناك فرصة لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن من غير المرجح أن هذا هو السبب في دعوة قابوس لنتنياهو ، خاصة عندما تكون إدارة ترامب تهدد بالإعلان عما يسمى بصفقة القرن”.

واختتمت الصحيفة تقول “إذا كان هناك شخص يستطيع أن يقنع نتنياهو ويجعله يجدد المحادثات ، فهو جالس في البيت الأبيض ، وليس على ساحل الخليج الفارسي. إذا سمحنا لخيالنا بالتهور ، فقد يشجع ترامب الآن ولي العهد السعودي على الترويج لاتفاق مع إسرائيل لتطهير نفسه من قضية خاشقجي، ومن ثم فإن الزيارة الإسرائيلية إلى عُمان جزء من العملية. ولكن عليك توخي الحذر الشديد عندما تترك خيالك تتحدث”.

بواسطة |2018-10-30T18:46:15+02:00الأحد - 28 أكتوبر 2018 - 7:00 م|الوسوم: , , , , |
اذهب إلى الأعلى