بلجيكا توقف بيع أسلحة للسعودية.. تعرَّف على السبب

 

أوقف مجلس الدولة البلجيكي، صفقة عسكرية تم توقيعها في سنة 2017 -عبارة عن 7 تراخيص تصدير أسلحة خفيفة أوتوماتيكية بقيمة 153 مليون يورو- للمملكة العربية السعودية.

ويأتي هذا القرار بعد التحركات التي قامت بها الرابطة البلجيكية للدفاع عن حقوق الإنسان أمام مجلس الدولة البلجيكي، من أجل إلغاء الصفقة للإنتهاكات التي تقوم بها السعودية في حربها باليمن.

ومنذ عام 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا، بطلب من الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي”، للتصدي للانقلاب الذي قام به “الحوثيون”، المدعومون من إيران، في عام 2014، واستولوا من خلاله على مفاصل الدولة.

وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وفي السنوات الماضية، حذرت “الأمم المتحدة” مرارا من ارتكاب أطراف النزاع في اليمن بما فيها “التحالف العربي”، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خاصة استهداف المدنيين والمنشآت العامة بالغارات الجوية.

بواسطة |2018-09-17T20:04:00+02:00الإثنين - 17 سبتمبر 2018 - 8:04 م|الوسوم: , |

الأمور تتفلت من تحت يدي “ترامب”.. كيف يحدث هذا ؟!

العدسة – ياسين وجدي:

يوم بعد يوم ، تظهر مؤشرات لمزيد من القلق من الفوضى كالتي اظهرها الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي تجاه حليفه الرئيس الامريكي دونالد ترامب عندما سأله عن حقيقة عزله وتقويض بقاءه، بشكل بات واضحا للمراقبين أن الأمور تتفلت من تحت يدي ترامب.

“العدسة” يتتبع المؤشرات التي تتوالى من بلاد العم سام ، والتي تؤكد أنه لو لم يكن في الإمكان الاطاحة بترامب في وقت قريب ، فإنه في الامكان الاطاحة بسمعته وتقويض قراراته في كل مكان.

ملاحقة مهينة !

في المشهد الأول ، يقف روبرت مولر المحقق الخاص المكلف من قبل وزارة العدل الأمريكية للتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، فالرجل لا يكف بحسب مراقبين عن ملاحقة ترامب وهز ثقة الرأي العام فيه بصورة متتالية وقاسية ، وآخرها عندما في استقطاب بول مانافورت المدير السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أقر بالذنب الجمعة أمام محكمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، في اتهامه بالتآمر على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تهمة التآمر لإعاقة العدالة.

 

المتحدث باسم مكتب المحقق الخاص بيتر كار قال إن مولر غير عريضة اتهام مانافورت بعدما وافق الأخير على اتفاق إقرار بالذنب مقابل تخفيض العقوبة، وذلك لتجنب محاكمته للمرة الثانية، في انتصار جديد على ترامب بعد أن أقر مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق له بأن ترامب أصدر تعليمات له بارتكاب جريمة بترتيب مدفوعات قبل انتخابات الرئاسة عام 2016 لشراء صمت امرأتين تزعمان أنهما أقامتا علاقات جنسية مع ترامب وهو ما يزيد من من احتمال أن يبدأ الديمقراطيون تحقيقات مساءلة إذا سيطروا على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي.

أعوان ترامب ، يتخلون عنه رجلا تلو الآخر ، كما هو واضح ، فريتشارد جيتس المستشار السابق في الحملة الانتخابية لترامب ، أقر هو الآخر بالتآمر على الولايات المتحدة والإدلاء بشهادة كاذبة، ووافق على التعاون “الكامل في كل الجوانب” مع التحقيق الجاري بشأن التدخل الروسي ، كما اعترف مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق وأحد مستشاري ترامب المقربين جدا وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابيةبالكذب في شهادته أمام مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اجتماعاته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك، ولحق جورج بابادوبولوس بفريق المتخلين عن ترامب ، وهو أخطر من في المجموعة بحكم أنه مستشار سابق في حملة ترامب الانتخابية، وأول من اعترف بالكذب على مكتب التحقيقات الفدرالى حول اتصالاته مع الروس.

ترامب لم يُخف مرارا امتعاضه من عمل المحقق الخاص روبرت مولر، لكنه مضى مؤخرا إلى أبعد من ذلك، وكشف عن مخاوفه منه ، إذ طلب من وزير العدل وقف التحقيقات بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 بزعم نفيه أنه تآمر مع موسكو، ووصف مرارا تحقيق مولر بأنه يشبه “مطاردة للساحرات”، أي لا طائل منه، ولكن يبدو أن الأمور تفلتت من ترامب ولا طائل من طلباته لوزير العدل وفق ما يرى كثيرون، فالديمقراطيون في الانتظار بانتخابات الكونغرس النصفية التي تجري في نوفمبر المقبل.

كيري و إيران

في تحد مهين لترامب ، انطلق وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، في نفس قطار تقويض ترامب وسياسياته ، وعقد لقاءات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في اجراء دفع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى التوتر الواضح والتصريح بعنف  قائلا : “ما فعله الوزير كيري غير لائق وغير مسبوق”.

بومبيو تحدث بغضب الذي يستشعر سحب البساط من تحت اقدام البيت الابيض في مواجهة ايران واظهار امريكا منقسمة ، وكانت كلماته واضحة لا تحتمل اللبس عندما قال :”ما كان يجب على كيري أن يشارك في هذا النوع من السلوك” ، وكشف بومبيو ، عن تدهور أمور ترامب وإدراته لدرجة غير مسبوقة ،  مضيفا : ”هذا وزير سابق للخارجية يتواصل مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم .. كان يتحدث معهم… كان يقول لهم أن ينتظروا إلى أن ترحل هذه الإدارة. لا يمكن أن تجد سابقة لمثل هذا الأمر في التاريخ الأمريكي“.

 

انتقاد بومبيو لكيري بعد يوم من اتهام ترامب له في تغريدة ”بعقد اجتماعات غير مشروعة مع النظام الإيراني العدو“، لكن كيري قلب الطاولة بطريقة الواثق من انفلات الأمور من تحدي يدي ترامب عاجلا أو آجلا ، قائلا في مقابلة إذاعية مع محطة فوكس نيوز : “السيد الرئيس، يجب أن تكون أكثر قلقا بشأن لقاء بول مانافورت مع روبرت مولر من اجتماعي مع وزير خارجية إيران” وذهب متحدث باسم كيري في بيان إلى تشديد الهجوم فأضاف أن “ما هو غير لائق وغير مسبوق هو اختطاف منصة وزارة الخارجية من أجل مسرحيات سياسية”.

شواهد وشهادات !

الكتب باتت سلاح جديد في يد خصوم ترامب ، والتي كشفت في سلسلة خطيرة من الأسرار احساس ترامب وحلفاءه بانفلات الأمور من بين يديه وشواهد ذلك ، وتصدر بورصة الكتب كتاب الصحفي بوب وودورد (الخوف: ترامب في البيت الأبيض) والذي انتشر بحسب قناة سكاي نيوز الامريكية “انتشار النار في الهشيم” ، متناولا كواليس قيادة ترامب الفاشلة للبيت الأبيض، وكيف أنه “رئيس جاهل وغير أمين”.

 

مايكل وولف مؤلف كتاب “نار وغضب” توقع أن يضع مضمون هذا الكتاب نهاية لعهد ترامب في سدة الرئاسة، مؤكدا أن كتابه يعزز الاعتقاد السائد بأن ترمب غير مؤهل لمنصبه، وأن معظم الناس باتوا يشيرون إلى هذه الخلاصة، حيث بات “كل المحيطين بترامب يتساءلون عن قدرته على الحكم، ويقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعا، وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله”.

كتاب “المعتوه” الذي ألفته أوماروسا نيومان المساعدة السابقة في البيت الأبيض عن تفاصيل تجربتها أثناء عملها لمدة عام مع الرئيس دونالد ترامب ، وتمكن من احتلال المركز الأول في قائمة أعلى الكتب مبيعا في الولايات المتحدة، يكشف تفاصيل مهمة في كيفية انفلات الأمور من ترامب ، حيث أبرزت  شواهد تشير إلى حالات ”نسيان وإحباط“، مؤكدة أنه ”لا يمكن إنكار تراجع قدراته العقلية“، وهو ما دفع ترامب إلى وصف نيومان بالفاظ غير لائقة منها أنها ”كلبة“ و“مجنونة“ و“وضيعة“!!.

أحاديث موجعة !

كل ذلك وغيره ، من الاحاديث التي بات يصف ترامب أمثالها بأنها موجعة ، يصب في صالح اصرار ما يسميه المراقبون الدولة العميقة بالولايات المتحدة على اظهار ترامب بمظهر الفاشل والعاجز ، وهو ما ترجمه حرفيا ستيف بانون كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية لرويترز بقوله : إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه “انقلابا”.

بانون إنه الذي استقال من منصبه صرح وقتها بأن ”المؤسسة الجمهورية تتطلع لإبطال انتخابات 2016 وتحييد ترامب” وأن ” هناك عصبة من الشخصيات في المؤسسة الجمهورية تعتقد أن ترامب غير مؤهل لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة”، مؤكدا أنه ليست “دولة عميقة” وفقط ، إنها “دولة ظاهرة”.

 

خصوم ترامب في المعسكر الديمقراطي ، يستشعرون بوضوح الازمة التي يحياها ترامب ، وهو ما ابرزه السناتور الديمقراطي باتريك ليهي في بيان تعليقا له على اداء ترامب بقوله : ” هناك أمثلة لا تحصى تخلق عدم استقرار غير هين يضر بالشعب وبمنصب الرئاسة في كل شيء تقريبا”، وهو ما يؤكد أن الديمقراطيين في انتظار اسدال الستار بأي صورة على غريمهم الاهوج كما يصفه معارضوه وبعض مساعديه السابقين.

حلفاء ترامب أيضا يشعرون بقلق من انفلات ابدي للأمور في البيت الابيض ، ونقل ترامب عن أن السيسي عبّر عن قلقه بشأن التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص الأميركي روبرت مولر، وسأله عما إذا كان سيبقى في الرئاسة، وأضاف أن السيسي قال إنه قد يحتاجه ليسدي له خدمة، وهو ما اعتبره ترامب كلام موجعا وضربا تحت الحزام .

 

 

 

 

 

بواسطة |2018-09-16T17:19:43+02:00الأحد - 16 سبتمبر 2018 - 8:00 م|الوسوم: |

الثلاثاء المقبل.. استئناف الرحلات الطبية من مطار صنعاء اليمني

 

وقعت وزارة الخارجية اليمنية الخاضعة لجماعة أنصار الله “الحوثيين” على مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة، أمس “السبت” 15 سبتمبر، لإنشاء جسر جوي لنقل المرضى من ذوي الحالات الحرجة إلى خارج البلاد، وذلك حسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

وتشمل المذكرة، تمكين النقل الطبي من مطار صنعاء للمرضى ذوي الحالات الحرجة لتلقي العلاج بالخارج، عبر رحلات مبرمجة تابعة للأمم المتحدة لمدة ستة أشهر ابتداء من 18 سبتمبر الحالي.

وأغلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية منذ أغسطس2016، وتسبب الإغلاق بتفاقم الوضع الإنساني، ووفاة الآلاف من المرضى.

ومنذ عام 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا، بطلب من الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي”، للتصدي للانقلاب الذي قام به “الحوثيون”، المدعومون من إيران، في عام 2014، واستولوا من خلاله على مفاصل الدولة.

وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وفي السنوات الماضية، حذرت “الأمم المتحدة” مرارا من ارتكاب أطراف النزاع في اليمن بما فيها “التحالف العربي”، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خاصة استهداف المدنيين والمنشآت العامة بالغارات الجوية.

بواسطة |2018-09-16T16:09:36+02:00الأحد - 16 سبتمبر 2018 - 4:09 م|الوسوم: |

“ظريف” يهدد واشنطن.. ماذا قال؟

 

قال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، إن “زيادة معدل تخصيب اليورانيوم، يندرج بين خياراتها المطروحة، للتعامل مع الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي”.

ويعني زيادة إيران لمعدلات تخصيب اليورانيوم تقويض الاتفاق النووي بشكل كامل.

ونفى “ظريف”، في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، وجود أي نية لدى طهران للتفاوض مع واشنطن في الوقت الراهن.

ودعا وزير الخارجية الإيراني الاتحاد الأوربي لإحباط العقوبات الأمريكية على طهران، وذلك من خلال معاقبة الشركات الأوروبية التي انسحبت من إيران بسبب هذه العقوبات.

يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت على نحو أحادي من الاتفاق النووي الدولي، الذي يحد من توسع إيران في قدراتها النووية على نحو قابل للمراجعة.

ورغم التزام إيران بالاتفاق النووي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مجددا على طهران في أغسطس الماضي، وهددت على مستوى العالم كل من يخالف هذه العقوبات.

كما قررت الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات تستهدف قطاعي الطاقة والمالي الإيرانيين، ويبدأ تطبيقها في الرابع من نوفمبر المقبل.

وفي المقابل، يتمسك الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين بالاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران في عام 2015.

بواسطة |2018-09-15T22:09:03+02:00السبت - 15 سبتمبر 2018 - 10:09 م|الوسوم: |

خبراء كارينجي:” ترامب” فوضوي و”الانتخابات” قد تدفعه للتهور!

العدسة- ياسين وجدي:

في تقدير موقف لخبراء مركز كارينجي للدراسات في الشرق الأوسط حول كيف تأثير أزمات دونالد ترامب المحلية على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ذهب الخبراء إلى أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب اثر سلبا على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وأنتج مشهد يحكمه القلق والخلل والفوضى والنزوات الشخصية وهو ما يعد تهديدا جسيما خاصة أن الانتخابات المقبلة قد تدفعه للتهور .

خلل كبير

آرون ديفيد ميلر نائب رئيس المبادرات الجديدة، ومدير برنامج الشرق الأوسط في مركز وودرو ويلسون الدولي للأبحاث في واشنطن العاصمة والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية للمفاوضات العربية- الإسرائيلية (1988- 2003)، يلفت الانتباه في التقدير الذي وصل “العدسة”  إلى ريتشارد نيسكون وما حدث معه ليوضح الموقف الحالي لدونالد ترامب.

 

ملير يرى أن نيسكون بعد أن وجد نفسه غارقاً أكثر فأكثر في مشاكل فضيحة ووترغيت، شعر بأنه مُجبر على إثبات أن أميركا لازالت قادرة على استعراض سطوتها في الخارج، وبين العامين 1973 و1974، وبفضل الجهود التي بذلها أساساً وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر، لم تتمكّن الولايات المتحدة من إدارة الأزمة الخطيرة التي اندلعت عقب حرب العام 1973 بين العرب وإسرائيل وحسب، بما في ذلك التوترات الشديدة مع موسكو، بل وضعت أيضاً حجر الأساس لما أصبح في مابعد عملية السلام المصرية- الإسرائيلية.

وأوضح أن المفارقة هنا أن دونالد ترامب ليس نيكسون، ومايك بومبيو ليس كيسنجر، كما أن عدد الحروب القائمة التي يمكن التوسّط فيها والأزمات التي يمكن حلّها بسرعة ضئيل جداً، ولايمكن للمشاكل المحلية التي يواجهها ترامب سوى أن تصرف انتباهه عن تطوير سياسة خارجية متماسكة، أو التعامل مع أزمة طارئة.

وأشار ميلر إلى أن هذا الخلل في السياسة الخارجية – أي استبدال وزيرين للخارجية، وثلاثة مستشارين للأمن القومي خلال عام ونصف العام – كان واضحاً وضوح الشمس منذ بداية إدارته، ومن المستبعد أن يتغيّر هذا الوضع الآن.

وأضاف أن ثلاثة مؤثّرات رسميت معالم السياسات الخارجية لترامب منذ العام 2016 وهي: الوفاء بالتزامات حملته الانتخابية، وتلبية الاحتياجات النفسية لقاعدته؛ وعكس سياسات الرئيس السابق باراك أوباما؛ وفرض نزواته الشخصية ومايكره ويفضّل على عملية السياسة الخارجية، وعلى الرغم من التأثير العرضي لمستشاريه والتدخلات التي يفرضها الواقع (مثل إبقاء القوات الأميركية في سورية، والمحافظة على اتفاقية النافتا)، من المرجّح أن يواصل القيام بذلك.

ورجح ميلر أن تتمخّض مشاكل ترامب السياسية عن مفاجأة كبيرة من نوع ما في أكتوبر خلال الفترة التي تسبق الانتخابات النصفية – مثل اندلاع حرب محدودة مع إيران، أو تنفيذ المزيد من الهجمات المدمّرة على سورية إذا ما استُخدمت الأسلحة الكيميائية ضدّ المتمردين في إدلب، أو عقد قمة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني أو رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون سيكون من شأن أي منها احتلال العناوين الرئيسة، وصرف الانتباه عن الحقائق البيّنة، ومقالات الرأي الغُفل، والتحقيقات المتعلقة بالإعاقة والتواطؤ.

 

 

 

وأضاف أنه لايمكن استبعاد أي احتمال، لكن الجزء الأكبر مما سبق مُستبعد حصوله، ويُعزى ذلك إلى حدّ كبير إلى أن ترامب، ومثله مثل أوباما، يميل إلى العزوف بشكل كبير عن المخاطرة عندما يتعلق الأمر باستخدام القوة العسكرية، إذن سيبقى كل شيء على الأرجح على حاله: خلل وفوضى في السياسة الخارجية إلى جانب تنامي المخاوف المحلية.

معاداة أوباما

أما جوزيف باحوط الخبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فيرى أن ثلاثة من المحرّكات الكامنة لسياسات الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط تضرب جذورها في السياسات الأميركية الداخلية والمحن التي تمر بها الولايات المتحدة.

 

أول هذه المحددات هي التي تجعل ترامب يتصرف انطلاقاً من “ضرورة معاداة أوباما”، مايدفعه بشكلٍ منهجي إلى أن يتّبع مساراً معاكساً للمسار الذي سلكه خلفه، وتجلّى هذا الأمر على المستوى الإقليمي من خلال حوافزه للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وما ساعده في اتّخاذ هذا القرار، هو أن الانسحاب من الاتفاق كان المسألة التي وحّدت مختلف أقطاب الحزب الجمهوري، في خضمّ الانقسامات الكبيرة التي تشهدها الولايات المتحدة.

مقاربة “أميركا أولاً” التي ينتهجها ترامب، هي المحدد الثاني وماتنطوي عليه من نزعة شعبوية، موضحا أن ترامب حين أعلن مبدأ مناهضة إيران شجّع دول الخليج، ومنحها الشعور بأنها تملك حرية تصرّف مُطلقة في الحرب على اليمن، إلا أن فكرة جعل القوى الإقليمية تدفع أكلاف إجراءات الدفاع عن نفسها، انعكست حتى الآن على شكل صفقة أسلحة مُربحة أبرمتها واشنطن مع المملكة العربية السعودية كانت أشبه بـ”صفقة قرن خاصة بالأسلحة”، بغضّ النظر عمّا ستؤول إليه “صفقة القرن” بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأشار جوزيف باحوط إلى أن قضية روسيا التي أدّت إلى فتح تحقيق في الولايات المتحدة بشأن التواطؤ المُحتمل بين موسكو وحملة ترامب الرئاسية، باتت أحد محن ترامب ، حيث عمد الرئيس الامريكي فعلياً إلى وضع الملف السوري في عهدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو أيضاً إلى تسليم شؤون مصر إلى روسيا، إلا أن المحرّك نفسه دفعه، وهنا المفارقة، إلى التصدّي لتهم التواطؤ، من خلال إبداء صلابة في الموقف – وتجسّد ذلك على سبيل المثال من خلال قصف قوات تابعة لنظام الأسد أو قتل مجموعة من المرتزقة الروس في مايو الماضي.

 

الأخطر في ظل رئاسة ترامب التي ينظر إليها المراقبون بحسب باحوط على أنها متقلّبة أو قصيرة الأجل، هو أن يسعى الأفرقاء الإقليميون إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على وجه السرعة، من خلال اتّخاذ خطوات جريئة وفرض الأمر الواقع، قبل أن تتغيّر الإدارة الأميركية، وهو ما يفاقم الوضع المتقلّب الذي صنعه الرئيس الأميركي بنفسه.

ضربة للحشد !

من جانبه يرى ديفيد ماك الخبير في معهد الشرق الأوسط، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وسفير الولايات المتحدة لدى الإمارات العربية المتحدة سابقاً أن مقاربة الرئيس دونالد ترامب تستند تجاه مختلف المسائل بشكل شبه كامل إلى صيته في أوساط الرأي العام الأميركي، وغالباً مايضعه ذلك على طرفي نقيض مع رؤى كبار مستشاري الأمن القومي الأميركي، ناهيك عن النصائح المدروسة الدقيقة من عناصر الاستخبارات الأميركية، أو تلك الناتجة عن إجماع في صفوف الخبراء الأميركيين، مرجحا أنه في ظل الضغوط القانونية ومع اقتراب موعد انتخابات الكونغرس، قد تروق لاعتداد ترامب بنفسه كقائد حازم فكرة شنّ ضربة عسكرية سريعة (ضد القوات الإيرانية في سورية) لحشد دعم الناخبين.

 

وأضاف أن الرئيس يعتقد أن لديه حدساً لايُخطئ في شؤون السياسة الخارجية وشجونها، كما أنه مقتنع بموهبته في خوض مفاوضات مباشرة مع القادة الدوليين، وبأنه قادر على تحقيق النتائج التي ستكسبه تأييداً شعبياً في صفوف الأميركيين، ويُضاف إلى ذلك أن رؤيته الاستراتيجية أقرب إلى منطق العديد من القادة التوتاليتاريين أو حتى إلى الأنظمة المَلَكية المُطلقة، يومَ كانت العلاقات الدولية تتم بين قادة الدول أو بين الأسر الحاكمة فيها، التأييد الشعبي في هذه الحالة أمرٌ مُسلَّم به، كما أن القادة الدوليين الذين يفضّلهم ترامب هم في الغالب “رجال أقوياء” يحكمون سيطرتهم على مواطنيهم، إما بالقوة أم بالدهاء السياسي.

تحديات محلية

وفي المقابل يؤكد نيكولاس أي. هيراس الخبير في في شؤون أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، أنه لاتؤثّر التحديات المحلية التي يواجهها الرئيس دونالد ترامب – على غرار تحقيق مولر ومعدلات تأييده المتراجعة في استطلاعات الرأي – كثيراً على سياسات الشرق الأوسط.

 

وأضاف أن مقاربة “أميركا أولاً” التي انتهجتها ترامب في مايتعلق بالعلاقات الدولية، والتي تحظى أيضاً بشعبية في قواعده المحلية، يتمّ تطبيقها على أرض الواقع في الشرق الأوسط، و”أميركا أولاً” تعني العمل من خلال الشركاء المحليين وتمكينهم لتحمّل عبء المحافظة على سلامة منطقتهم وأمنها وهذا مايحدث الآن بالفعل، وخير دليل على ذلك يتمثّل في مدى فعاليّة الشراكة التي تجمع الأميركيين والإماراتيين في اليمن، ودعم الولايات المتحدة للسيادة البحرية الناشئة التي تبنيها الإمارات العربية المتحدة من خلال سيطرتها على مدن ساحلية في اليمن والقرن الأفريقي، ومع اقتراب موعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، يجب أن يكون ترامب سعيداً لأن سياساته الشرق أوسطية ليست قضية سياسية خلافية يمكن أن يستخدمها خصومه ضدّ الجمهوريين، وفق رأيه.

بواسطة |2018-09-15T15:58:10+02:00السبت - 15 سبتمبر 2018 - 8:00 م|الوسوم: |

مقتل 3 جنود سعوديين بمواجهات مع “الحوثيين”

 

قتل ثلاثة جنود سعوديين، أمس “الجمعة”، في مواجهات مع جماعة أنصار الله بالمين “الحوثيين” في الحد الجنوبي للمملكة، وذلك بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان التحالف العربي مقتل طيار سعودي ومساعده جراء سقوط مروحيتهما خلال عملية في محافظة المهرة شرقي اليمن.

وأرجع المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن العقيد “تركي المالكي” سبب الحادث إلى خلل فني في المروحية.

ومنذ عام 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا، بطلب من الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي”، للتصدي للانقلاب الذي قام به “الحوثيون”، المدعومون من إيران، في عام 2014، واستولوا من خلاله على مفاصل الدولة.

وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وفي السنوات الماضية، حذرت “الأمم المتحدة” مرارا من ارتكاب أطراف النزاع في اليمن بما فيها “التحالف العربي”، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خاصة استهداف المدنيين والمنشآت العامة بالغارات الجوية.

بواسطة |2018-09-15T14:38:40+02:00السبت - 15 سبتمبر 2018 - 2:38 م|الوسوم: |

ثالوث الانهيار.. سعودية “بن سلمان”: خليط من “إسرائيل” والجنس والمعاناة الاقتصادية

العدسة – ياسين وجدي:

“إسرائيل” و”الجنس” و”المعاناة الاقتصادية” ثالوث خطير بات يشكل ملامح المملكة العربية السعودية في نسختها الجديدة ، وهو ثالوث يؤسس له بطريقة ممنهجة من فريق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأحيانا يكون سببا فيه.

“العدسة” وفق شهادات ومراقبين ومحلليين باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى أن المملكة في طريقها للانهيار أو الاطاحة بالملك ونجله أيهما أقرب لمتواليات الأحداث.

مملكة “إسرائيل”

ديفيد بولوك الخبير البارز في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني ، المقرب من دوائر صنع القرار في واشنطن أكد بناء على ملاحظاته ميدانية في زيارة مؤخرا للمملكة وجود تحولات معينة في سلوكيات على الأقل بعض الشخصيات السعودية ذات النفوذ تجاه “إسرائيل”، وتجاه اليهود على نطاق أوسع، مشيرا الي أن الخوف السعودي من نفوذ إيران المتزايد والانزعاج من التخاذل الأمريكي بشأنه في السابق ولد تغيرًا فعليًا وإيجابيًا في رأي عدد كبير من السعوديين تجاه إسرائيل.

وعدد بولوك ملاحظاته منها على خلال مؤتمر في الرياض تمحور حول الأزمة السورية، أشرتُ إلى أنّ إسرائيل تتشارك مصلحة بعض الدول العربية في الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وهي تترجم ذلك فعليًا على أرض الواقع. وقد وافق معظم المشاركين السعوديين على ذلك، بمن فيهم عضوين من مجلس الشورى (وهو المجلس الاستشاري لحكومة المملكة العربية السعودية) من خلال الإيماء برؤوسهم، وأعرب لي بعضهم في ما بعد عن دعمهم الشخصي لهذا الاقتراح الذي كان في السابق من المحرّمات.

وأضاف أن معظم الباحثين السعوديين الذين تحدث معهم، وخصوصًا جيل الشباب، لديهم اليوم رأي مغاير قليلًا تجاه إسرائيل، إذ ينظرون إليها من خلال منظور براغماتي نسبيًا عوضًا عن منظور إيديولوجي أو إسلامي، وبرزت وجهات النظر المتغيرة تجاه هذه المسألة أيضًا في التصريحات الرسمية السعودية والإعلام السعودي مؤخرًا، مع بعض المد والجزر الظاهر في السلوكيات المقبولة علنًا تجاه إسرائيل .

وكشف نقلا عن مدراء تنفيذيون إعلاميون ومفكرون عامون سعوديون آخرون في لقاءاتٍ خاصة،أن السلوكيات المناهضة لإسرائيل الراسخة والمتغيرة بشدة ستستغرق بعض الوقت، بما أن التعاطف الشعبي الكبير مع الفلسطينيين ما زال قائمًا.

ما قاله مندوب المركز البحثي الأمريكي هو تصديق وفق ما هو مرصود لما أعلنه أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في حواره  مع مجلة “ذي اتلانتيك” الأمريكية من أن بلاده تتقاسم المصالح مع إسرائيل، لافتا إلى أنه حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فإنه سيكون “الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي”.

الجنس

حملات متتالية ومقاطع فيديو تتعامل مع جسد المرأة من زواية الجنس ، يتم تدوالها بطريقها ممنهجة وفق مراقبين وناشطين ، وآخرها فيديو انتشار لـ “​شابة سعودية​ ” وهي تخلع ملابسها وتتعرى أمام الكاميرا بشكل جنوني على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تداوله تحت عنوان “موظفة تتعرى أمام الكاميرات” ليصبح الاكثر مشاهدة ، وهو انتشار لاقى تغطية واسعة من المواقع المحسوبة على النظام السعودي ولم يصدر بشأنه تصريحا كعادة المسئولين السعوديين في مثل تلك المواقف بالتزامن مع حملات لحرق النقاب.

الكاتبة سارا آل الشيخ حذرت من أن “اللعبة الجديدة هي الانحلال الممنهج بالنقاب، وسواءً كانَ الأمرُ صدفةً  أم مقصوداً..لم نرَ مثل هذه المقاطع قبل الحقوقيات، ولن نراها بوجود الحزم القاطع إذا طبقنا النظام، كيف لهؤلاء الجهلة أن يتمردوا رغم كل القوانين، إلا إذا كانوا مدعومين أو مغرر بهم؟”، كما أبدى نشطاء على موقع تويتر غضبهم مما يحدث ، مؤكدين أنه يشكل خطة ممنهجة لنشر الانحلال في المجتمع السعودي.

مراقبون يرون أن هناك فئة في السعودية تبدو سعيدة بقطار التغيير المنطلق، آملين أن يساعد على جلب ملذات كانت تحتاج إلى السفر إليها، فإذا بقائد الإصلاح ينشئ هيئة عامة للترفيه تأتي بها لتصبح في متناول الراغبين، وفي الوقت ذاته جرى تهميش “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ذات النفوذ القوي في المجتمع منذ سنوات طويلة.

وفي تقرير لمعهد واشنطن للدراسات في الشرق الأدني حمل عنوان ” التغييرات السعودية تحت المجهر: أسبوع من المفاجآت” أكد أن المملكة تتيح ، بل وتشجع، التوسع في منح بعض الحريات الشخصية، بينما تظل الحرية السياسية منعدمة تحت شعار  “التحرر بدون الديمقراطية.”

وتحت عنوان ” تليين الصور النمطية الجنسية إلى حد ما” تطرق التقرير إلى ما أسماه “سهولة  مع الجنس الآخر”، وقال محرر التقرير : قد فوجئت حينما أنهت إحداهن حديثها معي بضحكة وغمزة واضحة من وراء النقاب بتعليق: “وبالمناسبة، تعجبني ربطة العنق التي ترتديها!”، وترك إحدى السيدات في مجموعتنا الصغيرة شعرها مكشوفًا بحرية من دون حتى أي غطاء للرأس، كما أن هناك في بعض المجموعات المعينة، نزعة متنامية لتقبل مجتمع المثليين”.

التليفزيون السعودي الرسمي، في هذا الاطار استضاف المغنية والراقصة الاستعراضية اللبنانية «ليلى إسكندر»، التي لها مشاهد من إحدى أغانيها، تظهر شبه عارية مع إيحاءات جنسية واضحة، ليكون الجنس الآلة الجنهمية التي تسير علنا بكل وضوح.

الانهيار الاقتصادي

الرئيس التنفيذي لصناديق التحوط “بوينت ستيت كابيتول”، زاك شرايبر، أحد الأشباح التي تلاحق مملكة محمد بن سلمان ، فالرجل ذات سمعة اقتصادية كبيرة وتوقعه لازال له صدى بحدوث كارثة مالية وشيكة في المملكة العربية السعودية خلال عامي 2018 و2019 .

الرجل  بحسب موقع سي ان ان باللغة العربية جاءت توقعاته الاولى بانحدار أسعار النفط، في محلها، ويعتبر أحد الذين يستمع إليهم الناس ، وقال في مؤتمر الاستثمار “سون” السنوي الـ21، في العام 2016 : “أمام السعودية عامين أو ثلاثة قبل أن ترتطم بالجدار،” متوقعا أن المملكة ستواجه “إفلاسا هيكليا” لأنها تواجه تهديدات مزدوجة من التزامات الإنفاق الضخمة والنفط الرخيص، وعلق “لا عجب أنها يستدينون بمبالغ ضخمة.

هذا التوقع الملفت للانتباه يضاف الى التوقعات التي أطلقها بنك أوف أميركا ميريل لينش بأن  السعودية ستتصدر قائمة إصدارات أدوات الدين السيادية عالميا للعام الجاري، كما عزت مجلة أويل برايس الأمريكية تداعيات الوضع الاقتصادي في السعودية لسبب إعتماده على عائدات النفط ووصفت ذلك بالقول إن المملكة أصبحت وكأنها تقف على برميل من البارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة.

هذه التوقعات لها صدى واقعي، حيث تقود المعاناة الاقتصادية  المملكة بحسب المراقبين إلى انهيار حتمي يحدد موعده عوامل أخرى ، وقد أثارت موافقة مجلس الوزراء السعودي في فبراير 2018  على اعتماد “قانون الإفلاس”، مؤشرات تتحدث  عن انذار بوضع اقتصادي خطير قد تضطر معه مئات الشركات العاملة في السوق السعودية للإعلان عن إفلاسها، وفقا لخبراء اقتصاديين فإن لجوء المملكة لإقرار “نظام الإفلاس” جاء بسبب شعور السلطة الحاكمة في الرياض أن السعودية لا تسير على الخطوات الاقتصادية الصحيحة، وأن اقتصاد الدولة مهدد بالانهيار، وأن المملكة على حافة الإفلاس بالفعل، وذلك بسبب انخفاض عوائد النفط، والعجوزات الكبيرة في ميزانيتها، وتراجع الاحتياطات بسبب الهدر المالي، والتورط في حروب اليمن وسوريا والعراق.

الإنكماش الاقتصادي السعودي بلغ ذروته بحسب محلليين اقتصاديين في العامين الماضي والحالي، وفي ظل تراكم الأزمات الكبيرة وجدت  المملكة في الديون والقروض وإعادة التمويل مصدرا لإنقاذ إقتصادها من الإنهيار بعد أن لجأت إلى إعادة تمويل قرض دولي من 10 مليار إلى 16 مليار دولار بزيادة 6 مليار دولار ليصبح أكبر القروض المجمعة يتم تقديمها في الأسواق الناشئة بحسب تقارير صحفية.

وبحسب المراقبين تعد معدلات البطالة المرتفعة بين السعوديين، أحد التحديات المستمرة أمام الحكومة السعودية، فيما تظل أزمة الإنفاق العسكري الضخم في الموازنة في ظل التطورات الجديدة في المنطقة سببا في ضرب الاقتصادي السعودي بالكلية.

وفي السياق نفسه، أوضح مركز بروكينجز الأمريكي، أن السعودية تمر بحالة أشبه بالنار تحت الرماد بسبب زيادة البؤس والاحتياج، خاصة أن غالبية الشعب السعودي هم من فئة الشباب، فضلا عن أن 60% منهم نساء متعلمات، وهو ما يزيد بحسب المعهد نسبة البطالة لأن آليات النظام تعرقل دخول المرأة لسوق العمل. ويؤكد المركز الأمريكي أن هناك تفاوتا كبيرا في الدخول بين السعوديين، فمنهم الأغنياء والأثرياء بدرجة كبيرة، في مقابل ذلك تزداد أعداد الفقراء بصورة أعمق.”

بواسطة |2018-09-14T17:07:45+02:00الجمعة - 14 سبتمبر 2018 - 5:07 م|

“الخوف” يكشف خفايا العلاقة بين “بن سلمان” و”كوشنر”

ترجمة – إبراهيم سمعان

أبرزت صحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية الضوء على خفايا العلاقات السعودية الإسرائيلية، استنادا إلى المعلومات الواردة بالكتاب الجديد للصحفي المخضرم بوب وودوارد عن رئاسة دونالد ترامب.

قالت الصحيفة إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، عمل على تشجيع التحالف بين إسرائيل والسعودية ، في بعض الأحيان ضد نصيحة كبار المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض.

ووفقا لرواية “وودوارد” في كتابه المنشور للتو، والذي حمل عنوان “الخوف”، فإن جهود كوشنر بدأت خلال الأشهر الأولى من إدارة ترامب في أوائل عام 2017.

ويقول “وودوارد” إن صهر الرئيس والمستشار البارز هو  من اقترح أن تشتمل أول رحلة رسمية للرئيس في الخارج على محطتين: السعودية وإسرائيل. وكانت الفكرة هي إرسال رسالة حول التزام الولايات المتحدة بإقامة علاقات أوثق بين الدولتين ، وهما العدوتان الإقليميتان لإيران.

وكتب “وودوارد” أن كوشنر ناقش المسألة مع ديريك هارفي ، وهو كولونيل عسكري متقاعد كان مسؤولاً عن سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي خلال السنة الأولى لترامب كرئيس. وقال هارفي لـ “كوشنر”: “إن اختيار الرياض كأول عاصمة أجنبية سيزورها الرئيس دونالد ترامب “ستلائم تماماً ما نحاول القيام به ، ونؤكد من جديد دعمنا للسعوديين ، وأهدافنا الاستراتيجية في المنطقة”.

ويضيف “وودوارد” أن التفكير كان أن جعل السعودية أول رحلة رئاسية يمكن أن يقطع شوطا طويلا في مجال الإشارة إلى أن إدارة ترامب لديها أولويات جديدة. وقمة في السعودية ستفيد أيضا إسرائيل. كان لدى السعوديين والإسرائيليين ، الذين كانوا أعداء لفترة طويلة لإيران ، علاقات مفتوحة ومهمة في القنوات الخلفية.

بعد أن كتب “وودوارد” أن كوشنر لديه علاقات قوية مع أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية ، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، يصف “وودوارد” خلافًا بين كوشنر ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين حول من هو الشخصية الأكثر أهمية في السعودية.

يدعي “وودوارد” أنه في الوقت الذي يعتقد فيه كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية أن السعودي الأكثر تأثيراً كان ولي العهد آنذاك ، الأمير محمد بن نايف ، فإن كوشنر كان لديه قراءة مختلفة للوضع.

وبحسب كتاب “وودوارد” فإن “كوشنر” أخبر “هارفي” أنه لديه معلومات مهمة وموثوقة مفادها أن مفتاح السعودية هو ولي ولي العهد ، محمد بن سلمان، صاحب الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 31 عاماً . ولم يوافق بعض قادة الاستخبارات في العاصمة على ذلك.

وكتب وودوارد: “كانت الرسالة من بينهم هي أنه من الأفضل أن يكون كوشنر حذراً، وأن الرجل القوي الحقيقي هو  ولي العهد ، محمد بن نايف ، وله الفضل في تفكيك تنظيم القاعدة في المملكة كوزير للداخلية. إن إظهار المحاباة لـبن سلمان الأصغر سنا من شأنه أن يسبب الاحتكاك في العائلة المالكة”.

ولا يحدد وودوارد المصادر الاستخباراتية التي اعتمد عليها “كوشنر” لتقييمه أن سلمان كان أكثر بروزًا من ولي العهد الفعلي ، نايف. ومع ذلك ، فهو يقول إنه ، بناء على اتصالاته الخاصة في الشرق الأوسط ، بما في ذلك الإسرائيليين ، يعتقد هارفي أن كوشنر كان على حق ، فكان بن سلمان هو المستقبل.

ويزعم أن “كوشنر” و”هارفي” دفعا باتجاه عقد قمة كبرى في السعودية خلال زيارة ترامب ، كطريقة لإعادة العلاقات الأمريكية – السعودية إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية ، وأن بن أصبحت نقطة الاتصال الرئيسية لتنظيم وصول الرئيس.

وكتب “وودوارد” أن وزير الدفاع “جيمس ماتيس” كان متشككا بشأن اقتراحات “كوشنر”، وكذلك كان مسؤولان آخران في الإدارة العليا: وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي آنذاك ، إتش آر ماكماستر (الذي كان رئيسًا رسميًا لهارفي) ، وكلاهما ، مثل ماتيس ، لديه خبرة واسعة في العمل في الشرق الأوسط.

وقد حذر تيلرسون ، الذي عمل مع القيادة السعودية خلال سنوات عمله كمدير تنفيذي لشركة إكسون موبيل ، من رغبة كوشنر في التفاوض على عدد من الصفقات الكبيرة مع بن سلمان.

وكتب وودوارد أن تيلرسون يعتقد أيضًا أن التواصل مع بن سلمان يجب أن يؤخذ بعدم اهتمام، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تعمل بجد على قمة ، وفي النهاية ينتهي الأمر بلاشيء.

ويضيف وودوارد أنه لم يوجد من يدعم فكرة عقد قمة في ربيع عام 2017 ، كما كان كوشنر يعرض. لكن كوشنر كان له ما أراد.  بدعم من الرئيس ، وعلى الرغم من اعتراضات كبار المسؤولين الآخرين ، دفع كوشنير لزيارة السعودية.

وكتب “وودوارد”: “عندما بدا الأمر كما لو كانوا قريبين ، فإن كوشنر دعا بن سلمان إلى الولايات المتحدة وأدخله إلى البيت الأبيض. تمت الزيارة في مارس 2017 ، قبل شهرين من رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط”.

ويشير “وودوارد” إلى أن بن سلمان تناول الغداء مع ترامب في غرفة الطعام الرئيسية في البيت الأبيض ، والتي عادة ما تكون مخصصة للاجتماعات بين الرئيس والقادة الأجانب الآخرين.

كتب وودوارد: “انتهك هذا البروتوكول ، وأقلق المسؤولين في وزارة الخارجية والمخابرات المركيزة الأمريكية. الغداء في البيت الأبيض مع الرئيس لنائب ولي العهد من رتبة متوسطة لم يكن من المفترض القيام به”.

بعد شهرين ، وصل ترامب إلى الرياض وانتقل من هناك إلى القدس – مما جعل السعودية وإسرائيل أول محطتين في جولته الخارجية الافتتاحية كرئيس. ووفقًا لنسخة الأحداث التي قام بها “وودوارد”، فإن الأمور جرت بالضبط كما خطط لها “كوشنر”.

واختتم “وودوارد” الفصل حول هذا الموضوع بالإشارة إلى أنه “في الشهر التالي ، عين الملك سلمان ابنه محمد وليا للعهد.

وتبقى الجهود الرامية إلى تقريب إسرائيل من المملكة العربية السعودية هدفاً رئيسياً لفريق “ترامب” للسلام بقيادة كوشنر ، رغم أن المسؤولين السعوديين عبروا مؤخراً عن شكوكهم حول خطة الإدارة الإسرائيلية الفلسطينية للسلام.

وأشار المسؤولون السعوديون إلى فريق السلام الأمريكي بأن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي ، جعل من الصعب على المملكة الضغط على الفلسطينيين لقبول خطة الإدارة.

بواسطة |2018-09-14T15:50:14+02:00الجمعة - 14 سبتمبر 2018 - 3:50 م|الوسوم: , |

لماذا سلحت ومولت إسرائيل معارضين في سوريا؟

إبراهيم سمعان

أُثيرت نظرية المؤامرة الإسرائيلية في كثير من الأحيان من جانب مؤيدي بشار الأسد والمعارضين للنظام السوري، في محاولة لتبرير الفوضى الحالية التي تشهدها البلاد.

ووفقا لمجلة “لوبوان” الفرنسية، من وجهة نظر النظام، إسرائيل تدعم سرا معارضين للرئيس السوري من أجل سقوطه وزعزعة استقرار “محور المقاومة” الإيراني السوري في وجه تل أبيب وواشنطن.

في المقابل يرى معارضو الرئيس السوري، أن تل أبيب تفعل كل شيء لبقاء سيد دمشق في السلطة، الذي يعتبر “أفضل الأعداء” فهي تعلم جيدا أنه لن يقلق أبدا إسرائيل.

على الصعيد الرسمي، الموقف الإسرائيلي كان دائما تجنب التدخل في الشؤون السورية، وعلى الرغم من رفض إسرائيل استقبال أي لاجئين، منذ بداية النزاع ، كانت البلاد تقدم “مساعدات إنسانية” للمدنيين السوريين من خلال تزويدهم “بالمنتجات الحيوية”، وفي بعض الأحيان معالجة مئات الجرحى في المستشفيات الميدانية.

هذه المبادرة، التي أطلق عليها اسم عملية ” الجار الحسن”، تم من خلالها إرسال 2637 عبوة من الإمدادات الطبية إلى سوريا عام 2017، و 694 طنا من الطعام ، وعلاج “أكثر من 685 طفلاً” ، بحسب موقع الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني.

” المساعدات الطبية لم تتعلق بالمدنيين فقط، ولكن أيضا المقاتلين الجرحى” كما تقول إيلي كارمون، الباحثة في القضايا الاستراتيجية ومكافحة الإرهاب في مركز متعدد التخصصات هرتسليا (إسرائيل)، مضيفة “كان هذا عملاً إنسانياً، تريد إسرائيل الحفاظ على علاقات جيدة مع السكان المحليين في جنوب سوريا ، وبالتالي ضمان استقرار المنطقة”.

اثنا عشر جماعة معارضة

لكن مجلة ” Foreign Policy” سلطت الضوء على دور إسرائيل في الصراع السوري، فبعد دراسة استقصائية واسعة نُشرت على الموقع الإلكتروني للمجلة، قالت الصحفية إليزابيث تسوركوف، وهي أيضاً باحثة في مركز بحثي لدعم اتخاذ القرار “إن إسرائيل قامت بتسليح وتمويل ما لا يقل عن 12 جماعة متمردة في جنوب سوريا، من عام 2013 إلى يوليو 2018.

 

وبالفعل، في مارس 2015، كشف تقرير لمراقبي الأمم المتحدة بالجولان، موجه إلى مجلس الأمن، وجود “تواصل ” بين إسرائيل ومعارضين سوري في نوفمبر 2014 ومارس 2015.

 

ووفقاً للوثيقة ، فإن “الأفراد المسلحين” عبروا خط وقف إطلاق النار عدة مرات، و “اقتربوا من الحاجز الإسرائيلي، وفي بعض الأحيان كانت هناك مقايضات مع جيش الإسرائيلي.

 

كما أنه في مواجهة هذا العدد الهائل من الجماعات المناوئة لبشار الأسد، التي تغيرت تحالفاتها خلال الصراع، لم تبق إسرائيل متوقفة، إذ يشير تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، إن تل أبيب “قدمت أيضًا الدعم للفصائل المسلحة الجنوبية من 2013 أو 2014، على ما يبدو لمحاولة بناء شراكات محلية وتأمين منطقة عازلة عند حدودها”.

وبناءً على عشرين شهادة تم جمعها من قادة ومقاتلي هذه الفصائل، فإن السياسة الخارجية تذهب إلى أبعد من ذلك وتدعي أن المساعدات الإسرائيلية كانت موجهة لجماعات تعمل في مدن القنيطرة ودرعا والمناطق جنوب دمشق.

وتقول “Foreign Policy ” إن المساعدات كانت تتكون من إمدادات بنادق هجومية أميركية من طراز M16 وبنادق آلية ومدافع هاون وسيارات نقل.

وباستخدام نفس القنوات المخصصة للمساعدات الإنسانية، تم إرسال الأسلحة إلى سوريا عبر ثلاث نقاط عبور تقع في مرتفعات الجولان (تحتلها إسرائيل منذ عام 1967). بالإضافة إلى الأسلحة ، حصل بعض المقاتلين أيضاً على راتب قدره 75 دولاراً في الشهر ، ومالاً لشراء أسلحة من السوق السوداء السورية.

وتوضح الباحثة إيلي كارمون “كان هدف اسرائيل تقليل الحوادث على حدودها الشمالية” استراتيجية تستخدمها على مدى أربع سنوات، لم تطلق سوى قذائف تحذيرية باتجاه السياج الأمني ​​الإسرائيلي.

كذلك حرصت إسرائيل على مقاومة وجود داعش على حدودها، خلال الغارات الجوية على العديد من القادة المعارضين، وقدمت الدعم الجوي للفصائل المعارضة خلال مواجهتهم هذا التنظيم الإرهابي، مع الحرص على عدم التدخل في شؤونهم خلال مواجهة قوات بشار الأسد.

 

لكن الوضع تغير شيئا فشيئا في جنوب سوريا، فبعد الاستيلاء على مدينة حلب (في ديسمبر 2014) والغوطة الشرقية (في أبريل 2018)، شرع الجيش السوري في إعادة فتح الجزء الجنوبي من البلاد، حيث اندلعت شرارة الثورة في عام 2011، وإلى جانبه، استغلت إيران وميليشياتها الشيعية الفرصة للاستقرار في المنطقة والتقرب من الحدود الإسرائيلية.

 

وتشير كارمون “لقد أثر هذا الواقع الجديد بشكل كبير على الاعتبارات الاستراتيجية الاسرائيلية، لم يعد الأمر يتعلق بقذائف أطلقت عن طريق الخطأ، ولكن من إيران وحزب الله (أعداء إسرائيل) التي كان لا بد من تحييدهما”.

 

وعلى مدى الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، نفذ الجيش الإسرائيلي 200 ضربة ضد إيران وحلفائها حسبما صرح مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس، حيث تم استهداف عشرات من قوافل الأسلحة المتطورة التي كانت متجهة لحزب الله.

بالإضافة إلى هذه الحملة الجوية، زادت إسرائيل بشكل كبير من مساعداتها للجماعات السورية في الجنوب ضد تقدم المليشيات الشيعية، وبعد محادثات كثيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل من روسيا ، الأب الروحي لدمشق، على أن الجيش السوري – وليس الميليشيات الشيعية – هو الذي يستعيد السيطرة على المناطق الواقعة إلى الغرب من درعا ومدينة القنيطرة، وهما منطقتان متاخمتان للجولان المحتل.

ووفقا للاتفاق، يقال إن قوات طهران محتجزة على مسافة لا تقل عن 80 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، وتؤكد إيلي كارمون: “لقد أدركت الحكومة الإسرائيلية أنه دون تدخل عسكري أمريكي، فإن الروس سيتحكمون في قواعد اللعبة بسوريا”.

وبحسب الصحفية إليزابيث تسوركوف، انتهت المساعدات الإسرائيلية في يوليو عندما شن الجيش السوري معركة الجنوب، ولوحدهم وبلا حيلة، في مواجهة القوات الموالية لبشار الأسد على الأرض وسلاح الجو الروسي، لم يكن أمام المعارضين السوريين سوى التوقيع على استسلامهم والتخلي عن أسلحتهم.

وبعد شهر، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي للمرة الأولى بأن الأسد استرد السيطرة على أغلب الأراضي السورية،  وقال افيغدور ليبرمان ” من وجهة نظرنا الوضع في سوريا اصبح هو نفسه كما كان قبل الحرب الأهلية، أي أنه من الواضح أن هناك من يتحدث معه ، وشخص مسؤول، وهناك قوة مركزية”.

بواسطة |2018-09-12T15:48:55+02:00الأربعاء - 12 سبتمبر 2018 - 5:00 م|الوسوم: , |

هل يستطيع عمران خان تخفيف حدة التوتر بين الرياض وطهران؟

إبراهيم سمعان

بعد فترة قصيرة من فوزه في الانتخابات أواخر يوليو الماضي، صرح عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، بأن بلاده مستعدة للعب “دور بناء وإيجابي” لتخفيف التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية.

وقال الباحث في المعهد الفرنسي لدراسات آسيا الوسطى، ومعهد البحوث السياسية في إسلام أباد ديدييه شود في مقال بصحيفة “لوريون لوجور”: عمران خان يمكن أن يجعل من بلاده جسراً دبلوماسياً لا غنى عنه بين البلدين، وذلك بفضل دبلوماسية التوازن بين طهران والرياض، والتي تم التأكيد عليها لسنوات عديدة.

رحب النظام الإيراني بطبيعة الحال بفوز عمران خان، فخلال الحملة الانتخابية، كان هذا الأخير عارض بوضوح المنطق الطائفي في المنطقة في حين أن عشيرة رئيس الوزراء السابق نواز شريف (المخلوع في يوليو 2017 بتهمة الفساد وسجن في وقت لاحق) وشقيقه شهباز أعلن علنا دعمه للسعودية، فيما تحدث رئيس الوزراء الجديد دوما بإيجابية عن إيران.

في الماضي، كان خان على رأس القوى المعارضة للتدخل الباكستاني في حرب اليمن، حيث أراد أن يكون هذا البلد مفاوضاً بدلاً من كونه فاعلا في حرب، وعندما صوت البرلمان إلى حد كبير ضد التدخل العسكري الباكستاني في اليمن عام 2015، اعتب هذا انتصارا كبيرا لخان، وأيضا التعبير عن رغبة واسعة النطاق، في النخب المدنية والعسكرية بباكستان.

عدم السماح لانخراط باكستان في الحملة الأمريكية الإسرائيلية السعودية ضد إيران، جعل حكومة عمران خان تؤكد سعيها في السير نحو التهدئة، وهي بالفعل أخبار جيدة جدا للنظام الإيراني، في ظل القرارات المتشددة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تشير بداية رئيس الوزراء الباكستاني إلى تحسن العلاقات بين طهران وإسلام آباد، فخلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الباكستانية الأسبوع الماضي، أشار وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إلى أن الوضع الأمني ​​على الحدود الإيرانية الباكستانية قد تم تسويته، وهو نقطة حاسمة بالنسبة لطهران في حربها ضد البلوش الانفصاليين، حيث كان هذا الموضوع مصدر توتر بين البلدين منذ بضع سنوات.

 

مفاجأة أخرى جيدة لطهران، بمناسبة هذه الزيارة، دعم الرئيس الجديد للدبلوماسية الباكستانية شاه محمود قريشي إيران في مواجهة الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وفي علامة على رفض السياسة التي يرغب فيها الرئيس ترامب، أعرب عن رغبته في رؤية الجهات الموقعة الأخرى على الاتفاق دعمه بالكامل.

 

والأهم من ذلك بالنسبة لطهران، فقد أظهر عمران خان اهتماما حقيقيا بإعادة إطلاق مشروع “خط أنابيب السلام” بين إيران وباكستان، ومن المتوقع أن يصل في نهاية المطاف إلى الهند، ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا المشروع سيكون قادراً على تحمل ضغط الأمريكيين والسعوديين، لا سيما بعد تأخير تنفيذ هذا المشروع في السنوات السابقة.

 

علاقة مميزة

لكن هذا الاحترار في العلاقات مع إيران، الذي أكده انتخاب عمران خان، لم يكن يعني “انتهاء التحالف”، الذي تخيله بعض المحافظين في طهران، ضد السعودية،  فالروابط بين إسلام آباد والرياض تبقى مهمة جدا.

 

أولاً لأسباب اقتصادية: ما لا يقل عن 2 مليون باكستاني يعملون في المملكة، ويرسلون إلى الوطن 5 مليارات دولار سنوياً، على نطاق أوسع، يمكن أن يكون للدعم السعودي رصيدا كبيرا حيث إن باكستان على حافة أزمة في ميزان المدفوعات.

 

لكن من الخطأ الاعتقاد بأن السعوديين يمكنهم “احتواء” الباكستانيين حسب احتياجاتهم المالية،  بل هو حالة من الاعتماد المتبادل والمصالح المتقاربة الموجودة بين البلدين، فالجيش الباكستاني يبقى أساسياً في تأمين المملكة.

واليوم ، تحتاج السعودية إلى دعم عمران خان لـ “التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب”، الذي تأسس في ديسمبر 2015 ويجمع ما بين أربعين بلداً.

في الوقت الراهن، ينظر إلى هذا التحالف في الغالب على أنه معادٍ للإيرانيين ومعادٍ للشيعة، فالرياض تريد تجنب مثل هذا التلوين الطائفي، وتصر على أن نزاعاتها مع إيران سياسية أكثر منها إيديولوجية، ومع أن باكستان، بلد سني لكن يوجد بها أقلية شيعية قوية نحو خمس سكانها.

 

والأكثر من ذلك عمران خان، الذي يدين بجزء من انتصاره للأقلية الشيعية، هو الضامن الباكستاني الذي كانت الرياض تبحث عنه، فقد أظهر رئيس الوزراء الجديد للسعوديين أن بلاده تريد الحفاظ على العلاقة المتميزة مع المملكة، وذلك من خلال: دعمها في الأزمة الدبلوماسية مع كندا، وكذلك حملة مكافحة الفساد التي اطلقا الأمير محمد بن سلمان.

 

ورغم أن عمران خان يمكن أن يكون الوسيط المثالي بين طهران والرياض، السؤال الذي يطرح نفسه: هل السعوديون والإيرانيون مستعدون للتحدث مع بعضهم البعض وتقديم التنازلات؟ سوف تكون بالضرورة المساعي الباكستانية محدودة إذا كان الطرفان ليس عندهما نية لذلك.

 

 

 

 

 

بواسطة |2018-09-11T15:22:31+02:00الثلاثاء - 11 سبتمبر 2018 - 6:00 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى