هل دخلت قطر في صراع الحرب على موانئ البحر الأحمر؟.. ولماذا؟

العدسة – باسم الشجاعي

مجددًا عاد الحديث عن جزيرة “سواكن” السودانية الواقعة في البحر الأحمر، وخاصة بعد أن أعلنت قطر تمويلها مشروعًا لتأهيل الميناء الواقع شرقي السودان بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي، بعد اتفاق مشترك بين الدولتين، في خطوة على الأرجح ستغضب الرباعي العربي الذي يفرض عليها الحصار.

وبحسب الاتفاق المعلن، “الاثنين” 26 مارس، فمن المقرر أن تنشأ قطر منطقة تجارية حرة في الجزيرة، إضافة إلى أن السفن القطرية ستبدأ اعتبارًا من الشهر المقبل رحلات للسفن من ميناء حمد القطري إلى ميناء سواكن.

وقال وزير النقل والطرق السوداني “مكاوي محمد عوض مكاوي”: إنَّ المشروع القطري السوداني سيكتمل بحلول عام 2020، بتمويل قطري ضخم؛ حيث يحصل السودان على 51% من حصة المشروع، في حين تحصل قطر على 49%، مؤكدًا في الوقت ذاته أنَّ الميناء سيكون أضخم محطة بحرية في منطقة البحر الأحمر.

وتستثمر قطر ما مجموعه 1.5 مليار دولار في السودان عبر 40 مشروعًا زراعيًا وسياحيًا وعقاريًا، وفقًا لبيانات سودانية رسمية.

ويسعى السودان إلى إنعاش اقتصاده الذي تضرَّر كثيرًا منذ انفصال جنوب السودان الغني بالنفط في 2011، الى جانب تداعيات سنوات من العقوبات الأمريكية على الخرطوم.

وتعدّ هذه الخطوة القطرية الثانية من نوعها؛ فقد أعلنت السلطات السودانية، في نوفمبر الماضي، اتفاقًا مع قطر على إنشاء ميناء بمدينة بورتسودان ليكون أكبر ميناء للحاويات على ساحل البحر الأحمر.

الميناء الجديد سيعزّز من وصول قطر إلى ساحل البحر الأحمر، ما يعني تحقيق إنجاز اقتصادي جديد للدوحة، التي تعاني حصارًا تفرضه السعودية والإمارات والبحرين منذ 5 يونيو الماضي، فضلًا عن تواجد استراتيجي أيضًا في الحرب الدائرة على بسط النفوذ على موانئ البحر الأحمر.

فالجزيرة التي تبلغ مساحتها 20 كيلومترًا أصبحت اليوم منطقة صراع إقليمي لما تملكه الجزيرة من موقع استراتيجي، غير البعيد عن السواحل السعودية والمصرية والمهددة لأبوظبي التي تسعى للسيطرة على موانئ المنطقة للتحكم بتجارة الشرق الأوسط.

ضربة للإمارات

خطوة قطر الجديدة في السودان من المؤكد أنها ستزعج الإمارات؛ حيث إن أبوظبي سبق وأن تلقت صفعات متتالية ضربت حلمها بالسيطرة على موانئ المنطقة في مقتل، وذلك بعد أن تم إنهاء عقد موانئ دبي العالمية لتشغيل محطة دوراليه للحاويات في جيبوتي، إضافة  لمنع  شركة موانئ دبي من إدارة واستغلال الموانئ في الأراضي الصومالية.

فدولة الإمارات قد بدأت قبل عدة سنوات مشروعًا سياسيًا تعدَّى حدود الطموح الاقتصادي بكثير، والناظر إلى خريطة الملاحة والموانئ في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي سيلاحظ امتدادًا جيوستراتيجيًا إماراتيًا توزع ما بين اليمن والقرن الإفريقي، لتخلق لنفسها دورًا أشد أهمية وتأثيرًا خارج محيطها الإقليمي الخليجي المليء بالنزاعات ومحاولات السيطرة.

وتريد الإمارات بسط نفوذها في دول الجوار من خلال الدخول في شركات إعلام واقتصاد عالمية، لتستطيع أن تحمي نفسها وأن تتمتع بالحصانة السياسية والاقتصادية لتحميها من الحملات السياسية التي تطالبها بالكفّ عن ملاحقة المعارضين والسماح بنوع من التعددية السياسية والسماح بتأسيس أحزاب ونقابات وما شابه ذلك.

حبس أنفاس سعودي

الأمر لم يقتصر على الإمارات وحسب، بل تأتي قضية سواكن في الوقت الذي تسعى في السعودية بكل قوة لتأمين سواحلها الغربية، وعدم القبول بوجود قوة إقليمية أخرى على الضفة الغربية للبحر الأحمر؛ حيث تمثل الجزيرة أهمية إستراتيجية أخرى تكمن في كونها أقرب الموانئ السودانية إلى ميناء جدة الإستراتيجي السعودي على البحر الأحمر، حيث تستغرق رحلة السفن بين الميناءين ساعات قليلة.

فضلًا عن أنَّ حد مبررات حرب التحالف العربي على اليمن منذ أربعة أعوام كان الصراع على النفوذ في البحر الأحمر، بعد أن اعتبر التحالف أنَّ سيطرة جماعة الحوثي على عدد من موانئ اليمن الغربية تقع ضمن محاولات إيران للتواجد القوي في البحر الأحمر.

وبالتالي لا يمكن إخراج الخطوة القطرية من التنافس الإقليمي والدولي في النفوذ على البحر الأحمر، وتلك البقعة من إفريقيا بالتحديد، خاصة وأن ما يقرب من عُشر التجارة البحرية العالمية يمر عبر البحر الأحمر؛ ويتسابق عدد من القوى في الشرق الأوسط لإقامة قواعد عسكرية أو تحقيق وجود عملياتي في البحر الأحمر، فلدى “إسرائيل” قاعدة بحرية في الطرف الشمالي للبحر الأحمر في إيلات، ولدى مصر أربع قواعد على البحر الأحمر، أما الإمارات فلديها قاعدة في إريتريا وموانئ في اليمن، ويوجد لدى السعودية في مدينة جدة الساحلية قاعدة الملك فيصل البحرية.

و”إسرائيل” تؤيد سيطرة مصر شمالًا على قناة السويس، والسعودية جنوبًا على مضيق باب المندب،  لتساهم في الحد من السعي الإيراني الحثيث للتواجد في البحر الأحمر عبر الحوثيين في اليمن وعبر اتفاقات مع إريتريا والسودان، إلاّ أنّها تحبيس أنفاسها لدخول لاعبين جدد في القرن الإفريقي (تركيا وقطر).

فالمشروعات التركية القطرية في السودان يمكن أن تحمل في طيّاتها إشارات لجعل الخرطوم نقطة انطلاق لمشاريعهما في القارة السمراء والبلدان المطلة على البحر الأحمر.

دول الحصار في ورطة

خلافًا لما ذكرنا، نجد أن تعامل دول الحصار (مصر والسعودية والإمارات) مع الاتفاق السوداني القطري، يختلف عن ردة فعل الرباعي العربي عندما تمّ منح تركيا إدارة جزيرة سواكن، رغم أنَّ هذه الدول تستفزهم أي حركة تقوم بها الدوحة؛ ولذلك لعدة أسباب: أولها: أن مصر لم تعد لديها الرغبة في إعادة التصعيد مع السودان من جديد؛ لأنَّ القاهرة في أمسّ الحاجة للخرطوم ليتخذا موقفًا موحدًا في قضية سد النهضة، أما الإمارات، فيه غير مكترثة باتفاقية سواكن، على أمل أن تعوضها السودان بميناء بورتسودان ومنح إداراتها لشركة موانئ دبي العالمية.

بينما السعودية، لا تريد أن تخسر الحليف الوحيد لها بريًا في اليمن، إلى جانب الإمارات، خصوصًا أنها تلاحظ أن علاقتها بالسودان على شفا جفوة بسبب غضب السودان من اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها الرياض مع القاهرة، بالإضافة لغضب الحكومة السودانية من إخلاف السعودية بوعودها بدعم السودان اقتصاديًا، في حين أنها توزع المليارات في كل اتجاه.

بواسطة |2018-03-29T15:54:15+02:00الخميس - 29 مارس 2018 - 3:55 م|الوسوم: , , , , , , , , |

اقتراع شبه محسوم.. من ينتصر في صناديق لبنان طهران أم “بن سلمان”؟!

العدسة – معتز أشرف

“77 قائمة ينضوي تحتها 917 مرشحًا “بهذا العدد أسدل الستار منتصف ليل الاثنين على المشاركين في السباق الأصعب للانتخابات النيابية المقبلة بلبنان، بعد أن انتهت مهلة تسجيل القوائم الانتخابية في وزارة الداخلية اللبنانية، ليترقب الجالسون في الرياض وطهران الانتخابات عن كثب قد يفوق لدى البعض اهتمام الناخب اللبناني، الذي يعلم جيدا أن بلاده لا تعرف الاستقرار لكنها تعرف جيدا التدخلات من كل حدب وصوب، التي تتجه فيها المؤشرات إلى تقدم واضح لجبهة إيران على تحالفات محمد بن سلمان ولي عهد السعودية الذي يحاصره الفشل في أكثر من مكان، وسط تخوفات من تصاعد الصراع عقب الانتخابات عبر لجوء البعض للفوز بالثلث المعطل لتتعطل معها لبنان فترة أطول!.

أبرز القوائم

بحسب وزارة الداخلية اللبنانية، فقد أقفل باب تسجيل قوائم المرشحين للانتخابات النيابية العامة، وبلغ العدد الإجمالي القوائم الانتخابية المسجلة 77 قائمة من بين 917 مرشحًا، حيث بلغ “العدد الأكبر من القوائم الانتخابية المسجلة في دائرة بيروت الثانية وقد بلغ عددها 9 قوائم، وسجّل العدد الأدنى من القوائم في دائرة صور- قرى صيدا (جنوب لبنان)، وقد بلغ عددها قائمتين فقط، في انتظار إجراء الانتخابات النيابية بلبنان في 6 مايو المقبل، والتي تنطلق على أساس جديد هو تقسيم المحافظات اللبنانية الخمسة إلى 15 دائرة انتخابية على أساس نسبي، ومن أبرز القوائم المتنافسة: “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل، موال لرئيس الجمهورية ميشال عون، وتيار “المستقبل” برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وتحالف لحزبي “القوات” (برئاسة سمير جعجع) والكتائب (برئاسة النائب سامي الجميل) وقوائم من بعض شخصيات المجتمع المدني والحزب “التقدمي الاشتراكي” الذي يرأسه الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، بجانب قوائم التكتليين الشيعيين، حزب الله” وحركة “أمل” التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتنظيم الأحباش، إضافة إلى قائمة لرئيس حزب “الحوار الوطني” فؤاد مخزومي، وقائمة رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب (حزب درزي)، والحزب “السوري القومي الاجتماعي، وقائمة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر (شخصية سياسية أرثوذكسيّة) وقائمة وزير العدل السابق أشرف ريفي (منشق عن تيار المستقبل)، وقائمة رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق نجيب ميقاتي، وقائمة قوى “8 آذار” وقائمة “الجماعة الإسلامية” ( الإخوان المسلمين)، وقائمة تيار “المردة” وقائمة رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف (شخصية مسيحية كاثوليكية) بجانب المستقلين.

صراع التدخلات!

التدخلات الخارجية هي الملمح الأبرز للانتخابات اللبنانية، بحسب كثير من المراقبين، ووفق التصريحات المعلنة من بعض البلدان، وبات الحديث عنها خاصة في صراع طهران الرياض جزءًا من الحديث الدعائي الانتخابي، ووفق الباحث في الشؤون الإستراتيجية، وفيق إبراهيم، فإن الصراع الإيراني- السعودي حاضر بقوة في هذه الانتخابات التي تجري وسط صراعات حادة في الإقليم، ما يعني أنها تعكس هذه الصراعات بشكل موضوعي، باعتبار أن النظام اللبناني، مرتبط بالإقليم بدون انتخابات، فكيف الحال مع وجود انتخابات، موضحًا أن الانتخابات النيابية في لبنان هي المنتج الفعلي للسلطة السياسية، بمعنى أنها هي التي تؤدي إلى انتخاب رئاسة الجمهورية، وإلى اختيار رئيس الوزراء والحكومة، لذلك هذه الانتخابات هي المأمول منها أن تنتج النظام السياسي المقبل، وهي قصة الصراع الدائر بين طهران والرياض، موضحًا أن الصراع وصل إلى حده الأقصى، ما ينعكس على الداخل اللبناني، فالسعودية تحاول اليوم تجميع كل حلفائها في لبنان، في إطار قوائم محددة وموحدة، ويبدو أن حزب الله في المقابل يحاول تجميع كل حلفائه، ما يعني أن وسائل حادة جدا ستجري في هذه الانتخابات للسيطرة على السلطة في لبنان، أو على الأقل يحاول كل طرف أن يؤمن دعما يبعد شر الطرف الآخر عنه”.

محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله – حركة الأمل ) أشار إلى ذلك خلال لقاءاته السياسية في العديد من قرى الجنوب، مؤخرا بقوله: “إننا ماضون في الحفاظ على هويتنا الوطنية المقاومة، وعلى سيادة وطننا، حتى لا يقع فريسة الابتزاز والارتهان لأيّ من سياسات الدول التي تعادينا، أو الدول التي تنخرط في مشروع عدائنا وهي تدعي صداقتنا وأخوتنا، إننا مرتاحون للنتائج الانتخابية لثقتنا بشعبنا”، في إشارة واضحة للسعودية التي كثيرًا ما ينتقدها قادة حزب الله علنا، بسبب تدخلاتها في الانتخابات.

وعلي الجانب الآخر، اتهم رئيس الوزراء اللبناني وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري قبل يومين، بعض المرشحين في الانتخابات النيابية المقبلة، بالولاء لبشار الأسد وإيران، وفي ختام جولته بشمال لبنان، شدد “الحريري” على أن من لا ينتخب التيار لا يجب أن ينتخب “حزب الله”، محذرا “من أن هناك من يريد تسليم قرار طرابلس والشمال إلى زمن الوصاية” مؤكدا أن “زمن الاستيلاء على قرار الشمال والاستقواء بالمخابرات والسلاح لن يعود”، وأشار “الحريري” إلى وجود لوائح انتخابية للأسد في محافظة الشمال وغيرها من مناطق البلاد، وتابع قائلا: “دعوهم يعرفوا جميعا، من هم في لوائح بشار والحزب مباشرة أو بالوساطة”، وذكر رئيس الحكومة أن تياره قبل المعادلة ودفع الجميع إلى الاعتراف بأن حماية لبنان تتطلب “وقف التدخل في شؤون الأشقاء العرب” و”منع الحريق السوري من الانتقال” إلى داخل لبنان، وأعلن “الحريري” أن تيار “المستقبل” يخوض الانتخابات بلوائح في كل لبنان تقريبا، في مواجهة “حزب الله”، وقال: “نحن خط الدفاع الأول عن كرامة السنّة، لأن كرامة السنّة من كرامة لبنان، وكرامة لبنان وسلامته واستقراره واعتداله وعروبته أمانة رفيق الحريري لدينا جميعا”.

شبح التدخل أخذ أبعادًا أكبر، على لسان وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن، الذي حذر من أن السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية والعربية الأخرى، تحاول التدخل في الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، كما أكد الوزير المنتمي إلى “حزب الله” اللبناني أن هذه التدخلات لم تعد خافية على أحد، مشددا على أن “همهم واحد، ألا وهو المقاومة في لبنان، وكم ستكون شعبيتها وحضورها في المجلس النيابي”، حسب تعبيره، وأشار الحاج حسن إلى أن تلك الدول بدأت تتكلم عن خطتها علنا وبوضوح، موضحا أن سفارات بعض الدول الأوروبية أصدرت بيانات جاء فيها أن ممثليها زاروا أحد الوزراء وبحثوا معه الانتخابات النيابية القادمة، وعندما أدركت تلك الدول أن هذا كان خطأ إعلاميا نفت هذا البيان، “وكذلك بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية، وكذلك إسرائيل وأمريكا”.

دفاتر الشيكات بحسب مراقبين محسوبين على الخصمين طهران والرياض يعمل بضرواة كذلك في المشهد الانتخابي اللبناني، فوفق محمد على الحسيني، أمين عام المجلس الإسلامي العربي، فإن “حزب الله” يتصدر الانتخابات بالمال الإيراني، فيما يعتبر موقع العهد الإخباري المحسوب على “حزب الله” أن السعودية دفعت مليارات الدولارات لحلفائها للسيطرة على المقاعد الانتخابية.

إيران تكسب!

وتحت المظلة الحاكمة للمشهد الانتخابي من حيث التدخلات، يرى مراقبون أن الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، امتحان فعلي لمختلف القوى السياسية، قد تكسبه إيران، خاصة أن هذه القوى تخوض هذا الاستحقاق لأول مرة منذ تسع سنوات بعد الاتفاق على قانون جديد يعتمد على النسبية، وأن النتائج في صورتها العامة، تبدو إلى الآن لصالح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) بالدرجة الأولى وعلى حساب «تيار المستقبل» بالدرجة الثانية، ما يعني تقدم إيران على السعودية في موقعة الانتخابات، وفي السياق ذاته يرى البعض أن هناك سعي بين الطرفين السياسيين الأساسيين اللذين كانا يمثلان ما عُرف بفريقي «14 آذار» و«8 آذار»، للحصول على «الثلث المعطل»، وهذا رغم كل التغيرات التي طرأت على هذه الاصطفافات، انطلاقًا من أن الفُرقة السياسية التي ظهرت في السنوات الأخيرة لابد أن تتوّحد في القضايا الإستراتيجية؛ بحيث يكون «الثلث المعطل» السلاح الذي يواجه به كل طرف الطرف الآخر، ومما لا شك فيه أن حصول أي فريق على «الثلث» – أي 43 نائبًا من أصل 128 – يضمن التحكّم بمسار عمل مجلس النواب، وبخاصة في القضايا المهمة التي تحتاج إلى نصاب وأكثرية الثلثين، وأبرزها الانتخابات الرئاسية المقبلة.

بواسطة |2018-03-28T19:00:19+02:00الأربعاء - 28 مارس 2018 - 8:25 م|الوسوم: , , , , , |

لقاء مرتقب بين “بن سلمان” وقادة يهود بنيويورك

من المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بقادة يهود أمريكيين في نيويورك، وذلك في إطار برنامج زيارته للولايات المتحدة التي تستمر أسبوعين.

وسيتناول الاجتماع، الذي كشفت عنه لأول مرة صحيفة “جويش إنسايدر”، قضايا من بينها التنافس بين السعودية وإيران، وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ونهج المملكة تجاه مسألة معاداة السامية.

وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن ولي العهد السعودي ووالده الملك “سلمان بن عبدالعزيز” سبق أن استضافا عددًا من القادة اليهود من الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية.

وكان “محمد بن سلمان” قد وصل إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، والتقى الرئيس “دونالد ترمب” في البيت الأبيض.

بواسطة |2018-03-28T17:59:15+02:00الأربعاء - 28 مارس 2018 - 5:59 م|الوسوم: , , , , |

إسبانيا تكتسح الأرجنتين بـ”نصف دستة”

اكتسح المنتخب الإسباني، مساء أمس “الثلاثاء” 27 مارس، نظيره الأرجنتيني بستة أهداف “نصف دستة” مقابل هدف في المباراة الودية لكرة القدم، التي جرت بينهما في إطار الاستعدادات لبطولة كأس العالم التي ستقام بروسيا الصيف الجاري.

ودخل لاعبو إسبانيا اللقاء مهاجمين منذ أول دقيقة في محاولة لتسجيل هدف التقدم، وهو ما تحقق عن طريق دييغو كوستا في الدقيقة 12.

وأضاف إيسكو الهدف الثاني في الدقيقة 27، قبل أن يقلص المنتخب الأرجنتيني النتيجة في الدقيقة 39 عبر نيكولاس أوتاميندي لينتهي الشوط الأول بتقدم إسبانيا بهدفين لهدف.

ومع حلول الدقيقة 52 أضاف إيسكو الهدف الثاني له والثالث لفريقه، قبل أن يسجل تياجو ألكانتارا الهدف الرابع في الدقيقة 55.

وأحرز اياجو اسباس الهدف الخامس في الدقيقة 74، وبعدها بدقيقة سجل إيسكو الهدف الثالث له والسادس لفريقه، ليخرج “الماتادور” فائزًا باللقاء.

وتلعب إسبانيا في المجموعة الثانية بجانب البرتغال وإيران والمغرب، بينما تلعب الأرجنتين في المجموعة الرابعة بجانب آيسلندا وكرواتيا ونيجيريا

بواسطة |2018-03-28T14:58:23+02:00الأربعاء - 28 مارس 2018 - 2:58 م|الوسوم: , , , |

مقتل ألف و433 مدنيًّا في الغوطة الشرقية بسوريا

قال الدفاع المدني السوري المعروف إعلاميًّا باسم (الخوذ البيضاء) إن ألفًا و433 مدنيًّا قتلوا من جراء هجمات النظام السوري وداعميه على الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، في الفترة ما بين 19 فبراير الماضي و23 مارس الجاري.

وأشار تقرير نشره الدفاع المدني، أمس “الثلاثاء”، إلى أن الهجمات الجوية والبرية للنظام وروسيا وإيران على الغوطة الشرقية خلال الفترة المذكورة، أسفرت عن مقتل العدد المذكور؛ ومن بينهم 291 طفلًا و223 سيدة.

ولفت التقرير إلى أن الهجمات المذكورة أسفرت أيضًا عن إصابة 3 آلاف و607 مدنيين؛ بينهم 975 طفلًا و790 سيدة.

وذكر التقرير أن طائرات النظام وروسيا نفذت 3 آلاف و294 غارة جوية على المنطقة، منذ انطلاق العملية العسكرية في 19 فبراير الماضي

بواسطة |2018-03-28T14:44:46+02:00الأربعاء - 28 مارس 2018 - 2:44 م|الوسوم: , , |

صواريخ الحوثيين.. تفضح أكاذيب “بن سلمان” بشأن السيطرة على الوضع في اليمن

العدسة – جلال إدريس

بكل عبارات الأسى والحزن نعى مئات المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، العامل المصري الذي لقي حتفه داخل الأراضي السعودية، جراء إطلاق ميلشيات الحوثي اليمنية صاروخًا باليستيًّا باتجاه العاصمة السعودية الرياض، وأسقطته النظم الدفاعية الخاصة بالمملكة.

الصاروخ الباليستي الذي هز أرجاء الرياض، لم يقتل الوافد “المصري” فحسب، لكنه قتل وبدد كل المزاعم السعودية عن قرب انتهاء الحرب في اليمن، وفضح أكاذيب “محمد بن سلمان” ولي العهد السعودي، الذي يدعي، بين الحين والآخر، أن الخطر الحوثي قد انتهى للأبد.

وتتزامن الصواريخ الحوثية التي أمطرت سماء السعودية، ليلة الاثنين 26 مارس 2018، مع مرور 3 أعوام على “عاصفة الحزم” السعودية ضد الحوثيين في اليمن، الأمر الذي يعني أن حرب “بن سلمان” لم تجنِ ثمارها بعد، وأن قوة الحوثيين تزداد يومًا بعد يوم، وأن الدعم الإيراني لهم لم يتوقف بعد.

7 صواريخ في ليلة واحدة!

وفقا لما أعلنته قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن رسميًّا، فقد تم اعتراض 7 صواريخ باليستية أطلقتها ميليشيا الحوثي الإيرانية باتجاه مدن سعودية ليلة الاثنين.

وقالت القيادة في بيان لها، إن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت ودمرت 7 صواريخ باليستية أطلقت باتجاه المملكة؛ 3 صواريخ باتجاه الرياض, وصاروخان باتجاه جازان, وصاروخ باتجاه خميس مشيط، وآخر باتجاه نجران.

وأضافت أن الصواريخ تم إطلاقها لاستهداف المناطق الآهلة بالسكان في المدن السعودية, ما أدى إلى استشهاد مقيم من الجالية المصرية، ووقوع أضرار مادية.

وقد تسبب سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني في استشهاد مقيم “مصري” وإصابة اثنين آخرين جميعهم يحملون الجنسية المصرية.

وفاة العامل المصري، وجدت تفاعلا كبيرا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استنكروا استهداف الأحياء السكنية والمدنيين العزل، وتداولوا صورًا للعامل المتوفى وهوية إقامته.

ووفقا للأوراق الرسمية، فإن العامل هو (عبد المطلب أحمد حسين علي) ويعمل سائقًا، وهو من مواليد 18- 1- 1979، تنتهي إقامته في 10 – 8- 1442هـ.

110 صواريخ في 3 أعوام

المثير في الأمر! أن إطلاق صواريخ باليستية على مدن ومحافظات سعودية، ليس هو الأول من نوعه، لكنها عملية تكررت أكثر من مرة على المملكة، حيث أطلق الحوثيون ما يصل لنحو 110 صواريخ باليستية على أطراف متفرقة بالمملكة خلال ثلاثة أعوام.

ووفقا لتقارير دولية، فقد أظهر الحوثيون خلال الأشهر القليلة الماضية، تطورًا بالقوة الصاروخية الباليستية القادرة على تهديد السعودية، إذ أطلقت الجماعة، خلال شهري نوفمبر وديسمبر، صاروخين بعيدي المدى؛ استهدف أحدهما مطار الرياض الدولي، والآخر مقر الحكومة السعودية (قصر اليمامة).

وقد أعلنت السعودية اعتراض الصاروخين، لكنها وجهت أصابع الاتهام لإيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، على الأقل، في ما يتعلّق بتلك التي استهدفت الرياض.

تطوير القدرات العسكرية للحوثيين

من زاوية أخرى، فإن القدرات العسكرية للحوثيين تتطور بشكل كبير، ولا تتوقف فقط عند حد الصواريخ الباليستية، والتي على ما يبدو أن إيران لم توقف دعمها لهم، رغم الحصار الخانق المفروض عليهم برًّا وبحرًا وجوًّا من قبل دول التحالف العربي.

وفي تسجيل سابق، هدد “عبدالملك الحوثي” زعيم الحوثيين، بإطلاق صواريخ على المنشآت النفطية السعودية، مؤكدًا أنها جميعا باتت في مرمى صواريخ الحوثيين، متفاخرًا بأن الصاروخ الذي وصل “ينبع” لم تعترضه صواريخ الباتريوت، وأن الطائرات بدون طيار التي طورتها جماعته حلقت مئات الكيلومترات داخل المملكة، وستبدأ عملها قريبا في القصف.

وبموازاة ذلك، تمكُّن القوة الصاروخية من إنجاز مرحلة ما بعد الرياض، واستمرار العمل على تطويرها للوصول إلى أي هدف في السعودية والإمارات، تحدث الحوثي أيضًا عن قدرات بحرية، قال إن بإمكانها الوصول إلى الموانئ السعودية، والضفة الأخرى من البحر الأحمر.

“الحوثي” ذهب إلى ما هو أبعد من مناطحة الدولتين الخليجيتين، فتحدَّى الولايات المتحدة مباشرة بالكشف عن جهود لتطوير منظومات الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الأمريكية الحديثة، معتبرًا أن مقاتليه لا يواجهون التحالف العربي فقط، بل يحاربون أيضًا التكنولوجيا العسكرية الأمريكية الحديثة التي تستخدمها القوات السعودية والإماراتية في اليمن.

تفنيد أكاذيب “بن سلمان”

ما يثير في الأمر، أن الصواريخ الحوثية المتعاقبة على السعودية، تتزامن مع تصريحات لمحمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين يؤكدون فيها أن الحرب اليمنية قاربت على الانتهاء.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد تطرق خلال جولته الخارجية الحالية إلى الملفات الساخنة في المنطقة، معلنا أن الحرب في اليمن اقتربت من نهايتها وتحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية.

صورايخ الحوثيين التي باتت تمطر سماء السعودية مابين الحين والآخر، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك، أن تصريحات “بن سلمان” كاذبة، وأن ادعاءاته بشأن اقتراب نهاية الحرب غير حقيقية، كما تثبت أن “السعودية” باتت في ورطة حقيقية بشأن تلك الحرب، فلا هي قادرة على حسمها لصالحها، ولا هي قادرة على الخروج منها.

وفي الوقت الذي تتطور فيه منظومة الصواريخ الحوثية، تتراجع وتيرة الضربات الجوية للتحالف في أغلب المحافظات، خاصة وأن الحرب باتت عمليًّا بين “السعودية” والحوثيين، بعد أن بات قاصرًا الدور الإماراتي على دعم وشراء مرتزقة وميليشيات بالداخل اليميني، للسيطرة على مصافي النفط والمقدرات البترولية في اليمن.

فضيحة منظومة الدفاع

فضيحة أخرى تكشف وهمية “المزاعم السعودية” بإن مضادتها الصاورخية قادرة على سحق الإيرانيين واليمنيين، تمثلت في نشر “محمد علي الحوثي” رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، مجموعة من مقاطع الفيديو التي يظهر فيها فشل منظومة صواريخ “الباتريوت” السعودية.

وظهر في مقطع الفيديو الذي نشره الحوثي عبر حساب منسوب له على موقع “تويتر”، صاروخ ينطلق من الأرض، ولكن سرعان ما يتحول ويعود ليسقط بالقرب من ملتقطي الفيديو.

ولا يمكن التحقق مما إذا كان الفيديو المنشور تم تصويره في السعودية، أو أنه مرتبط بالصواريخ الباليستية السبعة التي أطلقها “أنصار الله” بالأمس.

وعلق “الحوثي” على مقطع الفيديو بقوله: “هذه مضادات السعوديين تعود بين المواطنين، ثم يقولون إن صواريخ الشعب اليمني تستهدفهم”.

وتابع: “القوة الصاروخية اليمنية أعلنت أماكن استهدافها، فعلى السلطات السعودية تحمل مسؤولياتها عن نيرانها الصديقة”.

بواسطة |2018-03-27T15:25:31+02:00الثلاثاء - 27 مارس 2018 - 3:25 م|الوسوم: , , |

هولندا تهزم البرتغال لأول مرة منذ 27 عامًا

حقق المنتخب الهولندي، اليوم الاثنين، فوزًا وديًّا على نظيره البرتغالي بثلاثة أهداف دون رد، ضمن استعدادات الأخير للمشاركة في كأس العالم لكرة القدم بروسيا الصيف المقبل.

وقدم منتخب هولندا في الشوط الأول أداء كبيرًا، تمكن من التقدم فيه بثلاثة أهداف نظيفة عن طريق ممفيس ديباي وريان بابل وفيرجيل فان ديك، في الدقائق 12 و32 و45 من زمن اللقاء.

وفي الشوط الثاني، حاولت البرتغال العودة في اللقاء، ولكن قوة المنتخب الهولندي كانت حائلًا أمامهم.

وشهدت المباراة طرد جواو كانسيلو، لاعب المنتخب البرتغالي، في الدقيقة 62 بعد إنذار ثان.

كما اقتحم ثلاثة مشجعين أرضية الملعب لالتقاط صور مع النجم كريتسانو رونالدو، قبل أن يغادر المباراة رغم تأخر فريقه بنتيجة كبيرة.

وتلعب البرتغال في المجموعة الثانية بالمونديال بجانب المغرب وإسبانيا وإيران.

بواسطة |2018-03-27T14:53:39+02:00الثلاثاء - 27 مارس 2018 - 2:53 م|الوسوم: , |

لهذا السبب.. 75% من الفرنسيين يرفضون بيع السلاح للإمارات

أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “يوجوف”، أمس “الاثنين” 26 مارس، أن 75% من الفرنسيين يريدون أن يعلق الرئيس “إيمانويل ماكرون” مبيعات الأسلحة لدول تشارك في حرب اليمن، منها السعودية والإمارات.

وللعام الرابع تقود السعودية والإمارات تحالفًا يقاتل جماعة الحوثي الموالية لإيران، والتي تسيطر على معظم شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وأظهر الاستطلاع أن 88% من المشاركين يعتقدون أن بلادهم ينبغي أن توقف صادرات الأسلحة إلى جميع الدول التي قد تستخدمها ضد المدنيين، بينما قال 75% إن فرنسا يجب أن توقف صادرات الأسلحة للدول المشاركة في حرب اليمن.

وتعد فرنسا ثالث أكبر مصدر للأسلحة في العالم، والسعودية والإمارات من بين أكبر المشترين لأسلحتها.

بواسطة |2018-03-27T14:44:32+02:00الثلاثاء - 27 مارس 2018 - 2:44 م|الوسوم: , |

دراسة: التحالف العربي انحرف عن أهدافه والإمارات تدعم تجزئة اليمن

قال مركز أبعاد للدراسات والبحوث في اليمن، إن “عاصفة الحزم” تدخل عامها الرابع، في وقت يبدو التحالف العربي منقسمًا فعليًّا حول الهدف الرئيسي الذي قامت من أجله.

وأشارة الداراسة إلى أن أطرافًا في الخليج لا تبحث عن انتصار سهل وسريع في اليمن، وإنما لتحقيق مصالح إستراتيجية (في إشارة للإمارات).

وأصدر المركز دراسة “تقييم حالة”، عبر وحدة تحليل السياسات، أكدت وجود حالة قلق لدى الخليجيين من استفادة القوى الفاعلة على الأرض من أية نتائج للحرب، ما جعلهم يدعمون تفكيك البنى التقليدية والمجتمعية والقوى العسكرية والمنظومات الأيديولوجية والأحزاب السياسية، لصالح بدائل مذهبية ومناطقية وتكوينات ميليشاوية.

وألمحت إلى أن “هناك اعتقادًا سائدًا لدى بعض أطراف التحالف العربي، مثل السعودية والإمارات، أن دعم تجزئة اليمن يسهل التحكم به مستقبلًا”.

وأكدت أن الإمارات (العضو الثاني في التحالف العربي) أصبحت منشغلة ببناء قواعد عسكرية دائمة قرب مضيق باب المندب، وتطمح لتحويل جنوب اليمن لمصدر رئيسي للطاقة وللقوة الإقليميَّة والتأثير الدولي لها.

أما عن السعودية قائدة التحالف العربي، فأكدت دراسةٌ أبعادَ سعي الرياض لإنشاء ميناء نفطي في المهرة على ساحل البحر العربي، بعد خمس سنوات من تحويل محافظة (خرخير) في نجران إلى مخزن للنفط الخام بعد إجلاء سكانها، وذلك من أجل التنفس جنوبًا دون قلق تهديدات إيران في مضيق هرمز، ولمنع تهريب السلاح من الساحل.

بواسطة |2018-03-27T14:20:17+02:00الثلاثاء - 27 مارس 2018 - 2:20 م|الوسوم: , , , , |

التحول الجنسي.. آخر متطلبات التطور الحقوقي

العدسة – ربى الطاهر

انتشرت بالسنوات الأخيرة دعاوى شاذة على عدة مستويات باسم الحرية والمساواة تضرب بكل الأديان عرض الحائط، بل حتى بكل ما هو ضد الفطرة، ولعل أحدث هذه الوقائع هو تنظيم مسابقة جمال للمتحولين جنسيًا عام 2018 والتي أقيمت في تايلاند..

وربما كانت الرسالة التي وجهتها المتسابقة التي فازت بلقب ملكة جمال العالم للمتحولين جنسيا الفيتنامية نغوينهو انغجيانغ هى الهدف الأساسي من إقامة، مثل هذه المسابقة، حيث طالبت العالم في الكلمة التي ألقتها بعد فوزها على الوصيفتين ملكة جمال استراليا وملكة جمال تايلاند بإعطاء الفرصة للمتحولين جنسيًا، لكي يتمكنوا من أن يصبحوا أكثر قوة!

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التي تقوم فيها تايلاند بتنظيم مثل هذه المسابقة، حتى إن البرازيلية مارسيلو أوهايو البالغة من العمر ثمانية عشر عاما، والتي سبق وأن فازت في نفس المسابقة عام 2013  لم تستطع أن تمنع نفسها من التصريح بتحقيق الانتصار للمتحولين جنسيًا، وقالت للصحف ووسائل الإعلام إنها أخيرا قد تمكنت من تحقيق حلمها، وكانت المسابقة قد أقيمت في مدينة باتايا بتايلاند، وتنافس على هذا اللقب خمس وعشرون متحولة جنسيًا وصلن لمرحلة المنافسة.

تحول جنسي

والتحول الجنسي هو مصطلح transgender  أو الجندر، ويعني اختيار المرء لجنسه بمعنى أنه قد يولد ذكر أو أنثى، ولكنه يرغب في أن يكون الجنس المغاير فهو تغيير لمصطلحات الشذوذ، وهو يعنى أن بعض الأفراد يريد أن ينتمي إلى الجنس الآخر، ولكن دون إجراء جراحات لتغيير الجسد، وهؤلاء يطلق عليهم gender queer ، إلا أن هناك تقسيمات لفئات أخرى يشعرون باضطراب الهوية الجنسية ويطلق عليهم  Gender identity disorder وهؤلاء من يسعون إلى تغيير أجسادهم ليتحولون إلى الجنس الآخر فهم يشعرون برفض أجسادهم  ويطلق عليهم trans-sexual وهذا المصطلح يعني العبور إلى الجنس الآخر.

وتتعدَّد أنواع الشذوذ والشواذ، والتي تسعى الأمم المتحدة لإعطائهم مصطلحات أخرى تنفي عنهم لقب الشذوذ حتى تجعلهم متقبلين اجتماعيًا مع مرور الوقت، ومع سقوط هذه الصفة عنهم من خلال تعبيرات جديدة وهو ما عنونته الأمم المتحدة بتعبير عام وشامل لتلك الفئات ” الجندر”، والتي تعني به  عدم الإحساس بالانتماء إلى الجنس الذي خلق عليه.

الدراسات الجينية

وقد يتوجَّه المتحولون جنسيًا لبعض الإجراءات الطبية، مثل العلاج بالهرمونات أو إجراء عمليات جراحية، وذلك لتغيير معالم الجنس مثل تغيير الشعر والصوت وتوزيع الدهون وتغير البشرة والصدر والأعضاء التناسلية… الخ.

وتقول  الدراسات إن انخفاض هرمون الأندروجين يساعد الذكور الراغبين في التحول إلى الجنس الانثوي في حين أن انخفاض هرمون التستستيرون أثناء النمو لا يحقق الكورية المكتملة، وهو ما يؤدِّي إلى ميل الجنس الذكوري إلى الانثوية  بدرجة أعلى.

وعلى الرغم من أن قوانين بعض بلدان الشرق الأوسط تنص على إعدام ” الشواذ”، وما يطلق عليهم الآن المثليون إلا أن ذلك لا يحدث على الإطلاق، حتى إن بعض تلك البلدان لا تحظر العلاقات بين الأفراد من نفس الجنس، وهناك بلدان شرق أوسطية تسمح بإجراء عمليات تغيير الجنس، وحسب التقارير التي أصدرتها الأمم المتحدة، فإنَّ هناك 78 دولة تحظر الشذوذ الجنسي، وكذلك عمليات التحول الجنسي كما أن هناك سبع دول من بينهم، يتم فيها إعدام المتهمين في إقامة علاقات شاذة بين أشخاص من نفس الجنس، وذلك حسب تقارير لعام 2014.

ومن بين تلك الدول الشرق أوسطية التي تحظر إقامة العلاقات الجنسية الشاذة مصر، الجزائر، ليبيا، المغرب، جنوبالسودان، تونس، إيران، الكويت، لبنان، عُمان، قطر، المملكةالعربيةالسعودية، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، واليمن.

وتختلف العقوبات المقررة لمن يثبت عليه جريمة الشذوذ من بلد إلى بلد، فمنهم من يكتفي بتوقيع الغرامات أو السجن لعدد من السنوات، ومنهم من يصل بالعقوبة لدرجة الجلد أو حتى الإعدام في حالات استثنائية.

تعاملات دول الشرق الأوسط مع الشواذ

وربما تعكس بعض الحقائق والنماذج الحيّة لتعاملات بعض تلك الدول مع هؤلاء الشواذ، أو المتحولين جنسيًا الواقع الفعلي ما بين القوانين وتفعيلها على أرض الواقع.

ولعل النموذج الإيراني المتفرد في تعاملاته مع هؤلاء الشواذ قد يعكسه الأحداث بداية مما كان متاحًا في عهد الشاه محمد رضا بهلوي من ممارسة الشذوذ بشكل علني، حتى إن بعض وسائل الإعلام كانت تغطى أحداث حفل زواج لشاذين، وإن كان هذا الفعل غير متقبل اجتماعيًا إلا أنَّ هذه الفترة الزمنية  “السبعينيات” شهدت مرحلة تسامح وانتعاش لإقامة مثل هذه العلاقات وصلت إلى حد أن يتم تخصيص أماكن ترفيهية لتجمعات هؤلاء الشواذ بإمكانهم ارتيادها بسلاسة وتسامح شديدين، إلا أن الأمر اختلف إلى النقيض تمامًا مع قيام الثورة الإسلامية عام 1979، فقد بدأ التضييق على الشواذ وخاصة الذكور منهم، وبدأ عهد جديد بالنسبة إليهم وعَلَت صيحاتهم لما رأوا فيه تمييزًا ضدهم واضطهادًا فبخلاف التعامل الاجتماعي الرافض لهم، بل والمهين، اعتبروا أن النظام الجديد قد شدّد من العقوبات التي يتعرضون لها فأصبحت تترواح ما بين السجن لسنوات طويلة أو النفي وربما كذلك عقوبة الإعدام.

ولكن من زاوية أخرى والمثير للاستفهام أصدر آية الله الخميني فتوى تجيز إجراء عمليات التحول الجنسي، بل والأكثر من ذلك أنه في فترة توليه للحكم في العام 1986 تم الاعتراف بهؤلاء المتحولين جنسيًا على أساس أنهم مختلفو الجنس، واعتبروا أن إجبار الشواذ على إجراء عمليات تحويل رغمًا عنهم لمواصلة العلاقة مع الشركاء الذين ارتبطوا بهم عاطفيًا نوعًا من أنواع الحفاظ على النظام الاجتماعي، ولتحقيق الزواج بشكله الطبيعي بين رجل وامرأة.

وتعدّ إيران ثاني أكبر دولة تجرى فيها عمليات التحول الجنسي بعد تايلاند، وبشكل ما يتم ذلك بدعم جزئي من قبل الحكومة الإيرانية.

وفي تركيا ذاع صيت مطربة تعدّ من أكثر المطربات شهرة وهي بولانتارسوي (‏BulentErsoy‏) التي لا يجهلها أحد في تركيا، وهذه المطربة من المتحولين جنسيًا وبدأت أرسوي حياتها المهنية كمطربة وممثلة بمرحلة السبعينيات، وفي عام 1980 أجرت عملية تحويل جنسي في لندن حصلت بعدها على بطاقة هوية ذات اللون الوردي، وهي البطاقة التي تمنح للنساء وحققت ارسويالتى، ولدت عام 1952، نجاحًا منقطع النظير حتى بعد إجراء عملية التحول إلى امرأة.

وعلى الرغم من تقبل المجتمع التركى لارسوي وحصولها على إعجاب المجتمع، دون أي تحفظ، فإن الوضع يختلف تمامًا مع الآخرين من الشواذ والمتحولين جنسيًا؛ فالمجتمع التركي لا يتقبل تلك الفئة، ولا يسمح لهم بالعمل في الوظائف العادية، لذلك فهم لا يجدون أمامهم سوى العمل بالدعارة، حتى يتمكنوا من الإنفاق على أنفسهن..

وعلى الرغم من إجراء تركيا لمسابقة جمال للمتحولين جنسيًا للمرة الأولى عام 2015 فإنَّ هذا لا يعكس تسامح المجتمع مع تلك الفئة، خاصة وأن العام السابق لإجراء تلك المسابقة قد شهد جريمة قتل لإحدى المتحولات جنسيًا كان الدافع وراءها هو كراهية المجتمع لهؤلاء الشواذ، وكان ذلك بالعام 2014.

وتتشابة القصة فيما حدث مع الراقصة الشهيرة نور في المغرب والتي بذلت جهدًا كبيرًا حتى تتمكن من تغيير جنسها في بطاقة هويتها من ذكر إلى أنثى، وكانت نور التي ولدلت في مدينة أغادير وشبت في الدار البيضاء شابًا متميزًا في الساحة الرياضية، حيث حصد العديد من الميداليات فيركض الحواجز، ولكنه بمجرد وصوله إلى سن الثامنة عشر قرر مغادرة المغرب بعدما أحب في ذلك الحين ممارسة الرقص وبدأ يقوم بهذا الأداء في العديد من المناسبات الاجتماعية، وقرَّر أن يجري عملية لتغيير الجنس في عام 2004، وبعدها قرر العودة غلى المغرب مرة أخرى، ولكن هذه المرة كامرأة، وبالفعل تمكن من النجاح كراقصة بل أصبح أشهر راقصة على الإطلاق بالمغرب، وأصبحت نور تعطي دروسًا في الرقص بالولايات المتحدة، والعديد من البلدان الأخرى، بل إنها اعتلت منصة أرقى الحفلات التي تخص الطبقة الأرستقراطية، كما أن شهرتها سمحت لها بالوصول إلى حفل زفاف ابنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أما في المجتمع الإسرائيلي فإن الشواذ يجدون مساحة من الحرية بدرجة ما أكثر من أي مجتمع آخر حتى إن السنوات القليلة الماضية شهدت العديد من التشريعات لصالحهم لتحسين أوضاعهم القانونية والاقتصادية وتساويهم مع غيرهم من باقي أفراد المجتمع، وخاصة لإمكانية إنشائهم أسرًا اجتماعية…

ومع مرور الوقت تزداد المزايا التي يحصل عليها المتحولون جنسيا هناك ورغم هذا القبول والاعتراف بهم إلا أن الحصول على المساواة  التامة لا يزال بعيد المنال، وهناك لا يجد الشواذ أي عوائق قانونية لإقامة علاقات جنسية مع من هم بنفس الجنس، إلا أن أفراد المجتمع أنفسهم لا يستسيغون تلك العلاقات ولا تزال نظرتهم لها سلبية.

بواسطة |2018-03-26T18:55:01+02:00الإثنين - 26 مارس 2018 - 10:55 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى