“بولتون” مستشارا للأمن القومي.. “ترامب” يطلق رصاصة الرحمة على القضية الفلسطينية

العدسة – منصور عطية

بينما يسدل الستار على المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وبات منتظرا فقط إعلان وفاتها الرسمي، ينشط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ مخططاته المنحازة للاحتلال الإسرائيلي.

فبعد أيام من تعيين “مايك بومبيو” وزيرا للخارجية، وما قيل بشأن موقفه من قضايا العرب والمسلمين، أعلن “ترامب” تعيين المحافظ المتشدد “جون بولتون” مستشارا للأمن القومي، ليشكل القرار رصاصة الرحمة التي أُطلقت على القضية الفلسطينية.

و”بولتون”، هو ثالث مستشار للأمن القومي يتم تعيينه منذ انتخاب “ترامب” رئيسًا، بعد كل من “إتش آر مكماستر” و”مايكل فلين”.

إسرائيل ترحب بصديقها

مهندس الحرب على العراق، أحد صقور إدارة جورج دبليو بوش، أشد المعارضين للاتفاق النووي مع إيران، مطالب دائم بضرورة الحل العسكري لأزمة كوريا الشمالية.. جميعها ألقاب وتوصيفات لمستشار “ترامب” الجديد، لكن يبقى أهمها للعرب والمسلمين موقفه من القضية الفلسطينية.

سبق أن صرح “بولتون” بأن حل الدولتين قد مات، وفي انسجام كبير مع توجهات “ترامب” قال “بولتون” مرارًا إنه لا يرى مانعًا في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وذلك حتى قبل القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعلان نية نقل السفارة الأمريكية إليها.

الرجل الذي يوصف بالصديق المقرب لإسرائيل، توقعت مجلة “فورين بوليسي” أن يقدم دعما كبيرا لها، ولعل هذا يفسر إلى حد كبير الترحيب الزائد الذي قابل به الاحتلال نبأ تعيين “بولتون”.

“يسرائيل كاتس”، وزير المواصلات الإسرائيلي، قال في بيان: “أهنئ جون بولتون على تعيينه مستشارًا للأمن القومي”، وتابع: “إنه (بولتون) معروف بدعمه القوي لإسرائيل، وموقفه الصارم فيما يتعلق بالتهديد الإيراني، أنا متأكد من أنه سيكون صوتًا هامًّا في معركة الخير ضد الشر في منطقتنا والعالم”.

جون بولتون

جون بولتون

من جهتها، قالت وزيرة العدل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إياليت شاكيد، في تصريح صحفي: “يواصل الرئيس “ترامب” تعيين أصدقاء حقيقيين لإسرائيل في المناصب العليا، جون بولتون هو واحد من أبرز الشخصيات، تعيين ممتاز”.

أما وزير التعليم “نفتالي بينيت” فوصف على حسابه على تويتر هذا التعيين بأنه “عظيم “.

وعنونت صحيفة “هآرتس” العبرية إنه بتعيين بولتون فإن “حل الدولتين قد مات” في إشارة إلى حل إقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، وقالت الصحيفة إن بولتون يعارض حل الدولتين للصراع العربي – الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه دعا في الماضي لتسليم قطاع غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن.

في المقابل لم يلق تعيين بولتون ترحيبا على الجانب الفلسطيني، حيث توقعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “حنان عشراوي”، أن يؤدي تعيين “بولتون” إلى تشدد متزايد في الموقفين الأمريكي والإسرائيلي وخلق “واقع مدمر” على الفلسطينيين والمنطقة.

وقالت: “هذا الرجل لديه تاريخ طويل في معاداة فلسطين، منذ أن كان في الأمم المتحدة، حيث كان يدافع عن الحصانة الإسرائيلية”، مضيفة أنه “بتعيينه باتت الأمور الآن واضحة واكتملت الدائرة، بأن الإدارة الأمريكية انضمت إلى الصهاينة المتطرفين وإلى المسيحيين الأصوليين والبيض العنصريين”.

“بولتون” بعد “بومبيو”

التعيين المثير للجدل يأتي في سياق جملة من الإقالات والتعيينات التي تشهدها إدارة “ترامب” على مدار الفترة الماضية، والتي كان آخرها تعيين “بومبيو” وزيرا للخارجية خلفا لريكس تيلرسون، الأكثر عقلانية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

ومنذ انضمامه إلى الحزب الجمهوري، اشتهر “بومبيو” بمواقفه المثيرة من قضايا متعددة بينها العلاقات مع الأقليات الدينية والعرقية، إذ له مشكلة مع المسلمين ويؤخذ عليه اعتباره زعماء المسلمين في الولايات المتحدة “متواطئين” مع الجماعات المتطرفة.

مايك بومبيو وترامب

مايك بومبيو وترامب

ففي 2013، وعقب شهرين من هجمات بوسطن (وقعت في أبريل مخلفة ثلاثة قتلى وأكثر من 260 مصابا) أطلق “بومبيو”، خلال جلسة لمجلس النواب الأمريكي، تصريحات يجاهر فيها بهجومه على المسلمين.

وورد في تصريحاته: “عندما تأتي الهجمات الإرهابية الأشد إيذاء للولايات المتحدة، في العشرين عاما الماضية، من قبل أتباع دين واحد، ويتم تنفيذها باسم ذلك الدين، فإن هنالك التزامًا خاصًّا يقع على عاتق قادة ذلك الدين، لكنهم بدلا من أن يردوا (بإدانة الهجمات)، فإن سكوت هؤلاء القادة الإسلاميين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة جعلهم متواطئين مع هذه الأفعال، والأهم من ذلك، الأحداث (الإرهابية) التي ستليها”.

“المصالحة” و”صفقة القرن”

ولعل الارتباط وثيق بين تعيين “بولتون” وتزامنه مع آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، حيث بات محسومًا انتهاء اتفاق المصالحة الوطنية الموقع بين حركتي فتح وحماس، في القاهرة أكتوبر الماضي، على خلفية تداعيات محاولة اغتيال رئيس حكومة الوفاق رامي الحمدالله، في غزة قبل أيام.

رئيس السلطة محمود عباس، اتهم خلال كلمة ألقاها باجتماع للجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، رسميًّا حركة حماس بالوقوف وراء المحاولة، مهددًا باتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، وهي الإجراءات التي تعهد في اتفاق المصالحة بالتراجع عنها.

الرد السريع والحاسم جاء من حركة حماس، عبر بيان رسمي نشره موقعها الإلكتروني، دعت فيه للذهاب إلى الشعب الفلسطيني “لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني؛ كي ينتخب الشعب قيادته ومن هم أهل لتحقيق الوحدة وتحمل المسؤولية ورعاية مصالحه”.

ولاشك في أن تنفيذ مخططات “ترامب” والاحتلال سيكون أكثر سلاسة من أي وقت مضى، في ظل وضع داخلي فلسطيني على هذا النحو من السوء، وتكتمل الصورة بين مشهدي تعيين “بولتون” والمصالحة، مع أزمة قراري “ترامب” اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، وكذلك “صفقة القرن”.

فالرجل الذي لا يؤمن بحل الدولتين، ويحظى بصداقة مقربة مع قادة إسرائيل، لابد أنه سيكون أكثر تشددا من سابقيه في التعامل مع القضية الفلسطينية، بما يقود في النهاية إلى أن تصبح الصفقة واقعا.

قرار نقل السفارة الذي أعلنه “ترامب” فبراير الماضي، جاء بعد يوم واحد من تصريحات للسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة “نيكي هايلي” قالت فيها: إن “اقتراح خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين اكتمل تقريبا”.

التصريح كان ردًّا على أسئلة طرحها “ديفيد إكسلرود”، المستشار السابق لدى إدارة باراك اوباما، بشأن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت “هايلي” عن الخطة: “أعتقد أننا في طور إنجازه”.

وفي أوائل فبراير، أبلغ “جيسون جرينبلات” موفد “ترامب” للشرق الأوسط، قناصل دول أوروبية معتمدين في القدس، بأن صفقة القرن “في مراحلها الأخيرة”، ونقلت تقارير إعلامية عن أحد المشاركين في اللقاء -دون ذكر اسمه- أن “جرينبلات” في معرض حديثه عن صفقة القرن أكد للمسؤولين الأوروبيين أن “الطبخة على النار ولم يبق سوى إضافة القليل من الملح والبهارات”، على حد تعبيره.

بواسطة |2018-03-25T18:29:29+02:00الأحد - 25 مارس 2018 - 5:20 م|الوسوم: , , , , |

“إيه بي سي” نيوز الأمريكية: مايو المقبل يحدد مصير الشرق الأوسط

أكدت شبكة “إيه بي سي” نيوز الأمريكية، أن التطورات التي قد تحدث في مايو المقبل يمكن أن تحدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط.

ومضت تقول في تحليل أعده مات ماكجاري: “حول طاولات العشاء والمقاهي في بيروت هذه الأيام، تتحول المناقشات بشكل متزايد نحو موضوع واحد: احتمال حرب أخرى مع إسرائيل”.

وأضاف “ماكجاري”: “لقد كان هذا النقاش مستمرًّا منذ عدة سنوات، مكتسبًا قوة متجددة في كل مرة يتوعد فيها قادة إسرائيل وحزب الله بإلحاق الضرر ببعضهم البعض أكثر من ذي قبل إذا ذهبوا للحرب”.

وتابع: “مع ذلك، فالوجود العسكري الصارخ والمتزايد لإيران قرب إسرائيل، وعلاقها المتدهورة بسرعة مع الولايات المتحدة، يزيد من احتمال نشوب الصراع”.

وأردف: “عقب اجتماعه في 5 مارس في البيت الأبيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي لمجلس وزرائه إنه يعتقد أن الرئيس “ترامب” سوف ينسحب من الاتفاق النووي الإيراني قبل الموعد النهائي للتخلي عن العقوبات في 12 مايو”.

وأضاف: “على الرغم من أن الرئيس “ترامب” لم يعط إشارة علنية لما سوف يقرر، إلا أن تهديداته المتكررة وتغريداته واستيائه الشديد من إيران، وتحديدا من الاتفاق النووي الإيراني، تشعل من جديد المخاوف من أن واشنطن تمهد الطريق لصراع جديد في الشرق الأوسط”.

ومضى يقول: “إلى جانب إسرائيل، يُعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أيضا معارضا قويًّا جدًّا للقوة الإيرانية المتنامية ونفوذها في المنطقة، وفي هذا الأسبوع، يجري استقباله بأذرع مفتوحة ومحبة بالغة في البيت الأبيض، وسؤال: ما الذي يجب فعله مع إيران؟ هو أحد النقاط المطروحة للمناقشة دون شك”.

وتابع: “أحد الشائعات التي تدور في العالم العربي، تتكهن باحتمال حدوث ضربة جوية استباقية من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو استعراض مشترك للقوة ضد القوات الإيرانية والميليشيات المتراكمة داخل سوريا”.

وتابع: “بالإضافة إلى تكهناته حول نوايا “ترامب” إزاء الاتفاق النووي الإيراني، عاد نتنياهو من واشنطن معلنا أنه حصل على مساهمات تاريخية نحو أمن إسرائيل القومي. التخمين المدروس، أنه تلقى وعدا من “ترامب” ليس فقط بالانسحاب من الاتفاق، ولكن ربما حتى موافقة ضمنية حتى على عمل عسكري”.

ومضى يقول: “حتى الآن تهديد ترسانة الصواريخ التي يملكها حزب الله، الحليف القوي لإيران في المنطقة، والرد الانتقامي الشامل الذي تعد به إسرائيل، كان بمثابة رادع حقيقي للنزاع في لبنان، لكن إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟”.

وتابع: “مع الأخذ في الاعتبار العلاقة الوثيقة بين إيران وحزب الله، فإن أي هجوم على أهداف إيرانية داخل سوريا، أو أي هجوم على أهداف لحزب الله داخل لبنان، من المحتمل أن يتصاعد، وبسرعة كبيرة، إلى حرب أوسع على مستوى المنطقة، تشمل العديد من الدول الأخرى”.

وأضاف: “لدى كل من روسيا والولايات المتحدة أعداد كبيرة من القوات في المنطقة، بفضل المساعدة التكتيكية والإستراتيجية الروسية، تمكن الرئيس السوري بشار الأسد من إلحاق الهزيمة بالعديد من خصومه المناهضين للنظام، ويرجع بقاؤه المستمر إلى الشراكات مع روسيا وإيران – وهما دولتان تستفيدان من الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد داخل بلاده”.

ومضى يقول: “وسط الاندفاع إلى دحر التهديد المتصاعد لـ”داعش”، ضخت واشنطن عددًا كبيرًا من القوات الأمريكية إلى سوريا للعمل إلى جانب مقاتلي الميليشيات الشريكة في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد، اعتبارا من ديسمبر، أقرت وزارة الدفاع الأمريكية رسميًّا بوجود حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا”.

وتابع: “مع ذلك، ورغم تعرض تنظيم “داعش” للهزيمة إلى حد كبير، إلا أن قوات هذا التنظيم لا تزال قائمة، ويفترض أنها تعطل المزيد من المكاسب الإيرانية، وتمنع الطريق السريع للإمداد -من دون انقطاع- والممتد من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف: “كما يبني الحرس الثوري الإيراني قواعد عسكرية في جميع أنحاء سوريا، وقد قام القادة العسكريون بأدوار قيادية في المعارك ضد أعداء هذا البلد، بالإضافة إلى علاقتها بحزب الله، تواصل إيران دعم الميليشيات القوية داخل سوريا، والآن، تطير الطائرات بدون طيار الإيرانية بشكل منتظم فوق الحدود الإسرائيلية السورية للتجسس، وربما حتى لشن هجمات جوية”.

ومضى يقول: “هناك شيء واحد يحتمل أن يكبح نتنياهو، وهو التحقيقات الجنائية التي من المحتمل أن تنهي مهمته في السلطة قبل أن يتمكن من القفز إلى الحرب، في كلتا الحالتين، فإن نتنياهو يدرك أن عهده يقترب من نهايته، والسؤال هو: هل يختار إنهاء مسيرته بهدوء، أم وسط غضب عارم من الحرب؟”.

وتابع الكاتب: “ما يحدث في شهر مايو قد يوقد النيران؛ تخطط الولايات المتحدة لنقل سفارتها رسميًّا في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في وقت ما في منتصف الشهر، ومن المقرر إجراء الانتخابات في 12 مايو في العراق، حيث من المتوقع أن تحقق الأحزاب المؤيدة لإيران المزيد من المكاسب، ومن المقرر أيضا إجراء انتخابات في 6 مايو في لبنان، حيث تظهر محاولات محمد بن سلمان الثقيلة في تغيير الحكومة مدى حساسيته إزاء حصول حزب الله على المزيد من السلطة”.

بواسطة |2018-03-25T16:32:41+02:00الأحد - 25 مارس 2018 - 4:32 م|الوسوم: , , |

هذا ما اقترفت “اليد السوداء” لـ”بن سلمان”

العدسة – باسم الشجاعي

الحرب تدخل العام الرابع.. واليمن الحزين يبكي قائلًا: “ماذا بعد كل هذا الدمار؟!

مع انتهاء يوم الـ”25 مارس” 2018، تنهي الحرب التي يشنها التحالف العربي الذي تقود السعودية في اليمن عامها الثالث، إيذانًا بدخول السنة الرابعة للحصار والدمار التي تشهده البلد الحزين.

وللعام الرابع على التوالي يمضِي وليّ العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” “مغامرتها” التي لم تؤدّ، إلى الآن، سوى إلى آلاف من القتلى والجرحى.

ولا يبدو في الأفق القريب حلّ ينهي هذه المعاناة، وخاصةً مع حرمان اليمنيين من المساعدات الطبية والإغاثية بالإضافة إلى الخدمات الأساسية.

فخلال سنوات الحرب الثلاث تدهورت الحالة اليمنية على كافة المستويات، في ظلّ إصرار انقلاب الحوثي على استمرار الحرب وغرق التحالف العربي في مشاريع النفوذ والسيطرة.

استنزاف متواصل

وعلى الرغم من أنَّ اليمن أكبر الخاسرين من الحرب، إلا أنَّ السعودية كذلك جنت من وراء الحرب مزيدًا من الخسائر، وإن كانت أغلبها مالية، فبحسب تقرير تلفزيوني بثّته قناة “العربية” السعودية، في 2 أبريل 2015، أي بعد 8 أيام فقط على انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، فإنَّ التقديرات أشارت إلى أنَّ المملكة قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهريًا على الضربات الجوية ضد مقاتلي “الحوثي” في اليمن، باستخدام 100 طائرة.

وفي أرقام بعيدة عن تقديرات القناة، قالت مجلة “فوربس” الأمريكية، بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب: إن تكلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 مليار دولار، أي أن التكلفة الشهرية تصل لـ 120 مليار دولار.

وتقدير آخر جاء في دراسة نشرتها مؤخرًا جامعة هارفارد الأمريكية، أشارت فيها إلى أنَّ تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد.

أما صحيفة “الرياض” السعودية، فقدّرت أيضًا تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب بنحو 230 مليون دولار شهريًا، متضمّنة تشغيل الطائرات والذخائر المُستخدمة والاحتياطية، وثمن كافة قطع الغيار والصيانة وغيرها.

وفي ظلّ هذه الأرقام التي يصعب إيجاد مقاربة بينها للتكلفة الحقيقية، يمكن قياس العمليات السعودية في اليمن على أخرى شبيهة نُفّذت خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت تكلفتها معلنة.

واعتمادًا على هذا الرقم، وقياسًا بتكلفة الطلعة الجوية الواحدة للطائرات الأمريكية المشاركة بالحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، التي تُقدّر بـ 84 ألف دولار إلى 104 آلاف دولار، فإن التحالف العربي أنفق على الضربات الجوية في اليمن خلال عامين 7 مليارات و560 مليون دولار، إلى 9 مليارات و360 مليون دولار.

ولا يمكن حساب بقية التكاليف العسكرية للحرب في اليمن؛ فجميع الأرقام والبيانات المتوفرة حول كميات الأسلحة المستخدمة في الحرب وأنواعها وتكلفتها غير رسمية.

ولكن تكلفة الحرب لا تتوقّف على النفقات العسكرية فقط؛ فالسعودية قدّمت لليمن منذ بداية الحرب، عام 2015 حتى منتصف العام الجاري، مساعدات تبلغ قيمتها 8.2 مليارات دولار، وفق وزارة الداخلية السعودية.

وحتى الآن لم تصدر خلال السنوات الثلاث الماضية السعودية إحصائية رسمية بأعداد القتلى والجرحى والأسرى من قواتها، لكن لم يمر يوم إلا وتنتشر أخبار تشييع “شهداء الحد الجنوبي”.

فمنذ الفترة من يناير 2018 إلى 18 مارس الجاري، تم تشييع 87 ضابطًا وجنديًا لقوا مصرعهم في الحد الجنوبي للسعودية، فيما تشير إحصاءات غير رسمية إلى مقتل 5 آلاف ضابط وجندي سعودي خلال الحرب.

27 ألف قتيل خلال ثلاث سنوات

أما فيما يخض الأمر على أرض الواقع، فإن الحرب اليمنية خلّفت نحو 27000 قتيل من المدنيين والعسكريين في عموم المحافظات اليمنية، بينهم 15500 قتيل مدني على الأقل، بالإضافة إلى نحو 58000 جريح من المدنيين والعسكريين، بينهم 35000 جريح مدني على الأقل.

وتسببت الحرب في إعاقة أكثر من 2980 شخصًا بإعاقات متفاوتة، من المدنيين والعسكريين، بينهم 1377 مدنيًا، أغلبهم تعرضوا لحوادث انفجار الألغام الأرضية التي زرعها مسلحو جماعة الحوثي في العديد من المحافظات والمناطق التي وصلوا إليها.

فيما تعرض أكثر من  ثلاثة ملايين ومائتي ألف شخص للنزوح خارج أماكنهم، وبلغ عدد اللاجئين والمشردين خارج اليمن أكثر من 650000 والمخفيين قسريًا أكثر من 750 شخصًا، أغلبهم سياسيين ونشطاء وصحافيين وعسكريين.

وتضرر أكثر من 26000 ألف منزل، بين تدمير كلي وجزئي، وتضرر أكثر من 6800 منشأة عامة وخاصة، متفاوتة الأضرار، في مختلف القطاعات، وقدّر خسائر البنية التحتية لوحدها بأكثر من 30 مليار دولار أمريكية، جراء الحرب منذ مارس 2015.

العاملين في مجال الصحافة لم يسلموا أيضًا من الانتهاكات؛ حيث تعرضوا إلى أسوأ حملة قمع في اليمن من قبل الحوثيين في المحافظات الشمالية والقوات الموالية للإمارات في المحافظات الجنوبية.

فقد تعرّضت مقرات أكثر من 60 وسيلة إعلامية للاقتحام والنهب والمصادرة والإغلاق، وقتل 24 صحافيا، أغلبهم على يد المسلحين الحوثيين.

واعتقل عشرات الصحافيين في العاصمة صنعاء وبقية المدن التي تقع تحت سيطرت الإمارات، ولا زال 16 منهم رهن الاعتقال، بعضهم أمضى قرابة 3 سنوات في معتقلاتها وأصدرت حكمًا بالإعدام على أحدهم، فيما اعتقل 3 من الصحفيين في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت السيطرة الحكومية، واضطر أكثر من 1000 صحافي وإعلامي إلى النزوح ومغادرة موطن سكنه أو إلى مغادرة اليمن، تفاديا للاختطاف والإخفاء القسري أو الاعتقال أو القتل.

براءة الأطفال تذبح في اليمن

لم تكتفِ حرب اليمن بتدمير وتخريب شوارع بلد كان يطلق عليه أنه سعيد، بل تجلت بشاعة تلك الحرب المستمرة منذ 3 سنوات في قتل ورعب للآلاف من الأطفال.

ورغم التحذيرات الأممية إلا أنَّ التضحية بالأطفال في حرب اليمن هى من أسوأ الظواهر التي تزامنت مع هذا الصراع الدموي الذي بدأ بتجنيد الأطفال واستخدامهم في مهام عسكرية ثم تعرّضهم للموت سواء بالسلاح أو بالأمراض.

ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” اليمن بأنّه أسوأ الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للأطفال، وحذّرت من كارثة وشيكة إذا لم تصل المساعدات لملايين من الأطفال.

وبحسب التقرير الذي صدر مؤخرًا عن الأمم المتحدة فإنّ نحو 11 مليون طفل في اليمن ما دون 18 عاما يعانون من مشاكل صحية ونفسية، وبحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب الحرب الدائرة في اليمن.

وبحسب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة “خيرت كابلياري”، فقد قتل وأصيب نحو خمسة آلاف طفل خلال عامين ونصف فقط، وبشأن الأزمة الإنسانية، ذكر أن نحو مليوني طفل في اليمن اليوم يعانون من سوء التغذية الحاد.

ويعتبر التقرير الأخير للأمم المتحدة عن الوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال اليمن ليس الأول ففي شهر مارس 2017 حذّر تقرير صدر عن “يونيسيف”من أن نحو نصف مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية نتيجة للصراع الدامي في اليمن، فيما بلغ عدد الأطفال خارج المدرسة نحو مليوني طفل.

وبحسب التقرير والذي حمل عنوان “السقوط دائرة النسيان، أطفال اليمن” فإنَّ أكثر من 1600 مدرسة لم تعد صالحة للاستخدام كونها تضررت كليًا أو جزئيًا أو تستخدم كمأوي للأسر النازحة أو محتلة من قبل أطراف الصراع، كما أنَّ حوالي 350.000 طفل أصبحوا غير قادرين على مواصلة التعليم، مما رفع عدد الأطفال خارج المدارس إلى مليوني طفل.

كما كشف تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” خلال شهر أغسطس الماضي، عن أن 15.7 مليون يمني لا تتوفر لهم المياه النظيفة، فيما لا يحصل 14.8 مليون على الرعاية الصحية الكافية.

وعود لا تحقق

ومع اقتراب كل ذكرى سنوية للحرب تكثر التصاريح الإعلامية للقادة السعوديين وعلى رأسهم الأمير الطامح للعرش “محمد بن سليمان”، عن قرب انتهاء الحرب إلا أنَّ الحرب مستمرة والأبرياء يقتلون.

في 29 أكتوبر 2015 توقّع وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني في العاصمة السعودية الرياض أن تنتهي الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية ضدّ ما أسماه “مسلحون متحالفون مع إيران” في اليمن منذ سبعة أشهر قريبًا.

وفي 3 أبريل 2016 أكّد ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، أنَّ الحرب في اليمن باتت قريبة من نهايتها، كاشفًا عن أن وفدًا يمثل الحوثيين يجري مفاوضات في مدينة سعودية حدودية مع اليمن.

وفي 19 مارس 2017 قال وزير الخارجية السعودي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن: إن الحرب اليمنية ستنتهي لتبدأ مرحلة إعادة الإعمار، لما خلفته الحرب في مختلف المحافظات اليمنية.

وفي 16 أغسطس 2017 انتشرت تسريبات لـ “ابن سلمان” عن قرب انتهاء الحرب على اليمن قائلاً إنَّ “دائرة الحسم العسكري باتت تضيق يومًا بعد يوم وباتت التسوية السياسية مرجحة أكثر على الاستمرار في الغرق في المستنقع اليمني”.

وكالعادة عاد ولي العهد السعودي، إلى الإعلان من واشنطن الذي يزورها منذ الأسبوع الماضي، أن الحرب في اليمن قاربت على النهاية، بعد تحقيق هدفيها، استعادة الشرعية ودحر المتمردين الحوثيين.

ولا ندري ما هو المدى الزمني الذي يَعْنِيه ولي العهد السعودي، عندما يقول “قاربت”، وهو نفسه الذي قال، يوم أعلن بدء عمليات العاصفة فجر 25 مارس 2015.

ما الهدف؟

بعد تقدير موقف ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” بقرب نهاية الحرب السعودية على اليمن، وتأكيده أن الأهداف هناك أوشكت أن تتحقق، وخاصة مع دخول المعركة عامها الرابع.

فإن التصريح يدفع المتأمل في الشأن اليمني إلى التساؤل حول الأهداف التي يراد أن يحققها، فإذا كان المقصود تحجيم خطر الجيش اليمني وأنصار الله الذين وصفهم الأمير “ابن سلمان” بـ”فلول المتمردين” فإن صواريخهم صارت تطاول العمق السعودي.

ولا يبدو الحديث عن انتهاء الحرب منطقيًا؛ حيث إنَّ المعارك لا تزال تستعر على أكثر من جبهة بينما غارات التحالف لم تتوقف مع أنها لا تحقق الحسم من السماء.

إنما أراد بتصريحه الخروج من مأزق؛ وخاصة أنه في زيارة إلي واشنطن، وسجله الحقوقي الداخلي، والخارجي في اليمن جعلت منه مجرم حرب بنظر الرأي العام والناشطين والحقوقيين.

كما أنَّه يريد من إطلاق هذه التصريحات أن يمتص الغضب خاصة في واشنطن؛ حيث إنَّ هناك مساعي حثيثة لإصدار تشريع من قبل الكونجرس الأمريكي لوقف دعم التحالف العربي في حربه في اليمن بعد إشارات من كبار القادة العسكريين إلى أن تدخل التحالف العربي في اليمن استفادت منه إيران وزاد الأمور أكثر سوءً.

وكانت صراعات حادة بين أركان النظام الأمريكي، نشأت بين فريقٍ ممثل بإدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، يحاول بشراسة التصدي لجهود فريق آخر من كلا الحزبين “الديمقراطي والجمهوري” في الكونجرس، والذي يحاول من جهته وضع حدٍّ لدعم واشنطن للرياض.

وضغط أعضاء الكونجرس للتوصل إلى قرارٍ، يقولون إنّه قد يمنع واشنطن من منح السعوديين “شيكًا على بياض” في الصراع الدائر في اليمن، لكن محاولاتهم باءت بالفشل وأصبح التوقيع على الشيك لصالح إبادة الشعب اليمني على يد بن سلمان.

بواسطة |2018-03-25T18:27:49+02:00الأحد - 25 مارس 2018 - 1:24 م|الوسوم: , , , |

ضمن استعداداتهما لمونديال 2018.. التعادل يحسم قمة ألمانيا وإسبانيا الودية

حسم التعادل، مساء أمس “الجمعة”، القمة الودية بين منتخبي ألمانيا وإسبانيا بهدف لكل منهما، ضمن استعدادات الفريقين للمشاركة في كأس العالم بروسيا 2018.

وقدم المنتخبان بداية قوية للقاء، خاصة إسبانيا التي لم تنتظر كثيرًا للتقدم بهدف رودريجو مورينو في الدقيقة 6، ليشعل المباراة مبكرًا.

ورفض الألمان الخروج من الشوط الأول متأخرين في النتيجة، ليتعادل توماس مولر، بعد ضغط هجومي في الدقيقة 35 من زمن اللقاء، لينتهي الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني، استمرت الإثارة بين المنتخبين، وسعى كل منهما في الوصول لشباك الآخر، إلا أن صافرة النهاية كانت أقرب من أن يسجل أحدهما هدف الفوز.

ويلعب المنتخب الألماني في المجموعة السادسة بالمونديال بجانب المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية، بينما تلعب إسبانيا في المجموعة الثانية بجوار منتخبات المغرب والبرتغال وإيران.

بواسطة |2018-03-24T16:18:45+02:00السبت - 24 مارس 2018 - 4:18 م|الوسوم: , , , |

استعدادًا لتصفيات كأس الأمم الإفريقية.. الجزائر تكتسح تنزانيا في مبارة ودية

حقق منتخب الجزائر فوزا عريضا على نظيره التنزاني (4-1)، في المباراة الدولية الودية التي جمعتهما، أمس “الخميس” 22 مارس، وذلك في إطار الاستعدادات لتصفيات كأس الأمم الإفريقية 2019.

وافتتح المهاجم الجزائري بغداد بو نجاح التسجيل لـ “محاربي الصحراء” مبكرا، في الدقيقة 13، وأدرك التنزاني شيزا كيشويا التعادل عند الدقيقة 20، وتقدم منتخب الجزائر من جديد بهدف جاء الهدف الثاني بـ “نيران صديقة” سجله شوماري كابومبي خطأ في مرماه، قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، وعزز الجزائري كارل مجاني تقدم بلاده بحلول الدقيقة 53، ومن ثم عاد بغداد بو نجاح ووقع على الهدف الشخصي الثاني له واختتم به رباعية بلاده.

وسيخوض المنتخب الجزائري مباراة ودية أخرى، يوم الثلاثاء المقبل، ضد نظيره الإيراني.

وتلعب الجزائر في مجموعة واحدة إلى جانب كل من توغو وغامبيا المؤهلة إلى كأس الأمم الإفريقية، المقرر إقامتها في الكاميرون العالم 2019.

بواسطة |2018-03-23T14:42:13+02:00الجمعة - 23 مارس 2018 - 2:42 م|الوسوم: , , , , |

هل تشعل “عفرين” مواجهة مفتوحة بين تركيا ودول الحصار؟

العدسة – منصور عطية

“الاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية”.. عبارة باتت مألوفة لدى متابعي وسائل الإعلام الموالية لدول حصار قطر، في سياق حملة إعلامية مستعرة ضد أنقرة، تقودها الإمارات على وجه التحديد.

هذه الحملة لم تقتصر على الإعلام الساعي لتشويه صورة تركيا في أذهان الشعوب العربية فقط، لكنها انسحبت على تحركات عسكرية إماراتية مشبوهة أصبحت تشكل مصدر قلق كبير للأتراك، وسط تساؤلات بشأن تداعيات تلك الحرب وما يمكن أن تسفر عنه من مواجهات أخرى.

حظر المسلسلات و”احتلال” عفرين

ملامح هذه التحركات المتسارعة كشفتها تقارير إعلامية، تحدثت عن متابعة دوائر صنع القرار في تركيا بتوجس غير مسبوق لما تحول إلى مرحلة الاستهداف المباشر والمكشوف لتركيا على العديد من الأصعدة.

المحور الأول للتحركات التي تتزعمها دولة الإمارات، كان في المحور الإعلامي عبر حرب إعلامية تمثلت أبرز خطواتها مؤخرا في حظر بث المسلسلات التركية، بينما تصاعد هجوم إعلام الحصار على تركيا، في أعقاب تمكن الجيشين التركي والسوري الحر من السيطرة على مدينة عفرين شمال سوريا.

وجاء التصعيد الإعلامي الإماراتي والسعودي ضد تركيا، بعد أيام من قرار وقف بث المسلسلات التركية على قنوات مجموعة “إم بي سي” السعودية العاملة من الإمارات، والأنباء التي وصلت تركيا عن أن القرار سياسي، وله أبعاد إقليمية تقودها الإمارات من أجل وقف التأثير التركي على الشعوب العربية.

وطوال الأيام الماضية، شنت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية العاملة من دبي وأبوظبي بشكل خاص، هجوما غير مسبوق على تركيا، واستضافت ناطقين أكرادًا وعربًا من أجل مهاجمة الدور التركي في سوريا واتهام أنقرة بالسعي لاحتلال أراضٍ عربية.

وركز الخطاب الإعلامي لها على بث أخبار تتعلق بـ”قتل المدنيين السوريين في عفرين”، و”احتلال تركيا أراضيَ سورية”، وغيرها من العناوين المتعلقة التي تشوه صورة عملية “غصن الزيتون”، وصورة تركيا في العالم العربي بشكل عام.

تحركات عسكرية

أما المحور الثاني، فانقسم إلى حدثين أولهما: الأنباء التي تناولت تزعم الإمارات اجتماعا عُقد على متن يخت في البحر الأحمر إلى جانب عدد من زعماء المنطقة، وهدف إلى بحث سبل مواجهة تركيا.

الحدث الثاني، كان مشاركة أبوظبي في مناورات عسكرية إلى جانب إسرائيل وأمريكا ودول أخرى في اليونان، على خلفية تصاعد التوتر بين أنقرة وأثينا في بحر إيجه.

هذه الأنباء جاءت بالتزامن مع ما كشفته وسائل إعلام دولية نقلا عن مصدرين مطلعين من قولهما: إن “قمة سرية أواخر 2015 جمعت بين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وولي ولي العهد السعودي آنذاك محمد بن سلمان الذي أصبح وليا للعهد، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني، عقدت على متن يخت في البحر الأحمر، نظمها رجل الأعمال الأمريكي اللبناني جورج نادر، مستشار ولي عهد أبوظبي”.

وحسب الموقع، فإن “نادر”، الذي خضع مؤخرا للتحقيق بشأن تمويل حملة دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية، عرض على المشاركين في الاجتماع تشكيل تحالف إقليمي من 6 دول عربية، بحيث تصبح هذه الدول المتحالفة قوة تعول عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ تركيا وإيران في المنطقة.

هل تتطور المواجهة؟

ولعل التساؤل الأبرز بعد رصد أبرز ملامح خطة دول الحصار بقيادة الإمارات، هو إلى أي مدى يمكن أن تتطور مواجهة هذا المحور مع تركيا.

ربما كان الأمر يتوقف عند حدود التراشق الإعلامي، وبث متبادل للبرامج والمواد الإعلامية المختلفة، لكن التحركات العسكرية الإماراتية تثير القلق بشأن نية أبوظبي الإقدام على مزيد من الخطوات.

يبدو الحديث المبكر عن ضربة عسكرية محتملة غير منطقي لعدة أسباب؛ في مقدمتها القدرات الكبيرة التي يتمتع بها الجيش التركي، وعضوية أنقرة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

لكن بالنظر إلى عوامل أخرى في مقدمتها المعارضة الأوروبية والغربية الواسعة للتدخل التركي في عفرين، واحتمالات المواجهة بين أنقرة وواشنطن في منبج السورية، رغم أنه يؤجل الحديث عن احتمالات مواجهة عسكرية بين دول الحصار وتركيا لكنه لا يستبعدها.

في المقابل، فإن المساندة العسكرية التركية لقطر بقاعدتها في الدوحة، إبان الأزمة الخليجية الحالية، كانت من بين العوامل التي ألغت ضربة عسكرية كانت دول الحصار تنوي توجيهها لقطر.

وفي هذه الحالة، فإن الأمر ينطوي على تصعيد كبير في الحملات الإعلامية المضادة من دول الحصار، والتي تعتبر تركيا بادئة فيما يتعلق بهذا المجال، من خلال مجموعة من المسلسلات والأعمال الفنية لتركيا، اخترقت صميم الثقافة العربية، وتعلق بها الملايين من المشاهدين بالمنطقة.

وليس مستبعدا أيضا أن تتضمن المواجهة تصعيدا دبلوماسيا، على مستوى العلاقات الثنائية بين تركيا من جانب، ودول الحصار كل على حدة من جانب آخر، أو على مستوى تقديم شكاوى فردية وجماعية لدى الجهات الدولية المعنية، مثل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمجلس الدولي لحقوق الإنسان.

ثمة توجه آخر قد تلجأ إليه دول الحصار، ويعني التدخل العسكري بالوكالة، من خلال تقديم الدعم المادي واللوجيستي لقوات النظام السوري أو الميليشيات الكردية التي تخوض قتالا شرسا مع الجيش التركي في عدة جبهات.

للصراع جذور

القيادة الإماراتية لكل الجهود السابقة التي تحارب تركيا، تعود إلى خلافات ترجع جذورها إلى ثورات الربيع العربي، التي ساندتها أنقرة منذ البداية، بينما حاربتها الإمارات وسعت لتمكين الثورات المضادة في تلك الدول، على أرضية معاداة تيار الإسلام السياسي الذي قاد الثورات.

الملف المصري المرتبط بتعامل البلدين مع الثورات كان خير شاهد، فبينما مولت الإمارات علانية التحركات التي انتهت إلى الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، ودعمت بقوة مستمرة حتى الآن نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، احتضنت تركيا الفارين من مؤيديه والمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وناصبت السيسي العداء.

وخلال العامين الأخيرين، كانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو 2016، والأزمة الخليجية يونيو 2017، هما الحدث الأبرز في تعاظم الأزمة بين البلدين على نحو غير مسبوق.

تقارير إعلامية تحدثت عن اتهام السلطات التركية للإمارات بإنفاق نحو 3 مليارات دولار من أجل تمويل المحاولة الانقلابية الفاشلة للإطاحة بأردوغان ونظامه، عن طريق المتهم الأول بالتورط فيها، رجل الدين المعارض، عبدالله كولن وجماعته المعروفة باسم “الخدمة”، والمتغلغلة في الدولة التركية.

أما الأزمة الخليجية، فقادت إلى فهم أكبر للدور الإماراتي في محاولة الانقلاب الفاشلة، حينما كان أردوغان في طليعة المساندين لقطر ضد حصار الرباعي العربي، ليس بالكلمات فقط بل بالقوة المسلحة، حيث انتقلت القوات التركية إلى قاعدتها العسكرية الوليدة في قطر.

تقارير أخرى نقلت عن مصدرين؛ أحدهما دبلوماسي وآخر أمني، ما قيل إنها معلومات جديدة، حول دور أبوظبي في مساعدة جماعة “كولن” للقيام بمحاولة الانقلاب الفاشلة.

على الجانب الآخر، كانت منطقة شرق إفريقيا بما تمثله من أهمية إستراتيجية كبيرة، ساحة لصراع على النفوذ بين تركيا والإمارات.

لكن الإمارات تعرضت لصفعة قوية خلال الأيام الماضية، عندما تقدم الصومال بشكوى للجامعة العربية عقب توقيع شركة موانئ دبي اتفاقية مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي لاستغلال ميناء “بربرة”، ورفض برلمانها تلك الاتفاقية.

بواسطة |2018-03-22T18:59:36+02:00الخميس - 22 مارس 2018 - 8:55 م|الوسوم: , , , , , , , , |

أسبوعا الرشاوي.. كم يدفع بن سلمان لترامب من البقرة الحلوب وما المقابل؟!

العدسة – معتز أشرف

يبدو أن قطارالرشاوي السلمانية انطلق ولن يتوقف في بلاد العم سام، وكانت أولى محطاته لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمير السعودي الطائش محمد بن سلمان، ليخرج الحديث بعدها من الكواليس إلى العلن بحديث ترامب عن ضرورة المشاركة في ثروات البقرة الحلوب، وهو ما نحاول رصده في ظل الإصرار الأمريكي على حلب السعودية حتى آخر ريال سعودي.

7 محطات للرشاوي!

في أسبوعين من المقرر أن تواصل دبلوماسية الشيكات السعودية دورها في أمريكا، بحسب المراقبين؛ حيث تتوقف في سبع محطات بدأت بلقاء “ترامب” لمناقشة العديد من المحاور الهامة التي تهم البلدين، منها التصدّي للفوضى الإيرانية، بحسب وصف دوائر الإعلامي السعودي الرسمي، وصفقة القرن، والمستجدات في سوريا خاصة دور روسيا، يتبعها لقاءات بحسب البرنامج السعودي المعلن في بورصة نيويورك وجامعتي هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلال زيارته إلى بوسطن والمديرين التنفيذيين من جنرال إلكتريك للحديث عن تطوير محطات الطاقة النووية في المملكة، حيث تسعى المملكة لتوطين صناعتها الدفاعية، ومقر شركتي أمازون وبيونج العملاقة، بجانب زيارة عاصمة النفط الأمريكية – مدينة هيوستن بولاية تكساس – كما لدى شركة أرامكو العملاق السعودي فرع في هيوستن، ويتوقع أن يلتقي بعدة شركات نفطية شهيرة إلى جانب عدد آخر من الشركات العملاقة الموجودة في وادي السيليكون، مع اجتماعات مع شركات ومستثمرين في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية، فإن المملكة من خلال الجولة تسعى لتحسين صورتها لدى المستثمرين والشركات الأجنبية بعد توقيف حوالي 350 من نخبة رجال الأعمال في السعودية عقب حملة مكافحة الفساد التي أطلقتها مطلع نوفمبر الماضي، وتعتزم الرياض عبر الاستثمارات الأجنبية، حسب الصحيفة، تنويع اقتصادها والابتعاد عن النفط في إطار خطة للتحول الاقتصادي تتضمن طرح جزءٍ من عملاق النفط السعودي “أرامكو” للاكتتاب العام، مؤكدةً أنّ هذا الطرح يعدّ أحد محاور زيارة محمد بن سلمان.

كم يدفع؟!

إنها زيارة مدفوعة الثمن، بحسب موقع “ذا أمريكان كونسرفاتيف” الأمريكي البحثي الذي كشف عن أنَّ اللوبي السعودي في أمريكا كثف نشاطه من أجل تمهيد الطريق أمام زيارة ولي العهد محمد بن سلمان وسخر الموقع من الطريقة التي يتوقع أن تستقبل بها المؤسسات الأمريكية ابن سلمان”، وقال: “سيسير بقدميه على السجادة الحمراء التي طرحها البيت الأبيض والكونجرس ومؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن”، متسائلا: ولمَ لا؟”، ويجيب “لقد دفع ابن سلمان ثمن تلك السجادة بالفعل”، وذلك في إشارة إلى الصفقات التي عقدتها الإدارة الأمريكية مع السعودية في مايو الماضي خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة التي بلغت قيمتها ما يقارب 400 مليار دولار، مضيفًا أنه “لا يوجد زعيم في العالم على قيد الحياة أنفق مليارات الدولارات في واشنطن على شركات وجماعات الضغط، ومراكز الأبحاث، مثلما فعل ابن سلمان“.

المبلغ الأول في المشهد كشفه الرئيس الامريكي دونالد ترامب، خلال المأدبة التي عقدها للأمير السعودي في البيت الأبيض؛ حيث قال ترامب: “شرف لنا أن نلتقي بالوفد السعودي الذي التقيت أغلب أفراده في مايو الماضي حينما وعدتنا السعودية بـ400 مليار دولار لشراء معداتنا العسكرية وأشياء أخرى”، مضيفًا أنّ السعودية دولة ثرية جدًا.. وستعطينا جزءًا من هذه الثروة في شكل وظائف أو شراء معدات عسكرية، كما نأمل “.

ووفق مسؤول رفيع من إدارة الرئيس ترامب فإنه “خلال الأشهر التسعة الماضية، وافق الكونجرس على بيع أسلحة بقيمة 54 مليار دولار أمريكي إلى المملكة، وتابعت وزارة الدفاع عدة برامج لبناء قدراتها وإمكانياتها، كما كشف عن أن “تعد السعودية ثالث أكبر مَصْدَرٍ للاستثمارات الأجنبية من الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، بعد إسرائيل والإمارات، بقيمة بلغت 12.3 مليار دولار في العام 2016، ودعمت أكثر من 10 آلاف وظيفة أمريكية”، موضحًا أنّ إحدى أسباب زيارة ولي العهد ستكون: “من أجل دعم صفقات تجارية مع الشركات الأمريكية، بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، من شأنها أن تخلق 120 ألف وظيفة جديدة في أمريكيا”، كما ينتظر أن تستثمر السعودية في البنية التحتية الأمريكية، بقيمة 20 مليار دولار.

أجندة المليارات

وينتظر ابن سلمان دفاتر شيكات كثيرة، ووفقا لواشنطن بوست، فإن مورين شومان، المتحدثة باسم شركة “لوكهيد مارتن” العسكرية الأمريكية قالت: “أكبر صفقة سيتم إبرامها مع السعودية ستكون بقيمة 28 مليار دولار، وستكون مخصصة للدفاع الجوي المتكامل، وأبرزها الصواريخ الدفاعية والسفن القتالية والطائرات التكتيكية، وتابعت “معظم تلك الاتفاقيات تم التوافق عليها خلال زيارة ترامب إلى المملكة، ونعمل في الوقت الحالي على إتمامها من خلال موافقة كلا الحكومتين”.

وأوضحت الصحيفة أنَّ الخارجية الأمريكية أبلغت الكونجرس في 6 أكتوبر من العام الماضي، أنها وافقت على بيع محتمل لحكومة السعودية للنظام الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية المعروف باسم منظومة “ثاد”، مقابل ما يقدر بـ15 مليار دولار أمريكي، أضافت “واشنطن بوست”: “لكن لا يزال العقد غير مفعل، فيما أوضحت “لوكهيد مارتن” أنها اتفقت على مشروع مشترك مع السعودية لتشييد مصنع يمكنه بناء نحو 150 مروحية “بلاك هوك إس-70” في المملكة، وهو ما سيوفر نحو 450 وظيفة في السعودية.

شركة “جنرال إلكتريك” الأمريكية، تبحث كذلك عن توقيع صفقة متأخرة منذ زيارة ترامب للسعودية تقدر بقيمة 15 مليار دولار، وقال ممثل شركة “جنرال إلكتريك” للصحيفة الأمريكية: “ننخرط في حوار بناء مع الجهات الحكومية السعودية ذات الصلة”، وكشف أن الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك أجرى عددًا من التطويرات بالشركة وغير ثلثي كبار المسؤولين التنفيذيين فيها خلال الأشهر التسعة الماضية، وسيسافر عدد كبير منهم إلى المملكة هذا الأسبوع لإبرام عدد من الاتفاقات.

مقابل متعثر

عقدة ايران حاضرة في دفاتر الشيكات السعودية، حيث تطرق الاجتماع مع الرئيس الأمريكي إلى الاتفاق النووي الذي عقدته القوى الكبرى مع إيران في عام 2015، واستمع ترامب إلى “وجهة نظر بن سلمان فيما يتعلق بانعكاسات هذا الاتفاق على المنطقة”، بحسب ما قال المصدر من البيت الأبيض، ويشكل الاتفاق النووي الإيراني مصدر قلق كبير للسعودية وإسرائيل؛ حيث يندد بن سلمان ونتنياهو بالاتفاق منذ وقت طويل ويبرران ذلك بأن الاتفاق قصير الأجل ولا يشمل بنودًا حول برنامج إيران للصواريخ البالستية أو دعمها لمسلحين مناهضين لإسرائيل في المنطقة. وسبق لنتنياهو أن وصف الاتفاق بـ “الخطأ التاريخي”.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست ” الأمريكية فإنَّ من أهم “العقبات”، التي تنتظر محمد بن سلمان، خلال لقائه مع كبار المستثمرين الأمريكيين، تتعلق بتقديمه تفسيرًا واضحًا للحرب على الفساد، والصراع المزعوم مع عددٍ من الأمراء البارزين في المملكة، كما سيكون إنقاذ السعودية من مستنقع اليمن،  الحاضر الثالث في دفاتر المقابل المالي، ومن المقرر أن يكون اللقاء مع أعضاء في الكونجرس للرد على التنديد بالدور السعودي في هذه الأزمة، إذ يعتزم أعضاء من الكونجرس الحدّ من الدعم العسكري الأمريكي للرياض بسبب النزاع اليمني، لكن مسؤولًا أمريكيًا قال: “دون التوصل إلى حل لإنهاء الحرب اليمنية فإنَّ أفضل ما يمكننا القيام به هو التهدئة”.

أزمة سوريا حضرت في دفاتر المقابل، حيث كشف مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، سيبحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كيفية “إجبار روسيا على دفع ثمن” إجراءاتها في سوريا ودعمها لإيران، إلا أنَّ الكرملين رد بقسوة وسريعا بقوله : “سددنا ونسدد دائما حساباتنا ولن نسدد حسابات الآخرين”.

بواسطة |2018-03-22T18:38:44+02:00الخميس - 22 مارس 2018 - 6:55 م|الوسوم: , , , , |

“ديلي ميل” أبوظبي والرياض وراء الإطاحة بـ”تيلرسون”

قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن القائدين العربيين اللذين كانا وراء إقالة الرئيس الأمريكي لـ”تيلرسون” قبل أيام، هما ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد.

وكان أقال الرئيس الأمريكي وزير خارجيته “ريكس تيلرسون”، الثلاثاء 13 مارس، بعد سلسلة من الخلافات العلنية بشأن قضايا، واختار بدلا منه مدير المخابرات المركزية الموالي له “مايك بومبيو”.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها أمس “الأربعاء” إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان يدَّعي أن إقالة “تيلرسون” كانت أحد مطالبه من “ترامب”، قدَّمه عبر “جاريد كوشنر”، من أجل تنفيذه قبل زيارته الولايات المتحدة.

وكان وزير الخارجية المُقال مؤيدًا لاتفاق نووي مع إيران وكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وهو الأمر الذي أثار فزع عدُوَّيْ إيران اللدودين: السعودية والإمارات.

وتقول الصحيفة إن “تيلرسون” أثار غضب هذين النظامين أيضا، بعدما دفع باتجاه إنهاء الحصار البري والبحري والجوي لقطر، على خلفية ادعاءات بأنَّ تلك الأخيرة ترعى الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة دوما.

بواسطة |2018-03-22T17:31:40+02:00الخميس - 22 مارس 2018 - 5:31 م|الوسوم: , , , , , , |

صراع الكعكة.. من يأكل مملكة الطائش “بن سلمان”.. أمريكا أم روسيا؟!

العدسة – معتز أشرف

في قصف متبادل استخدمت فيه الحروف الملتهبة والمناكفات اللفظية الحادة، واصل البيت الأبيض والكرملين الصراع على كعكة مملكة الأمير الطائش محمد بن سلمان، وكان الرئيسان الأمريكي والروسي على قدم المساواة في الصراحة، فالأول لم يترك زيارة فتى السعودية الطائش تمر دون التأكيد على حلب البقرة السعودية، والثاني جدد تمسكه بحلبها بطريقته، ودون المساس بالمشاعر الأمريكية، وبين هذا وذاك، تقف ديار “بن سلمان” عاجزة ترصد الصراع بين القطبين على أكل تركة يبددها فتى لم يبلغ الرشد السياسي بعد، كما يقول كثيرون.

روسيا ترفض!

وفي أول رد على الهجوم الأمريكي، قال موقع روسيا بالعربية، نقلا عن “نوفوستي: “العلاقات بين روسيا والسعودية شهدت تطورا ملحوظا، خلال العامين الأخيرين، ويشهد على ذلك تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين، وزادت هذه العلاقات تطورًا بعد الزيارة، التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في 4 أكتوبر الماضي، إلى العاصمة الروسية وإجرائه مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين”.

ووصف الموقع تصريحات الأمريكان بأن روسيا تعمل على تقويض العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية من خلال “إمدادات الأسلحة” بأنها مزاعم، ونقل عن المسؤول الأمريكي: “سنخصص جزءا من محادثاتنا مع السعوديين، للوقوف على محاولات روسيا استخدام الوضع لصالحها.. لقد عطلت روسيا قرار مجلس الأمن الذي كان سيحمل النظام الإيراني مسؤولية برنامج الصواريخ الباليستية.. وفي نفس الوقت، قدموا للسعوديين أنظمة دفاع جوي متقدمة، مضيفًا أن روسيا “قدمت عددًا من الوعود للنظام الإيراني” لتوريد الأسلحة، مثل النماذج المتقدمة للدبابات والطائرات العسكرية، وأن “هذا مثال على الكيفية التي تساعد بها روسيا، من جهة، ولكن خلف الكواليس تضخم الأزمة… بطريقة تهدف بوضوح إلى تقويض العلاقات الأمريكية السعودية”، يأتي هذا أيضًا في تأكيدات أمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيناقش مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كيفية “جعل روسيا تدفع الثمن” مقابل أعمالها في سوريا، حيث من المقرر عقد اجتماع بين “ترامب” و”بن سلمان” الثلاثاء.

وأكد عضو البرلمان الروسي، ألكسي بوشكوف، الثلاثاء، أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تدهورت بسبب سياسة واشنطن وليس بسبب تصرفات موسكو، وقال معلقا على الاتهامات الأمريكية: “تتهم الولايات المتحدة روسيا بتقويض العلاقات بينها وبين السعودية، ولكن العالم كله يعرف أن ذلك ليس بسبب روسيا، لكن بسبب سياسات الولايات المتحدة السيئة للغاية في الشرق الأوسط، نعم بسبب أعمالهم السيئة، فهم يرون شبح روسيا في كل مكان”.

صراحة “ترامب”!

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسم الجدل مبكرًا، وكشف أوراق الطمع الأمريكي والصراع على كعكة السعودية مع روسيا، حيث قال علي مأدبة غداء، للأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له، خلال زيارته للبيت الأبيض الثلاثاء: “السعودية ثرية جدا وستعطينا جزءا من هذه الثروة كما نأمل، في شكل وظائف وشراء معدات عسكرية، لقد وعدتنا السعودية بـ400 مليار دولار لشراء معداتنا العسكرية وأشياء أخرى، ولا يوجد أي أحد في مكان بالعالم قريبًا حتى من قوة صواريخنا وطائراتنا، وكل معداتنا العسكرية من ناحية التكنولوجيا ونوعية المعدات، والسعودية تقدر ذلك”.

وكان “ترامب” أكثر صراحة في مقابلة مع “رويترز” بالبيت الأبيض، حيث اشتكى من أن السعودية لا تعامل الولايات المتحدة بعدالة قائلا إن واشنطن تخسر “كما هائلا من المال” للدفاع عن المملكة، وأضاف: “بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة لأننا نخسر كمًّا هائلا من المال للدفاع عن السعودية”، وهي التصريحات التي تذكر بأخرى أدلى بها خلال حملته الانتخابية في 2016 حين اتهم المملكة بأنها لا تتحمل نصيبا عادلا من تكلفة مظلة الحماية الأمنية الأمريكية، وقال “ترامب” في مؤتمر انتخابي في ويسكونسن قبل عام: ”لن يعبث أحد مع السعودية؛ لأننا نرعاها… إنها لا تدفع لنا ثمنا عادلا، نخسر الكثير من المال“.

إنها “البقرة الحلوب” التي تدرّ ذهبًا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، كما وصف “ترامب” السعودية، خلال حملته الانتخابية كذلك، حيث طالب وقتها النظام السعودي بدفع ثلاثة أرباع ثروتها بدلاً عن الحماية التي تقدمها القوات الأمريكية لآل سعود داخلياً وخارجياً، واعتبر “ترامب” -الذي يعتبر حتى الآن أول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية ينتقد السعودية علانية ويقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية- أن آل سعود يشكلون “البقرة الحلوب” لبلاده، ومتى جفّ ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب، عند ذلك نأمر بـ«ذبحها»، أو نطلب من غيرنا ذبحها، أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها، وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعداؤها، وعلى رأسهم آل سعود.

صفقة “اس 400” !

ويرى مراقبون أن شراء السعودية منظومة “اس-400” الدفاعية من روسيا، في عام 2017، هي سبب الغضب الأمريكي الطامع في السيطرة على “البقرة الحلوب” بمفرده، واعتبر الخبير العسكري الروسي رسلان بوخوف، أن صفقة “اس-400” الروسية مع المملكة العربية السعودية لها أبعاد خطيرة، وأعرب الخبير “بوخوف” عن ذهوله بالصفقة الأخيرة، حيث لم تكن هناك نية للمملكة لشراء منظومة روسية؛ كون الأخيرة تعتمد على السلاح الأمريكي، هذا كله يثير الكثير من التساؤلات حول الهدف من الصفقة، وأضاف: “نعم لم يكن متوقعًا من المملكة شراء هذه المنظومة الدفاعية الحديثة، وهي حصلت بسرعة قياسية بالرغم من أن السعودية لا تعتمد على التسليح الروسي، بل على التسليح الأمريكي، هذا يضع شكوكًا وأسئلة كثيرة حول الصفقة، وشدد “بوخوف” أن الصفقة الأخيرة هي خطيرة، وتمنى أن يكون الجانب الروسي قد تنبه لهذه المخاطر التي قد تكون كارثية لروسيا، وذلك من خلال بيع الأسلحة للسعودية التي يمكن أن تكشف سر هذه المنظومة لدول أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

روسيا كانت واضحة بعد لقاء “ترامب – بن سلمان “، حيث شنت هجوما على سياسات أمريكا يعطي دلالة بعدم التراجع عن الكعكة السعودية، حيث قال الكرملين: “سددنا ونسدد دائما حساباتنا، ولن نسدد حسابات الآخرين”، وذلك تعليقا على خطط المناقشات الأمريكية السعودية حول سوريا واليمن، وأضاف عبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيكسوف، أن توجه محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة شأن يخص العلاقات الثنائية بين البلدين، وموسكو تحترمها، لكن أولوية موسكو هي تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل لها مع السعودية، مؤكدًا أن زيارة محمد بن سلمان لواشنطن علاقات ثنائية بين أمريكا والسعودية، وأن الأهم بالنسبة لموسكو هو تطوير العلاقات مع الرياض، و”لدى الرياض وموسكو إرادة سياسية ورغبة ببذل كل الجهود لتنفيذ الاتفاقيات”.ذ

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان أوضح من الكرملين في عام 2017، عندما حذر المملكة العربية السعودية من محاولة “فرض الديمقراطية الأمريكية” عليها، مؤكدا أنه لا يوجد أسباب جذرية للخلافات مع المملكة العربية السعودية، وذلك ردًّا على سؤال عما إذا كانت روسيا تخشى من أن تفضل السعودية العودة للتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة بدلا عنها، فيما أضاف: “ظهرت لدى روسيا إمكانيات للتعاون مع السعودية في المجال العسكري”، مشيرًا إلى التعاون بين موسكو والرياض في مجال استقرار أسعار النفط، فضلا عن أن هناك عقودًا متعددة المليارات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، معربًا عن أمله في زيادة حجم العقود مع روسيا.

بين “ترامب” و”بوتين”!

مجلة “تايم” الأمريكية، تشير إلى عدة أسباب لا تسمح بتحسين العلاقات الروسية – الأمريكية بسرعة، خاصة في ظل الصراع على كعكة السعودية، وفي مقدمتها الناتو، حيث يريد “ترامب” تعزيز الحلف، فيما تريد روسيا إضعافه، و”ترامب” يدعو بلدان الحلف لزيادة نفقاتها العسكرية بنسبة 2 % من الناتج المحلي الإجمالي، فإذا ازدادت مالية الحلف وعزز قوته، فإن روسيا لن ترحب بذلك، كما أن مساعدي “ترامب” المقربين في مجال الدفاع والأمن ليسوا من الموالين لموسكو، فوزير الدفاع جيمس ميتيس، يعتبر روسيا وبوتين “الخطر الجيوسياسي الرئيسي”، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو يستنكر “تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، ومساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي السابق مايكل فلين كان صديقا لموسكو، ولكنهم أجبروه على الاستقالة، وحل محله الجنرال غربرت – ريموند ماكماستر، الذي سمى روسيا دولة “معادية وتحريفية”، أما فيونا هيل التي عينها “ترامب” مديرة البيت الأبيض لشؤون أوروبا وروسيا، فقد كتبت: “يجب على الغرب تعزيز دفاعاته وتقليص ضعفه الاقتصادي والسياسي، ووضع الخطط لمواجهة الأزمات، لكي يتمكن من مواجهة حرب “بوتين” في القرن الحادي والعشرين”.

بواسطة |2018-03-22T15:49:10+02:00الخميس - 22 مارس 2018 - 4:55 م|الوسوم: , , , , , |

لوبينيون الفرنسية: اليمن تحت احتلال سعودي-إماراتي بمساعدة الغرب

العدسة – إبراهيم سمعان

يشهد اليمن مأساة إنسانية واسعة النطاق للسكان المدنيين، شجبتها المنظمات غير الحكومية؛ فهذا البلد الأشد فقرًا في المنطقة وقع تحت احتلال سعودي- إماراتي بمساعدة الغربيين.

هذا ما خلصت إليه صحيفة “لوبينيون” الفرنسية التي سلطت الضوء على الأزمة التي يمر بها اليمن، وسط تقارير عن تورط فرنسا في جرائم الحرب التي تُرتَكب هناك من خلال تسليحها للسعودية والإمارات.

وفق تقرير صادر عن مكتب المحاماة Ancile  بتفويض من منظمتي العفو الدولية والحركة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب المعروفة اختصارًا بـ “ACAT” ، تقدم فرنسا أسلحة (مدافع القيصر وبنادق قنص وعربات مدرعة وذخيرة…) ومساعدات (استخبارات، وصيانة ميراج 2000) إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

بالنسبة لهاتين المنظمتين غير الحكوميتين، من المحتمل أن تنتهك هذه الأسلحة، المستخدمة في الحرب اليمينة، القانون الإنساني الدولي، وقد تتحمّل الدولة المصنعة المسؤولية الجنائية بتهمة “القتل الخطأ” و”التواطؤ في جرائم الحرب”.

خمسة عشر ألف ضحية، 3 ملايين نازح، مليونا طفل بلا مدارس، مليون شخص مصاب بالكوليرا، 17 مليونًا يعاني من المجاعة، ومتوسط ​​الراتب مقسوم على أربعة (100 دولار شهريًا) …  هذا هو السجل المحزن للصراع اليمني منذ شن السعودية والإمارات الحرب على جارتهم العربية في مارس 2015 لمساعدة الحكومة “الشرعية” التي فرت إلى الجنوب.

يوم الثلاثاء الماضي، ندَّدت منظمة العفو الدولية بفرنسا والحركة المسيحية من أجل إلغاء التعذيب بالدعم العسكري من الغرب (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا) إلى الرياض وأبو ظبي، مشيرة إلى أن هذه المساعدات قد تنتهك القانون الإنساني الدولي.

ويأتي هذا بينما كان دونالد ترامب يستقبل الثلاثاء في البيت الأبيض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقبل أن يتجه إلى فرنسا منتصف أبريل المقبل.

في اليمن، شجب لوران بونفوا، الباحث في مركز البحوث الدولية بمعهد الدراسات السياسية في باريس، الهجمات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار والقوات الخاصة الأجنبية واستخدام القوة لاستعادة “السلطة الشرعية ضد ما يسمى التمرد الذي تدعمه إيران”، مطلقًا جرس إنذار حو المأساة الإنسانية المستمرة وفي ازدياد.

من جهته قال فادي باعوم، رئيس الحركة الشبابية في الحراك اليمني الجنوبي: “التحالف يشن بانتظام غارات جوية ولهم ضباط يتولون قيادة مقاتلين جنوبيين وأجانب على الأرض يوفّرهم أريك برنس، مؤسس بلاكووتر للقتال البري”، لافتًا إلى أن المقاتلين الجنوبيين يتقاضون 400 دولار في الشهر.

على الصعيد السياسي، تمكنت السعودية أواخر عام 2017 من التصالح مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين، وقد قام الأخير بقتله في 4 ديسمبر وأصبح له اليد العليا على المقاتلين الذين كانوا موالين له. يدور القتال حاليًا في محيط مأرب وتعز وعلى الحدود مع السعودية، لكن الائتلاف فشل في صدّ الحوثيين في شمال اليمن.

“السعوديون والإماراتيون يستخدمون الآن المجاعة كسلاح في الحرب من خلال فرض حصار برّي وبحري وجوي” يضيف باعوم، الذي أوضح أنهم يراهنون على انقلاب السكان ضد الحوثيين، مع الزوارق الدورية التابعة له، يمنع التحالف وصول المساعدات إلى ميناء الحديدة، آخر ميناء رئيسي تحت سيطرة الحوثيين.

التحالف يسيطر بالفعل على موانئ عدن وحضرموت، ومضيق باب المندب، ومأرب المنطقة النفطية (أكثر من 100 000 برميل يوميًا تصدر منها قبل الحرب)، ومحطة الغاز في بلحاف، ويقول باعوم إنَّ “الرياض وأبو ظبي تمولان الحرب بشكل كبير غير قانوني من خلال استغلال الهيدروكربونات في البلاد”، منددًا أيضًا باحتلال سقطرى، الجزيرة اليمنية الواقعة عند مدخل خليج عدن، من قبل الجيش الإماراتي الذي ينوي إقامة قاعدة هناك، كما يمنع التحالف الأشخاص من الفرار إلى عمان ومصر، وهما الدولتان المضيفتان الرئيسيتان.

بعد فشل وساطة الأمم المتحدة والكويت يقوم الأوروبيون بالتعبئة، في 26 مارس، سيجتمع ممثلون عن الحوثيين ومختلف الحركات الجنوبية في لندن لإجراء محادثات مباشرة برعاية بريطانية.

سيقوم العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي، بمبادرة من النائبة الفرنسية باتريشيا لالوند، بإطلاق مبادرة سلام، وفي حين فشل مشروع الهيكلة الإقليمية في الماضي، فإن بعض الحركات في الجنوب تريد العودة إلى الانفصال، لكن الرياض ليست على وشك قبول حكومة حوثية على عتبة بابها شمال اليمن.

بواسطة |2018-03-22T13:21:15+02:00الخميس - 22 مارس 2018 - 12:55 م|الوسوم: , , , , , , |
اذهب إلى الأعلى