صحيفة أيرلندية تتوقع: “بن سلمان” ينتظر نفس مصير لويس السادس عشر وجورباتشوف

إبراهيم سمعان

أكدت صحيفة “أيريش اكسامينر” الأيرلندية، أن الإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في السياسات الخارجية والاقتصادية قد تزعزع استقرار البلاد.

وأوضحت في المقال الذي كتبه “شلومو افينيري”، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة لعبرية بالقدس، والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن أخطر لحظة بالنسبة لحكومة سيئة، عادة ما تكون تلك التي تبدأ فيها إصلاح نفسها، وذلك بحسب المؤرخ ورجل الدولة الفرنسي في القرن التاسع عشر أليكسيس دي توكفيل.

وأضاف “افينيري”: “الإصلاح بعد كل شيء، يعني ضِمنًا أن القواعد والمؤسسات التقليدية فقدت مصداقيتها بالفعل، لكن الهياكل البديلة لم تتأسس بعد”.

ودلل على ذلك بالقول: “كان المثال الكلاسيكي “لتوكفيل” هو نظام لويس السادس عشر، الذي سرعان ما أدت إصلاحاته إلى الثورة الفرنسية، وإعدامه هو شخصيًّا في 1793″.

وتابع: “مثال آخر هو جهود ميخائيل جورباتشوف لإصلاح الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات من القرن الماضي، لكن في النهاية، انهار الاتحاد السوفييتي، وتمت إطاحة جورباتشوف من السلطة”.

ومضى الكاتب قائلا: “اليوم، يمكن أن يحدث شيء مشابه للغاية لولي العهد السعودي الشاب محمد بن سلمان بينما يخطو لتحديث مملكته”.

وأضاف: “طالما حافظت المملكة العربية السعودية على استقرار داخلي (نسبي) عن طريق نشر ثروتها النفطية الهائلة بين رعاياها، وفرض المذاهب الإسلامية الأصولية السعودية القائمة على التقاليد الوهابية المتشددة على المجتمع السعودي”.

وأردف: “بعد تأسيس المملكة في عام 1932، تمتع العديد من السعوديين بمستويات عالية من المعيشة لم يسبق لها مثيل، وتحول مئات من أفراد العائلة المالكة السعودية من شيوخ صحراء إلى أعضاء أثرياء للغاية من النخبة المالية الدولية”.

وتابع: “مع ذلك، وفي السنوات الأخيرة، كان على النظام السعودي أن يقلق بشأن مستقبله، حيث تراجعت أسعار النفط بعد الربيع العربي 2011-2012، الذي أسقط الحكام في تونس ومصر وليبيا واليمن، وتحدى بشدة حكم عائلة الأسد في سوريا”.

ومضى الكاتب يقول: “من جانبه، تلقى محمد بن سلمان الرسالة، منذ أن عين وليًّا للعهد في يونيو 2017، أدخل إصلاحات كاسحة للنظام السعودي”، موضحًا أن بعض أعماله حظيت بتغطية صحفية دولية مواتية، ليس أقلها قراراته التي تسمح للنساء بقيادة السيارة وتقليص سلطة الشرطة الدينية، التي طالما فرضت قواعد اللباس العام.

واعتبر “افينيري” هذه خطوات إيجابية نحو تحرير المملكة من العناصر الوعظية للوهابية.

وأضاف: “مع ذلك، يمكن أن تكون السياسات الجديدة الأخرى إشكالية لا تزال خطة “بن سلمان” لتنويع الاقتصاد السعودي لتقليص اعتماده على النفط في مرحلة التحضير، لكن في غضون ذلك، أطلق حملة “مكافحة الفساد”، والتي رفعت الأعلام الحمراء للمراقبين الخارجيين”.

وتابع: “منذ نوفمبر الماضي، ألقى “بن سلمان” القبض على مئات من أعضاء النخبة السعودية – بمن فيهم الأمراء ورجال الأعمال ذوو الملامح الدولية – لأسباب مريبة، ودون أي اعتبار لسيادة القانون”.

وأضاف: “مما لا شك فيه أن السعودية تفتقر إلى قانون أساسي من القوانين أو الحقوق القانونية، وقد يكون الكثير من السعوديين المحبطين يرحبون بحقيقة أن أولئك الذين اعتقلوا في التطهير قد وافقوا، تحت ضغط، على إعادة بعض من الثروات التي تكون بشكل غير سليم إلى الخزانة التي يسيطر عليها بالطبع ولي العهد”.

ومضى قائلا: “لكن حتى إذا نجح “بن سلمان” في تعزيز قوته وتحبيب الناس فيه على المدى القصير، فقد أصبح من الواضح أنه ينوي الحكم باعتباره مستبدًّا، عندما يخلف والده الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”، مشيرًا إلى أن هذا سيكون خروجًا جذريًّا عن تقاليد المملكة في تقاسم السلطة بين الأمراء ضمن نظام لامركزي للغاية.

وأردف: “الأسلوب السياسي الصارم لـ”بن سلمان” له أيضًا تداعيات دولية بالنسبة للمبتدئين، فقد اتخذ خطًّا متشددًا ضد إيران والطموحات الإقليمية لهذا البلد، مما أدى إلى تفاقم الانقسام السني الشيعي”.

وتابع: “نهج “بن سلمان” – الذي يتضمن تصريحات تفتقر للمعلومات تقارن النظام الإيراني بألمانيا النازية – يحظى بدعم دول سنية أخرى مثل مصر والأردن، ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها لا تبشر باستقرار المنطقة”.

وأضاف: “علاوة على ذلك، كان التدخل العسكري لـ”بن سلمان” في اليمن فاشلًا، كما أن قراره بفرض حظر على قطر جاء بنتائج عكسية، وبالمثل، انتهت محاولته في أواخر العام الماضي لإقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عام 2017 بحالة من الفشل”.

وشدد “افينيري” على أنه من الصعب القول إلى أين تتجه السعودية، لافتًا إلى أن البلد يحتاج بالتأكيد إلى إصلاحات شاملة، لكن بانتظار الحكم بشأن ما إذا كان نهج “بن سلمان” هو النهج الصحيح.

ومضى يقول: “إذا نجح، فسوف يخرج بسمعة كإصلاحي، ومع ذلك، فمن الواضح أنه غير مهتم بإقامة مؤسسات تمثيلية أو تعزيز حكم القانون، لذا فإن بلده سيصبح ديكتاتورية شخصية”.
وتابع: “بدلًا من ذلك، قد تؤدي ميول ولي العهد السلطوية والفشل في السياسة الخارجية المحرجة إلى معارضة داخلية، سواء من النخب التقليدية التي توعد ببترها، أو من الأقلية الشيعية الكبيرة في المقاطعة الشرقية للمملكة، والتي قد يتطلع أعضاؤها إلى إيران كحامية”.

وأضاف: “على الصعيد الدولي، يمكن لتصعيد ولي العهد السعودي مع إيران أن يخرج عن نطاق سيطرته”.

واختتم بقوله: “على الرغم من مشترياتها الأخيرة من الأسلحة من الولايات المتحدة، إلا أن السعودية لا تستطيع الصمود في مواجهة عسكرية مع إيران، إذا حدثت مثل هذه المواجهة، فيجب أن نأمل في ألا تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع”.

بواسطة |2018-04-07T14:50:21+02:00السبت - 7 أبريل 2018 - 2:50 م|

برلمان العار.. ماذا قدم نواب السيسي؟ وهل يستحقون صندوق قمامة الوزير؟

 

العدسة – معتز أشرف

منذ ولادته المتعسرة في عام 2015، وبرلمان الديكتاتور المصري عبدالفتاح السيسي يعمل تحت الطلب، لا يتقدم ولا يتأخر خطوة إلا في الإطار المرسوم ضده، حتى صفعه وزير حكومي بالحقيقة المرة، وأكد في تصريحات صنعت أزمة كبيرة أنها توصيات النواب محلها عنده “صناديق القمامة” لتنفجر أزمة أسقطت ورقة التوت عن برلمان السيسي.

قمامة الوزير!

قيمة المجلس من قيمة نوابه، وهذا ما أثار الغضب داخل البرلمان المصري المحسوب على السيسي، حيث أطلق اللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية، تصريحات من العيار الثقيل قبل أيام في مواجهة البرلمان، حيث أكد أنه يلقي توصيات النواب في “الزبالة”، وهو ما أثار غضب أعضاء البرلمان وطالبوا بإقالته، ما دفع الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس، إلى أن يعلن أن كرامة المجلس والحفاظ عليها، لابد من استردادها، وتصاعدت الأزمة حتى وصلت إلى ما يشبه “جلسة صلح عرفي”، وفق البعض،  قادها المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، حيث جمع الوزير بالدكتور علي عبدالعال، رئيس المجلس، بحضور المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، الذي أكد أنه تم احتواء أزمة البرلمان والحكومة بشأن اللواء أبوبكر الجندى وإلقاء طلبات النواب في القمامة، فيما التزم اللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية، الصمت عقب اللقاء، ورفض الوزير الإدلاء بأية تصريحات للمحررين البرلمانيين، أو الحديث عما دار بالاجتماع، في إشارة إلى عدم موافقته على الاعتذار، وفق ما يرى مراقبون، فالمجلس يُنظر إليه بازدراء واحتقار من دوائر السلطة.

عار صنافير!

ما ذهب إليه الوزير، يراه البعض ذا جدوى من زاوية أخرى، في ظل الأزمات التي تهدد البرلمان المحسوب كليًّا على السيسي، فالمجلس بحسب مراقبين كان دوره مساعدًا للديكتاتور المصري في ولايته الأولى، وشاركه في كثير من تفاصيل الأزمات التي فرضها السيسي على مصر، وفي مقدمتها موافقته، العام الماضي، على احتلال السعودية للأراضي المصرية عبر اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والمعروفة باسم «تيران وصنافير»، والمخالفة للأحكام القضائية وثوابت الحدود المصرية، وأعلن الدكتور علي عبدالعال الموافقة على الاتفاقية بأغلبية الحضور عن طريق الوقوف دون النداء بالاسم، بعد الاستماع لعدد من رؤساء الهيئات البرلمانية والنواب، رغم أن الجلسة شهدت مشادات كلامية بين نواب من ائتلاف «دعم مصر»، وتكتل 25-30، وهو الإجراء الذي رفضه “البرلمان المصري في الخارج، مؤكدًا أن “التنازل عن الجزيرتين المصريتين جريمة نكراء، وأنه ليس من حق أشخاصٍ أو مؤسساتٍ التفويض لأحد كائنًا من كان في التفريط في أي أرضٍ من أراضي مصر بالدستور وبالقانون وبالتاريخ والجغرافيا، لا لنواب مجلس غير شرعي، ولا لرئيس مغتصب للسلطة بانقلاب عسكري، ولا لوزراء، ولا لوزير دفاع عينتهم سلطة الانقلاب الدموي.

أزمة الشرعية!

في الخارج يقف على مسار مواز لمجلس نواب 2015، “البرلمان المصري في الخارج” برئاسة الدكتور جمال حشمت، والذي يعرف نفسه بأنه “البرلمان المصري الشرعي المنتخب، يستند للشرعية الدولية، كآخر برلمان يمثل جمهورية مصر العربية قبل الانقلاب العسكري، والشرعية الثورية، كبرلمان أنتجه ثورة يناير 2011، للقضاء على الفساد والاستبداد، ويحقق آمال وطموحات الثوار التي عصف بها الانقلاب العسكري في يوليو 2013، والشرعية الدستورية من نتاج الثورة ووافق عليه الشعب المصري، والشرعية التي منحها 32 مليون ناخب مصري لهذا البرلمان، وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر على مدار الزمان، وهي شرعية لا يستهان بها”، رافضًا الاعتراف بالبرلمان الحالي وبإجراءاته، وكثيرًا ما يؤكد عدم اعترافه بالاتفاقيات التي يوافق عليها هذا البرلمان، فضلًا عن الزيارات الكثيرة التي يتحرك البرلمان المصري بالخارج من خلالها لعرض القضية المصرية، أو دعم القضايا العربية والإسلامية .

ولازال غياب الباحث الأكاديمي الدكتور عمرو الشوبكي عن مقعده في البرلمان، أحد أبرز الطعون على شرعية المجلس بعيدًا عن البعد السياسي المناهض للانقلاب، حيث لازال المجلس بحسب تصريحات رسمية في مرحلة إعداد تقرير نهائي والوصول لقرار فى إطار الدستور والقانون ولائحة المجلس، ولجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بشأن عضوية “الشوبكى”، الذي وصف محاميه ما يحدث بأنه إهدار صريح للأحكام القضائية ترتقي إلى حد الجرائم الدستورية.

أداء فاشل!

ومنذ اليوم الأول والأداء السيئ لأولى جلسات البرلمان يثير حالة من الاستهجان الشديد لدى الرأي العام والمعارضين والرافضين، وعبر الكثيرون عن استيائهم مما اعتبروها “فضائح” في وقائع الجلسة، خاصة بعد ما أصر النائب “مرتضى منصور” على حلف اليمن الدستورية دون الاعتراف بثورة 25 يناير، وبحسب مراقبين، فإن قلة الخبرة أو الممارسة البرلمانية تحكم البرلمان، حيث إن هناك ما لا يقل عن 65% من الأعضاء يدخلون البرلمان لأول مرة، وبالتالي؛ هناك عدم معرفة بالممارسات البرلمانية المتبعة في الأعراف والتقاليد البرلمانية المصرية على الأقل، وقد تجلت مظاهر قلة الخبرة في التجاوزات التي تمت من النواب ضد رئيس المجلس عند طلب الكلمة أو رفع اللائحة في بعض الأوقات دون داعٍ أو سبب لذلك، كما سقط رئيس المجلس لابتزاز البعض داخل القاعة، وواجه العديد من الانتقادات.

ومن أبرز الانتقادات الموجهة لعبدالعال، غياب الحنكة السياسية لديه في التعامل، وكذلك «الكاريزما» التي امتاز بها معظم رؤساء مجلس النواب المصري، مهما كان الاختلاف عليهم، إضافة إلى الأخطاء القانونية التي كان يتصيدها له النائب القاضي سري صيام، وافتقاده للقدرة على السيطرة على المجلس، وضبط اللغة العربية الفصحى، وقد رصد له لأكثر من مرة أخطاء لغوية ونحوية خلال خطاباته، منها على سبيل المثال 165 خطأً نحويًّا في خطاب الاحتفال بمناسبة مرور 150 عامًا على تأسيس البرلمان المصري، في 10 أكتوبرالماضي، بمعدل تسعة أخطاء في الدقيقة الواحدة، وبحضور 19 رئيس برلمان ومنظمة برلمانية دولية.

ووفق مراقبين، فإن افتقاد رئيس البرلمان للحنكة السياسية، وراء الفشل في إدارة جلسات مجلس النواب؛ ما أدى إلى مشهد فوضوي يتكرر في كل جلسة للبرلمان، كما أن فشل عبدالعال في السيطرة على نواب المجلس، يُعد «نتيجة طبيعية لافتقاره إلى مهارات الإدارة والخبرة السياسية اللازمة، للسيطرة على نواب المصالح ممن يفتعلون معارك شخصية ليس لها علاقة بالمصلحة الوطنية، وبحسب المركز الوطني للدراسات البرلمانية، فإن “حالة الفوضى المسيطرة على جلسات النواب، سابقة لم تحدث في تاريخ البرلمان من قبل، مرجعًا إياها إلى أن قاعة البرلمان أصبحت طاردة، وتعمد رئيس المجلس توبيخ الأعضاء، ورفضه إعطاء الكلمة لعدد كبير منهم، والتعامل معهم كأنهم طلاب يجلسون أمام أستاذهم في مدرجات الجامعة.

تحت الطلب!

وكثيرًا ما كان البرلمان الحالي تحت الطلب، بحسب مراقبين، وتصدرت قضية تعديل الدستور مداولات المجلس كثيرًا، بعد تمريرها من مستويات أعلى تحدثت عن التمديد للسيسي، وردد رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال مرارًا عبارة: “دستور لا يرضي طموحات المصريين»، في العديد من المواقف، سواء كانت خارج المجلس أو أثناء الجلسات، وتمثلت آخر أحاديث رئيس البرلمان في هذا الأمر بالأمس، حيث قال إنه دستور توافقي، ولا يمكن أن يكون مفيدًا، لأنه وضع في ظروف استثنائية، لذلك لا يمكن استمراره للأمد البعيد، ويحتاج النظر في العديد من نصوصه.

وبحسب وكالةرويترز فإن تزكية برلمان السيسي لترشيحه دليل على سحقه للبرلمان، مؤكدة أن
مثل هذه الخطوة أكدت أن مصر ليس بها أية معارضة؛ نتيجة القمع الذي انتهجه السيسي ونظامه”، فيما اعتبرها النائب هيثم الحريري القيادي في تكتل (25-30) ليست الأفضل لمصر، مؤكدًا ان عدم توقيع تكتله على استمارات تزكية للسيسي كان بسبب أن التكتل لديه خلاف حقيقي مع السياسات، وليس مع الأشخاص، فالسياسات المتبعة حاليًا، سواء كانت سياسات اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية، ضد مصر.

وكان الدور الأبرز المرسوم للبرلمان، هو ملاحقة الإخوان وخصوم السيسي في الخارج، لكن فشلت محاولات وفود برلمان السيسي في مصر في هذا الدور، بحسب مراقبين، وشهد مؤتمر اتحاد البرلمانات الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد في مالي، العام الماضي، وقعة بارزة في هذا الإطار، حيث فشل الوفد في  إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمظمة إرهابية، ورفض الوفد البرلماني الجزائري بشدة، طلبًا من برلمان السيسي، طلبه الوفد المصري، فيما تجاهلت وفود برلمانات تركيا ولبنان والمغرب ونيجيريا وإيران، الطلب المصري.

بواسطة |2018-04-06T14:37:17+02:00الجمعة - 6 أبريل 2018 - 2:37 م|الوسوم: , , , |

جادةُ العار.. جرائم “سلمان” في اليمن تلاحقه في لبنان!

 

العدسة – معتز أشرف

“جادةُ العار” صرخة لبنانية تصدرت المنشورات في “فيسبوك” و”تويتر”، استنكارًا لتسمية اتوتستراد “الزيتونة باي” في لبنان باسم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، متناولًا ما يحدث في اليمن من جرائم سعودية، بالتزامن مع سخونة المعركة الانتخابية المتصاعدة ودور السعودية فيها، ليؤكد قطاع ليس بهين في لبنان استمرار المواجهة المفتوحة مع ديار سلمان الأب والابن حتى، ولو في تسمية الطرق باسمهما.

انتفاضة غضب!

لم تهنأ أذرع السعودية في لبنان بالإعلان عن تدشين “جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز”، حيث أطلق لبنانيون حملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم ” #جادة_العار”، تصاعدت وانتشرت فور تدشينها، فانهالت التعليقات والصور التي ترفض وتدين هذا التصرف الذي اعتبروه مذلا في حق لبنان، حيث استنكروا اتخاذ بلدية العاصمة قرار التسمية دون استشارة اللبنانيين، في إطار ما وصفته بـ “تعزيز العلاقات التاريخية اللبنانية – السعودية، وضرورة المحافظة عليها” في خضم أجواء سياسية دقيقة وغير مستقرة تسبق الانتخابات النيابية المقررة في 6 مايو المقبل.

واعتبر المغرد علي اتاني القرار بأنه سقوط لبيروت، قائلا: اليوم سقطت بيروت واحتلها العدو الصهيوني، اليوم مجزرة صبرا وشاتيلا، اليوم اغتيل المفتي حسن خالد، اليوم اغتيل رشيد كرامي، اليوم تدنس بيروت، علينا أن نكون كلنا الشهيد خالد علوان، والبطل حبيب الشرتوني”.

وقالت المغردة زينب كرم على حسابها بتويتر: “في الوقت الذي يسعى الانبطاحيون من بلادي لإذلالنا وإخضاعنا، ومحاولة جعل لبنان كرخانة سعودية بتدشين #جادة_العار.. تأتي الانتصارات المدوية.. لتذكرنا بسيادة عروبتنا، وتجعلنا فخورين بالشعار الذي أصبح رمز نضالنا: “هيهات من الذلة!”، فيما أضافت المغردة ملاك وهبي وهي تنشر صورة تجمع بين مسؤولي السعودية ولبنان: هذه لوحة بعنوان “لما يجتمعوا ولاد الحرام عبيد المال والأموال”.

وبلغة حادة قالت المدونة سارة علي عيسى: “قالها جمال عبد الناصر سابقًا، ونعيدُ القول: إنَّ جزمة كُل شهيد من الشهداء هي أشرف وأطهر من تاج ملك السعودية!”، فيما قال المغرد فادي، وهو ينشر صورة لحذاء عسكري عليه بقع دماء: “كل نقطة دم على هالبوط ، أشرف وأطهر من أكبر راس خليجي وأمريكي وإسرائيلي وكل خائن لوطنو”.

وأضافت المدونة زينب ناجي على موقع “فيسبوك” وهي تنشر صورة لقاء سعودي بالحريري: “الصورة تتضمن: عملاء وقتلة، خونة، أذلاء، خانعين، خاضعين، عبيد المال و#آل_سعود، لكم ذلكم ولنا شوارع أسميناها بالتحرير والمقاومة وباسم شهداء ضحوا ليحيا الوطن عزيزًا كريمًا”، فيما نقل نشطاء صورًا لغاضب يرفع الحذاء على لوحة التدشين.

جرائم السعودية في اليمن كانت حاضرة بقوة في التعليقات، ومنها تعليق “الشيخ فادي رضا“، حيث قال: “ألا تخجلون؟!، ألا تستحون؟!، ألا تعقلون؟!، ألا تفقهون؟! فالإنسان يقتل في اليمن وأنتم تكرمون القاتل”، فيما استنكر حساب هدهد، على “فيسبوك” تسمية شارع باسم من ارتكب جرائم الحرب في اليمن قائلا: “لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به، ومش بس رضيت، كرمت الفاعل وسمت شارع باسمه”، كما قال المغرد “أبو الفضل شومان“: “سامحونا يا أهل اليمن… سامحونا يا شهداء سوريا… سامحونا يا أطفال العراق… نحن ما خصنا بـ #جادة_العار، رئيس حكومتنا بيشتغل خادم عند آل سعود”.

في المقابل، دشن سعوديون هشتاج “#سعوديين_ضد_دعم_لبنان” ردًّا على الهجوم الشعبي اللبناني، وقالت المغردة السعودية مني القرشي: “هذي مقارنة بين عدد البنانيين في السعودية وإيران وحجم التحويلات!، والله إنهم ليسوا أغلى ولا أقرب لنا من القطريين، ويفترض طردهم وقطع العلاقات معهم طالما يحملون الولاء لحزب الله وإيران، وإعلامهم يسيء لحكومتنا أكثر من الجزيرة”، فيما أضاف مستخدم آخر على توتير: “على كثر ما دعمتهم السعوديه وموظفة نص عيالهم وشيبانهم مكان عيالنا السعوديين، مع ذلك ما يبين بعينهم  مسوين هاشتاق اليوم ومسمينه #جادة_العار ادخلوا وانصدموا”.

جرائم اليمن

وبسبب جرائم آل سلمان في اليمن، طالب 17 نائبًا في مجلس العموم البريطاني من مختلف الأحزاب في عريضة رفعت لرئيسة الوزراء “تيريزا ماي” في وقت سابق بإلغاء الزيارة التي تمت بعدها للأمير “محمد بن سلمان” إلى العاصمة البريطانية لندن، وأكد النواب الموقعون على العريضة أن ولي العهد السعودي ارتكب جرائم حرب في اليمن، بصفته وزيرًا للدفاع وممارسة، الانتهاكات بحق المدنيين وصفوها بالخطيرة خلال الحرب التي يشنها على اليمن، أدت إلى نشوب أزمة إنسانية كبيرة، وبحسب العريضة، فإن “بن سلمان” وجه بشكل مباشر للقصف في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، وأوضحت أن الحرب تسببت في انتشار المجاعة والكوليرا على نطاق واسع، كما شدّدت العريضة على أن الحرب في اليمن تسببت في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومع ذلك، لا تزال المملكة المتحدة تبيع الأسلحة للسعودية.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تدخل عسكريًّا في اليمن عندما كان وزيرًا للدفاع عام 2015 بهدف هزيمة الحوثيين وإضعاف النفوذ الإيراني، لكنه فشل في تحقيق الهدفين، واستمر في تحويل اليمن الفقير إلى ساحة للأوبئة والمجاعة والعنف، ومع ذلك استمرت الإدارة الأمريكية في الاقتراب من السعودية، فيما أوضحت أن الكارثة في اليمن غير مقبولة، كما أن من الممكن تفاديها، لكن تشجيع الإدارة الأمريكية للرياض جعل الأخيرة ترتكب أعمالا باليمن يُقال إنها تشمل جرائم ضد الإنسانية.

وقالت الصحيفة: إن “خوف” السعودية العميق من إيران يقف في قلب الكثير من حسابات “بن سلمان” بشأن سياسته الخارجية وأخطائها، الأمر الذي يسبب قلقًا متزايدًا وسط حلفاء الرياض الغربيين، ومشتري النفط وبائعي السلاح، مشيرة إلى غضب ألمانيا من الدور المزعوم للرياض في إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة بسبب رفضه الضغط على حزب الله الذي تدعمه إيران”.

شهادة أممية!

وبحسب الأمم المتحدة، فإن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومع دخول الصراع عامه الرابع يحتاج أكثر من 22 مليون شخص، أي ثلاثة أرباع السكان، إلى المساعدة والحماية، فيما يموت طفل تحت سن الخامسة كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها، كما يعاني أكثر من 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، أي الجوع، ولا يعلم 8.4 مليون شخص كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال موضحًا أبعاد مأساة اليمن في المؤتمر الذي نظمته الأمم المتحدة والحكومة السويسرية قبل أيام: “يتعرض المدنيون للهجمات العشوائية والتفجيرات والقناصة والعبوات غير المنفجرة وتبادل إطلاق النار والاختطاف والاغتصاب والاعتقال التعسفي، وكل 10 دقائق يموت طفل تحت سن الخامسة، نتيجة أسباب يمكن تلافيها، نحو 3 ملايين طفل تحت الخامسة وامرأة حامل ومرضعة، يعانون من سوء التغذية الحاد”، مضيفا أن وضع اليمن اليوم كارثين ولكنه شدد على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي للحيلولة دون أن يصبح اليمن مأساة طويلة الأمد، مؤكدًا أهمية العمل من أجل إنهاء الصراع، والتسوية السياسية التفاوضية، عبر الحوار اليمني-اليمني الجامع، هي الحل الوحيد.

بواسطة |2018-04-06T13:41:11+02:00الجمعة - 6 أبريل 2018 - 1:41 م|الوسوم: , , , , |

المحقق الأمريكي “مولر” يحاصر نفوذ الإمارات في واشنطن

العدسة _ منصور عطية

نفوذ متزايد للإمارات في الولايات المتحدة، يقابله تحدٍ من نوع خاص يخوضه المحقق الأمريكي “روبرت مولر”، الذي ارتبط اسمه دومًا بما يلاحق دولا ومؤسسات وأفرادا من اتهامات بالتأثير في سياسات واشنطن، والانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وربما لم يعد الحديث عن وجود لوبي إماراتي حتى داخل البيت الأبيض من عدمه، لكن عن مدى قوة وتأثير واتساع تواجد هذا اللوبي في السياسات الأمريكية، خاصة الخارجية منها في عهد الرئيس دونالد ترامب.

رائحة إسرائيل تفوح

صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت أن مولر يحقق في احتمال تدخل شركة الاستشارات الإسرائيلية “ويكيستارت” في السياسية الأمريكية، وما لها من علاقات ومشاريع مشتركة مع دولة الإمارات.

وقالت، في تقرير لها، إن الشركة- التي تأسست في إسرائيل عام 2010 وانتقل مقرها بعد ذلك إلى واشنطن كمؤسسة للاستشارات الجماعية- ترتبط بالإمارات، ولمؤسسيها وخاصة “جول زامل” و”دانيل جرين” علاقات بإدارة ترامب وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

وحظيت ويكيستارت- التي تعتمد على شبكة واسعة من الخبراء يقدر عددهم بـ2200 شخص في تحليل المشاكل الجيوسياسية نيابة عن عملاء الشركات والحكومات- بامتياز لخدمة العديد من عملاء الحكومة الأمريكية.

والتقى زامل بشكل غير رسمي بفريق مولر، وطُرح سؤال حول علاقته التجارية مع جورج نادر (رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني) مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والمقرب من ترامب.

ووفقا للتقرير، فإن الإمارات تعاقدت مع ويكيستارت عام 2015 لتنفيذ سيناريوهات تستهدف الحركات السياسية الإسلامية في اليمن وخاصة الإخوان المسلمين، وتحولت جهود الشركة لخدمة الإمارات فيما بعد إلى ما أشار إليه شخص مقرب من الشركة، من استخدام مصادر محلية على الأرض لتوقع التهديدات.

وأشارت الصحفية إلى أن “زامل” أقام في السنوات الأخيرة علاقة وثيقة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإماراتيين، وعقد اجتماعات عمل في الولايات المتحدة.

وتتعلق تحقيقات مولر الأساسية في البحث عن أي روابط أو تنسيق بين روسيا والأفراد المرتبطين بحملة ترامب الانتخابية، بناء على استنتاج للاستخبارات الأمريكية بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016 لصالح ترامب الذي ينفي كما موسكو الأمر.

مولر لديه المزيد

لم تكن تلك الخطوة الأولى على طريق حصار “مولر” للنفوذ الإماراتي، فقبل شهر من الآن كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه بدأ النظر في دور الإمارات المحتمل في شراء النفوذ السياسي بالولايات المتحدة.

ويركز مولر في تحقيقاته تلك على شخصية اللبناني “جورج نادر” المعروف بصلاته مع مسؤولي الإمارات، حيث أجرى فريق التحقيق جلسات استجواب مع نادر، وأوضحت الصحيفة -التي استندت فيما أوردته إلى أقوال شهود عيان مطلعين على سير التحقيقات- أن الأسئلة دارت حول دور محتمل لأبو ظبي في شراء التأثير السياسي بالولايات المتحدة، وتوفير أموال لحملة ترامب.

وأشارت إلى أن أحد الأمثلة على صلات “نادر” القوية أنه تلقى الخريف الماضي مذكرة مفصلة من رجل الأعمال اليهودي “إليوت برويدي” -وهو من كبار المانحين لحملة ترامب- عن لقاء خاص مع الرئيس في البيت الأبيض.

وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” النقاب عن جهود إماراتية للإطاحة بوزير الخارجية الأمريكي السابق “ريكس تيلرسون” من منصبه بسبب رفضه لحصار قطر.

إحدى الرسائل تظهر، بحسب التقرير، أن “برويدي”، حث ترامب على إقالة “تيلرسون”، وقد جرى هذا اللقاء عقب عودة برويدي من زيارة للإمارات العربية المتحدة، وفي رسالة أخرى يصف “برويدي”، وزير الخارجية الأمريكي “بالضعيف” ويقول إنه يستحق “الصفع”.

وتكشف رسائل البريد الإلكتروني أن برويدي كان قد أعد مذكرة بشأن اجتماعه مع ترامب، وأنه حثه على مواصلة الدعم الأمريكي للإمارات والسعودية ضد قطر، في النزاع بينهما منذ أزمة حصار قطر في يونيو الماضي.

ويضغط الاثنان “نادر وابن زايد” على ترامب من خلال “برويدي” مقابل تأمين عقود مالية هائلة لشركته الأمنية Circinus في إطار عمل ميليشيات المرتزقة بالإمارات، وتأسيس مجموعات عسكرية غير نظامية هناك بعقود بملايين الدولارات.

كما أن برويدي مارس ضغوطا لإجراء لقاء “في أجواء غير رسمية” بين ترامب وولي عهد أبو ظبي بهدف دعم سياسات الإمارات المتشددة بالمنطقة، فتحالف ترامب مع الإماراتيين، وتبنى دعمهم القوي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل الوصول إلى العرش، واصطف كذلك معهما في نهج المواجهة مع إيران وقطر.

معسكر ترامب مرتبك

الوضع الآن أن “مولر” قد أصبح عدوًا مشتركًا للإمارات وترامب، ولصهره ومستشاره أيضًا جاريد كوشنر، بعد أن دفعت علاقة الأخير بابن سلمان “مولر” إلى التحقيق في علاقات كوشنر واتصالاته مع شخصيات أجنبية من دول عدة بينها السعودية والإمارات، وما إذا كانت أثرت في مسار السياسة الخارجية الأمريكية، كما تحوم الشبهات حول المصالح المالية المحتملة لكوشنر من هذه العلاقات من خلال مجموعة شركات عائلته.

فهل يمكن أن يتحالف هؤلاء جميعًا ضد “مولر” على نحو يهدد موقعه كأن يدفعوا ترامب لإقالته رغم تحذيرات الحزب الجمهوري بأن الرجل “خط أحمر” لا يمكن لترامب أن يقترب منه، أم تكون هناك مساع أخرى؟.

الحديث عن توجه ترامب لإقالة مولر تردد كثيرا في الآونة الأخيرة، خاصة على شكل نصائح المقربين منه، ومن بينهم محاميه الذي دعاه إلى دفع وزير العدل “جيف سيشنز” لإقالة مولر، لكن البيت الأبيض ينفي مرارا نية الرئيس اتخاذ تلك الخطوة.

اللوبي الإماراتي في الولايات المتحدة يبدو أنه لن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يمكن أن تمثله تحقيقات مولر من مخاطر على مصالحه ومستقبل حليفه على عرش البلاد.

ومن الواضح أن أبو ظبي استنفذت أساليب الضغط أو الإغراء المادي، كما تتبع دوما، مع الرجل لثنيه عن الزج بها في تحقيقاته المثيرة.

لذلك تبدو الإقالة الحل الأمثل لترامب ومعسكره لاتقاء شر مولر، حتى لو أدى ذلك لمعركة داخلية يخوضها الرئيس ضد الجمهوريين والرأي العام الأمريكي حينها.

زيارة المنتصر.. الأمير تميم في واشنطن فماذا يقدم “ترامب” للدوحة؟

العدسة – معتز أشرف

واصلت قطر الصمود في وجه الحصار مثلما لم يملّ الرئيس الأمريكي دونالد “ترامب” من اتصالاته مع قطر ودول الحصار الأربع، لوضع حد للأزمة الخليجية، ومن يوم إلى يوم، يتقدم الأمير تميم بن حمد آل ثاني بقطر في مسار الانتصار، وسط علاقات إستراتيجية خطها مع أمريكا التي تتجه -وفق مراقبين- لوضع تصور للحل الخليجي في الزيارة المرتقبة بين الأمير تميم والرئيس “ترامب”، مع تأكيد الشراكة الاقتصادية العسكرية في منطقة لا تهدأ ولا تسكت فيها أصوات المؤامرات.

اتصالات مستمرة!

البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًّا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ثم بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمناقشة الأزمة بين الرياض والدوحة، وذكر البيت الأبيض في بيان أن “ترامب” تحدث مع الملك عن الخلاف في مجلس التعاون الخليجي مع قطر، بالإضافة إلى قضايا إقليمية أخرى، بما في ذلك سوريا واليمن، فيما ناقش مع أمير قطر التهديد الذي تشكله إيران، مؤكدًّا أيضًا على أهمية حل الخلاف بين الدوحة والدول المحاصرة لها، وهو ما يمكن ربطه بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن وما جرى فيها من مداولات قد تكون شملت حلًّا للأزمة الخليجية، وفق البعض.

وبحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، تأتي المباحثات الهاتفية قبل زيارة مرتقبة لأمير قطر إلى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري، وجرى خلال الاتصال “استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتنميتها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، كما تم “مناقشة عدد من القضايا الراهنة لاسيما مكافحة التطرف والإرهاب وجهود الدولتين المشتركة في هذا المجال، كما تبادل الزعيمان “وجهات النظر حول مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وفي يناير الماضي تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيًّا مماثلا من “ترامب”، أشاد فيه الأخير بـ”دور الدوحة في مكافحة الإرهاب، وذكرت صحيفة “الشرق” القطرية أن “الجانبين استعرضا العلاقات بين واشنطن والدوحة، وسبل تعزيز التعاون الثنائي ولاسيما في مكافحة الإرهاب، كما بحثا آخر التطورات الدولية ومستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، ودعم وحدة مجلس التعاون الخليجي.

شريك إستراتيجي!

في يوليو 2017 عقب دول الحصار بدء تفعيل المقاطعة ضد دولة قطر على خلفيات مزاعم بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة مرارًا، اتجهت قطر إلى واشنطن لتجهض الحملة الشرسة ضدها من مهدها، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين قطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، وأعلن وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر هي أول دولة توقع على برنامج تنفيذي هو الأول من نوعه مع واشنطن لمكافحة الإرهاب، داعيًا دول الحصار للانضمام مستقبلًا إلى هذا البرنامج!، فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي حينها ريكس تيلرسون عن تقديره لاستجابة قطر لمبادرة مكافحة تمويل الإرهاب.

في نفس الإطار تحظي قطر بقدم راسخة في البيت الأبيض، دفعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للتأكيد -علي هامش حوار رفيع المستوى بين الدوحة وواشنطن عقد في الولايات المتحدة الأمريكية في يناير الماضي- أن الدوحة شريك إستراتيجي لواشنطن، كما ناقشت جلسات الحوار العديد من مجالات التعاون بين بلدينا بما فيها مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والأمن والقانون ومكافحة الإرهاب وتنظيم حركة الطيران ومواجهة تنظيم الدولة والأزمة الخليجية وملفات سوريا وإيران والعراق وأفغانستان، وهو ما يضع العلاقات القطرية الأمريكية في مستوى متميز ومتوازن، بحسب المراقبين.

وقد بحثت كل من دولة قطر والولايات المتحدة في هذا الاجتماع الأزمة الخليجية، وأعربتا عن ضرورة الحل الفوري لها بشكل يحترم سيادة دولة قطر، وعبرت الحكومتان عن قلقهما بشأن التأثيرات الأمنية، والاقتصادية، والإنسانية الضارة للأزمة، كما أعربتا عن القلق كذلك بشأن السلام والاستقرار في الخليج وبشأن الالتزام بالقانون الدولي فيما أكدت دولة قطر تقديرها للدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في التوسط في النزاع دعمًا لجهود سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وأكدت كل من دولة قطر والولايات المتحدة عن مساندتهما لمجلس تعاون خليجي قوي يركز على مجابهة التهديدات الإقليمية ويكفل مستقبلاً آمنًا ومزدهرًا لكل شعوبه.

ووفق وكالةبلومبرج“، فإن “ترامب” يفضل التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة، فيما يرى البعض أنه من غير المرجح أن تصل الأزمة القطرية إلى حل نهائي ما لم تتمكن الولايات المتحدة من الضغط على أي من الجانبين للتنازل عن بعض القضايا العديدة التي تفرق بينهما، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تفعل ذلك بعد.

وفي الجهة المقابلة، فإن وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد العطية، صرح في وقت سابق أن الرئيس الأمريكي دونالد “ترامب”، هو الشخص الوحيد الذي يستطيع على حل الأزمة الخليجية الحالية بـ”مكالمة هاتفية”، وقال العطية في حوار أجراه مع مؤسسة “هيريتيج” في العاصمة الأمريكية واشنطن: “واجهت قطر محاولة انقلابية في 1996 من قبل جيراننا، وجاءت الولايات المتحدة لمساعدتنا… لم ننس موقف الولايات المتحدة في 1996، وفتحنا قلوبنا وأذرعنا لأننا لم ننس ما فعلتموه، والعلاقات بين الدوحة وواشنطن “ليست قصيرة الأمد، بل قد تصل إلى 60 أو 70 عامًا، لكن لا نقبل أية إملاءات، ولكننا منفتحون على مناقشة أية نقطة يعتقدون (المسؤولون في دول الحصار) أنها مبعث قلق لهم”.

الزيارة المرتقبة

رؤية الانتصار المبكر هي الحاضرة عند قطر، وهي المرشحة لمؤازرة الدوحة في أحاديث الأمير تميم مع الجانب الأمريكي في الزيارة المرتقبة خلال الشهري الجاري، وهو ما عبر عنه وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد العطية حين علق علي “الحصار” المفروض على قطر منذ 5 يونيو 2017 من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر: “بعض الدول ظنت أن حصارها لقطر سيحرمنا من الطعام أو الدواء لكننا تجاوزنا الأمر خلال 24 ساعة”.

ويرجح أن تكون الزيارة المرتقبة هي زيارة الترتيب للحل، وهو ما ذهبت إليه وكالة “رويترز” نقلا عن مسؤول أمريكي كبير -لم تسمه- حيث أكد أن أمير قطر، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، يعتزمون جميعًا زيارة الرئيس “ترامب”، في مارس وأبريل المقبلين، مضيفًا أن جدول الأعمال سيشمل عقد قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، حيث تأمل واشنطن أن تُعقد في وقت لاحقٍ من هذا العام، فضلاً عن مناقشة جهود السلام في الشرق الأوسط وإيران، كما ترجح أوساط إعلامية أن تكون تلك الزيارات المنفصلة المرتقبة التي بدأت بولي العهد السعودي ثم تنتظر أمير قطر، كإجراءات تمهيدية لعقد قمة خليجية أمريكية في مايو القادم، ففي 19 فبراير الماضي قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إنه “لا توجد مساعٍ جديدة الآن (لحل الأزمة الخليجية) سوى مساعي الولايات المتحدة، لاسيما ما يرتبط بقمة كامب ديفيد”، لافتًا إلى أن “القمة لم تتم الدعوة إليها بعد”، بالتزامن مع أنباء متواترة عن عقد قمة خليجية أمريكية في مايو المقبل، برعاية الرئيس دونالد ترامب، فيما لم يتم الإعلان رسميًّا من قبل واشنطن عن توجيه أية دعوات لتلك القمة.

ومن المتوقع أن تتصدر عبارات الإطراء المشهد، فقد كانت هي أول ما عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو 2017، بعد لقاء مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على هامش قمة الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث عبر عن سعادته الكبيرة لعقد اللقاء، وقال خلال القمة التي جمعتهما: “إنه شرف عظيم لي أن ألتقي الشيخ تميم، وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس “ترامب” قال خلال لقائه أمير دولة قطر: “إن قطر والولايات المتحدة دولتان صديقتان منذ وقت طويل”، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك استثمارات تجارية بين البلدين، وهو ما قد يتكرر في الزيارة المرتقبة، ووفق مراقبين، فقد يتحدث “ترامب” عن استمرار الشراكة مع استمرار الاستثمارات على هامش ترتيبات حل الأزمة الخليجية، فبحسب إحصائيات رسمية قطرية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.3 مليار دولار، كما أكدت ورقة بحثية لمركز الجزيرة للدراسات بعنوان: “قطر والولايات المتحدة الأمريكية: نحو شراكة جديدة”، حرص البلدين على التزامهما المتبادل بالعمل لتحقيق شراكة أقوى وتوفير منطقة أكثر أمنًا وتسوية العديد من النزاعات والأزمات الإقليمية على أساس عادل.

بواسطة |2018-04-05T16:55:46+02:00الخميس - 5 أبريل 2018 - 6:55 م|الوسوم: , , , , |

الدفع مقدمًا.. هل تدفع السعودية لترامب ليستمر في سوريا ولماذا؟!

العدسة – معتز أشرف:

هكذا هي السعودية، في زمن الفتي الطائش محمد بن سلمان.. بقرة حلوب، يبتزها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتما شاء دون أدنى مواربة، وعلى الهواء مباشرة، ساوم السعودية بالتزامن مع انعقاد قمة أنقرة على الاستمرار في سوريا مقابل الدفع مقدمًا، في ظل غياب السعودية وأمريكا عن القمة التي صفعت الاثنين وقررت عقد الاجتماع المقبل في طهران، في إطار حرصها على حل الأزمة السورية، وليس استثمارها ماليًا كما يريد ترامب أو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ابتزاز صارخ

بابتزاز السعودية أو “البقرة الحلوب”، كما يصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اقترح أن تدفع المملكة فاتورة القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، موضحًا في هذا السياق أن الرياض “مهتمة جدا بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا”، مؤكدا أنه حان الوقت لعودة قواته إلى الوطن، كاشفا أنه يفكر في هذا الأمر بجدية كبيرة.

وقال ترامب : “مهمتنا الأساسية هي التخلص من داعش. لقد أوشكنا على إنهاء هذه المهمة وسنتخذ قرارا سريعا بالتنسيق مع الآخرين.. أريد الخروج (من سوريا).. أريد أن أعيد قواتنا إلى الوطن، وأضاف أنه سيعلن قريبًا عن قراره بخصوص مصير القوات الأمريكية في سوريا، معتبرًا أن التدخل الأمريكي في سوريا مكلف لواشنطن، في الوقت الذي يعود بالمنفعة على دول أخرى، دون أن يحددها.

وفي المقابل كان بريت مكغورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي، صرح خلال منتدى في واشنطن في وقت سابق من اليوم قائلا: “نحن في سوريا لمحاربة داعش، هذه مهمتنا ومهمتنا لم تنته وسنكمل تلك المهمة”، كما قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل في نفس السياق: تم إحراز الكثير من التقدم العسكري الجيد على مدار العامين الماضيين، ولكن أعتقد أن الجزء الأصعب ما زال أمامنا وهو تثبيت الاستقرار في هذه المناطق وتوحيد مكاسبنا وإعادة الناس إلى منازلهم والتعامل مع الأمور البعيدة الأمد مثل إعادة الإعمار، وهناك بالطبع دور عسكري في ذلك”.

فيما وجهت مجلة The American Conservative انتقادات لاذعة لترامب، وقالت: “يبدو أن حماية حياة الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية لا تهم ترامب طالما أنّ هناك من يعرض دفع الثمن، وهذا يعني أنّ ترامب يعتقد أن خدمات الجيش الأمريكي متاحة للاستئجار من قبل زبائننا المستبدين متى ما يقدمون قدرًا كافيًا من المال.. لا يكترث ترامب إلى ما إذا كان البقاء في سوريا يجعل أمريكا أكثر أمنًا، لكنه يركز فقط على ما إذا كان هناك طرف آخر يرغب في دفع الفاتورة”.

وشددت المجلة على أنه “إذا كان البقاء في سوريا مهمًا لأمن الولايات المتحدة إلى درجة تبرر المخاطرة بحياة الجنود الأمريكيين، فلا ينبغي أن نكترث لما إذا كان السعوديون سيدفعون مقابل ذلك أم لا، فيما اعتبرت المجلة أن الوجود في سوريا ليس مهمًا لأمريكا إلى هذه الدرجة، محذرة من تحول القوات الأمريكية إلى “جيش مرتزقة” لخدمة السعوديين، وعبرت عن المخاوف من أن ترامب سيتخذ قراره حول هذا الموضوع انطلاقًا من “اعتبارات هي أكثر خبثًا”.

سفه بن سلمان!

التعامل الرئاسي الأمريكي حتي الآن مع السعودية معتمد فيما يبدو على ابتزاز محمد بن سلمان حتي آخر دولار في جيبه كما يقول كثيرون، ومنذ اللقطة الأولى لزيارة ابن سلمان لواشنطن تحدث ترامب بوضوح عن ثراء السعودية، وقال: “السعودية دولة ثرية جدًا.. وستعطينا جزءًا من هذه الثروة في شكل وظائف أو شراء معدات عسكرية، كما نأمل”، وضمت أجندة المليارات التي دفعها بن سلمان 400 مليار دولار لشراء معدات عسكرية، و 35 مليار دولار لإيجاد  120 ألف وظيفة جديدة في أمريكا، و20 مليار دولار ستدفعها السعودية في استثمارات في البنية التحتية الأمريكية، كما تضم أجندة المليارات وفقًا لواشنطن بوست، “أكبر صفقة لشركة “لوكهيد مارتن” العسكرية الأمريكية سيتم إبرامها مع السعودية ستكون بقيمة 28 مليار دولار، و15 مليار دولار أمريكي مقابل شراء النظام الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية المعروف باسم منظومة “ثاد”، و15 مليار لصالح استثمارات مع شركة “جنرال إلكتريك” الأمريكية.

ولكن هل يدفع الأمير الطائش لترامب؟ والإجابة بحسب مراقبين، أن الدفع سيتم في ظل حرص ولي العهد السعودي الذي يحاصره الفشل محمد بن سلمانعلى تواجد الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا لفترة أطول، وهو ما صرَّح به خلال لقاء صحفي مع مجلة “التايم” الأمريكية؛ حيث دعا الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارته إلى واشنطن إلى ضرورة البقاء في سوريا، وقال: “نعتقد أنَّ القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل، فإنَّ وجود القوات الأمريكية داخل سوريا هو آخر جهد يوقف إيران عن مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين، كما أنَّ وجود القوات الأمريكية داخل سوريا يسمح أيضًا لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا”.

مؤشر ثانٍ يؤكد موافقة السعودية علي الدفع؛ حيث كشف مصدر في الإدارة الأمريكية بحسب وكالة الأناضول عن أن الرئيس دونالد ترامب وافق على بقاء تلك القوات لفترة أطول، وهو ذات طلب بن سلمان، إلا أنَّ الارتباك مازال سيد الموقف، حيث قال البيت الأبيض، الأربعاء: “إن مهمة القوات الأمريكية للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا “تقترب من نهايتها السريعة”، دون تحديد حول مصير القوات، حسب وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية للأنباء.

 إعلان هزيمة!

وفق صحيفةواشنطن بوستالأمريكية فإنَّ ترامب أمر قادة الجيش بالبدء في وضع خطة للانسحاب من سوريا (دون تحديد تاريخ للانسحاب)، وهو القرار الذي يعتبر هزيمة مبكرة بحسب مراقبين خاصة أن لقاء (ترامب -بن سلمان ) أطلق تصريحات عنترية قبيل المقابلة، نقلها مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية؛ حيث قال إنّ الرئيس دونالد ترامب، سيبحث حينها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كيفية “إجبار روسيا على دفع ثمن” إجراءاتها في سوريا ودعمها لإيران، وهو ما رد عليه الكرملين بقوة قائلة علي لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيكسوف: “سددنا ونسدد دائمًا حساباتنا ولن نسدد حسابات الآخرين”.

المناقشات تناولت بحسب المسئول الأمريكي، إجراءات إيران المزعزعة للاستقرار في سوريا، ودور روسيا في دعم الأعمال الوحشية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، ومناقشة كيفية مواجهة محاولات روسيا لحماية إيران من تصرفات الولايات المتحدة، التي تدعو لتقديم إيران إلى العدالة على خلفية هجومهما بالصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لكن تصريحات ترامب التي اقترح فيه التمويل السعودي لبقائه في سوريا تعني أن جدول المناقشات لم يحسم شيئًا غير الحديث عن توقيعات محمد بن سلمان على دفاتر الشيكات السعودية، بحسب البعض.

وبطريقة المفلس المنهزم، قرر ترامب في وقت سابق تجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا، وفق ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي قالت: “إن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سوريا”، مشيرة إلى حديث ترامب أمام عمال صناعيين في أوهايو، حين أعرب عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط.

تشويش على أنقرة!

يمكن قراءة تصريحات ترامب في ظل الارتباك بين البيت الأبيض وتصريحاته ومصادر محسوبة عليه وعدم حسم القرار رسميًا، في اتجاه التشويش علي القمة الثلاثية التي انعقدت في أنقرة  الأربعاء بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين، حيث يتواجد خصما ترامب: روسيا وإيران، ولكن يبدو أن الثلاثي المنعقد وضع تصريحات ترامب خارج المشهد الفاعل في سوريا، وقرروا عقد القمة الثلاثية المقبلة بخصوص سوريا، في العاصمة الإيرانية طهران، ولا عزاء للسعودية أو أمريكا وفق ما يرى مراقبون.

أردوغان سدد ضرباته للمنتفعين في سوريا، وقال في خطاب القمة: “الشعب السوري، الطرف الخاسر من الأزمة، في ظل استمرار الاشتباكات الدائرة في بلاده، وأما الطرف الرابح فمعروف من قِبل الجميع، والهدف من القمة الثلاثية، إعادة إنشاء وإحياء سوريا يسودها السلام في أقرب وقت” فيما دعا أردوغان، المجتمع الدولي لدعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، فيما جدد أردوغان، تأكيده على أنّ “مسار أستانة ليس بديلًا لمحادثات جنيف، إنما هو متمم لها”.

 

بواسطة |2018-04-05T18:07:35+02:00الخميس - 5 أبريل 2018 - 6:07 م|الوسوم: , , , , , , |

هل سدد “ابن سلمان” فاتورة بقاء القوات الأمريكية في سوريا؟ ولماذا؟

منصور عطية

أيام قلائل فصلت بين تصريحين متناقضين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بشأن قوات بلاده المتواجدة في سوريا، بين تعهد بسحبها في القريب العاجل وموافقة على إبقائها لفترة أطول، لم تتحدد بعدُ.

بينهما كانت فيما يبدو كلمة السر التي حسمت تراجع ترامب، وهو ما شكلته كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول رغبة بلاده في بقاء القوات الأمريكية هناك، فهل استجاب الأمير لشرط الرئيس ودفع الفاتورة؟ ولماذا اضطر لذلك؟

ترامب المتراجع

وكالة رويترز نقلت عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، الأربعاء، قوله: إن الرئيس دونالد ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول، لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبيًا.

وأضاف المسؤول أنَّ ترامب لم يقر جدولًا زمنيًا محددًا لسحب القوات، وقال: إنه يريد ضمان هزيمة تنظيم داعش ويريد من دول أخرى في المنطقة بذل مزيدٍ من الجهود والمساعدة في تحقيق الاستقرار بسوريا، متابعا: “لن نسحب (القوات) على الفور لكن الرئيس ليس مستعدًا لدعم التزام طويل الأجل”.

ما كشفه المسؤول يأتي في أعقاب تصريحات مثيرة، لابن سلمان أعلن خلالها أنه يدعم “بقاء القوات الأمريكية في سوريا على المدى المتوسط”، موضحًا أنّ “وجود قوات أمريكية في سوريا، من شأنه الحد من طموحات إيران في توسيع نفوذها”.

وأشار إلى أنَّ “بقاء القوات الأمريكية في سوريا، يسمح أيضًا لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا، محذرًا من أن “إيران ستقوم من خلال حلفائها الإقليميين، بتأسيس طريق بري يمتد من بيروت عبر سوريا والعراق إلى طهران ما من شأنه أن يمنح إيران موطئ قدم أعظم في المنطقة”.

تلك التصريحات تأتي بعد ساعات من تصريح للرئيس الأمريكي، قال فيه: إنّ قواته البالغ عددها نحو 2000 جندي ستغادر سوريا في وقت قريب.

وأضاف أنه يريد الخروج من سوريا “لكن إذا كانت السعودية تريد بقاء القوات الأمريكية في سوريا فعليها دفع فاتورة بقائها”.

وتابع ترامب: “مهمتنا الأساسية فيما يتعلق بهذا هي التخلص من داعش، لقد أنجزنا هذه المهمة تقريبا، سنتخذ قرارًا في وقت سريع جدًا”، وقال: “السعودية مهتمة جدًا بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا”.

السعودية تدفع لمرتزقة!

الشاهد الأبرز في هذا التزامن بين التعهد والتراجع وتصريح ابن سلمان يشي بأن الرياض استجابت لشرط ترامب لإبقاء قواته وسددت الفاتورة الكاملة، امتدادًا لسلسلة من الفواتير التي حولت المملكة إلى بقرة تحلبها واشنطن متى وكيف شاءت.

فخلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة كشف “ابن سلمان”، عن تدشين خطة استثمارات بين المملكة والولايات المتحدة بإجمالي 200 مليار دولار، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل تنفيذ 50 % من الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين البلدين.

وفي كلمات شديدة الرمزية والإيحاء، أضاف لدى استقباله وفد المملكة: “السعودية بلد ثري جدًا وستعطي الولايات المتحدة بعضا من هذه الثروة، كما نأمل، في شكل وظائف وشراء المعدات العسكرية”.

المثير أن تلك الصفقة الجديدة تأتي بعد أقل من عام على الصفقة التاريخية التي أعلنها ترامب، أثناء زيارته للسعودية مايو الماضي، بقيمة تجاوزت 400 مليار دولار بينها 110 مبيعات أسلحة.

على نحو مرتبط بدور المال السعودي في زيارة ابن سلمان، كان المشهد الأكثر إثارة للجدل، عندما حمل ترامب لوحة تشبه “السبورة” تظهر مبيعات أسلحة أمريكية للسعودية بقيمة 12.5 مليار دولار.

وعندما بدأ في تفصيل مبيعات الأسلحة وذكر قيمها كل على حدة، باغت ابن سلمان بعبارة مثيرة ثم واصل الحديث، حيث قال: “هذه مبالغ زهيدة بالنسبة لكم”، لتعلو بعدها ابتسامة غطّت وجه الأمير.

وبقدر ما تجلبه تلك الصفقات وما يستزفه ترامب من أموال سعودية من مصالح للرجل تكسبه مزيدًا من الشعبية والنفوذ، بقدر ما يتعرض لانتقادات واسعة وصلت إلى حد اعتبار أن الجيش الأمريكي في عهد ترامب مجرد مرتزقة أسرى لمن يدفعون المال.

مجلة “The American Conservative”، كتبت: “يبدو أن حماية حياة الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية لا تهم ترامب، طالما أن هناك من يعرض دفع الثمن”. وتابعت: “هذا يعني أن ترامب يعتقد أن خدمات الجيش الأمريكي متاحة للاستئجار من قبل زبائننا المستبدين متى ما يقدمون قدرًا كافيًا من المال”.

وتابعت: “لا يكترث ترامب إلى ما إذا كان البقاء في سوريا يجعل أمريكا أكثر أمنًا، لكنه يركز فقط على ما إذا كان هناك طرف آخر يرغب في دفع الفاتورة”.

وشددت المجلة في تقرير لها على أنه “إذا كان البقاء في سوريا مهمًا لأمن الولايات المتحدة إلى درجة تبرر المخاطرة بحياة الجنود الأمريكيين، فلا ينبغي أن نكترث لما إذا كان السعوديون سيدفعون مقابل ذلك أم لا”.

واعتبرت المجلة أن الوجود في سوريا ليس مهمًا لأمريكا إلى هذه الدرجة، محذرة من تحول القوات الأمريكية إلى “جيش مرتزقة” لخدمة السعوديين، وعبرت عن المخاوف من أن ترامب سيتخذ قراره حول هذا الموضوع انطلاقا من “اعتبارات هي أكثر خبثًا”.

أغراض بن سلمان

في كل تلك السياقات والتطوات المتسارعة يبدو أن ثمة تساؤلًا في غاية الأهمية، حول الأغراض الحقيقية التي تدفع السعودية إلى الرغبة الملحة في استمرار تواجد القوات الأمريكية بسوريا حتى لو كلفها ذلك المليارات.

الرغبة المعلنة من قبل ابن سلمان كان عنوانها مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، وربما تكون تلك المخاوف السعودية من التواجد الإيراني هناك مفهومة ومعتبرة في سياق الصراع المحتدم بين القوتين في العديد من البؤر الملتهبة بالمنطقة.

لكن الرياض قد تبحث عما هو أبعد، لتعويض الخسائر التي تعرضت لها ونفوذها المتلاشي بعد سنوات من الدعم الكبير لبعض فصائل المعارضة المسلحة، إلى حد يلصق بطهران التسبب فيما يمكن اعتباره هزيمة للسعودية.

وعليه فإنَّ القوات الأمريكية الباقية بتمويل سعودي ستلعب دور “صراع النفوذ بالوكالة”، نظرا للاستحالة التي تجدها الرياض في إرسال جنودها لسوريا، وسط وضع لا تحسد عليه في المستنقع اليمني.

ليس بعيدًا عن صراع النفوذ، فإنَّ التواجد التركي القوي في سوريا وتحديدًا بعد استيلائها على مدينة عفرين يزعج الرياض كثيرًا لدرجة وصف إعلامها هذا التدخل التركي باحتلال أرض عربية، رغم إعلان أنقرة أنها أبلغت سفراء 6 دول عربية بينها السعودية بعملية “غصن الزيتون” التي انتهت بتطهير عفرين.

ومن غير المستبعد أن يكون التوجه السعودي راغبًا فقط في إسداء الخدمات للولايات المتحدة، التي تلعب دور شرطي الحماية من التهديدات الإيرانية، ليس للصراع على النفوذ وإنما فقط كمقابل لهذا الدور.

بواسطة |2018-04-05T13:16:39+02:00الخميس - 5 أبريل 2018 - 1:16 م|الوسوم: , , , , |

مجلة “نيويوركر”: “بن سلمان” حصل على ضوء أخضر أمريكي للإطاحة بـ”الحريري”

قالت مجلة “نيويوركر” الأمريكية إن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” حصل على الضوء الأخضر الأمريكي للإطاحة بـ”سعد الحريري”.

ونقلت المجلة الأمريكية، في تحقيق أعده “ديكشتر فلينكس” عن مسؤولين لبنانيين وغربيين قولهم إنه “لم يتضح بعد من الذي سيصبح رئيسًا جديدًا لوزراء لبنان”.
وذكر المسؤولون أن “”بن سلمان” حاول إحضار شقيق الحريري، بهاء، الذي يقضي معظم وقته في موناكو، ليأخذ هذا المنصب”.

وفي تعليقه على ذلك المخطط، قال مسؤول أمريكي كبير في الشرق الأوسط (لم تذكر الصحيفة اسمه): إن “تلك المؤامرة هي أغبى شيء رأيته في حياتي”.

وأوضح المسؤولون أن “هناك مؤشرات على أن “بن سلمان” قد شارك تحركاته مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ربما في قمة الرياض”.

ونقلت المجلة الأمريكية عن مسؤول استخباراتي سابق رفيع المستوى قريب من البيت الأبيض، قوله: إن “”بن سلمان” حصل على الضوء الأخضر للإطاحة بالحريري”.

ونشرت “نيويوركر” على لسان ضابطين أمريكيين سابقين لا يزالان ناشطين في المنطقة (مستشاران أو مرتزقة)، تفاصيل احتجاز رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” لـ11 ساعة في الرياض.

وأشارت إلى أن “الحريري عندما استدعي إلى الرياض للقاء “بن سلمان” كان يتوقع أن يستقبل بحفاوة من الأسرة الحاكمة”.

ونقلت “نيويوركر” عن مساعد “الحريري” قوله: إن “الأخير كان يعتقد بأن مشاكلته مع “بن سلمان” ستحل خلال اللقاء”، وتساءلت: “هل يقود محمد بن سلمان من خلال عمله مع البيت الأبيض التطرف أم يكتفي بالاستيلاء على السلطة بنفسه؟”.

وكانت أزمة داخلية اندلعت في لبنان إثر إعلان “الحريري” في 4 نوفمبر الماضي، استقالته بصورة مفاجئة عبر خطاب متلفز من السعودية، شن خلاله هجومًا حادًّا على إيران و”حزب الله”.

وتراجع “الحريري” عن استقالته، خلال كلمة له، في اليوم التالي لعودته إلى بيروت، نهاية الشهر ذاته.

بواسطة |2018-04-04T20:18:19+02:00الأربعاء - 4 أبريل 2018 - 8:18 م|الوسوم: , , , |

الأهلي السعودي والجزيرة الإماراتي يتأهلان لثمن نهائي أبطال آسيا

تأهل فريقا أهلي جدة السعودي والجزيرة الإماراتي، أمس “الثلاثاء” 3 أبريل، إلى دور الـ 16 (ثمن النهائي) لبطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم عن المجموعة الأولى.

وتغلب أهلي جدة على ضيفه تركتور سازي تبريز الإيراني، بهدفين دون رد في الجولة الخامسة للمجموعة الأولى.

وحقق الجزيرة الإماراتي فوزًا في وقت سابق اليوم، على الغرافة القطري بثلاثة أهداف مقابل هدفين ضمن منافسات المجموعة ذاتها.

وبذلك تصدر أهلي جدة ترتيب المجموعة برصيد 11 نقطة بفارق 3 نقاط عن الجزيرة، بينما احتل الغرافة المركز الثالث برصيد 5 نقاط، وأخيرًا تركتور سازي تبريز برصيد نقطتين.

وانتزع الأهلي بطاقة التأهل لثمن النهائي قبل جولة من نهاية مرحلة المجموعات، وذلك بعد أن اتسع فارق النقاط بينه وبين الغرافة صاحب المركز الثالث إلى 6 نقاط.

فيما جاء تأهل الجزيرة بصرف النظر عن تحقيق الغرافة للفوز في الجولة الأخيرة، لأن التساوي في عدد النقاط، سيمنح البطاقة للفريق الإماراتي بأفضلية المواجهات المباشرة بينهما، حيث حقق الفوز على بطل قطر ذهابًا وإيابًا.

بواسطة |2018-04-04T16:29:53+02:00الأربعاء - 4 أبريل 2018 - 4:29 م|الوسوم: , , , |

ما هي الرسالة التي أراد “أردوغان” إرسالها للغرب من خلال “البدلة” العسكرية؟

العدسة _ باسم الشجاعي

لأول مرة في تاريخه منذ توليه السلطة، ظهر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وهو يرتدي البدلة العسكرية الكاملة، وذلك خلال زيارته لقواته المتمركزة على الحدود مع سوريا؛ حيث سبق أن ظهر مرتديًا القميص العسكري فقط، عندما أعلن بدء عمليات “غصن الزيتون” منذ شهرين تقريبًا.

ولكن هذه المرة يريد الرئيس التركي إيصال رسائل متعددة من خلال ظهوره بهذه الطريقة، وفي هذا التوقيت تحديدًا بعد تحرير مدينة عفرين السورية، رغم أنه يخوض حربًا هناك منذ فترة طويلة، ماهي؟ ولمن؟ وهل يستعد “أردوغان” لخوض حرب شاملة؟.

البداية تحديدًا تأتي حينما زار الرئيس التركي، الأسبوع الجاري، القوات التركية المنتشرة على الحدود مع سوريا فى ولاية هاتاي مرتديًا الزي العسكري كاملًا، وذلك عقب مشاركة “أردوغان” فى مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم فى ولاية هاتاي؛ حيث انتقل بطائرة هليكوبتر لزيارة القوات الحدودية.

والتقى “أردوغان” خلال الزيارة جنودًا أتراكًا، وقادة من القوات المسلحة التركية، واطلع على إجراءات “حماية الحدود” التركية .

ورافق “أردوغان” في زيارته أيضًا لفيف من الرياضيين والفنانين الأتراك، بهدف تقديم الدعم للجنود المرابطين على الحدود والمشاركين في عملية “غصن الزيتون”، والذين تمكنوا من السيطرة على مدينة عفرين السورية.

وكانت بدأت تركيا، في 20 يناير الماضي، عملية “غصن الزيتون”، التي كانت تستهدف طرد المسلحين الأكراد من عفرين الواقعة على حدودها مع سوريا.

وفي 24 مارس الماضي، تمكنت القوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون”، من السيطرة الكاملة على منطقة عفرين، بعد حوالي شهرين على انطلاق العملية، وشرعت في أعمال تمشيط وتفكيك مخلفاتهم وتأمين عودة الأهالي.

الرسالة الأولى

يبدو من صورة الرئيس التركي الذي ظهر فيها بالزي العسكري الكامل، أنه يريد أن يرد على فرنسا، قائلًا: “ليس أمامنا إلا خيار الحرب”.

وذلك بعد أن رفض الرئيس “إردوغان” بشدة اقتراحًا من الرئيس الفرنسي بالترتيب لحوار “تركي-كردي” تحت رعايته، وهو العرض الذي اعتبره الأول مهينًا، وشن هجومًا شرسًا على نظيره الفرنسي لاستقباله وفدًا كرديًّا.

وكان قال “أردوغان” في كلمة بمقر حزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة: إن “من استضافوا، مجددًا أمس، عناصر من التنظيم الإرهابي الذي ينشط بحرية، على مستوى رفيع، ليس سوى عداء صريح لتركيا، ومن قاموا باستضافة الإرهابيين في قصورهم سيفهمون عاجلًا أو آجلًا أنهم على خطأ”.

واعتبر أن بيان الإليزيه الذي يتضمن كلاما عن وساطة بين تركيا وما يسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يتعدى حدود صلاحيات قائله.

وأوضح أن فرنسا لا يحق لها أن تشتكي من التنظيمات الإرهابية وأعمالها بعد موقفها المتمثل بعرض الوساطة، مضيفًا: “أتمنى ألا تطلب فرنسا مساعدتنا عندما تكتظ (مدنها) بالإرهابيين الفارين من سوريا والعراق”.

وقد قدّمت فرنسا -شأنها شأن الولايات المتحدة- السلاح والتدريب لفصيل مسلح تقوده الوحدات الكردية في القتال ضد تنظيم الدولة، ولديها عشرات من أفراد القوات الخاصة في المنطقة، الأمر الذي أغضب تركيا.

وتوجد قوات فرنسية خاصة في سوريا، لكنّ باريس تتكتم جدًّا حيال أعدادهم.

الرسالة الثانية

بعد الرسالة التي أراد “أردوغان” إرسالها إلى فرنسا، يأتي الدور على الولايات المتحدة، والتي يحظى المسلحون الأكراد بدعم أمريكي واضح، من خلال تواجد خبراء عسكريين لتقديم الدعم لهم في مناطق سيطرتهم.

فقد وسبق أن طالبت الولايات المتحدة الحكومة التركية بإرجاء عمليتها في عفرين، لكن أنقرة لم تلتفت لهذه المطالبات وشرعت في إخلاء حدودها منهم.

فتركيا الآن تتجه أنظارها صوب مدينة منبج السورية، على غرار ما حدث في عفرين؛ حيث قال مجلس الأمن القومي التركي في بيان له الأسبوع الماضي، إن بلاده لن تتردد في التحرك حالَ لم ينسحب المسلحون الأكراد من بلدة منبج.

وسبق أن هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوسيع العملية العسكرية التركية في سوريا (غصن الزيتون)، نحو منبج، بعد السيطرة على مدينة عفرين.

اقتحام منبج سيكون التحدي الأكبر بالنسبة للرئيس “إردوغان” وجيشه الذي يحتل المرتبة الثانية بين نظرائه في حلف “الناتو”، لأن الولايات المتحدة الأمريكية حتى هذه اللحظة مصممة على نصرة القوات الكردية المرابطة فيها، ومنع الجيش التركي من السيطرة عليها، حتى لو أدى الأمر إلى مواجهة عسكرية، ولتأكيد جدية موقفها الداعم لقوات سوريا الديمقراطية أرسلت القيادة العسكرية الأمريكية 300 جندي إضافي إلى منبج، معززين بعشرات الدبابات والمدرعات والعتاد الثقيل، أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فهدد بإرسال قوات فرنسية إلى منبج والمناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال سوريا، لدعم القوات الأمريكية المتواجدة فيها، وتأييد فرنسا للكيان الكردي قيد الولادة رسميًّا.

ماذا يعني ذلك؟

خلاصة الأمر حول تقدم القوات التركية نحو منبج وعين العرب والقامشلي ومناطق تجمع الأكراد في في شمال شرق سوريا، كما يخطط الرئيس التركي، سيصطدم حتمًا بالقوات الأمريكية المتمركزة فيها، كما سيشكلون عقبة في طريق هذا الزّحف، خاصة بعد تجاهل الإدارة الأمريكية كل الطلبات التركية بسحبها، مثلما تجاهلت في الوقت نفسه التهديدات التركية بقصفها.

مايعني أن تمسك الطرفين “التركي والأمريكي” بمواقفهما، سينتهي بتنازل أحدهما لمطالب الآخر، والتوصل إلى تسوية، ما يحدد هوية المرحلة المقبلة في سوريا وفي المنطقة بأسرها.

خاصة أنها في حالة وقوع صدام عسكري –وهذا أمر مستبعد وفق خبراء-  “تركي – أمريكي – فرنسي”، مستقبلًا، يعني خروج “أنقرة”، بشكل نهائي من حلف “الناتو”، وانضمامها إلى المحور الروسي الإيراني، مما سيؤثر على المنطقة بأسرها.

 

بواسطة |2018-04-04T15:25:05+02:00الأربعاء - 4 أبريل 2018 - 3:24 م|الوسوم: , , , , , , |
اذهب إلى الأعلى