ابن سلمان” يواسي “أصدقاءه” في ذكرى الهولوكوست!

العدسة – منصور عطية

ظاهرها “إنساني” أو حتى “أكاديمي”، لكن بقليل من المنطق يصعب للغاية الفصل بين الواقع السياسي وزيارة طلاب سعوديين مبتعثين في أمريكا للمتحف التذكاري للهولوكوست في ذكرى المحرقة النازية لليهود، بين عامي 1939 و1945.

الزيارة التي وثقتها الكاميرات وتم تداول الفيديو الخاص بها على نطاق واسع على مدار الأيام الماضية، تضمنت جولة قام بها الطلاب للمتحف، بتنسيق بين السفارة السعودية في واشنطن وإحدى الجامعات الأمريكية.

الواقع السياسي يتحدث عن محاولات مستميتة لإرساء دعائم التطبيع بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، منذ قدوم الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد وسيطرته فعليا على عرش المملكة، وهو ما يضفي طابعا سياسيا على الزيارة لا يمكن نكرانه.

“العيسى” عراب الهولوكوست

لكن ثمة أمر لافت للنظر في سياق الحديث عن تلك الزيارة، فكما كانت هناك دائمًا الحاجة إلى “عراب” يقود جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل، أمثال الأمير تركي الفيصل وأنور عشقي وغيرهما، يبدو أن الرياض اختارت عرابًا جديدًا من مدخل الهولوكوست.

“محمد عبدالكريم العيسى” أمين عام رابطة العالم الإسلامي، ووزير العدل السعودي السابق بعث برسالة تضامنية إلى مديرة المتحف التذكاري للهولوكوست “سارة بلومفيلد”، وصف فيها المحرقة بأنها “جريمة نازية هزت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها”.

الوزير السابق الذي لا يُرى منه إلا الصمت حيال ما يرتكب بحق العرب والمسلمين في بقاع شتى، ادعى أن “الرابطة لا تعرب عن وجهات نظرها استناداً إلى أي أبعاد سوى البعد الإنساني البحت المتعلق بالأرواح البريئة”.

على الفور تلقفت إسرائيل الرسالة بترحيب شديد، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في تصريحات صحفية، إن بلاده “تعرب عن تقديرها العميق لمثل هذه التصريحات، من جانب فضيلة الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى”.

وأضاف: “إننا إذ نشكره على تضامنه مع ضحايا الهولوكوست، لنأمل بالوقت ذاته أن تتضافر الجهود من قبل الدول المجاورة، من أجل إدانة المحرقة النازية، لتفنيد الدعوات التي نسمعها صباح مساء من الإيرانيين وآية الله، بوجوب حرق وإلقاء اليهود بالبحر”.

في السياق ذاته، احتفت صحيفة “هآرتس” العبرية بتعاطف وزير العدل السعودي السابق، واعتبرت أن هذا الموقف هو “ثمرة للحرب الشرسة التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد التيار الديني”.

“إسلام السعودية” الجديد

المثير أن تلك العلاقة المريبة لم تتجلَّ في هذا الموقف فحسب، بل سبقته شواهد أخرى من بينها الحوار الذي أجرته صحيفة “معاريف” العبرية مع “العيسى” في نوفمبر الماضي، يرتبط ارتباطا وثيقا بما سبق وأن أعلن عنه “ابن سلمان” كمنهج جديد للبلاد تحت قيادته.

“العيسى” وصف ضمنيًا المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي بالإرهاب، حيث قال في الحوار، إن الإرهاب باسم الإسلام غير مبرر أينما كان، بما في ذلك إسرائيل.

الصحيفة التي وصفت العيسى بأنه مقرَّب من ولي العهد السعودي احتفت برد على سؤال لمراسلها حول إذا كان الإرهاب الذي تنفذه مجموعات ومنظمات باسم الإسلام ضد إسرائيل وأهداف يهودية وتربطه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقع في إطار الإرهاب الذي تعارضه بلاده لأنه يسيء للإسلام؛ حيث رد العيسى بأن أي عمل عنف أو إرهاب يحاول تبرير نفسه بواسطة الدين الإسلامي مرفوض.

وأبلغ العيسى مراسل الصحيفة أنه يستعد للاجتماع بكبير حاخامات اليهود في فرنسا والحوار معه في هذه المسائل، كما أنه منفتح للحوار مع كافة الأديان، بما فيها اليهودية، مؤكدا أن السعودية تقود الإسلام المعتدل المسالم، وهي لا تؤيد منظمات الإرهاب والإسلام المتطرف مثل “داعش”.

هذه الجزئية تحيلنا إلى التصريح الذي أطلقه “ابن سلمان” في أكتوبر الماضي، للتعبير عن قيادته للبلاد بقوله إن السعودية “ستعود إلى الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم”.

“ابن سلمان” رجل إسرائيل!

ويبدو أن أحدث الإرهاصات تأتي استكمالًا لسلسلة من المواقف السعودية التي كشفت بوضوح عن الوجه الحقيقي للمملكة فيما يخص القضية الفلسطينية الأزمة الأكبر بالمنطقة، والذي أزاح قرار ترامب بشأن القدس القناع عنه.

البداية كانت مع تقارير إعلامية نقلت عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، قوله إن ترامب أجرى سلسلة اتصالات مع الزعماء العرب، قبل إعلان قراره، مشيرًا إلى استبعاده ردود فعل جدية من قبل هؤلاء الزعماء تتجاوز التقديرات السائدة في واشنطن وتل أبيب.

ثم كان ما كشفته القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي، التي قالت إن قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، “لا يمكن أن يتم دون التنسيق عربيًا”.

وكشف مراسل القناة العبرية أن كلًا من السعودية ومصر “أعطيتا ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ قراره ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، تمهيدًا للقرار الكبير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، وفق تقارير إعلامية.

وكان التمثيل الهزيل للمملكة في قمة إسطنبول الإسلامية الطارئة بشأن القدس، والذي عكس مدى اهتمام قيادتها بالقضية، على نحو فُضح فيه موقف الدولة التي تحتضن أقدس المقدسات الإسلامية.(تفاصيل أكثر في تقرير سابق للعدسة)

ولم يكن لتلك الخطوات المتتالية فيما يتعلق بقضية القدس أن تتم لولا خطوات أخرى تمهيدية على مدار الأشهر الماضية، بدا منها عبر وقائع رصدها وحللها (العدسة) أن السعودية تهرول حثيثة وبخطوات متسارعة نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبعيدًا عن الشواهد غير الرسمية وتلك التي يكون أبطالها أشخاصًا ليسوا في منظومة الحكم أو يتمتعون بحيثية كبيرة، أكد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية أن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرًا في شهر سبتمبر الماضي هو ولي العهد محمد بن سلمان.

وفي نوفمبر نشرت مجلة “فوين بوليسي” الأمريكية تقريرًا، وصفت فيه ولي العهد السعودي بأنه “رجل إسرائيل في السعودية”، وقالت إن “ابن سلمان” عنصر “يمكن الاعتماد عليه في مشروع أمريكي إسرائيلي طويل الأمد لخلق شرق أوسط جديد”.

الحديث عن صفقة القرن يعود إلى عام 2010، حين أنهى مستشار الأمن القومى الإسرائيلي السابق، اللواء احتياط “جيورا أيلاند”، عرض المشروع المقترح لتسوية الصراع مع الفلسطينيين في إطار دراسة أعدها لصالح مركز “بيجين-السادات” للدراسات الاستراتيجية، بعنوان: “البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين”.

الدراسة التي نشرت تفاصيلها تقارير إعلامية في حينها، تقوم على اقتطاع 720 كيلومترًا مربعًا من شمال سيناء للدولة الفلسطينية المقترحة تبدأ من الحدود المصرية مع غزة، وحتى حدود مدينة العريش، على أن تحصل مصر على مساحة مماثلة داخل صحراء النقب الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، بينما تخلو الضفة الغربية بالكامل للاحتلال.

ترتكز الخطة على تحويل غزة إلى مدينة اقتصادية عالمية على غرار “سنغافورة” بعد زيادة مساحة شريطها الساحلي، مقابل إغراء مصر بمكاسب اقتصادية ضخمة لتحكمها في شبكة الحركة البرية والجوية والبحرية التي ينتظر أن تربط تلك الدولة الفلسطينية بمصر والأردن والعراق ودول الخليج أيضًا.

بواسطة |2018-01-30T13:02:24+02:00الثلاثاء - 30 يناير 2018 - 3:00 م|الوسوم: , , , , , |

“إندبندنت”: اشتباكات عدن تعمق الانقسام الإماراتي السعودي

قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن “الاشتباكات في عدن تعمق الانقسام بين أطراف التحالف الخليجي وتضعفه أمام الحوثيين”.

وأشارت “الصحيفة”، في تقرير لها، أمس “الاثنين” 29 يناير، إلى أن اشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات والقوات الموالية للحكومة السعودية تهدد بعرقلة جهودهم الحربية الموحدة ضد حركة الحوثيين الموالية لإيران بشمال اليمن.

وقالت إن هذه المواجهات تأتي بعد انتهاء المهلة النهائية التي فرضها الانفصاليون على الحكومة للاستقالة، أول أمس “الأحد”، وكانوا قد اتهموا حكومة هادي الأسبوع الماضي بالفساد وعدم الكفاءة وطالبوا باستقالتها.

ويشار إلي أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كانت أعلنت، مساء أمس “الإثنين” 29 يناير، ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات مدينة عدن، إلى 36 قتيلًا.

ومنذ صباح الأحد، تشهد مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، بين قوات الحماية الرئاسية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب بإقالة حكومة “أحمد عبيد بن دغر”، مرجعًا سبب ذلك لإخفاقها بتوفير الخدمات.

ويذكر أنه منذ 26 مارس 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن ضد جماعة “الحوثي”، استجابة لطلب الرئيس “هادي” بالتدخل عسكريا، لمنع سيطرة عناصر الجماعة على البلاد بعد سيطرتهم على العاصمة ومناطق أخرى.

بواسطة |2018-01-30T14:22:27+02:00الثلاثاء - 30 يناير 2018 - 2:22 م|

عاصفة “إس 400”.. الدب الروسي يهدد “العم سام” في سوق السلاح!

العدسة – معتز أشرف

تحركات واسعة في الكواليس العليا للعديد من الدول بالتعاون مع الدب الروسي، قد تمكِّن الكثير من قراءة جزء من المشهد خاصة في منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، خاصة بعد إعلان مجلس الاتحاد الروسي قبل أيام أن  سوريا والعراق والسودان ومصر مرشحون لشراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية المضادة للجو “إس- 400″، بعد أن حسمت تركيا اختياراتها لذات السلاح، ومن المقرر تسليمها المنظومة “إس 400” في أواخر 2019 وأوائل عام 2020، بالتزامن مع دخول المملكة العربية السعودية على خط الشراء وسط قلق واسع من “العم سام” عبرت عنه وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أكثر من مرة بصياغات مختلفة تعبر عن مضض في القبول وتحرك خاص للمواجهة الأمريكية الروسية التي تتخذ أشكالا متعددة بحسب الظروف والأحوال من فترة إلى فترة.

القراءة الروسية

“إس “400 نظام متنقل للدفاع الجوي قادر على كشف الأهداف الجوية على بعد 400 كم والتصدي لــ 80 هدفا منها في وقت واحد عن طريق توجيه صاروخين أرض- جو لكل هدف، وهو شبيه بنظام باتريوت الأمريكي للدفاع الجوي الذي تمتلكه العديد من الدول الغربية، لكنه أثار عاصفة في الفترة الأخيرة تهدد سوق الأمريكان في السلاح .

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أكد في تصريحات ذات دلالة أن العديد من دول العالم تطمح لشراء الأسلحة الروسية المتطورة، مشددا خلال زيارته الحالية لبعض دول شرق آسيا، على أن “المحادثات مع الدول المعنية بشراء منظومات الدفاع الجوي الروسية جارية على قدم وساق وخاصة إس-400 وإس-300”.

وأضاف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف في تصريحات صحفية :”إن هذه الدول تشعر بالتهديد لأمنها من قبل التنظيمات الإرهابية ودول الناتو، …، دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تسعى جاهدة للحصول على مثل هذه “الأنظمة الحديثة للدفاع الجوي، وتركيا، باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي، تفضل “تعريض علاقاتها” مع التحالف للخطر، بإعطائها الأولوية لتعزيز قدراتها الدفاعية”، في إشارة منه إلى توجه أنقرة لشراء “إس 400” من روسيا، بحسب تعبيره، مضيفا أن “منظومة “إس 400 تعتبر فريدة من نوعها، مرجحا نمو الطلب العالمي عليها”

انزعاج أمريكي

في المقابل عبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن انزعاجها من الاهتمام المتزايد من حلفاء الولايات المتحدة لشراء منظومات “إس-400” الصاروخية الروسية للدفاع الجوي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميشيل بالدانزا، في مؤتمر صحفي عقدته تعليقا على إعلان السعودية عن إبرامها صفقة مع روسيا حول شراء أحدث أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية “إس-400”، “إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة إس-400، لأننا شددنا مرارا على أهمية الحفاظ على التوافق التشغيلي (لأنظمة الحلفاء) مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة، وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة، لأن ذلك ضروري لمواجهة التهديدات المشتركة”.

وقال إيريك باهون المتحدث باسم البنتاجون لـ “الحرة” إن واشنطن تذكر الرياض “بالعلاقات العسكرية القوية التي تربطنا وبالمبيعات العسكرية القائمة بيننا، وأضاف في بيان أن الولايات المتحدة والسعودية تربطهما علاقات قوية في مجال بيع الأسلحة.

وكانت الولايات المتحدة عبرت عن استيائها كذلك وقلقها من توقيع عقد بين روسيا وتركيا لتسليم أنظمة “إس-400”.، ووفقا للرئيس التركي رجب الطيب أردوغان: “كان بعضهم يفقد صوابه من الغضب”، مشيرا إلى أن تركيا اتخذت وستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنها.

ورغم القلق السعودي اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية أن شراء منظومات “إس-400” للدفاع الجوي من روسيا يمثل حقا للحكومة القطرية حال رغبتها في القيام بذلك، وقالت المتحدثة باسم البنتاجون، دانا وايت، في مؤتمر صحفي عقدته ردا على سؤال حول إمكانية شراء قطر منظومات “إس-400”: “إن هذا الأمر قرار سيادي لقطر، وذلك إعلان  قطر على لسان سفيرها لدى موسكو، فهد محمد العطية، أنها مهتمة بشراء منظومات دفاع جوي روسية.

وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس انتقد “عدم التوافق” بين المنظومة الروسية ومنظومات الناتو، وقال في تصريحات صحفية: “المشكلة تكمن في كيفية ضمان التشارك العملياتي لمنظومات الناتو الصاروخية مع المنظومة الروسية، والمنظومتين لن تتمكنا من العمل معا” مضيفا أن الولايات المتحدة لن تعرقل صفقة «إس 400»، وعدّ وقتها أن المسألة «قرار سيادي» تركي.

في نفس الإطار أبرزت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية، في تقرير لها قبل أيام، صفقات روسيا لبيع أنظمتها الدفاعية “S-400” لعدد من دول الشرق الأوسط، مشيرة الي أنّ روسيا ستبيع أنظمتها لكلٍّ من قطر ومصر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا، وأن  تركيا تعتبر الدولة الوحيدة التى وقعت على الصفقة بقيمة 2.5 مليار دولار خلال شهر أكتوبر الماضي، متهمة روسيا بأنها قد تشعل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، في ظل التدخل التركي العسكري في سوريا، واستمرار الخلافات الشرسة بين قطر والمملكة العربية السعودية.

كما ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن صواريخ “إس – 400” أخطر مما يعتقده العالم، مشيرة إلى أنها تستطيع إسقاط جميع الأهداف الجوية بما فيها الطائرات الشبحية وطائرات الإنذار المبكر الأمريكية، إضافة إلى قدرتها على ضرب الطائرات قبل إقلاعها من حاملات الطائرات في حالة الحرب، ولفتت المجلة إلى أن اتفاق السعودية على صفقة صواريخ “إس — 400” من روسيا يمثل ضربة كبرى للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، مشيرة إلى أنها جاءت بعد صفقة تركية بقيمة 2.5 مليار دولار للحصول على ذات الصواريخ من روسيا.

وذكرت المجلة أن “إس — 400” تغير قواعد الحرب الجوية وتوازنات القوى في العالم أجمع، خاصة أنها قادرة على التعامل مع عدة أهداف في آن واحد بأنواع مختلفة من الصواريخ يتراوح مداها من 40 إلى 400 كم.

المبررات متشابهة

تركيا أكدت في تصريحات رسمية أنها لا تزال عضوا يعتمد عليه في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك بعدما عبر حلفاء غربيون عن مخاوفهم من قرار أنقرة شراء منظومة صواريخ إس 400 الروسية، موضحة أن علاقاتها الطيبة مع روسيا ليست بديلا لعلاقتها مع الغرب، بل مكملة لها خاصة أنها تسعي لتطوير منظوماتها وعتادها الدفاعي الخاص، وأعدت مشروعات للسنوات المقبلة، منها طائرات مروحية مقاتلة، ودبابات، وطائرات مسيرة.

وتركيا هي صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي الذي يوليها أهمية استراتيجية كبيرة لأنها متاخمة لسوريا والعراق وإيران، لكن العلاقة بين الحلف وأنقرة بحسب المراقبين أصبحت متوترة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016 وحملة التصدي للانقلابيين التي أعقبتها، وهو ما يجعل د.مصطفى كبار أوغلو، المحاضر في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة “MEF” (إسطنبول) ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية ودراسات الأمن الدولي في الجامعة نفسها يؤكد أنه يبدو من الطبيعي ألا تلتزم أنقرة الصمت حيال التهديدات الواضحة الواردة إليها من جيران لها بالمنطقة، كما أنه وبسبب هذه التهديدات، تحتاج تركيا إلى نظام دفاع جوي لسد فجوة نظام الدفاع الصاروخي، وهو ما لا يمكن أن يتحقق على المدى القصير إلا عبر شراء منظومة دفاع جوية من الموردين الرئيسيين لهذه المنظومات، أما على المدى الطويل، فيمكن لها تغطية حاجتها من منظومات الدفاع الجوية عبر رفع قدراتها في الصناعات الدفاعية على الصعيدين العلمي والتكنولوجي، بشكل يمكنها من الوصول إلى مرحلة الإنتاج.

أما السعودية فتسعى في ظل ما تردده عن “التهديد الإيراني الحوثي” لها إلى امتلاك منظومة دفاع جوي أقوى خاصة أن اعتراضها لصاروخ باليستي لـ “أنصار الله” أطلق على المطار الرئيسي في عاصمة المملكة تسعي الرياض لمنع تكراره بشرائها المنظومة الروسية “إس-400” رغم إصابتها للهدف، وهو ما أكده “مركز تحليل تجارة السلاح العالمية”، حيث أشار إلى أن اهتمام السعودية بـ “إس-400” له طابع سياسي بحت، ويتوقف على مجرد الرغبة في تحسين العلاقات مع موسكو، إلا أنه أكد أن لدى روسيا بالفعل، تجربة سلبية للتعاون العسكري التقني مع المملكة العربية السعودية، حيث كان الجانب السعودي قد قدم في السابق وعودا لشراء أسلحة روسية والاتفاقات الأولية الواسعة النطاق، لم تسفر عن أي شيء ملموس، على الرغم من أن الرياض وعدت بتنفيذها في حال رفض موسكو توريد نظام الدفاع الجوي “إس-300” إلى إيران.

وبحسب عمرو الديب الخبير الاستراتيجي المصري في جامعة “نيجني نوفجورود” الحكومية الروسية، فإن الحديث عن إمكانية تزويد مصر بمنظومة الدفاع الجوي الروسية أمر ممكن، خصوصا وأن العلاقات المصرية الروسية تمر بأفضل حالاتها، مشيرا في حديث خاص لـ”RT” أن الأمر يضمن لمصر الأمن والأمان في عالم تسوده الحروب ومنطقة كمنطقة الشرق الأوسط المليئة بالحروب الأهلية حيث ستضيف قوة كبيرة للدفاع عن المناطق الحيوية المصرية كالسد العالي، والجيش الثاني والثالث، الحدود الغربية وخصوصا قاعدة محمد نجيب العسكرية.

بواسطة |2018-01-29T15:43:04+02:00الإثنين - 29 يناير 2018 - 4:30 م|الوسوم: , , , |

خبير اقتصادي فرنسي: محمد بن سلمان خطر على العالم لهذه الأسباب

العدسة – إبراهيم سمعان

رأى الخبير الاقتصادي الفرنسي مارك روسيه أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يمثل خطرا على العالم، وذلك في معرض تعليقه على ارتفاع أسعار النفط فجأة إلى 68 دولارا للبرميل في يناير 2018.

وقال روسيه الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كولومبيا، وآخر من جامعة هارفارد: إذا كانت الصين تشكل خطرا نظاميا، فهناك خطر ثان كبير جدا إنه الشاب السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف “وسائل الإعلام الاقتصادية المجاملة وتلك التي لديها تفاؤل أعمى، لا تزال لم تخبرنا لماذا ارتفع سعر النفط فجأة إلى 68 دولارا في يناير عام 2018، في وقت يبدو فيه أن هذا الأمر جاء لأسباب جيوسياسية في المملكة العربية السعودية، وبعبارة أخرى لأنه لم يتغير شيء من وجهة نظر العرض والطلب”.

وأوضح روسيه أنه وباسم مكافحة الفساد، اعتقل محمد بن سلمان بين عشية وضحاها، وبموافقة من والده، مائتين من الأمراء، والوزراء والمليارديرات، ووضعهم رهن الاعتقال في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض، الأشخاص الذين يوافقون على التخلي عن جزء من ثروتهم والإعراب عن ندمهم لن يسجنوا أو يخضعوا للمحاكمة، حيث يأمل محمد بن سلمان في جمع مائة مليار دولار، أي 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي السعودي.

من بين هؤلاء المحتجزين الملياردير الوليد بن طلال، صاحب أكبر ثروة في العالم العربي ومالك جورج الخامس في باريس، وبكر بن لادن، صاحب أكبر مجموعة تشييد في المملكة العربية السعودية، يشير الكاتب، الذي بين أن ابن سلمان يضحك على المواطنين، السعداء برؤية اعتقال أمراء كبار، لكنه في الواقع انقلاب يُحول السلطة الجماعية التقليدية في المملكة العربية السعودية، إلى ملكية مطلقة.

وحذر من رد فعل الأسر الأميرية، الذي قد يصل إلى إمكانية الاغتيال؛ وعلاوة على ذلك، طالب السعوديين بعدم الانخداع من تلك القرارات قبل استيلاء محمد بن سلمان على السلطة، منوها إلى ركود الاقتصاد؛ ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود، ضريبة القيمة المضافة، بطالة الشباب (بنسبة 30 في المائة) والآخذة في الازدياد، وكذلك عجز الميزانية، عدم المساواة والإحباط الاجتماعي، ناهيك عن أن مشروع “نيوم” أو مدينة المستقبل باستثمارات تبلغ خمسمائة مليار دولار أمر غير واقعي تماما، في حين أن مشروعا مماثلا بالشمال أكثر تواضعا في جدة يواجه فشلا ذريعا.

ويقول الكاتب إن محمد بن سلمان يعتمد بشكل كامل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فخلال زيارته الأخيرة للمملكة وقع عقودا بقيمة 380 مليار دولار، بما في ذلك مائة وعشرة مليارات مبيعات أسلحة، فاليوم يستحوذ الأمريكيون على جميع العقود، بدلا من 30٪ سابقا، أما الأوروبيون (بما في ذلك فرنسا) لا يحصلون على أي شيء تقريبا حاليا.

ولفت إلى أنه بالنسبة للبترودولار المهدد من قبل اليوان الصيني، إذا فاز محمد بن سلمان برهانه، فإن الدولار سيحافظ على تماسكه، أما إذا خسر فإن الدولار سيبدأ في الانخفاض بنفس اليوم.

كما يوضح الكاتب أن سياسة ولي العهد العدوانية تجاه إيران واليمن وقطر ولبنان خطيرة جدا، فمحمد بن سلمان أصبح قريبا من جاريد كوشنر، الزوج اليهودي لابنة ترامب، الذي يطلق عليه سخرية « MBK »  (محمد بن كوشنر). ولذلك نتفهم جيدا أن سبب الهجمات العنيفة وغير العادلة من ترامب تجاه إيران، هو الحرص على إرضاء محمد بن سلمان من أجل الدولار والعقود المربحة الموقعة مع المملكة.

الخبر السار الوحيد هو أن النساء حصلن أخيرا على حق القيادة في هذا البلد، لكن في الحقيقة محمد بن سلمان لديه العديد من المعارضين في كل من النخبة والعائلات المالكة والأقليات الشيعية، ويشير روسيه إلى أن آخر مرة شهدت فيها إحدى دول أكبر منتجي النفط في العالم اضطرابات سياسية داخلية، كانت إيران عام 1979؛ مما أدى إلى أزمة النفط الثانية.

بواسطة |2018-01-29T15:18:59+02:00الإثنين - 29 يناير 2018 - 3:25 م|الوسوم: , , , |

انطلاق مؤتمر سوتشي.. و50 معارضًا من شمال سوريا يقررون عدم المشاركة

بدأت الوفود المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري- الذي تقاطعه قوى الثورة السورية- بالوصول إلى مدينة سوتشي الروسية، اليوم “الاثنين” 29 يناير.

فيما أعلن 50 معارضا من شمال سوريا مقاطعة جلسات الحوار، وذلك لعدم تنفيذ وقف القصف على إدلب، والذي كان شرطها خلال اجتماع عقد أمس “الأحد” في أنقرة التركية.

وقبيل انطلاق أعمال مؤتمر سوتشي، عُقدت الأحد في عدد من المحافظات السورية مؤتمرات متزامنة رافضة لمؤتمر الحوار الذي دعت له روسيا، حيث أكد المجتمعون مقاطعتهم للمؤتمر، ورفضهم التام لمخرجاته.

وبين منظمو المؤتمر الذي بادرت إليه روسيا وإيران وتركيا، الدول الضامنة للهدنة في سوريا وعملية أستانا حول التسوية السورية، أن المدعوين للمؤتمر وعددهم أكثر من 1600 شخصية يمثلون كافة المكونات والشرائح والقوى السياسية في المجتمع السوري، في حين لم تتحدد بشكل قاطع الأطراف المشاركة في المؤتمر حتى الآن.

وسيمثل معارضة سوريا الداخلية في المؤتمر الموفدون من المجلس الشعبي والأحزاب الرئيسة كحزب “البعث” و”الجبهة الوطنية التقدمية” و”الحزب الاشتراكي” وغيرها، إضافة إلى شخصيات بارزة تمثل جميع المعتقدات الدينية في سوريا، ووجهاء قبائل ومشايخ وممثلين عن نقابات العمال والدوائر الفنية.

أما المعارضة السورية في الخارج، فسيمثلها أكثر من 300 مشارك، من بينهم منصتا موسكو وأستانا وتيار “غد سوريا” و”الحراك المدني” و”هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي”.

وسيتم تشكيل مجلس رئاسة لمؤتمر الحوار، ولجنة عليا، ولجنة تنظمية و 3 لجان أخرى، بما فيها لجنة  دستورية.

وسيلقي الكلمة الافتتاحية في المؤتمر رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد غسان القلاع، حسبما ذكرت وكالة نوفوستي.

هل يسيطر الحوثيون على أراضٍ سعودية بالفعل؟

العدسة – منصور عطية

لم تضع الحرب في اليمن المستمرة منذ نحو 3 سنوات أوزارها بعد، بل على العكس تزداد الأزمة تعقيدا يوما بعد يوم بالنسبة للطرف الأقوى نظريا، والذي كان يتوقع أن تكون الأمور محسومة لصالحه سريعا.

ومن جديد يستيقظ السعوديون ليس على خبر إسقاط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن في عمق أراضيهم، لكن على أنباء تتحدث عن سيطرة من قِبل ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا على أجزاء من تلك الأراضي الحدودية.

ورغم أن تدقيق تلك المعلومات والتسليم بصحتها يبدو مجافيا للمنطق، إلا أنه يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات بشأن الأوضاع في اليمن والأهداف التي من أجلها شن التحالف العربي بقيادة السعودية تلك الحرب.

100 ميل بقبضة الحوثي

تقارير إعلامية نقلت عن صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، قولها إن “الحوثيين يسيطرون بالفعل على جزء من الأراضي السعودية، يقدر بنحو 100 ميل مربع”.

المعلومة وردت في تحليل للصحيفة تحت عنوان “القصة الحقيقية لما يحدث في اليمن”، والذي كتبه “سيمون هندرسون” مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ورأى الكاتب أن “التقدم الوحيد الذي أحرزته القوات السعودية على طول الحدود الشمالية هو الاستيلاء على جيب صغير من الأراضي اليمنية بالقرب من ساحل البحر الأحمر، ولكن الواقع العسكري العام عكس ذلك”.

وأوضح أن “الحوثيين يسيطرون فعليا على قطاع من الأراضي السعودية على بعد عدة أميال عميقة على طول الحدود، من مقابل مدينة جازان إلى نجران.. نحن نتحدث عن 100 ميل مربع من المملكة، وربما أكثر، وهناك بعض الجدل حول ما إذا كانت تلك المساحة يمكن وصفها بأنها محتلة أم لا، فأحيانا يقوم الجيش السعودي بغزوه”.

وقيّم الكاتب أداء الجيش السعودي إجمالا في هذه الحرب، مشيرا إلى أن تلك التقييمات تتراوح بين “ضعيفة ومهينة ومروعة”، ووفق التقرير فقد كانت هناك فرصة لتحقيق انتصار سعودي في اليمن الشهر الماضي، عندما انفصل تحالف الحوثي/صالح، إثر نشوب معارك بينهما أسفرت عن مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

ليست المرة الأولى

اللافت أن الحديث عن توغلات حوثية في عمق الأراضي السعودية ليس هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في مارس 2015، بل تكرر في مرات سابقة.

ففي أوائل أغسطس 2016، كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” أن مقاتلي الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري المتحالفة معها – حينها – توغلت لمسافة 10 كم في عمق منطقة جيزان جنوب السعودية.

وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر” إن “الاشتباكات بين القوات السعودية والحوثيين المسنودين بقوات الحرس الجمهوري التابع لنجل الرئيس اليمني السابق علي صالح، قد امتدت إلى مشارف منطقة صامطة بجيزان، وأن هذه المنطقة شهدت نزوحا واسعا للأهالي على إثر تلك المواجهات”.

وأشار إلى أن الآلاف من الأسر السعودية قد طُردت من مساكنها في منطقة جيزان دون تعويض مالي من السلطات أو إعطائهم أي بديل.

وفي الشهر ذاته، نشر الإعلام الحربي التابع لميليشيا الحوثي، فيديو قيل إنه لعمليات سيطرة الحوثيين على المواقع العسكرية السعودية المشرفة على مدينة نجران من الجهة الغربية.

وتظهر المشاهد تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية والدبابات والمدرعات السعودية في عدة مواقع، فضلاً عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف العسكريين، بقيت جثث بعضهم في أرض المعركة، وفق تقارير إعلامية.

وفي يوليو الماضي، قالت مصادر إعلامية تابعة للحوثيين إن قواتهم نفذت عملية عسكرية سيطرت إثرها على مواقع سعودية في جازان على الحدود اليمنية السعودية.

وذكرت وكالة الأنباء التابعة لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أن مقاتليهم شنوا عملية عسكرية أدت إلى بسط سيطرتهم على مواقع ومعسكرات سعودية، بينها معسكر الجابري ومواقع الفريضة وملحمة والغاوية بمنطقة جازان على الحدود بين البلدين.

وبثت قنوات تابعة للحوثيين مشاهد قالت إنها للعملية التي شهدت مواجهات بين الجيش السعودي والميليشيات، واستخدمت فيها الصواريخ والمدفعية، لم يتسن التأكد من صحتها.

معركة البقاء.. وتكلفة الحرب

وبينما لا تعلق قوات التحالف العربي أو السعودية على تلك الأنباء المتواترة، فإنها تواصل الحديث بشكل معلن عن توغلات برية تنفذها قواتها بشكل محدود في عمق الأراضي اليمنية لأهداف بعينها، مثل التصدي لمحاولة توغل حوثية أو غيرها.

المشهد يصبح أكثر ضبابية مع عدم القدرة على الجزم بصحة موقف أحد الطرفين دون الآخر، في ظل غياب المعلومات وسخونة الأحداث في المناطق الحدودية المتاخمة لبعضها والمتداخلة بشكل تفرضه تضاريسها.

ويبقى التحدث بين الطرفين في قدرة كل منهما على إثبات مصداقيته، وقد تضطر قوات التحالف أو السعودية على وجه التحديد إلى الرد الرسمي على تقرير الصحيفة الأمريكية، ربما لأنه تفرد بتحديد المساحة التي يسيطر عليها الحوثيون بدقة وموقعها الجغرافي كذلك.

لكن بعيدا عن تلك المعركة، فإن الأمر يعيد إلى الأذهان الحديث عن مجمل الأوضاع في اليمن بعد مرور أكثر من 1000 يوم على الحرب، وماذا تحقق من أهداف التحالف فيها وما الخسائر التي مُنيت بها السعودية.

على صعيد الخسائر فلا تتوفر معلومات رسمية أو إحصاءات دقيقة بشأنها، إلا أن تقارير إعلامية قدرت الكلفة اليومية للحرب بـ 750 مليون ريال سعودي، يتم إنفاقها كقيمة للذخائر، وقطع غيار، وإعاشة وتموين أفراد الجيش فقط، بينما بلغ إجمالي الكلفة الكلية للحرب خلال شهورها التسعة الأولى نحو 200 مليار ريال.

أما على مستوى الخسائر في العتاد والآليات وأعداد القتلى، فقد أسهبت تقارير أخرى في بيانها، لكن دون الاستناد إلى مصادر موثوقة.

بواسطة |2018-01-29T12:32:58+02:00الإثنين - 29 يناير 2018 - 1:55 م|الوسوم: , , , , |

رئيس رابطة العالم الإسلامي ينافس تركي الفيصل في الهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل

العدسة – إبراهيم سمعان

 

يبدو أن وزير العدل السعودي السابق، الدكتور محمد العيسى ورئيس رابطة العالم الإسلامي الحالي، قد دخل فى سباق محموم مع الأمير تركي الفيصل، وزير الاستخبارات السابق، فى الهرولة تجاه التقارب والتطبيع مع دولة ورموز الكيان الصهيوني (إسرائيل) .

وسجلت الأشهر الماضية العديد من اللقاء والمقابلات التي كان أبطالها، العيسى والفيصل، والتي جمعتهما بعدد من الرموز الإسرائيلية، وتنوعت ما بين ندوات سياسية، وزيارات لدور عبادة يهودية فى أمريكا وأوروبا، وكانت أحدث حلقة فى مسلسل هذا التقارب، رسالة العيسى لمديرة متحف الهلوكوست التي اعترف فيها بالمحرقة اليهودية.

سلطت “مجلة نيوزويك” الأمريكية الضوء على الرسالة التي بعث بها وزير العدل السعودي السابق، المقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى مديرة المتحف التذكاري للهولوكست فى الولايات المتحدة الأمريكية سارة بلومفيلد فى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ينتقد فيها من ينكرون المحرقة اليهودية.

ووصف العيسي الهلوكوست فى رسالته بأنه جريمة نازية هزت البشرية فى الأعماق؛ وأسفرت عن فظائع لا يمكن لأي إنسان منصف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها .

وقالت نيوزويك إن السعودية درجت على اتخاذ خط متشدد ضد إسرائيل وإنكار للمحرقة، مشيرة إلى أن معادة اليهود أمر شائع فى المملكة، ففى عام 2010، وصفت الكتب المدرسية السعودية اليهود أنهم أحفاد القردة والحنازير، غير أن رسالة العيسى التي جاءت فى مناسبة الذكرى السنوية لمحرقة الهلوكوست، تعتبر علامة على أن العلاقات الإسرائيلية السعودية تشهد دفئا متزايدا .

وقال كريس ميسيرول من معهد بروكينجيز فى تصريح لنيوزويك، إن ” معادة السامية وأنكار المحرقة أمر منتشر فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبشكل خاص فى السعودية”.

وأضاف ميسيرول: أن العيسى اتحذ خطوة جريئة برسالته نحو تحسين العلاقات بين اليهود والمسلمين، لكن المهم الآن هو ما إذا كان المسؤولون السعوديون سيقرنون كلامهم بالعمل، أم أن الأمر حالة فردية لسعودي يدين المحرقة ويرسل رسالة إلى مؤسسة مقرها واشنطن .

وأشارت المجلة إلى أن إسرائيل والسعودية لا يقيمان علاقات رسمية فى العلن، إلا أن البعض يزعم أن البلدين يعززان العلاقات سرا؛ حيث إن كلا من الرياض وتل أبيب يسعيان للحد من النفوذ الإقليمي المتزايد لعدوهما المشترك وهو إيران.

ولفتت المجلة إلى أنه فى ديسمبر الماضي، اقترح عضو فى مجلس الوزارء الإسرائيلي، أن تلعب السعودية دورا رئيسيا فى المساعدة للتوصل إلى اتفاق سلام فى الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما اقترح مسؤولون إسرائيليون آخرون أن يقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزيارة إلى إسرائيل، ولذا فإن الاعتراف بالمحرقة قد تكون خطوة دبلوماسية ذكية من المملكة.

ونقلت نيوزويك عن هاريسون أكنيس، خبير شؤون الشرق الأوسط بمركز هوارد بيكر، قوله إن رسالة العيسى تمثل خطوة إستراتيجية فى الوقت الذي تتطور فيه العلاقات بين إسرائيل والسعودية “.

وأضاف أكنيس “لكن يمكن أن ينظر إلى الأمر من زاوية التنافس الإيراني السعودي، فقد أدلي دبلوماسيون سعوديون فى الماضي بتعليقات مماثلة تدين إنكار المحرقة، على عكس ما ذهبت إليه إيران التي تنكر بشكل روتيني المحرقة، لذا فالاعتراف بالمحرقة كحقيقة تاريخية يعد وسيلة تسعى من خلالها المملكة أن تميز نفسها عن إيران فى نظر الدول الغربية .

هرولة نحو التطبيع

وفي شهر نوفمبر الماضي، قام العيسى بزيارة أكبر كنيس يهودي فى فرنسا، برفقة السفير السعودي في باريس محمد الإنكاري، وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن الزيارة تمت بدعوة من الحاخام الأكبر ليهود فرنسا حاييم كورسيي وحاخام كنيس باريس الكبير موشي صباغ.

وسبقت زيارة الكنيس اليهودي فى باريس ، تصريحات للعيسى نقلتها صحيفة معاريف الإسرائيلية، خلال محاضرة في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في باريس، قال فيها إن “أي عمل عنف أو إرهاب باسم الإسلام غير مبرر في أي مكان، حتى في إسرائيل”.

وخلال الندوة السابقة، دعا العيسى صحفيا إسرائيليا لزيارة الرياض ورابطة العالم الإسلامي، وقالت معاريف، إنه عندما أبلغ الصحفي الإسرائيلي غدعون كوتس، خلال زيارته للرياض قام بزيارة قسم اللغة العربية في جامعة الرياض، ردّ عليه العيسى: أنت مدعو لأن تزور في المرة القادمة قسم الدراسات الإسلامية، ومقر الرابطة”.

وفي المقابل يرى البعض أن الأمير تركي الفيصل هو أيقونة التطبيع مع إسرائيل، ففي مايو 2014 شارك الفيصل فى مناظرة مع رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى بروكسل، وفى يوليو 2014 كتب مقالا لصحيفة هاآرتس العبرية، أتبعها بمقابلة مع الصحيفة ذاتها فى عام 2015 .

وفى فبراير 2016 التقت عدسات المصورين مصافحة للفيصل مع موشيه يعلون وزير الدفاع الأسبق للكيان الصهوني، ثم عاد الفيصل وشارك فى مناظرة عام 2016 مع الجنرال الإسرائيلي يعقوب أميدرور مستشار الأمن القومي السابق لإسرائيل.

وفي يناير 2017 جمع لقاء ودي الفيصل بـ”تسيبي ليفني” وزيرة الخارجية السابقة لدولة الاحتلال، وخلال شهر أكتوبر 2017 شارك الفيصل فى ندوة عقدت داخل كنيس يهودي بنيويورك بحضور مدير جهاز الموساد الإسرائيلي السابق أفراييم حليفي، وأعرب الأمير السعودي عن امتنانه لوجوده لأول مرة في معبد يهودي، وتحدث عن أمله في ألا تكون الأخيرة، ودافع عن ظهوره العلني المتكرر مع مسؤولين إسرائيليين سابقين.

بواسطة |2018-01-28T16:34:21+02:00الأحد - 28 يناير 2018 - 6:00 م|الوسوم: , , , , |

5 مواقف عمقت الخلاف بين الإمارات والجزائر.. “أبو ظبي” تريدها تابعة

العدسة – جلال إدريس

تعد “دولة الجزائر” واحدة من أكثر الدول العربية اختلافا في مواقفها السياسية والإقليمية عن باقي مواقف الدول الخليجية، حيث سعت دولة الإمارات على سنوات طويلة أن تجتذب “السياسية الخارجية الجزائرية” للاتجاه الإماراتي، غير أن الجزائر غالبا ماترفض ذلك، وتصر على اتخاذ سياسيات مستقلة بحسب ماترى فيه مصالحها السياسية والإقتصادية.

وخلال السنوات الأخيرة، فجرت عدد من القضايا الإقليمية الخلافات بين “الجزائر والإمارات”، ووسعت الهوة بينهما، غير أن الدولتين حافظا على الشكل الدبلوماسي في العلاقات، رغم التباعد الكبير بين سياسيات كل منهما.

العدسة، ومن خلال التقرير التالي، يقف على أطراف القضايا الخلافية بين الإمارات والجزائر، ويرصد المواقف المختلفة التي حاولت فيها الإمارات أن تخضع الجزائر لمواقفها، على غرار ما فعلت مع بلدان عربية أخرى، غير أن بلد المليون شهيد كانت دائما وأبدا عصية على الانصياع لـ”أبو ظبي”.

الموقف من حصار قطر

بوتفليقة وتميم بن حمد

بوتفليقة وتميم بن حمد

 

وفقا لموقع “ساسة بوست”، فإن أزمة “حصار قطر” الذي أشرفت عليه الإمارات والسعودية، وشاركت فيه مصر والبحرين، ودول عربية أخرى سرعان ما تراجعت، كانت أحدث الأزمات التي أحدثت شرخا في شكل العلاقة بين “الإمارات والجزائر”.

وتطلعت أنظار الإمارات مع بداية الأزمة الخليجية، نحو موقف الجزائر من هذه الأزمة، وخياراتها تجاه دعم أيٍّ من الجانبين، قبل أن تصدر الجزائر بيانًا رسميًّا تدعو فيه الدول إلى الحوار، بوصفه «وسيلة وحيدة» لتسوية الخلافات بينها، وضرورة لاحترام السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

ولأن “الجزائر” مالت بعض الشيء حيال الموقف القطري، حين قررت دعم “الحوار”، وعدم التماهي في المواقف السياسية للرباعي العربي، فإن هذا الأمر أزعج “حكام أبو ظبي” وحاولوا ممارسة ضعوطا على الجزائر للانحياز إلى جانبهم.

واتخذت الجزائر موقفا محايدا من طرفي الأزمة الخليجية، وأصدرت وزارة خارجيتها بيانا، عند إعلان السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر، دعت  فيه إلى “ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف”، مشيرة إلى أنها “واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية، وأن الحكمة والتحفظ سيسودان في النهاية”.

وفي أشد أوقات الحصار السعودي الإماراتي على “قطر”، وتحديدا في يونيو 2017، قام وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر، سلطان بن سعد سلطان المريخي،  بزيارة الجزائر، كنوع من كسر الحصار، والتقى بوزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، وبحثا في  مستجدات الأزمة الخليجية، وزيادة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقتها خرجت “الدوحة” بتصريحات تؤكد ارتياحها وترحيبها بشكل كبير بالموقف الجزائري، حيث أشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر، بموقف الجزائر الذي وصفه بـ”المشرف” إزاء أزمة قطع العلاقات مع قطر، مشيرًا إلى أنها أول بلد دعا إلى الحوار.

كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن “المريخي” قوله إن الجزائر باعتبارها “بلدا كبيرا في العالم الإسلامي، ونظرا لتأثيرها في المنطقة، يمكنها أن تلعب دورا في العلاقات العربية العربية”، مضيفا أن بلاده تتفق مع الجزائر في الدعوة للحوار كحل للأزمة.

الموقف من إيران وحزب الله واليمن

خامنئي وحسن نصر الله

خامنئي وحسن نصر الله

 

يرى مراقبون أيضا، أن أحد أبعاد التوتر القائم بين الجانبين تمثل في العلاقة «المتينة» بين الجزائر وإيران، خصوصًا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، العاصمة الجزائرية، في نهاية 2017، ولقائه وزير الشؤون الإفريقية والعربية عبد القادر مساهل، وتأكيده أن البلدين يتفقان على مبدأ «احترام أراضي الدول وسيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والسعي إلى الحوار، والتوصل إلى الحلول السلمية للنزاعات والخلافات».

ولا تنفصل العلاقات القوية بين الجزائر وإيران، خصوصًا في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي، من خلال عرض التعاون المصرفي والاقتصادي، والطرق الكفيلة بتفعيله ودفعه نحو الأمام، عن العلاقات المتقاربة بين قطر وإيران، على خلاف الخلاف السياسي بين الإمارات والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، وهي المسألة التي ترسم صورة كاملة عن أحد محددات الخلاف بين الإمارات والجزائر.

أيضًا، فإن الجزائر تختلف مع الإمارات بشأن الموقف من “حزب الله” اللبناني، حيث تراه الإمارات وتصنفه على أنه تنظيم إرهابي، في حين لا ترى الجزائر ذلك، وهو الأمر الذي يزيد الهوة والخلاف بين البلدين.

أيضًا، فإن عدم انخراط  الجزائر في التحالف العسكري في اليمن الذي تقوده السعودية، وعدم اشتراكها بشكل فعال في الضربات التي توجهها الإمارات والسعودية ضد الحوثيين في اليمن، أحدث شرخا كبيرا في العلاقات بين البلدين.

الموقف من حماس

قيادات حركة حماس

قيادات حركة حماس

 

وعلى خلاف الموقف الإماراتي من “حماس”، والذي تعادي فيه “أبو ظبي” حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشكل كبير، فإن دولة الجزائر بدأت مؤخرا في احتضان الحركة، فضلا عن أحاديث مختلفة تؤكد أن “حماس” قد تفتح مكتبا لها في الجزائر في وقت قريب.

ومع اشتداد الحصار على “قطر”، بدأت حركة “حماس” في البحث عن مكان إقامة بديل عن قطر، لعدة أسباب، لعل أبرزها: تفادي وقوع دولة قطر في الحرج، في ظل الضغط العربي الكبير الذي يمارس عليها وتسبب بحصارها، والذي يضع “طرد قادة حماس من أراضيها” شرطًا من شروط رفع الحصار عنها، والعلاقة القوية التي تربطها على المستويين الشعبي والسياسي مع الجزائر.

ووفقا لحركة “حماس”، فإنها تربطها علاقات “قوية” مع الجزائر، وظهر ذلك حين هبت أحزاب جزائرية في الحكومة بالدفاع عن الحركة بعد أن هاجمها سفير سعودي ووصفها بأنها “إرهابية”، إضافة لتصريحات الناطق باسم حركة “حماس” سامي أبو زهري، التي أكد عمق العلاقة بين حماس والجزائر، وأن حركته طلبت من السلطات الجزائرية، الإقامة في الجزائر حتى قبل أزمة الخليج.

وفي وقت سابق من العام الماضي، تحدثت مصادر بـ”حماس” أن السلطات الجزائرية حتى اللحظة لم ترفض طلب حركة “حماس” للإقامة في الجزائر، وهذا مؤشر اعتبره مراقبون فلسطينيون أنه إيجابي للغاية، ودليل على الموافقة الجزائرية على إقامة أعضاء “حماس” داخل التراب الجزائري.

كل هذا الاحتضان من قبل الجزائر لحركة “حماس” والحفاواة الكبيرة بأعضائها، أزعج بشكل كبير السلطات الإماراتية، والتي على مايبدو أنها تواصلت مع الجزائر كثيرا لتقليل الدعم المقدم للحركة، غير أن الجزائر ترفض التبعية للأمارات.

الموقف من ليبيا وحفتر

حفتر وبن زايد

حفتر وبن زايد

 

كان الجمود الرسمي من جانب الجزائر تجاه خطط «خليفة حفتر»، أبرز الفاعلين، الذي تعول عليهم الإمارات في الأزمة الليبية، أحد مُحددات توسع الهوة بين البلدين، وحدث أشبه ما يكون بالشقاق السياسي في ظل الحضور والنفوذ الجزائري القوي في الأزمة الليبية كون الجزائر تتعامل مع الأزمة الليبية بمنظور أنها امتداد للأمن القومي الجزائري، وذلك للتقارب الجغرافي مع ليبيا.

ولم تدعم الجزائر “حفتر” في ليبيا، إذ رفضت عدة مرات دعم مشروعه وقراراته، للحد الذي دفع “حفتر” إلى وصف الجزائر «بالدولة غير الشقيقة والعدوة»، واتهامها بالانحياز للحكومة التي كانت تتخذ طرابلس مقرًّا لها، بغض الطرف عن الإرهابيين الذين يدخلون ليبيا.

وفي نهاية عام 2017، تجدد الرفض الجزائري لخيارات “حفتر” في الأزمة الليبية؛ حين أعلنت رفضها وقف العمل بالاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة، وهو الاتفاق المُعروف بالصخيرات بالمغرب، برعاية الأمم المتحدة والدول المجاورة.

في المقابل، ترى الجزائر أن الحل في الأزمة الليبية يتمثل في الرهان على «فايز السراج»، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وتفعيل اتفاق الصخيرات، الذي يُمثل “السراج” فيها أحد الفاعلين، كإطار وحيد من أجل البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية، خصوصًا أنه يجد دعمًا من جانب الأمم المتحدة، لا يقف الدعم الجزائري لـ”سراج”، خصم حفتر، وحكومة الوفاق الوطنية الليبية، على المستوى السياسي فقط، إذ تساعده الجزائر كذلك في إدارة البلديات، وتنظيم الانتخابات، وتدريب مزيد من فرق الشرطة، ودعم تركيز منظومة السجون في ليبيا.

كل تلك الأحداث زادت من الهوة بين الجزائر والإمارات، وشعرت الأخيرة أن “الجزائر” لن تكون حليفة لها في الملف الليبي على الإطلاق، بخلاف الموقف المصري مثلا، الذي يسير خطوة بخطوة على غرار الموقف الإماراتي.

الموقف من تونس

 

تُشكل الأزمة التونسية أحد مُحددات الخلاف بين الإمارات والجزائر؛ فالأخيرة تتعامل مع القضايا الداخلية لتونس بوصفها امتدادًا لأمنها القومي، وأدت التدخلات الإماراتية في الشأن التونسي إلى توسع الهوة بين الجزائر والإمارات.

وتمثلت التدخلات الإماراتية في تجميد عدد من مشاريعها الاقتصادية في تونس، إضافة إلى وضع عقبات في وجه العمال التونسيين، والتدخل في الحياة السياسيّة المحليّة، فضلاً عن بعض القرارات الأخيرة بمنع ركوب التونسيات الطائرات المتجهة إلى الإمارات.

وحسب إحدى الوثائق المُسربة، تمثلت إستراتيجيّة الإمارات للاستفادة من الأوضاع القائمة وتحقيق تطلعاتها في الساحة التونسيّة، من خلال كسر النفوذ الجزائريّ والقطريّ وأدوات تحقيق ذلك، فهي ترى في الجزائر، وبالذات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والقيادات العسكريّة النافذة، حليفًا لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، الذي ساهم في تقوية علاقاتها بالإسلاميين الجزائريين والليبيين، وكذلك الأمر مع قطر، التي تحظى أيضًا بحضور إعلامي وثقافي محلي قوي.

ولا تنفصل هذه الإستراتيجية عن التسريبات حول توصيات مسؤولين جزائريين لنظرائهم التونسيين عن خطة إماراتيّة للتدخل في تونس، فضلاً عن وجوب التنسيق والتعاون الدائم لمواجهة أي مساع إماراتية لحلحلة الاستقرار القائم في تونس.

بواسطة |2018-01-27T15:34:01+02:00السبت - 27 يناير 2018 - 4:25 م|الوسوم: , , , , , , , , , , |

“بنس” الفاشل.. 5 أسباب لسقوط ذراع “ترامب” في جولة الغدر

العدسة – معتز أشرف  

سقوط ذريع لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، في ختام جولة شرق أوسطية في المنطقة، لتسويق ما يعرف بـ”صفقة القرن”، شملت مصر والأردن والكيان الصهيوني، وسط رفض فلسطيني وعربي وإسلامي، استدعى -وفق ماذكرت صحيفة “بلومبيرج”- أن بنس طلب من الرئيس المصري والعاهل الأردني التواصل مع قادة السلطة الفلسطينية، نيابة عن الولايات المتحدة، بعد الإعلان الصادم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده الي القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وهو سقوط يقف خلفه 5 أسباب حطمت أي طريق لنجاح “بنس” على الأرض التي تشتعل غضبا ضده وضد رئيسه وجولته التي تحمل الغدر، بحسب مراقبين.

احتفاء صهيوني

شهدت زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، احتفاءً صهيونيًّا واسعًا، يلخص قصة الزيارة، ويحسم فشلها المبكر بحساب الأهداف، فبينما لقي خطابه تصفيقا حارا من النواب الإسرائيليين وكذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تم إخراج نواب القائمة العربية المشتركة بالقوة، قبل لحظات من بدء خطابه، بعد احتجاجهم ورفع بعضهم لافتات تقول: “القدس عاصمة فلسطين”،  كما وصفت صحيفة “إسرائيل هايوم” خطابه بالكنيست  بـ”التاريخي والأكثر ودية تجاه إسرائيل” من بين كافة الخطب التي ألقيت في مقر الكنيست، والذي شهد كذلك العديد من الإشارات الدينية الصهيونية، فيما شهدت زيارة ” بنس ” لنصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، ثم لساحة البراق، تحية واسعة داخل الكيان الصهيوني، ووصفه نتنياهو “الاثنين” في استقباله بـ”الصديق العزيز”.

وبحسب ما نشرته صحيفة “هآرتس” للكاتب “حيمي شليف” أمس، فإن نائب الرئيس الأمريكي ألقى أحد الخطابات الصهيونية جدا، التي ألقيت في يومٍ ما في الكنيست، من قبل سياسي أجنبي، وبالنسبة لأغلبية الإسرائيليين الخطاب تبنى الرواية الصهيونية دون زيادة أو نقصان، وطرح دعمًا أمريكيًّا غير مشروط لكل القرارات التي اتخذتها إسرائيل، وبالنسبة ليهود ومسيحيين مثل “بنس” نفسه، فإن الخطاب كان -حسب رأيه- حلما تحقق، مسَرِّعا لقدوم المسيح ويوم القيامة، وبالنسبة للفلسطينيين، كان هذا غير مفاجئ، الأمر يتعلق بصفعة أخرى، ذنب التجاهل أضيف إلى جريمة الاعتراف بالقدس.. باختصار كان هذا يوم عيد لنتنياهو، الذي تجول كعريس في هودجه متفاخرا بعروسه الجميلة ومهرها السخي، بعد سنوات من المعاناة، في ظل رؤساء ديمقراطيين لم يتفقوا معه، وحتى لم يتحملوه، فإن نتنياهو حظي أخيرا بالراحة والإرث لدى إدارة عدوانية ومحافظة، رأيها بالمسلمين اسوأ منه”.

“صفقة القرن”

هذا الاحتفاء الصهيوني، يمكن قراءته في ظل القبول الصهيوني العارم لما يعرف بـ”صفقة القرن”، وحماستهم لإنجاز الصفقة سريعًا لاستغلال حالة الركود العربي، وهو ما يرصده المراقبون والقوي الوطنية الفلسطينية والعربية، وهو ما كشفته القناة الثانية العبرية، الأحد الماضي، حيث أكدت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مُتحمس للخطة الأمريكية للتسوية، وهو ما حذر منه إسماعيل رضوان، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خلال مؤتمر عقدته فصائل وقوى وطنية وإسلامية بمدينة غزة بالتزامن مع الحدث، مؤكدا أن ” الإدارة الأمريكية وضعت نفسها في خندقٍ معادٍ للشعب الفلسطيني”، محذرا المسؤولين الفلسطينيين من “أي لقاء قد يجمعهم مع “بنس” خلال الفترة القادمة”، قائلا بوضوح قاطع للشك: ” أي لقاء لمسؤول فلسطيني مع “بنس”، يمثّل تمريراً لصفقة القرن، وخيانة للقضية الفلسطينية”.

الخطة إذن واضحة، وكانت السبب الرئيسي في فشل زيارة “بنس”، ودفعت أمريكا -بحسب مراقبين- إلى مغازلة مصر والأردن كلٍّ على حدة، لجعلهما قوة إقناع ومحورًا عربيًّا لتدعيم قرارات الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة بعدما تمكنت واشنطن من قطع شوط طويل في خطتها الخاصة بتطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية، وأصبحت السعودية والإمارات أقرب الحلفاء العرب للاحتلال الصهيوني.

هذا الاتجاه أكده الكاتب توماس جورجيسيان، في تقرير نشرته جريدة الأهرام القاهرية الرسمية تعليقا علي زيارة “بنس”، حيث شدد على أن “كل  ما  أثير ويثار من أجل التوصل إلى تسوية سلمية ـ صفقة القرن، التى تديرها وتتبناها إدارة “ترامب”، وفريق السلام بقيادة صهره جاريد كوشنر، يتكشف مما صنعته واشنطن خلال الأسابيع الماضية ـ بعد المواجهة الحادة التى شهدها العالم بين أمريكا والأمم المتحدة، حيث حرصت على التأكيد على تمسكها بقرارها، وعدم التراجع عنه مهما كانت الأسباب والمبررات.. وأيضا على الحديث المعتاد بأن الغضب الفلسطينى أو العربى مهما كان فى الوقت الحالى فسوف يتلاشى مع الأيام.. وأن الدول العربية فى الوقت الحالي تتخوف وترهب الخطر الإيراني وتريد مواجهته أكثر من الخطر الإسرائيلي” .

انقلاب أمريكي

الانقلاب علي التوجه الأمريكي الإستراتيجي في المنطقة، كان سببا ثالثا لفشل زيارة “بنس”، ووفقا لصحيفة «الأوبزيرفر»، فإن “بنس” «ليس محل ترحيب في مهد المسيح، بعدما دمر الرئيس دونالد ترامب كل فرصه في زيارة الضفة الغربية، بسبب انقلابه على قرون من السياسات الأمريكية المتواصلة بإعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل»، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض استقباله في رام الله.

وفي ذات السياق، قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، في تقرير لها: “زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى الشرق الأوسط «عديمة الجدوى»، وهي الأحدث في سلسلة من الخطوات التصعيدية، ومن المرجح أن تعود بآثار عكسية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وكان يجب إلغاؤها بعد قرار الرئيس دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لـ«إسرائيل».

كما لفتت المجلة الأمريكية، في تحليل لـ«إيلان جولدنبرج»، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض اعترفوا بأن الفلسطينيين سيحتاجون إلى «فترة تهدئة» قبل أن يعودوا إلى طاولة المناقشات بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس المحتلة، موضحين أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في الانتظار طويلًا، وبدلًا من ذلك تريد سكب البنزين على النار، خاصة في ظل رفض الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية استقبال “بنس” وهو ما يعد سابقة من نوعها، علاوة على ما تضمنته من إحراج لجهود “بنس” في التعامل مع المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.

يميني متطرف

البعد الشخصي للمسؤول الأمريكي وقف حجر عثرة في جدول الزيارة، فهو “يميني إنجيلي متشدد”  بحسب ما نشرته صحيفة “دي ديتشويه” الألمانية، ومعروف بمواقفه المناهضة للفلسطينيين، إذ كان يقف إلى جانب “ترامب” عندما أعلن قرار القدس، ووجّه اللوم للرئيس السابق باراك أوباما عام 2010، لعدم مساندة إسرائيل، وشارك في حملة دعم وحشد للأصوات في الكونجرس قبل سنوات لتقليص المعونة الأمريكية للفلسطينيين، وهو عامل محفز للغضب الفلسطيني ضد الوسيط الأمريكي بحسب وصف صحيفة «الأوبزيرفر»، لذا كان وفقا لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، على “بنس” أن يبقى في الولايات المتحدة وألا يخرج في هذه الزيارة.

ومن المعروف عن “بنس” أيضاً، أنه كان من الداعمين لغزو العراق، ومن مناصري بوش، وهو معارض قوي للاتفاق النووي مع إيران، ويراه ضد مصلحة الولايات المتحدة.

أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، من جانبه أكد في بيان أن “خطاب “بنس” التبشيري، هو هدية للمتطرفين، ويثبت أن الإدارة الأمريكية جزء من المشكلة بدلا من الحل”، مضيفا أن رسالة نائب الرئيس الأمريكي واضحة: “قوموا بخرق القانون والقرارات الدولية، وستقوم الولايات المتحدة بمكافأتكم”.

أزمتا “الأونروا” والبراق

أزمة كبرى، صنعها قرار وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء الماضي، بتجميد واشنطن مبلغ 65 مليون دولار من مساعداتها لوكالة “أونروا”، بجانب إعلان “بنس” عن زيارته ساحة البراق، وهو ما كان بمثابة المسمار الأخير في نعش الزيارة الأمريكية، ودفع القيادي بحركة حماس إسماعيل راضون، إلى تجديد رفض الفصائل الفلسطينية للقرار الأمريكي القاضي بتقليص دعمها لوكالة “غوث” وتشغيل اللاجئين “أونروا”، وطالب الدول العربية والإسلامية بـ”توفير الموازنات المالية المطلوبة للأونروا”.

كما أعلن خلال مؤتمر عقدته فصائل وقوى وطنية وإسلامية بمدينة غزة بالتزامن مع الحدث، أن “زيارة “بنس” عدوان على شعبنا، وإمعان في الغطرسة الأمريكية، فأمريكا تأبى إلا أن تواصل عداءها لأمتنا”، مضيفا: “زيارته لحائط البراق استفزاز لمشاعر المسلمين في ظل تصريحاته المنحازة للاحتلال”، فيما دعا الشعب الفلسطيني إلى “مواصلة الحراك الوطني والشعبي وتصعيد المقاومة خاصة في الضفة الغربية ومدينة القدس”، وهو ما استجابت له القوى الوطنية والإسلامية بالإعلان عن إضراب شامل لجميع مناحي الحياة عدا قطاعي الصحة والتعليم، الثلاثاء، والانطلاق يوم الجمعة المقبلة 26 يناير، بمسيرات حاشدة في الميادين العامة في القدس، بعد أداء صلاة الجمعة، للتعبير عن الغضب لكل المؤامرات التي تحاك ضد القدس، وهو حراك يبدو أنه سيتواصل كثيرا في ظل انحسار الربيع العربي الداعم للقدس، وسيطرة أنظمة حليفة للكيان الصهيوني علي قرارات المشهد العربي، وفي مقدمتهم مصر والسعودية والإمارات، التي تعتبر “بنس” صديقا عزيزا، كما وصفه رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

بواسطة |2018-01-26T14:11:17+02:00الجمعة - 26 يناير 2018 - 2:11 م|الوسوم: , , , , , |

لليوم السادس.. القصف التركي يتواصل بعفرين السورية

واصل الجيش التركي، اليوم “الخميس” 24 يناير، قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في ريف عفرين بسوريا.

وشنت الطائرات التركية في اليوم السادس من عملية “غصن الزيتون” التي بدأت “السبت” الماضي، سلسلة غارات جوية على مواقع الوحدات الكردية في منطقة عفرين.

وفي اليومين الماضيين، تباطأ تقدم الجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية المسلحة بسبب الضباب والأوحال التي خلفتها الأمطار المتواصلة على شمالي سوريا وجنوبي تركيا.

وتدور الاشتباكات حاليا في مناطق قسطل جندو( شمال شرق عفرين)، ومنطقتي بلبل وراجو(شمال وشمال غرب)، ومحاور أخرى في الشيخ حديد وجنديرس، وصولا إلى قرية حمام (جنوب غرب عفرين)، كما تتواصل المواجهات في منطقة جبل برصايا.

وتمكنت القوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون” من القبض على 7 إرهابيين ينتمون لتنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي في منطقة “عفرين”، وتم نقلهم إلى ولاية هطاي التركية.

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي “بن علي يلدريم”: إن “أكثر من 300 إرهابي تمّ تحييده، في إطار عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها القوات التركية في منطقة عفرين”، وذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في فعالية اقتصادية بالعاصمة التركية أنقرة.

وأضاف “يلدريم”، قائلاً: “لن نسمح بإقامة أي كيان إرهابي على امتداد حدودنا الجنوبية البالغة 1350 كيلومترا، من إيران وحتى البحر الأبيض المتوسط، ولا يمكن قبول قيام دولة تتعاون مع تركيا في الناتو منذ سنين طويلة، بدعم كيانات مسلحة تستهدف حدود الحلف”.

بواسطة |2018-01-25T23:33:52+02:00الخميس - 25 يناير 2018 - 11:33 م|الوسوم: , , , |
اذهب إلى الأعلى