سوريا.. مقتل 216 مدنيًّا بقصف لنظام الأسد في ريف دمشق في 27 يوما

قالت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في الغوطة الشرقية، اليوم “الأربعاء” 24 يناير، إن 216 مدنيًّا، بينهم 53 طفلاً، قتلوا في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية دمشق؛ نتيجة الهجمات التي تشنّها قوات النظام السوري على المنطقة، منذ 29 ديسمبر العام الماضي.

وبحسب بيان “الخوذ البيضاء”، الذي نشر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، فإنّ المنطقة تتعرّض لقصف جوي وبري عنيف منذ 27 يومًا، واليوم الأربعاء، تعرّضت مناطق بيت سوى، ومرج السلطان، وعربين، وكفر بطنا، التابعة للغوطة الشرقية، لقصف مدفعي عنيف من قِبل النظام السوري.

ويعيش نحو 400 ألف مدنيّ في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة، وهي آخر معاقلها قرب دمشق، وتحاصرها قوات النظام منذ عام 2012.

وحتى أبريل 2017، كان سكان الغوطة يُدخِلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرّية وتجّار وسطاء، غير أن النظام أحكم في وقت لاحق حصاره على المنطقة.‎

وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق “خفض التوتّر” التي تم التوصّل إليها خلال مباحثات أستانة، العام الماضي، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.

بواسطة |2018-01-24T21:09:15+02:00الأربعاء - 24 يناير 2018 - 9:08 م|الوسوم: , , , |

بملياري دولار.. السعودية تشتري ضمائر الغرب تجاه اليمن

العدسة – إبراهيم سمعان

قبل أيام قررت المملكة العربية السعودية منح الحكومة اليمنية مبلغا قدره مليارا دولار لمساعدة “اليمنيين” الذين تشن ضدهم حربا منذ 3 سنوات، أدت إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، حسب الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة.

صحيفة “لوماتن” السويسرية علقت على وديعة السعودية للبنك المركزي اليمني لتجنب انهياره، مشيرة إلى أن صباح الاثنين، في شمال نفس البلد، ألقت طائرة سعودية قنبلة على مبنى مجهول يضم عيادة صغيرة، ولم يتمكن أحد من مساعدة الأطفال الخمسة الذين كانوا هناك.

ونقلت الصحيفة عن جيمي ماكجولدريك، منسق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في هذا البلد القول: حرب السعودية في اليمن سخيفة ولا فائدة من ورائها، موضحا أن مليارات الدولارات التي يدفعها أولئك الذين يحرصون على تدمير البلد اليوم “عار”، فعلى الرغم من أن هذا المال بلا رائحة، من الصعب عدم ربطه برائحة المرض واللحم المتفحم جراء قصف الطائرات.

إلى متى ستستمر هذه الوحشية القاسية؟ تتساءل الصحيفة التي ذكرت أنه في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة وعمال الإغاثة من “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، يبدو كما لو أن انهيار أفقر بلد في العالم العربي ليس مشكلة، والقنابل والحصار والعطش والمجاعة والكوليرا التي تهدد عشرات الآلاف من البالغين والأطفال (متوسط ​​عمر اليمنيين بالكاد يتجاوز 16 عاما) لا تتعلق بأي شخص.

وأشارت إلى أن ما يجري في اليمن ليس “حربا منسية” كما نقول في الغالب وتصفها وسائل الإعلام بل حرب مزعجة، خاصة في ظل انحياز الغرب كل إلى معسكره.

وأكدت “لوماتن” أنه مع بدء توجيه انتقادات حادة للمملكة السعودية، وخاصة لزعيمها ولي العهد محمد بن سلمان المحرض الرئيسي على هذه المغامرة القاتلة، ألقى البيت الملكي السعودي بمليارات الدولارات التي تهدف في الواقع لتسكين ضمير الحلفاء الغربيين، أكثر من الضحايا اليمنيين.

وبينت أنه من الواضح كما يرى كثيرون، لن تجلب الحرب أي مخرج لهذه الأزمة، فالنصر لأحد المتقاتلين أمر مستحيل، حيث إن القوات الحوثية، التي تقاتل التحالف الذي تقوده السعودية، لن تكون قادرة أبدا على تمديد قبضتها على كامل البلاد، وكذلك فإن الحرب المستمرة لسنوات برهنت على أن التفجيرات، مهما كانت وحشية، لن تكون كافية لطردهم.

وخلصت “لوماتن” إلى أن النصر للجانبين – التحالف العربي بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين- لن يكون إلا خارج نطاق إطلاق النيران، في هذا البلد الذي تعاني من انتشار التطرف وباتت عرضة لتفتت لا يمكن السيطرة عليه.

من جهته رأى لوران بونيفوي، الباحث في المركز الوطني  الفرنسي للبحث العلمي، والمتخصص في شبه الجزيرة العربية ومؤلف كتاب “اليمن: من البلد العربي السعيد للحرب” أن الغربيين تركوا للسعودية فقط مفتاح إدارة الحرب في اليمن.

وقال بونيفوي إن ما تشهده البلاد له علاقة بفشل “الربيع اليمني” عام 2011، ومع ذلك، نظرت السعودية إلى الوضع من خلال هواجسها الخاصة، وهو التدخل الإيراني ورؤية كل شيء من منظور مواجهة ما يسمى “المحور الشيعي”.

كما لفت إلى أن مسألة إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تولى مقاليد الحكم بالبلاد عام 2012، جزء من المشكلة بدلا من الحل، فهو يعتبر خائنا من وجهة نظر عدد من المواطنين، خاصة الانفصاليين بالجنوب وأيضا الآن من قبل الشماليين بسبب تحالفه مع السعودية.

ورغم عدم إنكار الباحث التدخل الإيراني في اليمن، فقد أكد أن دور طهران هناك مبالغ فيه إلى حد كبير، وفسر ما يجري بعدم اهتمام الغرب بالنزاع الداخلي بهذا البلد طوال العقد الماضي، وانشغالهم بمكافحة الإرهاب فقط.

وأكد الكاتب أنه ابتداء من عام 2013، ترك الغرب مفتاح إدارة الصراع في يد المملكة العربية السعودية، التي سارعت منذ البداية، وبشكل خاص، لاعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2216 في 2015 ، الذي يعطي نوعا من الحرية المطلقة للتحالف بقيادة السعوديين.

وبين بونيفوي أن الأمريكيين والأوروبيين يشعرون اليوم بالخجل بعض الشيء لأنهم يفهمون أن الكارثة الإنسانية الحالية مرتبطة بسياسة السعودية، ولكن لا أحد مستعد للضغط على الرياض، خوفا من تعريض مصالحه الاقتصادية للخطر.

بواسطة |2018-01-24T15:35:37+02:00الأربعاء - 24 يناير 2018 - 6:55 م|الوسوم: , , , , , |

هل تدعم مصر والإمارات حزب الاتحاد الديمقراطي ضد تركيا؟

العدسة – إبراهيم سمعان

جاء التدخل العسكري التركي في مدينة عفرين السورية كأحد السيناريوهات التي كانت مطروحة بعد تحقيق تركيا أهدافها فيما يتعلق بعملية درع الفرات، حيث قضت على تهديدات تنظيم الدولة على حدودها، وأوقفت التوسع الميداني لحزب الاتحاد الديمقراطي، وسدَّت الفجوة الأخيرة المتبقية بين “كانتوني” منطقتي عفرين وكوباني.

وكان الخياران هما: أولا، التدخل بشكل أحادي، لدحر قوات وحدات حماية الشعب من منبج، ودفعها نحو الجزء الشرقي من نهر الفرات، لكن ذلك يصطدم بضرورة عقد صفقة بين تركيا وكل من الولايات المتحدة وروسيا، لتجنب وقوع احتكاك مع تلك القوتين.

وكان الخيار الثاني، يتمثل في تبني عملية سياسية تسعى إلى منع حزب الاتحاد الديمقراطي من السيطرة على التركيبة السياسية والقانونية والأمنية التي ستتشكَّل مستقبلًا، خاصة في فترة ما بعد دحر “تنظيم الدولة” عن سوريا.

لكن تركيا اختارت التدخل الأحادي مع التنسيق مع روسيا فقط، خلال عملية عسكرية حملت اسم “غصن الزيتون”  للقضاء على ما وصفها الرئيس التركي بـ”التهديدات الإرهابية” التي تستهدف تركيا، وخلق الأجواء المناسبة للعيش بسلام في المنطقة.

وأضاف أردوغان، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن تركيا لم تأخذ إذن أحد لتنفيذ عملية “غصن الزيتون” ضد الأهداف العسكرية لتنظيمي ” حزب الاتحاد الديمقراطي  الكردستاني (PYD)/ حزب العمال الكردستاني (PKK)  في عفرين.

لكن التدخل أثار غضب قوى إقليمية أخرى بجانب الولايات المتحدة، مثل مصر والإمارات، اللتين أعلنتا رسميا إدانتهما للعملية، ما استدعى ردا تركيا من قبل مقربين من الحزب الحاكم التركي، وصل لتوجيه اتهامات للدولتين بدعم وتمويل الحزب الذي تدرجه أنقره ضمن التنظيمات الإرهابية.

صحيفة “يني شفق” في نسختها الإنجليزية، قالت إن حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري  يأمل في الحصول على دعم من مصر والإمارات، حيث كشفت بيانات مسربة لوسائل الإعلام -وفقا للصحيفة التركية- عن أن حزب “بي كا كا” يسعى في تلقي دعم من الإمارات ومصر.

وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يتم فيه استئصال العناصر الإرهابية التابعة للحزب من عفرين السورية، تتوالى رسائل الدعم للحزب من قبل مصر والإمارات، حيث يسعى الحزب إلى الحصول على حلفاء في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أنه -بعد كشفهم كشريكين محتملين في الخطة القذرة المدبرة في المنطقة، عبر التحالف مع أمريكا وإسرائيل- أصبح من الممكن أن يكون الحلفاء الجدد للحزب في المنطقة هو كل من السعودية والإمارات ومصر.

ولفتت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية تعهدت في الأشهر الأخيرة، بتقديم مليار دولار لدعم إعمار مدينة الرقة التي يحتلها الحزب.

وجاء في بيان صادر عن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي جاء بانقلاب عسكري على الرئيس المنتخب عام 2013، بعد عملية عفرين التي تنفذها القوات التركية، أن العمليات العسكرية التركية تعد إنتهاكا لحقوق السيادة السورية، وفقا للصحيفة التركية.

انتهاك للسيادة

واعتبرت الخارجية المصرية في البيان الصادر عن وزارة الخارجية، الأحد، أن العملية التركية في مدينة عفرين “انتهاك للسيادة السورية”، معربة عن رفضها لعملية “غصن الزيتون”، التي وصفتها بأنها “تقوض جهود الحلول السياسية القائمة، وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا”.

وأعاد بيان وزارة الخارجية المصرية، التأكيد على موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري، مطالبا بانخراط جميع أطياف الشعب في مفاوضات جادة، في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية، دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.

أمن قومي عربي

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن العمليات العسكرية التركية في عفرين السورية، تستدعي إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي.

وكتب “قرقاش” في تغريدة عبر “تويتر”، الأحد: إن “التطورات المحيطة بعفرين تؤكد مجددا ضرورة العمل على إعادة بناء وترميم مفهوم الأمن القومي العربي على أساس واقعي ومعاصر”، وتابع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قائلا: “دون ذلك يهمش العرب وتصبح أوطانهم مشاعا”.

دعم سري

من جانبه، وصف إبراهيم قراغول، رئيس تحرير صحيفة “يني شفق”، المقرب من الحزب الحاكم في تركيا، إن العملية التي بدأتها تركيا في عفرين، بأنها دفاع مشروع على النفس والوطن، مؤكدا أنه يجب مواصلتها كذلك في منبج وشرقي الفرات.

وأضاف “قراغول” أن ردود الأفعال التي تلقتها تركيا على عملية عفرين- سواء من واشنطن أو العواصم الأوروبية، وحتى طهران- ما هي إلا ردود أفعال خبيثة النية، ومنافية للأخلاق.

وأكد أن جميع الدول التي أعربت عن استيائها من العملية تنفذ عملياتها الخاصة على الجانب السوري من حدودنا الجنوبية، ومعظمها يحتل البلاد ويشعل فتيل الحروب الأهلية.

وأشار إلى أنه في ظل هذا المناخ، فإن الدعم السري الذي تقدمه بعض البلدان، مثل السعودية والإمارات، إلى تنظيم “بي كا كا” الإرهابي، يعتبر أمرًا منافيًا للأخلاق بالقدر عينه.

وأوضح أن أكاذيب “الحرب على داعش” قد انهارت منذ زمن طويل، فـ”داعش” و”بي كا كا”، و”بي يي دي” يتحركون بشكل مشترك، ومن يوجههم جميعا هي الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورأى الكاتب التركي أنه في النهاية ستنهار الخريطة، التي رسمتها قوى الشر، للمنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى حدود إيران، مشيرا إلى أن تلك الخريطة تلقت ضربة في المنتصف، من خلال عملية درع الفرات، والآن تعمل تركيا على إغلاق الجناح الغربي منها بعملية “عفرين – منبج”.

وسنشهد جميعًا انهيار هذه الخريطة شرقي الفرات كذلك، بعدما استهدفت أربع دول متجاورة بواسطة تنظيمات إرهابية جديدة، ولن نترك مئات الكيلومترات من حدودنا الجنوبية أمانة بأيدي أي تنظيم أو قوة أجنبية.

بواسطة |2018-01-24T14:02:40+02:00الأربعاء - 24 يناير 2018 - 1:30 م|الوسوم: , , , |

اليمن الجريح.. الفشل السعودي يحاصر اليمنيين بالجوع والدماء والأمراض

العدسة – معتز أشرف

صرخة إنسانية جديدة أطلقتها الأمم المتحدة قبل ساعات للمانحين، من أجل توفير ما يقرب من 3 مليارات دولار لمساعدة أكثر من 13 مليون يمني، قائلة: إن “هذا هو أكبر نداء إنساني موحد يطلق من أجل اليمن”، فيما قال منسق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكجولدريك: “لقد أدت ثلاث سنوات من الصراع المتصاعد إلى تحويل اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية من صنع البشر، في عصرنا هذا”، ما يلقي بظلاله الوخيمة على الوضع الإنساني المتدهور، منذ عدم إنجاز السعودية -التي تقود تحالف دعم الشرعية بالبلاد- لوعودها بالحسم وإزاحة الخصوم الحوثيين، وعودة اليمن السعيد كما كان يطلق القدماء على يمن الحاضر البئيس.
أرقام صادمة
البيان الأممي أوضح أن “22.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية”، بما في ذلك 13.1 مليون شخص يحتاجون لمساعدات منقذة للحياة، والذي أكد في ذات الوقت أن “المساعدات الإنسانية ليست هي الحل للمحنة التي يعيشها الشعب اليمني، لكنها شريان الحياة الوحيد للملايين منهم، خاصة في المناطق التي تتركز فيها مخاطر مجتمعة للمجاعة وتفشي الأمراض، والنزوح طويل الأمد”، وهو ما تكشفه إحصائيات أممية، قد تحدثت في وقت سابق عن أكثر من 8650 قتيلا، وأكثر من 58 ألف جريح، بسبب النزاع المسلح المستمر.
وبحسب المنظمة الأممية، يحتاج ثلاثة أرباع السكان، أي أكثر من 22 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم 11.3 مليون بحاجة ماسة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، كما ذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن جيلا من الأطفال اليمنيين يكبرون في معاناة وحرمان، ويحرم نحو مليوني طفل من التعليم، ويصاب حوالي 1.8 مليون طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية، منهم 400 ألفٍ مصابون بسوء التغذية الحاد.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، يفتقر حوالي 16.4 مليون شخص في اليمن إلى الخدمات الصحية، فيما تعاني المستشفيات والمرافق الصحية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية، فضلا عن النقص الحاد في عدد العاملين في القطاع الطبي

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في منتصف الشهر الجاري، ولد أكثر من ثلاثة ملايين طفل في اليمن، منذ تصاعد الصراع في مارس عام 2015، ليواجهوا آثار العنف والنزوح والأمراض والفقر وسوء التغذية، وانعدام الخدمات الصحية، على لأطفال، حيث قتل أو أصيب أكثر من 5000 طفل بسبب العنف، أي نحو خمسة أطفال كل يوم، منذ مارس 2015، فيما يحتاج أكثر من 11 مليون طفل المساعدة الإنسانية، أي كل أطفال اليمن تقريبا، كما يفتقر أكثر من نصف الأطفال إلى مياه الشرب الآمنة، أو خدمات الصرف الصحي الكافية، ما أدى إلى إصابة حوالي 1.8 مليون طفل بسوء التغذية الحاد، منهم 400 ألف طفل يكافحون للبقاء على قيد الحياة، مع حرمان 2 مليون طفل من التعليم، منهم حوالي 500 ألف تسربوا من المدارس منذ تصاعد الصراع، فيما يشتبه في إصابة أكثر من مليون شخص بالكوليرا والإسهال المائي، يمثل الأطفال تحت سن الخامسة ربع هذا العدد، بالتزامن مع أزمة الرواتب في مجال التعليم والصحة التي تؤثر على تعليم 4.5 مليون طفل.
اقتصاديا كانت الضربة أقوى، حيث شهدت العملة اليمنية، انهيارًا كبيرًا، ووصل سعر الدولار، إلى أكثر من 500 ريال يمني، والريال السعودي بلغ 130 ريالا يمنيا، وهو ما يؤكد فقدان العملة الوطنية اليمنية أكثر من ضعف قيمتها منذ بدء الحرب في البلاد، قبل حوالي ثلاثة أعوام، ما يهدد أي فرص للحصول على الغذاء وباقي مطالب الحياة، ما أدى إلى تأكيد كثير من المحللين الاقتصاديين أن الحل الأنجع لوقف انهيار العملة، يتمثل بجانب عودة الإنتاج المحلي للنفط والغاز، في طلب معونات نقدية من دول الخليج، خاصة السعودية، التي تعد طرفا في الحرب.
أما صحيا، فحدث ولا حرج، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية، منتصف الشهر الجاري، ارتفاع حالات الإصابة بمرض الخناق (الدفتيريا) في اليمن، إلى 678، منذ بدء الانتشار للمرض، خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث رصدت هذه الحالات، في 19 محافظة من أصل 23، وفي 117 مديرية من أصل 333، بعد رصد 48 حالة وفاة بهذا المرض، في تلك المحافظات، ووفقا للمنظمة، فإن محافظتي إب (وسط) والحديدة (غرب)، هما أكثر المحافظات اليمنية التي انتشر فيها هذا المرض.

ويتزامن تفشي المرض في اليمن مع انتشار وباء الكوليرا، منذ أواخر أبريل 2017، الذي أسفر عن وفاة أكثر من ألفين و200 حالة، فيما تجاوزت الحالات التي يشتبه إصابتها بالمرض مليون حالة، وفق تقارير سابقة للصحة العالمية.
الأزمة شهدت محطة قاسية، عندما فرض التحالف العربي، بقيادة السعودية، حظرًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا على اليمن، على خلفية استهداف الرياض بصواريخ باليستية أطلقها “الحوثيون”، قبل أن يرفع الحظر تدريجيًّا، وهو ما هدد العمل الإنساني الداعم، بسبب الوضع المرتبك في موانئ اليمن، والذي قالت الأمم المتحدة إن الإغلاق المفروض على اليمن أدى إلى تدهور الوضع الإنساني الصعب، في ظل توقعات متكررة بنفاد إمدادات الوقود.
ميدانيا، وبعيدا عن قعقعة الأسلحة الخاصة بالتحالف العربي بقيادة السعودية والحوثيين، يواصل اليمنيون إطلاق صراخات الرفض السلمي، عبر مسيرات تجوب عدة شوارع بالمدن، قبل أن تستقر أمام مقر السلطة المحلية للمحافظات، رفع المحتجون في مسيرة تعز مؤخرا (جنوب غرب اليمن) لافتات من قبيل: “لن نموت جوعا، وتدهور الوضع الاقتصادي، وعدم صرف المرتبات في آن واحد، هو حكم إعدام ضد ملايين اليمنيين”، فيما قال الناشط الحقوقي في محافظة تعز، ماهر العبسي، في تصريحات صحفية عقب المسيرة: ” أصبحت أوضاع الناس كارثية في ظل الوضع الحالي، خصوصا مع استمرار عدم تسلم العديد من الموظفين لمرتباتهم الحكومية، منذ أكثر من عام، وهذا يستلزم عمل الحكومة على معالجة هذا الأمر.. الأوضاع تتجه من سيئ لأسوأ”.

الفشل السعودي

كثير من المراقبين يتحدثون الآن عن الفشل السعودي والطمع الحوثي اللذين كبدا اليمن الجراح تلو الحراج، ولكن السعودية على الأرض تواصل المحاولات بعد سقوط ورقة التوت، حيث أعلنت إيداعها ملياري دولار، كوديعة للبنك المركزي اليمني، في سبيل وقف انهيار الريال اليمني، ودخل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على خط التصريحات، بعد نداء الأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن، مؤكدا أن بلاده ودول التحالف العربي الذي تقوده المملكة، تعد لإطلاق عمليات إنسانية شاملة في اليمن، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
الجبير علق الأزمة على شماعة “الحوثي “، حيث اتهم جماعة الأخير “بعمليات نهب وسرقة ومصادرة للمساعدات(منذ بداية الحرب)، من أبرزها: اعتراض أكثر من 85 سفينة مساعدات، وأكثر من 124 قافلة غذائية، وأكثر من 628 شاحنة مساعدات إنسانية، وأكثر من 5500 سلة غذائية، إضافة إلى قيامها بعمليات اختطاف وقتل لعمال الإغاثة في اليمن”، وفقا لذات الوكالة، مؤكدا أن بلاده قدمت مساعدات لليمن، بقيمة تجاوزت 10.2 مليار دولار منذ بداية الحرب، شملت المساعدات الإنسانية والإنمائية والتنموية والحكومية.
هي محاولات إذن من قائد عمليات الحرب في الوقت الضائع، خاصة مع استقرار التحليلات، منها ما أكده البروفيسور بنجامين ميلر في مقال بمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية، عندما قال تحت عنوان “فشل سعودي”: “لم يفلح التحالف السعودي في الإطاحة بسلطة الحوثيين الذين يسيطرون على قدر كبير من البلد، بل إن حملة السعودية العسكرية عززت من التحالف بين الحوثيين والإيرانيين، خالقة بذلك قاعدة أخرى للنفوذ الإيراني في العالم العربي”، مشيرا إلى أن السعودية، في ظل الوضع الحالي، ذهبت إلى إسرائيل لمواجهة طهران، بعد أن شكلت لهما -بحسب الكاتب- “تهديدًا”، وهو السبب الرئيسي للتقارب الأخير بين البلدين.
الأمر تخطى التحليل، فقد كشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصادرها داخل البيت الأبيض، أن مسؤولا أمريكيا كبيرًا -لم تنشر اسمه- أبلغ السعودية في أواخر العام الماضي، تحذير الولايات المتحدة للسعودية من أن الغضب في الكونجرس بسبب الوضع الإنساني في اليمن قد يحد من الدعم الأمريكي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وحثت واشنطن الرياض على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كبير، وهو ما من خلاله فُهم معظم تصريحات الخارجية السعودية في الفترة الأخيرة بشأن المساعدات والموانئ.
وفي السياق ذاته وصفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية اليمنيين بأنهم ” شعب أتعبه الجوع والمرض والقتل”، ونقلت عن الضابط بالاستخبارات المركزية الأمريكية بروس ريدل- الذي نشر كتابا جديدا حول التحالف الأمريكي السعودي أسماه “ملوك ورؤساء”- وصفه للصراع في اليمن بـ”الجرح النازف” للسعودية والإمارات لصالح إيران، وقدرت نفقات طهران على هذا الصراع بـ1% مما تنفقه الرياض وأبو ظبي.

بواسطة |2018-01-23T11:54:47+02:00الثلاثاء - 23 يناير 2018 - 11:54 ص|الوسوم: , , |

إسرائيل.. هل أصبحت الحصن الآمن لـ”بن سلمان” ؟

العدسة – إبراهيم سمعان

التهديد المتزايد لإيران، سيدفع الأمير محمد بن سلمان، حاكم المملكة العربية السعودية مستقبلا، إلى إعادة النظر بشكل عملي في التحالفات الإقليمية الحالية، حيث يبدو أن إسرائيل ستكون الحصن الآمن القوي لمملكة آل سعود.

تحت هذه الكلمات علقت صحيفة ” israelvalley” الناطقة بالفرنسية، على التقارب بين الرياض وتل أبيب، خاصة عقب تقرير أوردته “واشنطن تايمز”، تؤكد فيه أن وفدا عسكريا سعوديا زار إسرائيل قبل بضعة أشهر لبحث الدور المتزايد لطهران في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ولي العهد السعودي، الذي لا يزال مقيدا من قبل الملك الحالي، مقتنع بأن التحالف القوي مع إسرائيل سيضمن بقاء النظام الملكي السعودي، كما أن جيرانها، سيكونون أيضا على استعداد لحذو حذوها عندما يحين الوقت.

ووفقا لما ذكرته “واشنطن تايمز”، يبدو أن الجانبين الإسرائيلي والسعودي يتقاسمان قدرا كبيرا من التعاون العسكري، بعد الكشف عن الوفد الذي أرسلته الحكومة السعودية إلى إسرائيل لبحث جملة أمور، منها التأثير المتزايد لإيران في المنطقة.

ونوهت ” israelvalley”  إلى سعي المسؤولين السعوديين حاليا للحصول على نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، ونظام “تروفي” وهو عبارة عن نظام دفاعي نشط، تم إنتاجه من خلال شركتي أنظمة “رافائيل” الدفاعية المتقدمة “وإلتا” الإسرائليتين، ومصمم لحماية ناقلات الجند والدبابات من الأسلحة المضادة للدروع المباشرة والموجهة، على هيئة حماية نصف كروية.

وبحسب التقرير “على الرغم من رفض السعودية التعليق رسميا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو أن العلاقات بين الجانبين التي تطورت سريعا، سيكشف عنها علنا، خلال الأيام المقبلة”.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن “واشنطن تايمز” القول: إن العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى شهدت نموا كبيرا، خصوصا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث لم تتخذ المملكة ولا مصر موقفا عدائيا ضد هذا القرار، وبذلك يمكننا أن نتنبأ بأن التحالف بين الرياض والقدس يتغير بسرعة”.

وأكدت أن القضية الفلسطينية شهدت خلال الأسابيع الماضية تطورات غير عادية، مشيرة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية من المرجح جدا أن يدفع الكثير بسبب تصريحاته الأخيرة، بينما سيكون لدى إسرائيل الفرصة لتكوين صداقات جديدة.

وكان الرئيس “عباس” تطرق، في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس المركزي بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لملفّ العلاقات مع “إسرائيل”، والإدارة الأمريكية، ومشروع التسوية، وأوسلو، وشنّ هجوماً غير مسبوق على الرئيس دونالد ترامب، بعد كشفه عن بعض تفاصيل “صفقة القرن” وعروض “العاصمة البديلة”، وصرح “عباس” للمرة الأولى، بأنه تلقّى عرضاً بإعلان بلدة أبو ديس، قرب القدس المحتلة، عاصمة للدولة الفلسطينية، وقال “عباس” في خطابه: “يعرضون علينا حالياً أن تكون أبو ديس عاصمتنا، وأبلغنا “ترامب” أننا لن نقبل مشروعه، و”صفقة القرن” هي صفعة وسنردّها”.

وذكرت “القناة الثانية” الإسرائيلية، أن خطاب “عباس” الذي اتسم بالحدة وبإدانة إسرائيل والولايات المتحدة، جاء عقب “إبلاغه من قبل السعوديين بتفاصيل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، التي يعتزم طرحها، والتي تدعم بشكل كبير مصالح إسرائيل”.

وبنود الخطة، وفقا لما أوردته القناة، هي: “أقل من دولة للفلسطينيين، استمرار سيطرة إسرائيل على الشؤون الأمنية، تواجد عسكري إسرائيلي دائم في غور الأردن، لا إخلاء للمستوطنات، و”فيتو” إسرائيلي بخصوص المكانة النهائية للقدس، ما سيتم التفاوض عليها لاحقا من قبل الأطراف، ولن يتم تناول قضية اللاجئين”.

يشار إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قد نقلت عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، أن ولي العهد السعودي اقترح على “عباس” أن تكون بلدة أبو ديس عاصمة لفلسطين.

ووفقا للصحيفة “ابن سلمان أعطى الرئيس الفلسطيني مهلة شهرين للقبول بالصفقة، وإلا سيكون مجبراً على الاستقالة”، مؤكدة أن هذه التفاصيل، التي وصفتها بـ”المثيرة”، جاءت عقب المفاوضات التي عقدت بين “عباس” وابن سلمان، وراء الأبواب المغلقة في الرياض، في نوفمبر الماضي.

كما ادعت الصحيفة، أن ابن سلمان اقترح على الرئيس الفلسطيني تعويضاً عن هذه التنازلات، وخاصة تقديم مساعدات مالية إلى الفلسطينيين و”عباس” شخصيا، ولكن الأخير رفض هذا المقترح، زاعمة أن إحدى أفكار السعوديين كانت تقضي بتخصيص أراض إضافية للدولة الفلسطينية المستقبلية في شبه جزيرة سيناء، بدلا عن تلك التي ستخسرها بموجب الخطة، غير أن مسؤولا آخر غربياً أفاد بأن السلطات المصرية قد نفت هذه الفكرة.

بواسطة |2018-01-22T15:02:27+02:00الإثنين - 22 يناير 2018 - 4:55 م|الوسوم: , , , , , |

مكاسب وخسائر السعودية من خروج علاقتها مع إسرائيل للعلن

العدسة – إبراهيم سمعان

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، مقالا للكاتب “أري هيستين”، ناقش فيه سبل خروج العلاقات بين السعودية وإسرائيل للعلن، مؤكدا أن هناك العديد من الدلائل تشير إلى تغيير قد يحدث في العلاقات بين تل أبيب والرياض في المستقبل .

 وإلى نص المقال ..

“لماذا يشتري السعوديون البقر، إذا كان بإمكانهم الحصول على الحليب مجانا؟!” ..

هذا ما خلصت إليه تحليلات العديد من الخبراء، بعد دراسة وبحث آفاق الرياض في إمكانية إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، في مقابل الحصول على  مساعدات عسكرية .

ومع الأخذ بعين الاعتبار التحديات العديدة في الداخل والخارج، التي يواجهها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالفعل حاليا، تساءل خبراء أخرون: لماذا تضيف المملكة عاملا آخر مزعزعا للاستقرار إلى هذا المزيج، متمثلا في الاعتراف بإسرائيل ؟

وعلى الرغم من أن هذه الحجج السابقة التي أبداها الخبراء، لها بعض الوجاهة، لكنها لا تترجم بالضرورة إلى الاستنتاج الصحيح .

فالحكمة التقليدية تقول: إن كل ما هو سيء لإيران، هو أمر جيد لإسرائيل، خلال تلك اللعبة الصفرية، بجانب أن إسرائيل توفر للسعوديين كل الدعم الذي يطلبونه في معركتهم ضد طهران، ولذلك فالرياض لديها القليل لتكسبه والكثير لتخسره، بخروج صداقتها مع إسرائيل للعلن.

ولكن هذا المنطق يتجاهل العديد من الاحتمالات ..

أولا: أن المملكة أظهرت اهتماما عميقا لرضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأظهر “ترامب” تقاربا عميقا لإسرائيل – حتى ولو لم تتمكن إسرائيل من دعم السعودية بأكثر مما تقدمه حاليا، فمن الممكن أن تتحقق المصالح السعودية في أماكن أخرى، من خلال إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل .

ثانيا: إذا كانت إسرائيل تأخذ في الاعتبار العلاقات الرسمية مع السعودية، كأولوية كبيرة، فمن الممكن أن يتم حجب بعض المساعدات عن السعودية، ليتم الإفراج عنها شريطة الحصول على اعتراف رسمي من جانب المملكة.

ثالثا: قد يكون السعوديون محدودين بنطاق ووضوح المساعدات، التي يمكن قبولها دون الاعتراف رسميا بإسرائيل .

وأخيرا، وبما أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، يأتي في مرتبة متأخرة من جدول أعمال منطقة الشرق الاوسط المشتعل، فإن تكلفة الاعتراف بإسرائيل قد لا تكون مرتفعة جدا على الرغم من الجهود الإيرانية أو القطرية الممكنة، للاستفادة من تلك الحرب الدعائية ضد الرياض .

ومن الجدير بالذكر أيضا، أن تصور محمد بن سلمان لمصالحه لا يتماشى مع ما يراه الخبراء، وقد شن بالفعل حملة عسكرية في اليمن، وحاصر قطر، وأجبر رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، ولا يبدو أن أيا منها يبدو أمرا جيدا .

والسؤال هل هذه الأخطاء نتيجة قلة الخبرة، أم أنها نوع من الجنون؟.

وبالنظر إلى أنه لا يبدو حريصا على عكس تلك القرارات وتسلق سلم التصعيد، فليس من المؤكد ما إذا كان ولي العهد يرى أن سياسياته العدوانية خاطئة، على الرغم من الكم الكبير من التعليقات السياسية التي رأت عدم صحتها، وسواء أخطأ أم لا، فمن المحتمل أو المرجح، أن يعمل في المستقبل على توظيف سياسياته غير المتماشية مع تقديرات مجتمع  خبراء السياسية الدولية.

وهناك دلائل على أن التغير قد يحدث في العلاقات الإسرائيلية السعودية ..

أولا: أرسلت مملكة البحرين مؤخرا -التي تأخذ إشارات سياستها الخارجية من السعودية- وفودها إلى إسرائيل؛ لتعزيز التسامح الديني، ويبدو أن إرسال هذه المجموعة المواطنين البحريين، كان اختبارا محتملا لردود الأفعال المحتملة من العرب، من أجل زيادة وضوح العلاقات مع إسرائيل (وفي الأسبوع التالي لإعلان “ترامب” الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ) .

ثانيا: أن بناء المدينة الذكية السعودية الملقبة بـ”نيوم”، قد يوسع من التقارب بين المصالح الاقتصادية السعودية والإسرائيلية.

تفيد التقارير أن الشركات الإسرائيلية تجري محادثات مع السعودية، حول تطوير أحدث مشاريع ولي العهد، والتي تسعى لتنويع الاقتصاد، وتحويل المملكة الصحراوية إلى مركز تجاري.

ولكن مع هذه الخطوات البسيطة إلى الامام، هناك حالات واضحة، تقاوم الرياض تغيير سياسيتها طويلة الأمد التي تجعل العلاقات مع إسرائيل متوقفة على اتفاق سلام مع الفلسطينين -على سبيل المثال- منعت المملكة مؤخرا مشاركة إسرائيل في بطولة الشطرنج العالمية في الرياض .

كل ما يقال، أنه من الممكن بالتأكيد، أن ممثلا لا يمكن التنبؤ به، كمحمد بن سلمان، يمكنه الاحتيال على القضية الفلسطينية، وبناء علاقات مفتوحة مع إسرائيل، إما تدريجيا أو من خلال خطوة واحدة جرئية .

صحيح أن ذلك من الممكن أن يعني مواجهة تحدٍّ آخر، في الوقت الذي تكون فيه يد ولي العهد مشغولة بشكل كامل في تحديات أخرى، ولكن مثل هذه المجادلات، لا يبدو أنها أثرت على حسابه في صنع القرار في الماضي.

بواسطة |2018-01-22T12:41:28+02:00الإثنين - 22 يناير 2018 - 1:25 م|الوسوم: , , , , , |

توثيق العلاقات بين السعودية وإسرائيل .. مصالح استراتيجية مشتركة ؟

العدسة – إبراهيم سمعان

اعتبر الكاتب الإسرائيلي جوزيف بودر في مقال بمجلة “فرونت بيج” الأمريكية، إن الموقف من الدولة اليهودية يعد جزءا من عملية الإصلاح المتعدد التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منذ وصوله للعرش مشيرا إلى أن المسؤولين السعوديين يرون أن إسرائيل الحليف الأكثر موثوقية في مواجهة إيران والجماعات المتطرفة.
نقل الكاتب عن “كوبي مايكل” كبير الباحثين في دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن إدارة “ترامب” تشير إلى أن توثيق العلاقات بين السعودية وإسرائيل يهدف إلى كسر الجمود في مساعي السلام .
وأضاف أن نجاح محمد بن سلمان من الممكن أن يجعل المملكة تساهم في عملية السلام بين إسرائيل ودول عربية أخرى وصفها الكاتب بالمعتدلة .
وبدأ الكاتب الإسرائيلي تقريره بالهجوم على تركيا وإيران وكيل المزيد من المديح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الأمر الذي يعكس التقارب بين إسرائيل والسعودية وحجم التباعد بين تل أبيب وتركيا.

نص التقرير

الأخبار الواردة من الشرق الأوسط بشكل عام محبطة، ففى تركيا تقمع ديكتاتورية أردوغان الصحافة الحرة، بعد أن خربت المؤسسات العلمانية القديمة بما في ذلك المؤسستين القضائية والعسكرية .
وفي إيران تقمع ديكتاتورية آية الله الإسلامية الشعب والأقليات (الأكراد والبلوش والعرب الأحواز) على وجه الخصوص، وأهدر النظام هدية بقيمة 150 مليار دولار من إدارة أوباما في مغامرات خارجية (فى سوريا واليمن ولبنان والعراق ) وعلى رعاية وتمويل الإرهاب .
وإذا أخرجنا إسرائيل من الصورة، فإن النقطة المضيئة الوحيدة في منطقة الشرق هي الاصلاحات الإيجابية التي أصدرها ولي العهد السعودي الشاب الأمير محمد بن سلمان (32 عاما)، والذي أسندت له صلاحيات تنفيذيه كاملة، وهو يعمل بشكل فعال في المملكة .
وكتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” في 10 يناير 2018، قصة صحفية عنوانها الرئيسي “السعوديون يستهدفون التطرف الديني” وفي العنوان الفرعي “ولي العهد يقود الجهود لتبني منهج إسلامي أكثر تسامحا” .
وبالأخذ في الاعتبار جمود وتصلب للسعودية في الماضي، ومنهجها الديني الوهابي المتشدد، فإن الإجراءات التحررية الأخيرة التي ينفذها ولي العهد تعد بلا شك إجراءات مذهلة .
ووفقا لصحيفة لـ”ستريت جورنال”، فإن عمليات التحرير والإصلاح الاجتماعي، التي يقودها ولي العهد السعودي، تعد جزءا حيويا من خطة التحدث الاقتصاد، وتعهده بإعادة المملكة إلى الإسلام المعتدل، كما تعد أيضا جزءا من الموقف السعودي الجديد تجاه الدولة اليهودية (إسرائيل).
ونقلت قناة الجزيرة القطرية (21 نوفمبر 2017)، عن كوبي مايكل، كبير الباحثين في دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، قوله إن إدارة “ترامب” تشير إلى توثيق العلاقات بين السعودية وإسرائيل؛ بغية كسر الجمود في عملية السلام التي وصفها “ترامب” بـ”الوضع النهائي” .
وقال “كوبي” إن التحالف غير المكتوب بين السعودية وإسرائيل يقوم على مصالح إستراتيجية مشتركة مع دول أخرى في المنطقة وصفها “بالمعسكر العربي البراجماتي” .
وحدد “كوبي” هذه الدول بـمصر، والأدرن، ودول الخليج، واستثنى قطر (التي تقوم مع تركيا بدعم جماعة الإخوان المسلمين)، لكن هذا المعسكر العربي البراجماتي، يواجه تهديدين إستراتيجيين، وهما إيران والإرهاب الإسلامي السلفي أو الراديكالي .
وأضاف “مايكل”: “لسوء الحظ، تركت الولايات المتحدة فراغا في المنطقة شغله الروس والإيرانيون في سوريا، ووكلاء إيران في أجزاء من الشرق الأوسط، ومن ثم، تعتبر إسرائيل هي الحليف الأكثر موثوقية، والسعوديون يدركون جيدا أن الوقت قد حان ليكونوا أصدقاء صالحين مع إسرائيل” .
وقال دوري جولد، رئيس مركز القدس للشؤون العامة (مركز دراسات سياسية وتحليلية) إن ” في مايو 2003، استهدف هجوم انتحاري ثلاثي مجمعات للأجانب بالرياض، خلف 18 قتيلا، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، ليتحول موقف المملكة من دعم المهاجمين إلى الوقوف بجانب الضحايا، وبشكل رئيسي، منذ تلك النقطة فصاعدا، كانت السعودية في جانب الولايات المتحدة وإسرائيل” .
وحدد دوري جولد، 3 أمور تضع إسرائيل والمملكة في نفس الجانب: أولا، التنظيمات السنية المتطرفة، (تنظيم القاعدة في الماضي، ومؤخرا تنظيم داعش)، وكلاهما شكل تهديدا لكلا البلدين، ثانيا، إيران التي تلوح في الأفق في غالبية المشاكل الإقليمية التي تواجه كلا من إسرائيل والسعودية، فهناك البرنامج النووي الإيراني، الذي من المرجح أن يؤدي إلى شن عمليات بأسلحة نووية في المستقبل، والتهديد الثالث هو أن كلا البلدين، يواجهان جهود إيران لزعزعة استقرار بيئتنا الإستراتيجية، حيث يسعى الإيرانيون إلى تطويق إسرائيل من خلال دعم قطاع عزة إلى جنوب إسرائيل، ولبنان في الشمال، والآن في سوريا، وربما حتى في الضفة الغربية في الفترة الأخيرة، واليوم، فإن جمهورية إيران هي التي تقدم الجزء الأكبر من التمويل لميزانية حماس، وبالنسبة للمملكة، من الواضح أن إيران دخلت اليمن عن طريق الحوثيين (الجنوب)، وتحاول الاستيلاء على البحرين، التي تعتبرها طهران مقاطعة إيرانية، كما أن لديها مليشيات شيعية ضخمة وفعالة في العراق .
وتصنف كل من السعودية وإسرائيل حزب الله المدعوم من إيران كمنظمة إرهابية، وبسبب الأزمة مع قطر، التي يتهمها السعوديون بدعم الإرهاب، توترت العلاقات بين الرياض وغزة .
وتعتبر قطر من أهم داعمي حماس من الناحية المالية وغيرها، كما رفضت حماس خطة السلام السعودية عام 2002، وتسعى إلى تحرير فلسطين كاملة، ما يعني تدمير إسرائيل، وعلاوة على ذلك طالبة السعودية بأن توقف الدوحة دعمها لحركة حماس.
وبطبيعة الحال، فإن إسرائيل لن تدخر تكنولوجيتها وبراعتها الاقتصادية عن المملكة، لاسيما في ظل سعي ولي العهد إلى تحديث وتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط.
ذكرت صحيفة التايمز البريطانية (فى 17 يونيو 2017)، أن المملكة وإسرائيل أجرتا محادثات لإقامة علاقات اقتصادية، وكان ذلك بمثابة خطوة دراماتيكية من شأنها أن تضع الدولة اليهودية على طريق العلاقات الطبيعية مع معقل الاسلام السني وبلد الحرمين الشريفين.
وقالت صحيفة “باسلر زيتونج” السويسرية، في واحدة من التقارير العديدة المتداولة عن التعاون السعودي الإسرائيلي خلال العاملين الماضيين: “إن السعودية لا تتعاون فقط مع إسرائيل بشأن التطورات الاقليمية التي تشمل إيران بشكل أساسي، بل تدرس شراء أنظمة دفاعية مثل القبة الحديدية، والتي تدعي إسرائيل أنها أثبتت فاعلية في مواجهة الهجمات الصاروخية لحماس” .
بالنظر للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي نفذها ولي العهد من صعوده للمنصب فإن نجاحه في تنفيذ سياساته المتعلقة بتحديث المملكة يمكن أن يساهم في فتح السلام بين إسرائيل والدول الإسلامية والعربية المعتدلة .

بواسطة |2018-01-21T16:34:08+02:00الأحد - 21 يناير 2018 - 10:00 م|الوسوم: , , , , |

السياسة الخارجية تهدد وصول محمد بن سلمان لعرش السعودية

العدسة – إبراهيم سمعان

رغم محاولة ظهوره للغرب كمصلح واعتماده على جيل الشباب داخل المملكة إلا أن السياسة الخارجية التي ينتهجها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد تعرقل وصوله إلى العرش وحكم السعودية.

ووفقا للكاتبة بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية هالة قضماني، مواصلة الأمير محمد بن سلمان منح المرأة المزيد من الحقوق، يدل على رغبته في تعزيز صورته كمصلح، وحليف لجيل الشباب في المملكة السعودية الذين عانوا لسنوات بسبب سلطة المحافظين.

وقالت الكاتبة: إن الأمير الشاب، البالغ من العمر ال 32، يخطو بخطى حثيثة نحو اعتلاء العرش فهو يتمتع بطموح مفرط وحيوية ونشاط في مملكة تعرف بالمحافظة وبطء الإصلاحات، حيث يريد أن يفرض نفسه خارج الحدود بوتيرة عابرة.

وأضافت “قبل السماح لها بقيادة السيارة الصيف المقبل، بناء على إصلاحات ولي العهد، سارعت الفتيات السعوديات الخميس الماضي في جدة لحضور أول مباراة كرة قدم في أماكن خصصت لهن، وقبل ذلك بيوم حضرن أيضا إحدى اللقاءات”.

“من المُسلم به أن الترخيص الممنوح للنساء من قبل وريث العرش يتعلق بثلاثة ملاعب فقط في مدن الرياض وجدة والدمام، لكن هذا الأمر سيزيد تدريجيا” تشير قضماني.

وبينت أنه لا يمر أسبوع دون الحديث في الصحف العالمية عن قرارات ولي العهد، على سبيل المثال، كحواره مع صحيفة “نيويورك تايمز” والحديث عن الإسلام المعتدل الذي يجب أن تعود إليه السعودية، ووصفه النظام الإيراني بـ “هتلر”، الإعلان عن عودة افتتاح دور السينما في المملكة بعد حظرها لعقود، قرارات حول التحالف في الحرب اليمنية في محاولة للهروب من المستنقع، أو من خلال شراء لوحة للرسام ليوناردو دا فينشي بـ 450 مليون دولار.

 

وتقول الكاتبة إن الاستعارات الحيوانية التي يصف بها المعارضون أو المؤيدون ولي العهد كـ “الثور الهائج”، “الدب الداشر” أو “الشبل القوي”، تشير كيف يُنظر إليه على أنه غير عادي أو لديه طاقة ومواصفات قياسية تفوق نظراءه في المملكة.

 

ونقلت “ليبراسيون” عن أحد متعهدي البناء في الشرق الأوسط والذي عمل لمدة ثلاثين عاما في المشاريع العامة السعودية القول: “قوته الرئيسية هي أنه لا يَكل”، مضيفا “لا يجرؤ أحد من كبار المسؤولين على الوصول إلى مكتبه بعد الساعة الثامنة صباحا، خوفا من أن يُدعى لمكتب ولي العهد، قبل ذلك كان التغيب عن العمل طاعون في الإدارات”.

وأوضحت قضماني أن الأمير محمد، الحاصل على شهادة في القانون من جامعة الملك سعود، يعرف أسباب إحباط الشباب، ولذلك يتفهم تطلعات التحديث والانفتاح لدى من هم دون سن الثلاثين، والذين يمثلون ثلثي السكان السعوديين، ففي عام 2011، أسس مؤسسة مسك الخيرية، التي تتمثل مهمتها في تعزيز المواهب والمشاريع المهنية لصانعي القرار الشباب، بما في ذلك النساء.

لكنها أشارت إلى أن الإجراءات التي اتخذها ولي العهد وتدابير التقشف لم تأت إلى الآن بأية نتيجة للجيل الذي يريد أن يعتمد عليه، فرغم تكاثر الوعود الاقتصادية والإعلان عن مشاريع عملاقة، تأخرت الإنجازات كثيرا.

ومن أجل التأكيد على ذاته دوليا، يقدم محمد بن سلمان نفسه كمصلح اقتصادي للمملكة الغنية بالنفط، وأيضا كمجدد ديني برؤية جريئة هدفها تحويل جذري للمملكة المحافظة، تقول قضماني.

 

ففي نهاية أكتوبر الماضي خلال منتدى اقتصادي تحت اسم “دافوس الصحراء” – تبين الكاتبة- وأمام 2500 من صانعي القرار من جميع أنحاء العالم، كشف محمد بن سلمان النقاب عن خطط لمشروع ضخم مستقبلي على البحر الأحمر بقيمة 300 مليار دولار، كما دعا إلى “العودة إلى الإسلام المعتدل قائلا “لن نضيع ثلاثين عاما أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة، سنقوم بتدميرها الآن”.

 

وأكدت أن الطموح المطلق لمحمد بن سلمان، لا يزال يحميه والده الملك، حيث تمكن حتى الحين من القضاء على منافسيه وأعدائه في الداخل، ولكن في الخارج شرع في مغامرات أكثر خطورة، مثل مستنقع اليمن، الذي لا يعرف حاليا كيفية الخروج منه، أو العداء المفرط تجاه إيران الذي يُجهل عواقبه، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المخاطر التي يمكن أن تعرقل صعود ولي لعهد إلى الحكم.

بواسطة |2018-01-21T16:22:22+02:00الأحد - 21 يناير 2018 - 9:00 م|الوسوم: , , |

ليست المرة الأولى.. الإمارات متورطة في حملة مدفوعة الأجر ضد قطر

العدسة – باسم الشجاعي

مابين دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، مساحة كبيرة من الخلاف، بدأت في يونيو الماضي، استخدمت فيه أبو ظبي طرقا كثيرة للنيل من الدوحة، كُشف النقاب مؤخرا على أحدها، كان بطلها شركة أجنبية ساعدة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على الفوز بانتخابات الرئاسة العام الماضي.

وبحسب شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية، فإن شركة بيانات (اسمها كمبريدج أناليتيكا) أقرت في وثائق قدمتها لوزارة العدل الأمريكية (Cambridge Analytica)، أنها تلقت مبلغ 333 ألف دولار من الإمارات، لشن حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عام 2017، تربط القطريين بالإرهاب.

وشركة “كمبريدج أناليتيكا” تابعة لمؤسسة “إس سي أل سوشيال ليمتد”، وهي من الشركات التي جذبت انتباه المحققين التابعين للمدعي العام الخاص المكلف بالتحقيق في مزاعم تدخل روسيا بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة.

وذكرت الشبكة الإخبارية الأمريكية، أن العقد المبرم بين مؤسسة “إس سي أل سوشيال ليمتد” والمجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، والبالغة قيمته 333 ألف دولار، تضمن تصميم إعلانات متعددة، ونشرها على “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مصحوبة بوسم “#قاطعوا_قطر” (boycottqatar#) يربط الدوحة بالإرهاب.

وبعيدًا عن المشهد الحالي في الخليج  بحصار دولة قطر، فإن التاريخ يؤكد أن الأزمة متجذرة؛ حيث حاولت كل من “السعودية والإمارات” احتواء إمارة قطر في مهدها قبيل التأسيس على الحدود الحالية، ثم دخلت هذه الدول في صراعات حدودية بعد ذلك مع قطر بعد التأسيس.

“ترامب” كلمة السر

ولكن يبدو بحسب ما نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية، فإن الأزمة جاءت بمباركة الرئيس الأمريكي، الذي كانت أول زيارة له خارجيا للسعودية.

وهذا ما أكدته الكاتبة السورية الدكتورة “هدى جنات”، التي قالت: “قد يعتقد الكثيرون أن أسباب الأزمة الخليجية القطرية كما تردد عبر الإعلام، أو كما تم ترويجه، هو دعم قطر للإخوان المسلمين، أو تحالفها الإستراتيجي مع إيران، أو تصريحات الأمير القطري تميم الأخيرة… يؤسفني أن أقول لكم إن السبب الحقيقي للأزمة لا علاقة له بما ذكر في الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي… كل ما تم تدواله لا يتجاوز قنبلة صوتية أو الغبار الذي تم نثره لإخفاء السبب الحقيقي”.

ووفقًا لبعض التحليلات، فإن الإدارة الأمريكية فرضت مبلغًا كبيرًا من المال على ثلاث دول خليجية من بينها قطر، ولماذا تلك الدول الثلاث بالذات؟ والإجابة لأنها أكبر الدول التي توجد بها قواعد أمريكية، وأعداد كبيرة من المارينز، والتي اعتبرها “ترامب” منذ بداية حملته الانتخابية خدمات للخليج ولا يجب تقديمها مجانًا، إذا ما فاز وأصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.

ويذكر أن “ترامب” كان سبق زيارته للسعودية، بتغريدة على حسابه على موقع “تويتر”، تقول: “الخليج لديه الكثير من المال ولا ينفق سوى القليل”، ثم اتضحت الصورة أكثر بعد عودته من الرياض؛ حيث بشر الأمريكيين بالغنائم الكبيرة التي جلبها من الخليج، والتي ستنتج ملايين الوظائف، عبر تدوينة أخرى.

ليست المرة الأولى

ما كشفته شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية، ليس الأول من نوعه في تورط الإمارات بأمور “مشينة”؛ حيث سبق وأن أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ضلوع أبو ظبي ومسؤولين كبار فيها بجريمة القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، في 24 مايو الماضي.

وألمحت “واشنطن بوست” في تقرير نشرته في يوليو الماضي، إلى أن المسؤولين الأمريكيين علموا بنتائج تحليل للمعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية، وبينت أن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق، في 23 مايو الماضي.

ويذكر أن عملية الاختراق كانت وقعت في 24 مايو الماضي، وجرى نشر تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، وذلك بعد فترة وجيزة من انتهاء الرئيس “ترامب” من قمة جمعته مع قادة من بلدان الخليج وبلدان عربية وإسلامية في المملكة العربية السعودية، تحدث فيها عن مكافحة الإرهاب.

وفور نشر التصريحات المنسوبة لأمير قطر، سارعت وسائل إعلام دول خليجية إلى اعتبارها مناهضة لسياسات دول الخليج، وانطلقت حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر، وأعلنت الإمارات والسعودية حجب موقع قناة الجزيرة القطرية وعدد من الصحف القطرية، على الرغم من نفي قطر لهذه الاتهامات وإعلانها عن قرصنة الوكالة.

وأكدت المعلومات التي أوردتها “واشنطن بوست” ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي جرت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بشأن عملية الاختراق، وأكدت تلك التحقيقات أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحات تابعة للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بواسطة |2018-01-21T11:14:51+02:00السبت - 20 يناير 2018 - 11:40 م|الوسوم: , , , , |

في أسبوع.. الجيش اليمني يعلن مقتل 7 من عناصره و117 حوثيا

قال الجيش اليمني، “الجمعة” 19 يناير، إن “7 من عناصره، و117 من مسلحي الحوثي، قتلوا في معارك بمدينة “ميدي” التابعة لمحافظة حجة المحاذية للسعودية، خلال الأسبوع الماضي”.

كما تمكن الجيش وفقاً لبيان له، من “أسر ثلاثة حوثيين، بينهم القيادي الميداني سمير القهالي، فضلاً عن سقوط عشرات الجرحى، وتدمير عدد من الآليات العسكرية”، دون تفاصيل عن القيادي أو القيادات الحوثية التي قتلت.

ومنذ أكثر من عامين تشهد ميدي، المحاذية للسعودية، مواجهات بين الجيش اليمني ومسلحي الحوثي، المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.

وأعلنت القوات الحكومية، نهاية أغسطس 2017، سيطرتها بشكل كامل على الأحياء الشرقية لمدينة ميدي، بعد أن سيطرت على ميناء ميدي على البحر الأحمر، في يناير 2016.

ومنذ نحو ثلاثة أعوام يشهد اليمن حربا بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي، الذين يسيطرون على محافظات يمنية بينها صنعاء، منذ 21 سبتمبر 2014.

بواسطة |2018-01-20T14:55:44+02:00السبت - 20 يناير 2018 - 2:55 م|الوسوم: , , , |
اذهب إلى الأعلى