الخرطوم ساحة خلفية.. رسائل التحالف التركي السوداني للسعودية ومصر

العدسة – منصور عطية

“من يمت بغيظه فليمت” كلمات وجهها وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور للإعلام المصري الذي شن هجومًا حادًا على الخرطوم تزامنًا مع الزيارة التي اختتمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى هناك وما تم توقيعه من اتفاقات.

المعركة التي اشتعلت بين الطرفين، تكشف مدى القلق الذي تشعر به مصر من التقارب التركي السوداني، خاصة مع تخصيص الخرطوم لجزيرة “سواكن” في البحر الأحمر لتركيا في اتفاق يشوبه الغموض.

على الجانب الآخر فإن الأمر يبدو مزعجًا أيضًا لدول الخليج خاصة السعودية التي يفصل بين “سواكن” وأقرب موانئها على البحر مسافة قصيرة، فيما فتح هذا التقارب الباب على مصراعيه أمام الحديث عن صراع النفوذ في البحر الأحمر.

 

رسائل متبادلة ومصر الهدف

ولعل هذا التراشق الإعلامي الذي وُصف بالهستيريا ليس منبعه الغضب المصري من الزيارة في حد ذاتها، لكن ما تمخضت عنه من اتفاقات تجارية وعسكرية ضخمة، أماطت اللثام عن تقارب غير مسبوق بين البلدين ينعكس أيضًا على توتر قائم بين مصر والبلدين كل على حدة.

فلا تزال أزمتا مثلث حلايب وشلاتين الحدودي المتنازع عليه وسد النهضة الإثيوبي يلقيان بظلال كثيفة على العلاقات بين مصر والسودان، بينما يبقى التوتر الحالي بين القاهرة وأنقرة والمستمر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013 غني عن التوصيف.

هذا التقارب تبدو مصر هي المستهدف الأول منه، بالنظر إلى تشابك الملفات المشتركة والأزمات بين الدول الثلاث، بخلاف الأزمات سالفة الذكر.

فقبل أيام فقط عززت مصر من تعاونها العسكري والأمني مع اليونان وقبرص، صاحبتا العداء التاريخي على الحدود وحقول الغاز مع تركيا في شرق البحر المتوسط.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت مصر نجاح وساطتها في توحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان، في إطار جهود وقف الحرب بدولة جنوب السودان، الأمر الذي يقابل باتهامات سودانية لمصر بدعم الحركات المسلحة السودانية المتمردة في الجنوب.

وهكذا كانت الرسالة المزدوجة من تركيا والسودان كل على حدة ضد مصر، مفادها أننا نستطيع أن نلعب في حديقتك الخلفية كما تلعبين في حدائقنا الخلفية أيضًا.

اللافت في هذا السياق أيضًا أن وزير الخارجية السوداني حسم أمر التعاون العسكري المستقبلي مع تركيا كثمرة من ثمار زيارة أردوغان، ما يفتح الباب أمام تواجد عسكري تركي محتمل في جزيرة “سواكن” التي لا تبعد كثيرًا عن مثلث حلايب وشلاتين.

 

السعودية ليست بعيدة

السعودية التي تملك مساحة شاطئية واسعة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر تبدو معنية برسالة هي الأخرى يوجهها كل من السودان وتركيا أيضًا، فجزيرة سواكن الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر لا يفصل بينها وبين ميناء جدة السعودي أقل من 300 كم.

الرسالة التركية الموجهة للسعودية هنا تتلخص في سعي أنقرة الحثيث لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر على مقربة من مدخله الجنوبي ومضيق باب المندب وخليج عدن، وما تشهده تلك المنطقة من صراع دولي وإقليمي على النفوذ نظرًا لما تتمتع به من أهمية استراتيجية حيث يتحكم المضيق في نحو 10% من التبادل التجاري حول العالم، ويعتبر نافذة دول الخليج لتصدير نفطها إلى أوروبا وآسيا.

هذه الرسالة تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى الرياض ولقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما بدا وكأنها مداولات سياسية بين الجانبين أشبه بلعبة شد الحبل.

ولا يمكن الفصل في هذا الموضع بين ما يعكسه التقارب التركي السوداني من زيادة في التوتر بين المملكة وكلا الدولتين على وقع موقفهما من الأزمة الخليجية، وهو البعد الأكثر أهمية فيما يبدو بالنسبة للسعودية.

الموقف التركي من الأزمة كان هو الأبرز بين قوى المنطقة، حيث لم يتوقف عند حدود الدعم السياسي والاقتصادي لقطر، بل تعداه إلى تعاون عسكري تجلى في إنشاء قاعدة جوية تركية في الدوحة، رأتها السعودية تهديدًا مباشرًا لها.

أما السودان فخذل حليفته المملكة بعدم اتخاذ موقف سلبي من قطر، بل والاستمرار في التعاون والتنسيق معها على أعلى المستويات، رغم أن الخرطوم تشارك بقوة هي الأكبر من خارج الخليج في التحالف العربي الذي تقوده السعودية باليمن.

 

السودان ساحة للصراع

ويبدو أمرًا بديهيا أن السودان سينضم هو الآخر إلى الساحات الخلفية التي تلعب فيها قوى دولية وإقليمية متعددة في إطار صراعها على النفوذ بتلك المنطقة الواعدة.

التواجد التركي المرتقب في جزيرة سواكن ليس الأول من نوعه الذي يعزز من لعب السودان دورًا هامًا في هذا الصراع، حيث اتفقت قطر مع السودان على إنشاء أكبر ميناء للحاويات في البحر الأحمر في مدينة “بورتسودان” بعد تنافس شرس مع “شركة دبي للموانئ” على الفوز بالصفقة.

تعبر مضيق باب المندب سنويًا 21 ألف قطعة بحرية تمرر من خلاله نحو 30% من نفط العالم أي نحو 3.3 مليون برميل، كما تعبر منه سنويًا 12 مليون حاوية بضائع تشكل نحو 10% من حجم التجارة العالمية.

الأهمية الاستراتيجية لتلك البقعة جذبت قوى عالمية مثل أمريكا وفرنسا والصين لتوسيع نفوذها والتواجد العسكري والسياسي والاقتصادي في الجزر المطلة على البحر الأحمر، خاصة تلك الواقعة شرق أفريقيا وتحديدًا في جيبوتي والصومال وإريتريا.

على الجانب الآخر توسع قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات وإيران وقطر من نفوذها في المنطقة بقواعد عسكرية وسيطرة على الموانئ خاصة مع اندلاع الحرب في اليمن وما يضمه من موانئ استراتيجية على باب المندب وخليج عدن وبحر العرب مثل الحديدة والمكلا والمخا وعدن.

بواسطة |2017-12-29T17:44:15+02:00الجمعة - 29 ديسمبر 2017 - 8:55 م|الوسوم: , , , , , , , |

2017 .. عام لن ينساه السعوديون

العدسة – منصور عطية

عام الأحداث الساخنة والقرارات الجريئة الصادمة والتطورات المتلاحقة.. هكذا كان عام 2017 الذي نودّعه خلال ساعات بامتياز في المملكة العربية السعودية، خاصة في أعقاب تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد.

بين أزمة خليجية وحملة اعتقالات لأمراء وقرارات صدمت المجتمع السعودي المحافظ وسير في ركب التطبيع مع الاحتلال، وغيرها من الأحداث شكل 2017 في ذاكرة السعودية عامًا لن ينسى وربما يمتد تأثير تداعيات ومآلات ما شهده هذا العام إلى أعوام أخرى قادمة.

 

تعيين ابن سلمان

شهر يونيو شهد الحدث الأبرز الذي كان له ما بعده على نحو لم يتوقعه أحد، وهو تعيين الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي وليًا للعهد، بعد الإطاحة بسلفه الأمير محمد بن نايف عقب سلسلة من القرارات التي قلصت سلطاته داخل المنظومة الأمنية.

“ابن سلمان” يعد هو الحاكم الفعلي للبلاد، وسط ترقب للحظة إعلانه ملكًا تحت أي ظرف وهو ما بدا أنه مسألة وقت فقط.

تعيين الشاب الثلاثيني في هذا المنصب الذي لم يسبقه إليه أحد في مثل عمره منذ تأسيس المملكة في عشرينيات القرن الماضي، صاحبه قرارات ملكية أخرى ساهمت في توطيد سيطرة الفرع السلماني داخل الأسرة الحاكمة على مقاليد الأمور.

 

التطبيع وأزمة القدس

جدل كبير خلفه الموقف السعودي من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، حيث دافع وزير خارجيتها عن ترامب بقوله إنه جاد في إحلال السلام بالمنطقة، ونقلت تقارير إعلامية عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، ما مفاده أن ترامب أخبر السعوية مسبقا بقراره ولم يجد اعتراضًا.

وكشف مراسل القناة العبرية أن كلاً من السعودية ومصر “أعطيتا ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ قراره ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، تمهيدًا للقرار الكبير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، وفق تقارير إعلامية، ومؤخرًا كان التمثيل الهزيل للمملكة في قمة اسطنبول الإسلامية الطارئة بشأن القدس.

ولم يكن لتلك الخطوات المتتالية فيما يتعلق بقضية القدس أن تتم لولا خطوات أخرى تمهيدية على مدار الأشهر الماضية، بدا منها عبر وقائع رصدها وحللها (العدسة) أن السعودية تهرول حثيثة وبخطوات متسارعة نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي نوفمبر أكد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية أن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرًا في شهر سبتمبر الماضي هو ولي العهد محمد بن سلمان.

 

حصار قطر

ورغم أن الأزمة الخليجية سبقت تعيين ابن سلمان بنحو أسبوعين لكنه إليه يرجع الفضل في اتخاذ قرار المملكة ضمن 4 دول عربية بفرض حصار بري وبحري جوي على قطر بعد قطع العلاقات الدبلوماسية، في أزمة متواصلة مع قدوم عام 2018، وسط غياب أي أفق سياسي للحل.

وبعد يومين من استقراره في منصبه الجديد أعلنت الرياض، قائدة حصار قطر، عن قائمة مطالب تقدمت بها إلى قطر عبر الوسيط الكويتي، وأهم ما تضمنته إغلاق القاعدة العسكرية التركية، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق قنوات شبكة الجزيرة وكل وسائل الإعلام التي تدعمها الدوحة ووقف ما قالت إنه دعم قطر للإرهاب.

 

قيادة المرأة للسيارة

في 26 سبتمبر أصدر العاهل السعودي أمرًا بمنح المرأة حق قيادة السيارات، بعد حظر استمر لعقود، ووسط جدل محتدم حول موقف هيئة كبار العلماء التي أباحت قيادة المرأة تناقضًا مع سيل سابق من فتاوى التحريم.

ولكن يبدو أن القرار الذي لحقه ولي العهد بتصريح مثير في أكتوبر أن بلاده بدأت “تعود” إلى “الإسلام المنفتح” على العالم، كان مجرد بداية لمزيد من القرارات التي شكلت صدمة للمجتمع السعودي المحافظ.

 

سينما وحفلات وملاعب

ففي سبتمبر سُمح للنساء بالمشاركة في فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للمملكة باستاد الملك فهد الدولي بالرياض، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بسبب مشاهد الاختلاط الغريبة على المجتمع السعودي.

ففي ديسمبر، وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة، بعد حظر قارب الثلاثين عامًا.

وقبلها وبعدها، أقيمت الكثير من الحفلات الغنائية لمشاهير عرب وأجانب في المملكة لأول مرة، ولعل أهمها حفلات الموسيقار العالمي “ياني”، الذي أقام 6 حفلات موسيقية في جدة والظهران، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض.

وفي الشهر نفسه سمحت الهيئة العامة للرياضة بدخول العائلات الملاعب السعودية بداية من مطلع عام 2018.

 

اعتقال الدعاة والعلماء

ومنذ سبتمبر تشن السلطات الأمنية حملات اعتقال واسعة طالت علماء دين ومثقفين وأكاديميين وإعلاميين ونشطاء، دون أسباب واضحة حتى الآن، وسط حديث يربط بين الاعتقالات ومواقف هؤلاء من الأزمة الخليجية، وقرارات “ابن سلمان”.

بدأت حملة الاعتقالات بالداعية الشهير سلمان العودة، ثم الشيخ عوض القرني، فالدكتور علي العمري، والخبير الاقتصادي عصام الزامل، لتتوسع الحملة وتشمل بعدها العشرات من الدعاة والنشطاء والمفكرين وأصحاب الرأي، وإعلاميين وقضاة، ووصلت حد اعتقال مسؤولين كبار بوزارة العدل.

 

مجزرة الأمراء

ويوم 4 نوفمبر أمرت لجنة مكافحة الفساد- التي تم تشكيلها في نفس اليوم برئاسة “ابن سلمان”- بتوقيف 11 أميرًا، كما أوقفت 4 وزراء حاليين، وعشرات من الوزراء السابقين بتهم تتعلق بالفساد، جرى إطلاق سراح بعضهم بعد التنازل عن مبالغ مالية ضخمة.

ومن بين المحتجزين في الحملة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، وشقيقه الأمير السابق للرياض تركي بن عبد الله، ومالك شركة المملكة القابضة الأمير الوليد بن طلال، ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري.

وتزامنت هذه الاعتقالات مع صدور أوامر ملكية بإقالة وزير الحرس الوطني الأمير متعب من منصبه، ووسعت السلطات حملة الملاحقات، وقامت لاحقا باعتقالات جديدة شملت نخبًا سياسية ورموزًا في عالم المال والأعمال بالمملكة، وامتدت الحملة لتشمل المزيد من أبناء عمومة ولي العهد وأبنائهم وأسرهم، كما جُمدت الحسابات البنكية لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف وأفراد من أسرته.

وبلغ عدد الحسابات البنكية السعودية التي تم تجميدها نتيجة حملة “مكافحة الفساد” أكثر من 1700، وهو رقم مرشح للارتفاع.

 

نيوم وأرامكو

بعيدًا عن السياسة كان الاقتصاد حاضرًا بقوة في أبرز الأحداث بالسعودية خلال 2017، ففي 24 أكتوبر أعلن ولي العهد عن مشروع المدينة الذكية (نيوم) بتكلفة تبلغ 500 مليار دولار.

ويقضي المشروع ببناء منطقة اقتصادية من الصفر، و”نيوم” تعني جزيرة الأحلام السعودية، الفرق بينها وبين المدن الحالية بالمملكة “كالفرق بين الهاتف النقال في جيله الأول، والجيل الأحدث من الهواتف الذكية” وفقًا لتشبيه استخدمه “ابن سلمان”.

وفي إطار “رؤية 2030” التي طرحها “ابن سلمان” لتطوير الاقتصاد، أعلنت السلطات أنها تنوي طرح 5% من إجمالي أسهم بالشركة النفطية العملاقة “أرامكو” في البورصة السعودية وأخرى أجنبية واحدة على الأقل عام 2018.

 

زيارة ترامب وصفقة الخيال

في مايو كانت السعودية مقصدًا لأول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم خلالها الاتفاق على صفقات اقتصادية وعسكرية تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار.

شملت الزيارة عقد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض بمشاركة العشرات من القادة، وسط الحديث عن محاولة الولايات المتحدة إعادة تشكيل تحالفاتها بمنطقة الشرق الأوسط.

 

اليمن وصاروخ الرياض

في 6 نوفمبر قرر التحالف العربي الذي تقوده السعودية للحرب في اليمن الإغلاق المؤقت لكل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، وذلك بعد إطلاق الحوثيين صاروخا بالستيًا على مطار الرياض.

الخطوة السعودية لاقت استهجانًا دوليًا وأمميًا واسعًا، وسط دعوات متصاعدة بك الحصار لتوصيل المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء وسط وضع صحي مترد أوقع بنحو مليون يمني فريسة للكوليرا.

 

استقالة الحريري

ومن الرياض، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يوم 5 نوفمبر في خطاب متلفز استقالته التي فاجأت اللبنانيين والعالم أجمع، وتحدثت بعض التقارير الإخبارية عن أن الحريري- الذي تراجع لاحقًا عن الاستقالة بعد وصوله إلى لبنان-  ربما كان قيد الاحتجاز في العاصمة السعودية.

تلك الأزمة تسببت بموجة من التجاذبات الدولية والإقليمية، وقع فيها لبنان أسيرًا وساحة خلفية للصراع بين السعودية وإيران.

تحالف إخوان اليمن وحزب صالح.. الأسباب والمآلات

العدسة – منصور عطية

كالذي يضطر إلى أكل الميتة ليقاوم شبح الموت جوعًا، يبدو الأمر في المعادلة اليمنية الجديدة، التي باتت فيه أطراف متصارعة مضطرة إلى التحالف تحت لافتة واحدة، وهي الحرب ضد الحوثيين.

تلك المعادلة الجديدة، أفرزها بشكل أساسي مقتل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بشكل مفاجئ، هدد معسكر التحالف العربي بالاختلال، في ظل علاقة يشوبها التوتر حينها مع القوة المنظمة الأكبر على الأرض، حزب التجمع اليمني للإصلاح، الامتداد الفكري لجماعة الإخوان المسلمين.

لذلك لم يكن مستغربًا اللقاء الذي جمع قادة الحزب بوليي عهد السعودية وأبو ظبي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، قبل أيام في العاصمة السعودية الرياض، وهو اللقاء الذي تتكشف أهدافه ومساعيه يومًا تلو الآخر.

 

التحالف مع حزب صالح

الأمين العام لحزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي، كشف في تصريحات صحفية، أن وليي عهد السعودية وأبو ظبي طلبا منه تشكيل تحالف مع حزب المؤتمر الشعبي ضد الحوثيين.

ووصف اللقاء الذي جمع قبل أيام قادة من حزبه بهما أنه “نقطة تحول”، مشيرًا إلى أنه “طُلب من حزب التجمع اليمني للإصلاح التواصل مع من تبقى من حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، لبحث رؤية عمل مشتركة ضد الحوثيين”.

“الآنسي” أضاف أنهم يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى قيادات الحزب الذي كان يتزعمه صالح في العاصمة صنعاء.

وكانت وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح أفادت الأسبوع الماضي، أن رئيسه محمد اليدومي التقى في الرياض السفير الأمريكي لدى اليمن “ماثيو تولر”، بعد أيام من لقاء ابن سلمان وابن زايد باليدومي والآنسي في 13 من ديسمبر الجاري.

 

لماذا الآن؟

وتبدو صورة الوضع اليمني الآن، دافعة للسعودية والإمارات إلى طلب هذا التحالف بين الفرقاء، بل ودعمه بكل قوة، خاصة أن مقتل صالح، وزيادة سيطرة الحوثيين على العاصمة، أفرزا حالة من انسداد الأفق السياسي في اليمن.

وكان تبرير دعم حزب وُصف سابقًا بالانتماء لجماعة إرهابية حاضرًا لدى الإمارات التي قال وزير دولتها للشؤون الخارجية أنور قرقاش: إن “حزب الإصلاح اليمني أعلن مؤخرًا فك ارتباطه بتنظيم الإخوان الإرهابي، وأمامنا فرصة لاختبار النوايا، وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي، نعمل بمرونة وهدفنا أمن المنطقة واستقرارها”.

ليس هذا فحسب، بل إن الواقع يكشف مزيدًا من الأسباب التي دفعت الإمارات تحديدًا لدعم هذا التحالف، فحزب الإصلاح يمتلك قاعدة شعبية عريضة، ربما تكون عامل الحسم في ميدان المعارك مع الحوثيين، إن حملت السلاح بغطاء من قوات التحالف.

حاليًا فالحزب صاحب الصفوف المنظمة الوحيد مقابل الحوثيين، هو صاحب أكبر قاعدة شعبية ضمن صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني.

وعلى الرغم من تواجد نجل صالح في الإمارات، وما أثير بشأن إعداده لتصدر المشهد السياسي خليفة لوالده، إلا أن ضمان سيطرة قوات التحالف على حزب المؤتمر الشعبي تستلزم تقوية شوكة الإصلاح، ودفع تحالفهما إلى حيث لا يبقى أمام حزب صالح سوى الانضواء في التحالف الجديد، بعد أن بات في وضع يرثى له ويهدد ارتباك صفوفه بإخلال ميزان القوى المواجهة للحوثيين.

كما أن التحالف الوليد من شأنه أن يوجد الجبهة اليمنية المقاتلة لميليشيات الحوثي، إلى الحد الذي تصبح فيه تلك الميليشيات متجردة من أي دعم شعبي يذكر.

 

صنعاء تحتم التحالف

ولعل الوضع المزري لصنعاء الآن، شكل الحافز الأكبر للسعودية والإمارات على مثل هكذا تحالف، وهو ما ذهب إليه تقرير نشرته صحفية “نيويورك تايمز” الأمريكية.

التقرير قال: إن جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء، شددت قبضتها على أهالي المدنية مؤخرا، فقطعت عنهم اتصالات الإنترنت، وحجبت مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ترسل مسلحين لمهاجمة المنازل، مستهدفة أي مشتبه في كونه من المعارضين، وقد احتجزت في هذا السياق مئات الأشخاص.

وأضافت الصحيفة أن أسعار السلع الأساسية، مثل الغذاء والوقود آخذة بالارتفاع، وهو ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة أصلًا، في ظل استمرار الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية.

وقالت إن توطيد السلطة في يد الحوثي المدعوم من إيران يدل على أن البلاد دخلت مرحلة جديدة قاتمة من الحرب، وفشل التحالف الذي تقوده السعودية في تحويل العزلة السياسية لجماعة الحوثي إلى ميزة في ساحة المعركة، على حد وصفها.

 

مستقبل ومآلات التحالف الجديد

وسط هذه الحالة من الاضطرار الذي بدت عليه أطراف المعادلة اليمنية، فإن النجاح سيكون حليف التحالف الوليد على الأقل في المستوى المنظور، وسيشكل انضمام حزب الإصلاح لبقايا حزب صالح، بعد لملمة أوراقه إلى أن يصبحا معًا قوة ضاربة لا يستهان بها، قادرة على تغيير تلك المعادلة لصالح قوات التحالف بالتبعية.

انضمام حزب صالح إلى صفوف الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، يعد إحدى ثمار هذا التحالف، الذي يمكن أن يشكل حبل الإنقاذ الذي يعود من خلاله الحزب إلى المشهد اليمني، بعد لملمة أوراقه المبعثرة بفعل مقتل زعيمه المفاجئ.

لكن ما قيل بشأن أن يكون الدفع السعودي الإماراتي للتقارب مع حزب الإصلاح مجرد إجراء تكتيكي وليس تراجعا إستراتيجيا، يقود إلى احتمال آخر يخضع لتطورات الموقف على الأرض، وهو فض هذا التقارب، وربما إنهاء التحالف الوليد، بعد أن يكون قد حقق المرجو منه.

ومن بين المآلات المتوقعة للتحالف أن يؤثر بشكل سلبي على قوة صف الشرعية، في حال استمر الإماراتيون في التعاطي مع هادي وفريقه بالطريقة الحالية التي تعتبر متحدية في كثير من الأحيان، وهو ما تشهد عليه مواجهات دامية وقعت بين قوات هادي وميليشيات الحزام الأخضر الموالية لأبو ظبي في عدن.

فهل يمكن أن يكون التحالف الجديد بداية تشكيل صف جديد للشرعية اليمنية بعيدًا عن معسكر الرئيس هادي، أم تنجح السعودية الداعمة لهادي في كبح جماح الإمارات في هذا السياق؟.

بواسطة |2017-12-28T15:50:29+02:00الخميس - 28 ديسمبر 2017 - 7:55 م|الوسوم: , , , , , |

“فايننشال تايمز” تكشف خطة “بن سلمان” للوصل للعرش

قال، “ديفيدي غاردنر”، الكاتب في صحيفة “فايننشال تايمز”: إن “حملة مكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، الهدف الأساسي لها، وجود مبرر قوي للإطاحة بالأمير “متعب بن عبد الله”، نجل الملك “عبد الله” (الراحل)، وقائد الحرس الوطني، ليكون أزال العقبة الأخيرة أمامه ليعتلي عرش السعودية، بعدما دفع جانبا بابن عمه الأمير “محمد بن نايف”، من ولاية العرش في يونيو الماضي”.

وأكد “غاردنر”، أن الأمير “محمد بن سلمان”، أضعف مما يظهر على المستوى الجيوساسي؛ حيث إن السعودية تعيش مواجهة منافسة مفتوحة مع إيران، ولا تستطيع مواجهة مليشيات طهران، التي استغلت أخطاء الغرب في العراق وسوريا ولبنان، من أجل السيطرة على مناطق واسعة من الأرض العربية.

ورأي “الكاتب” أن إيران جزء من قوة ثلاثية إقليمية، جنبا إلى روسيا وعضو الناتو تركيا، فيما يتراجع الأمريكيون حلفاء السعودية من المنطقة، وهذا كله بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، النارية والفوضوية.

وألمح “غارندر”، إلى أن عملية اعتقال 11 أميرا، ورجال أعمال، وعدد من مسؤولي الحكومة السابقين والحاليين، بتهم فساد، هي خطوة حظيت بشعبية؛ حيث إنها تضرب على وتر عميق وحساس”.

وأشار إلى أن “بن سلمان” استغل ذلك الحِسَّ، خاصة بين الشبان الذين يحاول تجسيد طموحاتهم، لكن هذه الخطوات تتسم بنوع من التعمد والعشوائية لتقنع المستثمرين في المستقبل.

 

 

بواسطة |2017-12-28T19:43:52+02:00الخميس - 28 ديسمبر 2017 - 7:27 م|الوسوم: , , |

التحالف العربي: الحوثيون أطلقوا 83 صاروخا على المملكة

قال العقيد “تركي المالكي”، المتحدث باسم التحالف العربي بقيادة السعودية: إن “الحوثيين أطلقوا ما مجموعه 83 صاروخا على الأراضي السعودية” (لم يحدد المدة).

وأشار في مؤتمر صحفي عقده “الأربعاء” 27 ديسمبر، إلي أن التحالف استهدف موقعا لتخزين الألغام، على بعد 4 كم من حدود المملكة العربية السعودية مع اليمن، إضافة إلى مستودع يحتوي على صواريخ (أرض– أرض) وصواريخ باليستية في صعدة”.

وتابع “المالكي” قائلًا: “تم استهداف ثكنة حوثية على مقربة من حدود المملكة، إلى جانب ضبط بعض الأسلحة التي حصل عليها الحوثيون من إيران”.

ويشهد اليمن حربًا، منذ نحو عامين ونصف، بين التحالف العربي بقيادة السعودية والقوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة أخرى.

وخلّفت الحرب أوضاعًا إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان)، بحاجة إلى مساعدات، فضلاً عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، وتشريد نحو 3 ملايين آخرين.

بواسطة |2017-12-28T14:27:08+02:00الخميس - 28 ديسمبر 2017 - 2:27 م|الوسوم: , , , , , , |

السعودية أدارت ظهرها للفلسطينيين.. 3 حقائق تؤكد ذلك

بشير أبو معلا

الموقف الذي اتخذته جماهير جزائرية تجاه المملكة العربية السعودية بسبب القضية الفلسطينية، تجاوز كرة القدم إلى السياسة، وفي الوقت الذي أظهر فيه تعاطفا جزائرياً قوياً مع الفلسطينيين، أزاح هذا الموقف أيضا الستار عن خلافات متعددة بين البلدين.

الكاتب “أم أيه بمونديل”، كشف- في مقال بصحيفة “ألجيري موند إنفو” الناطقة بالفرنسية- عن ثلاثة حقائق تؤكد العلاقات القائمة بين السعودية وإسرائيل، وموافقتها على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القدس.

وفيما يلي نص المقال:

منذ قرار الرئيس الأمريكي، المثير للجدل، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تخف اللهجات، وتتحطم المحرمات، ولَعِب كل طرف مع الآخر بات مكشوفا إلى حد ما.

بعد رد الفعل الكبير من المملكة على “تيفو” البسيط من قبل مشجعي كرة القدم في “عين مليلة” واعتذار الحكومة الجزائرية- إذا سلمنا بما قاله السفير السعودي بالجزائر- يبدو التطرق إلى الموضوع المثار في جميع أنحاء العالم غير مجدٍ وهو: موقف السعودية الأقل غموضا تجاه وضع المدينة المقدسة، على الرغم من الموقف الرسمي، والذي يبدو نصفه حلوًا والآخر حامضًا.

وكان “التيفو” الذي رفعه عدد من أنصار فريق عين مليلة في مباراتهم مع فريق معسكر غالي نهاية الأسبوع الماضي، جمع صورتي الملك سلمان بن عبد العزيز ودونالد ترامب، وإلى جانبهما العلم الفلسطيني، ويتضمن “التيفو” عبارة “وجهان لعملة واحدة”، وبعدها لم تصمت الرياض، وقالت على لسان سفيرها بالجزائر، إنها تواصلت مع الجانب الجزائري، وستقوم بما يلزم بعد دراسة الموضوع.

وقد وصفت السعودية رسميا قرار الرئيس الأمريكي بـ “غير مبرر” و “غير مسؤول”، ولكن الحقائق المؤكدة تقوض صدق هذا الموقف.
أولا، رد الفعل نفسه كان أكثر خجلا من المعتاد في الظروف المماثلة، لاحظ الجميع غياب الملك سلمان عن المؤتمر الاستثنائي لـ “منظمة التعاون الإسلامي” الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية، وكرس الاجتماع لموضوع القدس وإدانته للقرار الأمريكي وإعداد رد عليه.

والحقيقة الثانية التي تؤكد الاتهامات الموجهة إلى مملكة العرب، وهي أكثر وضوحا، ترحيب مسؤول سعودي (عبد الحميد حكيم، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والقانونية في الشرق الأوسط بجدة) بقرار دونالد ترامب على “الحرة” القناة التلفزيونية الأمريكية، والذي قال ضمن جملة من الأمور: إن القرار يشكل “صدمة إيجابية” لعملية السلام، قبل أن يبرر مطالب إسرائيل بالقدس.

نفس الشخص، دعا- في مقال كتبه في شهر مارس لمعهد واشنطن للشرق الأدنى- العرب إلى تحرير أنفسهم من “إرث الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر”، وأكد أن السعودية وإسرائيل واجهتا نفس التهديد، على غرار النازيين، قاصدا في هذه الحالة إيران.
هذا التصريحات لم تستنكرها أي سلطة سعودية، على أي مستوى كان، أو استدعاه النظام لسؤاله عنها، غير أن تصريحاته أشعلت الشبكات الاجتماعية في بلاده وجميع البلدان العربية والإسلامية، وكانت إحدى أكثر الكلمات المدهشة أن “العرب الصهاينة أكثر خطورة من الصهاينة أنفسهم”.
أما الدليل الثالث فهي الاتصالات السرية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي كُشف عنها أخيرا من قبل وزير البنية التحتية الوطنية للطاقة والموارد المائية الإسرائيلي “يوفال شتاينتز”، ولهذا يجب أن نشير كذلك إلى موقع “إيلاف” السعودي، الذي نشر عدة مقابلات مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال “غادي أيزنكوت”.

هذه الأحداث الثلاثة وحدها فقط تؤيد-إلى حد كبير- الأطروحة المنتشرة على نطاق واسع، أن السعودية قد أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية، هذا جيد للمملكة بالنسبة لها، ومن حقها قبل كل شيء، لكن بدلا من ذلك عليها إظهار مواقفها صراحة، بدلا من الازدواجية التي لم تعد تخدع الكثيرين.

 

بواسطة |2017-12-26T18:49:50+02:00الثلاثاء - 26 ديسمبر 2017 - 9:25 م|الوسوم: , , , |

في 90 غارة للنظام السوري وروسيا.. 15 قتيلا في إدلب وحماة

شنت مقاتلات تابعة لنظام بشار الأسد، وأخرى روسية، مساء “الاثنين” 25 ديسمبر، على مناطق خفض التوتر في محافظتي إدلب وحماة، ما أدى إلى مقتل 15 شخصا، بينهم أطفال ونساء.

ومن جانبه، قال “مصطفى حاج يوسف”، مدير الدفاع المدني في إدلب: إن “مقاتلات تابعة للنظام السوري وأخرى لسلاح الجو الروسي، نفذت أكثر من 90 غارة على مناطق في إدلب وحماة، ما أدى إلى مقتل 15 شخصا، بينهم طفلان وامرأتان”.

ويشار إلي أن محافظة إدلب تم إدراجها ضمن مناطق خفض التوتر، خلال محادثات أستانة التي جرت في 15 سبتمبر الماضي، برعاية تركيا وروسيا وإيران.

ويذكر أن الكرملين، كان أعلن “الاثنين”، أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، عقد جلسة طارئة مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، بحث خلالها مستقبل التسوية بسوريا.

و”الجمعة” الماضي، أعلن وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويجو”، أن روسيا أنجزت الانسحاب الجزئي لقواتها المنتشرة في سوريا منذ عامين، الذي بدأ منتصف ديسمبر الجاري

بواسطة |2017-12-26T14:46:04+02:00الثلاثاء - 26 ديسمبر 2017 - 2:46 م|الوسوم: , |

صحيفة تكشف سر رفض السعودية دخول لاعبي الشطرنج الإسرائيليين

 

العدسة – بشير أبو معلا

يبدو أن رفض السلطات السعودية منح تأشيرات دخول لسبعة لاعبين إسرائيليين للمشاركة في بطولة الشطرنج العالمية التي تستضيفها الرياض، جاء بالاتفاق المسبق مع تل أبيب، حفظا لماء وجه المملكة بعد موقفها الفاتر من إعلان دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

هذا ما كشفته صحيفة” algeriepatriotique” الناطقة بالفرنسية، والتي قالت في تقرير لها: خوفا من رد فعل الشارع العنيف، وانتقادات الرأي العام الإسلامي، توصل آل سعود أخيرا إلى اتفاق مع حلفائهم في تل أبيب على عدم إحراج النظام في المملكة، مفضلين تجنب مشاركة اللاعبين الإسرائيليين في بطولة الشطرنج العالمية التي تستضيفا السعودية”.

وأوضحت الصحيفة أنه رفض منح التأشيرات للاعبين الإسرائيليين كشف النقاب عنه من قبل الموقع الإلكتروني لصحيفة “جي إس إس نيوز” الموالية للحركة الصهيونية، والتي أشارت إلى نائب رئيس اتحاد الشطرنج العالمي (فيد)، أكد أن السعودية رفضت طلبات التأشيرة المقدمة من اللاعبين الإسرائيليين الذين يرغبون في المشاركة في بطولة الشطرنج، التي تنظم في المملكة هذا الأسبوع.

وتعتقد “جي إس إنس نيوز” أن هذا الرفض “أعلن في اللحظة الأخيرة بعد تفاؤل كبير بأن المملكة العربية السعودية سترحب للمرة الأولى بالإسرائيليين علنا على أراضيها، الأمر الذي كان سيشكل تحولا في سياسة المملكة الخليجية القائمة منذ فترة طويلة، وهي رفض الاعتراف بإسرائيل، أو إقامة علاقات دبلوماسية رسمية معها.

وتؤكد وسائل إعلامية أن الرياض باتت أقرب إلى الكيان الصهيوني؛ لـ “مكافحة العدوان الإيراني في المنطقة”، فيما ذكرت وسائل إعلام مؤيدة لإسرائيل أن “السعوديين اختاروا حتى الآن، عدم السير رسميا في هذا الاتجاه”، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هناك بالفعل اتصالات بين السلطات السعودية وإسرائيل.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أيضا أن السلطات السعودية أعلنت أنه “يمكن إصدار تأشيرات للاعبين الإسرائيليين للسفر إلى المملكة من أجل المشاركة في بطولة ديسمبر”، لكن تراجع آل سعود في نهاية المطاف جاء لإدراكهم أن الوقت لم يحن بعد لإظهار علاقاتهم السرية مع إسرائيل إلى العلن.

وكان مراسل هيئة الإذاعة الإسرائيلية، نقل عن نائب رئيس اتحاد الشطرنج العالمي مطلع ديسمبر الجاري أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتخذ القرار حول مشاركة لاعبين إسرائيليين في بطولة الملك سلمان للشطرنج المزمع عقدها بالمملكة”.

وقال الصحفي شمعون آران عبر حسابه بتويتر “نائب رئيس اتحاد الشطرنج العالمي إسرائيل، غيلفار: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتخذ القرار على الأرجح، وننتظر تلقي الرد من السلطات السعودية بشأن تأشيرات الدخول الـVisa للاعبين الإسرائيليين الـسبعة للمشاركة في مسابقة الشطرنج 26-30/12 في الرياض، الجواب يتوقع الأسبوع القادم”.

وتنطلق فعاليات بطولة العالم للشطرنج في العاصمة الرياض، بمشاركة لاعبين دوليين من مختلف أنحاء العالم؛ بعد أن وقع تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في أكتوبر الماضي، اتفاقية مع رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج جيوفري بورج، تضمنت استضافة المملكة للبطولة بحضور أبرز أبطال هذه اللعبة.

وبعد رد الفعل السعودي على إعلان “ترامب” القدس عاصمة لإسرائيل، والذي كان أكثر خجلا من المعتاد في الظروف المماثلة، لاحظ الجميع غياب الملك سلمان عن المؤتمر الاستثنائي لـ “منظمة التعاون الإسلامي” الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية، وكرس الاجتماع لموضوع القدس وإدانته للقرار الأمريكي وإعداد رد عليه.

وكان موقع “jforum” سلط الضوء أيضا على المحادثات الغير ظاهرة للعلن، وازدهار الروابط التجارية بين عدد من الدول الخليجية ودولة الاحتلال ما قبل التطبيع، برعاية السعودية “زعيم العالم العربي” ،كما وصفها وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”.

وأوضح وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “إيلاف”، عن مشروع قطار الحجاز للربط بين إسرائيل ودول الخليج: إنها “المبادرة الثانية” في أقل من شهر، التي يعمل فيها قسمه على مشروع “رأسمالي”، وستختتم العلاقات بين بلاده والسعودية، بإعادة إنشاء خط السكك الحديدية عبر الحدود، الذي كان متصلا في الماضي بشبه الجزيرة العربية وبلدان الشام.

وأكد “أنها ليست حلما على الإطلاق، بل هو شيء سيقع، عندما يكون متاحا”، وأن كل هذه المشاريع ستساعد على ” وقف التوسع الإيراني في المنطقة”، وتدعم تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

بواسطة |2017-12-25T20:10:29+02:00الإثنين - 25 ديسمبر 2017 - 8:05 م|الوسوم: , , , , , |

موقع إسرائيلي: في قضية القدس.. السعوديون أكثر صهيونية من اليهود

العدسة – بشير أبو معلا

تحت العنوان السابق وصورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سلط موقع “jforum”الإسرائيلي الناطق بالفرنسية، في تقرير له، الضوء على ما أسماه “الثورة” التي نشهدها حاليا في العلاقات بين دولة الاحتلال والعالم العربي.

وفيما يلي نص المقال .. 

تحت عيون مغلقة في أوروبا تُشكّل حاليا، والتي ذكرت الباحثة كارولين جليك مؤخرا أنها العدو الرئيسي لإسرائيل حاليا في الساحة الدولية، هناك جزء مهم في العالم العربي والإسلامي- خاصة السعودية وبعض دول المعسكر السني المعتدل- يقترب من إسرائيل؛ لمحاربة تهديد المحور الإيراني (الذي يضم حماس وحزب الله).
بيد أن هذا التقارب ليس ظرفيا؛ لأنه يستند أيضا إلى فهم أن المصالح طويلة الأجل للعالم الإسلامي، هي تحقيق السلام مع إسرائيل.

لكن كل ما هو جدير بالاهتمام والجدال الراديكالي للنص الذي سيتم قراءته أدناه، يوضح أن السلام لا يعتمد على المعادلة الخاطئة “السلام مقابل الأرض”، وعلى تنازل إسرائيل عن الهوية والسيادة، على نحو ما رَوَّج له، على مدى عقود، مؤيدو التقارب مع “منظمة التحرير” والسلطة الفلسطينية المناهضة لليهود.

السلام الحقيقي، من جهة أخرى، يعتمد على اعتراف الدول العربية بالهوية اليهودية وسيادتها على القدس ووطنها التاريخي (يهودا والسامرة).

من خلال الاستماع إلى نص السعودي عبد الحميد حكيم، سنلاحظ أن تحليله ثوري حقا، وجزء من الثورة “الكوبرنيكية” التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، على حد تعبير ميشال غورفينكييل، (ثورة كوبرنيكوس، هو مصطلح يشير إلى الثورة على النظرية المعروفة بنموذج مركز الأرض، التي كانت تقوم على فكرة أن الأرض هي مركز المجرة، بزعم كوبرنيكوس أن الشمس مركز النظام الشمسي، كانت تلك النظرية نواة لثورة علمية في القرن السادس عشر الميلادي).

في أوروبا، ندد الكثيرون باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامبب بالقدس عاصمة لإسرائيل (ولا سيما مواقف آلاين فينكيلكروت، وفريدريك أنسل، أو دينيس شاربيت، وكذلك أيضا يسارينن إسرائيليين كفريدي إيتان).

بيان دونالد ترامب والتطورات السياسية التي سبقتها في المنطقة، لم تكن صدمة للتوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط فقط، بل أيضا إعادة رسم الحدود بين المعسكر المناهض لإسرائيل المعادي لليهود بقيادة إيران وحلفائها وأوروبا من جهة، والمعسكر السني المعتدل المتحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، كذلك رأينا أيضا ظهور انشقاق داخل العالم اليهودي، بين اليهود المتمسكين بالقدس، وأعضاء من “اليسار” ضلوا الطريق، وحنوا إلى باراك أوباما.

في ظل هذه الظروف، نستطيع أن نقول بكل وضوح: إن المثقفين والزعماء العرب المعتدلين، مثل عبد الحميد الحكيم، أو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هم الآن أكثر صهيونية من كثير من اليهود، لأنه كما كان في أيام عيد الأنوار، و “اليهود الهلنستيين”، اليوم، تجذبهم الثقافة الأوروبية المهيمنة، ويفضلون نسيان القدس، ويتحالفون مع أعداء الشعب اليهودي.
عبد الحميد حكيم أكد أن القدس عاصمة إسرائيلية مع الإدارة الفلسطينية للأماكن المقدسة الإسلامية، هو فرصة للسلام، ويجب على العرب أن يغيروا عقليتهم المعادية لليهود.

الباحث السعودي، والرئيس التنفيذي لمركز الدراسات الإستراتيجية والقانونية في الشرق الأوسط (مقرها في جدة) أكد أن العرب يجب أن يعترفوا بأن القدس هي “مقدسة أيضا لدى اليهود، كما مكة المكرمة والمدينة المنورة للمسلمين”، مشيرا في حديث مع قناة “الحرة” إلى أن “اليهود لهم حق تاريخي في المنطقة”.

وبشأن إعلان “ترامب” قال “الحكيم”: إنّ القرار سيُحدث صدمة إيجابية في تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات، وأن المملكة يمكن أن تساعد الفلسطينيين في هذه المهمة، ودعا العرب إلى عدم تفويت الفرصة ،كما فعلوا في الماضي، وإلى تغيير ثقافة الكراهية تجاه اليهود التي تهمين على المناهج الدراسية.

وأضاف: “نحن كعرب، يجب أن نؤمن؛ حتى نتفهم الطرف الآخر كما هو، ونعرف ما هي متطلباته، لننجح في مفاوضات السلام”، و”على العقل العربي أن يتحرر من الموروث الناصري، وموروث الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، الذي غرس ثقافة كراهية اليهود، وإنكار حقهم التاريخي في المنطقة”.

وأنهى “حكيم” مداخلته قائلا: “إن الوقت قد حان لشرق أوسط جديد، يقوم على المحبة والسلام والتعايش، ونبذ الكراهية والعنف والتشدد”.

بواسطة |2017-12-24T13:43:47+02:00الأحد - 24 ديسمبر 2017 - 1:55 م|الوسوم: , , , , , , , |

محطات “قطار” التطبيع بين السعودية وإسرائيل

العدسة – بشير أبو معلا

يبدو أن الزيارة العلنية التي قام بها وفد بحريني لدولة الاحتلال، وسط اشتعال الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، هو بداية للكشف عما يجري خلف الكواليس بين الأخيرة ودول خليجية في مقدمتهم السعودية والإمارات؛ لإحداث تحول دراماتيكي في العلاقات والتطبيع مع العدو الذي لم يعد من المحرمات.

موقع “jforum” الناطق بالفرنسية سلط الضوء على المحادثات الغير ظاهرة للعلن، وازدهار الروابط التجارية بين عدد من الدول الخليجية ودولة الاحتلال، ما قبل التطبيع، برعاية السعودية “زعيم العالم العربي” كما وصفها وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”.

لدى إسرائيل خط سكة حديد بطول 60 كم يربط بين ميناء حيفا وبيت شان في غور الأردن، وتسعى سلطات الاحتلال حاليا إلى مد الخط الذي يبلغ طوله 6 كيلومترات إلى المعبر الحدودي بين إسرائيل والأردن، وهذا من شأنه أن يسمح بنقل البضائع بالقطار وليس بالشاحنات من وإلى الأردن.
والخطوة التالية، وفقا للخطة الإسرائيلية، تتمثل في قيام الأردن ببناء خط سكة حديد خاص به يلتقي بخط السكة الحديد الإسرائيلي، ومن هناك، ستمتد الخطوط إلى المملكة العربية السعودية والإمارات، وقد ناقش المسؤولون الإسرائيليون والأردنيون هذه الفكرة قبل ثلاث سنوات، وتجددت هذه المناقشات مؤخرا.

وتصف وثيقة نشرتها الحكومة بعنوان “السكك الحديدية للسلام الإقليمي” إسرائيل بأنها “جسر برى”، والأردن بـ”مفترق طرق”.

وينص القرار على أن “المبادرة ستسهم في الاقتصاد الإسرائيلي، وتدعم الاقتصاد الأردني المضغوط”، بالإضافة إلى “ربط إسرائيل بالمنطقة، وتقوية المعسكر المعادي لإيران وحلفائها الشيعة”.

وذكرت الوثيقة أن هذه الشراكة الإقليمية ضرورية، بسبب” القتال في سوريا والعراق، وتدهور طرق النقل البري”، وتركز الوثيقة أيضا على إمكانيات إسرائيل باعتبارها “جسرا أرضيا” يتيح الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط.

كذلك في ظل السياسة التوسعية لطهران، والتي تعتبر “تهديدا للطرق البحرية” في مضيق هرمز والبحر الأحمر وباب المندب، إضافة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران وتطمح في سيطرتهم على اليمن.

كل شيء يتم خلف الكواليس

تزدهر الروابط التجارية بين الجانبين، حتى قبل أن يصبح الممر الإسرائيلي السني حقيقة واقعة.

وتبيع إسرائيل منتجاتها الزراعية وجمع المعلومات الاستخبارية، والأمن السيبراني، وتقنيات الأمن الداخلي، إلى البحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (أكبر سوق مستورد في أبو ظبي).

معظم المعاملات تتم من خلال طرف ثالث، مثل: الأردن والعراق وكردستان العراق أو قبرص، ولكن بعضها يتم مباشرة.

في بعض الأحيان، يتم شحن منتجات صناعة البتروكيماويات السعودية، مثل المواد الخام، إلى إسرائيل عبر الأردن،

خلال الآونة الأخيرة، كان هناك اقترح بالسماح لطائرة شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية “العال” المتجهة إلى الهند بعبور المجال الجوي السعودي.
لكن مثل هذه الأمر لا يزال سابقا لأوانه، فالسعودية التي تحتضن أكثر الأماكن قدسية عند المسلمين، لا تزال تناضل لتسويق هذه الفكرة للجمهور، خاصة في ظل غياب التقدم على الجبهة الإسرائيلية-الفلسطينية.

وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” كان قد قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة “إيلاف” إنها “المبادرة الثانية” في أقل من شهر، التي يعمل فيها قسمه على مشروع “رأسمالي”، وستختتم العلاقات بين بلاده والسعودية بإعادة إنشاء خط السكة الحديدية عبر الحدود، والذي كان متصلا في الماضي بشبه الجزيرة العربية وبلدان الشام.

وأضاف: “إنها ليست حلما على الإطلاق، بل هو شيء سيقع، عندما يكون متاحا”.

وفي السياق نفسه، كشف الوزير الإسرائيلي أيضا أن حكومته تعتمد بناء ميناء على جزيرة اصطناعية أمام حيفا، حيث يمكن للفلسطينيين، وفقا له، استرداد البضائع التي كانت مخصصة لهم، ولكن تحت الرصد الدقيق لقوات الأمن الإسرائيلية.

وأكد أيضا أن كل هذه المشاريع ستساعد على “وقف التوسع الإيراني في المنطقة”، وتدعم تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قائلا: إن الوضع موات لتنفيذه ويعتبر “كاتس”، المملكة العربية السعودية “زعيم العالم العربي”.

إسرائيل والسعودية حلفاء

إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يسعى لخلق مناخ جديد تجاه إسرائيل، وهي الدولة التي لا يوجد معها علاقات رسمية، وذلك من خلال الاجتماعات السرية، وأيضا التعاون والاتصالات الأمنية القائمة منذ عدة سنوات.

ففي أكتوبر الماضي، التقى الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السابق، “إفرايم هاليفي” المدير السابق للموساد، في كنيس بنيويورك، وفي ظل تزايد علامات التقارب التي أصبحت علنية، فإن “التطبيع” لم يعد من المحرمات.

كما أن الحليفتين السعوديتين القريبتين من السعودية في الخليج، مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة، هما أيضا ضمن اللعبة، وكان مؤسس مركز “شيمون فيزنتال” في “لوس أنجلوس” الحاخام مارفن، قال: إن حمد بن عيسى آل خليفة، حاكم البحرين، أكد أن الوقت مناسب لإنهاء الدول العربية المقاطعة مع إسرائيل.

بواسطة |2017-12-23T20:52:42+02:00السبت - 23 ديسمبر 2017 - 9:55 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى