“إيلاف” و”العُمير”.. حكاية وسيط التطبيع السعودي مع إسرائيل وعرّابه

العدسة – منصور عطية

بينما تشتعل الانتفاضة الفلسطينية في القدس والأراضي المحتلة، وتتقد جذوة الغضب الشعبي في أنحاء العالمين العربي والإسلامي، ويبحث القادة ما يمكنهم فعله للرد على القرار الأمريكي بشأن القدس ومواجهة الاحتلال، ينشر موقع إخباري عربي سعودي مقالًا للمتحدث باسم جيش الاحتلال.

لكن ربما تزول غرابة القارئ حين تقع عيناه على تلك السطور، عندما يعلم أنها نُشرت في صحيفة “إيلاف” الإلكترونية التي تصدر من لندن لصاحبها ورئيس تحريرها الكاتب السعودي المثير للجدل “عثمان العمير”.

ذلك أن الموقع يملك تاريخًا طويلًا من فتح أبوابه، وتسخير إمكاناته في سبيل الترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، فنشر مقالات لقادة عسكريين في جيش الاحتلال، وحاور آخرين في أكثر من سابقة.

 

منصة الهجوم الإسرائيلي

الموقع نشر على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، مقالاً لـ”أفيخاي أدرعي”، المتحدث الرسمي لجيش الاحتلال، كما أجرى حوارًا مع “يسرائيل كاتس”، وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة نتنياهو.

المقال الذي جاء مشتركًا مع كاتب كردي عراقي يدعى “مهدي مجيد عبد الله” جاء تحت عنوان “حماس.. ثلاثون عامًا”، اعتبر فيه أن الحركة “منذ نشأتها، لم تعبّر عن مطالب الفلسطينيين، بل كانت بندقية حرب تستعملها إيران تارةً، وجهات أخرى تارةً ثانية، ولكن على الأغلب تقودها مصالحها الضيقة، وذلك لتحقيق مآربها غير المشروعة”.

وفي إشارة واضحة إلى مصر، رأى المقال أن الحركة “لا تشكّل خطرًا على الفلسطينيين ودولة إسرائيل فحسب، بل تجاوزته إلى دول الجوار، الأمر الذي دفع بعض هذه الدول أن تصدر قرارًا باعتبارها حركة إرهابية أو جماعة محظورة”.

جزء من “المقال”

 

وأضاف أن “سلاح حماس لم يكن يومًا بخدمة الفلسطينيين ولم يجلب سوى الخراب والدمار على الغزاويين، وهي بسلاحها حصدت أرواح المئات من المسلمين واليهود والمسيحيين الأبرياء وحولت غزة إلى ثكنة عسكرية”.

الربط المثير بين حماس وإيران يبدو أنه كان محور المقال بجانب محاولة تشويه الحركة، حيث دعا حماس في ذكرى تأسيسها الثلاثين، إلى التغيير “من نهجها الإرهابي.. واستغلالها الأموال الطائلة التي تتلقاها لتوفير بيئة مدنية حضارية، بدلًا من حفر الأنفاق، والارتماء في حضن إيران والدول والجماعات الداعمة للإرهاب”.

تزامنًا مع مقال “أدرعي”، أجرى الموقع حوارًا مع “يسرائيل كاتس”، وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة الاحتلال، قلل فيه من تداعيات إعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، واصفًا القرار بأنه “تحصيل حاصل لما هو على الأرض”.

جزء من “الحوار”

 

الحوار، روّج لمحاولة الاحتلال التخفيف من حدة القرار الأمريكي، وكرر خلاله الوزير ما قاله نتنياهو سابقًا من “عدم تغيير الوضع القائم بالقدس والأماكن الدينية”.

“إيلاف” الموقع العربي السعودي وفّر للوزير الإسرائيلي مساحة واسعة لتوجيه التهديدات ضد دولة عربية، حيث هدد بـ”إعادة لبنان للعصر الحجري، في حال حاول حزب الله الهجوم على إسرائيل بأوامر ايرانية”.

كما تحدث “كاتس” عن “سلام اقتصادي” عبر “المشروع الإقليمي لربط الخليج العربي بالسكك الحديدية مع الأردن، ومنها إلى ميناء حيفا”، وما قال إنه “ارتياح الشعب الإسرائيلي من التطورات الحاصلة في السعودية”.

 

محطات في خدمة التطبيع

اللافت، أن “إيلاف” ليست حديثة عهد بالترويج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والخروج بما كان سرًّا إلى العلن، وتحولت إلى منبر لقادة ومسؤولي الاحتلال.

ففي نوفمبر الماضي، أجرت الصحيفة مقابلة مع رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال “غادي إيزنكوت”، مروّجة إياها باعتبارها “الأولى من نوعها لصحيفة عربية”، كما لم تتوان عن نقل أقوال الجنرال الإسرائيلي إنه “يتابع ما تنشره (إيلاف)”، وتطرقت إلى سرور إيزنكوت بإجراء هذه المقابلة في مقر هيئة الأركان الإسرائيلية، بتل أبيب.

“إيزنكوت” قال إنه “للسعودية وإسرائيل مصالح مشتركة ضد التعامل مع إيران”، داعيًا إلى “ضرورة إقامة تحالف في المنطقة لمواجهة المد الإيراني، ومحاولات إيران التموضع في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن”.

وأضاف: “هناك توافق تام بيننا وبين المملكة العربية السعودية، التي لم تكن يومًا من الأيام عدوة أو قاتلتنا أو قاتلناها”.

وفي يوليو، أجرت الصحيفة حوارًا مع وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، “موشيه يعالون”، تطرّق فيه إلى العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وضرورة التعاون بين الاثنين “في مواجهة الخطر الإيراني”.

وأجرت “إيلاف” أيضًا مقابلة مع مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية، “دوري جولد”، باعتباره المقرب من نتنياهو.

المثير أن فتح أبواب النافذة الإعلامية السعودية لقادة ومسؤولي الاحتلال يروجون لأنفسهم ويدعمون علنًا التطبيع معه، يأتي في وقت يشتعل فيه الحديث عن سعي المملكة إلى المضي قدمًا في التطبيع.

وبدا من خلال العديد من الشواهد والوقائع التي رصدها وحللها (العدسة) أن السعودية تهرول حثيثة، وبخطوات متسارعة نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، بخطوات سرية وأخرى علنية تتبرأ منها دائمًا.

وبعيدًا عن الشواهد غير الرسمية، وتلك التي يكون أبطالها أشخاصًا ليسوا في منظومة الحكم أو يتمتعون بحيثية كبيرة، أكد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرًّا في شهر سبتمبر الماضي، هو ولي العهد محمد بن سلمان.

لقاء “تركي الفيصل” بمسؤول إسرائيلي

 

كما أكد الصحفي الإسرائيلي “أرييل كهانا” الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” اليمينية القومية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في سبتمبر، أن “بن سلمان” زار إسرائيل مع وفد رسمي، والتقى مسؤولين.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قالت في السابع من سبتمبر: “إن أميرًا من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل سرًّا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.

 

أدوار أخرى للصحيفة ومؤسسها

خدمة التطبيع لم تتوقف عند حدود فتح صفحات الموقع الإلكتروني لقادة الاحتلال، بل هناك أدوار أخرى لعبتها “إيلاف” ومؤسسها “عثمان العمير” في سياق هذا الدور.

المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، الموصوف بقربه من دوائر صنع القرار في المملكة، كشف في يوليو الماضي، تفاصيل ما قال إنها “شخصيات مهمة في العلاقة السعودية الإسرائيلية خلال العقود الماضية”.

وأشار إلا أنه “تم الاتصال بإسرائيل طوال العقود الماضية، عن طريق قناتين؛ الأولى باسم المملكة عمومًا، والثانية خاصة بالملك سلمان منذ كان أميرًا للرياض حتى استلام الملك”.

” الملك سلمان “

 

” عادل الجبير “

القناة الأولى، بحسب “مجتهد”، كانت عن طريق عادل الجبير (وزير الخارجية السعودي الحالي)، وكانت مهمته الوصول لمؤسسة اللوبي الصهيوني الشهر في الولايات المتحدة (أيباك).

أما عن القناة الثانية الخاصة بالملك سلمان، فقال “مجتهد” إن سلمان- بصفته مالك الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تنشر جريدة “الشرق الأوسط” ومجلة “المجلة”- استخدم للمهمة شخصين في الصحيفة، هما “عثمان العمير” رئيس التحرير وقتها، وعبد الرحمن الراشد.

وأضاف: “وتنقل دوائر قريبة من العمير والراشد أنهما منذ بداية التسعينيات كانا يلتقيان بانتظام بشخصيات إسرائيلية في المغرب ممثلين لسلمان شخصيًّا”، وفق التغريدات التي نقلتها تقارير إعلامية.

وقال المغرد: “لم يكن سلمان وقتها يمثل آل سعود، بل كان يمثل نفسه، ويتودد للصهاينة من أجل أن يقنعوا الأمريكان بتقوية مركزه في السلطة، وزيادة فرصته في الملك، في المقابل، تعهد سلمان بأن يجعل الشركة السعودية للأبحاث والتسويق التي يملكها في خدمة التطبيع الثقافي والفكري والتربوي”.

” عثمان العمير “

وأشار إلى “تغلغل هذا الفريق – بحماية سلمان ودعمه – في الإعلام السعودي والفضائيات، واختراق المجتمع بكفاءة وفرض النمط الصهيوني في الأخلاق والقيم وفهم الأحداث”.

وتابع “مجتهد”: “وكان سلمان قد وثّق علاقة ابنه محمد مع “العمير” و”الراشد” لِتَتِمَّة التفاهم مع إسرائيل، ولأجل أن يكون أول ملك سعودي يعلن سفارة إسرائيلية في الرياض، ولهذا السبب فإن محمد بن سلمان يعتبر “الراشد” و”العمير” أشخاصًا مقدسين عظماء، وكأنهم أمناء الوحي، ويهابهم ولا يتعامل معهم تعامل الآمر الناهي”.

صحيفة “هآرتس” العبرية قالت إن الموقع السعودي “إيلاف” تحول في السنوات الأخيرة إلى “قناة لتسريبات إسرائيلية”، بحيث تنقل من خلاله إسرائيل رسائلها إلى الدول الخليجية.

وأشارت في تقرير لها إلى أن جيش الاحتلال والقيادة السياسية استخدما الموقع في العامين الماضيين لنقل الموقف الإسرائيلي، خصوصًا في ما يتعلق بـ”التهديد الإيراني المشترك”، و”تهديدات حزب الله”، بطلب من الموقع نفسه وليس بمبادرة إسرائيلية.

 

العمير”.. المثير للجدل

بدأ “العمير” مسيرته الصحفية كمراسل رياضي في عدد من الصحف السعودية، قبل أن يُصبح أحد أهم رجال الأعمال السعوديين المروجين للصحافة الإلكترونية واندثار الصحف الورقية، وهو ما انعكس بتأسيسه موقع “إيلاف” في مايو 2001، ليصبح من أوائل المواقع الإلكترونية الإخبارية في العالم العربي.

يظهر اسم “العُمير” على ساحة التغييرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المملكة منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة والسلطات الواسعة الممنوحة لابنه الأمير محمد، حيث يصف “العمير” نفسه بأنه “مؤمن بالنهج الملكي أيًّا كان” إلا أنه تحديدًا يتمتع بعلاقات وطيدة مع الفرع “السلماني” في العائلة المالكة السعودية، منذ منتصف الثمانينيات، عندما كان الملك سلمان أميرًا للرياض، وفق ما أسلفنا.

ويدل على ذلك تولي “العمير” رئاسة تحرير مجلة “المجلة” السعودية عام 1984، ثم رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عام 1987، المملوكتين للمجموعة السعودية للأبحاث والنشر.

وجهة نظر “العمير” عن علاقة الصحفي بالسلطة لخصها في قوله: “الوصول إلى مفاتيح السلطة هو وصول إلى النجاح، ليست تهمة أن تكون صديقًا لملك أو رئيس أو عائلة مالكة، التهمة أن لا تكون صديقًا وأنت تعمل بالصحافة”.

ويطلق الرجل على نفسه تعريف أنه “ليبرالي سلفي” يؤمن بالنهج الملكي، وبالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، يتفاخر “العمير” بعلاقاته مع العائلة المالكة في المغرب، الذي استحوذ “العمير” على واحدة من أكبر الشركات الإعلامية فيه، وهي شركة “ماروك سوار” بعد شرائها من رجل الأعمال المغربي عثمان بن جلون عام 2004.

لقاء ” فتح الله كولن و عثمان العمير “

وبينما كان رئيسًا لتحرير “الشرق الأوسط” كتب مقالًا متملقًا يمتدح فيه الملك سلمان وزير الدفاع السعودي آنذاك، وملك المغرب الراحل الحسن الثاني، ووصفهما بأنهما “قارئان ليسا كغيرهما” للصحيفة.

الدور السياسي الذي يلعبه “العمير” في خدمة الأسرة السعودية المالكة لم يتوقف عند إسرائيل، حيث نشر في يوليو الماضي، مقطع فيديو قصير يوثق زيارة قام بها لمنزل رجل الدين التركي المعارض “فتح الله كولن” المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا.

بواسطة |2017-12-15T16:47:55+02:00الجمعة - 15 ديسمبر 2017 - 5:55 م|الوسوم: , , , |

هل حاولت السعودية منح الضفة الغربية لإسرائيل؟

العدسة – كنان الشامي

كشف الباحث الأمريكي، جيفري أرونسون، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي، تفاصيل جديدة في تطور العلاقات بين إسرائيل والسعودية، التي وصفها بأنها كانت مستعدة بالفعل للعمل مع الإسرائيليين دون أي شرط.

وأشار الكاتب خلال تحليل مطول بموقع “theamericanconservative” إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان حاول الضغط على الرئيس الفلسطيني لقبول ما وصفها بالخطة (b)، التي من شأنها بسط سيطرة إسرائيل على القدس الشرقية والضفة الغربية، مقابل 10 مليارات دولار.

وإلى نص التقرير ..

إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية هناك، كان بمثابة أمر له تأثير تاريخي بشأن سيطرة الإسرائيليين على القدس، يضاهي تماما إعلان “وعد بلفور” الاعتراف بحقوق الشعب اليهودي في فلسطين.

لكن الإعلان الجديد لـ”ترامب” يمكن أن يكون جزءا من خطة أوسع؛ للمساعدة في انتزاع السيطرة على القدس، فضلا عن الضفة الغربية من الفلسطينيين بشكل دائم، ويترك العرب في دولتهم المحتملة بغزة فقط.

أي شخص يتطلع إلى وزارة الخارجية الأمريكية للحصول على إرشاد أو توجيه حول أي من الأمور السابقة، سيلاحقه الإحباط.

وجاء الدفاع العام الأول على إعلان “ترامب” الذي كان يشبه إلقاء  القنبلة مضحكا، إذا لم يكن مثيرا للاكتئاب.

وبالفعل، كانت الإحاطة الإعلامية التي صدرت عن وزارة الخارجية يوم الخميس الماضي، كان بطلها ديفيد ساترفيلد (القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لمكتب شؤون الشرق الأدنى)، يمكن أن تكون تلك الإحاطة مقتبسة من الكوميديا البريطانية “Yes  Prime Minister “

“ساترفيلد”، وهو متخصص، وعمل لمدة 40 عاما في المجال الدبلوماسي في الشرق الأوسط، لعب دور السير “همفري ابلبي”، في الكوميديا البريطانية السابقة، حيث تحدث كثيرا لكنه لم يقل شيئا على الإطلاق.

والحمد لله، تم تقديم رؤى مفيدة عن الصلة بين الإعلان وخطط “ترامب” الأوسع للمنطقة، فقد تم إبلاغ مسؤول فلسطيني رفيع المستوي بها الأسبوع الماضي، وأطلع هذا المسؤول على تفاصيل الاجتماع المفاجئ الذي عقد الشهر الماضي بين رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير محمود عباس أبو مازن، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان .

وقد تم استدعاء عباس (82 عاما) إلى الرياض في السادس من نوفمبر من قبل محمد بن سلمان (32 عاما)، كجزء من الجهود العالية التي بذلها ولي العهد السعودي مؤخرا لهندسة مشروع مشترك بين الدول العربية وأمريكا، لمواجهة إيران وحلفائها.

ولم يكن “عباس” أول رئيس يدعى إلى الرياض، فقبل أيام من وصوله جاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي أجبر على تقديم استقالته فجأة من قبل ولي العهد، حيث كانت الاستقالة قصيرة الأجل جزءا من الهجوم المناهض لإيران.

وكان محمد بن سلمان في حالة من الثورة و”الهيجان”، وفقا لمصادر، بينما كان يلعب مقامرة عالية المخاطر، لتدعيم قيادته والقيام بالهجوم اللازم لذلك.

وعلى هذا المنوال، فقد أعلن محمد بن سلمان، الوفاة العملية لمبادرة السلام العربية التي كانت ترعاها المملكة، وتضمن اعترافا عربيا ووعدا بالسلام مع إسرائيل، مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية.

وحان الوقت لطرح الخطة (ب)، وأعلن ولي العهد دولة فلسطينية في قطاع غزة، يتم تسمينها بعمليات نقل غير محددة للأراضي في شبه جزيرة سيناء.

وعندما سأله زعيم السلطة الفلسطينية المذعور، عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذه الخطة، أجابه “بن سلمان” قائلا ” إنه يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع “.

وسأل “عباس” ولي العهد السعودي عن القدس والمستوطنات (في الضفة الغربية) والمنطقة (B) والمنطقة (C)، كانت إجابة “بن سلمان”: ستكون هذه الأمور محلا للتفاوض، ولكن بين دولتين، وسنساعدك “.

ووفقا للمصادر، عرض “بن سلمان” على “عباس” 10 مليارات دولار، لتحلية الدواء المر الذي وصفه للتَوّ، وقال مصدر: إن ” “عباس” لا يستطيع أن يقول لا للسعوديين، إلا أنه لا يستطيع أيضا أن يقول نعم “.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن المقابلة بين محمد بن سلمان و”أبو مازن” جرت في الثالث من ديسمبر الجاري، وأكدت ذلك مصادر فلسطينية وعربية وأوروبية خاصة، حيث عرض ولي العهد دعما ماليا كبير للفلسطينيين، بل ونوهوا عن إمكانية الدفع المباشر لـ”أبو مازن”، الذي قالت المصادر إنه رفض العرض السعودي”.

وقالت المصادر، إن ما تم عرضه على “أبو مازن”، لم يكن أمامه سوى رفضه، حيث يتضمن دولة فلسطينية مع أجزاء غير متجاورة من الضفة الغربية، واقتصار سيادتها على أراضيها (غزة)،  فيما تبقى الغالبية العظمى من المستوطنات الإسرائيلية – التي تعتبرها معظم دول العالم غير قانونية – في الضفة الغربية.

إذن، من الذي وضع فكرة “غزة – زائد ” في رأس محمد بن سلمان؟ وبالرجوع لأصل الفكرة المطروحة من قبل ولي العهد السعودي، يتضح أن منبعها مكان واحد فقط، وهو إسرائيل؛ إذ إن إنشاء دولة فلسطينية في غزة، هو أمر منظور منذ فترة من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين، كوسيلة لإجبار العرب على الرضوخ، لضم إسرائيل كلا من الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقد ترددت الفكرة بطريقة مختلفة من قبل أجنحة اليمينيين في إسرائيل منذ عقدين، وجميعهم يتشاركون الرغبة في التوصل إلى اتفاق من جانب جيران إسرائيل العرب للتنازل عن أراض، الأمر الذي من شأنه السماح لإسرائيل بالتمسك بالضفة الغربية والقدس الشرقية.

“عوزي أراد” الذي يعتبر من المقربين جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي “بنيامين نتنياهو”، وشغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وخليفته الجنرال “جيورا إيلاند”، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب إسرائيليين آخرين، خدموا مع “نتنياهو” ، قد طرحوا هذا الحل .

وبالنسبة للفلسطينيين ، فإن أمر السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية والقدس أمر مفروغ منه، والتنازل عنها فكرة مُجهَضة من البداية.

فكيف تم نقل هذه الفكرة الإسرائيلية إلى الرياض، في نفس اللحظة التي  كان “ترامب” و”نتنياهو” يضعان اللمسات الأخيرة بشأن التفاهمات حول إعلان “ترامب” الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.

فقبل أيام فقط من اجتماع محمود عباس أبو مازن مع ولي العهد السعودي، سافر المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر (صهر “ترامب”) و المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، إلى الرياض للتشاور في جلسات امتدت لوقت متأخر من الليل مع ولي العهد.

ومعروف أن “كوشنر” يربطه بـ”نتنياهو” صداقة طويلة الأمد، حتى إنه قاد مؤسسة والديه لتحويل الأموال إلى مستوطنات الضفة الغربية، ويعتبر أن القدس عاصمة أبدية – غير مقسمة – للشعب اليهودي، وفكرة (غزة زائد) تعد فكرة مشتركة بينهما.

كسب دعم “كوشنر” للمقترحات، كأساس لإستراتيجية أمريكية جديدة، تضع انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والقدس في التجميد الشديد، فهو كان بمثابة مهمة في منتهى السهولة.

“كوشنر” الذي يقال إن لديه علاقة قوية بولي العهد السعودي، يعد أفضل مصدر لمحمد بن سلمان لكل الأمور التي تتعلق بإسرائيل.

وعلى افتراض أن “كوشنر” ومحمد بن سلمان يتشاركان نفس الرأي فيما يتعلق بمخطط غزة، فإن اجتماعات “عباس” مع ولي العهد، يشير إلى أن اتفاق “كوشنر” و”بن سلمان” يضيف بعدا جديدا ومزعجا لإعلان “ترامب” القدس عاصمة لإسرائيل.

وتتسق التفاهمات الأمريكية-السعودية، مع تخلي السعوديين بشكل فعلي عن مبادرتهم التي طرحوها في السابق “مبادرة السلام العربية”.

الزعيم السعودي نفسه، ضمن عنصرا جوهريا في الاقتراح، في أبريل 2016، عندما وافقت المملكة على الانضمام إلى الشراكة الإستراتيجية بين مصر وإسرائيل، عبر معاهدة السلام الخاصة بالقاهرة وتل أبيب، بدون تنازلات إسرائيلية للدول الفلسطينية، وكان ثمن ذلك السيطرة على جزر “تيران وصنافير”.

وأشارت المصادر إلى أن محمد بن سلمان نفسه، كتب رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تلخص التعهدات السعودية غير المسبوق بالمشاركة مع مصر والولايات المتحدة في التمسك بالشروط الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل.

وهذا القرار والرسالة، يمكن أن يفهما في إسرائيل على أنهما مثال عملي على أن المملكة كانت مستعدة بالفعل للعمل مع الإسرائيليين دون أي شرط يتطلب إقامة دولة فلسطينية، سواء في غزة أو في القدس أو في أي مكان آخر.

بواسطة |2017-12-15T15:39:18+02:00الخميس - 14 ديسمبر 2017 - 9:55 م|الوسوم: , , , , , , |

بصفقات السلاح والتحالفات الاستراتيجية.. الغرب يصم آذانه عن اليمن

العدسة – بشير أبو معلا

صنفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ 17 مليون شخص بحاجة للغذاء، يعاني 7 ملايين منهم خطر المجاعة، فضلا عن وباء الكوليرا الذي قتل أكثر من ألفي شخص، ناهيك عن انهيار النظام الصحي، وإغلاق مئات المدارس.. إنها حرب اليمن، التي تسببت في مقتل نحو عشرة آلاف يمني، و58 ألف جريح، ومليون ونصف مليون نازح، ووسط ذلك كله، بات “الصمت” تعليق الغرب الوحيد.

لوران بونيفوي، الأستاذ في المعهد الدولي للبحوث بباريس ومعهد الدراسات السياسية، وواحد من الخبراء الفرنسيين القلائل المتخصصين في الشأن اليمني، وصاحب كتاب “اليمن.. من العربي السعيد للحرب”، يكشف في حوار مع صحيفة “لا فوا دو نور” الفرنسية أسباب تخلي الغرب عن اليمن، في وقت سارع فيه للزج بنفسه داخل الصراعات التي تشهدها المنطقة كالعراق وسوريا وليبيا.

ويقول “بونيفوي”: أولا، بسبب الوضع المعقد لهذه الحرب، وخصوصيتها اليمنية بشكل كبير، والمتمثلة في التمرد الزيدي، الأمر الثاني وراء تردد القوى الغربية في الحديث عن اليمن، هو تورطها في مبيعات الأسلحة، والتحالفات الإستراتيجية مع دول الخليج التي تقصف هذا البلد، أما السبب السياسي الثالث، فهو أن الانضمام إلى معسكر سيحتاج في المقام الأول إلى أكثر من تبرير.

الجميع مسؤولون عن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، كما أن التمرد الشيعي يتبنى خطابا معاديا للولايات المتحدة وإسرائيل، ومن ناحية أخرى يعتمد السعوديون والإماراتيون في هذه الحرب على الميليشيات السلفية المعروفة بعدائها للشيعة.

وعن حجم الدور الإيراني في هذا الصراع، أكد أنه – حتى في إطار التصور السعودي وحديثه عن دعم طهران المرجح جدا لحركة التمرد الحوثي- لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بالتفجيرات والضربات السعودية، وحصارها المسؤول عن الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد.

وتحدث الخبير الفرنسي عن تصريحات “الصليب الأحمر الدولي”، التي أكد فيها أن هذه الحرب تتسبب في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، حيث أشار إلى أن المشاكل بسبب الحرب والحصار تفاقمت في هذا البلد الفقير الذي كان يعتمد على الاستيراد قبل الصراع، الأرقام التي خلفتها الأزمة مخيفة، ففي بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة، يحتاج 70% من السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

كما تشهد بعض المناطق حالات ما قبل المجاعة، وقد تم تسجيل ما يقرب من مليون حالة كوليرا هذا العام، ويعتمد البلد منذ وقت طويل على شبكات الأمان، مثل البنك المركزي الذي يواصل دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية، ومعظم السكان في الشمال (2/3) لم يعودوا يتقاضون رواتبهم، وأصبحت الحالة هشة للغاية.

وحول عواقب مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتأثير ذلك على الوضع القائم، قال “بونيفوي” اقترب الرئيس صالح (من 1978 إلى 2012) بعد طرده من السلطة عام 2012، عقب الربيع اليمني، من الحوثيين بعد أن دخل معهم في حرب بين عامي 2004 و 2010.

هذا التحالف انتهى فجأة، لم يكن “صالح” لديه أي شك في أن السعوديين مستعدون لصعود ابنه (أحمد علي)، كحل للصراع يحفظ ماء وجه السعودية، التي تتعرض لضغوط من القوى الدولية باعتبارها المسؤول الأول عن الأزمة الإنسانية في البلد، لكن اختفاء الرئيس السابق سيعقد الصراع.

أما بالنسبة لما تبقى من تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) والذي يتخذ من جنوب اليمن مقرا له، وكان مسؤولا عن الهجوم الذي شهدته فرنسا عام 2015، ونفذه الإخوة كواتشي، أكد الأستاذ في المعهد الدولي للبحوث بباريس، أن القراءة الطائفية للصراع الدائر في هذا البلد، التي تتم أحيانا، تعزز شرعية العناصر الجهادية المسلحة.

هذا الصراع يسمح لهم باكتساب الخبرة، حتى إن هذا التنظيم الإرهابي سيطر لمدة عام على خامس أكبر مدن البلاد (المكلا)، وتزداد قدرته على تعبئة العنف خارج الأراضي اليمنية، وهذا سبب آخر يجب أخذه في الاعتبار لعدم السماح لهذا الصراع بالاستمرار.

ودعا مسؤولو عدد من وكالات الأمم المتحدة، وبينها منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين واليونيسيف، في بيان لهم قبل أيام التحالف العربي بقيادة السعودية، إلى رفع الحصار المفروض على اليمن بشكل “عاجل وكامل”.

وأكد البيان ضرورة الفتح العاجل والكامل لجميع الموانئ اليمنية، وتيسير إدخال وضمان حرية نقل السلع التجارية والإنسانية الحيوية.

كما انتقدت منظمة “أوكسفام” وخمس منظمات إنسانية دولية، الحصار الذي يفرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن، ودعت جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددة على أن “الشعب اليمني لا يمكنه تحمل المزيد من الضربات”.

ويشهد اليمن منذ خريف 2014 حربا بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، كانت سببا في أوضاع إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.

بواسطة |2017-12-14T17:02:24+02:00الخميس - 14 ديسمبر 2017 - 7:55 م|الوسوم: , , |

البحرين تقود قاطرة الخليج نحو التطبيع مع إسرائيل

العدسة – منصور عطية

بينما تسعى دول خليجية مثل السعودية مهرولة إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في السر وتنفي رسميًّا أية تحركات علنية، أصبح التطبيع البحريني في وضح النهار، وأمام عدسات الكاميرات، وحتى عبر زيارات متبادلة لوفود من الجانبين.

ولم تكن الزيارة الأخيرة إلا حلقة في مسلسل طويل من التطبيع، سبقت فيه البحرين العديد من الدول العربية في الخليج وخارجه.

 

استفزاز المسلمين

الأمر وصل إلى مرحلة من “البجاحة” منقطعة النظير؛ فبينما يسود الغضب أنحاء العالم الإسلامي بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي، ينظم وفد بحريني زيارة إلى الأراضي المحتلة.

وقالت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي، السبت 9 ديسمبر الجاري: إن وفدًا بحرينيًّا يضم 24 شخصا من جمعية “هذه هي البحرين” يزور إسرائيل وبشكل علني للمرة الأولى.

وبحسب تقرير أعدته القناة، فإن الزيارة التي تستمر أربعة أيام “ليست سياسية” وإنما “تحقيقًا لرسالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حول التسامح والتعايش والحوار بين الديانات المختلفة”.

وإمعانًا في مزيد من الاستفزاز والتحدي لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين، تجول أعضاء الوفد السبت في البلدة القديمة في القدس المحتلة، برفقة مراسل القناة الذي أجرى مقابلات مع عدد من أعضاء الوفد.

زيارة الوفد “البحريني” لإسرائيل

 

وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية نقلت في سبتمبر الماضي، أن ملك البحرين شجب المقاطعة العربية لإسرائيل، في حديث نقله عنه الحاخام “أفرهام كوبر” رئيس مركز “شمعون روزنتال” في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.

وقال الحاخام كوبر إن ملك البحرين أبلغه أن لمواطني بلاده الحرية في زيارة إسرائيل، رغم أن الدولتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية.

كما قالت صحيفة “تايمز” البريطانية، إن دولا خليجية اتخذت الخطوات الأولى تجاه الاعتراف بإسرائيل، وذلك بدعوة أطلقها ملك البحرين لإنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل.

وأوضحت أن أول ظهور لرفض ملك البحرين المقاطعة العربية لإسرائيل، كان خلال اجتماع بالعاصمة المنامة مع حاخامين أمريكيين من مركز “سايمون ويسنثال” في فبراير الماضي.

 

تاريخ من التطبيع

مسار التطبيع البحريني مع إسرائيل لم يكن وليد اللحظة، فخلال الـ 22 عاما الماضية، عُقدت العديد من اللقاءات بين مسؤولين بحرينيين وإسرائيليين، بالإضافة إلى تصريحات ومواقف من المنامة تبين مدى توجهاتها نحو التطبيع مع الاحتلال.

بداية العلاقة بين الجانبين ترجع إلى أكتوبر1994، عندما زار وفد دبلوماسي إسرائيلي كبير برئاسة وزير البيئة “يوسي ساريد” العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في المؤتمر العلمي حول القضايا البيئية، حيث عُدت الزيارة جزءا من عملية التسوية بين الإسرائيليين والعرب.

والتقى الوفد بوزير خارجية البحرين في ذلك الوقت محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير الصحة جواد العريض، وبعد عودته، أكد “ساريد” أن الهدف من زيارته ليس المشاركة في المؤتمر العلمي فحسب، بل تخطاه إلى أكثر من ذلك، حيث إنهم سعوا إلى فتح خط اتصال مباشر بين الجانبين الإسرائيلي والبحريني.

وفي يناير 2000، التقى ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة في دافوس بالرئيس الإسرائيلي الأسبق “شمعون بيريز”، حيث بحثا كيفية تعزيز التعاون بين الطرفين، خاصة في مجال التربية والتعليم.

وكشفت تقارير مختلفة حينها، عن أن ولي عهد البحرين أكد خلال اللقاء، أن بلاده تقف بقوة خلف تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من أجل تعزيز التعاون الإقليمي، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع جزء من اجتماعات مختلفة عقدت بين الجانبين.

وفي سبتمبر 2005، أعلنت البحرين قرارها برفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية وإغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيلية في المملكة.

وفي أكتوبر 2007، التقى وزير الخارجية البحريني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة “تسيبي ليفني”، حيث بحث معها سبل تطوير العلاقات بين الجانبين.

وفي 18 ديسمبر 2008، أي قبل حرب “الرصاص المصبوب” ضد قطاع غزة بعشرة أيام، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن “بيريز” و”ليفني” التقيا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة سرًّا في نيويورك، على هامش “مؤتمر حوار الأديان” الذي عقد في الأمم المتحدة.

هذا اللقاء يعد الأول بهذا المستوى الرفيع بين مسؤولين إسرائيليين وبحرينيين، وخلال اللقاء دعا وزير خارجية البحرين إلى إنشاء منظمة إقليمية تضم إسرائيل.

أما في يوليو 2009، فقد كشف المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية سابقًا “يجال بالمور” أن وفدًا دبلوماسيًّا بحرينيًّا مكونًا من 3 مسؤولين من وزارتي الخارجية والداخلية، وصل إلى الأراضي المحتلة.

وفي 17 يوليو 2009 نشرت صحيفة “الواشنطن بوست” مقالًا لولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة، قال فيه: “الواقع يثبت أن السلام يتطلب قدرا كبيرا من الدعاية المتأنية، والاتصال المتكرر بجميع الأطراف المعنية”، مضيفا: “هذا هو المجال الذي لم نقم فيه نحن كعرب بما يكفي للاتصال المباشر مع شعب إسرائيل”.

البعد الأمني كان حاضرًا في مسيرة التطبيع تلك، ففي فبراير 2014، كشف تقرير صادر عن جيش الاحتلال، عن وجود تعاون استخباراتي وثيق بين جهاز الموساد الإسرائيلي والسلطات البحرينية، وأن المنامة زودت إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن إيران وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي 24 سبتمبر 2016، التقى وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، أعضاء اللجنة الأمريكية اليهودية، على هامش اجتماعات الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما تعززت العلاقات بين الجانبين البحريني والإسرائيلي في المجال الفني، ففي أبريل 2014، شاركت مجموعة من الفنانين البحرينيين في معرض فني إسرائيلي أقيم في المركز اليهودي العربي.

أما في 27 ديسمبر 2016، فقد تداولت مواقع إخبارية إسرائيلية، مقطعًا مصورًا، يظهر فيه بحرينيون وهم يرقصون إلى جانب حاخامات صهاينة من حركة “أجاد”، على إيقاع أغنية قيل إنها تمس بشكل مباشر المسجد الأقصى، وعروبة القدس المحتلة وإسلاميتها.

ومؤخرا، أعلنت البحرين عن إطلاق مبادرة للحوار بين الأديان بالتعاون مع مركز “سيمون وايزنتال” اليهودي، الضالع في الدفاع عن الاحتلال وإعادة بناء وعي عالمي نحو اليهود.

ويعتبر المركز الذي يملك مكاتب له بالقدس المحتلة، من أبرز المعارضين لإجراءات الحكومات والمنظمات الدولية ضد إسرائيل، بالإضافة إلى أنه يهاجم الشخصيات الأجنبية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويعمل أيضا على محاربة حركة المقاطعة للكيان الإسرائيلي “BDS”.

وفي سبتمبر 2016، أثار وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة ردود فعل مستهجنة، بعدما كتب تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، معزيًا فيها بوفاة رئيس الاحتلال السابق وصاحب المجازر بحق الفلسطينيين والعرب شيمون بيريز، حيث قال: “ارقد بسلام أيها الرئيس شمعون بيريز، رجل حرب ورجل سلام، لا يزال صعب المنال في الشرق الأوسط”.

 

هذه هي البحرين

عودة إلى الزيارة المثيرة للجدل مؤخرًا، والتي ضمت أعضاء في جمعية “هذه هي البحرين”، وهي جمعية بحرينية تحظى برعاية رسمية، تأسست منتصف 2017، وأعلن إطلاق الجمعية في حفل رسمي بفندق “فور سيزونز” برعاية ملك البحرين، وبحضور مسؤولين حكوميين بارزين، في مقدمتهم وزير العمل والتنمية الاجتماعية، جميل بن محمد علي حميدان.

نظمت الجمعية العديد من الأنشطة والفعاليات الهادفة -حسب قولها- إلى “تعزيز ثقافة السلام” والحوار بين الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة.

ففي سبتمبر الماضي، أقامت معرضا لإطلاق “إعلان مملكة البحرين” و”مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي”، وتضمنت الفعالية معرضا يبرز مساهمات المجتمعات الإسلامية والمسيحية واليهودية والبوذية والسيخ والهندوسية، التي توضح مستوى الحرية الدينية في البحرين.

ومن بين الأنشطة اللافتة التي نظمتها الجمعية، وأثارت سخطا واسعا بين الشعوب العربية والإسلامية، زيارة وفد منها يضم 24 فردا إلى إسرائيل، وتجوله في القدس القديمة وبشكل علني للمرة الأولى.

بواسطة |2017-12-14T15:03:21+02:00الخميس - 14 ديسمبر 2017 - 3:55 م|الوسوم: , , , , , |

تصاعد التحالف التكنولوجي بين السعودية وإسرائيل.. إلى أين؟

العدسة – بشير أبو معلا

النفي الرسمي المتواصل من جانب السعودية حول التواصل مع إسرائيل، لم يستطع حتى هذه اللحظة حجب العلاقة المتطورة والتحالف القائم خلف الكواليس، بحكم الواقع في الصراع ضد نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، منذ وصول الساكن الجديد في البيت الأبيض، دونالد ترامب.

تقارير إعلامية عدة تحدثت مؤخرا عن مؤشرات تشير إلى أن هناك اتجاها لتطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل، خاصة مع تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، ومن بينها تقرير إسرائيلي أكد أن الابن المفضل للملك السعودي زار سرا تل أبيب.

موقع “israelvalley” الناطق بالفرنسية، سلط أيضا الضوء على هذه العلاقة الآخذة في الصعود بين أكبر مصدر للنفط وإسرائيل، التي ظهرت حديثاً على أراضي فلسطين التاريخية بعد عام 1948، ولكن في مجال بعيد عن السياسة.. “التكنولوجيا”.

من أجل تنويع علاقاتها الدولية، أدارت شبه الجزيرة العربية وجهها نحو روسيا أولا ثم إلى إسرائيل، من خلال التطبيع مع الأخيرة، حيث كانت إيران هي المحفز الذي سمح بهذه العلاقة الفعلية بين إسرائيل ودول الخليج.

محمد بن سلمان، كان بمثابة المقاول الرئيسي لهذا التوحيد القياسي، ففي الواقع، اختارت الأنظمة الملكية البترولية في الخليج إسرائيل لمواجهة إيران من أجل بقاء عرشهم.

أقامت المملكة العربية السعودية تعاونا في مجال التكنولوجيا مع “دارونت”، وهي شركة تعمل في تكنولوجيا المعلومات، ومقرها في رامات جان، قرب تل أبيب، من أجل تنفيذ برنامج إدارة محوسب، وتدريب الموظفين السعوديين في الولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى ذلك، أُسندت إلى مجموعة G4S الإسرائيلية المسئولية الأمنية عن الحج إلى مكة، وكذلك مطار دبي، فيما  أقامت شركة “أيه جي تى” الإسرائيلية التي يرأسها إسرائيلي، ومقرها الولايات المتحدة، نقطة تفتيش إلكترونية في المنطقة الحدودية بين الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، لمنع التسلل العدائي، اللافت للنظر الآن، هو قيام شركات إسرائيلية بعمليات في المملكة العربية السعودية، والسماح لشركة العال باستخدام المجال الجوي السعودي.

هذه القصة الاقتصادية تظهر التحالف القائم بين مملكة الذهب الأسود، والتكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية، ودليل على الرومانسية الجميلة القائمة اليوم بين الجانبين، التي يمكن أن تبدو غير طبيعية، لكن ليس على رقعة الشطرنج العالمية وفي لغة المصالح.

قصة الحب التي تجمع بين أكبر شركة نفط سعودية، وتدعى “يانر” وشركة “دارونت”، للتكنولوجيا المتقدمة التي يقع مركزها الرئيسي للدعم التقني في مستعمرة إلعاد، سببها برنامج إدارة محوسب اشتراه مالك “يانر” الشيخ عبد العزيز الفيد.

فعندما كانت الشركة السعودية تبحث عن طريق لترشيد عملها ونشاطها التجاري وجدت مبتغاها في برنامج “تمب” الذي صممته شركة “دارونت” الإسرائيلية، بمبلغ متواضع يقارب نصف مليون دولار، أي قطرة نفط في حقول لا تنضب.

وبمجرد التوصل إلى الاتفاق، كان اللقاء بين السعوديين والإسرائيليين ودودا للغاية، خلال الدورة التدريبية لمسؤولي المملكة، والذي تبعه فيما بعد شراكات مثمرة أخرى.

يشار إلى أن وزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينتس” كشف مؤخرا عن أن تل أبيب تقيم علاقات مع دول عربية إسلامية “معتدلة” بما فيها السعودية، تساعد إسرائيل على كبح جماح إيران، وما سماه التمدد الشيعي في المنطقة، وفي منع طهران من تعزيز تواجدها العسكري في سوريا.

وقال “شتاينتس” في حديث لإذاعة الجيش: إن إسرائيل لا تخجل من الكشف عن هذه العلاقات، لكن الطرف الآخر هو الذي يخجل من ذلك، وإسرائيل تحترم رغبة هذه الدول بالإبقاء على العلاقات سرية، مشيرا إلى أن السعودية بالرغم من أنها ليست نظاما ديمقراطيا، فإنها أظهرت في السنوات الأخيرة قدرا كبيرا من الاعتدال في مكافحة الاٍرهاب والتحريض عليه، وتعمل مع إسرائيل ضد العدوانية الإيرانية في المنطقة.

بواسطة |2017-12-14T11:43:37+02:00الخميس - 14 ديسمبر 2017 - 11:55 ص|الوسوم: , , , |

قمة إسطنبول تفضح السعودية.. مهد الإسلام تبيع القبلة الأولى!

العدسة – منصور عطية

كان ينتظر من البلد التي تحتضن الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين أن تتصدر طليعة داعمي قضية ثالث الحرمين والقبلة الأولى، غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك.

حيث بدت قضية القدس التي تفجرت مؤخرًا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبارها عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي، هامشية بالنسبة لحكام المملكة العربية السعودية.

 

القدس على الهامش

وربما ليس أدل على هامشية قضية القدس بالنسبة لحكام السعودية، خلافًا لما هو معلن، هو التمثيل المتدني للمملكة في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية حول القدس، حيث مثّل المملكة “نزار عبيد مدني” وزير الدولة للشؤون الخارجية.

القيمة الدينية والروحية والتاريخية للسعودية بصفتها مهد الإسلام، وقبلة مليار و700 مليون مسلم، وحاضنة الحرمين الشريفين، كانت تحتم عليها ابتداء أن تكون الداعية لانعقاد القمة الطارئة، لكن لم تغب عن هذا فحسب، بل كان تمثيلها منخفضًا.

Image result for ‫نزار مدني في القمة‬‎

نزار مدني

 

ومن المنطقي أن ينعكس مستوى المشاركة في القمة على مواقف مختلف الدول من قضية القدس، حيث شارك في القمة 16 زعيمًا على مستوى رؤساء وملوك وأمراء، من أفغانستان وأذربيجان وبنجلادش وإندونيسيا وفلسطين وغينيا وإيران وقطر والكويت وليبيا ولبنان والصومال والسودان وتوجو والأردن واليمن، فضلًا عن الرئيس التركي.

اللافت، أن أعمال القمة “الطارئة” تتزامن مع افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي، والتي حضرها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وألقى كلمة تناولت في طياتها استنكارًا للقرار الأمريكي.

إذن، فالملك سلمان في حالة صحية مواتية، وتسمح له بالمشاركة في الفعاليات وإلقاء الكلمات على الهواء مباشرة، لكن أليس حضور الملك سلمان في قمة إسطنبول كان أولى من مجلس الشورى، خاصة أن القمة طارئة، وتم تحديد موعدها قبلها بوقت كاف؟ أم أن الخلاف السياسي بين المملكة وتركيا هو ما دفع لهذا التمثيل المنخفض؟.

Image result for ‫الملك سلمان في مجلس الشورى‬‎

الملك سلمان في مجلس الشورى

 

هذا الخلاف اتسعت هوته في أعقاب الدعم التركي غير المسبوق لقطر ضد دول الحصار التي تتزعمها السعودية، فضلًا عن موقف أنقرة من مصر والإمارات حليفي المملكة ومشاركيها في الحصار.

 

لا تستغرب!

لكن الموقف السعودي من قمة إسطنبول، والذي يصل لحد التجاهل، ليس مستغربًا، ويتماشى مع مواقف المملكة السابقة فيما يخص قضية القدس، حتى قبل أن يعلن “ترامب” قراره.

تقارير إعلامية نقلت عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، قوله: إن “ترامب” أجرى سلسلة اتصالات مع الزعماء العرب، قبل إعلان قراره.

وأشار إلى استبعاده ردود فعل جدية من قبل هؤلاء الزعماء تتجاوز التقديرات السائدة في واشنطن وتل أبيب، بقوله: “هناك فرق بين الإعراب عن موقف معارض، وبين توجيه رسالة كسر أوانٍ”.

Image result for ‫قادة عرب في القمة العربية‬‎

قادة عرب في القمة العربية

 

وتابع “كاتس”: “وبما أن الرئيس “ترامب” أعلن قراره بعد هذه الاتصالات، فهو يعكس أنه لم يتلق مثل هذه الرسائل (كسر الأواني) من الزعماء العرب الذين يعتمدون كثيرًا في هذه الأيام على السياسة الأمريكية ويحتاجون إلى الأمريكيين، وأيضًا إلى إسرائيل، في مواجهة إيران”.

وأضاف أنه “لا يوجد في العالم العربي في الدول الرائدة نفس الحماسة التي نسمعها في الجانب الفلسطيني، ولا لدى (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، أو لدى كل محور الإخوان المسلمين، وهذا ليس عن طريق الصدفة”.

واستبعد الوزير بحكومة الاحتلال أن يكون للسعودية ردود فعل سلبية تجاه قرار “ترامب” تؤثر على تحالفها مع إسرائيل.

 

أكثر من مجرد تجاهل

الموقف السعودي لم يكن متهيئا لقضية القدس فحسب، بل كان متواطئًا فيها مع أمريكا والاحتلال الإسرائيلي، ولعل هذا ما كشفته القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي، التي قالت إن قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، “لا يمكن أن يتم دون التنسيق عربيًّا”.

وكشف مراسل القناة العبرية أن كلاً من السعودية ومصر “أعطتا “ترامب” الضوء الأخضر لتنفيذ قراره ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، تمهيدًا للقرار الكبير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، وفق تقارير إعلامية.

Image result for ‫السيسي ومحمد بن سلمان‬‎

السيسي ومحمد بن سلمان

 

وتابع المراسل: “ومن المؤكد أن إعلان “ترامب”، وبداية إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي يعتقد البعض أنها قد تشعل المنطقة، لم يكن ممكنًا أن يتم دون التنسيق مع السعودية ومصر، فالفلسطينيون يدفعون ثمن التغييرات الكبرى في المنطقة”.

هذه الخطوات التصعيدية سبقتها خطوات أخرى تمهيدية على مدار الأشهر الماضية، وبدا من خلال العديد من الشواهد والوقائع التي رصدها وحللها (العدسة)، أن السعودية تهرول حثيثة وبخطوات متسارعة نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، بخطوات سرية وأخرى علنية تتبرأ منها دائمًا.

وبعيدًا عن الشواهد غير الرسمية وتلك التي يكون أبطالها أشخاصًا ليسوا في منظومة الحكم أو يتمتعون بحيثية كبيرة، أكد مسؤول إسرائيلي (رفض الكشف عن اسمه) لوكالة الصحافة الفرنسية أن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرًّا في شهر سبتمبر الماضي، هو ولي العهد محمد بن سلمان.

Related image

كما أكد الصحفي الإسرائيلي “أرييل كهانا” الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” اليمينية القومية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في سبتمبر، أن “بن سلمان” زار إسرائيل مع وفد رسمي، والتقى مسؤولين.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قالت في السابع من سبتمبر: “إن أميرًا من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل سرًّا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.

ولعل عمليات جس النبض اشتدت للغاية خلال الفترة القصيرة الماضية، على نحو تتحين معه السعودية الجديدة، عندما يصل ولي العهد “محمد بن سلمان” إلى العرش رسميًّا، الفرصة لإعلان جريء بتطبيع يساير خطوات أخرى صدمت المجتمع السعودي المحافظ، مثل السماح بالاختلاط، وقيادة المرأة، وغيرهما.

 

تصفية القضية الفلسطينية

الكاتب البريطاني الشهير “ديفيد هيرست” رأى في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” أن ثمة أجواء هيأها داعمون إقليميون لـ”ترامب” قبل أن يعلن قراره التاريخي.

وأشار الكاتب إلى ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن مصادر رسمية فلسطينية وعربية وأوروبية، أن ولي العهد السعودي اقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائهما بالرياض نوفمبر الماضي، خطة ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وصفتها بأنها منحازة لإسرائيل أكثر من خطة “ترامب” نفسه.

Image result for ‫(استقبال ابن سلمان لمحمود عباس‬‎

الصحيفة قالت إن “بن سلمان” اقترح خطة تكون فيها الدولة الفلسطينية مقسمة إلى عدد من المناطق ذات حكم ذاتي، وتبقى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة “ملكًا” لإسرائيل، وتكون “أبو ديس” عاصمة فلسطينية، وليس القدس الشرقية المحتلة، وكذلك لن يمنح حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

ورأى “هيرست” أنه جرى الترويج لرؤية ولي العهد، عبر جوقةٍ من الكتاب والصحفيين السعوديين المثيرين للجدل والقريبين من دوائر الحكم بالمملكة، تصب جميعها في المطالبة بالتطبيع مع الاحتلال، والنأي بالنفس عن القضية الفلسطينية، واللعب على وتر “ماذا استفاد السعوديون من فلسطين”؟.

بواسطة |2017-12-13T22:14:54+02:00الأربعاء - 13 ديسمبر 2017 - 6:26 م|الوسوم: , , , , , |

بعد تحركات السعودية.. هل تدخل المملكة في تحالف إقليمي ضد حزب الله ؟

العدسة – بشير أبو معلا

في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، وبضغط من المملكة العربية السعودية، اتهمت جامعة الدول العربية جماعة حزب الله اللبناني بـ”الإرهاب”، في خطوة اعتبرها “يارون فريدمان”، المحلل الإسرائيلي المختص في شأن العالم العربي، والمحاضر بشأن جماعات الإسلام السياسي في مركز حيفا للدراسات، خطوة أولية تهدف إلى إنشاء تحالف إقليمي في مواجهة الحزب.

وفي مقال بموقع “jforum” الناطقة بالفرنسية، فند المحلل الإسرائيلي تحركات السعودية ضد الحزب اللبناني، وتساءل هل ستنجح المملكة التي تعتبر أقوى دولة عربية اليوم، في المعركة السنية التي تقودها ضد النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط، والتي تخدم في المقام الأول إسرائيل؟.

ورأى أنه بمجرد الانتهاء من القضاء على “الوحش الأسود” في إشارة إلى “تنظيم الدولة”، سيصبح “الوحش الأصفر” الذي يتلقى أوامر مباشرة من طهران، أكبر وأخطر منظمة إسلامية في العالم، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة للسعوديين.

إعلان السعودية الحرب على “حزب الله”، ليس حبا في إسرائيل، ولكن كراهية لإيران، فلم يمر يوم خلال الشهور الأخيرة دون أن تضغط الصحافة السعودية على المنظمة اللبنانية وزعيمها حسن نصر الله، يضيف “فريدمان”، الذي أشار إلى أنه ليس لدى لبنان والسعودية حدود مشتركة، والتنظيم الشيعي يهدد إسرائيل وليس المملكة، فلماذا تصمم الرياض على تدمير هذه المنظمة اللبنانية؟.

ورأى الكاتب أن السعوديين لا علاقة لهم بالتهديد الذي يشكله حزب الله على إسرائيل، بل إن عداء السعوديين تجاه التنظيم الشيعي مرتبط بالخوف من توسعه في سوريا ولبنان.

وتابع: في عام 2015، كان النظام السوري على وشك الانهيار بفضل الدعم الخليجي لمنظمات المعارضة السنية، ولكن التدخل الروسي عكس الاتجاه، وبعد القضاء على المتمردين المعتدلين و”جبهة النصرة” في غرب سوريا، والتضييق الكبير على “داعش” شرق البلاد، ملأت الميليشيات الشيعية الإيرانية التي تساعد نظام الأسد بقيادة حزب الله، الفراغ الذي تركه جيش بشار الأسد، ما أثار قلق إسرائيل والسعوديين بالأخص، حول سيطرة الحزب على المنطقة بأسرها.

وحول استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قال “فريدمان”: إن إعلان استقالة الحريري من السعودية فاجأ الشعب اللبناني، وما فاجأهم أكثر هو تصريحه الذي قال فيه: “جميع اللبنانيين يشعرون بالخطر، لكنهم يخشون التعبير عنه بصوت عال، حزب الله يسيطر على لبنان، ودور رئيس الوزراء والبرلمان لا شيء، وبعبارة أخرى، لبنان بلد تحت الاحتلال الإيراني”.

وبين أن محللين عربًا أشاروا إلى أن إعلان الحريري استقالته جاء بعد معلومات قدمتها السعودية لرئيس الوزراء اللبناني حول التدابير المضادة لحزب الله، والتي تعتزم المملكة اتخاذها في المستقبل القريب.

 

طبول الحرب تقرع بالفعل

ويؤكد “فريدمان” أن “الوحش الأسود” على وشك أن يختفي من الخريطة، والمملكة العربية السعودية وحلفاؤها يستعدون الآن للحرب ضد “الوحش الأصفر”.

وبالنسبة لموقف واشنطن، قال: أصبح من السهل احتشاد السعودية إلى دونالد ترامب، حيث إن الرئيس الأمريكي مصمم على محاربة إيران، كما أن الولايات المتحدة لديها حساب تسوية مع المنظمة الشيعية؛ فلم تنس أمريكا وكذلك فرنسا هجوم حزب الله عام 1983 على مشاة البحرية الأمريكية في بيروت الذي أسفر عن مقتل 241 جنديا أمريكيا و 58 جنديا فرنسيا.

 

هل إقامة ائتلاف مناهض لحزب الله أمر ممكن؟

ثامر آل السبهان، وزير الشؤون الخليجية، شدد مؤخرا على أهمية إقامة تحالف ضد حزب الله، مثل التحالف ضد الحوثيين، يشير “فريدمان”، الذي رأى أن التوقيت يبدو مناسبا لذلك، لأن حزب الله لا يزال متزامنا في الحرب في سوريا، وينبغي أن يقاتل على جبهات عدة، وربما تكون الفكرة على جدول أعمال المحادثات بين السعودية والولايات المتحدة والدول السنية.

وأكد أنه جغرافيا، لبنان لديه حدود مع سوريا في كل مكان باستثناء الجنوب، حيث يوجد في دولة الأرز حدود مع إسرائيل، وبما أن بعض الدول التي ينبغي أن تكون جزءا من الائتلاف ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فإنها ربما تفضل الهجوم عن طريق البحر، لكن هذه ليست عملية معقدة وصعبة فحسب، بل يمكن أن تلقى معارضة روسية.

وتابع “بالإضافة إلى ذلك، ستدفع إسرائيل الثمن الأكبر لهذه الحرب، لأن حزب الله ربما يرد بضربة قوية ضد إسرائيل، فزعيم الحزب حسن نصر الله، صرح في وسائل الإعلام أن اللبنانيين ليس لديهم ما يخشونه، وأن السلام سيبقى في لبنان.

كما أنه في ضوء تعليق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي، بالقول إنه ضد أي حرب في لبنان، يجعل إنشاء هذا الائتلاف موضع شك؛ فمصر شريك رئيسي للسعودية، لذلك على السعوديين حتى تجاوز ذلك وتشكيل هذا التحالف، الرضا بالحرب التقليدية التي تفوقوا فيها حتى الآن “الحرب الاقتصادية”.

بواسطة |2017-12-13T15:39:33+02:00الأربعاء - 13 ديسمبر 2017 - 11:55 ص|الوسوم: , , , , |

لماذا سحب “بوتين” قواته من سوريا؟

العدسة – منصور عطية

لم يكن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البدء في سحب قوات بلاده من سوريا مفاجئًا، بقدر ما حمله من دلالات قوية جديرة بالتوقف أمامها.

القرار المتوقع، سبقته خطوات أخرى في إطار جهود التسوية السياسية للأزمة السورية، بقيادة الثلاثي “روسيا وتركيا وإيران”، والتي تكللت بسبع جلسات لمؤتمر “أستانا”.

الغرض الرئيسي المعلن وراء سحب القوات الروسية هو انتهاء مهمتها بالقضاء على التنظيمات المسلحة التي كانت تقاتل نظام بشار الأسد، وهو ما عبر عنه “الكرملين” في بيان له بالقول: إن “عملية إنقاذ سوريا انتهت، ولا داعي للإبقاء على قوة عسكرية كبيرة هناك”.

 

رسالة ودلالة للانسحاب

“بوتين”، الذي وصل صباح الاثنين إلى قاعدة “حميميم” الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية، أمر علانية وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة ببدء “سحب مجموعة القوات الروسية إلى نقاط تمركزها الدائم”.

وعلى الرغم من هذا الانسحاب، إلا أن “بوتين” أشار إلى أن مركزين روسيين في طرطوس البحرية و”حميميم” سيواصلان العمل في سوريا بشكل دائم.

وكان الرئيس الروسي قد قرر سحب الجزء الأكبر من مجموعة القوات الروسية في مارس 2016، لكن لم تتخل عن التزاماتها بتزويد الحكومة السورية بالأسلحة والمعدات العسكرية وتدريب الاختصاصيين العسكريين.

ولعل الدلالة الأبرز من إعلان “بوتين” رسالة مفادها أن روسيا لا تزال متواجدة في سوريا عسكريًّا تحسبًا لأي تطورات غير متوقعة، فيما يخص تنظيم “داعش” والمجموعات المسلحة التي كانت تقاتل نظام الأسد.

تلك الرسالة ربما تكون موجهة في المقام الأول للغريم التاريخي والتقليدي للروس، الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسيطر عمليًّا على مساحات واسعة من سوريا، من خلال دعمها للحزب الديمقراطي الكردستاني.

إذن، فإن الرغبة في استمرار النفوذ الروسي الواسع لمواجهة النفوذ الأمريكي قد تفسر سر الإبقاء الدائم على قوتين روسيتين؛ بحرية في طرطوس وجوية في “حميميم”، فضلًا عن الرغبة في إعلام الجميع باستمرار الدعم لنظام الأسد، وعدم التخلي عنه حتى بعد زوال أو خفوت التهديدات التي تواجهه.

 

دور تركي متعاظم

ولعل ما سبق ولحق قرار” بوتين” يشير إلى دور تركي متعاظم في التسوية السورية، وليس أدل على ذلك من الزيارة غير المعلنة التي قام بها “بوتين” إلى العاصمة لتركية أنقرة بعد إعلان سحب قواته، تخللهما زيارة قصيرة لمصر.

هذا الدور شهد به “بوتين” شخصيًّا، عندما أشاد على هامش قمة الـ”20″ يوليو الماضي، بالتقدم الذي أحرزته التسوية السورية ودور أنقرة الملموس في ذلك.

وقال “بوتين” مخاطبًا “أردوغان”: “الفضل الملموس في ذلك، يعود لموقفكم يا سيادة الرئيس، حيث تبدّل الوضع نحو الأفضل في سوريا، والضربة القاصمة التي تلقتها العصابات الإرهابية هناك تمت في هذه الأثناء بما خلص إلى قطع التسوية شوطًا كبيرًا”.

وفي منتجع “سوتشي” الروسي الشهير، التقى “بوتين” نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، نوفمبر الماضي، في مباحثات تناولت الشأن السوري.

وأعلن “بوتين”، أنه أطلع الرئيسين التركي والإيراني على مباحثاته مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، و”استعداده لإصلاحات دستورية وإجراء انتخابات”، وقال إن الجهود الروسية الإيرانية التركية “سمحت بمنع تفكك سوريا، وأتاحت فرصة حقيقية لوضع حد للحرب الأهلية المستمرة لسنوات”.

وشدد على الدور البارز الذي يلعبه نظيراه في مفاوضات “أستانا” بشأن الأزمة السورية، وهي المفاوضات التي أتاحت مع انطلاقها، قبل نحو عام لأول مرة، جمع ممثلي الحكومات والمعارضة السورية حول طاولة واحدة.

وأوضح “بوتين” أن 7 جولات من مفاوضات “أستانا” توجت بسلسلة قرارات مصيرية، بما في ذلك تنسيق نظام وقف إطلاق النار، وإنشاء 4 مناطق لتخفيف التوتر في سوريا.

 

للتسوية مآرب أخرى

التسوية السياسية المرتقبة تحفظ ما تبقى من دماء السوريين، وتنهي الأزمة، كما تحقق مصالح أطراف التحالف الثلاثي.

فروسيا وإيران حققتا هدفهما من دعم الأسد، وضمان وجوده في أية معادلة مستقبلية، وإبعاده عن الملاحقات القضائية الدولية، وضمنت طهران تأمين امتداد عمقها الإستراتيجي في الداخل السوري وراتباطه بالاتصال بحزب الله اللبناني، كما أمّنت أنقرة حدودها الجنوبية، ووجهت ضربات قوية لأحزاب ومجموعات كردية مسلحة تصنفها تنظيماتٍ إرهابية.

وعلى الرغم من النجاح الذي أحرزه هذا التحالف الثلاثي، وحصره لحل الأزمة في سياقه فقط بعيدًا عن الغرب، وهو ما تجلى في سحب القوات الروسية، ودلالة ذلك في اتساع النفوذ الروسي مقابل نظيره الأمريكي في المنطقة، إلا أن ثمة أغراضا أخرى ربما تقف وراء قرار “بوتين”.

“أشرف الصباغ” الكاتب المتخصص في الشأن الروسي، رأى أن قرار “بوتين” سحب القوات الروسية من سوريا له علاقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي يرغب في تحقيق أعلى مستويات الرضا في الشارع الروسي قبل الانتخابات.

وكان الرئيس الروسي أعلن الأسبوع الماضي، أنه سيترشح لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مارس 2018، والتي ستبقيه في الحكم حتى عام 2024 في حال فوزه فيها.

مركز “ستراتفور” الإستراتيجي الأمريكي، قال في تقرير تزامن مع الانسحاب الروسي الأول من سوريا، إن روسيا وجهت بتدخلها في سوريا عددا من الرسائل التي استهدفت بشكل خاص الولايات المتحدة، فحواها قدرة “موسكو” على فرض توجهاتها خارج حدودها، واستعراض قدرات الجيش الروسي القتالية.

بواسطة |2017-12-13T12:33:19+02:00الأربعاء - 13 ديسمبر 2017 - 10:00 ص|الوسوم: , , , |

في ظل الخلافات العربية.. من ينصر القدس ؟

العدسة –كنان الشامي

 

نشر موقع “جلوبال أند ميل” الكندي، تقريرا مطولا تناول فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا إلى أن الفلسطينين أصبحوا في حاجة ماسة إلى حلفاء جدد بعد اهتمام أشقائهم العرب بأزماتهم الداخلية.

وإلى نص التقرير

عند زيارة أي من المكاتب الحكومية أو التجارية في مدينة رام الله، التي تعد المركز التجاري والسياسي لفلسطينيي الضفة الغربية، سترى صورة “بانورامية” ضخمة للقدس، يظهر فيها المسجد الأقصى، أحد أقدس المواقع الإسلامية، حيث يعتبر الفلسطينيون القدس عاصمة دولتهم المستقبلية .
ولا تبعد رام الله سوي 20 كيلو مترا عن القدس التي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي، الاعتراف أنها عاصمة إسرائيل الرسمية، فيما يبدو أن هذا الإعلان جعل حلم الفلسطينيين يبتعد أكثر، وأصبح غير قابل للتحقيق.

ويرى معظم الفلسطينيين تحرك “ترامب” بمثابة تسليم لصالح إسرائيل، وغدر بالفلسطينيين الذين أصبحوا بلا أمل يذكر، في خطة السلام التي يرعاها مستشار “ترامب” وصهره جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص، جيسون جرينبلات، لوقف الاحتلال واستعادة سيادة الدولة.

وقال مصطفي البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: “لقد انتهينا”، ويعتقد “البرغوثي” أن “كوشنر” و”جرينبلات” يتعاطفان مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين.
وبينما يتم تشجيع الفلسطينيين من قبل المعادين لأمريكا والمناهضين لإسرائيل، والذين شاركوا في احتجاجات اندلعت في أنحاء العالم، منذ أن أعلن “ترامب” الانقلاب الدبلوماسي، إلا أن الفلسطينيين أصبحوا يشكون من افتقادهم حلفاء أقوياء بما فيه الكفاية، لإقناع “ترامب” ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالالتزام بحل الدولتين ، الذي يسمح بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.فمعظم الدول العربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بينما تدين تحركات “ترامب” واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلا أنها تبدو أكثر اهتماما بأزماتها الخاصة، التي تتراوح بين الحرب الأهلية في سوريا، والحرب في اليمن، حيث الحوثيون المدعومون من إيران في مواجهة تحالف سني يتضمن المملكة والإمارات.

وقال محمود العالول نائب رئيس حركة فتح: إن السعودية والدول العربية الأخرى لا تجعلنا أولوية بالنسبة لهم، وهذا الأمر يمثل بالنسبة لنا مشكلة كبيرة بلا شك “.وبينما القادة الفلسطينيون كانوا يحاولون تعزيز الدعم الدولي لإدانة قرار “ترامب” الاعتراف بالقدس، أشاروا إلى أن احتمالية اندلاع انتفاضة شعبية، أمر وارد، لكن كلا من الفلسطينيين والإسرائيليين يعتبرون هذا السيناريو غير مرجح.

وقد وصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الاحتجاجات حتى الآن بأنها انتفاضة خفيفة؛ بسبب قلة عدد الوفيات حتى الآن.
وفي يوم الأحد، وفي محطة للحافلات المركزية في القدس، استخدم رجل فلسطيني سكينا لطعن حارس أمن إسرائيلي في صدره.
وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، قتل أربعة فلسطينيين، في غزة، اثنان منهم في غارات إسرائيلية ردا على إطلاق صورايخ من غزة.
واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين خارج السفارة الأمريكية في بيروت، كما صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطابه المناهض ضد إسرائيلي وأطلق عليها ” دولة إرهابية”.

من جانبه رد رئيس الوزراء الإسرائيلي على “أردوغان” قائلا: ” لن يعطينا محاضرات في الأخلاق زعيم متهم بتفجير القرى الكردية في تركيا، وسجن الصحفيين، وساعد إيران على الالتفاف على العقوبات الدولية.
وعلى الرغم من الاحتجاجات واسعة النطاق لدعم الفلسطينيين، يبدو أن الفلسطينيين يدركون أن هناك فرصًا ضئيلة إن وجدت الآن أكثر من أي وقت مضى، لرجوع “ترامب” عن قراره، ودفعه لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، أو التخلي عن القدس الشرقية واعتبارها عاصمة لهم.
إن ما يبدو مؤكدا الآن للفلسطينيين أن أمريكا لم تعد مفيدة لهم كوسيط للسلام، وقد اتضح ذلك كثيرا عندما قرر “عباس” عدم لقاء نائب “ترامب” مايك بنس، الذي كان من المقرر أن يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وقال حسن يوسف المسؤول البارز في حركة حماس في الضفة الغربية، وواحد من قادة الانتفاضة الثانية التي استمرت من عام 2000 حتى 2005، وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا من الجانبين: لقد فشلت العمليات السياسية، لقد حذرنا منذ 25 عاما من فشل مفاوضات السلام في أوسلو بنسبة 100%، لكن إذا وقع “ترامب” مرسوما، فهذا لا يعني أن الشعب الفلسطيني سينسي القدس، لكن “ترامب” أصبح عدونا جنبا لجنب مع إسرائيل.
معظم الفلسطينيين تخلو عن “ترامب” حتى قبل إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث كشف استطلاع رأي نشره مركز القدس للإعلام والاتصال عن تشاؤم الفلسطينيين من الدور الأمريكي في عملية السلام، بعد مرور ستة أشهر على تسلم إدارة الرئيس “ترامب” لرئاسة الولايات المتحدة.
وأفاد الاستطلاع أن أكثر من 79.3% من المستطلعين رأوا أن “ترامب” غير جاد في الدعوة لاستئناف عملية السلام، واعتبر أكثر من 75 % منهم أن عملية السلام ميتة، وتواجه ظروفا صعبة.

قال غسان الخطيب، وهو أكاديمي بجامعة بيرزيت، ووزير تخطيط سابق، ومدير مركز القدس للإعلام: إن الفلسطينيين يواجهون خيارات متناقضة، ويلاحظ أن نافذة السلام مغلقة منذ سنوات.
ومن وجهة نظره، فإن نقطة الانطلاق جاءت في 1992 مع اغتيال رابي رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، عندما تم توقيع معاهدة أوسلو للسلام عام 1993.
وقال إنه بعد ذلك أصبحت إسرائيل أكثر أصولية، وابتعدت عن فكرة حل الدولتين، وأضاف: لا يوجد في إسرائيل أغلبية داعمة للتوصل إلى تسوية إقليمية، فنصف الحكومة تعيش في المستوطنات.

ووفقا لتقارير منشورة على نطاق واسع، يعيش حوالي 400 ألف إسرائيلي يهودي في مستوطنات الضفة الغربية، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، بالإضافة إلى 200 ألف آخرين يعيشون في مستوطنات القدس الشرقية.
وقال السيد خطيب وغيره من الأكاديميين والسياسيين الفلسطينيين، إنهم ليس لديهم سوي القليل من الخيارات، لكنهم يأملون أن يضغط انتشار الاحتجاجات بشكل موسع على الأمريكيين والإسرائيليين لأخذ سيناريو حل الدولتين على محمل الجد، فالحركة لديها الاحتكاك بأوروبا، ولكن يبدو أن الأمر أصبح متوقفا على أمريكيا.

وأضاف: “ونحن نعرف أنه لن يكون هناك حل على المدى القصير، وأن الأمر سوف يستغرق المزيد من الوقت “.
وفى حين أن العديد من الفلسطينيين لن يقولوا ذلك، فهم يعتقدون أن الأراضي الفلسطينية تحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى بداية سياسية جديدة في ظل توحد الضفة وغزة، وهذا لن يحدث في ظل وجود “عباس” في السلطة.
ويعتقد سام بحور، وهو فلسطيني من مواليد أوهايو، وأحد أشهر رجال الأعمال في رام الله، أن “عباس” أصيب بشلل جراء قرار “ترامب”، وينبغي أن يتنحى لكي يسمح بإجراء انتخابات ديمقراطية.
ماذا يمكن أن يقدمه أو يبيعه “عباس” اليوم، لقد كان يتاجر بعملية السلام في أوسلو، وحل الدولتين، ويأمل أن يبقيه “ترامب” على قيد الحياة، لكن “ترامب” يقوضه، فـ”ترامب” اعترف بوجود جانب واحد فقط، وهو الجانب الإسرائيلي.

وكان رد “عباس” على إعلان “ترامب” في القدس يعتبره فلسطينيون على نطاق واسع ضعيفا، فبعد وقت قصير من تحرك الفلسطينيين، سافر إلى الأردن للاجتماع بالملك عبد الله ملك الأردن لتنسيق الرد، في حين دعا إلى اجتماع اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية لصياغة موقف وطن موحد.
ووصف “بحور” رد “عباس” على خطوة “ترامب” بأنه مثير للشفقة، قائلا: “كنت أود أن أسمع منه اعترافا بأنه تم إطلاق رصاصة الرحمة على عملية أوسلو، وبدلا عن ذلك دعا إلى عقد اجتماع”.

بواسطة |2017-12-12T23:02:08+02:00الثلاثاء - 12 ديسمبر 2017 - 7:16 م|الوسوم: , , , , , , , , , , , |

خلال 2017 .. “بن سلمان” يعدم الشباب ويلبس ثوب الإصلاح!

العدسة – بشير أبو معلا

على الرغم  من محاولة ولي العهد السعودي تقديم نفسه للغرب فى ثوب الإصلاحي مكافح الفساد، الذي يسعي إلى عمل نهضة شاملة في المملكة، اجتماعية واقتصادية، لكن بتسليط الضوء على الجانب الحقوقي في المملكة يتكشف زيف هذه الإصلاحات، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالإعدامات التي زادت وتيرتها منذ جلوس الأمير الشاب على مقعد ولاية العهد.

فقد كشفت أرقام وإحصائيات- قال موقع “بازفيد” الأمريكي إنه حصل عليها بشكل حصري من مجموعات حقوقية عالمية- عن أن نهج المملكة تجاه عقوبة الإعدام لم يتغير، حيث يسير عدد عمليات الإعدام التي نفذت حتى الآن في هذا العام في الطريق لكي يضاهي، أو ربما يتجاوز عدد عقوبات الإعدام في كل من العامين الماضيين.

ووفقا للأرقام التي حصل عليها موقع “بازفيد نيوز”، من منظمة (ريبريف) الحقوقية البريطانية، فقد تم إعدام 137 شخصا هذا العام في المملكة، 11 منهم خلال التسعة أيام الماضية، فيما أعدمت المملكة 158 شخصا في عام 2015، و154 شخصا خلال عام 2016، وكان أعلى رقم منذ عقدين هو 192 شخصا في عام 1995 .

وقالت “مايا فوا” مديرة منظمة ريبريف،عبر البريد الالكتروني للموقع الأمريكي: إن هذه الأرقام تظهر في ظل قيادة محمد بن سلمان للمملكة، حيث لا يبدو أن الحكومة السعودية تعتزم إنهاء توظيف عمليات الإعدام كأداة لسحق المعارضين.

وإلى جانب الصين وإيران وباكستان، يقول الموقع الأمريكي، تعتبر السعودية من بين أبرز الدول الأكثر تنفيذا لعقوبة الإعدام في العالم، وكثيرا ما يستخدمونها كأداة للقمع السياسي، بل وحتى ضد المتهمين في جرائم لا تتعلق بالعنف.

“مجتبى السويكت” كان يبلغ من العمر 17 عاما، عندما شارك في احتجاج ضد حكومة المملكة في صيف 2012، وفى ديسمبر وبينما كان في طريقة لزيارة جامعة “ويسترن ميشجان”، حيث كان يدرس الإنجليزية والتمويل.

ألقت السلطات السعودية القبض على “السويكت” في مطار مدينة الدَّمام بالمنطقة الشرقية، وتم اقتياده وإدانته في محاكمة سرية بتهم تضمنت الإشراف على صفحة فيسبوك متمردة، وتصوير مظاهرات مناهضة للحكومة، وتم الحكم عليه بالإعدام، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم خلال الصيف.

 

ولي العهد و”ترامب”

أثار صعود ولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن سلمان الآمال في التغيير داخل وخارج المملكة ذات المنهج المحافظ والغنية بالنفط، وقد أعلن الأمير الشاب عن إصلاحات اجتماعية جذرية، شملت منح المرأة مزيدًا من الحقوق، ولكن عندما يتعلق الأمر بعقوبة الإعدام، فلا تزال المملكة العربية السعودية متمسكة بنهجها القديم.

وهذا العام، صعد محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد، ووعد “إم بي إس”- كما يلقب هو في أوساط الدبلوماسيين والمستثمرين والصحفيين- بوعود بإصلاح القواعد الدينية المتحفظة في البلاد، وتخليص البلاد من الفساد، وإنهاء الاعتماد على النفط في الاقتصاد.

لكن أكثر من ثلثي عمليات الإعدام التي نفذت في المملكة في عام 2017 ، وقعت في الأشهر الخمسة الأول، منذ تعيين محمد بن سلمان، الذي درس القانون في المملكة، وليا للعهد.

وبموجب التفسير الصارم للشريعة الإسلامية فإنه تطبق عقوبة الإعدام كعقوبة على جرائم تتراوح من القتل إلى ترك الدين، وفقا للموقع.

وقال علي الشهابي، المدير التنفيذي لمؤسسة العربية، وهي منظمة بحثية في واشنطن، قريبة من الحكومة السعودية، عبر البريد الإلكتروني: عقوبة الإعدام منصوص عليها في الشريعة الإسلامية، ومن الصعب جدا تغييرها، ولم أسمع أن قال محمد بن سلمان شيئا ضدها.

وقد تم تنفيذ ما يقرب من ثلاثة أرباع عمليات الإعدام لـ2017 بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض في مايو الماضي، وفقا لمنظمة “ريبريف”، ويبدو أنه تم تسريع عملية الإعدام بعد الزيارة، وفقا للموقع.

فبعد وقت قصير من زيارة “ترامب”، أعدم أربعة أشخاص، لمشاركتهم في احتجاجات سياسية، بينما تم تأييد عقوبة الإعدام بحق 14 صدرت ضدهم أحكام مماثلة.

وبعد الزيارة أشار وزير خزانة “ترامب” “ويلبر روس” إلى أن عدم وجود احتجاجات في السعودية خلال  زيارة “ترامب” تعد دليلا على الرضا على نطاق واسع من الشعب السعودي.

وقالت “فو”: يبدو أن السلطات السعودية أصبحت أكثر جرأة بعد زيارة “ترامب”، حيث فشلت بشكل ملحوظ في رفع مستوى حقوق الإنسان.

وكان ما لا يقل عن 54 من الأجانب أعدموا لاتهامهم في قضايا مخدرات، بينهم 10 أشخاص اتهموا بتهريب المخدرات في بطونهم.

وعلى نحو متزايد تم إعدام العديد من المدانين في نفس اليوم، وهو اتجاه جديد في المملكة أزعج مراقبي حقوق الإنسان، وفي 28 نوفمبر أعدم سبعة أشخاص.

وقالت “فو”: إن هذا أمر غير اعتيادي، ففي الماضي كانت عمليات الإعدام تميل إلى أن تكون بشكل فردي، وبواسطة مختلف المحافظات وتحت إشرافها.

ومن بين الذين يُنتظَر تنفيذ حكم الإعدام فيهم شباب مثل ” السويكت”، متهمون بمحاولة تنظيم أحداث سياسية عبر فيسبوك، واتهمت منظمات حقوقية، مثل منظمة العفو، المملكة باستخدام عقوبة الإعدام كسلاح سياسي ضد الأقلية الشيعية المضطربة في البلاد.

وأشارت “فو” إلى أنه في الوقت الذي يتحدث فيه “بن سلمان” عن جلب إصلاحات في المملكة ودعم الشباب، فإنه في الواقع وتحت قيادته، حكم على عشرات الشباب بالإعدام لممارستهم حقوقهم الديمقراطية، ولهذا من الصعب وصف ولي العهد بالمصلح، عندما يهدد بإعدام عشرات الشباب الذين كانت جرائمهم الوحيدة المشاركة في احتجاجات تطالب بالإصلاح.

بواسطة |2017-12-11T15:22:30+02:00الإثنين - 11 ديسمبر 2017 - 7:45 م|الوسوم: , , , , , , , , , |
اذهب إلى الأعلى