نحو تركيا وقطر .. الأردن يعيد رسم تحالفاته في المنطقة

العدسة – منصور عطية

يبدو أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يتجه نحو تغيير خارطة تحالفات بلاده الإقليمية، على وقع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي.

مع من يفترض أنهما غريمان، قطر وتركيا، يرسم الأردن تحالفات جديدة بعيدًا عن حلفائه التقليديين، مصر والسعودية والإمارات، على خلفية مواقف الثلاثي “الباهتة” و”المتآمرة” أحيانًا فيما يخص القدس.

من قاعدة الولاية التاريخية للأردن على المقدسات الإسلامية في القدس، وفي مقدمتها المسجد الأقصى تنطلق عمّان نحو هذا التوجه الجديد.

 

قضية الأردن الأولى

حتى قبل قرار “ترامب” كان الأردن صاحب الموقف الأقوى عربيًّا، وقاد اتصالات دبلوماسية نجحت بداية في تأجيل إعلان القرار، رغم أن السعودية قفزت على هذا الدور وأعلنت أنها صاحبة الفضل في التأجيل.

وبدلًا من أن ينسق الأردن في قضية القدس مع حلفائه التقليديين توجه إلى غريمين لهؤلاء الحلفاء، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة الجمعة الماضية، وشددا على تمسكهما بضرورة الحفاظ على الوضع القائم بمدينة القدس.

الملك “عبد الله الثاني” بصحبة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”

 

وقبلها بيوم أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اتصالًا هاتفيًّا بملك الأردن بشأن القرار الأمريكي، على الرغم من موقف عمّان الموالي لدول الحصار ضد الدوحة في الأزمة الخليجية الأخيرة.

وكان لافتًا أن التحالف الثلاثي (مصر، السعودية، والإمارات) لم يكن ضمن محطات الأردن في الاتصالات المكثفة بشأن القدس.

وفي يوم الجمعة أيضًا، احتشدت شوارع الأردن في جميع المدن والمحافظات بمسيرات جماهيرية، مدعومة رسميًّا، وجيَّشت فيها عمان كافة مفاصلها وأجهزتها، للتعبير عن غضبهم إزاء ما يخطط للمدينة المقدسة.

المسيرات الحاشدة نددت بالتواطؤ العربي تجاه المدينة المقدسة، ونادوا جميعاً بقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاقية وادي عربة وطرد السفير الإسرائيلي من البلاد.

الدعم الرسمي لهذه التحركات عبر عنه الملك عبد الله الثاني بتغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر بقوله: “الأردنيون هم على الدوام نبض هذه الأمة، وما أظهروه اليوم من مشاعر جياشة تجاه القدس، قضيتنا الأولى، بتلاحم وتآخ لا مثيل لهما، يعكس مقدار شموخ شعبنا ورقيه، وهو مصدر فخر لي ولكل عربي، حفظ الله الأردن وشعبه درعا وسندا لأمتنا وأبنائها”.

 

تواطؤ عربي

الواقع الحالي يُظهر الأردن وحيدًا، في موقف عصيب يدافع فيه عن شرعيته القانونية والتاريخية والدستورية، عن المدينة التي طالما كانت وازدهرت تحت الحكم الأردني منذ عشرينيات القرن الماضي، وسط غياب دول عربية حليفة عن اتخاذ موقف قوي وواضح تجاه القرار الأمريكي.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن الأردن بات يخشى الآن دخول عواصم عربية وإسرائيل والإدارة الأمريكية في مفاوضات على المدينة المقدسة تحت مسمى “مفاوضات السلام” تكون بمجملها على حساب الأردن وهويته في المدينة المقدسية.

“ترامب” و “الملك سلمان” و “السيسي” في افتتاح مركز اعتدال

 

وكردة فعل طبيعية، يعمل ملك الأردن على كسب أصدقاء وتحالفات جديدة، بعدما شعر بأنه يقف وحيداً في معركة الدفاع عن القدس أمام الإدارة الأمريكية الحالية.

المفارقة أن دولة حليفة للأردن مثل السعودية طلبت من رعاياها المقيمين في الأردن عدم الاقتراب من المسيرات المناصرة للقدس المحتلة “حفاظًا على سلامتهم”!.

الكاتب في صحيفة “الرأي” الحكومية “مجيد عصفور” لم يستبعد في أحد مقالاته أن تكون دول عربية “باركت خطوة “ترامب” من وراء ستار”، ويقول: “ربما تكون دول عربية أعطت ضوءًا أخضر لـ”ترامب” في قراره، وهو ما جعله يشعر بالراحة”.

اللافت، أن قرار “ترامب” يأتي على وقع توتر حاد منذ أشهر بين الأردن وإسرائيل، بسبب مقتل أردنيين على يد حارس يعمل في السفارة الإسرائيلية بعمّان.

ولعل تواصل ملك الأردن مع تركيا وقطر خطوة أولى ربما تتبعها خطوات أخرى أكثر بُعدًا عن التحالف القديم بالتوجه نحو إيران، وحركة حماس.

 

الولاية الأردنية على القدس

تفيد المصادر الرسمية الأردنية إلى أن الهاشميين بدؤوا منذ عام 1923 بالمساهمة في ترميم الأماكن المقدسة بالقدس على يد الشريف حسين بن علي, بناء على ما يوصف بأنه “عقد شرعي وأخلاقي” مستمد من دور الهاشميين السابق في إدارة شؤون المقدسات بمكة المكرمة.

وخلال الحقبة الفاصلة بين بداية الانتداب البريطاني على فلسطين ونهايته عام 1948، لم تكن قضية الإشراف على الأوقاف والأماكن الإسلامية المقدسة بالقدس محل تنازع بين الأردن والفلسطينيين، إلا أن الوضع بدأ في التغير مع صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947، فقد منح القرار القدس وضعا خاصا يميزها عن المناطق التي خصصت للعرب وتلك التي خصصت لليهود.

ومع انتهاء الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، بتوقيع اتفاقات هدنة بين الأردن وإسرائيل في فبراير 1949، أصبحت المدينة ومقدساتها وأوقافها خاضعة لحكم أردني مباشر بحكم الأمر الواقع، ورفض الملك عبد الله الأول الاعتراف بحكومة عموم فلسطين.

الملك “عبد الله الأول بن الحسين”

 

واستمرت تبعية الضفة الغربية والقدس للأردن إداريًّا وقانونيًّا، رغم احتلالها من قبل إسرائيل بحرب 1967، ولم يؤد نشوء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، والإقرار بأحقيتها بتمثيل الشعب الفلسطيني بالقمة العربية عام 1974 إلى تغيير هذا الوضع، وظل كل الموظفين المدنيين العاملين بالأوقاف والتربية والصحة بالقدس والضفة الغربية تابعين للإدارة الأردنية، وينظر لهم كمواطنين أردنيين نظرا لحملهم جواز السفر الأردني.

لكن الأمر تغير بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، فقد أعلن ملك الأردن حسين بن طلال عام 1988 فك الارتباط مع الضفة الغربية، لكنه أبقاها على الأماكن المقدسة بالقدس.

الملك “حسين بن طلال”

 

وعند توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية بوادي عربة عام 1994، أصر الأردن على تضمينها فقرة تنص على توليه رعاية الأماكن المقدسة بالمدينة، مما أثار تحفظا فلسطينيا رد الأردن عليه باستعداده لنقل الوصاية الأردنية إلى السلطة الفلسطينية، عندما يتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق نهائي.

وفي فترة لاحقة، عين الأردن مفتيا للقدس، كما عينت السلطة الفلسطينية مفتيا آخر، ويواصل الأردن الاحتفاظ بما يسميه ولاية هاشمية على الأماكن الإسلامية المقدسة، وبـ640 موظفا بأوقاف القدس ما زالوا في عداد موظفي وزارة الأوقاف الأردنية.

بواسطة |2017-12-10T14:26:55+02:00الأحد - 10 ديسمبر 2017 - 2:23 م|الوسوم: , , , , |

من أجل القدس .. المظاهرات تجتاح عواصم العالم ضد قرار ترامب

العدسة – غراس غزوان

وحدت قرارات ترامب الخاصة بالقدس عواصم الدول العربية والإسلامية بعد أن وحدت القرار الفلسطيني وغيرت الانقسام الداخلي إلى وحدة في وجه الاحتلال والقرار الأمريكي

فمنذ ساعات الصباح الأولى شهدت أغلب عواصم العالم مظاهرات حاشدة رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل.

 

انتفاضة فلسطينية

شهدت جميع المدن الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس والأراضي المحتلة مظاهرات حاشدة رفضا لإعلان ترمب.

ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني فقد أصيب العشرات من الفلسطينيين خلال اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المظاهرات التي خرجت في أغلب المدن.

واعتدت قوات الاحتلال بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المظاهرات التي شهدت حرق العلم الأمريكي والإسرائيلي كما رفع خلالها الفلسطينيون علم بلادهم وسط هتافات تطالب بتصعيد المقاومة للاحتلال.

وبحسب وكالة الأناضول فقد وقعت اشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في 30 نقطة في الضفة الغربية المحتلة وأطراف قطاع غزة.

مواجهات بين “الشبان الفلسطينيين” و قوات الإحتلال

 

تظاهرات بالأزهر

وفي مصر خرجت العديد من التظاهرات بعدد من المحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية بالتظاهر من أجل القدس.

وخرج أكثر من ألفي مصلٍ من مسجد “الجامع الأزهر”، شرقي القاهرة، عقب صلاة الجمعة، في مسيرة احتجاجية على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن القدس، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها الأزهر مظاهرات ضخمة منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها “القدس عربية.. القدس فلسطينية”، “يسقط ترامب”، “أين الحكام العرب؟”، و”أمريكا الشيطان الأكبر”.

ورددوا هتافات من قبيل: “بالروح والدم نفديك يا أقصانا”، “تسقط تسقط إسرائيل”، “بالروح بالدم نفديكى يا فلسطين”، و”عيش حرية القدس عربية”.

مظاهرات من أمام “الأزهر”

 

الأردن

وفي الأردن خرجت مظاهرة حاشدة شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص استجابة لدعوة الحركة الإسلامية للاحتجاج على القرار الأمريكي ونصرة للقدس والأقصى.

وردد المشاركون هتافات منددة بالقرار الأمريكي ، منها : “عالمكشوف وعالمكشوف .. أمريكي ما بدنا نشوف” و “لا سفارة ولا سفير .. اطلع برة يا حقير” ، “اهتف سمع كل الناس .. احنا للأقصى حراس” وغيرها من الهتافات الأخرى.

كما رفع المشاركون لافتات كُتب عليها “القدس عنوان السلام والاستقرار في المنطقة” و “ترامب صنع الارهاب والتطرف في المنطقة”.

مظاهرات الأردن

 

المغرب

وفي المغرب شهدت العاصمة الرباط وعدد من المدن المغربية وقفات احتجاجية وتظاهرات جاء أبرزها في “الرباط وتطوان وطنجة وأغادير”؛ للتعبير عن رفضهم للقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وردد المشاركون أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، شعارات تطالب واشنطن بالتراجع عن هذا القرار مثل “الشعب يريد تحرير فلسطين”، و”القدس عاصمة فلسطين”.

ورفع المشاركون، خلال هذه الوقفة التي دعت إليها “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” و”الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني”، أعلام فلسطين وصور الأقصى للتعبير عن تضامتهم مع الشعب الفلسطيني.

مظاهرات “المغرب”

 

لبنان

كما جابت مسيرات احتجاجية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكان أبرزها في مخيم برج البراجنة ببيروت وعين الحلوة قرب مدينة صيدا ومخيم الرشيدية قرب مدينة صور وكذلك مخيمي نهر البارد والبداوي قرب مدينة طرابلس.

مظاهرات “لبنان”

 

تركيا

كما انتفض الأتراك من أجل القدس في تظاهرات حاشدة وشهدت 81 ولاية خروج مظاهرات ومسيرات رفضا لللقرارات الأمريكية تلبية لدعوة 16 منظمة تركية للتظاهر.

وشارك في المظاهرة شخصيات حقوقية تركية رفيعة المستوى، إضافة إلى الجاليات العربية المقيمة في تركيا.

ورفع المشاركون الأعلام التركية والفلسطينية ، كما رفعوا شعارات على غرار: “الموت لإسرائيل”، “القدس عربية إسلامية”، و”لا أحد له الحق في فرض سيطرته على القدس”، و”يا الله بسم الله الله أكبر”.

وردد المشاركون هتافات: “سلام إلى القدس”، “المقاومة مستمرة”، و”القدس لنا وستبقى لنا”.

مظاهرات “تركيا”

 

باكستان

وفي باكستان احتشد الآلاف من الأشخاص في عدة مدن بينها العاصمة “إسلام أباد” و”كراتشي” و”بيشاور” و”لاهور”، لمناصرة القضية الفلسطينية والتأكيد على عربية القدس.

وخرج أنصار الجماعة الإسلامية في مظاهرات كبيرة في كراتشي ولاهور رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على هوية القدس العربية والإسلامية.

كما أصدرت الجماعة بياناً هاجمت فيه القرار الذي وصفته بـ “المتهور” للرئيس الأمريكي ودعته للتراجع عنه.

وتظاهر أنصار مجلس دفاع باكستان “وهو مزيج من الأحزاب الدينية” في مدن مختلفة، وأحرقوا الأعلام الأمريكية وصور ترامب، وأعلنوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

مظاهرات “باكستان”

 

أفغانستان

شهدت مدينة مزار شريف الأفغانية تظاهر المئات من المواطنين بعد صلاة الجمعة، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وردّد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مسجد “الروضة الشريفة” هتافات ضد إسرائيل من بينها “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” “يحيا الإسلام” و”يحيا أردوغان”.

واعتبر رئيس شورى علماء السنة في أفغانستان، محمد شاه عادلي، خلال الكلمة التي ألقاها في المظاهرة، قرار ترامب بـ “غير المسؤول” وبـ “التلاعب بمشاعر المسلمين”.

وأكد عادلي دعمهم لمقاومة الشعب الفلسطيني، وضرورة الاستجابة لنداء الوحدة الذي أطلقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

مظاهرات “أفغانستان”

 

إندونيسيا

وفي وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا شارك الآلاف من المسلمين في تظاهرة حاشدة أمام السفارة الأمريكية ، استجابة للدعوات المطالبة بالتظاهر ضد قرار أمريكا نقل سفارتها إلى القدس.

وندد المشاركون بقرار ترامب، ورفعوا لافتات كتب عليها “القدس ليست عاصمة إسرائيل” و”نحن مع فلسطين”، مؤكدين على أن مدينة القدس ستظل عربية إسلامية وستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

مظاهرات “إندونيسيا”

 

بنجلاديش

وشارك قادة ومؤيدو المنظمات الإسلامية البنغالية في مظاهرة احتجاجية أمام المسجد الوطني في دكا ببنجلاديش؛ رفضا للقرار الأميركي.

مظاهرات “بنجلاديش”

 

تظاهرات إيران

وشهدت العاصمة الإيرانية طهران بالتزامن مع مدن إيرانية أخرى تظاهرات غاضبة بعد صلاة الجمعة تنديداً بقرار واشنطن.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “القدس ستتحرر” و”القدس لنا” و”الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، مطالبين بوقف هذه المؤامرة الجديدة على فلسطين.

مظاهرات “إيران”

كما خرجت مظاهرات أخرى في جميع المحافظات الإيرانية؛ في خراسان وسيستان وبلوشستان وقم أصفهان وشيراز وقزوين، مطالبين المجتمع الدولي والعالم الإسلامي باتخاذ مواقف حازمة ضد قرار ترامب.

بواسطة |2017-12-08T18:43:40+02:00الجمعة - 8 ديسمبر 2017 - 6:43 م|الوسوم: , , , , , , , , |

العرب رفضوا اعتراف ترامب بالقدس علنًا.. وباعوها في السر

العدسة – منصور عطية

لطالما يقول العرب إن القضية الفلسطينية هي قضيتهم المركزية والأولى، وتدندن أنظمتهم الحاكمة حول ما تمثل لهم القدس من مكانة تاريخية ودينية خاصة، توازي ما للحرمين الشريفين من تقديس في نفوس المسلمين.

لكن يبدو أن الواقع مختلف، وأن ما يُقال في العلن غير الذي يُحاك في الغرف المغلقة، ولعل هذا ما كشفه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي.

تقارير متعددة، تحدثت عن اتصالات أجراها ترامب بزعماء وقادة دول عربية قبل شروعه في اتخاذ قرار الاعتراف بالقدس، ونقل سفارة واشنطن إليها.

 

ردود أفعال “ميتة”

تقارير إعلامية نقلت عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، قوله إن ترامب أجرى سلسلة اتصالات مع الزعماء العرب، قبل إعلان قراره.

وأشار إلى استبعاده ردود فعل جدية من قبل هؤلاء الزعماء تتجاوز التقديرات السائدة في واشنطن وتل أبيب، بقوله “هناك فرق بين الإعراب عن موقف معارض، وبين توجيه رسالة كسر أوانٍ”.

وتابع “كاتس”: “وبما أن الرئيس ترامب أعلن قراره بعد هذه الاتصالات فهو يعكس أنه لم يتلق مثل هذه الرسائل “كسر الأواني” من الزعماء العرب الذين يعتمدون كثيرًا في هذه الأيام على السياسة الأمريكية ويحتاجون إلى الأمريكيين، وأيضًا إلى إسرائيل، في مواجهة إيران”.

وأضاف أنه “لا يوجد في العالم العربي في الدول الرائدة، نفس الحماسة التي نسمعها في الجانب الفلسطيني ولا لدى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أو لدى كل محور الإخوان المسلمين، وهذا ليس عن طريق الصدفة”.

واستبعد الوزير بحكومة الاحتلال أن يكون للسعودية ردود فعل سلبية تجاه قرار ترامب تؤثر على تحالفها مع إسرائيل.

“ترامب” في المملكة العربية السعودية

 

ضوء أخضر

القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي، قالت إن قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، “لا يمكن أن يتم دون التنسيق عربيًا”.

وكشف مراسل القناة العبرية أن كلاً من السعودية ومصر “أعطيتا ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ قراره ونقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، تمهيدًا للقرار الكبير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”، وفق تقارير إعلامية.

السيسي و “بن سلمان”

وتابع المراسل: “ومن المؤكد أن إعلان ترامب وبداية إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي يعتقد البعض أنها قد تشعل المنطقة، لم يكن ممكنًا أن يتم دون التنسيق مع السعودية ومصر، فالفلسطينيون، يدفعون ثمن التغييرات الكبرى في المنطقة”.

 

تمهيد بطعم التطبيع

بطبيعة الحال، فإن هذه الخطوة التصعيدية سبقتها خطوات أخرى تمهيدية على مدار الأشهر الماضية، انشغل خلالها العرب بقضية التطبيع مع إسرائيل.

وبدا من خلال العديد من الشواهد والوقائع التي رصدها وحللها (العدسة) أن السعودية تهرول حثيثة وبخطوات متسارعة نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، بخطوات سرية وأخرى علنية تتبرأ منها دائمًا.

وبعيدًا عن الشواهد غير الرسمية وتلك التي يكون أبطالها أشخاصًا ليسوا في منظومة الحكم أو يتمتعون بحيثية كبيرة، أكد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرًا في شهر سبتمبر الماضي هو ولي العهد محمد بن سلمان.

“تركي الفيصل” و مسؤول إسرائيلي

كما أكد الصحفي الإسرائيلي “أرييل كهانا” الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” اليمينية القومية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في سبتمبر، أن ابن سلمان زار إسرائيل مع وفد رسمي، والتقى مسؤولين.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قالت في السابع من سبتمبر “إن أميرًا من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل سرًا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.

ولعل عمليات جس النبض اشتدت للغاية خلال الفترة القصيرة الماضية، على نحو تتحين معه السعودية الجديدة، عندما يصل ولي العهد “محمد بن سلمان” إلى العرش رسميًا، الفرصة لإعلان جريء بتطبيع، يساير خطوات أخرى صدمت المجتمع السعودي المحافظ، مثل السماح بالاختلاط وقيادة المرأة، وغيرهما.

 

مصر.. حدث ولا حرج

في مصر، الأمر مختلف كثيرًا حيث أصبح الحديث عن التطبيع غير ذي جدوى، بعد أن وصلت العلاقة بين النظام الحاكم فيها والاحتلال لمستويات غير مسبوقة دفعت السيسي إلى لقاء علني هو الأول من نوعه بين رئيس مصري ورئيس وزراء الاحتلال منذ سنوات.

السيسي و “نتنياهو”

كما تجاوز الواقع الحديث عن علاقات دافئة أو حتى تنسيق أمني وعسكري إلى إعداد الدراسات الإسرائيلية المستفيضة حول الأهمية التي تكمن وراء بقاء السيسي رئيسًا لمصر، الرغبة الإسرائيلية في ذلك.

هاتان الدولتان تحديدًا، مصر والسعودية، هما المنوطان بالحديث عن لعب الدور الأكبر في تمهيد الأرضية للقرار الأمريكي.

ولعل هذا ما ألمح إليه الكاتب البريطاني الشهير “ديفيد هيرست” في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” رأى فيه أن ثمة أجواء هيأها داعمون إقليميون لترامب قبل أن يعلن قراره التاريخي.

وأشار الكاتب إلى ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن مصادر رسمية فلسطينية وعربية وأوروبية، أن ولي العهد السعودي، اقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائهما بالرياض نوفمبر الماضي، خطة ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وصفتها بأنها منحازة لإسرائيل أكثر من خطة ترامب نفسه.

بن سلمان و محمود عباس في “الرياض”

الصحيفة قالت إن “ابن سلمان” اقترح خطة تكون فيها الدولة الفلسطينية مقسمة إلى عدد من المناطق ذات حكم ذاتي، وتبقى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة “ملكًا” لإسرائيل، وتكون “أبو ديس” عاصمة فلسطين وليس القدس الشرقية المحتلة، وكذلك لن يمنح حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

ورأى “هيرست” أنه جرى الترويج لرؤية ولي العهد عبر جوقةٍ من الكتاب والصحفيين السعوديين المثيرين للجدل والقريبين من دوائر الحكم بالمملكة، تصب جميعها في المطالبة بالتطبيع مع الاحتلال، والنأي بالنفس عن القضية الفلسطينية، واللعب على وتر ماذا استفاد السعوديون من فلسطين.

قمة الكويت .. تمثيل هزيل يعكس هشاشة مجلس التعاون الخليجي

اجتمعوا على ألا يجتمعوا، كان هذا الشعار الذي رفعه الخليجيون خلال القمة 38 التي عقدت الثلاثاء 5 ديسمبر، دون حضور يذكر من زعماء وقادة دول الحصار على قطر.

حيث شهدت قمة الكويت أدنى مستوى من التمثيل في تاريخ القمم الخليجية السابقة، منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981، ولم يشارك في هذه النسخة التي عقدت بالكويت سوى أمير الكويت، وهي الدولة المستضيفة، وأمير قطر تميم بن حمد، فيما غاب عنها قادة كل من السعودية والبحرين والإمارات، وهي الدول المحاصرة لجارتها قطر، بالإضافة إلى غياب ملك عمان.

عول كثيرون على عقد هذه القمة، خاصة في ظل الأجواء التي تعيشها منطقة الخليج، وحاجتها لمناقشة الكثير من القضايا العالقة والهامة التي تعصف بها، بدءا من حصار السعودية والإمارات والبحرين لقطر منذ 5 يونيو الماضي، مرورا بحرب التحالف العربي في اليمن ومقتل المخلوع علي عبد الله صالح، ووصولا إلى الاستفزاز الأمريكي للفلسطينيين عبر إعلان دونالد ترامب نيته نقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.

كل هذه الأزمات التي تحتاج إلى توحد الصف العربي والخليجي لم تصمد أمامها القمة الأسرع في التاريخ، والتي انعقدت لـ 75 دقيقة فقط، وهو الأمر الذي أصاب الشارع العربي والإسلامي بصدمة.

أما الغريب في الأمر فهو إصدار البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي دون التطرق إلى الأزمة الداخلية التي تعصف بالدول الأعضاء، حيث كانت الآمال معلقة على هذه القمة في حلحلة الأزمة، لاسيما المسؤولين الكويتيين الذين سعوا منذ بداية تلك الأزمة وحتى الآن في الوصول إلى حل لها، لكن غياب قادة وزعماء الدول الأعضاء بالمجلس عن القمة مثل خيبة أمل كبيرة للجميع، وأفشلها من قبل أن تنعقد.

 

سلبية مجلس التعاون

يرى البعض أن سلبية مجلس التعاون في مواجهة أزمة حصار قطر، وعدم قدرته على التعامل معها حتى الآن وتجاهلها، يكون قد فشل في تحقيق الأهداف الأساسية التي أنشئ من أجلها.

فالمادة الرابعة من النظام الأساسي للمجلس تؤكد على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها، لكن هذه النقطة بالتحديد خالفها نصف دول المجلس “السعودية والبحرين والإمارات”، عندما قاموا بمحاصرة قطر اقتصاديا وسياسيا وجويا وبحريا ومنعوا عنها كافة الإمدادات.

 

مفاجأة الإمارات والسعودية

قبل انعقاد القمة بساعات قليلة أعلنت خارجية الإمارات عن تشكل لجنة عسكرية واقتصادية جديدة مع المملكة العربية السعودية بعيدا عن مجلس التعاون الخليجي، موضحة أن اللجنة ستتولى التنسيق بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

خروج مثل هذا البيان في هذا التوقيت يعكس نية البلدين في تهميش مجلس التعاون الخليجي وإخراجه من جوهره وأهدافه الحقيقية، وهو الذي أنشأ من أجل هذه الأغراض التي أعلنت عنها الإمارات في اتفاقيتها الجديدة مع السعودية، مما جعل كثيرا من المراقبين يطرحون العديد من التساؤلات منها: ما هو الهدف من هذه الاتفاقية في ظل وجود مجلس التعاون؟، وما هو الهدف من الإعلان في هذا التوقيت تحديدا؟، وما هو موقف الدولتين من مجلس التعاون بعد توقيع الاتفاقية؟ وأسئلة كثيرة أخرى.

من المعروف أيضا أن الدولتين “السعودية والإمارات” متحالفتان عسكريا منذ فترة طويلة، وتحاربان معا تحت راية التحالف العربي في اليمن ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

 

هل انتهى مجلس التعاون؟

في ظل الأزمة التي تسببت فيها دول الحصار مع قطر، والاتفاقية التي أبرمتها السعودية والإمارات بتشكيل لجنة عسكرية واقتصادية جديدة، ربما يكون ذلك مؤشرا لسعي الدولتين لإنشاء تحالف جديد بعيدا عن مجلس التعاون، وفي هذه الحالة فإن العرف يقول إن مجلس التعاون قد انتهى فعليا، وأن دوره الأساسي الذي أنشئ من أجله أصبح جزءا من الماضي بعد ظهور الكيان الجديد.

ومن المؤكد أن كلا من الدولتين “السعودية والإمارات” ستسعيان إلى توسيع ذلك التحالف، وضم بعض الدول الخليجية الحليفة إليه، أبرزها “البحرين”، ليصبح نصف دول مجلس التعاون داخل هذا التحالف، فإذا ما انسحبت هذه الدول الثلاث منه ينتهي أمره.

بواسطة |2017-12-06T14:06:30+02:00الأربعاء - 6 ديسمبر 2017 - 3:55 م|الوسوم: , , |

مقتل المخلوع صالح.. يحل أم يعقد الأزمة اليمنية؟

العدسة – غراس غزوان

في معركة الخاسر الأكبر فيها هو الشعب اليمني الغارق في أزمات إنسانية، قتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على يد قوات جماعة الحوثي.

مقتل صالح أدخل اليمن في أزمة جديدة يصعب معها التكهن بمستقبل البلد الذي دمرته الحرب على مدار السنوات الثلاث الأخيرة.

فالأطراف اللاعبة في اليمن متعددة ويعمل كل طرف منهم وفق حساباته الخاصة فحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يرأسه صالح كان يعمل على استعادة مكانته السياسية في قيادة الدولة حيث استمر صالح في حكم اليمن منذ عام 1978 حتى تم خلعه بعد ثورة شعبية عام 2011.

أما جماعة الحوثي فتعمل وفق الأجندة الإيرانية في المنطقة وتحاول السيطرة على اليمن لتوسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ومن أجل تنفيذ مخططها توافقت مع حزب “صالح” الذي ساعدها في الانقلاب على حكومة عبدربه منصور هادي واستطاعوا السيطرة على العاصمة صنعاء وعدد من المدن الأخرى في سبتمبر عام 2014.

من خلال الانقلاب استطاعت جماعة الحوثي السيطرة على البلاد وهو ما زاد من تخوفات السعودية من المد الشيعي الذي اقترب من حدودها فسارعت إلى تشكيل تحالف عربي تحت قيادتها لمحاربة الحوثي وصالح لتحرير صنعاء والمدن التي وقعت تحت سيطرتهم.

لم يفلح التحالف في إحداث نجاح ملموس في أي من المدن التي حاول تحريرها ولم يستطع أيضا تحرير العاصمة التي لا تزال تحت سيطرة الحوثي.

 

أسباب قتل صالح

وشهدت الشهور الأخيرة بعض التوترات بين حليفي الانقلاب اليمني وازدادت حالة الاحتقان بعد سعي “صالح” الاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين على تأسيس حزبه “المؤتمر الشعبي العام”، عبر تنظيم مؤتمر جماهيري في 25 أغسطس الماضي استعرض فيه قاعدته الجماهيرية العريضة.

دعوة صالح أثارت حفيظة الحوثيين ودعوا بدورهم أنصارهم للاحتشاد أيضا عند مداخل صنعاء في اليوم نفسه تحت شعار “التصعيد مقابل التصعيد”.

في تلك الفترة وبالتحديد في منتصف أغسطس الماضي أصدر صالح تصريحات غازل فيها السعودية ووصفها بالشقيقة الكبرى، وبدأ الحديث حينها عن وجود صفقة تضم المملكة والإمارات من جهة وصالح من جهة أخرى عبر نجله الذي يقيم في الإمارات، تفضي إلى عودة صالح للحكم بعد القضاء على الحوثيين.

وخلال الشهور الثلاث الأخيرة بدأت المناوشات تزداد بين صالح والحوثي حتى دخلت منعطفا عنيفا في 30 نوفمبر الماضي.

قطع صالح الشك باليقين ودعا في تصريحات أطلقها عبر قناة “اليمن اليوم” التابعة له إلى انتفاضة شاملة ضد الحوثيين، والخروج ضدهم في صنعاء،  كما أعلن استعداده للتفاوض مع السعودية.

بعد تلك التصريحات بدى لجماعة الحوثي أن حليفهم يتلاعب بهم لحساب التحالف العربي بقيادة السعودية وهو ما جعلهم يتخذون قرار تصفيته، لينتهي أمر صالح برصاصة في الرأس أثناء محاولة هروبه من صنعاء.

 

صالح والثورة

بالنسبة لأنصار ثورة 2011 في اليمن ربما استردوا جزءا من أحلامهم بيمن جديد بعد مقتل صالح الذي كان يمثل عائقا كبيرا لفترة طويلة بمنصارته للحوثيين.

فاستمرار صالح حليفا للحوثي كان يعوق استرداد السلطة ومع خسارة الحوثي قوة كقوة صالح يرى البعض أن المواجهة القادمة ستكون بين الثورة وجماعة الحوثي التي خسرت عددا كبيرا من المقاتلين الموالين لصالح.

لكن في هذه النقطة يبرز تساؤل مهم وهو على من يعول الثوار في حربهم ضد الحوثي ؟ ، في الحقيقة ليس أمامهم سوى التحالف العربي بقيادة السعودية الذي لم يفلح طوال السنوات الأخيرة في إحداث أي تغيير حقيقي في اليمن.

 

صالح والتحالف العربي والإخوان

يرى محللون أن مقتل صالح يمثل صفعة جديدة للتحالف العربي فخلال الأيام الأخيرة كانت هناك محاولات للتقارب مع صالح الذي يملك الآلاف من الجنود على الأرض وبخروجه من التحالف مع الحوثي وانضوائه تحت راية التحالف العربي يستعيد الجيش اليمني جزءا كبيرا من قوته ربما تصل إلى التوحد ضد جماعة الحوثي لكن مقتل صالح أجهض هذه المحاولات، وهو ما جعل سؤالا آخر يفرض نفسه على الساحة السياسية ، هل تتحالف السعودية مع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن الممثلة في حزب الإصلاح اليمني ؟

الأيام الأخيرة شهدت مقابلة ربما تكون نادرة حيث التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوفد من حزب الإصلاح في العاصمة السعودية وهو ما جعل البعض يتكهن بأن الواقع الذي تواجهه المملكة في اليمن ربما يجعلها تتوافق مع جماعة الإخوان التي تصفها بـ “الإرهابية”.

 

تساؤلات تبحث عن إجابة

بمقتل صالح أصبح المشهد اليمني يعج بكثير من التساؤلات التي تبحث عن إجابات حول مستقبل اليمن من بعده ، خاصة وأنه كان من أبرز اللاعبين الأساسيين في المشهد اليمني، ومستقبل حزب المؤتمر الذي كان يقوده صالح، والقوات التي كانت تقاتل من أجله ، وخيارات المملكة العربية السعودية في اليمن بعد أن قتل حليفهم الجديد الذي كان قادرا على إحداث تغير كبير في المشهد اليمني.

تضاءلت خيارات التحالف العربي في اليمن وتضاءلت معها التنبؤات بمستقبل اليمن الذي كان يوما سعيدا فضخامة الحدث وضعت مستقبل البلد في منطقة غامضة ، فيما يظل اليمنيون يبحثون عن بصيص أمل يخرجهم من حرب حولت بلدهم إلى أكبر مأساة من صنع الإنسان في العصر الحالي.

بواسطة |2017-12-06T11:52:09+02:00الأربعاء - 6 ديسمبر 2017 - 11:52 ص|الوسوم: , , , , , |

أمريكا تدرس إعادة “فتح الله كولن” بشكل جدي لتركيا

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده تدرس جديا طلبات تركيا المتعلقة بإعادة “فتح الله كولن”، زعيم المنظمة الإرهابية التي تقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد العام الماضي.

جاء ذلك على لسان المستشار في وزارة الخارجية الأمريكية جوناثان كوهين، المسؤول عن شؤون أوروبا وآسيا، في كلمة له بالمؤتمر السنوي عن تركيا الذي نظمه معهد أبحاث الشرق الأوسط في واشنطن.

وشدد كوهين على أن التمويل المخصص من قبل وزارة العدل الأمريكية لدراسة عملية إعادة كولن لتركيا، فاق بمراحل ذلك الذي خصص لبحث طلب تقدمت به طهران، لإعادة شاه إيران محمد رضا بهلوي.

ولفت المسؤول الأمريكي إلى أنه جاء إلى تركيا بعد شهرين من المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في شهر يوليو 2016، وتفقد مقر البرلمان الذي قصفته مقاتلات الانقلابيين، وأحدثت به دمارا.

وتابع قائلا “لقد شاهدت بنفسي الفتحة التي أحدثتها طائرات إف 16 بسقف البرلمان”، لافتا إلى حرص بلاده الشديد على تقديم المتورطين في هذه المحاولة للقضاء

بواسطة |2017-12-05T13:55:52+02:00الثلاثاء - 5 ديسمبر 2017 - 1:55 م|الوسوم: , , , |

نيويورك تايمز: في ازدراء لواشنطن.. القاهرة تتحرك لفتح قواعدها الجوية لموسكو

 العدسة – هادي أحمد

في خطوة تعد ازدراء واضحا لإدارة “ترامب” أعلنت موسكو الخميس الماضي، طرج مسودة اتفاق مبدئي مع القاهرة يسمح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام القواعد الجوية والمجال الجوي المصري.

وقالت الصحيفة إن مسودة الاتفاق الذي أصدرتها موسكو وأكدها مسؤول عسكري مصري ستشكل تمددا جديدا للقوة الروسية في الشرق الأوسط، في هذه الحالة عبر التعاون مع أقرب حلفاء واشنطن .

وأضافت أن الولايات المتحدة قدمت لمصر أكثر من 70 مليار دولار كمساعدات عسكرية منذ أواخر الثمانينيات غير أن إدارة “ترامب” خفضت العام الجاري بعض المساعدات وحجبت جزءا منها بسبب المخاوف من سجل الرئيس السيسي في مجال حقوق الإنسان وعلاقته بكوريا الشمالية.

وقالت الصحيفة إن روسيا سعت أخيرا إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وقد تتوافق العديد من التحركات الروسية مع أولويات حكومة السيسي.

وإلى نص التقرير ..

في خطوة تبدو أنها ازدراء لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصلت القاهرة لاتفاق مبدئي مع موسكو يسمح للطائرات العسكرية الروسية باستخدام مجالها وقواعدها الجوية، حسبما أفاد الطرفان (الخميس 30 نوفمبر 2017 ).

ويعطي الاتفاق – حال دخوله حيز التنفيذ- لروسيا أكبر وجود عسكري في مصر منذ عام 1973، عندما طردت القاهرة العسكريين الروس (الخبراء) من أراضيها وأصبحت واشنطن بعدها الحليف الأقرب للقاهرة.

ومنذ ذلك منحت الولايات المتحدة أكثر من (70 مليار دولار)، على سبيل المساعدات على العقود الأربعة الماضية، بمعدل يزيد عن الـ  (1.3 مليار دولار ) سنويا في السنوات الأخيرة، وكثيرا ما كانت تبرر هذه التكلفة، بحجة أنها تضمن استخدام الجيش الأمريكي للمجال الجوي المصري وقواعدها العسكرية.

واعتبر محللون مصريون وأمريكيون أن الاتفاق المبدئي السابق بين القاهرة وموسكو، بمثابة أحدث إشارة على التأثير المتراجع للولايات المتحدة، ونتيجة لتقليص الرئيس ترامب الحضور العسكري والدبلوماسي في المنطقة والعالم.

وقال ماثيو سبينس نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون سياسة الشرق الأوسط في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والتي واجهت انتقادات مماثلة بالانسحاب من المنطقة: “إن القوة تملأ الفراغات، وعندما تنسحب الولايات المتحدة لا يمكننا أن يكون لدينا انطباع أن العالم يقف منتظرا عودتنا “.

وأضاف “أن الخطر وهو الواقع حاليا، أن بعض الدول تستغل تلك الفرصة لتقديم نفسها كبديل عندما تختار الولايات المتحدة الانسحاب”.

ومن الناحية العملية، فإن وجود طائرات روسية في مصر سيثير مخاوف بشأن الأمن التشغيلي للأفراد العسكريين الأمريكيين، ويتطلب ذلك التنسيق مع الطائرات العسكرية الأمريكية التي تسير في نفس المجال الجوي.

وقال أندور ميلر وهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية: ” إنها مشكلة كبيرة بالنسبة للعلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة ومصر “.

فيما لم يتضح بعد مدى اطلاع واشنطن مسبقا على الاتفاق المصري الروسي.

اجتماع وزيري دفاع “مصر” و “روسيا”

 

تراجع خارجي

لم تعين إدارة “ترامب” سفيرا جديدا لها بالقاهرة بعد السفير الذي انتهت ولايته في يوليو الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ادجار فاسكويز ” نحن ندرك هذه التقارير ونراقب الوضع “.

أخبار الاتفاق الأولي بين مصر وروسيا تأتي في الوقت الذي يشهد فيه السلك الدبلوماسي الأمريكي تضاؤلا شديدا، وتواجه السياسية الخارجية الأمريكية تحديات من جميع الاتجاهات.

وقد اختبرت كوريا الشمالية صاروخها بعيد المدى، في اليوم السابق في تحدٍّ لتحذيرات ترامب شديدة اللهجة، كما يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه مناصبا مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون دول شرق أسيا والسفير الأمريكي لكوريا الجنوبية خاليين.

وأدانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والبرلمان البريطاني – أقرب حليف لواشنطن – علنا الرئيس الأمريكي لإعادته نشر تغريدات لمجموعة بريطانية يمينية متطرفة تحمل إساءة للمسلمين.

وفي الشرق الأوسط ليس لدى الإدارة الأمريكية مساعد وزير خارجية لشؤون الشرق الأوسط ، أو سفراء في السعودية أو تركيا أو الأردن أو مصر أو قطر .

ويوم الخميس ظهرت خطة للبيت الأبيض تهدف للإطاحة بوزير الخارجية ريكس تيلرسون، والذي شهدت ولايته تقديم استقالات جماعية من الدبلوماسيين الأمريكيين، بينما هو يتفرج على تقويض سلطته عن طريق التضارب المتكرر أو الاستهانة من قبل البيت الأبيض .

وكانت حكومة الرئيس السابق أوباما قد واجهت انتقادات من قبل حلفائها بسبب الانسحاب من الشرق الأوسط، لاسيما فيما يتعلق بعدم تدخلها بالشكل اللازم ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من إيران وروسيا، في حربه الأهلية ضد المتمردين المعترضين على نظامه.

وفي ظل ولاية ترامب أيضا، خفضت الولايات المتحدة دعمها للمتمردين السوريين، وتراجعت عن هدفها السابق بإزاحة الأسد من منصبه، وأخذت المقعد الخلفي لموسكو في عملية السلام السورية .

” أوباما و ترامب “

 

اقتناص روسي

وتدخل الرئيس الروسي بوتين في سوريا ليوسع نفوذ موسكو في الشرق الأوسط، لكي يستعيد النفوذ المفقود منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة وتوسيع الوجود العسكري الأمريكي حول الخليج الفارسي وأماكن أخرى .

وقامت روسيا بحملة عسكرية شرسة في سوريا حصنت الأسد، وعززت من كونه تابعا أو عميلا لموسكو، وحمت أيضا قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا .

كما سعت روسيا لتحقيق إنجازات مع حلفاء الأمريكيين أيضا، ففي سبتمبر الماضي، وافقت على بيع صواريخ متطورة بقيمة ملياري دولار إلى تركيا، وهي عضو في حلف الناتو وسبق أن اشتبكت مع روسيا بسبب سياستها في سوريا.

وفي أكتوبر وافقت روسيا على بيع صواريخ بقيمة 3 مليارات دولار للمملكة العربية السعودية، وهي حليف أمريكي وثيق آخر على الجانب الآخر من سياستها في الصراع السوري.

وقال الباحث المصري في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية جمال عبد الجواد، إنه ومع المشهد الظاهر لتراجع واشنطن، يبدو أن عددا قليلا جدا من دول منطقة الشرق الأوسط يرغب أو على استعداد للاعتماد على واشنطن كحليف منفرد، يمكن الوثوق بها واعتبارها كبوليصة تأمين، في أمنها.

وأضاف عبد الجواد أنه على النقيض من أمريكا، أثبتت روسيا فعالية عالية في هذا الشأن، وكانت جذابة لكافة دول المنطقة.

” فلاديمير بوتين “

وقد حاولت مصر أثناء فترة الرئيس السابق جمال عبد الناصر في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، إقامة تحالفات متوازنة مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، لكن واشنطن سرعان ما فقدت صبرها حيال سياسة عدم الانحياز لعبد الناصر وخطاباته المناهضة للاستعمار، لتسقط مصر بشكل كامل في المعسكر السوفيتي حتى السبعينيات عندما حول  الرئيس أنور السادات المسار إلى الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الرئيس الحالي لمصر عبد الفتاح السيسي، الذي  تولي مقاليد الأمور في مصر بعد الانقلاب على الرئيس الذي ينتمي للتيار الإسلامي في عام 2013، أحيا الحرب الباردة في القاهرة بتحالفه مع موسكو .

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه ربما كان يحاول السيسي أن يضغط على واشنطن للحفاظ على استمرار تدفق المساعدات من تلقاء نفسها، وهو بذلك يختلف عن عبد الناصر في مواجهة منافسيه العالميين.

لكن المسؤولين الأمريكيين سخروا من الفكرة القائلة إن روسيا يمكن أن توفر الدعم العسكري ذاته الذي وعد به الاتحاد السوفيتي في السابق، بأقل بكثير، واستبدال ما يلزم للتدريب والصيانة التي يعتمد عليها المصرييون من واشنطن .

وقال السيد سبينس، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية، إن مصر غالبا ما تضع روسيا كبديل للتعاون الأمريكي، وكان موقفنا  مع المصريين  إلى حد ما هو “حظا سعيدا مع الروس”.

لكن عندما علقت إدارة أوباما المساعدات العسكرية لمصر 2013 بشكل مؤقت، رد إطلاق الحكومة المصرية النار بشكل جماعي على أكثر من 1000 من المعارضين السياسيين، قام السيسي بزيارة إلى موسكو واشترى طائرات نفاثة ومروحيات وصورايخ من روسيا، في صفقة بلغت 3.5 مليار دولار من موسكو.

” السيسي و بوتين “

وفي العام الماضي، نظمت الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب في مصر، شارك فيها جنود المظلات الروس والمصرية .

ووقعت مصر أيضا اتفاقا مبدئيا مع روسيا لبناء منشآت نووية في مصر، كما تعاون السيسي وبوتين، بشكل ملموس لدعم حليفهم المشترك في ليبيا خليفة حفتر، والذي يسيطر على مناطق بشرق ليبيا على امتداد الحدود المصرية .

ووفقا لمسؤولين أمريكيين على اطلاع بالوضع هناك، فقد أقامت روسيا لها وجودا عسكريا صغيرا في جزء بعيد من الصحراء الغربية في مصر لدعم الجنرال حفتر .

ووضع دعم روسيا ومصر لحفتر في مواجهة مع الولايات المتحدة والقوى الغربية، التي دعمت حكومة الوحدة في طرابلس في محاولة لإنهاء الصراع الأهلي الذي تعاني منه ليبيا .

تدريب عسكري مشترك بين “مصر” و “روسيا”

 

” حفتر “

 

مزايا مجانية

ولم يتضح على الفور ما الذي تأمل مصر من الحصول عليه مقابل السماح لروسيا باستخدام قواعدها ومجالها الجوي، فمسودة المشروع الذي أعلنت عنها موسكو الخميس، منح مصر حقوقا متبادلة باستخدام المجال الجوي أو القواعد الجوية العسكرية الروسية، مما يشير إلى أن روسيا سعت للحصول بشكل مجاني على المزايا التي دفعت فيها الولايات المتحدة ثمنا كبيرا لعقود.

ويعتقد محللون أن القاهرة، ربما تأمل من خلال تلك الخطوة إقناع موسكو، بإعادة الرحلات السياحة التي قطعتها بسبب المخاوف الأمنية بعد إسقاط مسلحين طائرة روسية بعد مغادرتها مطار شرم الشيخ قبل عامين.

وأشارت وسائل إعلام روسية إلى أن الاتفاق قد يساعد الحملة العسكرية لموسكو في سوريا، وهي منطقة يجد فيها السيسي وبوتين أرضية مشتركة.

داعمو مصر الخليجيون المتمثلون في السعودية والإمارات، ينظرون إلى المعركة ضد الحكومة باعتبارها حربا بالوكالة ضد إيران المنافس الإقليمي لهما، لكن السيسي أبدى أحيانا تعاطفا مع بشار الأسد باعتباره رجلا قويا يدافع عن الوضع القائم ويكافح الإسلام السياسي .

وقال فلاديمير فيتين، رئيس مركز الشرق الأوسط والأدنى في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية، إن الدخول إلي المطارات الجوية المصرية سيسمح للطائرات العسكرية الروسية بالتزود من الوقود وهي في طريقها لسوريا.

بواسطة |2017-12-03T17:52:51+02:00الأحد - 3 ديسمبر 2017 - 7:55 م|الوسوم: , , , , , , , , , |

ماذا يحدث في اليمن.. ثورة شعبية أم تسوية سياسية لإنقاذ السعودية؟

العدسة – موسى العتيبي

على وقع زخَّات الرصاص استيقظ اليمنيون فجر السبت، بعدما اشتدت الاشتباكات الدامية بين ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس  اليمني المخلوع  علي عبد الله صالح، والتي أسفرت عن سيطرة صالح وقواته على معظم المنشآت الحكومية في صنعاء، وهي المدينة التي استعصت على القوات السعودية التي تدكّ معاقل الحوثيين فيه منذ عامين بلا طائل أو جدوى.

وبين عشيةٍ وضحاها انقلب كل شيء في اليمن، وتحديدًا في العاصمة المشتعلة “صنعاء”، فالحوثيون الذين كانوا يسيطرون على كل شيء باتوا  تقريبًا لا يملكون في أيديهم شيئًا، والمخلوع صالح الذي كان مقيدًا بالأغلال الحوثية، أًصبح الآمر الناهي في البلاد.

السيطرة شبه الكاملة من قوات صالح على “صنعاء” دفعت زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي للخروج من مخبأه والمطالبة بتهدأة الأجواء، ودعوة المخلوع علي عبدالله صالح للتعقل والكفّ عما وصفه بالتهوُّر اللامسؤول”، مهددًا قوات المؤتمر بـ”فرض الأمن” ودعاها للتراجع.

فإلى أين تسير الأوضاع في اليمن؟ إلى ثورةٍ شعبيةٍ تنتصر فيها إرادة الشعب على ميليشيا الحوثي وهيمنة صالح ووقف النفوذ الخليجي السعودي في البلاد؟ أم إلى تسوية سياسية برعايةٍ سعوديةٍ إماراتيةٍ تنتهي بوضع جيد لصالح وأبنائه وأنصاره، مقابل القضاء على سيطرة الحوثيين على البلاد وإنهاء الحرب فيها؟ أم أنّ الأوضاع تنذر بحرب جديدة تقضي على الأخضر واليابس في اليمن؟

Image result for ‫انقلاب اليمن‬‎

مظاهرات “اليمن”

 

بداية الخلاف

تعود بداية الأزمة الفعلية في اليمن إلى 21 سبتمبر 2014 حين سيطر مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون- الشيعة) على صنعاء وانقلبوا على الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي، وذلك بمساعدة قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة اليمنية المرتبطة بالمخلوع علي عبد الله صالح.

السيطرة الحوثية على اليمن، دفعت السعودية إلى خوض ما يعرف بـ”عاصفة الحزم” التي بدأتها في مارس 2015؛ حيث زعمت وقتها أنّها ترغب في إعادة الشرعية لليمن برئاسة هادي، لكن الهدف الحقيقي من تلك الحرب هو وقف الانتشار الحوثي في اليمن، ومن ثمّ وقف التمدد الإيراني على جنوب المملكة.

وعلى مدار عامين ونصف، كانت العلاقة بين “صالح” والحوثيين، وصالح والسعودية، متأرجِحة، تارة تتجه كفة صالح وقواته إلى الحوثيين، وتارة تتجه إلى السعودية، في محاولة منه للحصول على أكبر مكاسب ممكنة.

لكن ومع تأزم الوضع الإنساني في اليمن، وتعالي الأصوات المطالبة بفتح ملف أممي عن انتهاكات السعودية باليمن السعيد، الذي تحوَّل إلى يمن حزين، بعد انتشار الكوليرا بين الأطفال، والأمراض المتوطنة، وانهيار كل القطاعات التعليمية والصحية في البلاد، قررت السعودية الدخول في خط تسوية بينها وبين المخلوع “صالح” علَّه وقواته يستطيعون تحقيق ما فشلت فيه الطائرات السعودية، وقوات التحالف العربي في تحقيقه.

ومع تقارب “صالح” مع اليمن، انقلب الحوثيون بطبيعة الحال عليه، وبدأت المواجهات تشتعل بين الحين والآخر بين قوات صالح وحزب المؤتمر الشعبي، وبين الميليشيا الحوثية، التي كانت تسيطر بشكل كاملٍ على صنعاء.

Image result for ‫على عبدالله صالح و الحوثيين‬‎

” على عبدالله صالح “

 

الشعب ليس في المعادلة

وفقًا لمراقبين فإنَّ تحالف صالح مع الحوثي كان من الأساس تحالف أزمة، وليس تحالفًا استراتيجيًا مبنِيًّا على قواعد ثابتة، وهو تحالف مصلحي بَحْت فرضته المعطيات على الأرض، والشعب اليمني ليس في معادلة الاثنين معًا لا صالح ولا الحوثيين، لذلك فإنَّ الانقلاب على بعضهما البعض كان أمرًا متوقعًا منذ اليوم الأول لتحالفهما ضد حكومة هادي.

وعلى مدار ثلاثة أعوام من سيطرة الحوثيين على اليمن، لم يجنِ المواطن اليمني سوى الخراب والدمار في كل القطاعات؛ حيث سجل معدل الفقر في اليمن أرقامًا قياسية بلغت لنسبة 85% من إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة.

كذلك فإنّ أكثر من مليوني طفل يمني باتوا يعانون من سوء التغذية الحادة، ويفتقر نحو 16 مليون نسمة إلى المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي، وكل ذلك بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد بعد سيطرة الحوثيين عليها.

كذلك فقد تسبّبت الحرب السعودية على الحوثيين في تفشي الكوليرا في اليمن ووصلت أعداد المصابين بها لنحو المليون مصاب، وكان السبب الرئيسي تدمير المنشآت الصحية هناك جراء القصف السعودي الحوثي وما تبعه من نقص الأدوية، وقلة الأطباء، وانتشار النفايات وأكوام القمامة في الشوارع بسبب الحرب وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين كل ذلك ساعد على انتشار الكوليرا وأصبحت وباءً يطارد اليمنيين.

كذلك فإنَّ هناك قتلى تخطى عددهم 5 الآف مدني على الأقل منذ اندلاع الحرب في اليمن، وفقًا لما أعلنه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد.

Image result for ‫اوضاع اليمن ‬‎

أوضاع “مأساوية” فى اليمن

 

دور السعودية والإمارات

بعدما تأزّم الوضع في اليمن بين الحوثيين وميليشيا الحوثي من جهة، وبين قوات التحالف العربية بقيادة السعودية من جهة أخرى، وفشل الجميع في تحقيق أي استقرار منشود، بدأت كل من “الرياض، وأبو ظبي” في الاتجاه إلى مسلك سياسي جديد، علّه ينقذ الجميع، ويخرجهم من مستنقع الحرب في اليمن.

الاتجاه الجديد تمثل في إحداث تسوية سياسية لأزمة اليمن بإشراف سعودي إماراتي، بحيث يتولى نجل الرئيس اليمني السابق، العميد أحمد علي صالح، المقيم في الإمارات، منصب وزير الدفاع في حكومة جديدة بموجب تسوية سياسية.

الإمارات اقترحت على المملكة تحويل المعركة بينها وبين الحوثيين إلى معركة بين الحوثيين وحزب صالح، ليعود النزاع يمنيًا يمنيًا وتخرج المملكة بأقلّ الخسائر، مكتفية بتأمين حدودها، وهو مكسب مهمّ؛ نظرًا للغارات اليومية التي بات الحوثيون يشنونها على تلك الحدود مكبدين القوات السعودية خسائر يتمّ التكتم على معظمها، وعندما يموت جندي سعودي ليس له ظهير عائلي قوي يتم تشييعه ودفنه بصمتٍ، بأوامر حكومية، ولكن عندما يموت آخر من عائلة أو قبيلة لها نفوذها، لا تجد الاستخبارات السعودية بدًا من الإعلان عن موته، وتشييع جنازته كبطل، مع الحرص على إيفاد ممثل عن السلطة السعودية الحاكمة في الجنازة والعزاء، ومساومة ذوي القتيل على الصمت، مقابل امتيازات متعددة.

من هنا جاءت موافقة “بن سلمان” على تدعيم حزب المؤتمر ماديًا وعسكريًا، مع الحفاظ على ولائه للسعوديين، لذلك اختارت الرياض رشاد العليمي، القيادي الموالي للرئيس اليمني الحالي عبد ربه هادي لتسليمه حوالي 100 مليون ريال سعودي لإعادة ترتيب صفوف الحزب وتموضعه من جديد في صدارة المشهد اليمني ضد الحوثيين.

تقوية حزب المؤتمر عبر حلفاء هادي، وإرضاء صالح عبر تعيين نجله وزيرًا للدفاع، تبدو ملامح الخطة السعودية الإماراتية للانسلاخ من المستنقع اليمني قد اكتملت، لكن هل سيكون التنفيذ سهلًا؟

وفي 19 أكتوبر الماضي هدّد حزب “صالح” رسميًا بإنهاء الشراكة مع الحوثيين، متهمًا إياها بممارسة الاضطهاد والتنكيل بقيادات وأعضاء الحزب “المؤتمر الشعبي العام”، بحسب تقرير نشرته “العربية نت”، والتي نشرت صورة ضوئية لرسالة رسمية بعث بها عارف الزوكا، أمين عام الحزب، إلى الحوثيين حوت تفاصيل ذلك التهديد.

Image result for ‫بن سلمان‬‎

” محمد بن سلمان “

 

ليلة الانقلاب على الانقلاب

وكبدايةٍ فعلية لتنفيذ الخطة السعودية اندلعت على مدار الأيام الثلاثة الماضية مواجهات دموية بين شريكي الانقلاب، سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، قبل أن يتم الإعلان مساء الجمعة، عن التوصل لتهدئة، لم تصمد لساعات، لينفجر الوضع بشكل عنيف وأشد ضراوة من المواجهات السابقة فجر اليوم.

وفي تصاعد درامي للأحداث كانت اليمن في الثاني من ديسمبر الجاري على موعد لحدوث انقلاب على الانقلاب في اليمن، بعد هجوم واشتباك عنيف شنته قوات حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، ضد السيطرة الحوثية على صنعاء ومعسكراتها العسكرية والحي السياسي وبعض الوزارات والمصالح الحكومية والبنوك.

وعلى الرغم من أنّ صراع الحوثي وصالح شريكي الانقلاب على الشرعية قد ظهر على السطح منذ أكثر من عام وحدوث عددٍ من الاشتباكات وحصار ميليشيا الحوثي لمقرات تابعة للمؤتمر العام وزعيمه “صالح” ؛ إلا أنها كانت تنتهي بوساطات وتفاهمات سرعان ما تنقض.

وخلال الساعات الأولى من فجر اليوم السبت انتشرت قوات المؤتمر في صنعاء وسيطرت على المناطق الحيوية فيها؛ بعد معارك شديدة مع ميليشيا الحوثي، ما اضطر الميليشيا إلى الانسحاب من بعض المواقع المهمة واستسلام عدد من قواته.

Image result for ‫اشتباكات اليمن‬‎

اشتباكات “اليمن”

وقامت قوات المؤتمر بقيادة طارق صالح بتطويق مطار صنعاء، ومقرات الجمارك والمالية، والبنك المركزي، إضافة إلى وكالة سبأ التابعة للحوثي، ومبنى التلفزيون، ومبنى وزارة الدفاع ومعسكر النقل في صنعاء بالإضافة إلى السفارة السعودية والإماراتية والسودانية.

وسرعان ما خرج زعيم ميليشيا “الحوثي” في خطاب مرتبك، ناشد خلاله الرئيس السابق “صالح” بالتعقل، وقال عبدالملك الحوثي: “فوجئنا بموجةٍ من الاعتداءات تنفذها شخصيات تابعة للمؤتمر الشعبي العام إثر تصرفات لا مبررة، أتحدّى أن يقال بأنه كان هناك أي اعتداء على أي من منازلهم أو مقارهم قبل الاعتداء على الأجهزة الأمنية‏‎”.

وتابع الحوثي: “أناشد زعيم المؤتمر أن يكون أنضج من تهورات الميليشيات”، وأضاف في خطابه “أدعو إلى الكف عن التهور اللامسؤول واللامبرر ونحن أحرص الناس على الوضع الداخلي ‏‎وليحتكم المؤتمر معنا إلى العقلاء والمشايخ في البلد ويتحمل الخطأ من يحكم عليه”.

من جانبه خرج علي عبدالله صالح في خطاب تلفزيوني هاجم فيه بشدة ميليشيا الحوثي، ودعا لفتح صفحة جديدة مع دول الجوار والتحاور بعد إنهاء القتال.

وقال “صالح” لأهالي صنعاء: “انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم، ويجب إنهاء الميليشيات العاملة على اليمن كافة”، متابعًا: “الحوثيون شنّوا اعتداءات سافرة بأنواع الأسلحة كافة، والشعب اليمني تحرَّك بانتفاضة ضدّ اعتداءاتهم السافرة لقد زجوا بالأطفال في حربهم، وأدعو اليمنيين كافة إلى الانتفاض ضدّ ميليشيات الحوثي”.

وطالب “صالح” القوات المسلحة إلى عدم تلقي أيّ أوامر من ميليشيات الحوثي، مشيرًا إلى أن مرجعية الجيش وقوات الأمن لحزب المؤتمر وليس للحوثيين، وأضاف: وأدعو إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار.

على الفور خرج التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، ببيان صحفي، يبارك ما يجري في اليمن، لتكتمل الصورة بشكل أوضح؛ حيث أكّد البيان ثقة التحالف بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يَمَن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص، مؤكدًا وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي.

بواسطة |2017-12-03T12:38:58+02:00الأحد - 3 ديسمبر 2017 - 11:50 ص|الوسوم: , |

فتح الله كولن.. هل تتسلمه تركيا أم تتدخل مصر نكاية في أردوغان؟

العدسة – منذر العلي

اتصال مفاجئ في توقيته وفحواه، أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعد أزمة التأشيرات التي سببت توترًا بالغًا بين البلدين.

أردوغان كشف، الثلاثاء الماضي، عن تفاصيل هذا الاتصال، وقال بشأنه: “بعد فترة طويلة، استطعنا التوصل إلى نقاط مشتركة في العلاقات التركية الأمريكية، وسنواصل ذلك في الأيام المقبلة”.

القضيتان الأساسيتان في الاتصال كانتا دعم واشنطن لتنظيم “ب ي د” الكردي في سوريا، والمضنف كتنظيم إرهابي في تركيا، وقضية إعادة المعارض التركي فتح الله كولن زعيم “منظمة الخدمة” الذي تصنفه تركيا إرهابيًّا وتتهمه بقيادة محاولة الانقلاب على أردوغان العام الماضي.

فهل يمكن أن تسفر تلك المكالمة عن تسليم “كولن” لتركيا، وما هو الدور المصري المرتقب في هذه الأزمة؟.

 

ترامب يخطب الود

الشاهد الأبرز في مكالمة ترامب أنها تكشف إلى أي مدى يسعى الرئيس الأمريكي لخطب ود تركيا أردوغان، وسط توترات قائمة بين البلدين إثر الخلاف القائم على مسألة الدعم العسكري الأمريكي لأكراد سوريا أصحاب العداء التاريخي مع أنقرة.

من الملف السوري أيضًا، يظهر شاهد جديد يقوي موقف ترامب المتصالح مع تركيا، فقبل تلك المكالمة بيومين فقط كان أردوغان بصحبة نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.

التحالف الثلاثي المجتمع في منتجع سوتشي الروسي، أكد أنه لا حل في سوريا إلا عبر دوله فقط، ليغلق الباب أمام اي دور أمريكي مستقبلي في صياغة مستقبل سوريا، الغارقة في نزاع دموي اقترب من 7 سنوات.

وبخلاف الأزمة السورية، فإن مجرد تحالف أردوغان مع روسيا وإيران يعد صفعة لا ترغب أمريكا في أن يتلقاها وجهها، في ظل الحديث عن رغبة واشنطن بتقوية العلاقات مع أنقرة إلى أبعد الحدود.

كما تأتي المكالمة بعد أقل من شهرين على الأزمة التي شابت العلاقات بين البلدين، وصلت إلى حد وقف إصدار التأشيرات المتبادل لمواطنيهما، بعد مرور أسبوع على اعتقال عامل بالقنصلية الأمريكية في إسطنبول يشتبه في علاقته برجل الدين فتح الله كولن.

” أردوغان وترامب “

 

هل تتم الصفقة؟

انطلاقًا من الأزمة الأبرز بين البلدين والمتعلقة بتنظيم “كولن”، فإن مكالمة ترامب وأردوغان تمهد الطريق أمام استعادة أنقرة للمعارض المثير للجدل، حتى لو على سبيل صفقة تبادل يتم بمقتضاها تسليم “كولن” المقيم في أمريكا منذ عام 1999، مقابل إفراج تركيا عن قس أمريكي محتجز في أراضيها منذ 2016.

ففي خطاب متلفز قال أردوغان سبتمبر الماضي: “يطلبون إعادة القس، لديكم الداعية “كولن” هناك، سلموه إلينا وسنحاكم برانسون ونعيده إليكم”.

وأُوقف القس الإنجيلي مع زوجته نورين للاشتباه بقيامهما بأنشطة “ضد الأمن القومي”، قبل الإفراج عن الزوجة بعد فترة قصيرة، وتوجيه التهمة إلى الزوج في ديسمبر الماضي بالانتماء إلى حركة “كولن”.

وفي أكتوبر الماضي، أعلن وزير العدل التركي “بكر بوزداغ” أن بلاده أعدت ملفًّا بالأدلة لتقدمه إلى السلطات الأمريكية من أجل تسليمها “كولن”، وحذرت واشنطن من المماطلة بهذا الخصوص.

وتقول واشنطن إنها لن تسلم الرجل إلا إذا قدمت تركيا أدلة على تورطه في المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وعلى الرغم من هذا لم تخف تركيا بصيصًا من الأمل لديها، حين قال السفير التركي في واشنطن، يوليو الماضي، إنه “يحسّ استعدادًا من لدن إدارة الرئيس الأمريكي للتقدم في قضية تسليم كولن”، لكنه استدرك القول: إن “المسار البطيء للإجراءات تخلق الإحباط”.

وثمة مؤشرات على انفراجة محتملة في أزمة تسليم “كولن”، ربما يكون آخرها اللقاء المغلق بين ترامب وأردوغان على هامش فعاليات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر الماضي.

ترامب وصف العلاقات التي تربط الولايات المتحدة مع تركيا بأنها “علاقات صداقة ممتازة، تجاوزت درجة غير مسبوقة من التقارب”، فيما قال إن معرفة شخص مثل أردوغان هي “شرف عظيم وميزة كبيرة”.

” فتح الله كولن “

 

مصر على خط الأزمة

الحديث المتزايد بشأن تسليم “كولن” جدد الجدل المثار منذ العام الماضي حول إمكانية لجوئه إلى مصر، التي تناصب تركيا العداء منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013.

ففي يوليو 2016، قال وزير العدل التركي، “بكير بوزداغ” إن بلاده تلقت معلومات استخباراتية حول نية “كولن” الفرار من الولايات المتحدة إلى بلد آخر، لا تربطها اتفاقية لإعادة المطلوبين مع تركيا، ذاكرًا من بين هذه الدول: مصر، والمكسيك، وكندا، وأستراليا، وجنوب إفريقيا.

بعدها قدم أحد أعضاء مجلس النواب بيانا عاجلا للحكومة يطالبها فيه بمنح اللجوء السياسي لكولن ردًّا على استضافة تركيا لمعارضين مصريين.

وفي أول رد رسمي، قال رئيس الوزراء شريف إسماعيل: إن مصر لم تتلق أي طلب من “كولن” للحصول على حق اللجوء السياسي إليها، مضيفا أن مصر “ستدرس مثل هذا الطلب في حال تقديمه”.

” شريف إسماعيل “

تزامن هذا الجدل مع تحفظ مصر على مشروع قرار لمنظمة التعاون الإسلامي خاص بإدراج “منظمة كولن” كمنظمة “إرهابية”.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة قولها إن ذراع “كولن” الإعلامي والمتمثل في الموقع الإلكتروني لصحيفة “زمان عربي” يعمل من العاصمة المصرية القاهرة.

وأوضحت المصادر أن الطاقم الذي يتكون من صحفيين عرب وأتراك، ويديرون الموقع الإلكتروني العربي للصحيفة يعملون من خلال مقر رسمي لهم في القاهرة وبعلم السلطات المصرية.

وفي أغسطس 2016، رفضت مصر طلبًا تركيًّا بإغلاق مدارس “صلاح الدين الدولية”، التابعة لحركة “الخدمة”.

بواسطة |2017-12-02T17:14:23+02:00السبت - 2 ديسمبر 2017 - 7:55 م|الوسوم: , , , , , , , |

اشتباك لفظي بين “الرياض وطهران” وموسكو تتدخل لتهدئة الأجواء

وقع اشتباك لفظي واتهامات متبادلة بين وزيري خارجية السعودية وإيران، بالتدخلات السيئة في الشرق الأوسط، خلال مشاركتهما في منتدى متوسطي في العاصمة الايطالية.

وقال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، أمام منتدى حوار المتوسط الذي ينعقد حول إنشاء «أجندة إيجابية» في منطقة المتوسط، ويستمر لثلاثة أيام «لقد أفلتوا بجرائمهم في منطقتنا والعالم».

وتحول المنتدى الذي تحمل نسخته الثالثة عنوان «ما وراء الاضطرابات» إلى مسرح للنزال بالعبارات الهجائية بين البلدين، وقال “الجبير” إنه من السهل رؤية «التأثير السلبي» لإيران في كل المنطقة.

وأوضح «الجبير»، أنه «منذ عام 1979 وإيران هي الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم».

وأضاف أن طهران «تأوي وتسهل حركة الإرهابيين»، و«قامت بتأسيس حزب الله في لبنان وتستخدمه لتبييض الأموال وتهريب المخدرات».

وكانت إيران قد وجهت انتقاداتها الخاصة أولا مع قول وزير الخارجية «محمد جواد ظريف»، الخميس، «لا أريد أن أحول هذا (المنتدى) إلى تقريع للسعودية»، متابعا أن إيران «رفضت كل جهد لوقف إطلاق النار في سوريا، وفي لبنان».

وسأل «ظريف»، «من دعم تنظيم الدولة الإسلامية على أمل أن يطيحوا بالحكومة السورية في ثلاثة أسابيع؟ من يقف وراء الحصار الكامل لقطر؟».

وتابع «من حاول أن يجبر رئيس الحكومة اللبناني على الخروج من منصبه؟».

وقال «نحن نؤمن بأن كل البلدان تحتاج أن تعيش معا، وأن تعمل معا، لكن بعض الناس يحاولون استبعادنا».

واحتج «الجبير» بالقول إنه ليست السعودية من تكافح من أجل كسب الأصدقاء والحلفاء في المنطقة وما بعدها، وإنه على إيران أن تقوم ببعض المراجعة لضميرها.

وتساءل «لدينا علاقات طيبة مع كل بلد في العالم تقريبا، باستثناء إيران وكوريا الشمالية، من هم أصدقاء إيران ما عدا الأسد وكوريا الشمالية؟».

ووصل الأمر إلى وزير الخارجية الروسي الذي حض الاثنين على محاولة الحوار بدلا من الإهانات.

وقال «لافروف»، «أثرنا موضوع الاختلافات بين السعودية وإيران مرات عديدة، يجب عليهما البدء بالحوار، هذا مؤسف حقا».

وعرضت روسيا مرارا التوسط بين السعودية وإيران لحل الأزمة القائمة بينهما.

يذكر أن السعودية قطعت العلاقات مع إيران مطلع العام الماضي، عقب اقتحام متظاهرين سفارة السعودية وقنصليتيها في طهران ومشهد على التوالي، عقب قيام الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر» بين 47 متهما بالإرهاب.

بواسطة |2017-12-02T14:53:14+02:00السبت - 2 ديسمبر 2017 - 2:53 م|الوسوم: , , , , , , |
اذهب إلى الأعلى