الغوطة تواصل النزيف.. وقوات الأسد تقتل 9 مدنين وتصيب 12 في قصف بالأسلحة الثقيلة

واصلت قوات نظام الأسد استهدافها للمدنيين السوريين عن طريق قصفهم بالأسلحة الثقيلة ما أوقع نحو 9 قتلى وإصابة نحو 12 آخرين مساء أمس، في قصف بالأسلحة الثقيلة شنته قوات النظام السوري على منطقة الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق الواقعة ضمن اتفاق “مناطق خفض التوتر”.

ويعيش نحو 400 ألف مدني في غوطة دمشق الشرقية ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، بعد أن ضيّق النظام مؤخراً الحصار المفروض عليها عبر إحكام قبضته على طريق تهريب المواد الغذائية إلى الغوطة، ومنع بعض الوسطاء المحليين من إدخال أي مواد غذائية إلى المنطقة.

وقال محمود أدهم، المسؤول في الدفاع المدني بالغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لوكالة “الأناضول”، إن قوات النظام استهدفت مدينة “دوما” وبلدتي “سقبا” و”عين ترما” بالأسلحة الثقيلة، مشيراً إلى أن القصف أدى إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة 12 آخرين، وإلحاق خسائر مادية كبيرة في المنطقة.

وتقع الغوطة الشرقية ضمن إحدى مناطق “خفض التوتر” التي جرى تحديدها من قبل تركيا وروسيا وإيران، في إطار المباحثات التي جرت بالعاصمة الكازاخية أستانة في مايو الماضي.

ورغم إعلان روسيا، في 22 يوليو الماضي، سريان مفعول وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، فإن النظام يواصل هجماته عليها دون انقطاع.

بواسطة |2017-10-27T13:58:13+02:00الجمعة - 27 أكتوبر 2017 - 1:58 م|الوسوم: , , , , , |

مصر ومخطط تصفية حماس.. هل تغضب القاهرة أم تتواطأ؟

العدسة_ منذر العلي

حرج بالغ يبدو أن مصر وقعت فيه بعد الكشف عن مخطط السلطة الفلسطينية وحركة فتح بقيادة محمود عباس لنسف المصالحة مع حركة حماس وتصفيتها خلال عامين.

تفاصيل الوثيقة المسربة، التي نشرها وحللها (العدسة)، تمس القاهرة بشكل مباشر في 3 قضايا رئيسية: المصالحة، وصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، والتفاهمات بين حماس ودحلان، مصر رعت القضايا الثلاث، فنجحت في إنجاز الأولى، وتستعد للثانية، ويبقى الغموض مغلفًا للثالثة.

3 ملفات شائكة

الإصرار المصري على إتمام المصالحة عبرت عنه تصريحات الوزير خالد فوزي رئيس جهاز المخابرات العامة، لدى وصوله إلى غزة في 3 أكتوبر الجاري، لحضور أول اجتماع لحكومة الوفاق في القطاع، تمهيدًا لاتفاق المصالحة الموقع في 12 أكتوبر بالقاهرة.

“فوزي” ربط بين إتمام المصالحة الفلسطينية والأمن القومي المصري، وفي الوقت ذاته أطلق تصريحًا في منتهى الخطورة، حيث قال: “لا يغيب عن أذهاننا ما تقوم به بعض الأطراف لعرقلة التوصل إلى الوفاق الفلسطيني”، (وهو ما سنتناوله لاحقًا بمزيد من التفصيل).

توقيع اتفاق المصالحة بين “فتح” و “حماس” بالقاهرة

وفي الشأن الثاني، فإن مصر تقود الجهود أيضًا لإنجاز صفقة أسرى، ربما تكون تاريخية بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، وهو ما كشفه يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة.

“السنوار” أكد أن حركته وافقت على صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل قدمتها مصر، وأضاف أن “هذه التطورات جاءت استجابة للمقترح المصري، الذي عرض على وفد الحركة أثناء إقامته في القاهرة، وهذه المعلومات وصلت للحكومة الإسرائيلية عبر المكلف من طرفها بإدارة المفاوضات بهذا الشأن”.

وعلى الرغم من خفوت الحديث عن التفاهمات التي جرت بين حماس والقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، في أعقاب المصالحة، إلا أن تلك التفاهمات تبقى متعارضة مع المصالحة، إذا وضعنا في الاعتبار الصراع المحتدم بين دحلان وعباس.

” عباس ” و ” دحلان “

كما تبقى تلك التفاهمات متمتعة بأهمية استراتيجية لحماس، التي ترى في التقارب مع دحلان إرضاءً للقاهرة المتصدرة للمشهد حاليًا، واللاعبة للدور البارز في قضية المصالحة، وما يربط القيادي الفتحاوي بمصر كونه الذراع التي تستخدمها الإمارات، وتحديدًا ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في العديد من الأزمات بالمنطقة، وفق ما ذكرته صحيفة “لوموند” الفرنسية أكتوبر الجاري.

وبالرجوع إلى الوثيقة نجد أنها نسفت فكرة المصالحة من الأساس، ووصلت إلى حد التخطيط لتصفية حماس، كما كشفت مخططات فتح لعرقلة إنجاز أية صفقة لتحرير الأسرى، وأفصحت فتح من خلالها عن نيتها عدم إلغاء الإجراءات العقابية بحق غزة، طالما كان لدحلان موطئ قدم في القطاع.

القاهرة تقلب الطاولة !

وهكذا تبدو مصر محاصرة بين جدران هذه القضايا الشائكة، إلى حد يدفعها لضرورة الاختيار بين الأطراف، أو حتى محاولة المصالحة بينها.

سيناريوهات رد الفعل المصري على الوثيقة وما تشكله من تهديد غير مسبوق لدور مصر الوسيط في الملفات السابقة تبدو محصورة بين 3 توقعات فقط.

أول السيناريوهات، هو أن تصر مصر على نزاهتها في الوساطة وعدم نقض ما تعهدت به، وبالتالي المضي قدمًا في طريق المصالحة وصفقة الأسرى وتفاهمات حماس ودحلان، دون الالتفات إلى مخططات عباس.

” السيسي ” و ” عباس “

وقد لا يكون الأمر مجرد تجاهل، بل يصل لمرحلة الضغط والإجبار، نظرًا لما تصبو إليه القاهرة من استقرار في سيناء المشتعلة، وهو الأمر المرتبط ارتباطًا وثيقًا بهدوء الأوضاع في المنطقة الحدودية مع غزة.

وبهذا تحافظ مصر على مكانتها ودورها، بعد الجهود المضنية التي بذلتها من أجل استعادة زمام الأمور في القضية، إثر سيطرة تركية قطرية إيرانية خلال السنوات القليلة الماضية، التي شهدت تعمق الخلافات والتوترات بين القاهرة والحركة على خلفية الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013.

الأزمة تراوح مكانها

أما السيناريو الثاني الذي يبدو مستبعدًا بشكل كبير، فيقود إلى أن تترك القاهرة الصراع الخفي الدائر في الكواليس، أو تحاول أن تخفف من وطأته بتحركات مستمرة في الاتجاه الذي رسمته من خلال خطواتها السابقة.

وهنا تجب العودة إلى جزء من تصريحات رئيس جهاز المخابرات المصرية، أشرنا إليه سابقًا، وينطوي على دراية القاهرة الكاملة بما يحاك من مخططات لاستمرار الانقسام الفلسطيني وعدم تطبيق اتفاق المصالحة.

” خالد فوزي “

فهل يمكن الجزم بأن مصر تراقب خطوات عباس، وهذا احتمال مرجح، لكنها لا تريد أن تلطخ الصورة المبهرة لاتفاق المصالحة، وتعمل جديًّا في الاتجاه المضاد لإحباط خطط السلطة الفلسطينية.

أم أن التصريح كان يقصد أطرافًا أخرى إقليمية أو دولية أو حتى محلية، من فصائل مناهضة للاتفاق؟.

هل تتواطأ مصر ضد حماس؟

أما السيناريو الثالث المريب للغاية، وينتصف فرص التحقق مع السيناريو الأول، فيشير إلى تحرك مصري ضد حماس، تميل فيه الكفة باتجاه عباس، لتنفيذ خطته الشيطانية.

تلك إذن خطة محكمة تلعب مصر فيها دورًا مشبوهًا ذا أوجه متعددة، بحيث تظهر لحماس وجه الحريص على تحقيق المصالحة، وعدم نزع سلاح المقاومة، وحل القضية الفلسطينية برمتها، بينما يشارك الوجه الخفي في خطط ومؤامرات تحاك ضد الحركة في السر.

هذا السيناريو لا يقوم فقط على أساس قبول القاهرة بخطة عباس، لكن بافتراض أنها تعلمها جيدًا، بل هي من وضعتها، أي أنها متآمرة ضد حماس، وكانت تستهلك الوقت طيلة الفترة الماضية في التلاعب بالحركة وإيهامها بأن التقارب ليس مستحيلًا.

الانقلاب المصري المحتمل – إن صحت التسمية – على حماس والتنصل من الاتفاقات والتفاهمات بين الطرفين، لن يأتي دفعة واحدة بصورة فجة، بل سيكون عبر العديد من الخطوات التمهيدية التدريجية التي تخلق فيها مصر جوًّا عامًّا ملائمًا وفرصة مواتية للتخلص من حماس.

قد تكون أولى تلك الخطوات اختلاق الأزمات أو افتعال المشكلات مع حماس، كأن تتهم مصر الحركة بعدم تنفيذ ما اتفق عليه في أي من الملفات الثلاثة سالفة الذكر، أو حتى محاولة توريطها في أزمات داخلية مصرية، كما جرى واتهمتها رسميًا بالمشاركة في عمليات مسلحة ضد الدولة، بل وحكمت على بعض عناصرها بأحكام قضائية مغلظة، ويُحاكم مرسي وآخرون بتهمة التخابر معها.

” مجدي عبد الغفار ” يتهم حماس بالتورط في هجمات بمصر

التدرج في الأزمة، قد ينسحب أيضًا على تهديدات مبطنة، بنسف أي اتفاق ما لم يسر على الخطى التي ترسمها مصر، فضلًا عن تحريك الموقف الدولي خاصة الأمريكي والإسرائيلي ضدها، وضعًا في الاعتبار التقارب الشديد بين القاهرة وكل من أمريكا والاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية.

وقد تتصاعد الأمور لدرجة القيام بعمليات عسكرية كالاغتيالات أو غيرها بتخطيط وتنفيذ مصري، ومن المؤكد أن كل تلك الخطوات المحتملة سيرافقها ويدعمها حملة إعلامية موجهة عبر الفضائيات الموالية للسلطة في مصر، والتي حولت حماس من حركة إرهابية تتبع الإخوان إلى فصيل فلسطيني مقاوم وشريك في المعادلة.

لكن في حال سارت الأمور على هذا النهج، فإن الحرج قد يصيب مصر كثيرًا، وربما تلاحقها الاتهامات بالتخلي عن النزاهة في لعب دور الوسيط، والانحياز إلى طرف دون الآخر.

هذا السيناريو الكارثي ينسجم مع أحاديث متواترة عن خطة لضم 600 كيلو متر من سيناء تضاعف مساحة قطاع غزة 3 مرات، ونقل الفلسطينيين إليها، مقابل منح مصر المساحة ذاتها من صحراء النقب فى جنوب الأراضي المحتلة، مقابل إخلاء الضفة الغربية للاحتلال.

وقد تكون تلك الخطة هي ما تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في تصريح أدلى به خلال زيارته إلى أمريكا ولقائه ترامب في أبريل الماضي، حينما قال: “ستجدنى بكل قوة ووضوح داعمًا لأى مساعٍ لإيجاد حل للقضية الفلسطينية في صفقة القرن، ومتأكد أنك تستطيع أن تحلها”.

بواسطة |2017-10-26T17:33:41+02:00الخميس - 26 أكتوبر 2017 - 6:45 م|الوسوم: , , , |

مجلس النواب الأمريكي يقر عقوبات جديدة على حزب الله اللبناني

صوت مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، على فرض عقوبات جديدة على ميليشيا حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، معلنا أن ذلك يأتي في إطار جهود لتبني موقف صارم من طهران دون اتخاذ خطوات مباشرة تقوض اتفاقاً نووياً دولياً.

وتم إقرار ثلاثة إجراءات في تصويت جرى دون معارضة، ويصوت مجلس النواب، اليوم الخميس، على مشروع قانون آخر، لفرض عقوبات إضافية على إيران تتصل ببرنامجها للصواريخ الباليستية.

وكان الرئيس دونالد ترامب صرح، يوم 13 أكتوبر، بأنه لن يشهد بالتزام إيران بالاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، وهدد بأنه قد يلغي الاتفاق في نهاية المطاف.

وبعد أن اتخذ ترامب هذه الخطوة أصبح أمام الكونجرس 60 يوماً للتحرك لإعادة فرض العقوبات على برنامج إيران النووي، والتي كانت رفعت بموجب الاتفاق لكن لا توجد تحركات داخل مجلس الشيوخ حتى الآن للقيام بذلك.

وقال مساعدون إن النواب يركزون في الوقت الحالي على اتخاذ إجراءات صارمة إزاء إيران، بطرق أخرى مثل العقوبات المتصلة بحزب الله وبرنامج الصواريخ الباليستية.

وبموجب أول إجراء أقره مجلس النواب بشأن ميليشيا حزب الله، الأربعاء، تفرض عقوبات جديدة على أي كيانات يثبت دعمها للجماعة، من خلال إمدادها بالأسلحة على سبيل المثال.

أما الإجراء الثاني فيفرض عقوبات على إيران وحزب الله لاستخدامهما المدنيين دروعًا بشرية، والإجراء الثالث هو قرار يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حزب الله تنظيمًا إرهابيًا.

وقال النائب إدرويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي لوسائل إعلام: “هذه الإجراءات الضرورية ستفرض عقوبات جديدة تتصل بتمويل حزب الله، ومحاسبته عن أعمال الموت والدمار التي يرتكبها”.

وصنفت الولايات المتحدة حزب الله تنظيمًا إرهابيًا أجنبيًا عام 1997، وعرضت واشنطن هذا الشهر مكافأة قدرها ملايين الدولارات للمساعدة في القبض على اثنين من مسؤولي الحزب، بينما تصوغ إدارة ترامب استراتيجية لمواجهة نفوذ إيران المتنامي بالمنطقة.

بواسطة |2017-10-26T13:52:17+02:00الخميس - 26 أكتوبر 2017 - 1:52 م|الوسوم: , , , , |

مسؤول إسرائيلي: تركي الفيصل يكذب بشأن التطبيع مع تل أبيب

 العدسة_ ترجمة: هادي أحمد

كذّب مسؤول إسرائيلي، شارَك في اتصالات بين السعودية وإسرائيل خلال الفترة الماضية، تصريحات الأمير تركي الفيصل، والتي تنكر وجود علاقات دافئة بين البلدين أو زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإسرائيل.

وأكّد المسؤول- لم يسمه الموقع- في تصريحات عبر الهاتف لموقع “forward” المَعْنِيّ بشؤون يهود أمريكا، أن الفيصل مثل غيره من المسؤولين السعوديين البارزين، مجبرون على إنكار تلك الاتصالات على وجه التحديد نظرًا لسريتها، فالسعوديون غير مستعدين لجعلها علنية دون تحرك القضية الفلسطينية .

خيالات كاذبة

من جانبه قال الفيصل خلال مقابلة حصرية لموقع  forward  اليهودي إن ” الآمال بتخلي المملكة العربية السعودية ودول الخليج، عن المطالب بإقامة دولة فلسطينية، أو بإقامة علاقات منفتحة مع إسرائيل تعد بمثابة خيالات كاذبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف الفيصل- خلال المقابلة المنشورة على الموقع اليهودي- “أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، عرض في العديد من المناسبات، القضايا بالطريقة التي تخدم أجندته، أو الأفكار التي يعتقد بها، وأظن أن هذا هو الحال فيما يتعلق بمسألة التقاء المصالح السعودية الاسرائيلية ضد إيران.

وتابع الفيصل أنّ تعاملات المملكة مع إسرائيل ترتكز على قبول إسرائيل للمبادرة العربية وتحقيق السلام مع كافة الدول العربية وفق شروط المبادرة، مؤكدًا أنه لا يوجد اتصالات بين الطرفين على أي مستوى سواء فيما يتعلق بقضية إيران أو أي قضية أخرى.

تناقض

وذكر موقع forward أنه على مرّ السنين كشفت كثير من التقارير الاتصالات العسكرية والتجارية بين الجانب السعودي والإسرائيلي، سواء من خلال الصحف أو الأشخاص المشاركين في تلك الاتصالات.

وأوضح الموقع أنّ الفيصل شارك، بعد ساعتين من المقابلة الصحفية، في ندوة، عقدت في نيويورك، نظمها منتدى السياسة الإسرائيلية في معبد يهودي، الأحد الماضي، حول أمن الشرق الأوسط، وبمشاركة مدير جهاز الموساد الإسرائيلي السابق أفراييم حليفي.

وشهدت ندوة المعبد اليهودي، دفاع الفيصل عن لقاءاته المتكررة والعلنية مع ساسة إسرائيليين، كما أشاد بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم التصديق على المعاهدة النووية مع إيران.

وأعرب الأمير السعودي عن امتنانه لوجوده لأول مرة في معبد يهودي، وتحدث عن أمله في ألا تكون الأخيرة، ودافع عن ظهوره العلني المتكرر مع مسؤولين إسرائيليين سابقين.

وقال الفيصل مخاطبًا الحضور “علينا الحديث مع من نختلف معهم وليس بالضرورة مع نتفق معهم، خاصة إذا كانت لدينا وجهة نظر نحاول من خلالها إقناع الآخرين، كقضية السلام في فلسطين، حيثُ يوجد خلاف في الرأي بين العرب والإسرائيليين، ولهذا يكتسب الحديث مع الطرف الآخر أهمية قصوى”.

واستبعد تركي الفيصل أن تكون بلاده قد دخلت في صفقة سرية مع إسرائيل بسبب العداء المشترك لإيران، لكنه أكّد أن استمرار القضية الفلسطينية يضيع على المنطقة فرصة تعاون كبيرة بين العرب وإسرائيل، مشيدًا بقرار ترامب عدم التصديق على المعاهدة النووية مع إيران، ووصف ذلك بـ”الخطوة الإيجابية”.

بواسطة |2017-10-25T17:29:50+02:00الأربعاء - 25 أكتوبر 2017 - 6:45 م|الوسوم: , , , , |

الإمارات تسيطر على “باب المندب” بـ 5 قواعد عسكرية.. فهل توافق أمريكا؟

 العدسة_ بسام الظاهر

بدأت الإمارات في خطة توسع كبيرة للنفوذ في مضيق باب المندب خلال الفترة الماضية، وسط تخوفات من السيطرة التامة عليه لتصبح أحد القوى الفاعلة في هذه النقطة المحورية في العالم.

ويعتبر مضيق باب المندب أحد أهم الممرات الملاحية في العالم حاليًا؛ لأنه يرتبط بقناة السويس، ويمر من خلاله سنويا أكثر من 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع تمثل 7% من الملاحة العالمية.

ويمثل المضيق أهمية قصوى لدول الخليج لمرور نحو 6.7% من مجمل تجارة النفط العالمية، كما أنّه يربط بين شرق إفريقيا وأوروبا والخليج العربي وآسيا، وبالتالي فإن له أهمية كبيرة ليس فقط لدى الإمارات ولكل للعالم أجمع.

ولكن هل تقبل أمريكا سيطرة الإمارات على المضيق من خلال إنشاء عدة قواعد في الدول المطلة على المضيق ولماذا؟

” جنود إماراتيين باليمن “

قاعدة بميون

منذ عام 2015 ومع مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ولجأت أبو ظبي أولا لتأمين مضيق باب المندب، بمشاركة قوات من البحرية المصرية.

واستقرت الإمارات في اليمن بالمنطقتين الغربية والجنوبية لدوافع ليس لها علاقة بمواجهة الحوثيين؛ إذ إن التدخل العسكري هناك كان لغاية السيطرة على موانئ وإنشاء قواعد عسكرية مطلة على البحر الأحمر والأهم مضيق باب المندب.

وبدأت الإمارات في تأسيس قواعد عسكرية في اليمن وأخيرًا في جزيرة ميون الواقعة على مدخل مضيق باب المندب، إذ اشتكى أهل الجزيرة من السيطرة على مساحة كبيرة من أرضهم وتحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة تسيطر عليها الإمارات التي أقامت فيها قاعدة جوية.

وتكشّف مخطط الإمارات لدراسة إنشاء هذه القاعدة خلال شهر يوليو الماضي، وذكر موقع “جاينز” البريطاني المتخصص في الشؤون العسكرية، أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن الإمارات تنشئ مدرجا كبيرا على الجزيرة الواقعة بين اليمن وجيبوتي.

وبخلاف قاعدة ميون العسكرية، فإن الإمارات بدأت في تأسيس عدة قواعد عسكرية في اليمن مثل السيطرة على بلدة “ذو باب” القريبة من باب المندب إلى قاعدة عسكرية بعد تهجير أهلها ويقدرون بعشرة آلاف نسمة, ونقلوهم إلى خيام في منطقة صحراوية وفي ظروف قاسية.

وتدخلت الإمارات إلى تحويل ميناء المخا إلى قاعدة عسكرية, وبات حكرا على الإمارات تصل إليه سفنهم الحربية وإمداداتهم العسكرية.

كما سيطرت أبو ظبي على جزيرة سقطري التي تتميز بموقع هام لأنها نقطة التقاء المحيط الهندي مع كل من بحر العرب مع باب المندب قبالة شاطئ المُكلا جنوب اليمن (300 كم) وشواطئ الصومال (80 كم)، مما يضفي عليها أهمية استراتيجية بحرية لا تتوفر لكثير من الجزر المجاورة لها في تلك المنطقة.

واستغلت الإمارات الحرب في اليمن لتحقيق أهداف خاصة بالسيطرة على الموانئ والجزر المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب تماما خلال العامين الماضيين، بل وأسست فيهم قواعد عسكرية.

ولكن لم تتوقف عند هذا الحد بل بدأت في التوسع في القارة الإفريقية بتأسيس قواعد عسكرية أيضًا في الدول المطلة على مضيق باب المندب.

سواحل باب المندب بين “اليمن” و “إريتريا”

قواعد عسكرية

الإمارات أسست 3 قواعد عسكرية في الدول المطلة على المضيق في إطار مخطط للسيطرة التامة عليها، ومحاولة تقاسم النفوذ ولكن الأهم هو حماية مصالحها الاقتصادية ودعم مخططها في السيطرة لتكون أحد أبرز القوى الإقليمية خلال الفترة المقبلة.

اتجهت الإمارات إلى أريتريا لإنشاء قاعدة عسكرية في ميناء عصب، لتكون أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها وتحديدا في سبتمبر 2015 أي بعد الدخول إلى اليمن بعدة أشهر.

قامت القاعدة العسكرية على أنقاض مطار قديم، وتم الدفع بقوات هناك وتجهيز الإنشاءات التي بدت متسارعة للغاية، بحسب مركز “ستراتفور“.

وبحسب المركز، فإن خطوة قاعدة عصب يعزز من رغبة الإمارات ودول الخليج في تعزيز نفوذهم في تلك المنطقة المهمة والحيوية، خاصة وما يرتبط بها من أهداف اقتصادية وسياسية.

ولكن الإمارات أدينت بخرق حظر التسليح المفروض على إريتريا، خاصة مع استخدام القاعدة العسكرية في قصف أهداف في اليمن خلال الفترة الماضية.

وأقدمت أبو ظبي لتأسيس قاعدة عسكرية أيضًا في جيبوتي بعد استئجار منشأة في منطقة هراموس المجاورة لقاعدة عسكرية تستخدمها الولايات المتحدة.

أما في الصومال، فإن الإمارات تدخلت هناك لإنشاء قاعدة عسكرية في مدينة بربرة شمال غرب البلاد، بعد موافقة البرلمان الصومالي في فبراير الماضي، وذلك بعد الحصول على حق إدارة الميناء لمدة 30 عاما.

” ميناء راشد بدبي “

أهداف الإمارات

أن تسيطر الإمارات على مضيق باب المندب بنحو 5 قواعد عسكرية، لتفرض كلمتها على تلك المنطقة، ولكن لماذا هذه السيطرة؟

أولا: حماية مصالحها:

تسعى أبو ظبي إلى حماية مصالحها في منطقة خاصة وأن شركة موانئ دبي توقع عقود إدارة لعدد من الموانئ في المنطقة وعلى ساحل البحري الأحمر وبالتالي فإن هناك رغبة أكيدة على حماية تلك المصالح والحرص على عدم الإضرار بها.

وتخطط الشركة للسيطرة على موانئ المنطقة العربية وبعض دول العالم لعقود يمتد بعضها لمدة 30 عاما مثلما حدث في جيبوتي والصومال وإريتريا.

ثانيا: العين على دبي:

كما أن هناك أهدافا لدى الإمارات في الحرص على عدم تطوير أي موانئ في المنطقة، لعدم منافسة دبي التي تعتبر مركزًا هامًا للسفن المارة عبر البحر الأحمر باتجاه آسيا.

ولن تقبل الإمارات بتعطيل أو إغلاق مضيق باب المندب من قبل الحوثيين الموالين لإيران بما يضر بدبي، وبالتالي تتكبد خسائر كبيرة، نظرًا لتحول السفن بعيدًا عن باب المندب إلى رأس الرجاء الصالح خوفًا من تعرضها لهجوم.

ثالثا: سيطرة سياسية:

كما أن هذا التوسع في القواعد العسكري يمنح الإمارات تمدّدًا في النفوذ بالمنطقة وتحديدًا السياسي، ودعم أطراف بعينها في المنطقة، مثل قائد القوات الموالية لمعسكر برلمان طبرق خليفة حفتر، والذي كشف تقرير أممي عن خرق الإمارات حظر تصدير الأسلحة لليبيا عبر دعم حفتر بالأسلحة والطائرات.

“بن زايد” و “ترامب”

موقف أمريكا

ولكن في وسط التمدد الإماراتي الكبير، يبرز سؤال حول الموقف الأمريكي من هذه السيطرة؟.

وبدا أن هناك تفاهمات بين أمريكا والإمارات على لعب هذا الدور في المنطقة، خاصة مع تقليل من الأعباء الأمريكي والانشغال بعدة قضايا أكبر وأهم.

وقد يكون سماح أمريكا للإمارات جزءًا من تقاسم السيطرة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، يرتبط بشكل أساسي بمحاصرة إيران وتأمين المجرى الملاحي.

وكشفت تقارير إخبارية، أن ولي عهد الإمارات محمد بن زياد، على اتصال دائم بوزارة الدفاع الأمريكية لتوسيع دور البحرية الإماراتية حتى باب المندب.

وتدور أحاديث داخل دوائر مقربة من بن زايد أنه يسعى إلى عقد اجتماع ثلاثي بين قادة البحرية الإماراتية وقادة البحرية الأمريكية وقادة البحرية المصرية لبحث سبل التعاون في المنطقة.

وبالتالي فإنه لا تعارض بين الدور الذي تلعبه الإمارات في مضيق باب المندب والرغبة الأمريكية، إذ بدا واضحًا أن أمريكا لا يقلقها هذا الدور طالما تم بموافقة وتنسيق.

وما يدعم هذا التنسيق، ما أعلنه مسؤولان أمريكيان، في فبراير الماضي، أن الولايات المتحدة نشرت مدمرة تابعة للبحرية قبالة اليمن لحماية الممر المائي من المسلحين الحوثيين، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

بواسطة |2017-10-25T16:53:32+02:00الأربعاء - 25 أكتوبر 2017 - 5:45 م|الوسوم: , , , , |

إدارة ترامب تفرض قيودا مؤقتة على لاجئي 11 دولة وتعتبرها عالية المخاطر

ذكر مسؤولون حكوميون أمريكيون، مساء الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ستؤجل مؤقتاً التعامل مع طلبات معظم اللاجئين من 11 دولة، تعتبرها عالية المخاطر، في حين ستستأنف استقبال لاجئي دول أخرى.

وجاء في مذكرة أرسلتها إدارة ترامب للكونجرس، الثلاثاء، قبيل إعلان الحكومة إجراءات التدقيق الجديدة بخصوص اللاجئين، أن الحكومة ستوقف مؤقتاً برنامجاً يسمح لبعض اللاجئين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة، بالتقدم بطلبات للمّ شملهم مع أقارب لهم موجودين في الخارج.

وتقول المذكرة التي نشرت تفاصيلها “رويترز”: إن “عمليات لمّ الشمل ستُستأنف فور تطبيق إجراءات أمنية إضافية خاصة بالبرنامج”.

وتأتي التغييرات في نهاية حظر مدته 120 يوماً على معظم اللاجئين، كان ترامب أصدره لإتاحة الفرصة لمراجعة عمليات التدقيق، وانتهى، مساء الثلاثاء، وأصدر ترامب أمراً تنفيذياً يتيح استئناف برنامج اللاجئين الأمريكي.

وبحسب المذكرة، فإن “الرأي الأمني الاستشاري شرط لدخول الذكور البالغين من مصر وإيران والعراق وليبيا ومالي وكوريا الشمالية والصومال وجنوب السودان والسودان وسوريا واليمن، وكذلك الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه الدول”.

وطبقاً لمذكرة وزارة الخارجية، فإنه يخضع لشرط الرأي الأمني الاستشاري أيضاً آخرون، يعيشون في إحدى الدول الإحدى عشر، تعتبرهم الولايات المتحدة “عديمي الجنسية”.

ووقَّع على المذكرة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، والقائمة بأعمال وزير الأمن الداخلي إلين ديوك، ومدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس.

وتولَّى ترامب السلطة في يناير، واضعًا نصب عينيه تقليص دخول اللاجئين إلى حد بعيد؛ تماشياً مع سياسات متشددة ضد الهجرة، كانت محورية في حملته الانتخابية العام الماضي.

وسارع بإصدار أوامر حظر مؤقتة على دخول اللاجئين والوافدين، من بعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لكنها قوبلت بالطعن في المحاكم.

بواسطة |2017-10-25T15:24:35+02:00الأربعاء - 25 أكتوبر 2017 - 3:24 م|الوسوم: , , , |

من رئيس الأركان إلى مسئول الاستخبارات.. متى تعلن السعودية التطبيع مع إسرائيل رسميًا؟

العدسة _ منذر العلي

يبدو أن السعودية تهرول حثيثة وبخطوات متسارعة نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، بخطوات سرية وأخرى علنية تتبرأ منها دائمًا، على نحو يدفع للتساؤل: متى ستعلن المملكة التطبيع بشكل رسمي؟.

الملف الشائك فتحه من جديد الأمير السعودي المثير للجدل تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية السابق، حيث كشف الناشط اليهودي جيفري ستيرن، عن مشاركته في لقاء عقد بمعهد الأمن القومي في مدينة نيويورك الأمريكية، جنبًا إلى جنب مع مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي السابق، “إفريم هيلفي”.

ونشر منتدى السياسة الإسرائيلية تغريدة له قال فيها إن الفيصل يتحدّث لأول مرة في كنيس بأمريكا، وبحث اللقاء برنامج إيران النووي وعلاقات إسرائيل بالدول العربية والحرب على تنظيم “داعش” إضافة إلى القضية الفلسطينية.

ونشر “ستيرن” في تغريدة له على تويتر، الأحد، أن تركي الفيصل تحدث برفقة “هيلفي” المدير السابق للموساد الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي بنيويورك.

ونقل ستيرن في تغريدته عن الفيصل قوله، “إنه بأموال اليهود وعقول العرب كل شيء يمكن تحقيقه”.

3 مشاهد تختصر القصة

وبعيدًا عن الممارسات التطبيعية للمعلنة لتركي الفيصل – والتي سنتعرض لها بشيء من التفصيل لاحقًا – فإنّ الصورة ربما لن تكتمل إلا بمشهدين آخرين تزامنًا مع هذا اللقاء غير المسبوق.

ففي 20 أكتوبر الجاري، شارك رئيس أركان الجيش السعودي الفريق عبدالرحمن بن صالح البنيان في مؤتمر كان نظيره الإسرائيلي “غادي آيزنكوت” أحد ضيوفه.

مؤتمر رؤساء أركان جيوش التحالف الدولي ضد “داعش” شمل “آيزنكوت”، على الرغم من أن إسرائيل لا تشارك رسميًا في عمليات هذا التحالف، ولم تُدع لمثل هذه اللقاءات من قبل، إلا أن الجنرال “جوزيف دانفورد”، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الذي يترأس المؤتمر، قرر تغيير القواعد ليتمكن نظيره الإسرائيلي من المشاركة فيه.

الفريق ” عبدالرحمن بن صالح البنيان “

 

” غادي آيزنكوت “

والرسالة التي أُريد توصيلها أن حضور المسؤول العسكري الإسرائيلي لا غرض منه سوى أن يلتقي نظيره السعودي، على اعتبار أن باقي الدول العربية المشتركة في التحالف تتمتع بعلاقات معلنة مع الاحتلال لا تحتاج لمثل هذا الأمر.

أما المشهد الثاني فكان بطله الأمير الشاب والملك المنتظر محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حيث قال مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سرا في شهر سبتمبر الماضي هو ابن سلمان.

كما أكد الصحفي الإسرائيلي أرييل كهانا الذي يعمل في أسبوعية “ماكور ريشون” اليمينية القومية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في سبتمبر، أن ابن سلمان زار إسرائيل مع وفد رسمي، والتقى مسؤولين.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قالت في السابع من سبتمبر “إن أميرًا من البلاط الملكي السعودي زار إسرائيل سرا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.

نفي ” السعودية ” للزيارة

وعلى الرغم من النفي الرسمي الذي أعلنته المملكة، إلا أنّه لم يبدد الشكوك حول قيام “ابن سلمان” بالزيارة فعلًا، خاصة بعدما كشفه المغرد السعودي الشهير “مجتهد” الذي يوصف بأنه قريب من دائرة صنع القرار بالمملكة.

“مجتهد” نشر في يونيو الماضي، تغريدة كشف فيها أن ابن سلمان يوجه بتنفيذ حملة إعلامية وتويترية (عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر) لتهيئة الرأي العام لعلاقات معلنة مع إسرائيل، وأنه رصد مكافأة للإعلامي والمغرد الذي يبدع في هذه الحملة.

متي يعلنوها صراحة؟

وهكذا يبدو أننا أمام 3 مشاهد متزامنة تختصر إلى حد كبير الصورة الكاملة لطبيعة العلاقة بين السعودية وإسرائيل، واللافت أيضًا أنها شملت مستويات ثلاث: سياسية (زيارة ابن سلمان)، وعسكرية (لقاء رؤساء الأركان)، واستخباراتية (لقاء تركي الفيصل).

هذه الصورة تجعل من القرار السعودي بالتطبيع أمرًا محتمًا، لكنها تثير التساؤلات في الوقت ذاته بشأن أسباب التأخير في إعلان هذا القرار على الملأ.

السعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين أقدس أماكن لدى المسلمين حول العالم، تتمتع بقيمة روحية ومعنوية كبيرة، فضلًا عن تاريخها وجغرافيتها التي تجعل منها رمزًا مفترضًا لأمة الإسلام، التي لا تزال ترى في الاحتلال الإسرائيلي عدوًا.

” الحرمين الشريفين “

ولهذا كان التمهيد عبر خطوات عديدة، على نحو يدفع في نهاية الأمر إلى تيقن الشعوب العربية والإسلامية بأنّ التطبيع ليس عيبًا لكنه ضرورة مثل أكل الميتة، وتمتلك السعودية آلة فتوى تأتمر بأمر السلطان وتسخر النصوص الدينية لتنفيذ أهدافه وتبرير أفعاله، وليس أدل على ذلك من قضية قيادة المرأة للسيارة وغيرها من الأمور.

فعلى كل الأحوال، لابد من صياغة مبررات شرعية وواقعية، تجعل التطبيع مقبولًا شعبيًا، فبطبيعة الحال لا ترغب المملكة الطامحة إلى لعب أدوار إقليمية كبرى، في أن تهتز صورتها أمام العرب والمسلمين.

ويبدو أن الشاهد الأبرز في هذا السياق، البيان الذي صدر أواخر يوليو الماضي وقال إن العاهل السعودي الملك سلمان أجرى اتصالات هاتفية بالعديد من زعماء العالم أسفرت عن فتح الاحتلال الإسرائيلي أبواب الأقصى، بعد أسبوعين من الإغلاق.

حينها، انطلقت التحليلات التي ترجح أن يكون اتصال الملك بالاحتلال عبر وسيط، يأتي في إطار التمهيد لتطبيع رسمي بين السعودية وإسرائيل، وتهيئة الرأي العام السعودي والعربي والإسلامي لاحتمالية أن يكون هناك اتصال مباشر بين قيادات البلدين.

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تلقف الأمر و”دعا المسؤولين السعوديين لزيارة المسجد الأقصى والاطلاع على الأوضاع على الأرض”، ليسوغ المبرر الذي يمكن أن تسوقه المملكة في حال الموافقة على العرض.

خريطة ” تيران و صنافير “

ومنذ تصديق مصر على اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة يونيو الماضي، بدت السعودية مضطرة إلى التنسيق مع الاحتلال على اعتبار أن مضيق تيران أصبح مياهًا دولية.

مبرر آخر أجادت السعودية في صياغته، ووجد أرضًا خصبة للانتشار وهو الصراع السني الشيعي بينها وبين إيران، من باب أن التعاون مع إسرائيل باعتبارها عدوًا لإيران سوف يصبّ في خانة مواجهة طهران والمد الشيعي في البلدان السنية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار لدى وصوله للأراضي المحتلة بعد زيارته الرياض في مايو الماضي، إلى أنه لمس “شعورًا إيجابيًا” لدى السعوديين تجاه إسرائيل.

المحصلة أن عمليات جس النبض اشتدت للغاية خلال الفترة القصيرة الماضية، على نحو تتحين معه السعودية الجديدة، عندما يصل “ابن سلمان” إلى العرش رسميًا، الفرصة لإعلان جريء بالتطبيع، يساير خطوات أخرى صدمت المجتمع السعودي المحافظ، مثل السماح بالاختلاط وقيادة المرأة، وغيرهما.

بواسطة |2017-10-25T15:06:35+02:00الأربعاء - 25 أكتوبر 2017 - 3:03 م|الوسوم: , , , |

“عمان”… السلطنة المعزولة

العدسة_ موسى العتيبي

يصفونها بالسلطنة المعزولة، والسلطنة الصامتة، والدولة الغامضة، وكثيرًا من الأوصاف المشابهة؛ حيث تغيب عن كافة الصراعات والخلافات الدولية، وتفضّل الانعزال عن الخلافات دائمًا، وإن تدخلت تختار لعب دور الوسيط.

لا تنحاز إلى طرف على حساب آخر، تتقارب مع أصدقائها، وتتواصل أيضًا مع أعداء أصدقائها، نظام الحكم بها “فردي” قائم على شخص واحد، ومصير البلاد إلى الآن غامض “بعد وفاته”.

“سلطنة عمان”.. دولة خليجية تقع في غرب آسيا، وتحتل المرتبة الثالثة من حيث المساحة في شبه الجزيرة العربية، والموقع الجنوبي الشرقي لها؛ إذ تبلغ مساحة السلطنة حوالي 309,500 كيلومترات مربعة، ويحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، ومن الغرب الجمهورية اليمنية، ومن الشمال الشرقي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشترك في حدودها البحرية مع إيران وباكستان والإمارات واليمن.

فما قصة سلطنة عمان؟ ولم تفضل الانعزال والغموض في مواقف والوساطة في أخرى؟ وما طبيعة علاقتها بأشقائها وجيرانها الخليجيين؟ وما موقفها من حصار قطر؟ وما علاقتها بإيران؟ وما الموقف الأمريكي منها؟ وكيف تدار تلك الدولة الغامضة؟ ومن سيحكم السلطنة حال رحيل “قابوس”؟

” سلطنة عُمان “

السلطنة وسياسة الوسيط

نجح السلطان قابوس؛ حاكم سلطنة عُمان، الذي يعد أقدم حاكم على وجه الأرض – يحكم السلطنة منذ عام 1970م – في أن يجنِّب بلاده العديد من المشكلات والقضايا الإقليمية والدولية، وقدّم نفسه على مدار سنوات طوال كوسيط للخلافات في القضايا الدولية، غير أنه مؤخرًا بات يفضّل سياسة الانعزال.

وظهر دور الوساطة العماني جليًّا خلال الحرب بين إيران والعراق في تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي حافظت على علاقتها مع إيران، وفي النهاية، ساعدت بالتوسط في وقف إطلاق النار.

وفي عامي 2010 و2011، تفاوضت عمان وسهّلت إطلاق سراح 3 طيارين أمريكيين كانوا محتجزين في إيران.

وفي عام 2012، استضافت أولى المحادثات الثنائية بين إيران والولايات المتّحدة، والتي قادت في نهاية المطاف إلى المفاوضات حول البرنامج النووي والاتفاق النووي الإيراني عام 2015.

كما حافظت على علاقات فعالة مع كل أطراف الصراع السوري، واستضافت المحادثات بين الحكومة اليمنية، المدعومة من السعودية، وحكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي»، وبين متمرّدي الحوثي المدعومين من إيران.

لكنّ دور الوسيط الذي تلعبه “مسقط” لم يعجب دائمًا حلفاءها من دول الخليج العربية، خصوصًا حين قررت “عمان” تجنب المشاركة في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد اليمن، حيث قررت عمان حينها الانكفاء على نفسها، وألّا يكون لها دور فعال في تلك الحرب.

الوساطة العمانية أيضًا تحولت للعزلة مع “أزمة الحصار الخليجي لقطر”؛ حيث قررت عمان عدم المشاركة في الحصار، إلا أنها أيضًا رفضت لعب دور الوسيط في تلك الأزمة، وتركت الفرصة للكويت التي فشلت – حتى الآن – في التقدم بخطوات ناجحة في تلك الأزمة.

“قابوس” في زيارة لإيران

لماذا تتقارب مع إيران؟

 تُعتبَر العلاقات العُمانية الإيرانية نموذجًا فريدًا للعلاقات بين إيران والدول العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، رغم كل الصعوبات التي واجهتها عُمان للحفاظ على هذه العلاقات؛ مثل: ضغوط بلاد خليجية – كالسعودية – على عُمان، وحدَّة الصراعات الإقليمية بين إيران والسعودية في المنطقة.

ويذهب البعض عند تحليله لأسباب العلاقات الجيدة بين عُمان وإيران إلى مساهمة إيران – بشكل كبير – في ترسيخ حكم السلطان قابوس في البلاد، بعد أن بادرت بالاعتراف به حاكمًا لعُمان، بعد إزاحته لأبيه في 1970م، ثم ساعدته في إخماد ثورة ظفار التي واجهته في بداية حكمه من خلال إرسال قوات إلى عُمان.

وبهذا، فإن مراقبين يرون أن السلطان قابوس قد حفظ الجميل لإيران وأبقى على علاقته الجيدة بها، ومع إمكانية أن يكون هذا صحيحًا بعض الشيء، لكنه لا يرقى أن يكون سببًا جوهريًّا في الحفاظ على العلاقات بين الطرفين خلال كل تلك الفترة السابقة، خاصة وأن تلك المساعدة تمت في ظل نظام الشاه، وليس في عصر نظام الثورة الإسلامية التي تحكم الآن في إيران.

ويمكن القول إن أبرز الأسباب التي ساهمت في الحفاظ على هذه العلاقات الجيدة بين الطرفين تتلخص في التوجه العام للسياسة العُمانية، في ظل حكم قابوس، إلى الانفتاح على مختلف الأطراف، والنأي بالنفس عن الصراعات والمصادمات، بالإضافة إلى رغبة عُمان في الحفاظ على حركة مرور السفن في مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر منه نحو 40% من نفط العالم المنقول بحرًا.

كما أن عُمان ترغب في الهدوء مع إيران كذلك لتسهيل التعاون في استخراج الغاز الطبيعي من بعض الحقول المشتركة بين الدولتين.

وبالإضافة لذلك، فإن عمان تربطها علاقات اقتصادية قوية بإيران؛ حيث تم تدشين خط ملاحي بين الدولتين بين مينائي بندر عباس الإيراني وصحار العُماني، كما أن عمان تستورد نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الإيراني سنويًّا، وكذلك أعلنت إيران عن استثمارات بقيمة 4 مليارات دولار في ميناء الدقم العُماني، ومشروعات بنية تحتية أخرى في عُمان.

وفي محاولة لتعميم مبدأ الاعتماد المتبادل كوسيلة لضمان الاستقرار في المنطقة، حاولت عُمان في مرحلة سابقة طرح مشروع للتجارة الحرة بين مجلس التعاون وإيران.

” قابوس ” و ” جون كيري “

علاقتها بأمريكا

ونظرًا لأن قوة وحضور الدور باتت تقاس بالعلاقات مع أمريكا، نظرًا للهيمنة الأمريكية على صناعة القرار في الشرق الأوسط، فإن من الطبيعي أن يتم التوقف عند علاقات سلطنة عمان بأمريكا.

وبالعودة للتاريخ، يتبين أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بعمان تعود إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث أصبحت “أمريكا” هي الوريث الشرعي للنفوذ البريطاني في عمان، مع الإبقاء على دفء العلاقات بين الإنجليز والسلطنة.

وبعد اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1980م، وما تسببت فيه من مخاطر للغرب، وقعت الولايات المتحدة اتفاقية أمنية مع عمان تقضي بإقامة منشآت عسكرية أمريكية في السلطنة، والسماح لقواتها باستخدام منشآت عسكرية عمانية، وكانت عمان الدولة الخليجية السباقة في توقيع مثل هذا النوع من الاتفاقيات قبل أن تحذو حذوها دول خليجية أخرى.

ورغم تقلص التواجد العسكري الأمريكي بعمان في السنوات الأخيرة، فإن علاقة “السلطنة” بالولايات المتحدة الأمريكية تعدت مرحلة التحالف أو الصداقة، لتصل إلى مستويات أبعد من ذلك بكثير؛ حيث لا تزال عمان مركزًا لترتيب وإعداد العمليات الخاصة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في مختلف مناطق الشرق الأوسط، وفقًا لتقريرٍ لمركز أبحاث الكونغرس.

ويرى البعض أن الولايات المتحدة ترى في السلطنة اليد الناعمة لها في الشرق الأوسط؛ حيث تستغل سياستها الخارجية في إحداث حالة من التوازن بين دول المنطقة، كما تعتمد عليها كوسيط غير مباشر في كثير من القضايا الإقليمية، تمامًا كما فعلت في اتفاقية إيران النووية.

” يوسف بن علوي ” أحد المرشحين لحكم سلطنة عُمان

 

” تيمور بن أسعد ” أحد المرشحين لحكم سلطنة عُمان

 

” أسعد بن طارق ” أحد المرشحين لحكم سلطنة عُمان

 

” هيثم بن طارق ” أحد المرشحين لحكم سلطنة عُمان

 

” شهاب بن طارق ” أحد المرشحين لحكم سلطنة عُمان

من يخلف قابوس؟

يعد السلطان قابوس بن سعيد أحد أقدم الحكام في العالم أجمع؛ إذ يتربع على عرش السلطة في عُمان منذ 1970م، عقب الإطاحة بوالده سعيد بن تيمور، فيما أطلق عليها حينها (انقلاب القصر)، وعلى مدار ما يقرب من 46 عامًا نجح قابوس في تحييد السلطنة بعيدًا عن الصراعات الإقليمية والدولية، حتى باتت عُمان أشبه بالدولة المنسية والمعزولة في آن واحد.

ووفقًا لورقة بحثية – أصدرها معهد الشرق الأوسط – فإن سلطنة عمان المستقرة سياسيًّا واقتصاديًّا تواجه هاجسًا كبيرًا، وتحديًا خطيرًا – داخليًّا وخارجيًّا – بعد رحيل حاكمها الحالي قابوس بن سعيد؛ حيث إن عُمان ليس لها ولي عهد معروف أو خليفة تُجمع عليه فئات الشعب والحكومة، خاصة وأن السلطان الحالي ليس لديه أبناء ذكور أو أشقاء على قيد الحياة يتولون المنصب من بعده، وهو ما يجعل مستقبل العرش مهددًا عقب رحيله.

وتعرض قابوس خلال السنوات الأخيرة لأكثر من أزمة صحية عنيفة كادت أن تودي بحياته، آخرها إصابته بسرطان القولون في 2014؛ حيث تصدرت شائعة وفاته “مانشيتات” الصحف والمواقع حينها، وبات الحديث عن مستقبل السلطنة بعد قابوس حديث الساعة لكافة الفضائيات وقتها.

ويواجه عشرات الانتقادات في طريقة إدارته للحكم في البلاد، ويتلخص معظمها في إحكام قبضته على كافة مفاصل الدولة؛ حيث يتفرد وحده بما يزيد على 12 منصبًا متفرقًا بين عسكري وأمني وسياسي ومالي، في الوقت الذي يعاني فيه العمانيون من إشكالية الجهل بمعرفة نظام الحكم لديهم، أو قراءة ما يمكن أن يكون عليه الوضع مستقبلًا.

وبحسب البروفيسور أدرياس كريغ، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الخليجية، فإن “قابوس” قد اختار خليفته بالفعل وقراره جاهز، وهناك شائعات بوجود نسختين من وصيته؛ إحداها في مسقط، والأخرى في صلالة جنوبي البلاد.

ويرى مراقبون أن هذه الطريقة ضمان لتأمين اختيار قابوس لخليفته دون الحاجة لتسمية ولي عهد في حياته؛ إذ يحرص على تفرّده بالقرار السياسي، وتأمين عرشه من محاولات الانقلاب الناعمة.

ومن بين الأسماء المرشحة لخلافة قابوس: يوسف بن علوي، الذي تولى حقيبة الشؤون الخارجية للبلاد منذ 1994، وكان من الأوائل الذين تواصل معهم قابوس بعد توليه للسلطة، وأوفده لتمثيل البلاد في محافل رسمية عديدة، فيما ورد اسم الشاب تيمور بن أسعد (35 عامًا) في إحدى وثائق ويكيليكس عام 2011، كاسم مرشح ليتولى منصب ولاية العهد في عُمان، وهو ابن ابن عم السلطان قابوس.

فيما رجحت صحيفة وول ستريت جورنان، في تقرير سابق لها، 5 شخصيات لخلافة قابوس، هم أبناء عمومته الثلاثة: أسعد وهيثم وشهاب بن طارق، إلى جانب بعض الأسماء الأخرى الأقل حظًّا.

بواسطة |2017-10-25T13:04:44+02:00الأربعاء - 25 أكتوبر 2017 - 1:04 م|الوسوم: , , |

ماذا تخطط أمريكا بإشراك إسرائيل في اجتماع قادة أركان التحالف الدولي؟

العدسة_ بسام الظاهر

اجتماع دوري سنوي تستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية لرؤساء أركان الجيوش المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، الذي تشكل لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

أمريكا أسست هذا التحالف من عدة دول في المنطقة العربية أو خارجها في أغسطس 2014، بعد إعلان تنظيم الدولة ما أسموه “الخلافة الإسلامية”، والتمدد الكبير في العراق وسوريا.

ويجتمع رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء في اجتماع مع كبار قادة الولايات المتحدة، لتقييم العمليات وتوزيع الأدوار ورسم الخطط المستقبلية.

ولكن بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، باستثناء بعض الاشتباكات في عدة مناطق في البلدين، ماذا يناقش هذا الاجتماع؟، ما يزيد من علامات الاستفهام هو دعوة إسرائيل للمشاركة على الرغم من أنها دولة ليست عضوا في التحالف.

Image result for ‫رئيس الاركان الاسرائيلي‬‎

رئيس أركان الجيش الصهيوني 

مشاركة إسرائيل

نشرت وسائل إعلام عبرية قبل أيام، عن توجُّه رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال جادي أيزنكوت إلى واشنطن، للمشاركة في اجتماع قادة هيئة الأركان للجيوش المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب.

ومن المقرر مشاركة أيزنكوت في هذا الاجتماعات التي تضمّ قادة أركان جيوش دول عربية ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

إسرائيل تلقت دعوة بالحضور من رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة الجنرال جوزيف دانفورد، وبالتالي تم تغيير مكان اللقاء للسماح بمشاركة أيزنكوت.‎‎

وقال الخبير الأمني بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية يوسي ميلمان، “هذه المرة الأولى التي يحصل فيها تطور نوعي يلتقي بموجبه قائد الجيش الإسرائيلي مع نظرائه من قادة جيوش الدول العربية المشاركين بهذا التحالف العالمي”.

وأضاف الخبير الأمني، أنّ من بين الجنرالات المشاركين قادة جيوش مصر والأردن والسعودية والإمارات، بجانب بلدان غربية من بينها أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأستراليا وغيرها.

وما كان الاجتماع ليأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام باعتباره أمرًا معتادًا، إلا أنّ مشاركة إسرائيل أثارت العديد من علامات الاستفهام حول الهدف من هذه الخطوة التي تحدث لأول مرة.

إصرار أمريكا على دعوة إسرائيل يثير الكثير من الشكوك حول وجود ترتيبات معينة ترغب فيها واشنطن وتل أبيب سيتم الإعلان عنها وكشفها خلال هذا الاجتماع.

Image result for ‫تحالف عسكري مع اسرائيل‬‎

لقاء بغض القيادات العربية بقيادات إسرائيلية

تطبيع عسكري

النظرة الأولية لمشاركة إسرائيل في اجتماع يضمّ قادة أركان بعض الجيوش العربية مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن، تشير إلى أن هناك رغبة في الانتقال إلى مرحلة من التطبيع تكون بالأساس عسكرية.

وما كان ليتم دعوة إسرائيل في هذا الاجتماع إلا وهناك أمور مشتركة سيتم مناقشتها مع قادة أركان الجيوش العربية، وبالتالي فإنّ أمريكا ربما ترغب في الدخول لمرحلة تطبيع عسكري بهدف التنسيق حيال بعض القضايا الإقليمية.

ولكن هذا الاجتماع أثار موجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي من ناحية موافقة قادة أركان الجيوش العربية على الجلوس جنبًا إلى جنب مع رئيس أركان قوات الاحتلال الصهيوني، الذي قتل وشرد الآلاف من الفلسطينيين.

الرد على هذا الاجتماع المرتقب كان عبر موقف رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم الذي هاجم رئيس الكنيست الإسرائيلي في اجتماعات البرلمان الدولي وطالبه بالخروج من القاعة، وهو ما استجاب له الجانب الإسرائيلي بعد تصفيق حاد على حديث الغانم من قبل الحاضرين.

ولكن يبدو أن الوضع سيكون مختلفا هذه المرة ليس فقط لأن الاجتماع في أمريكا وهى صاحبة الدعوة وقائدة التحالف الدولي، ولكن أيضا لعدم وجود أزمة لدى أغلب الدول العربية المشاركة في التطبيع مع إسرائيل.

إذ إن الاجتماع وما يترتب عنه هو فقط إظهار جانب من التنسيق بين بعض البلدان والتطبيع العسكري مع إسرائيل، فمصر مثلا معروف موقفها من الاحتلال الإسرائيلي فكيف يمكن تصور الاعتراض على الحضور في ظل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى “سلام دافئ” مع إسرائيل.

ولكن الأدهى من ذلك وجود تنسيق على مستوى سيناء، بالسماح لدخول طائرات بدون طيار إسرائيلية بقصف أهداف في سيناء، وهذا باعتراف وزير جيش الاحتلال أفيغدرو ليبرمان.

أما السعودية فخطت خطوات في اتجاه التطبيع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، إذ شارك الأمير تركي الفيصل في مؤتمر جنبًا إلى جنب رئيس الموساد الإسرائيلي السابق في أمريكا، كما سافر اللواء السابق أنور عشقي إلى إسرائيل والتقى بعدد من المسؤولين الإسرائيلين كان مثالا واضحا على التقارب السعودي الإسرائيلي.

وبالتأكيد فإن تنازل السيسي عن جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية، فتح الباب على مصراعيه أمام المملكة للتطبيع خاصة وأنه لا بد من وجود تنسيق بين الطرفين حول الجزيرتين، إذ دخلت فعليا في إطار معاهدة “كامب ديفيد”.

الإمارات أيضا لن تجد غضاضة في المشاركة مع حضور رئيس أركان جيش الاحتلال، خاصة وأنها شاركت مرتين في تدريبات جوية مشتركة في اليونان وأمريكا، وكان ضمن الدول المشاركة إسرائيل، ولم تتحسس من الأمر أو ترفض المشاركة.

Related image

أنور عشقي

Related image

تركي الفيصل

مواجهة إيران

وبدا واضحا أن ثمة تعديلا في أهداف التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، فبعد القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” فعليا، ذلك على الرغم من مصارعة التنظيم في مناطق محدودة في العراق وسوريا.

الدافع الأساسي بهذا الاتجاه هو تحركات إسرائيل في روسيا وأمريكا لحماية نفسها من أي تمدد وانتشار وتغلغل نفوذ إيران على حدودها وتحديدا في الجولان المحتل.

إسرائيل لجأت إلى روسيا أخيرا بالمطالبة بضرورة إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين الأراضي المحتلة وسوريا.

وخلال اجتماع وزيري دفاع روسيا والكيان الصهيوني، فإن القضية الأساسية التي طرحت هى سوريا على طاولة المباحثات بينهما، خاصة وأن هناك “العديد من المسائل المتعلقة بسوريا، كانت تتطلب إجابة فورية وعاجلة”، وفقا لما قاله الوزير الروسي.

وبذلت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن جهدا مشتركا لإنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب–الغربي السوري، لكن إسرائيل أعربت منذ البداية عن شكها في جدواها، ولا سيما أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ترى أن هذه المنطقة يجب تحويلها إلى منطقة عازلة نهائيا.

وتفسر إسرائيل حاجتها إلى هذه المنطقة العازلة بسببين أساسيين: الأول، إبعاد المجموعات المسلحة المتصارعة في سوريا عن حدودها وفي المقام الأول حزب الله، والثاني، وضع كل العراقيل الممكنة أمام إنشاء إيران قاعدة عسكرية لها على الأراضي السورية.

Image result for ‫رئيس الاركان الامريكي و الاسرائيلي‬‎

زيارة رئيس الأركان الأمريكي الى تل أبيب

ولكن يبدو أن إسرائيل لم تجد جدوى؛ لذلك عادت إلى أمريكا مرة أخرى، عبر زيارة وزير دفاع جيش الاحتلال أفيغدرو ليبرمان لأمريكا، قبل انعقاد اجتماع قادة أركان جيوش التحالف الدولي إضافة إلى إسرائيل.

فحوى الاجتماع المشترك بين قادة رؤساء الأركان، يهدف بحسب ليبرمان إلى “إقامة تحالفات مع معتدلين في الشرق الأوسط، وهو في مصلحة أمريكا وإسرائيل.

ويبرز أن أمريكا وإسرائيل ربما يسعيان إلى تطوير أهداف التحالف الدولي بضم الأخيرة  إليه ومواجهة إيران ونفوذها في المنطقة بالإضافة لحزب الله.

وهذا الهدف لن يكون موضع معارضة للسعودية والإمارات ومصر، خاصة وأن السعودية ستدفع بهذا الاتجاه بقوة بفعل الأزمة في اليمن ومواجهة النفوذ الإيراني في سوريا تمامًا وتقليم أظافرها في المنطقة، وربما يتم الانتقال إلى حزب الله.

وقالت الصحافة الإسرائيلية، إنه فرصة مناسبة استغلال المؤتمر الذي دعا له رئيس الأركان الأمريكي لإخبار الدول السنية المشاركة بالمؤتمر  بخطورة المخطط الإيراني إقليميًا وضرورة العمل ضده.

ويتم هذا الأمر مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إيران بعد الحديث عن عدم التزام طهران بجوهر الاتفاق النووي واحتمالية إلغائه، فضلا عن تصريحاته ضد حزب الله خلال استضافته لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في واشنطن.

 

بواسطة |2017-10-24T17:39:07+02:00الثلاثاء - 24 أكتوبر 2017 - 8:15 م|الوسوم: , |

مكتب طالبان بالدوحة.. هل تتحدى قطر ترامب أم أن هناك أبعادا أخرى؟

العدسة_ مؤيد كنعان

مع استمرار البحث في دول الرباعية بمساعدة أمريكية وغريبة على حلول للخروج من أزمة قطر بأقل الخسائر لجميع الأطراف، يمكن التغاضي عن كل الاتهامات التي وجهتها تلك الدول للدوحة، غير أن ثمة أمرًا لا يزال يشكل أداة ضغط خليجية جيدة على قطر، وتتوقف فعاليتها على الموقف الأمريكي منها..

وعندما نقول الموقف الأمريكي، فإننا نتحدث عن موقف دولة المؤسسات الأمريكية، لا سيما وزارة الخارجية والبنتاجون، وليس الرئيس دونالد ترامب.

هذا الأمر هو مكتب طالبان في قطر، والذي تم إنشاؤه في 2013 بطلب من حكومة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وبتأييد الحكومة الأفغانية، وكانت مهمة هذا المكتب أن يعمل على إشراك ممثلي طالبان في محادثات لتحقيق السلام في أفغانستان.

مراقبون يرون أن الإنجازات الميدانية الحقيقية للمكتب، لا سيما خلال الشهور الماضية، لا تكاد تذكر، مع استمرار هجمات طالبان على الجنود الأفغان وبقايا الأمريكيين، لكن وجود المكتب كمتنفس تفاوضي وقت اللزوم هو أمر استراتيجي شديد الأهمية، كي لا تُسَدَّ أمام طالبان كل المنافذ، حتى أضيقها.

الحسابات الانتخابية لترامب

ما سبق كان الحسابات الاستراتيجية، لكن الحسابات الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لها رأي آخر، حيث يصرّ ترامب على محو كل شيء فعله سلفه أوباما، ومن ضمن ذلك إنجاز افتتاح مكتب لطالبان في قطر.

هذه الحسابات “الترامبية” كانت تكئة مهمة لدول الرباعية (دول الحصار) في مسألة التصعيد ضد قطر، في الأساس يرى محللون أن الأزمة الخليجية القطرية اندلعت فقط على أساس الحسابات الانتخابية الضيقة لـ “ترامب”…

وهو ما فسّر عدم تساوق مؤسسات الدولة الأمريكية مع الأزمة، بل ووقوف الخارجية الأمريكية في صف مناهض تمامًا للموقف السعودي الإماراتي المصري البحريني، وحديثها الأخير عن أن قطر فعلت ما عليها، ويجب رفع الحصار عنها.

Image result for ‫ترامب‬‎

ترامب

Image result for ‫اوباما‬‎

باراك أوباما

Image result for ‫تميم‬‎

الأمير تميم

Image result for ‫زعيم طالبان‬‎

زعيم طالبان هيبة الله أخونزاده

ترامب يريد الإغلاق

في سبتمبر الماضي، ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط على نظيره الأفغاني أشرف عبد الغني لإغلاق مكتب حركة طالبان في قطر، والذي كان قناة للحوار لأكثر من ستّ سنوات، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على المناقشات بين البلدين.

ووفقا للصحيفة، ترى القيادة الأفغانية أن الوفد غير الرسمي لحركة طالبان والذى يبلغ قوامه 36 فردًا في الدوحة، ويطلق عليه الطالبان “مكتبه السياسي”، لم يقدم أي شيء لتسهيل محادثات السلام، وإنما يضفي فقط شرعية سياسية على الحركة.

وقالت المصادر إن ترامب يعارض بقاء مكتب طالبان بقطر لعدة أسباب، فهو يراه كمبادرة فاشلة من جانب سلفه باراك أوباما لم تؤدِّ إلى مفاوضات السلام التي كان يأمل بها.

وعندما جاء الأمير “تميم” إلى نيويورك، الشهر الماضي، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ظهرت تأكيدات بأن الأمير القطري قد تحدث مع “ترامب” عن مكتب طالبان.

ترامب أم المؤسسات؟

هنا يَكْمُن جزء مهم من الحكاية.. هل طلب ترامب من تميم إغلاق المكتب؟ وهل يملك تميم الرفض إذا كان الطلب صريحا على النحو السالف ذكره؟ أم أن المؤسسات الأمريكية المهتمة بهذا التطور والمعنية به (البنتاجون والمخابرات المركزية ووزارة الخارجية) قد أوعزت إلى الأمير القطري بتجاهل مطلب ترامب، وهو ما ظهر في عدم إغلاق الدوحة المكتب حتى الآن؟.

واقعيًا، يعلم الأمريكيون أن أية خطة لإحلال السلام في أفغانستان لن تنجح دون أن تكون “طالبان” جزءًا منها، لهذا فإن إغلاق مكتبها في الدوحة سيكون بمثابة سد لآخر منفذ هواء بسيط في العلاقة بين العالم وتلك الحركة.

Image result for ‫مقاتلين طالبان‬‎

مقاتلين طالبان

منافذ أخرى

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تبادر دول أخرى لاستضافة مكتب لـ “طالبان”، ولا ننسى أن الصين، على سبيل المثال، تتمتع بعلاقات جيدة جدا مع طالبان، ولا ننسى زيارة وفد من الحركة الأفغانية إلى الصين في يوليو 2016، بل وطلبها وساطة بكين في الأزمة الأفغانية.

هناك أيضا باكستان، التي لا تزال ملجأً فكريًا واستراتيجيا مهما لـ “طالبان”، وروسيا، التي يمكن أن تستضيف الحركة نكاية في واشنطن، وأيضا إيران التي أثبتت أنها ماهرة في هذا النوع من المكايدات كذلك..

من هنا فإن خيار قطر بالنسبة للأمريكيين يعد أفضل من الخيارات الأخرى.. وهذا ربما ما يدفع مؤسسات الدولة الامريكية إلى تبني هذا الموقف..

من ناحية أخرى، يوقن الأمريكيون أنه ليس من الجيد أن يتم تجريد قطر من كافة إمكاناتها الدبلوماسية في مناطق العالم الحساسة الآن، فهذه الإمكانات حافظت لواشنطن على تواجد وتموضع جيد من تلك الأحداث.

جسر دبلوماسي

يرى المحلل جورجيو كافييرو، مدير معهد دراسات دول الخليج والكاتب بمجلة ناشيونال انترست ومعهد الشرق الأوسط، أنَّ واشنطن استخدمت قطر كجسر دبلوماسي بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أو في الشرق الأوسط من جهةٍ والجهات الفاعلة غير الحكومية من جهة أخرى في بعض الأحيان، عندما لم يكن الاتصال المباشر قابلًا للتطبيق لأسباب سياسية أو قانونية.

وعلى سبيل المثال، والكلام لـ “كافييرو”، ساعدت الدبلوماسية القطرية خلال الحرب بين “إسرائيل” وحماس، عام 2014، على الوصول إلى موافقة الطرفين على وقف لإطلاق النار، الأمر الذي خدم المصالح الأمريكية، في الوقت الذي منع فيه القانون الأمريكي واشنطن من إشراك حماس في المفاوضات بشكل مباشر.

وفد حماس فى قطر 2014 – صورة أرشيفية

أيضًا، وفي العام نفسه، لعبت الدوحة دورًا محوريًا في إقناع جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، بالإفراج عن “بيتر ثيو كورتيس”، وهو صحفي أمريكي احتجزته الجماعة كرهينة في سوريا، عام 2012، وقامت قطر بتنسيق المفاوضات التي أدّت إلى عملية “طالبان 5” لتبادل الأسرى، التي أمّنت الإفراج عن الجندي الأمريكي “بو بيرغدال” مقابل 5 من قادة طالبان تمّ الإفراج عنهم من سجن جوانتانامو.

في النهاية، فإن عدم استجابة القطريين لمطلب ترامب ورغبته في إغلاق مكتب طالبان، هو دليل جديد على أنّ الدوحة باتت تؤدّي بمهارة كبيرة في أحد أبرز أركان ملعب الأزمة بينها وبين دول الحصار، وأنها ستظلّ في تموضعها كجسر دبلوماسي بين القوى العظمى والجماعات المعارضة الصغرى، وهو أمر مهم في تحقيق توازن عالمي يمنع انفجارات ضخمة.

 

 

بواسطة |2017-10-24T22:31:49+02:00الثلاثاء - 24 أكتوبر 2017 - 1:30 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى