السعودية والمصالحة الفلسطينية.. 3 مكاسب تجنيها المملكة

وقعت حركتا حماس وفتح اتفاقا للمصالحة الوطنية الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية في القاهرة، بعد اجتماعات استمرت بضعة أيام لوضع الخطوط النهائية لهذا الاتفاق تمهيدا لبدء التنفيذ.

هذا الاتفاق كان له أصداء ترحيب واسعة في المنطقة العربية، إذ إن إنهاء الانقسام الداخلي وعودة الحكومة الفلسطينية لقطاع غزة، يمهد لإمكانية الدخول في مفاوضات مع إسرائيل لأجل إنهاء القضية الفلسطينية على مبدأ حل الدولتين.

ولكن المصالحة لم تكن جيدة في ذاتها للدفع باتجاه إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني فقط، وإنما تحقق مصالح دولية وإقليمية أخرى ترتبط بهذا الاتفاق، حتى في حالة عدم إنجاز مسألة حل الدولتين.

السعودية على سبيل المثال كان لها أهدافها الخاصة من إنجاز ملف المصالحة، إذ أنها بذلك حققت عدة مكاسب في آن واحد، من وحي هذا الاتفاق، فما هى هذه المكاسب؟.

علاقات متقلبة

قبل الشروع في الحديث عن مكاسب السعودية، يجب أولا التطرق إلى شكل العلاقات مع حركة حماس خلال الأعوام القليلة الماضية.

ظلت العلاقة بين الطرفين في أدنى مستوياتها خلال السنوات الماضية تحت عنوان عريض “لا دعم ولا رفض”، إذ أنه من غير الوارد تقديم أي دعم للحركة في ظل علاقاتها القوية مع إيران وحزب الله، أما الرفض فلم تتمكن المملكة من اتخاذ هذا الموقف لأنه سيعود عليها بنتائج سلبية عربيا لأنها بذلك تنحاز إلى الموقف الأمريكي والإسرائيلي.

إسماعيل هنية

 

الملك سلمان

أمريكا وإسرائيل يعتبران حركة حماس “إرهابية” لأنها تحمل السلاح، ولا تصنفها باعتبارها حركة مقاومة مثلما تتعامل الدول العربية.

التوترات بين السعودية وحماس برزت بشكل كبير عقب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين “إرهابية” بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، وكانت الحركة محسوبة على الإخوان بل ونظمت تظاهرات تأييد لمرسي في غزة.

ومع تغير نظام الحكم في السعودية وتولي الملك سلمان بن عبد العزيز، بدا أن ثمة انفتاحا أكثر على حماس منذ عام 2015، مع تأكيدات سعودية أن الحركة ليست مصنفة إرهابية في المملكة، بما دفع إلى مزيد من التقارب تزامنا مع توتر بين إيران وحماس على خلفية الخلاف بشأن الأوضاع في سوريا.

إيران بالتأكيد تدعم تماما نظام بشار الأسد ودفعت بمقاتلين إلى هناك لدعم قواته في مواجهة فصائل المعارضة المسلحة، ولكن موقف حماس كان مغايرا لذلك.

سارعت إيران إلى حماس بعد التقارب مع السعودية في إطار خلاف أوسع على الولاءات، محاولة الوصول إلى نقاط مشتركة يمكن من خلالها إبقاء العلاقة بعيدا عن الوضع في سوريا.

وفد “حماس” مع مسؤولين إيرانيين

وبدا أن حماس تريد اللعب على الطرفين، إذ أنه عقب لقاء جمع خالد مشعل مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لا ريجاني في مارس 2015، لبت “حماس” دعوة رسمية لزيارة السعودية في يوليو من نفس العام.

وذلك قبل أن تنقلب السعودية مجددا على حماس بسبب التقارب مع إيران مجددا، وهو ما لم يكن على أهواء المملكة، إذ تشير بعض التسريبات إلى رغبة سعودية في قطع العلاقات مع إيران تماما.

وهو ما ظهر بوضوح من خلال “حشر” حماس –بحسب وصف الحركة- في أزمة قطع دول ( السعودية والإمارات والبحرين ومصر) العلاقات مع قطر، التي تستضيف مكتبا للحركة وكان محل إقامة مشعل وعدد من قيادات “حماس”.

3 مكاسب

“أثلجت صدور العرب والمسلمين”.. بهذه العبارة هنأ الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بتوقيع اتفاق المصالحة بين “حماس وفتح”.

اهتمام سعودي خاص بتفاصيل هذه المصالحة، ولكن الغريب في بيان الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك السعودي، عدم التطرق إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية، ولكن تم الاكتفاء فقط بالحديث عن تمكين الحكومة في تقديم الخدمة للفلسطينيين.

وتحقق المملكة 3 مكاسب رئيسية في هذه المصالحة، وهى:

أولا: ضربة لإيران:

على الرغم من عدم التطرق بشكل واضح إلى مسألة التقارب الإيراني مع حماس خلال جلسات المصالحة الوطنية، إلا أن هذه الخطوة تقوض الدور الإيراني في فلسطين، لما يترتب على هذا الأمر من تقليم أظاهر حماس التي كانت تسيطر على قطاع غزة.

وكانت إيران تتمتع بنفوذ كبير في فلسطين من خلال “حماس”، كأحد الأدوار التي تقوم بها في الشرق الأوسط.

وستكون الحركة مضطرة إلى تخفيض العلاقات مع إيران لإبعاد الاتهامات عنها وعدم إثارة مصر وأمريكا والسعودية ضدها بما يشكل تهديدا على بقائها، خاصة أن أمريكا بدأت في التصعيد ضد طهران بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية جديدة تصعيدية ضد إيران بسبب برنامجها النووي.

تصعيد ترامب ضد إيران بدأ مع القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض مايو الماضي، واتهامها بنشر الفوضى والعنف بالمنطقة، وسط ترحيب سعودي بالخطوات التصعيدية ضد طهران، ما يعني أن اتفاق المصالحة يقطع الطريق أمام إيران لممارسة نفوذ في المنطقة من بوابة حماس.

الأمير “تميم بن حمد”

 

ثانيا: محاصرة قطر:

وتتمثل أبرز مكاسب السعودية في تحجيم النفوذ القطري بالمنطقة من خلال قطع علاقاتها مع حماس، خاصة بعد الهجوم الشديد على الحركة في أعقاب الأزمة الخليجية.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طالب الدوحة صراحة بوقف دعم حركة حماس كأحد شروط عودة العلاقات، فما كان من الحركة إلا الرد في بيان رسمي للتعبير عن “بالغ الأسف والاستهجان” من تصريحات الجبير لأنها تحرض عليها، مشيرة إلى أنها غريبة على مواقف المملكة العربية السعودية وتمثل صدمة للشعب الفلسطيني.

وبهذه المصالحة تبعد السعودية حماس تماما عن قطر، بعد الضغط الشديد على الحركة والاختيار بين الوقوف مع قطر أو دول الحصار.

وكان أداة السعودية في هذا المسار النظام المصري، الذي استقبل وفدا من حماس خلال الأزمة الخليجية في مطلع يونيو الماضي، ومن بعدها تحسنت بشدة العلاقات بين مصر وحماس لدرجة استجابة الأخيرة لكل مطالب القاهرة.

ثالثا: التطبيع مع إسرائيل:

وأخيرا فإن أحد المكاسب الأساسية والذي يظل خفيا بعض الشيء، هو رغبة السعودية الأكيدة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولكن هذا الأمر لن يكون سهلا في ظل التوترات بفلسطين.

“نتنياهو” و “بن سلمان”

وبالتالي فإن إتمام المصالحة والدخول في مفاوضات مع إسرائيل، يسهل من عمليات التقارب العلني رويدا رويدا خلال الفترة المقبلة.

وبدأ التطبيع بين السعودية وإسرائيل من خلال تنازل السيسي عن جزيرتي “تيران وصنافير” للمملكة بما يعني أنها باتت جزءا من اتفاق السلام وضرورة وجود علاقات رسمية على مستوى التنسيق بشأن الملاحق الأمنية من الاتفاقية.

كما زار اللواء السابق أنور عشقي الأراضي المحتلة والتقى مسؤولين إسرائيليين، فضلا عن زيارة سرية قام بها أمير سعودي، يعتقد أنه ولي العهد محمد بن سلمان.

بواسطة |2017-10-16T17:03:41+02:00الإثنين - 16 أكتوبر 2017 - 9:45 م|الوسوم: , , , , , , , , |

دبلوماسي إسرائيلي: لهذا السبب صفقات السعودية مع موسكو حبر على ورق

اعتبر دبلوماسي إسرائيلي بارز أن الصفقات التي عقدتها المملكة السعودية مع الجانب الروسي خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية بمثابة حبر على ورق إذا لم تتدخل روسيا بشكل جاد فى تقييد النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة.

وقال السفير السابق لدى إسرائيل في القاهرة، تسفي مزئيل فى مقال بصحيفة جيروزاليم بوست تحت عنوان “أمريكا تعود للقيلولة مرة أخرى”: إن زيارة الملك سلمان فى الخامس من الشهر الجاري، لم تكن بالقرار السهل على السعوديين، ولكن الحيرة الناتجة عن افتقار واشنطن لاتخاذ قرارات حاسمة لم تترك لهم أي خيارات أخرى.

ورأت المملكة أن الوقت قد حان لبدء الحديث مع روسيا، التي أصبحت بسرعة لاعبا رئيسيا وحاسما فى منطقة الشرق الأوسط، سواء سياسيا أو عسكريا للدرجة التي أصبحت فيها جزءا من أي حل.

وأشار الكاتب إلى أن أبرز بنود أجندة أعمال الملك السعودي كان هو ضرورة إقناع بوتين بالخطر الذي تشكله إيران لجميع دول المنطقة بما فيها دول الخليج، لافتا أن الملك كان واضحا جدا فى تلك النقطة خلال حديثه مع الرئيس بوتين.

وأوضج الكاتب أنه بعد سنوات من التجاذب والتوافق بين الجانبين السعودي والروسي، خلصت المملكة إلى أنه يجب عليها التحوط على رهاناتها، بأن تظل قريبة من أمريكا، وتلتزم بشراء أسلحة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 110 مليارات دولار، رغم أن الائتلاف السنوي الذي كان من المفترض أن يتم تأسيسه بعد زيارة ترامب هو والعدم سواء.

ولفت الكاتب أن قطر لن تشارك فى هذا التحالف بعد الحصار العربي المفروض عليها من الدول الأربعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) كما توثقت علاقتها بإيران، كما أنها تدعم جماعة الإخوان وحماس والمليشيات المتطرفة فى سوريا وليبيا.

وأمريكا التي تريد المحافظة على أكبر قاعدة جوية لديها فى قطر لن تنضم هي الأخرى، أما مصر فانضمامها لمثل هذا التحالف يتعارض مع علاقاتها المتنامية مع روسيا.

وبعد كل هذا يقول الكاتب بأن الممكلة شعرت أنه يجب عليها الذهاب وحيدة إلى روسيا لشراء دعمها حيث تم توقيع ما لا يقل عن 15 اتفاقا فى مجالات متنوعة، أمن وتسليح وفضاء واستثمار وتجارة واتصالات وغيرها.

وتزامنت الاتفاقات الروسية السعودية مع مسارعة واشنطن بيع نظام ثاد للدفاع الصاروخي للمملكة، ربما لمنع المملكة من إتمام صفقة مضادات الصواريخ S-400 والتي من شأنها أن تحدث اتصالات عسكرية وتكنولوجية وثيقة بين موسكو والرياض.

وختم الكاتب أن كل هذه الاتفاقات مع الجانب الروسي ليست نهائية، بل مجرد إعلان للنوايا، وتنفيذ هذه الاتفاقات يعتمد بشكل رئيسي على إجابة موسكو على سؤال التهديد الإيراني.

بواسطة |2017-10-16T16:43:17+02:00الإثنين - 16 أكتوبر 2017 - 7:30 م|الوسوم: , , , , , |

الجارديان: تفاصيل ليلة رضوخ ترامب لـ”لجنرالات الثلاثة” في البيت الأبيض

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية تفاصيل الليلة التي أجبر فيها 3 جنرالات بالبيت الأبيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التراجع عن تنفيذ قائمة من القرارات ضد إيران، كان من الممكن أن تؤدي إلى كارثة بشأن الاتفاق النووي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا التحالف قيد الكثير من الإجراءات والقرارات التي كان ينوي ترامب اتخاذها ضد إيران بعدما نجحت كل من السعودية وإسرائيل فى إقناعه بالمخاطر التي يمثلها تزايد النفوذ الإيراني.

وذكرت الجارديان أن قرار الرئيس الأمريكي برفض الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، حظي بإدانة من قبل الأصدقاء والخصوم على حد سواء.

ولفتت الصحيفة إلى أن كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا أعلنوا تأييدهم لاستمرار الاتفاق كما كتب دون تعديل، كما أيدت الصين وروسيا إيران فى استنكارها لقرار ترامب، معتبرة أنه غير مبرر ويهدد الاستقرار.

وأوضحت الصحيفة أن ما يبدو فى خارج الولايات المتحدة الأمريكية على أنه كارثة دبلوماسية، كان يمكن أن يكون أسوا بكثير فى الداخل الأمريكي، حيث كان من المتوقع بشكل كبير أن ينسحب ترامب من الاتفاق النووي، ويطالب بفرض عقوبات صارمة، واتخاذ خطوات وإجراءات أخرى من شأنها تشويه صورة إيران باعتبارها “دولة إرهابية” رائدة فى العالم.

دونالد ترامب

 

ضغوط

وأكدت الصحيفة أن تراجع ترامب عن اتخاذ الإجراءات السابقة جاء نتيجة تعرضه لضغوط مكثفة من قبل مسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم كبار المسؤولين فى البيت الأبيض، ورؤساء إدارات وحلفاء مقربون مثل رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي التي تدخلت بشكل شخصي وكلمته عبر الهاتف لحثه على التراجع، ونتيجة لتلك الضغوط مجتمعة تراجع ترامب عن مساعيه على الأقل حتى الآن.

وبينت الصحيفة أن الحملة داخل الولايات المتحدة للضغط على ترامب قادها الجنرالات الثلاثة: رئيس أركان البيت الأبيض “جون كيلي”، ووزير الدفاع “جيم ماتيوس”، ومستشار الأمن القومي “هربرت ماكماستر”.

وقالت الصحيفة إن الجنرلات الثلاثة خدموا فى العراق، على عكس الرئيس دونالد ترامب، ويعلمون ما تعنيه النهاية الحادة، مشيرة إلى أن تدخلهم كان معنيا بخطاب ترامب، وفي النهاية رضخ ترامب بحيث يمكن القول إنها كانت ليلة الجنرالات فى البيت الأبيض.

واعتبرت الصحيفة أن تكرار عملية التحالف بين مستشاري ترامب وعدد من القادة الآخرين فى الدول الأخرى لثني ترامب عن قراراته، ربما يظل سؤالا مفتوحا يجيب عنه المستقبل، لكن فى كل الأحوال الأمر قد حدث بالفعل وتراجع ترامب.

جون كيلي

 

جيم ماتيوس

 

هربرت ماكماستر

 

القلق الأكبر

ولفتت الصحيفة إلى أن القلق الأكبر فى هذا الشأن حاليا بالنسبة لواشنطن يأتي من قبل كوريا الشمالية، حيث سبق أن هدد ترامب بتهور بأن واشنطن قد تدمر كوريا الشمالية إذا اضطرت لفعل ذلك من أجل حماية نفسها وحلفائها.

وأوضحت الجارديان أن الكونجرس استيقظ مؤخرا على حقيقة أن الرئيس لديه القدرة على شن ضربة نووية دون الحصول على مشاورات مسبقة، ويجب الآن بحث إيجاد تشريعات ترمي إلى كبح سلطة الرئيس..

لكن فى الوقت الحاضر فإن الجنرلات الثلاثة (كيلي ماتيس وماكماستر) هم السبيل الوحيد للسيطرة على ترامب لاسيما أن الأخير منعه من اندلاع حرب عالمية ثالثة.

ورغم أن نجاح التحالف أدخل السرور على حلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين فإن ضغطهم بجانب ضغوط الجنرلات الثلاثة أثر على قرار ترامب بشأن إيران، إلا أن هذه الفرحة تظل مقيدة بسبب إعلان ترامب بوضوح أنه لا يزال مستعدا لإنهاء الاتفاق بشكل كامل في أي وقت.

وتابعت الصحيفة أن ترامب لديه العديد من الوسائل لتنفيذ تهديداته عمليا، بسبب الهيمنة الأمريكية على النظم المصرفية العالمية، بجانب أنه إذا وافق الكونجرس على دعوته لمراجعة الاتفاق النووي لإضافة معايير جديدة، ورفضت إيران فى تلك الحالة فإن الاتفاق النووي سينهار فى غضون شهر.

عرض عسكري بحضور كم جونغ أون

 

نتائج عكسية

وقالت الجارديان إن التجربة أثبتت أن الحشد والضغط بعناية على ترامب من الممكن أن يأتي بنتائج فعالة في تحويله عن اتخاذ قرارات سلبية على الصعيد العالمي، إلا أن العكس يبدو صحيحا أيضا.

وأكدت الصحيفة أن كلا من السعودية وإسرائيل نجحتا خلال زيارة ترامب الأولى الخارجية فى مايو الماضي، في اللعب على هذا الوتر والضغط عليه، كما كانا سريعين على تهنئة ترامب بالأمس بعد رفضه التوقيع على الاتفاق النووي.

ومن الآثار المؤسفة لهذا، غض الولايات المتحدة الأمريكية الطرف عما تقوم به المملكة العربية السعودية من تجاوزات فى اليمن، وغض الطرف عن سجلها السيئ فيما يتعلق بحقوق الإنسان داخل المملكة، فضلا عن إعطاء واشنطن الضوء الأخضر لتل أبيب في بناء المستوطنات الجديدة في الأراضي المحتلة، وهو ما يزيد من تقويض عملية السلام.

كما نجح السعوديون والإسرائيلون في إقناع ترامب بأن تصاعد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط سيعمل على تهديد المصالح الأمريكية.

بواسطة |2017-10-16T16:24:17+02:00الإثنين - 16 أكتوبر 2017 - 4:30 م|الوسوم: , , , , , , |

زنجبار “الساحرة”.. حكاية مدينة أفريقية حكمها العرب

بقيت في طي النسيان، رغم أغلبيتها المسلمة، ورغم قرون من حكم العرب انتهت إلى تعرضهم لمذبحة بشعة، تجاهل العرب والمسلمون توثيقها واستخدامها في المحافل الدولية، على غرار ما فعله اليهود مع “الهولوكوست”.

“زنجبار” أو جزيرة القرنفل، في المحيط الهندي على السواحل الشرقية لتنزانيا الأفريقية التابعة لها، والتي تتمتع بجمال ساحر للطبيعة إلى حد أسماها العرب “زين ذا البر” بمعنى “هذا البر جميل” في وصف الجمال الطبيعي لزنجبار، كما يقال إن أصل الإسم فارسي ويعني “بر الزنج”، أي أرض الزنوج.

لكن اسمها باللغة السواحيلية (الرسمية والأولى هناك): أنغوجا، أما “زنزبار” فهو اسمها الذي يطلقه عليها الأجانب، والذي اصطلح عليه سكانها بعد سقوط الحكم العربي فيها عام 1964.

سكانها مزيج من الأفارقة والإيرانيين والعرب من أصول عمانية ويمنية، وكذلك آسيويين من الهند وباكستان ومن جزر القمر ومدغشقر والسيشيل في المحيط الهندي، معظمهم مسلمون ويشكلون نسبة 98%.

سحر الحياة البحرية لزنجبار

اللغة الرسمية لزنجبار هي السواحيلية، التي تعد مزيجًا من لغاتٍ أفريقية قديمة واللغة العربية، حيث يقدّر بعض علماء اللغة أن أكثر من 70% من هذه اللغة يعود إلى أصلٍ عربي، فضلًا عن اللغة العربية المعتمدة رسميًا، وإلى جانب ذلك يتحدث السكان باللغة الإنجليزية التي خلفها الاحتلال البريطاني.

الحكم العربي لزنجبار

ظهرت أول دولة عربية عمانية في زنجبار في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، وذلك حين هاجر من عمان ونتيجة لخلافات وقعت هناك سليمان بن سليمان ابن مظفر النبهاني، الذي كان ملكاً على عمان، ونزل بساحل الزنج ليعيد تأسيس المُلك النبهاني هناك.

وقد ظلت الأسرة النبهانية تحكم حتى عام 1745م، رغم وجود البرتغاليين في شرق أفريقيا، وكانت التجارة في مقدمة نشاط التجار العرب والأفارقة بين شرق أفريقيا، وبلاد العرب ومصر والعراق وشبه القارة الهندية، كما دخلت الزراعة إلى بقاع كبيرة في ساحل الزنج.

وخلال حكم دولة البوسعيد العُمانية من عام 1741م حتى عام 1893م في شرق أفريقيا، ازدهرت العلاقات الأفريقية – العربية من النواحي السياسية والحضارية، وإبانها تم بناء أسطول كبير ساعد في توسيع الوجود العربي بشرق أفريقيا، وجعل جزيرة زنجبار مقراً لحكم الشق الشرقي من السلطنة، بل تم نقل عاصمة الحكم من مسقط إلى جزيرة زنجبار عام 1832م.

ورغم وجود السلطنة العربية العمانية البوسعيدية في شرق أفريقيا، وبالتحديد في المناطق الساحلية فإن العرب توغلوا داخل القارة للتجارة، وكونوا جاليات متناثرة في داخل القارة حتى حوض نهر الكونغو.

موقع “زنجبار” الجغرافي

ونجحت السلطنة في إقامة تنظيمات تجارية بإيجاد خطوط منتظمة من القوافل تصل بين ساحل أفريقيا الشرقية لتحمل معها نفوذ السلطنة السياسي، بل شملت أيضاً الأجزاء الشرقية من حوض نهر الكونغو، والمنطقة المحيطة بالبحيرات العظمى بوسط أفريقيا، حتى قيل إنه حينما يلعب أحد على المزمار في زنجبار، يرقص الناس طربًا على البحيرات.

وتوالت العهود على زنجبار ومنها العهد العماني الذي حكمها فيه السلاطين العمانيون، وفي ذلك الوقت كان السكان يتحدثون العربية كلغةٍ رسمية.

تجارة الرق قصمت العرب

نجحت سلطنة عمان خلال القرن الخامس عشر في تطوير التجارة والاقتصاد في الجزر، ذلك بالمساعدة مع الرحلات التجارية المستمرة بينها وبين الهند والخليج العربي وخصوصًا من العراق وشيراز (إيران)، فأصبحت ما يُسمى بـ “بستان أفريقيا”، وذلك للتطور الضخم في المحاصيل وبالأخص التوابل منها، فكانت مصدر العالم للقرنفل والثوم، كما اشتهرت في ذلك الوقت بصناعة العاج من أنياب الفيلة.

كما كانت موقعًا مركزيًا لتجارة الرقيق، فاعتبرت موانئها على الساحل الشرقي موقعًا متميزًا لاستقبال الرقيق من معظم البلاد الأفريقية ونقلهم إلى الشواطئ الأوروبية وكذلك الأمريكية.

الرق في “زنجبار” أيام حكم العرب

ويقول مؤرخون إن الآلاف من سكان الدول والمناطق الأفريقية المجاورة كانوا يؤسرون ويباعون كعبيدٍ على أرض الجزيرة.

ورغم ازدهار الحالة الاقتصادية نتيجة لتعاون السلطان “سعيد البوسعيدي” مع أمريكا وبريطانيا في المجال التجاري (تجارة الرقيق)، قامت بريطانيا بالسيطرة على جزء كبير من اقتصاد زنجبار، وذلك لرغبتها في “تحرير العبيد” وإنهاء تجارة الرق، لتبدأ بريطانيا في التدخل في أمور زنجبار سياسيا.

استمر الخلاف حتى رُفع العلم البريطاني على أرض زنجبار لتعلن الوصاية الرسمية على جزر زنجبار في نوفمبر عام 1890، واستمرت لأكثر من 70 عامًا، نجحت خلالها بريطانيا في إحداث شقاق بين المكونين العربي والأفريقي لزنجبار.

وقاد ذلك إلى الإعلان عن نشأة جمهورية تضم جزيرتي زنجبار وبمبا، واتحدت الجمهورية الجديدة بعدها بفترة قصيرة مع تنجانيقا، والتي كونت بعد ذلك ما يسمى اليوم “تنزانيا”.

السلطان “سعيد البوسعيدي”

 

الثورة الدامية

هذا الشقاق انعكس على تكوين أحزاب سياسية تدعم فكرة “القومية الأفريقية”، لتفرق بين المسلمين من أصل عربي والمسلمين من أصل أفريقي، لتوضع بذرة الحرب الأهلية والهادفة لإنهاء وجود العرب على الساحل الأفريقي الشرقي.

سميت أحداث عام 1964 بثورة زنجبار الدموية، حيث سادت الفوضى، واحتدت الخلافات العرقية بين المسلمين من أصول مختلفة، استغل فيها الاستعمار المأجورين والمرتزقة الأفارقة من أجل الهجوم على المسلمين العرب.

مقتلة للعرب في “زنجبار”

وعلى الرغم من أنه لم تكن هناك أعداد دقيقة عن الضحايا، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن من قُتل من العرب بزنجبار كان بين 5 و11 ألفًا، ولم يبق من الخمسين ألف عربي بالجزيرة (سدس السكان) حينها سوى 12 ألفًا بسبب التهجير القسري.

وربما تَفَرد تطهير العرب العرقي في زنجبار في أنه مما صورت بعض مشاهده حية بواسطة التلفزيون الإيطالي في الوثائقي “وداعًا أفريقيا” (1966)، وعَرَض الوثائقي لمقتلة زنجبار ضمن فظاعات أفريقية وقعت بعد استقلال بلدان القارة.

ويرى المشاهد على الطبيعة كيف يُساق العرب قتلا على الهوية والمقابر الجماعية التي ضمت رفاتهم، وقد احتج سفراء من أفريقيا في إيطاليا على الفيلم الذي صدمهم عنفه واستقلال القارة ما زال بكرًا.

ورغم قسوة تلك المجزرة الدموية التي تعرض لها العرب، إلا أنها ظلت منسية ومهمشة إلا بنذر قليل في الكتب التاريخية المختصة في علم “الجنوسايد” أو عمليات الإبادة الجماعية، مثل “فظائع بلا عنوان في القرن العشرين” حرره آدم هيربرت.

بواسطة |2017-10-15T17:22:24+02:00الأحد - 15 أكتوبر 2017 - 3:28 م|الوسوم: , , , , , |

تجارة ونفوذ وأشياء أخرى.. خريطة الصراع في «جيبوتي» بلد القواعد العسكرية

موقع جغرافي مميز ربما لا تنافسها فيه أية دولة حول العالم، أهمية إستراتيجية قصوى، هدوء واستقرار وسط منطقة ملتهبة، ممر للتجارة العالمية، منطلق لعمليات مكافحة الإرهاب والقرصنة.. وغيرها من العوامل التي فتحت شهية الدول الكبرى من أجل إنشاء قواعد عسكرية فيها.

“جيبوتي”.. تلك الدولة العربية الأفريقية الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 23 ألف كيلو متر مربع، ويسكنها نحو 380 ألف نسمة، استثمرت تلك العوامل لتعويض فقرها في الموارد الطبيعية، ليدر عليها تأجير القواعد العسكرية نحو 160 مليون دولار سنويًا.

القواعد العسكرية كانت ترتبط على مدار عقود بمفاهيم السيطرة والاحتلال والاستعمار، لكن القواعد في جيبوتي لا علاقة لها بالسياسة الداخلية للبلاد لا من قريب ولا من بعيد، لكنها ترتبط بحماية الأمن الدولي الذي يضاعف من أهمية خليج عدن ومضيق باب المندب، بحسب وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف.

جيبوتي.. الكنز

يكتسب مضيق باب المندب – الذي تقع جيبوتي على شاطئه الغربي – أهمية دولية كممر مائي دولي، تشقه ناقلات النفط في طريقها من منابع الجزيرة العربية وإيران إلى أوروبا وأمريكا الشمالية عبر قناة السويس.

ومما يعزز تلك الأهمية كونه الممر الرئيسي للصادرات النفطية الخليجية والمنتجات الواردة من دول شرقي آسيا، وكونه مفتاح الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فضلًا عن أنه يربط بين خليج عدن والبحر الأحمر.

تعبر المضيق سنويًا 21 ألف قطعة بحرية تمرر من خلاله نحو 30% من نفط العالم أي نحو 3.3 مليون برميل، كما تعبر منه سنويًا 12 مليون حاوية بضائع تشكل نحو 10% من حجم التجارة العالمية.

الشواطئ الجيبوتية تستخدم الميناء كنقطة انطلاق الأساطيل الأجنبية المتواجدة في المنطقة بهدف مراقبة خليج عدن وحماية الممر المائي من عمليات القرصنة، فضلًا عما ألقاه الصراع في اليمن (صاحبة الشاطئ الشرقي للمضيق) خلال السنوات الأخيرة من ثقل وأهمية أكبر لهذا الممر.

وثمة أهمية محورية لجيبوتي في منطقة القرن الأفريقي، حيث يدخل خليج “توجورة” عمق البر الجيبوتي لمسافة 61 كم لتمثل منطقة آمنة للإبحار تجاه البحر الأحمر، تعبر فيها أهم الصادرات والواردات العالمية، ما زاد من أهميتها كونها من المحاور الرئيسية للتجارة العالمية، فأكثر من 80% من السلع التي تستوردها جارتها إثيوبيا، يتم إفراغها في ميناء “دوراليه”، أحد أكبر موانئ المياه العميقة في شرق أفريقيا.

وساعد قربها من المناطق الملتهبة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط في إضفاء المزيد من الأهمية الإستراتيجية على هذا الكيان الصغير، ما أهلها لأن تكون أهم دولة في مجال تأمين طرق التجارة وكنقطة انطلاق لمكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي.

فرنسا.. قاعدة بطعم الاستعمار

من بقايا الاستعمار، مثلت القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي الوجود العسكري الأقدم في البلاد، حيث سيطر الفرنسيون على جيبوتي عام 1850، وظلت تحت الهيمنة الفرنسية قرابة المائة عام، إلى أن أعلنت استقلالها لكن بصورة غير مكتملة، حيث رفضت فرنسا أن تتركها دون ضمان بقاء بعض قواتها بها.

لهذا السبب أبرمت فرنسا وجيبوتي اتفاقية عسكرية تسمح بتواجد ما بين 3800 و4500 جندي فرنسي على الأراضي الجيبوتية، تم تقليص العدد إلى أكثر من 1500 جندي كجزء من قوات حفظ الأمن.

وتعد القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي، أهم قاعدة للفرنسيين في القارة السمراء، مهمتها كما هو معلن حماية حركة التجارة عبر مضيق باب المندب، فضلًا عن الاشتراك في حماية جيبوتي من أي اعتداء خارجي أو داخلي، وهو ما حدث في مساعدتها في القضاء على التمرد عام 2001.

الوجود العسكري الفرنسي في جيبوتي ساهم أيضا في دعم المنظومة الاقتصادية والمعيشية للشعب الجيبوتي، حيث أفادت بعض التقارير الرسمية أن المساهمة الاقتصادية لعناصر هذه القوات وأفراد عائلاتهم في جيبوتي تمثل قرابة 130 مليون يورو، أي حوالي 25% من إجمالي الناتج الداخلي وما يساوي 65% من الموازنة.

القاعدة التي تحمل اسم “فورس فرانسيس جيبوتي (ffdj)”، محاطة بأسوار عتيقة عليها أسلاك شائكة، وتتكون من جزأين: مقر الإدارة على اليمين، ومقر القوات والآليات الحربية على اليسار، ويقع بينهما ميدان صغير تعبر منه سيارات سكان المدينة.

معسكر “لامونيير” الأمريكي

تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عسكرية وحيدة في أفريقيا، تقع جنوبي مطار “أمبولي” الدولي بجيبوتي، وهي قاعدة “لامونيير”، وبها ما يزيد عن 3 آلاف جندي أمريكي، وأنشئت في 2002، لمراقبة المجال الجوي والبحري والبري للسودان وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا، واليمن، وتمويل وتدريب جنود جيبوتي.

وفي مايو الماضي أمدت وزارة الدفاع الأمريكية إيجار القاعدة لعشر سنوات قادمة، وتصل تكلفة الإيجار في العقد الجديد إلى حوالي 60 مليون دولار سنويًا، بدلا من 30 مليونًا.

ومن هذه القاعدة، تنطلق عمليات “مكافحة الإرهاب” التي ينفذها الجيش الأمريكي في الصومال، حيث “حركة شباب المجاهدين” المسلحة، وفي اليمن، ضد تنظيم القاعدة، إضافة إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية في القارة.

في عام 2007 أسست وزارة الدفاع الأمريكية ما أسمته (القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا – أفريكوم) (USAFRICOM) وهي وحدة مكونه من قوات مقاتلة موحدة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية، ومسئولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية في أفريقيا عدا مصر، حيث تقع في نطاق القيادة المركزية الأمريكية.

قوات الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة

الاتحاد الأوروبي هو الآخر لم يكن بعيدًا عن السباق، حيث شكلت بعض دول الاتحاد قوة مشتركة أطلق عليها اسم “العملية الأوروبية لمكافحة القرصنة – أتلانتا”، مهمتها تتركز في العمل على تطويق جرائم القرصنة في مضيق باب المندب، ومراقبة حركة التجارة بها.

الاتحاد سمح بوجود مئات الجنود من 8 دول أوروبية هي: ألمانيا، بلجيكا، أسبانيا، فرنسا، اليونان، هولندا، بريطانيا والسويد.

اليابان على الخريطة

خريطة التواجد العسكري في جيبوتي لم تفلت منها اليابان، ففي عام 2009 أنشأت البحرية اليابانية قاعدة عسكرية في جيبوتي، تمكنها من المشاركة في التصدي للقراصنة الصوماليين، بما في ذلك ميناء دائم ومطار لإقلاع وهبوط طائرات الاستطلاع اليابانية.

وبدأت اليابان في التخطيط لتوسيع قاعدتها العسكرية بالتزامن مع محاولة لزيادة استثماراتها في أفريقيا أيضًا، وبدلًا من الاعتماد على منشآت عدة مستأجرة من القوات الأمريكية، تسعى اليابان إلى الحصول على مزيد من الأراضي للتوسع.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ارتفع عدد الجنود اليابانيين في جيبوتي، الذين يطلق عليهم اسم “قوات الدفاع المدني”، من نحو 150 عنصرًا إلى 400 عنصر، ويقيمون في منشآت على مساحة تبلغ نحو 30 فدانا، ويتنقلون عبر أربع طائرات من طراز “بي 3 سي”، واثنتين على الأقل من المدمرات البحرية اليابانية التي تشارك في تأمين مئات السفن التجارية وتراقب نشاط القراصنة والعناصر المشبوهة في خليج عدن.

 التنين الصيني حاضر

التنين الصيني كان حاضرًا على تلك الخريطة المعقدة، حيث أعلن في فبراير 2016 رسميًا البدء في تشييد قاعدة لوجيستية في جيبوتي، كأول منشأة عسكرية للصين في الخارج.

وتنوي بكين نشر قرابة 10 آلاف عسكري في هذه القاعدة، التي ستدفع أكثر من 20 مليون دولار سنويًا مقابل استئجارها، على أن يستمر العقد بين البلدين لمدة 10 سنوات.

اليمن تحرك السعودية

الحرب التي تقودها السعودية منذ مارس 2015 في اليمن تحت لافتة التحالف العربي لدعم الشرعية لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، دفعت المملكة إلى السعي للتواجد قبالة السواحل اليمنية على مضيق باب المندب.

وزير خارجية جيبوتي، قال إن الرياض تسعى من خلال القاعدة المزمع إنشاؤها إلى دعم تحالفها العربي العسكري في اليمن، وترسيخ أقدام الحكومة اليمنية الشرعية.

التعاون بين البلدين لن يقتصر على إنشاء قاعدة عسكرية فقط، بل سيشمل التعاون في كل الجوانب العسكرية بريًا وبحريًا وجويًا.

بواسطة |2017-10-15T22:01:55+02:00السبت - 14 أكتوبر 2017 - 5:00 م|الوسوم: , , , , , , , |

معهد واشنطن: 72% من مواطني الإمارات يرفضون حصار قطر

كشف استطلاع نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الخميس، أن 72% من مواطني دولة الإمارات يرغبون بالتوصل إلى تسوية للأزمة الخليجية، تُقدم فيها جميع الأطراف تنازلات بعضها لبعض لبلوغ حل يرضي الجميع.

وأظهر الاستطلاع، الذي عرض نتائجه الكاتب الأمريكي ديفيد بولوك (المختص بالحراك السياسي في بلدان الشرق الأوسط)، في مقال نشره المعهد على موقعه الرسمي، أن “أغلبية ساحقة من الإماراتيين تؤيد الصرامة إزاء إيران، وليس إزاء قطر أو الإخوان المسلمين”.

ومنذ 5 يونيو الماضي، تقود الكويت جهود وساطة حثيثة لحل الأزمة الخليجية المتواصلة، بعد أن قطعت 3 دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) إضافة إلى مصر، علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة بشدة. وثمة مخاوف تثار حول تأثير الأزمة الخليجية على انعقاد القمة الخليجية المرتقبة.

وحول خلاف الحكومة الإماراتية مع دولة قطر، قال مقال المعهد: “يميل الشعب الإماراتي إلى اتخاذ موقف أكثر ليونة، ومن المفاجئ أن تكون أغلبية ضئيلة تعارض في الواقع مقاطعة قطر بهامش 52% مقابل 46%”.

وقد أقر ثلث المستطلعين بأنه “في هذه الحالة تحتاج الدول العربية إلى المساعدة من قوى خارجية على غرار الولايات المتحدة لتخطي خلافاتها”، وفق الكاتب.

وأكد الإماراتيون أهمية الوحدة العربية ضد إيران، إذ بيّن ثلثاهم في الاستطلاع أن “النقطة الأهم هي تحقيق القدر الأكبر الممكن من التعاون العربي ضد إيران. كما يوافق إلى حدّ كبير (بهامش 86% مقابل 11%) حكومتهم وجهة نظرها السلبية إزاء سياسات إيران الراهنة في المنطقة”.

وقال بولوك: “وفي تناقض صارخ، تبدو المواقف الشعبية إزاء قطر وجماعة الإخوان المسلمين أكثر انقسامًا، وهي من ثم تمثل جزئيًا نقطة اختلاف مع سياسة الحكومة الإماراتية”، ويشير ذلك- بحسب المقال- “إلى مصدر استياء محتمل أو ضغوط قد تتنامى في أوساط عامة الناس لتقريب وجهات النظر نوعًا ما، فيما يخص هاتين المسألتين اللتين تثيران غضبًا رسميًا”.

وأكد أن “التسوية مع قطر تحظى على ما يبدو بتأييد شعبي أكبر، ويمكن تطبيقها من الناحية السياسية أكثر من أي انفتاح إماراتي على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة”.

وحول الأزمة الخليجية، قال بولوك: “إن التوصل إلى حل وسط مع قطر قد يساعد على زيادة توافق آراء دول مجلس التعاون الخليجي ضد إيران”. في حين رأى أن “أي انفتاح رسمي على جماعة الإخوان المسلمين سيؤدي بالتأكيد إلى تعقيد العلاقات الوثيقة بين الإمارات والسعودية ومصر”.

لكن الشعب الإماراتي ينقسم -بحسب المقال- حول هذا السؤال الرئيسي: “هل يحق لكل دولة عربية أن تختار بنفسها أي جماعات سياسية ودينية تريد أن تؤويها وتدعمها بصرف النظر عن آراء الآخرين؟ إذ لا توافق أغلبية محدودة من الإماراتيين على هذا التصريح، لكن نصفهم تقريبًا (44%) يوافقون عليه، وينحازون في الواقع إلى قطر فيما يخص خلافها مع الإمارات وأقرب حلفائها العرب”.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستطلاع أجري في أغسطس من قبل شركة تجارية إقليمية رفيعة الشأن (ولا تعنى بالسياسة على الإطلاق)، من خلال مقابلات وجهًا لوجه مع عيّنة تمثيلية شملت 1000 مواطن إماراتي، مع هامش خطأ إحصائي يقدّر بنسبة 3%، وفق المعهد.

بواسطة |2017-10-14T13:39:16+02:00السبت - 14 أكتوبر 2017 - 1:39 م|الوسوم: , , , , |

تركيا تنشر قواتها في إدلب لإقامة نقاط مراقبة ضمن اتفاق أستانا

بدأ الجيش في إنشاء نقاط مراقبة في محافظة إدلب شمال سوريا، اليوم الجمعة، في إطار إقامة مناطق خفض التوتر في سوريا وفقا لاتفاق أستانا.
وتدخل تركيا إدلب باعتبارها دولة ضامنة ومراقبة إضافة إلى روسيا وإيران.
وقال بيان من هيئة الأركان التركية، إن قوات الجيش بدأت تنفيذ اتفاق آستانة لخفض التصعيد بتأسيس نقاط مراقبة في الشمال السوري اعتبارا من 12 من هذا الشهر.
وبدأت العملية العسكرية السبت الماضي بعبور قوات “الجيش السوري الحر” المعارضة الحدود.
وبحسب شهود عيان فإن المركبات العسكرية التركية رافقها عناصر من “جبهة تحرير الشام” التي تعتبر القوى الأكبر والمسيطرة على إدلب.
وتمركزت القوات التركية في مواقع استراتيجية في إدلب، بالقرب من تحالف “قوات سوريا الديمقراطية” الذي يقود المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظة.
وتتخوف تركيا من تمكن أكراد سوريا من التمتع بالحكم الذاتي تمهيدا للانفصال وإقامة دولة كردية على حدودها، وهو أمر تعتبره أنقرة “تهديدا للأمن القومي”.
ودخلت إلى إدلب عشرات الدبابات والمدرعات التابعة للجيش التركي محملة على شاحنات.

بواسطة |2017-10-13T12:22:30+02:00الجمعة - 13 أكتوبر 2017 - 12:22 م|الوسوم: , |

ندوة بالبرلمان البريطاني تندد بأوضاع حقوق الإنسان في الإمارات

نظمت الحملة الدولية للحرية في الإمارات العربية المتحدة ندوة في البرلمان البريطاني بشأن ارتفاع التبادل التجاري بين لندن وأبو ظبي إلى 25 مليار جنيه إسترليني عام 2020، وتداعيات الصفقات العسكرية على ما وصفته “سجل الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الإمارات”، على حد تعبيرها.

وتركز الندوة على ما كشف عنه مؤخرا من أن شركة “بي.أيه.إي سيستمز” البريطانية تفاوضت لبيع الإمارات تكنولوجيا مراقبة إلكترونية.

وبحسب مزاعم الحملة الدولية للحرية، فإن الإمارات “متهمة باستخدام هذه التكنولوجيا لمراقبة شعبها وتقييد حرية التعبير وقمع الحراك السياسي، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من نشطاء حقوق الإنسان واجهوا التداعيات الكبيرة لهذه السياسة”.

وأوضحت الحملة أن الناشط أحمد منصور -الحاصل على جائزة مارتن إينالز لعام 2015- اعتقل في مارس الماضي لأنه دعا سلميا إلى إطلاق سراح معتقلي الرأي الإماراتيين.

كما زعمت أن الحكومة البريطانية “أجازت مبيعات أسلحة للإمارات استخدمت في ارتكاب جرائم حرب في اليمن”.

وكان من بين المتحدثين، الأردني يحيى المريات الذي قال إنه اعتقل لمدة خمس سنوات في الإمارات، وتحدث عن مزاعم “تعرضه لانتهاكات أثناء اعتقاله بتهمة التجسس لصالح إيران”.

بواسطة |2017-10-12T13:52:01+02:00الخميس - 12 أكتوبر 2017 - 1:52 م|الوسوم: , |

تقارير إسرائيلية: “كنيس يهودي” يجمع الأمير تركي الفيصل ورئيس الموساد السابق

كشف موقع “تايم أوف إسرائيل” أن مجموعات يهودية ستقيم 5 فعاليات في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهر الجاري لعمل حلقات نقاش حول مقترح حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، والتعاون السعودي الإسرائيلي بشكل خاص والعربي بشكل عام.

وذكر الموقع الإسرائيلي أنه من المقرر أن يتحدث أمير سعودي ورئيس الموساد السابق، خلال إحدى الفاعليات التي يستضيفها “كنيس يهودي” هذا الشهر، بمدينة نيويورك الأمريكية، خلال كلمتيهما التي تتمحور حول مقترح حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفعالية ستكون واحدة من بين خمسة اجتماعات أخرى، تعقد هذا الشهر في أربع مدن أمريكية كبرى، وستركز الاجتماعات التي ستعقد خلال تلك الفعاليات على إيجاد ترتيبات أمنية قابلة للتطبيق في إطار حل الدولتين.

ولفتت الصحيفة إلى أن منتدى السياسة الإسرائيلية، سيعقد فعالتين في نيويورك (22 أكتوبر) وفى لوس أنجلوس (29 أكتوبر) وحلقة نقاش في واشنطن يوم 24، وحلقتي نقاش في شيكاغو (25 و 26 أكتوبر).

وسيشارك في فعالية نيويورك التي ستعقد (في معبد إيمانو– إل ستريكر) حلقة نقاش مع إفرايمهاليفي المدير السابق للموساد، والأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودي والسفير السابق للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، و ميشيل فلورنوي، وكيل وزارة الدفاع الأمريكي السابق للشؤون السياسية.. كما ستضم الاجتماعات مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين وعربا.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن الفيصل، سبق أن ظهر مع مسؤولين إسرائيليين العام الماضي وأجرى نقاشا استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مع الجنرال (ريت) ياكوف أميدرور.

وقال ديفيد هالبيرين المدير التنفيذي لمنتدى السياسة الإسرائيلية: إن الفعاليات ستتيح فرصة لمناقشة المصالح الإسرائيلية السعودية بشكل خاص والعربية بشكل عام، والتي وصفها بأنها مصالح آخذة في التصاعد في الفترة الحالية.

وأكدت الصحيفة أن الاجتماعات التي ستقام خلال الفعاليات لن تقتصر على الحديث حول القضية الفلسطينية، ولكن أيضا ستشمل الاتفاق النووي الإيراني، والأوضاع في سوريا، وتهديد الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى، على حد وصف الصحيفة الإسرائيلية.

ماذا تعني زيارة الملك سلمان لموسكو بالنسبة لإسرائيل؟

تناول تحليل نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية زيارة الملك سلمان التاريخية إلى موسكو تحت عنوان “ماذا تعني زيارة الملك سلمان التاريخية لموسكوبالنسبة لإسرائيل؟.

التحليل سلط الضوء على الأرضية المشتركة التي تجمع إسرائيل بالمملكة، والوضع الذي قد ينتهي إليه الملف السوري.

وقالت الصحيفة إن الملك سلمان اختتم أمس الأحد زيارة استغرقت 4 أيام إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها ملك سعودي، وكان للزيارة العديد من الانعكاسات الواسعة على الشرق الأوسط.

آثار كبيرة

مع وصول التأثير الإيراني في منطقة الشرق الأوسط إلى أعلى مستوياته، فإن لهذه الزيارة آثارا كبيرة على إسرائيل، حيث تحاول إسرائيل التغلب على مخاوفها والتهديدات التي تواجهها متمثلة في بسط إيران نفوذها،لاسيما في سوريا ولبنان.

فهل تستجيب موسكو لمخاوف البلدين اللذين تجمعهما العداوة للدولة الشيعية؟ لاسيما أن العلاقات بين موسكو والرياض تشهد انفتاحا غير مسبوق، في ظل تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط منذ عقدين.

فالمملكة التي كانت تعتبر الركيزة الرئيسية للسياسات والتحالفات الأمريكية في المنطقة لأكثر من نصف قرن، شعرت أن بوصلة واشنطن بدأت تنحرف عن طريقها التقليدي فى ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وظهر ذلك جليا عندما أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال كلمة بقمة العشرين في يناير 2016،أن بلاده تريد تحسين العلاقات مع روسيا “واصفا روسيا بالقوة العظمي.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حظي بمعاملة سيئة خلال رحلته للمملكة فيأبريل 2016، عندما استقبله حاكم الرياض وليس الملك، فضلا عن تحدث تقاريرمتعددة بأن المملكة وروسيا ناقشا اتفاقا كبيرا حول الأسلحة منذ 2015.

وتأتي زيارة الملك سلمان في وقت فريد من نوعه في الشرق الأوسط، حيث جاءت بعد سنوات من اندلاع الثورات العربية التي كان من المفترض أن تجلب الديمقراطية للمنطقة، ولكنها بدلا من ذلك جلبت الصراع في ليبيا وسوريا، ومن وجهة نظر السعودية خلقت الفوضى والتطرف اللذين عملا على تهديد مصالح المملكة بشكل كبير.

فالمملكة أجبرت على التدخل في البحرين لوقف سقوط النظام الملكي في البحرين في 2011، ودعمت عزل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي لمحمد مرسي من السلطة عام 2013، ودعمت التمرد ضد بشار الأسد، وأيدت بيان جنيف 1،وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254والذي دعا لإجراء انتخاباتتحت إشراف الأمم المتحدة، في غضون 18 شهرًا.

ومؤخرا رحبت المملكة بانتخاب دونالد ترامب واستضافته في مايو الماضي لحضور القمة العربية الإسلامية، والتي حضرها 50 بلدا مسلما، والتي شهدت توجيه ترامب انتقادات لإيران.

مصالح مشتركة

وتشاطر إسرائيل والمملكة المصالح المشتركة فيما يتعلق بالمخاوف بشأن التهديد الإيراني للمنطقة، وانخراطها في الحرب السورية، ودعم حزب الله.

وكانت المملكة منذ اتفاقات الطائف عام 1989 حريصة على العمل كوسيط في الساحة اللبنانية، فقط لمراقبة حزب الله الذي ابتلع ببطء السياسية اللبنانية.

وفى عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عززت إسرائيل علاقتها الوثيقة بموسكو من خلال الاجتماعات الشخصية المتكررة والمكالمات الهاتفية بين المسؤولين في البلدين.

وشددت إسرائيل على أهمية حرمان إيران من قواعدها الدائمة في سوريا، وأبدت مخاوفهامن وجود إيراني بالقرب من الجولان المحتلة، خاصة بعد وقف إطلاق النار في يوليو بوساطة روسيا والأردن والولايات المتحدة.

مصلحة روسيا

وقال سفير إسرائيل السابق لدي روسيا،زفي ماجن، والذي يرأس حاليًا برنامج روسيا في معهد دراسات الأمن القومي: “إن الأمر أكثر بكثير من مجرد زيارة رمزية،فالزيارة تغير من صورة روسيا في المنطقة”.

وأضافأن السياق السوري مهم جدا بالنسبة لروسيا، وهي الداعم الرئيسي لنظام الأسد بجانب إيران عدو المملكة، وبينهما خصومة مريرة متواصلة وتنافس، وإسرائيل تشارك المملكة ودول الخليج فيهذه الخصومة مع إيران.

وذكر أن روسيا أصبحت عالقة مع إيران في سوريا، ولكن روسيا ليست مهتمة فقط في سوريا، أوأن تكون لاعبا صديقا لإيران على الطاولة، ولكن يتطلع الروس يحصلوا على الدور الذي طال انتظاره بأن يكونوا اللاعب الأهمفي المنطقة ككل جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة.

ومن أجل ذلك يمكن القول إن روسيا “عبرت النهر” فيما يتعلق بالترحيب بالملك السعودي والوفد المرافق له والذي بلغ 1500 شخص.

وفى لوحة الشطرنج المعقدة لروسيا وسوريا وإيران والسعودية، يقول “ماجن”: إن إسرائيل ليست اللاعب الرئيسي في هذه اللعبة بل أحد أطرافها فقط،فنحن لا نعرف ماذا ستكون نتيجة الزيارة، ولكن إسرائيل عموما في وضع جيد.

وقال يويلجوزانسكي عضو معهد الأمن الوطني في جامعة تل أبيب، إن الزيارة كانت مهمة، ورمزيتهاتعني الكثير في العالمالعربي،وكلمن السعوديين والإسرائيليين يرغبان في الحد من التدخل الإيراني في سوريا.

ولكي يحد الروس من النفوذ الإيراني في سوريا يقول السعوديون إنهم مستعدون لتقديم استثمارات لروسيا مثل صندوق الاستثمار.

وأضاف جوزانسكي أن الشيء الآخر الذي يهم السعوديين في سوريا هو الاستثمار في إعادة بناء سوريا، ويمكن للسعوديين القيام بذلك في المناطق السنية وتقوية السكان السنة.

وقد يكون ذلك مقابل وقف المملكة دعم الجماعات المتمردة المتطرفة فى سوريا، وتفهم السعودية أن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران له اليد العليا حاليا،وفقا لـجوزانسكي، معقبا بأن الأسد سيبقى رئيسا لوقت طويل، ولهذا يحاول السعوديون التخفيف من المخاطر وتقليل الخسائر.

وأشار إلى أن هناك لاعبا في هذه المسألة هو الولايات المتحدة الأمريكية، يدرس في الوقت الحالي تبني سياسة جديدة تجاه إيران، ربما تنتهي بالتخلي عن الاتفاقية النووية مع إيران أو إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية.

ويضف جوزانسكي: “يجب أن نتذكر أن الولايات المتحدة والسعوديين لديهما علاقات قوية، ولن تقوم المملكة بإحلال روسيا محل أمريكا بشكل كامل، وكل ما تريده هو عودة الاستقرار للمنطقة بعد ست سنوات من الفوضى في المنطقة، ولتحقيق ذلك فإنها تعترف بمخاطر الجماعات المتطرفة وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى مقايضة تتمثل في التنازل عن مطلب الإطاحة بالأسد من حكم سوريا مقابل تراجع النفوذ الإيراني.

 

بواسطة |2017-10-11T00:00:10+02:00الأربعاء - 11 أكتوبر 2017 - 12:00 ص|الوسوم: , , , |
اذهب إلى الأعلى