مؤتمر “حميميم”.. هل أنضج بوتين خطة الإطاحة بالمعارضة السورية؟

العدسة_ عبد الله العلي

خطوات روسية متسارعة وتحركات باتجاه تشكيل قوى شعبية سورية بذريعة إجراء مصالحة تضم النظام وأغلب أطياف المجتمع السوري والمعارضة.

الخطة التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهدف للإطاحة بالهيئة العليا للمفاوضات ونسف مسار مفاوضات جنيف من خلال التحضير لمؤتمر شعبي تحاول فيه موسكو حشد أكبر عدد ممكن وإقناع بعض القوى المحلية السورية للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده في قاعدة حميميم الجوية جنوب شرق مدينة اللاذقية، حيث تشير التوقعات إلى عقده في 10 نوفمبر 2017 المقبل.

حميميم، هذه القاعدة التي لطالما عرفت باستخدام القوات الروسية لها للبطش بالشعب السوري وانطلقت منها المئات من الطائرات الروسية والسورية التابعة للنظام وقتلت الآلاف من أبناء الشعب، تنطلق منها روسيا مرة أخرى ولكن باتجاه مسار سياسي للتحايل على الشعب السوري.

التحركات الروسية

تجري التحضيرات والترتيبات لعقد المؤتمر بمشاركة ممثلي مناطق خفض التصعيد والنظام والمعارضة والطوائف السورية المختلفة.

وتحاول موسكو إضفاء طابع شعبي وصبغة موسعة للمؤتمر عبر مفاوضاتها لضم الأكراد والمسيحيين إلى المكون العام للمؤتمر الذي تسعى لجمع أكثر من ألف مشارك فيه، بهدف تجاوز المعارضة الحالية المتمثلة في الهيئة العليا للمفاوضات.

وبهذه الخطوة تستفيد موسكو من التقدم الذي أحرزه نظام الأسد على الأرض واستغلال الإحباط لدى الشعب الذي يتوق لأي حل يعيد لهم أجواء الدفء ولم الشمل الغائبة عنهم منذ سنين.

ويقود تلك الاجتماعات والتحضيرات للمؤتمر مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث عقد العديد من اللقاءات مع شخصيات دينية واجتماعية وسياسية ومدنية ورجال أعمال من الطائفة المسيحية في مدينة القامشلي كما عقد لقاءات مع قيادات مناطق الإدارة الذاتية.

وبحسب شبكة “روداو” الإعلامية فقد ناقش بوغدانوف مطالب الأكراد من نظام الأسد للوصول إلى اتفاق  حول مخرجات المؤتمر المزمع عقده في قاعدة حميميم ورؤيتهم المستقبلية للبلاد.

وتشير التوقعات إلى عقد المؤتمر في 10 نوفمبر القادم بمشاركة ما يقرب من 1200 شخص بينهم نحو 100 شخص سيمثلون جميع أقاليم فيدرالية شمال سوريا.

أهداف المؤتمر

يشير “بوتين” إلى إحراز تقدم إيجابي في عملية التسوية السورية بفضل التعاون الروسي مع دول الأزمة “إيران وأمريكا وتركيا والسعودية وقطر”، فيما يخص إنشاء مناطق “خفض التصعيد”.

ويرى الرئيس الروسي أن الخطوة التالية تتمثل في تشكيل ما يسمى بـ “مؤتمر شعوب سورية” وهي خطوة يهدف منها إجراء مصالحة بين حكومة الأسد والمعارضة “الشكلية” الجديدة التي يريد تكوينها.

وتخطط سوريا لتشكيل هيكل جديد يضم ممثلين عن الحكومة وفصائل المعارضة، وكذلك جميع الطوائف العرقية والدينية.

ويقول بوتين: “إذا تسنى القيام بذلك بدعم من الدول الضامنة، والقوى الإقليمية الكبرى، مثل السعودية ومصر، فإنها ستكون خطوة تالية إضافية ومهمة جداً على طريق التسوية السياسية، ثم وضع دستور جديد”.

ويهدف مؤتمر حميميم لبحث 5 نقاط رئيسية تتمثل في مناقشة الوضع السوري بشكل عام، والنقاش حول الدستور، وخفض التوتر، وتشكيل لجان تفاوضية لمشاريع المستقبل، والتمهيد لمؤتمر مصالحة موسع.

وتتضمن الخطط الروسية إجراء انتخابات محلية وبرلمانية تنتهي بانتخابات رئاسية في 2021، إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات أوسع من الحكومة القائمة.

ووفقاً لصحيفة  الشرق الأوسط اللندنية فإن بوتين يريد استغلال قوة الوحدات الكردية المقاتلة على الأرض للضغط على نظام الأسد للقبول بالتفاوض على حل فيدرالي أو اتحادي للمناطق الكردية، خاصة وأن هذه الوحدات تضم أكثر من 70 ألف مقاتل وتسيطر مع فصائل عربية على ثلث مساحة سوريا.

 دوافع موسكو

تحاول موسكو الاستفادة من عدم اهتمام واشنطن بمسار مفاوضات جنيف وتركيز اهتمامها على محاربة تنظيم الدولة والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، فيما تعمل روسيا على ترجيح خيارها الجديد والانطلاق من الاتفاقات التي نجحت في إيجاد مناطق “خفض التصعيد” الأربعة نحو إقامة مجالس محلية بالإضافة إلى الإدارات الذاتية التي تتمتع بها بعض المناطق الكردية.

يأتي بعد ذلك عقد اجتماعات بين المجالس المنبثقة من هذه المناطق والحكومة في قاعدة حميميم بعد إقناع شخصيات معارضة من الخارج بالمشاركة في هذه الاجتماعات، لبحث مبادئ الحل السياسي وإعادة الثقة بين مختلف الأطراف.

ويعكس البيان الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 21 أكتوبر الجاري، وجود تقارب في الرؤية بين واشنطن وموسكو بشأن الحل السياسي في سوريا.

وقال ترامب في بيانه: “إننا سننتقل قريبًا إلى تنفيذ مرحلة جديدة سنقوم في إطارها بدعم قوات الأمن المحلية وخفض مستوى العنف في جميع أنحاء سوريا وتهيئة الظروف الملائمة لإحلال سلام مستدام بطريقة لن تسمح للإرهابيين بتهديد أمننا الجماعي مرة أخرى”.

وأوضح ترامب أن بلاده، بالتعاون مع حلفائها وشركائها، ستؤيد المفاوضات الدبلوماسية من أجل إنهاء ما وصفه بالعنف وتمكين اللاجئين من العودة إلى وطنهم بصورة آمنة، وتوفر عملية انتقالية سياسية تستجيب لإرادة الشعب السوري”.

كيف تراه المعارضة

ترى هيئة المفاوضات العليا التابعة للمعارضة السورية أن موسكو تحاول نسف مصداقيتها والتملص من مسار جنيف وإفشاله، وأن محاولات عقد مؤتمر حميميم تهدف من ورائها تجاوز الهيئة العليا للمفاوضات ونسفها، برغم ادعاء روسيا الظاهري بتأييدها.

ويرى يحيى العريضي الناطق باسم المعارضة أن موسكو تستغل حالة الوجع والتعب التي أصابت الكثير من الشعب وتلعب بأحلامهم في السكينة والهدوء وإعادة الإعمار

ووصف مؤتمر حميميم بأنه شكل من أشكال المصالحات التي يجريها النظام في بعض المناطق السورية، ولكن على نطاق أوسع، مشيرًا إلى أن من يستجيب لهذه المصالحة فهو يقف في صف النظام، لأن المحصلة في النهاية هي إعادة إنتاج النظام ولكن بشكل مختلف.

بواسطة |2017-10-23T17:03:18+02:00الإثنين - 23 أكتوبر 2017 - 5:45 م|الوسوم: , |

مؤرخ أمريكي: 3 أسباب وراء إصابة السعودية بـ”البارانويا” المفاجئة

العدسة_ ترجمة هادي أحمد

سلط المؤرخ والأكاديمي الأمريكي “جيمس ل. جيلفين” المتخصص في شؤون الشرق الاوسط المعاصر الضوء على ما وصفها بـ”البارانويا” أو “جنون الارتياب” المفاجئ الذي أصاب المملكة في العقد الماضي ودفعها إلى تغيير سياساتها الداخلية والخارجية.

وأرجع الكاتب في تحليل نشره موقع theconversation.com السبب وراء هذه الحالة التي أصابت المملكة إلى 3 أسباب رئيسية وهي انتفاضات الربيع العربي، وسياسيات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وانهيار أسعار النفط.

وإلى نص التقرير..

في الماضي، كانت المملكة تعتمد على ثروتها النفطية الهائلة، بجانب الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بأمنها؛ فقد اعتادت، في السابق، شراء الأصدقاء ومكافئة الأعداء والأعداء المحتملين، واستخدمت الإجراء الأخير لضمان بقائها، وباستثناءات قليلة لم تتورّط المملكة بشكل مباشر في الشؤون الداخلية لجيرانها.

لكن هذه السياسية التي كانت تتبعها المملكة تغيرت خلال العقد الماضي، وتدخلت المملكة عسكريًا في البحرين واليمن، كما ساعدت في تمويل عملية الانقلاب العسكري التي نفذها وزير الدفاع المصري في عام 2013 للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، كما دعمت مسلحين في كل من ليبيا وسوريا، وشكلت تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، وقادت حملة مقاطعة ضد جارتها الصغيرة قطر.

” الملك عبد الله ” و ” السيسي “

 

” علي عبد الله صالح ” و ” الملك عبد الله “

 

” ملك البحرين ” و ” الملك عبد الله “

 

لماذا هذا التغير المفاجئ؟

واستنادًا إلى التطورات الأخيرة، فمن الواضح أن المسؤولين السعوديين يفترضون أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على ضماناتهم الأمنية التقليدية المتمثلة في النفط والولايات المتحدة الأمريكية، ويتصورون أنّ الضمان الوحيد لأمنهم أصبح بسط عضلاتهم والاعتماد على أنفسهم لمواجهة أي تهديد.

كمؤرخ لتاريخ الشرق الأوسط الحديث، لأكثر من 30 عامًا، أعتقد أنّ هناك 3 أسباب للتحول في الموقف الأمني في السعودية وهي: انتفاضات الربيع العربي  في عامي 2010 و2011، وسياسيات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وانهيار أسعار النفط.

تهديد محتمل

نظرت المملكة إلى الربيع العربي على أنه كارثة محتملة؛ فالحكام السعوديون- المدعومون من الغرب- يريدون استمرار الوضع الراهن في المنطقة، ولم تكن الانتفاضات العربية مهددة فقط لحلفاء المملكة ، كـ”مصر والبحرين ، ولكن تهدد أيضا النظام الإقليمي وأسس الشرعية في المملكة، كما هددت بتوسيع نطاق الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان في المنطقة وهو أمر يخشى منه النظام السعودي.

وعلاوة على ذلك، يخشى النظام السعودي أن تعمل انتفاضات الربيع العربي على توسيع النفوذ الإيراني في جميع أنحاء الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ومن أجل ذلك سارعت المملكة بالتدخل عسكريًا في اليمن، حيث يعتقد أن إيران متورطة في المسألة اليمنية عن طريق دعم الحوثيين.

وفي الواقع، أدت المظالم المحلية وليس التدخل، إلى نشوب حرب أهلية في اليمن، ووجهت السعودية نفس الاتهامات التي قالتها في البحرين المتعلقة بإيران، ورغم  ذلك فشلت اللجنة الملكية التي عينها ملك البحرين في العثور على أية أدلة بالتدخل الإيراني في البلاد.

كما هددت الانتفاضات بتمكين جماعة الإخوان المسلمين، والحركات الإسلامية الأخرى التي على شاكلتها في جميع أنحاء المنطقة.

وتعتقد العائلة المالكة في السعودية جماعة الإخوان أنها تمثل نموذجا توفيقيا بين الدين والسياسة، ما يعد أمرًا يدعو للتنافس مع رؤيتها الخاصة بين الدين والسياسة.

وبينما ربطت الجماعة الدين بالسياسة، سعت العائلة المالكة إلى إبعاد أحدهما عن الآخر لمنع نشوء حركة إسلامية محتملة لزعزعة الاستقرار، وتعد هذه استراتيجية المملكة للبقاء منذ عام 1932.

وبناءً على طلب من الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسس المملكة، أكد علماء الدين السعوديون على مبدأ طاعة ولي الأمر ما دام ولي الأمر مسلمًا، ولا يزال موقفهم حتى الآن. كما غضب السعوديون من الأمريكيين الذي قالوا إنهم قدموا الدعم لانتفاضة الربيع العربي.

فى حين كانت الحكومة الأمريكية، في واقع الأمر، لديها رؤية متباينة فيما يتعلق بالانتفاضات، لأن الحكام الأوتوقراطيين الموجودين في السلطة، عززوا المصالح الأمريكية في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، وشعر السعوديون بالغضب لأنّ الولايات المتحدة لم تقدم دعمها غير المشروط للحكومات الاستبدادية التي كانت تدعمها منذ فترة طويلة.

” باراك أوباما “

سياسة أوباما

هذا يقودنا إلى السبب الثاني للبارانويا السعودية وهو سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منطقة الشرق الأوسط.

على عكس سلفه جورج بوش الذي ركّز اهتمامه على الشرق الأوسط، اعتقد أوباما أن الولايات المتحدة يجب أن تصب اهتمامها على شرق آسيا، حيث يجري تحديد المستقبل، وليس التركيز على منطقة معرضة للصراعات والركود الاقتصادي مثل الشرق الأوسط .

وهكذا كان أوباما يتطلع إلى خفض التزامات في المنطقة وحل النزاعات أو على الأقل جعلها أقل وطأة، بحيث يمكن للولايات المتحدة أن توجه انتباهها في مكان آخر في العالم .

وهذا كان أحد الأسباب التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي في إيران، ومحاولة استئناف المحادثات الاسرائيلية، والأهم من ذلك كله، سعي أوباما إلى جعل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية يتحملون المزيد من المسؤولية للدفاع عن أنفسهم.

غير أنّ استراتيجية اوباما الكبرى، جعلت حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة يخشون تخليها عنهم، ووجد السعوديون تعليقه بأنهم يجب أن يتعلموا “تقاسم الحياة” مع الإيرانيين بشكل خاص أمرًا مرعبًا.

” مصفاة نفط “

اعتماد المملكة على النفط

السبب الأخير لإصابة السعوديين بالذعر المفاجئ يرجع إلى انهيار أسعار النفط، من يونيو 2014 إلى ابريل 2016، انخفضت الأسعار بنسبة 70 % لأسباب متنوعة، من الوفرة الموجودة في السوق ، ووجود مصادر أخرى للوقود، ووفرة الاحتياطات.

ويعتقد معظم الاقتصاديين أنّ سعر النفط سوف ينتعش- وإن لم يكن إلى مستويات الذروة السابقة- لكن هذا لم يمنع الدول المنتجة للنفط من اتباع نصيحة صندوق النقد الدولي اتخاذ خطوات لتنويع الاقتصاد، وكانت المملكة الدولة الأكثر تقبلًا لنصائح الصندوق.

وفى ربيع 2016 ، كشف ولي ولي العهد وقتها الأمير محمد بن سلمان، عن خطة بعنوان رؤية 2030 وتدعو الخطة إلى خصخصة الأصول الحكومية، بما في ذلك التعليم و5% من شركة أرامكو، وتقليل الدعم المقدم للنفط والكهرباء والمياه، وفرض ضريبة على الدخل، وخلق وظائف في القطاع الخاص..

إن احتمالات نجاح المملكة لتحويل اقتصادها، لتكون قادرة على المنافسة عالميًا خلال 13 عامًا ليست عالية، وهذا يعني أن بين هذه الأمور، استبعاد الأداة الأكثر فاعلية التي يتعين على الحكومة السعودية الحصول عليها وهو الحصول على التأييد الشعبي ( شراءه).

فعندما هددت الانتفاضات العربية بالانتقال إلى المملكة لجأت المملكة بتوزيع منح بقيمة 130 مليار أمريكي لسكانها للحفاظ على ولائهم.

وهذا يعني أيضا، ضمان التدفق الحر للمعلومات في بلد تكون فيه الشفافية على جميع مستويات الحكم والتجارة تعد عملة.

فى عام 2017 ، احتلت المملكة المرتبة 168 من بين 180 دولة شملتها دراسة استقصائية، فيما يتعلق بحرية الصحافة.

وأخيرًا فإن ذلك يعني مواقف متغيرة فيما يتعلق بسوق العمل، في بلد لا تشكل فيه النساء سوى 22 % من القوى العاملة، ويتحمل الأجانب مسؤولية الأعمال الشاقة والصعبة.

وبالفعل تخلى محمد بن سلمان عن بعض المقترحات الطموحة الواردة في رؤية 2030 ، ومن غير المرجح أن تكون هذه الرؤية أكثر نجاحا من الحرب الفاشلة في اليمن والتي قادها ولي العهد أيضًا.

بواسطة |2017-10-23T13:55:11+02:00الإثنين - 23 أكتوبر 2017 - 3:00 م|الوسوم: , |

كيف نجحت “الصين” و”روسيا” فى تحويل أعداء المنطقة  إلى أصدقاء؟

العدسة_ مترجم_ هادي أحمد

مازال المحلل السياسي والكاتب المتخصص فى الشؤون الدولية والصراعات “فيديريكو بييراتشيني”  يستكمل تحليله المطول عن الاستراتيجية التي استخدمتها كل من الصين ورسيا؛ لتحويل عدد من دول المنطقة من أعداء إلى أصدقاء، وفي هذا الجزء يكمل الكاتب الآليات التي اتبعتها الدولتان لجمع فرقاء المنطقة على طاولة واحدة، لينتهي في نهاية تحليله إلى سلسلة من الاستنتاجات، يرصدها في سبع نقاط..

وهذا نص الجزء الثاني من التحليل..

من محايد لصديق

وفى محاولةٍ لتحويل نفسها لدولة أكثر حيادًا، قد تحاول الرياض تحقيق التوازن بين التأثير الاقتصادي والعسكري والأمريكي بدعم روسي وصيني، كما تجدر الإشارة إلى أهمية روسيا والصين في إقامة دولة محايدة ذات قدرة إنفاق كبيرة فى المنطقة.

وفيما يتعلق بالحالة تركيا، فقد اقترن التدخل الروسي فى سوريا، بالطموحات التركية لكي تصبح مركزًا للطاقة الأوروأسيوية، وهو ما دفع موسكو وأنقرة للعمل معًا، ونتيجة للعمل الدبلوماسي الفعال بعد إسقاط تركيا لطائرة روسية، تحسنت العلاقات تدريجيًا، وحدث بالتوازي تحقيق الجيش السوري والقوات الجوية الروسية للنجاج ضد “الإرهابين المدعومين من تركيا”، كانت الهزيمة التركية واضحة بالفعل قبل 12 شهرًا.

وفى الأشهر الأربعة الأخيرة، يبدو أنّ علاقة أردوغان غيّرت من أولوياتها، مع التركيز على القضية الكردية، وعلى علاقاتها المتنامية مع قطر ، وفى الوقت ذاته، فإنّ تركيا تنأى بنفسها عن حلفائها فى حلف شمال الأطلسي، وتزداد انجذابًا أكثر فأكثر نحو محور المقاومة الذي يتكون من إيران والعراق وسوريا.

وقد وضعت محادثات السلام فى “أستانا” أساسًا للجهود الدبلوماسية، التي تبذلها طهران وموسكو؛ لإقناع أنقرة بالتخلي عن الخيار العسكري (على الرغم أن ذلك كان واضحًا بالفعل بعدما قررت موسكو التدخل) وبدلاً من ذلك، سيتم تشجيع أنقرة على فتح صفقات هامة للطاقة بين أنقرة وموسكو.

ويبدو أن موسكو قررت الآن أن تصبح مركزًا للطاقة يحمل الغاز التركي من روسيا إلى أوروبا، وكذلك الغاز من قطر وإيران، بل يبدو أنّ الصين لديها نية فى التواصل مع المنشآت التركية لتوريد الغاز والنفط، مما يزيد من دور أنقرة كمركز رئيسي لنقل الطاقة فى المنطقة.

الأمر الآخر الذي دفع أردوغان للتخلي عن سوريا هو “القضية الكردية”؛ حيث تعمل قوات سوريا، التي تتألف أساسًا من مقاتلين أكراد، فى سوريا تحت إمرة وسيطرة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقد استمرّ التباين بين أنقرة وواشطن حول الأكراد فى النمو حتى أثناء إدارة ترامب، على عكس التوقعات خلال فترة الانتخابات الأمريكية، ومع الاستخدام التدريجي لقوات الدفاع الذاتي فى سوريا، من قبل التحالف الدولي برئاسة واشنطن، انتهت استراتيجيات ترامب وأوردغان إلى الصدام.

فترامب يحتاج إلى أن يعطي إنطباعًا لجمهوره المحلّي أن الولايات المتحدة تكرّس جهودها لمكافحة داعش، حتى ولو كان ذلك يعني الاعتماد على الأكراد الذي يهدد الاعتماد عليهم بقطع العلاقات مع تركيا، ويرى أردوغان أنّ الأمر يتعلق بالأمن القومي.

وقد تصاعد الوضع إلى حدّ وصل للنزاع الدبلوماسي منذ أيام، أدّى إلى تبادل تعليق إصدار تأشيرات الدخول من السفارتين فى أنقرة وواشنطن.

ويرى أردوغان أنّ المساعدات الأمريكية للأكراد تعتبر أسوأ أنواع الخيانة من قبل حليف الناتو، ولذلك كان ردّ الفعل الطبيعي على هذه الأعمال من قبل الولايات المتحدة هو الاتفاق بين العراق وإيران وسوريا وتركيا؛ للحفاظ على السلامة الإقليمية إزاء القضية الكردية.

وكخطوة أولى من أجل تهدئة المنطقة وإعادة بنائها وإدماجها فى مشروع طريق الحزام الواحد وطريق الحرير البحري وممر النقل بين الشمال والجنوب، يجب وقف الحروب وسيادة الدبلوماسية.

وبالنسبة لأنقرة فهي فرصة للخروج من الحرب فى سوريا دون أن تظهر كأحد الفصائل المهزومة، ومن ثم المشاركة فى محادثات أستانا مع روسيا وإيران، وفى الوقت نفسه توكد على أهمية موقعها الجغرافي كمركز لتوزيع الطاقة فى شبه قارة أورآسيا، هذا كله على حساب واشنطن وكسر ضغوطها.

من جانبها رفعت موسكو كافة العقوبات المفروضة على تركيا، والعكس بالعكس، من المتوقع حدوث زيادة كبيرة للنمو فى السنوات المقبلة، أما بالنسبة لمبيعات الأسلحة إلى المملكة فإنّ النفوذ الروسي آخذ فى الاتساع، وذلك بفضل أنظمة صواريخ S-400 التي يجري بيعها إلى أنقرة وتعدّ تلك الصورايخ جهدًا إضافيًا لردع العدوان الأمريكي، ولكنه أيضًا مؤشر على إرادة أنقرة للتنويع، للمرة الأولى عسكريًا، ما يعد دعامة للنظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب.

وقد أعادت أنقرة، بعد العديد من الفشل الدبلوماسي والعسكري، بناء دورها فى المنطقة جنبًا إلى جنب مع إيران وقطر، فى سياق تضمن فيها شراكتها مع موسكو، وبكين، يضمن من خلال أردوغان الحصول على هامش الانسحاب تدريجيًا، من نظام الناتو الذي جلب له الكثير من المشاكل، للدخول في منظمة شنغهاي للتعاون، والتي يمكن أن يختم مرور أنقرة إلى العالم متعدد الأقطاب، ليصبح فى عملية تحالف كامل مع موسكو الصين.

وفي هذه الأثناء من الممكن القول إنّ موسكو وحلفاءها نجحوا فى مهمة كانت غير مرجحة، تتمثل فى تحويل دولة كانت على شفا مشاركة مباشرة للحرب فى سوريا فى محاولة للإطاحة ببشار، إلى أحد أهم الضامنين للسلامة الإقليمية لسوريا .

وقد وافق أردوغان على أن يبقى الأسد فى السلطة فى المستقبل القريب واتفق حتى على المساعدة فى محاربة الإرهابيين فى سوريا، كما يتضح من العمليات العسكرية التركية الأخيرة فى إدلب.

مدى دعم هذه الصداقة الجديدة بين موسكو والرياض وأنقرة لم يتم اختبارها بعد، ولكن من المعروف أنّ أردوغان والملوك السعوديين، لا يحافظون على كلمتهم، وعلى هذا النحو، يبدو أنّ هذا أمر جيد من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية للثلاثية الإيرانية الروسية والصينية.

فالحرب فى سوريا انتهت تقريبًا، تم تحييد الجماعات الإرهابية التي يدعمها السعوديون والأتراك، كما تم تحييد التكامل الاقتصادي والعسكري الكامل بين أوراسيا وأنقرة، كما تم تحديد شروط التكامل الاقتصادي والعسكري الكامل بين أوراسيا والرياض.

دعم الأصدقاء 

وفى نهاية المطاف تجدر الإشارة إلى مساهمة روسيا والصين وإيران للحكومة والشعب السوري، وعلى مدى السنوات الستّ، من الحرب فى سوريا، لم تنجح إيران أبدًا فى المساهمة من حيث القوى والمعدات والدعم اللوجيستي فى المعركة ضد الإرهاب.

وقد اتخذت موسكو فى المراحل المبكرة من الصرع، حتى قبل التدخل المباشر، خطوات لتسوية الديون الخارجية السورية، وقدمت الأموال من خلال توفير الأسلحة والطاقة واللوجيستيات كوسيلية للإسهام بنشاط فى هزيمة الإرهابيين فى سوريا.

وقد مهّدت الصين الطريق أمام مستقبل سوريا من الناحية الاقتصادية، معلنة أن البلاد طريق عبور مهم ووجهة نهائية لجزء من مبادرة الحزام وطريق الحرير، وستسمح القوة الاقتصادية الصينية لدمشق بإعادة بناء ما  دمرتها ست سنوات الحرب.

ومع قدرات عسكرية روسية، سيكون لدى دمشق كل الوسائل للإزمة لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار فى البلاد ووضع الأساس لمنع أي عدوان غربي فى المستقبل.

ومن منظور سياسي ودبلوماسي، فإنّ الأعمال المشتركة لطهران وبكين وموسكو، جنبًا إلى جنب مع دمشق، هي جزء لا يتجزأ من المحور الذي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ويصل الى البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن يذهب لتركيا.

ومع تضافر العناصر الاقتصادية والعسكرية والسياسية، نجَت سوريا من حرب لم يسبق له مثيل، وظهرت بوصفها الفائز، مما يضمن قدرتها على تحديد مستقبلها بشكل مستقل دون تدخلات يفرضها الخارج.

سلسلة استنتاجات

– من المتوقع أن يؤدي المسار الذي تتبعه (موسكو – طهران – بكين) إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط؛ جراء حل الصراع السوري، وبعض العناصر الرئيسية لهذا التغير العالمي الذي نشهده تتمثل فى: الضغط الاقتصادي الصيني على السعودية لقبول دفع ثمن النفط باليوان، والقضاء على الإرهاب فى العراق والدول المجاورة، والتحايل على العقوبات المفروضة على إيران، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وتحويل تركيا إلى مركز إقليمي لتوزيع الطاقة.

– تدخل الصين اقتصاديًا فى عدد من المناطق وخاصة منطقة الشرق الأوسط، لدعم القوة العسكرية الروسية، من خلال المال والدبلوماسية والاستثمار الاقتصادي توفير السيولة للحلفاء، كما هو الحال مع موسكو عندما تعرض لعقوبات غربية.

– بالنسبة لبكين فإنّ تراجع الإرهاب يعد عاملًا رئيسيًا فى تعزيز تنمية الصين للبنية التحتية لطريق الحريري 2 ما يسمح لبكين بالدخول إلى مناطق دمرت فى الشرق الأوسط لتقديم خطط إعادة إعمار سهلة.

– فى الوقت الراهن يبدو أنّ سوريا ومصر وليبيا وباكستان لها أهمية كبيرة لاستراتيجيات الصين المستقبلية، وتقود روسيا والصين مؤسسات مثل بريكس ، UEE SCO  AIIB ،وتتمثل استراتيجية الصين الكبري في دعم ايجاد بديل للنظام العالمي النيوليبرالي، القائم على الدولار الأمريكي واحتواء آثار انخفاض الإمبراطورية الأمريكية.

– سيتعين على الدول أن تختار بين نظامين: إذا ما كانت تريد النظام العالمي متعدد الأقطاب القائم على أساس الصداقة  التعاون المربح بين الجانبين، أو  نظام القطب الواحد القائم على أساس القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية المتراجعة.

– إنّ الدعم الاقتصادي الصيني القوي، جنبًا إلى جنب مع الجيش الروسي، فضلًا عن أهمية إيران فى منطقة الشرق الأوسط، يحميان بنجاح دولًا مثل “سوريا” من التدخلات العسكرية الأمريكية، وتدق إسفينًا بين الحلفاء الأمريكين القدامى، وتمهد الطريق لعزلة واشنطن المخطط لها اقتصاديًا وعسكريًا فى المنطقة.

– وهكذا فإنّ البلدان التي تواجه الضغوط الأمريكية بشكل مماثل، مثل كوريا الجنوبية والمكسيك وفنزويلا، سوف تنجذب بشكل أكبر إلى العالم متعدد الاقطاب بقيادة روسيا والصين، ما يعمل على تسريع تراجع ونفوذ الولايات المتحدة خارج الشرق الأوسط .

ولهذا فإنّ النظام العالمي متعدد الاقطاب وجد ليبقى، والولايات المتحدة الأمريكية لم تعد القوى العظمي الوحيدة، بل من بين اثنين من القوى النووية الأخرى المسلحة، وكلما أدركت الولايات المتحدة ذلك، كلما كان ذلك أفضل للبشرية وللسلام فى جميع أنحاء العالم.

بواسطة |2017-10-23T16:10:59+02:00الإثنين - 23 أكتوبر 2017 - 1:16 م|الوسوم: , , , , , |

بعد تحرير الرقة.. أكراد سوريا يخشون «غدر واشنطن» فكيف سيتصرفون؟

العدسة_ مؤيد كنعان

يقف القادة الأكراد الآن وسط مدينة الرقة، بعد سيطرتهم عليها وطرد تنظيم “الدولة”، ينظرون لبعضهم البعض، عيونهم جميعًا داخلها قلق مقروء وواضح، أما مبعث هذا القلق، فهو السؤال: ماذا بعد؟

السؤال المقلق لا يحمل فقط رفاهية التخطيط لمستقبل ما بعد السيطرة على الرقة وإمكانية الانطلاق للسيطرة على مزيد من الأراضي..!!

ولكن يتعلق أيضًا بحيرة اللحظة الراهنة، حيال الحلف الأمريكي ومدى استمرار دعمه للأكراد، وعدم ارتكاب “خيانة” كما حدثت في كركوك منذ أيام، كما يراها الكرد، عندما تخلت واشنطن عن كردستان العراق وتركت “بارزاني” ومئات من مقاتليه وحدهم أمام قوات الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي.

تجربة كركوك

نستطيع الجزم الآن أن ذكريات كركوك المؤلمة تحاصر أكراد سوريا وتدفعهم للتفكير ألف مرة، قبل التمادي مع أمريكا فيما بعد الرقة، هم حتى لا يثقون في واشنطن بالقدر الكافي، بعد ما حدث في كردستان.

هل إذا قرر النظام السوري، مدعوما بروسيا شن حملة لاستعادة الرقة من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، سيجد مقاومة ورفضًا من الولايات المتحدة، أم أنها ستترك الأكراد في الرقة لمصيرهم كما حدث في العراق منذ أيام؟ إنها حتى لم تُدِن ما حدث في كركوك.. هذا هو لب الموضوع.

ما عزز هذه المخاوف لدى الأكراد في سوريا هو عدم اتفاق واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية على استمرار التقدم بعد الرقة، مما جعل الأمر شديد الغموض والقلق أيضا، وهناك أنباء تشير إلى أنّ أمريكا تركت الخيار للأكراد في مواصلة التقدم بعد الرقة أو الوقوف.

لكن لحظة كتابة هذه السطور، تناقلت وكالات الأنباء أخبارًا تفيد بأنّ قوات سوريا الديمقراطية  سيطرت على حقل نفط رئيسي في محافظة دير الزور، وهو حقل “العمر”، أحد أكبر حقول النفط السورية والذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات..

هذه السيطرة ربما تعقد الأمور أكثر ويتطلب الامر مزيدًا من الدعم الأمريكي، لأن السيطرة على هذا البئر المهم ستثير شهية دمشق وموسكو لطرد الأكراد منه، ولا ينسى أحد أن الجيش العراقي عندما انهار أمام تنظيم الدولة كان الباب مفتوحًا أمام الأكراد للسيطرة على حقول نفط كركوك، لكن الأمر مثّل ازعاجًا للعراق وإيران.

ما دعم القلق أيضًا أن الأكراد علموا جيدًا أن كل ما يهم واشنطن هو مكافحة تنظيم “الدولة” وإيجاد وقود للمعركة ضده، وبالفعل كان الدعم الأمريكي للأكراد في شمال العراق لأجل محارية التنظيم…

لكن عندما سيطر الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي على زمام الأمور ودحروا التنظيم في معظم أنحاء العراق، تخلّت واشنطن عن الأكراد، وهو ما يبدو أنه قد يتكرر في سوريا، نظرا لأن تنظيم “الدولة” هناك أيضا فقَد معظم قواته على أيدي قوات النظام السوري والقوات الروسية.

وضع معقد

الوضع في شمال سوريا بات أكثر تعقيدا، وربما يشهد تطورات لم تكن في حسابات البعض، خصوصا وأن الشمال يعد رمانة الميزان بين الدول الكبرى في سوريا، تركيا تريد منع دويلة الأكراد، والروس يدعمون الأسد ويبحثون تمكينه، بينما الأمريكان لا تُعْرَف وجهتهم هل يواصلون دعم الأكراد أم أنهم سينسحبون ويتركونها عرضة للتقدم من قبل قوات الأسد، تماما كما فعلوا مع أكراد العراق.

في تحليل لصحيفة “واشنطن بوست” عن الأمر، نقلت عن نيكولاس هيراس”، المحلل الأمني الأمريكي قوله إن الأمر سيكون كارثياً إذا ما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من تلك المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه “لم يعرف فيما إذا كانت إدارة ترامب مستعدة للبقاء في شمال شرق سوريا لتوفير الحماية لحلفائها الأكراد أم أنها ستنسحب..

وبالتالي فإنها قد تتركهم عرضة للتقدم من قِبل قوات النظام السوري، تمامًا كما فعلت مع أكراد العراق عندما سمحت واشنطن للحكومة المركزية ببغداد باستعادة مدينة كركوك من قبضة القوات الكردية التي كانت تحكم المدينة”.

كيف سيتصرف الأكراد؟

وفقًا لمحللين، فإنّ أكراد شمال سوريا لا يوجد أمامهم خيارات كثيرة، وفي حال بدت بوادر من أمريكا بتخليها عنهم، فإن بدائلهم هي:

قد يلجئون إلى التكتل الروسي التركي، فمن ناحية، روسيا تمتلك مفاتيح مهمة للوضع في سوريا، ومن ناحية أخرى ستكون موسكو ضامنًا لعدم فتك تركيا بالأكراد.

في هذا الإطار، ينظر إلى الزيارة المفاجئة التي أجراها وفد روسي، مصطحباً معه آخر تركي إلى مناطق كردية في سوريا، وإجراء مباحثات مع مسؤولين أكراد.

تنسيقيات مسلحين أكراد قالت إن مروحيات روسية هبطت في مطار منج العسكري الخاضع لسيطرة القوات الكردية في ريف حلب الشمالي، ترافق ذلك مع دخول وفد روسي – تركي إلى المطار والمناطق المحيطة.

وأضافت التنسيقيات أن الوفد زار مدينة تل رفعت، وبقرى، وبلدات كفرنايا  منغ،  ومرعناز، وحربل، ودير جمال.

ولا ننسى أنه كان هناك تنسيق عسكري من قبل بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الروسية، والتي ساعدتهم على استعادة مطار منج من تنظيم القاعدة في 2016.

عزيز بارزاني، المحلل العراقي المختص في الشأن الكردي والعلاقات الأمريكية الكردية، قال في تصريحات إعلامية، إن “أكراد سوريا يسألون ماذا سيكون مستقبلهم في حال انسحبت الولايات المتحدة بعد طرد داعش من الرقة؟”، مبيناً أن “الروس على الخط أيضاً، والأكراد لديهم علاقات معهم”.

وتابع المختص في الشأن الكردي: “إذا افترضنا انسحاب أمريكا فسيكون الروس على الخط، وسيحاولون أن يكونوا حلقة وصل بين الأكراد والحكومة السورية، على الرغم من تقارب أمريكا وأكراد سوريا، إلا أنّ لديهم أيضًا علاقات مع الروس”.

لكن وجهة نظر أخرى تشير إلى أنّ التمسك الأمريكي بأكراد سوريا سيكون مهمًا، ولكن بحدود، لإحداث توازن مهم مع الروس والأتراك، ولئلا تفقد واشنطن جميع أوراقها بالمنطقة، لكن أكراد سوريا قيل لهم بوضوح من العديدين: “إذا كنت عدو أمريكا فاحذرها مرة، أما إذا كنت صديقها فاحذرها ألف مرة”.

 

بواسطة |2017-10-23T11:15:16+02:00الإثنين - 23 أكتوبر 2017 - 11:59 ص|الوسوم: , , |

كيف نجحت “الصين” و”روسيا” في تحويل أعداء المنطقة  إلى أصدقاء؟

العدسة_ مترجم_ هادي أحمد

تناول الكاتب المتخصص في الشؤون الدولية والصراعات “فيديريكو بييراتشيني”  تحليلًا مطولًا عن الإستراتيجية التي استخدمتها كل من الصين ورسيا؛ لتحويل عدد من دول المنطقة من أعداء إلى أصدقاء، وضرب مثلًا على ذلك بثلاث دول؛ هي السعودية، وتركيا، وسوريا.

وأوضح الكاتب خلال التحليل الذي نشره موقع “جلوبال ريسيرش” الكندي، كيف نجحت التركيبة (العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية) التي تكونت بين “بكين” و”موسكو”، من تدشين نظام عالمي (متعدّد الأقطاب) بديل لنظام الولايات المتحدة (أحادي القطب).

نص التحليل

تناولتُ فى المقالات السابقة، الوسائل العسكرية والاقتصادية التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل فرض هَيْمَنتها على العالم، وفصلت كيف أصبحت واشنطن القوة العظمى، التي تدهورت هذه الآيام.

وفى كلا التحليلين، سلّطت الضوء على تهديد القوة العسكرية الأمريكية الذي لم يَعُد ذا مصداقية حاليًا، وكيف توقفت فاعلية العقوبات وسلوك التسليح القوي، من الشركات العملاقة والهيئات الدولية (صندوق النقد الدولي والنبك الدولي، والبي اي اس BIS .. وغيرها) .

وكيف أن الأمور السابقة جعلت من الولايات المتحدة الأمريكية، دولةً غير ذات صلة، لتترك فراغًا يجب أن يُملأ من قِبل القوى الناشئة مثل الصين وروسيا، اللذين يؤثران بفاعلية في النظام العالمي الجديد الذي يقوم على تعدد الأقطاب.

وفى الجزء الثالث والأخير من هذه السلسلة، سأغوص في الأحداث المحددة التي تبين كيف أن تركيبة عسكرية واقتصادية ودبلوماسية بين إيران وروسيا والصين- من خلال وسائل معروفة وغير معروفة- قد نجحت فى إقامة نظام عالمي بديل لنظام الولايات المتحدة (أحادي القطب).

وقد استفادت روسيا والصين وإيران بشكل هائل في السنوات الأخيرة، من تراجع القوة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة، مدفوعةً بعدم الثقة بقدرات واشنطن الدبلوماسية والسياسية سواءٌ مع أوباما أو ما يحدث الآن مع ترامب.

وأظهرت المادتان السابقتان أنَّ موسكو وبكين وطهران، رغم اختلاف توجهاتهم ومواقفهم، لكنهم يتبادلون مصالح متشابهة، وينسقون فيما بينهم عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا؛ حيث يستند نجاح الثلاثية الأوروأسيوية، على مبدأ أساسي،  يتمثل في تحويل الأعداء إلى لاعبين محايدين، والمحايدين إلى حلفاء، ثم زيادة تحسين العلاقات مع الأمم المتحالفة.

ولكي يتحقق هذا المشروع، فإنّ الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية لابد أن يتم توظيفها على نحو مختلف، تبعًا للبلد والسياق الاقليمي العام، وقد أتاحت المرونة التي أبدتها موسكو وبكين فى المفاوضات توقيع صفقات تاريخية، ليس فقط فى قطاع الطاقة بل فى المجال العسكري والتعليم والحدّ من الفقر، كما هو الحال في أفريقيا.

وعلى سبيل المثال،  فالسعودية وتركيا وسوريا 3 دول، عند تحليلهم بشكل فردي، تكشف عن هذه الإستراتيجية الدقيقة التي تستخدمها كل من روسيا والصين وإيران.

وتعطي الإستراتيجية التي تتبعها موسكو والصين اهتمامًا خاصًا للشرق الأوسط لعدة أسباب، من بينها أنّ المنطقة تُعَدّ من المناطق التي تشهد انخفاضًا للقوة العسكرية الأمريكية، التي أصبحت غير قادرة على تحقيق أهدافها الجيوستراتيجية في سوريا، أنّ المنطقة  يتعرض فيها نفوذ واشنطن الاقتصادي للخسارة بشكل تدريجي، ويتضح بشكل متزايد في “البترودولار”، والذي يلقى تحديًا كبيرًا حاليًا من “البترويوان” بين السعودية والصين.

من الأعداء إلى المحايدين

كانت الهزيمة العسكرية للمطالبين بالإطاحة بالرئيس السوري يعود الفضل فيها بالأساس التعاون العسكري الروسي، والجيش السوري وإيران، وحزب الله، بحانب الدعم الدبلوماسي والاقتصادي لبكين.

وبفضل الإستراتيجية التي اعتمدها “بوتين” فى سوريا، تمكنت روسيا من وقف المشروع المتقدم للولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وقطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا والأردن وإسرائيل لـ”تفكيك” سوريا.

وتدخلت روسيا تدريجيًا فى الصراع، وبعد تدخلها تحولت النتائج العسكرية على الفور، لصالح الجيش السوري وحلفائها إيران وحزب الله، وأصبح الجيش الأمريكي غير قادر على تغيير مسار الأحداث.

وقد دفعت نتائج التدخل الروسي، حلفاء تاريخيين فى المنطقة للشكّ فى التزام واشنطن الحقيقي بالمنطقة، وقدرة أمريكا العسكرية على التدخل فى الصراع في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وتحويل مسارها لصالح الرياض والدوحة وأنقرة أو تل أبيب.

كما أظهرت إدارة ترامب نفسها أنها لا ترقى إلى مستوى توقعات الخطط السعودية للهيمنة على المنطقة، رغم أن المملكة وافقت على شراء ما يصل إلى 110 مليارات دولار من الأسلحة الامريكية والالتزام بزيادة الاستثمارات في الولايات المتحدة.

وأصبحت الرياض في موقف أصعب من الذي كانت تتوقعه، وينبغي عليها أن تدعم بشكل فردي البترودولار، الذي يزداد اهتزازًا بفضل الرغبة الصينية في القضاء على أشكال الدفع بالدولار الأمريكي عن طريق التحول إلى بترويوان.

كما أصبحت الرياض ترى القليل من الفوائد الملموسة من دعم الولايات المتحدة لسياستها المعادية لإيران، على الرغم من أنّ ترامب أظهر أفكارًا مختلفة من أوباما بشأن إيران، وتتشاطر السعودية مصالح مشتركة مع إسرائيل في المنطقة فيما يتعلق بغضبهما المشترك بشأن تناقص فاعلية واشنطن في المنطقة.

من وجهة نظر السعودية فقد تراجع كل شيء في فترة قصيرة نسبيًا؛ الهزيمة في سوريا تزامنت مع الاتفاق النووي، والأمران جعلا الرياض تشعر بالخيانة العميقة من قِبَل حليفتها القديمة أمريكا، فضلًا عن الضغوط الاقتصادية التي مارستها الصين على الرياض لقبول مدفوعات النفط.

إلى جانب القدرة المتزايدة لموسكو على التدخل الفعال في المنطقة، والدور الدبلوماسي والسياسي المتجدد لإيران بفضل الاتفاق النووي قد ترك الرياض فى طريق الدمار، وكان الحل الوحيد هو التغيير الاستراتيجي الذي يمكن أن يؤثر على المنقطة بشكل كبير.

وكانت زيارة الملك سلمان لموسكو للتوقيع على اتفاقات تجارية (وصندوق استثماري تجاوزت قيمته المليار دولار) ذات أهمية رمزية، كما عكست الزيارة، اعتراف المملكة بالدور الروسي الجديد المهيمن في الشرق الأوسط نتيجة نوايا أمريكا الراغبة في سحب نفوذها من المنطقة.

كما أنّ ظهور الملك سلمان بنفسه في موسكو، يتعلق بشكل مباشر بخلافة العرش السعودي؛ حيث إن محمد بن سلمان، يتأهب لكي يَرِث مفاتيح المملكة، على الرغم من الكوارث باليمن وأزمة مجلس التعاون الخليجي.

ومع حالة الضعف الشديدة للمملكة، خاصة مع انخفاض أسعار النفط، فإنّ النظام الملكي السعودي لا يملك سوى عدد قليل من الكروت، التي يجب أن يلعبها ويتعين عليه أن يبدأ بالحوار مع موسكو وربما يبدأ نوعًا من التعاون في مختلف المجالات المتعلقة بالطاقة والاستثمار.

في البداية، كان الهدف المعلن لاجتماع موسكو بين بوتين والملك السعودي هو تنسيق إنتاج النفط والغاز، وهو أمر ضروري لكلا البلدين نظرًا لانخفاض أسعار النفط على مدى الـ24 شهرًا الماضية، ويبدو أنّ الهدف الأول الذي حققه بوتين والملك السعودي هو ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات مقبولة، في أعقاب الاستراتيجية الفاشلة لواشنطن والرياض لإفلاس موسكو من خلال هبوط أسعار النفط.

ثانيًا ركّز الاجتماع على قبول هزيمة الرياض في سوريا، والاعتراف بأنّ الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا. وهناك الكثير يتطور خلف الكواليس، ويتضح ذلك مع الرياض التي تعترف الآن بحل سياسي كطريق وحيد لإنهاء الصراع وهو أمر لم يذكره ممثل الدولة السعودية أبدًا.

وكان من الصعب على الرياض، التخلّي عن فكرة تغيير النظام فى سوريا، حتى ولو زاد الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي من الصين وروسيا؛ حيث إن هناك إيمانًا إسرائيليا سعوديا مشتركًا يتضح من محاولتهما تكرار إقناع بوتين بالتخلي عن صداقته مع ايران، والأسد، لكن دون نجاح.

ولاء إيجابي

إنّ الولاء الذي أبدته موسكو لطهران ودمشق، يبدو أنّه أثّر بشكل إيجابي على السعوديين، الذين يجب أن يعترفوا بأنه قد يكون لبوتين وجهات نظر مختلفة بشأن قضايا معينة، لكنه في كل الأحوال يحترم كلمته، خلافًا للولايات المتحدة، التي  ألقت الإدارة الجديدة بعض الأصدقاء تحت الحافلة، لكن بوتين يحافظ على وعوده حتى في ظلّ الضغط الشديد.

وبهذا المعنى، فإن قرار ترامب بالتصديق على صفقة إيران تعبير عن حسن النية لإسرائيل والسعودية من قبل الإدارة الجديدة.

وتجد السعودية نفسها ذات احتياطيات نقدية منخفضة؛ نتيجة لانخفاض أسعار النفط وتورطها في العديد من الحروب، إضافة إلى ذلك هزيمة عسكرية في سوريا، وانحدار متزايد في اليمن، لكن  الولايات المتحدة حليفتها الأكثر قيمة، لا تهتم على نحو متزايد بمصير النظام الملكي السعودي والمملكة، وذلك بفضل زيادة استقلاليتها بالنسبة للطاقة.

أضف إلى ذلك، انقسام مجلس التعاون الخليجي نتيجة الحرب الاقتصادية ضد قطر، وهو ما يمثل مثالًا آخر على عدم دعم واشنطن للرياض إلى الحدّ الذي لم يكن يتوقعه النظام الملكي في السعودية.

منطق الرياض في هذا الأمر بسيط للغاية وهو إذا لم تتمكن من الحصول على دعم واشنطن عسكريًا، فإنّ الرياض، عليها أن تتحمل العبء اقتصاديًا، فإنّ المملكة في مأزق هائل، وتحتاج إلى بدائل مثل روسيا والصين، ولا يمكن تصوّر استمرار المملكة في دعم هيمنة “البترودولار” في حين تصبح إيران قائدًا إقليميًا في الشرق الأوسط .

وأفضل طريقة لحل تلك الأزمات، هي التفاوض مع اللاعبين الرئيسين، وروسيا تبدو أنها الوسيط المثالي، كما أعلن مؤخرًا، والصين تنتظر فقط كل هذه النزاعات أن تستقر لتتحمل قدرتها الاقتصادية، لكي تنقضي وبشكل نهائي 40 عامًا من الفوضى في المنطقة بسبب التنافس السعودي الإيراني.

وبالنسبة للرياض، حتى لو كانت محاولة فصل روسيا عن إيران سوف تفشل، فإنه مع ذلك جلب العلاقات سوف يرسل إشارة واضحة للغرب، وشراء نظام S-400s دليل واضح على توسيع النفوذ الروسي فى الشرق الأوسط، وربما يكون لدى الرياض خوف من الانتقام الأمريكي حال بدء تغيّر مسار بيع النفط بعملات غير الدولار.

وقد حقّقت موسكو معجزة دبلوماسية مع المملكة بفضل الجهود العسكرية في سوريا والضغط الصيني من خلال إصدار “البترويوان”، والنجاح الدبلوماسي الإيراني منقطع النظير فيما يتعلق بالاتفاقية النووية، والذي ساعد على تأهيل طهران على صعيد المشهد الدبلوماسي الدولي.

إنّ شراء أنظمة تسليح روسية متقدمة يرسل إشارة واضحة، أنّ المملكة مستعدة لاتخاذ موقف أكثر حيادًا، وبدأت في طرق باب العالم متعدد الأقطاب والاعتراف بالقوة الاقتصادية الصينية والهيمنة العسكرية التكنولوجية لروسيا.

بواسطة |2017-10-22T20:56:21+02:00الأحد - 22 أكتوبر 2017 - 5:45 م|الوسوم: , , , , |

لماذا تكشف إسرائيل الزيارات السرية التي تجمعها بالقادة العرب ؟

 العدسة_ مترجم_ هادي أحمد

دائما ما كانت تتباهي الأنظمة العربية، أمام شعوبها، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية  إما بعدم التطبيع مع إسرائيل كالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال، أو محاولة التزاكي على الكيان الصهيوني وخداع الشعب ورفع شعار أن التطبيع على مستوى الحكومات فقط كـ”مصر” أو أنه فى مصلحة الشعب.

فى 25 سبتمبر 1973، أخذ عاهل الأدرن الملك حسين إسرائيل، طائرته سرا، واتجه إلى إسرائيل للاجتماع برئيسة الوزراء الإسرائيلي جولدا مائير؛ لتحذيرها من احتمال قيام سوريا ومصر بشن هجوم واسع على إسرائيل وذلك قبل أيام من حرب السادس من أكتوبر.

وكانت حجة الملك حسين التي كشفها فيما بعد افتضاح أمر الزيارة واتهامه بالخيانة، قوله إنه “كان خائفا من حالة اللاحرب واللاسلم أن تؤدي بالأردن إلى مصاعب جدية”.

بعد ذلك بسنوات حطت طائرته فى إسرائيل بشكل علني، لتصبح بذلك الأردن هي الدولة صاحبة العلاقة الأقوى مع الكيان الصهيوني إما عن العلاقات المباشرة أو التنسيق لزيارات مع القادة العرب الآخرين، فيما بعد عن طريق نجل الملك عبد الله بن الحسين، الذي أكمل مسيرة والده.

السيسي ونتنياهو

ومؤخرا تحدثت تقارير صحيفة عبرية عن لقاء سري جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ملك الأردن مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في مدينة العقبة الأردنية، في فبراير 2016.

” الملك عبد الله الثاني ” و ” نتنياهو ” و ” السيسي “

وكانت آخرحلقات الزيارات السرية من قبل القادة العرب إلى إسرائيل، زيارة كشفت وسائل إعلام إسرائيلية  أنها جرت فى نهاية سبتمبر الماضي لـولي العهد السعودي  الأمير محمد بن سلمان إلى اسرائيل، والذي تعلن مملكته مقاطعة إسرائيل.

لكن إعلان إسرائيل الدائم للزيارات السرية لهؤلاء القادة والمسئولين سواء من الدول التي تبرم اتفاقات سلام معها أو تدعي مقاطعتها في العلن وأمام شعوبها، جعل البعض يتساءل، لماذا تكشف إسرائيل الزيارات السرية التي تجمعها بالقادة والمسؤولين العرب ؟ وما الذي يدفع هؤلاء القادة للتقارب مع إسرائيل من الأساس؟

ويري مراقبون أن إسرائيل تسعى لتوجيه رسائل إلى الشعوب فى كافة أرجاء الوطن العربي أن التطبيع الذي ترفضونه قائم على قدم وساق، وأن العلاقات مع إسرائيل أصبحت علنية، وحكامكم يتقربون من إسرائيل فلا تتخذوا مواقف ضدها.

وتعتقد إسرائيل أن السلام مع الحكام العرب بلا جدوى، واذا لم يكن هناك سلام مع الشعوب العربية فلن تحقق شيئا، وهذا ما تحاول فعله منذ 1967.

كما يرى مراقبون أن هناك العديد من الدوافع وراء سعي الحكام العرب – خاصة الخليجيين فى الفترة الأخيرة – للتقارب مع إسرائيل، أبرزها التقاء المصالح الثنائية بين الطرفين فيما يتعلق بالملف الإيراني  ، وإحباط ثورات الربيع العربي ، وتبني دول مثل السعودية والإمارات لنفس مفهوم الإرهابي الذي تتبناه إسرائيل لدرجة جعلت وزير خارجية السعودية يعتبر حركة حماس حركة إرهابية.

وأيضا حاجة الدول الخليجية، لقوة إقليمية تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة بعد القضاء على داعش خوفا من ملء إيران لهذا الفراغ.

بالإضافة -وفقا للمراقبين- إلى التقاء المصالح الإسرائيلية السعودية فى سوريا (تأييد الدولة الكردية)، وأكبر  دليل على ذلك زيارة سفير المملكة السابق لدي العراق سامر السبهان لمدنية الرقة السورية، فضلا عن أن حرص ولي العهد السعودي على تولي الحكم، يدفعه للتقرب لاسرئيل للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية ، وأيضا تنويع صفقات السلاح بجانب روسيا وأمريكا.

” السبهان ” في الرقة السورية

علاقات غير مسبوقة

وفى السياق ذاته كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الأربعاء الماضي على لسان سفير إسرائيل فى واشنطن أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ” لم تكن أفضل مما هي عليه الآن فى ظل وجود الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب “.

جاء تصريح السفير في أعقاب قرار ترامب الأسبوع الماضي ، برفض التصديق على الاتفاق النووي الإيراني، وهي الخطوة التي وصفها رئيس وزراء الكيان الصهيوني “بالقرار الشجاع”.

وقال السفير الإسرائيلي في حديث مع موقع “سيركا نيوز”  ذات التوجه اليميني، إن الدول العربية فى الشرق الأوسط ، مثل السعودية والإمارات يدعمون أيضا سياسة ترامب ضد إيران، مضيفا “عندما تكون إسرائيل والدول العربية على نفس الصفحة، فهذا يجب أن ينبغي أن يخبرك شيئا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفير، اعتبر فى وقت سابق خلال المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك اليهودية، معلقا على فوز ترامب بالرئاسة، أن إسرائيل تحظى بعلاقات أوثق مع إدارة الرئيس ترامب أكثر من أي إدارة سابقة، بما فى ذلك الإدارات التي كانت تحظى بشعبية في إسرائيل مثل الرئيس “جورج بوش” .

بواسطة |2017-10-22T20:34:56+02:00الأحد - 22 أكتوبر 2017 - 4:03 م|الوسوم: , , , , |

بعد إنقاذهم لـ «صالح».. هل عاد الرئيس اليمني السابق «عدو عدو» السعوديين؟

العدسة_ مؤيد كنعان

مع توالي الأسئلة التي كانت تبحث عن إجابة لإقدام السعودية مجددا على إنقاذ حياة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، رغم العداوة الكبيرة بين الجانبين، بعد انحياز “صالح” للحوثيين وتحالفه معهم، ثمة وجهة نظر تشير إلى أن ما حدث هو الجزء الثاني للمحاولة السعودية بإيجاد منفذ للتفاوض مع إيران وإقناعها بوقف الحرب في اليمن، بعدما بات قرار وقف الحرب بيد طهران بالرغم من “عاصفة حزم” الرياض.

وبحسب وسائل إعلام سعودية، فإن المملكة سمحت لوفد طبي روسي بدخول طائرته إلى مطار صنعاء، ومباشرة جراحة عاجلة لـ “صالح” أنقذته من الموت، بعد وعكة صحية مفاجئة..

وذكر موقع “المؤتمر نت”، التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، في بيان، أن “صالح دخل أحد مستشفيات العاصمة لإجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة، بعد أن ساءت حالته وقد أجريت له على إثر ذلك عملية جراحية على أيدي أطباء روس تكللت بالنجاح”.

الإنقاذ الأول

يشار إلى أن السعودية أنقذت حياة “صالح” للمرة الأولى، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال بتفجير جامع دار الرئاسة قبل 6 أعوام، مما نتج عنه تعرضه لحروق بليغة، لكن جراحة متطورة بأحد مستشفيات المملكة أنقذت حياته، ومنحته وجها جديدا، تخلي بعدها عن الحكم لعام واحد.

وإذا كانت المحاولة الأولى مفهومة نسبيا، لرغبة المملكة في تنفيس الأزمة اليمنية، إبان الربيع العربي، عبر محاولة إقناع صالح بالابتعاد طوعا عن الحكم، وهو ما حدث، لكن المحاولة الثانية تحيط بها كثير من المتغيرات، أبرزها وقوف “صالح” في صف الحوثيين ضد المملكة…

” علي عبد الله صالح مريضًا “

3 تطورات

قد يكون من المفيد هنا استعراض ثلاثة تطورات قد تمثل جزءا مهما من الإجابة عن اللغز..

التطول الأول: في مايو 2015، قال صالح في مقابلة مع قناة “الميادين” الشيعية التي تبث من بيروت، إن السعودية عرضت عليه ملايين الدولارات لمحاربة الحوثيين الشيعة لكنه رفض.

التطور الثاني: في أكتوبر 2016 هاجم صالح الحكومة السعودية وطالب أعوانه في خطاب متلفز بنقل المعركة إلى الحدود السعودية، وهو ما ردت عليه الرياض بشن هجوم إعلامي على صالح ووصفه بالمهزوم الذي يهذي من جرّاء ما تعرّض من انتكاسات.

التطور الثالث: في أغسطس 2017، عبر “صالح” عن استعداده للحوار مع الرياض في إطار لا ضرر ولا ضرار، قائلا: “لنتفاهم كما تفاهمنا في 1970″، ودعا الحوثيين أيضا للتهدئة.

” علي عبد الله صالح ” و ” الملك عبد الله “

الخروج من المستنقع

هنا يظهر المنحنى أكثر وضوحا، تصعيد فعداوة فتلميح للمهادنة، توافقت مع رغبة الرياض في محاولة الخروج من المستنقع اليمني بأقل الخسائر، فبعد مرور نحو عامين على “عاصفة الحزم” التي أطلقتها الرياض في مارس 2015، أكدت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الحوثيين تمكَّنوا من تحقيق إنجازات وانتصارات ميدانية غير متوقّعة في معاركهم الدائرة مع القوات السعودية في العمق السعودي.

وبحسب تقديرات حكومية سعودية، فإن تكلفة الحرب بلغت مع نهاية أكتوبر الماضي نحو 130 مليار دولار.

هنا تأتي الإمارات من بعيد كطرف مشارك يحتاجه محمد بن سلمان، صاحب قرار التدخل العسكري غير المنضبط في اليمن، لمحاولة صياغة مخرج سياسي معقول، يكفل للرياض حفظ ماء وجهها، وأيضا يعيد صالح للمشهد، عبر تقويه حزبه “المؤتمر العام”، وهو ما لاحظه الحوثيون فبدأوا في تضييق الخناق على صالح وحزبه، وحدثت بينهم مناوشات مسلحة وسجالات سياسية بلغت ذروتها الأسابيع الماضية.

نجل صالح

مواقع إخبارية تداولت خلال الأسابيع الأخيرة تسريبات بشأن تسوية سياسية لأزمة اليمن يتم الإعداد لها بمعرفة الرياض وأبوظبي، بحيث يتولى نجل الرئيس اليمني السابق، العميد أحمد علي صالح، المقيم في الإمارات، منصب وزير الدفاع في حكومة جديدة بموجب تسوية سياسية.

الإمارات اقترحت على المملكة تحويل المعركة بينها وبين الحوثيين إلى معركة بين الحوثيين وحزب صالح، ليعود النزاع يمنيا يمنيا وتخرج المملكة بأقل الخسائر، مكتفية بتأمين حدودها، وهو مكسب مهم، نظرا للغارات اليومية التي بات الحوثيون يشنونها على تلك الحدود مكبدين القوات السعودية خسائر يتم التكتم على معظمها، وعندما يموت جندي سعودي ليس له ظهير عائلي قوي يتم تشييعه ودفنه بصمت، بأوامر حكومية، ولكن عندما يموت آخر من عائلة أو قبيلة لها نفوذها، لا تجد الاستخبارات السعودية بدا من الإعلان عن موته، وتشييع جنازته كبطل، مع الحرص على إيفاد ممثل عن السلطة السعودية الحاكمة في الجنازة والعزاء، ومساومة ذوي القتيل على الصمت، مقابل امتيازات متعددة.

” الملك سلمان “

” علي عبد الله صالح ” و ” الحوثي “

دعم المؤتمر

من هنا جاءت موافقة “بن سلمان” على تدعيم حزب المؤتمر ماديا وعسكريا، مع الحفاظ على ولائه للسعوديين، لذلك اختارت الرياض رشاد العليمي، القيادي الموالي للرئيس اليمني الحالي عبد ربه هادي لتسليمه حوالي 100 مليون ريال سعودي لإعادة ترتيب صفوف الحزب وتموضعه من جديد في صدارة المشهد اليمني، ضد الحوثيين.

تقوية حزب المؤتمر عبر حلفاء هادي، وإرضاء صالح عبر تعيين نجله وزيرا للدفاع، تبدو ملامح الخطة السعودية الإماراتية للانسلاخ من المستنقع اليمني قد اكتملت، لكن هل سيكون التنفيذ سهلا؟

في 19 أكتوبر الجاري، هدد حزب “صالح” رسميا بإنهاء الشراكة مع الحوثيين، متهما إياها بممارسة الاضطهاد والتنكيل بقيادات وأعضاء الحزب “المؤتمر الشعبي العام”، بحسب تقرير نشرته “العربية نت”، والتي نشرت صورة ضوئية لرسالة رسمية بعث بها عارف الزوكا، أمين عام الحزب، إلى الحوثيين حوت تفاصيل ذلك التهديد.

هكذا تبدو السعودية تتحرك في ملف جديد خلف الرؤية الإماراتية تماما، لكن هل سينجح “بن زايد” في إنقاذ “بن سلمان” هذه المرة، أم أن الإيرانيين سيكون لهم شأن آخر.

بواسطة |2017-10-22T13:50:30+02:00الأحد - 22 أكتوبر 2017 - 1:27 م|الوسوم: , , , |

السعودية والإمارات تشاركان في اجتماع واحد مع ممثل لـ(إسرائيل)

تحضر (إسرائيل) لأول مرة اجتماع قادة جيوش «التحالف الدولي» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى جانب دول عربية من بينها السعودية والإمارات.

ويمثل (إسرائيل) في الاجتماع المقرر له في العاصمة الأمريكية واشنطن، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق «غادي آيزنكوت»، بحسب «روسيا اليوم».

وعلى الرغم من أن (إسرائيل) لا تشارك رسميًا في عمليات هذا التحالف، ولم تدعُ لمثل هذه اللقاءات من قبل، لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال «جوزيف دانفورد»، الذي يترأس المؤتمر، قرّر في هذه المرة تغيير قواعد عقد اللقاء ليتمكن نظيره الإسرائيلي من المشاركة فيه.

وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن «آيزنكوت» غادر إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماع.

وسيشارك في هذا المؤتمر رؤساء هيئة الأركان لجيوش الأردن ومصر والسعودية والإمارات، وأيضًا دول غربية أعضاء في حلف الناتو، إذ سيختتم هذا الاجتماع يوم الأربعاء المقبل، علمًا بأن وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، موجود هو الآخر حاليًا في واشنطن.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه بهذا الصدد: «سيقوم القادة خلال هذا الاجتماع بمناقشة التحديات الأمنية المشتركة والتقييمات للأوضاع والتطورات في مجال الأمن، التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى قضايا التعاون العسكري».

وسيلتقي «آيزنكوت»، ومعه مرافقوه، الملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن اللواء «ميكي أدلشطاين»، ورئيس قسم العلاقات الخارجية في الجيش العميد «إيريز دافيد مايزل»، على هامش المؤتمر بجهات أمنية أمريكية، وسيتابع تمرين «سايبر» مشترك للجيش الإسرائيلي وقيادة وحدة «السايبر» في الجيش الأمريكي.

وتقوم (إسرائيل) منذ أسابيع بنشاطات محمومة، شملت زيارات لروسيا والولايات المتحدة، خشيةً من إمكانية نشر إيران أو الموالين لها قوات بالقرب من الحدود الإسرائيلية الشمالية مع سوريا، وقريبًا من هضبة الجولان المحتلة.

بواسطة |2017-10-22T12:34:11+02:00الأحد - 22 أكتوبر 2017 - 12:34 م|الوسوم: , , |

تزايد قتلى الجيش السعودي على الحدود.. و “بن سلمان” يستعين بـ “مرتزقة” فهل يفلح؟

العدسة – موسى العتيبي

تزايد أعداد الجنود السعوديين المتساقطين على الحدود الجنوبية للمملكة بنيران حوثية أمر بات مثيرا للجدل داخل الشارع السعودي، بالرغم من كل المحاولات الرسمية التي تحاول التكتم على أعداد القتلى.

الخميس الماضي فقط أعلنت وسائل إعلام سعودية عن مقتل ثلاثة جنود في الحد الجنوبي ليرتفع بذلك قتلى الجيش السعودي في اشتباكات مع الحوثيين الأسبوعين الماضيين فقط لنحو 20 مجندا.

فما هو العدد الحقيقي للقتلى السعوديين على الحدود؟ وهل ينزعج محمد بن سلمان لقتلى الجيش السعودي على الحدود؟ وهل يتسبب نزيف الدم المتواصل على الحدود في موجة غضب ضد “بن سلمان”؟

قتلى بالمئات

بتتبع بسيط لوقائع قتل الجنود السعوديين عبر الحدود، يتضح أنه لا يمر أسبوع واحد على الأقل حتى يتم الإعلان عن قتل جنود سعوديين بالحد الجنوبي للمملكة في اشتباكات مسلحة مع الحوثيين.

وبرغم أنه حتى الآن لا يوجد إحصاء رسمي عن عدد قتلى الجنود السعوديين، على الشريط الحدودي مع اليمن، إلا أن تقارير غير رسمية، تؤكد أنهم بالمئات، وربما يصلون للآلاف منذ بداية الحرب على اليمن وحتى اليوم.

وفي شهر أغسطس الماضي أجرت وكالة الأناضول إحصاء عن عدد قتلى الجيش السعودي على الشريط الحدودي مع اليمن، ليتبين مقتل أكثر من 5 مجندين في نحو ثلاثة أشهر فقط.

Related image

صوره من جنازة أحد الجنود السعوديين

تكتيم إعلامي

في مقابل ذلك فإن السلطة السعودية وعلى رأسها “محمد بن سلمان” ولي عهد المملكة، تسعى وبقوة للتقليل من خطورة الخسائر التي تتكبدها القوات السعودية على الحدود، وتعمل جاهدة، من خلال وسائل الإعلام بإقناع المواطن السعودي، أن الحرب في اليمن تسير على قدم وساق لصالح “بن سلمان” وحلفائه، وأن الحوثيين وقوات صالح باتوا في حصار محكم.

وبحسب موقع (IHS Jane’s ) البريطاني المختص بالتحليلات العسكرية والأمنية، فإنه منذ أن شنت السعودية حملتها العسكرية في اليمن في مارس 2015، أعلنت السلطات، بشكل متقطع، مقتل جنودها في القتال على طول الحدود، لكن الفيديوهات التي ينشرها الإعلام الحربي لجيش اليمن واللجان الشعبية، تبين أن السعودية تقلل من ضحايا جنودها الذين قتلوا في القتال على الحدود.

ولفت الموقع المختص، أن الجيش السعودي، لا يعلن عن كل ضحاياه الذين قضوا جراء الهجمات العسكرية والصاروخية التي يشنها الجيش اليمني واللجان الشعبية الحوثية على الحدود الجنوبية للمملكة.

ويكتفي الإعلام السعودي بالإعلان قتل جندي أو جنديين أو ثلاثة بين الحين والآخر، بينما يواصل الإعلام تمجيد الانتصارات التي تحققها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.

ولتعزيز فكرة الانتصارات السعودية، يبث التحالف السعودي بين الحين والآخر مقاطع فيديو، تثبت قيامه بعمليات قصف لمواقع عسكرية بالقرب من الحدود اليمنية، وقتله عشرات الحوثيين، دون توثيق دقيق لتلك الأعداد، في حين يغض التحالف الطرف تماما عن قتلاه.

Image result for ‫بن سلمان مع جنود سعوديين‬‎

بن سلمان

غضب شعبي

الجنازات المكررة لمجندين سعوديين لقوا حتفهم على حدود اليمن، بدأت في إثارة حالة من الغضب بين المواطنين السعوديين، الذين تزايدت تساؤلاتهم عن مصير الحرب مع اليمن وإلى متى تستمر وما الداعي لها؟

وبرغم حرص النظام السعودي على إبداء الاهتمام بضحايا الحدود، وتكريم أسرهم وصرف المعونات لهم، تلاشيا لأي غضب شعبي على تزايد أعدادهم، إلا أن كل ذلك لم يمنع أحاديث المواطنين السعوديين، بأن الأسرة الحاكمة تدفع بأبنائهم للموت في حرب لا طائل لهم بها.

ما أزعج المواطنين السعوديين أن القصف الحوثي المتواصل للحدود الجنوبية، لم يتوقف فقط على قصف المواقع العسكرية وقتل المجندين، لكن القصف يتواصل على منازل سكنية ومدارس ومؤسسات عامة.

آخر تلك القذائف ما أعلنه المتحدث باسم “التحالف العربي” الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن في سبتمبر الماضي عن سقوط ثلاثة قذائف صاروخية على قرية “العارضة” الواقعة في منطقة جازان بجنوب غرب المملكة وأن إحداها أصابت مدرسة ابتدائية وخلفت أضرارا مادية دون الإعلان عن سقوط ضحايا.

مايزعج المواطنين أن السلطات السعودية بدت وكأنها عاجزة عن إيقاف تلك الصواريخ الحوثية المستمرة في الإطلاق عبر الحدود، رغم الترسانة العسكرية السعودية القوية التي توجهها ضد الحوثيين في اليمن.

Image result for ‫جنود يمنيين‬‎

جنود يمنيين

تطوير الصواريخ

ووفقا لتقرير سابق لـ” بي بي سي عربي” فإن تطوير القدرات الصاروخية لدى مقاتلي حركة أنصار الله الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح كماً ونوعا، باتت تشكل مصدر إزعاج حقيقي للسعوديين.

الصواريخ الحوثية المطورة محليًا من نوع سكود وتوشكا وبركان وزلزال وغيرها بدأت تصل لأهداف في عمق الأراضي السعودية وعلى الحدود مع اليمن وداخله وقبالة سواحله على البحر الأحمر.

وفي رأي خبراء عسكريين فإن الحوثيين تمكنوا بمساعدة خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني من تصنيع طائرات دون طيار قادرة على القيام بمهام استطلاعية وأخرى لحمل رؤوس متفجرة، ما يشكل خطرا كبيرا على الحدود السعودية اليمنية.

ويقول الباحث اللبناني المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد الركن هشام جابر إن “الحوثيون اليمنيون كانوا يملكون كمية من الصواريخ قبل عاصفة الحزم التي قالت إنها دمرت هذه الصواريخ، وهذا غير صحيح، فتطوير السلاح الحوثي مستمر وبقوة”.

مرتزقة لتأمين الحدود

مواقع يمنية تابعة للحوثيين الشيعة وأخرى مستقلة باتت تتحدث عن استعانة السعودية بمرتزقة لتأمين حدودها في محاولة لإبقاء القوات السعودية بعيدا عن القتال، لتلاشي الغضب الشعبي من تزايد أعداد القتلى.

وبين مواقع تقول إن الجنود المرتزقة على الحدود هم من التشاديين، تقول مواقع أخرى أنهم سودانيون، وأخرى تقول إنهم من اليمنيين أنفسهم الذين جندتهم السعودية ضمن القوات الموالية لها في اليمن.

Image result for ‫جنود مرتزقه‬‎

مرتزقة “كولومبيين”

 

وبالرغم من عدم وجود معلومة دقيقة حول المرتزقة، خصوصا وأن جميعها أخبار تبثها مواقع حوثية شيعية، معادية للسعودية، إلا أن تزايد أعداد القتلى بالجيش السوداني تشير إلى احتمالية تخصيص كتائب من الجيش السوداني لحماية الحدود السعودية.

ما يعزز ذلك  هو أن مصادر عسكرية يمنية تشير إلى أن عدد القوات السودانية التي وصلت إلى اليمن منذ بدء عاصفة الحزم، تتخطى الـ 8 آلاف قتيل منهم نحو 300 جندي، وهو ما يعد العدد الأكبر في صفوف القتلى من بين المشاركين في قوات التحالف العربي.

ومنذ إعلان الرئيس البشير في 2015 مشاركة بلاده في التحالف العربي ضد الحوثيين الشيعة في اليمن، وتحاول السلطات السودانية جاهدة إخفاء أيّ معلومات تتعلق بالقوات البرية التي لا تزال حتى اليوم تصل عبر البحر الأحمر، بالخفاء والعلن.

بواسطة |2017-10-22T12:00:08+02:00الأحد - 22 أكتوبر 2017 - 11:59 ص|الوسوم: , |

هل ينجح وزير الخارجية الأمريكي في حلحلة الأزمة القطرية؟.. 4معوقات

العدسة_ بسام الظاهر

في ظل ضبابية الموقف الأمريكي حيال التعامل مع الأزمة الخليجية وقرار دول (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) حصار قطر، لا يبدو أن هناك أفقًا للحل خلال الفترة القريبة.

ورغم دفع الكويت كل الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات باعتبارها طرفا وسيطا، إلا أن موقف الدول الأربعة مخيب للآمال لها، خاصة مع الإصرار على ضرورة موافقة الدوحة على قائمة المطالب الـ 13.

أمريكا بات لديها أزمات طرأت على السطح أهم من محاولة تحجيم الدول الأربعة النفوذ القطري في المنطقة، خاصة مع الاهتمام بشكل كبير بالتغلغل الروسي في الشرق الأوسط وأزمة الملف النووي لكوريا الشمالية.

ولكن تدفع أمريكا إلى استعادة دورها المفقود في الأزمة الخليجية، من خلال الضغط على السعودية للقبول بالوساطة الكويتية.

زيارة تيلرسون

وفي هذا المقام وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى السعودية، مساء السبت، في جولة تضم أيضا قطر وباكستان والهند.

ومن المقرر أن يعقد تيلرسون جلسة مع نظيره السعودي عادل الجبير، من أجل بحث سبل حل الأزمة الخليجية وعدم إطالة أمد هذا الصراع، خاصة وأنه ينعكس على المصالح الأمريكية في المنطقة مع حلفائها.

ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي مباشرة إلى قطر، للقاء المسؤولين هناك، ومن غير المعروف حتى الآن هل يلتقي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أم لا؟

ولكن هل هذه الجولة من المشاورات مع السعودية وقطر تؤدي لحل الأزمة؟.

تيلرسون حاول الإجابة على هذا السؤال، مبديا امتعاضه من استمرار الأزمة حتى الآن، إذ قال في حوار له مع وكالة “بلومبرج” الأمريكية، إنه يبقى على كل من قادة التحالف الرباعي اتخاذ قرار بالمشاركة في الحوار لحل الأزمة الخليجية.

وأكد أن قطر كانت واضحة، وأعربت عن رغبتها في الحوار، مقللا من فرص حل الأزمة في المستقبل القريب.

ولفت  إلى أن دور واشنطن هو أن تبقى خطوط الاتصال بين قطر ودول الحصار مفتوحة قدر الإمكان.

إذن فإن وزير الخارجية الأمريكي يرى أن حل الأزمة مرهون بموافقة دول الحصار على الحوار، وهو أمر ترفضه قبل تحقيق المطالب الـ 13.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على دعوة أمير قطر للحوار، قبل تعليقه بدون سبب واضح، واشتراط تحقيق المطالب كاملة.

وبدا أن هناك طرفا في دول الحصار لا يرغب في حل الأزمة وإبقاء الضغط على الدوحة من هذا الباب، خاصة مع فشل كل الضغوط الاقتصادية والتحركات الدولية للتحريض على قطر.

” تيلرسون ” في زيارة لأمير الكويت

جولة بلا نتائج

جولة تيلرسون تعتبر الثانية من نوعها لبحث سبل حل الأزمة الخليجية، إذ زار قطر والكويت والسعودية خلال شهر يوليو الماضي.

ولم تخرج جولته إلى نتائج ملموسة حيال الأزمة خاصة مع تمسك الرباعي العربي بتحقيق قطر للمطالب.

ولكن ثمة تغير في تحرك وزير الخارجية خلال هذه الجولة، إذ تقتصر فقط دولته على السعودية وقطر دون التوجه للكويت مثلما حدث من قبل.

وربما هذا يعني عدم وجود ما يمكن التباحث حوله مع الكويت، خاصة مع معرفة تفاصيل الوساطة بين الطرفين، خلال زيارة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح إلى واشنطن الشهر الماضي ولقاء الرئيس دونالد ترامب.

ولكن الأبرز أن تيلرسون لم يطلب عقد اجتماع مع وزراء خارجية الدول الأربعة مثلما حدث في المرة السابقة، بما يعني أن الحل لن يكون إلا عن طريق السعودية، وهو ما أشار إليه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تصريحات سابقة.

ولكن ثمة دلالة أخرى، ربما جاءت باستثناء الحديث مع باقي دول الحصار، تتعلق بوجود خلافات شديدة بين الأطراف الثلاثة الأخرى وتحديدا الإمارات ومصر، وبالتالي فإنهما ربما يكونان مسؤولين عن أي تصعيد ضد الدوحة.

وقد يكون تيلرسون رأى أنه من الأفضل التحدث بشكل منفرد مع السعودية حيال الأمر، دون أي تدخلات قد تؤثر على سير هذه المشاورات.

قادة ” مجلس التعاون الخليجي “

تفكك مجلس التعاون

وقبل جولة تيلرسون للمنطقة بأيام قليلة، بدأت الكويت في محاولات لإحياء الوساطة مجددا بين السعودية وقطر، في محاولة لإنقاذ قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت شهر ديسمبر المقبل.

أمير الكويت توجه إلى السعودية والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، لتحريك ملف الوساطة بعد أن توقف لفترة، من أجل إنهاء الأزمة حتى لا تؤثر على مجلس التعاون.

وبدا أن الكويت ترغب في تجنب التأثيرات السلبية على مصلحة دول الخليج، لأن القطيعة وتأجيل أو إلغاء القمة المرتقبة يهدد بتفكك المجلس بما يمثل أزمة لكل الدول ومصالحها لصالح قوى أخرى مثل إيران.

ولكى يتم انعقاد القمة لا بد من حضور الدول الستة في الكويت، ولا يسمح النظام الأساسي لمجلس التعاون نقل القمة إلى الرياض كما تردد أو حتى عدم دعوة قطر.

وطرحت عدة سيناريوهات لانعقاد القمة الخليجية، والتي تراوحت بين التأجيل والإلغاء أو تسريع الحوار والوصول لحلول وسط بين الطرفين.

ولكن يظل الأمر معلقا حتى الآن، على الرغم من استقبال أمير قطر لوزير الخارجية الكويتي قبل يومين من زيارة تيلرسون.

ويأمل وزير الخارجية الأمريكية في دفع عملية الوساطة الكويتية خلال الفترة المقبلة، والضغط على كل الأطراف لتقديم تنازلات.

معوقات

ولكن جهود وزير الخارجية الأمريكية تصطدم بعدة معوقات إلا إذا كان سيطرح الموقف الأمريكي ويضع خارطة طريق لحل الأزمة.

أولا: رفض سعودي:

الرفض السعودي المستمر لتدخلات أي أطراف خارجية للوساطة وحل الأزمة، يهدد بفشل جولة تيلرسون الحالية.

وترغب السعودية ودول الحصار في إبقاء الأزمة في يدها والتحكم بمجريات التصعيد دون تدخلات دولية، حتى يكون من السهل الضغط بشدة على قطر للقبول بقائمة المطالب الـ 13 وتطويع نظام الحكم حسب أهواء الدول الأربعة.

” تيلرسون ” في زيارة للسعودية

ثانيا: خلاف الإدارة الأمريكية:

كما أن الخلاف داخل الإدارة الأمريكية حيال التعامل مع الأزمة يصب في صالح دول الحصار، خاصة وأن ترامب بدا منحازا إلى السعودية بعدما عقد صفقات واتفاقيات تقدر قيمتها بما يزيد عن 400 مليار دولار خلال زيارته للرياض مايو الماضي.

في المقابل ترى المؤسسات الأمريكية وتحديدا “الخارجية والدفاع” ضرورة حل الأزمة للحفاظ عن تماسك الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا دول الخليج، لذلك كانوا أكثر ميلا لقطر.

ثالثا: عدم تنازل قطر

ويعقّد من الأزمة إصرار قطر على الحفاظ عن سيادتها واستقلالها في اتخاذ القرار، من خلال رفض المطالب الـ 13، التي تتعلق بالسيادة.

ولكن الدوحة رحبت بالحوار وهو ما يشير إلى إمكانية تقديم تنازلات وتحقيق بعض المطالب ولكن ليس في صورة الخضوع لدول الحصار، خاصة وأنها تمكنت من تفادي ردة الفعل الدولية ولكن على العكس بدت أكثر تماسكا وتحركا على المستوى الدولي لصالحها.

” بوتين ” و الأمير ” تميم بن حمد “

رابعا: اللعب بورقة روسيا:

كما أن السعودية بدأت تلعب بالورقة الروسية في وجه أمريكا، بما يهدد النفوذ الأمريكي في الخليج وتحديدا الرياض، خاصة بعد زيارة الملك سلمان إلى موسكو ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين والاتفاق على صفقات أسلحة بمليارات الدولارات.

وهذا الأمر يقلق أمريكا ليس لناحية التحول الجذري السعودي إلى روسيا، ولكن مع الوقت يمكن أن تفقد السيطرة الكاملة في تلك المنطقة، وبالتالي فإن التحرك الأمريكي ليس ضاغطا بشدة على السعودية.

بواسطة |2017-10-22T16:39:55+02:00الأحد - 22 أكتوبر 2017 - 6:45 ص|الوسوم: , , , , |
اذهب إلى الأعلى