مصر و غزة و الخليج و «إسرائيل» و حماس و عباس.. البحث عن «إنجاز طعمه مر»

تفاقم الأوضاع الاقتصادية في غزة.. بداية شرر غضب شعبي موجه في الأساس ناحية حركة حماس لكونها صاحبة السلطة والحكم في القطاع.. السلطة الفلسطينية ومحمود عباس تفاقم الحصار على غزة بقرارات منع الرواتب وتسريح الموظفين وعدم دفع مستحقات الطاقة.. محاولة مصرية (انضمت إليها دول خليجية) لمساومة حماس على تغيير واقع القطاع الاقتصادي مقابل التفاهم مع دحلان وعودته إلى غزة حاكما وحيدا، مع ضمانات لحماس حول سلاح المقاومة والأوضاع الأمنية.

محمود عباس يتحرك ضد التقارب الحمساوي الدحلاني ويذهب إلى تركيا للضغط على مصر والإمارات.. الاتفاق بين حماس ودحلان يترنح، ومصر تستبدل به محاولة تقريب بين حماس وعباس توجت بإعلان الأولى حل لجنتها الإدارية لحكم القطاع، وضغطت القاهرة على عباس للتجاوب مع الخطوة فكان اللقاء الأخير بين إسماعيل هنية ورامي الحمد الله في غزة بوجود ورعاية وفد أمني مصري رفيع.

محاولة ثامنة

ما سبق كان حلقات غير متجانسة لمحاولة جديدة لدفع حماس وفتح نحو الاتفاق وصياغة مصالحة فلسطينية، يرى محللون أنها لن تكون كسبعة محاولات سابقة، فالأطراف الراعية للمصالحة الثامنة مختلفة، والأجواء نفسها مختلفة، لكن من المؤكد أن هناك أثمانا يجب على حماس دفعها، مقابل نجاح هذه المصالحة –إن نجحت– في تلك الظروف، وعباس أيضا سيدفع.

والحقيقة أن حماس وعباس مجبران على التجاوب والدفع، أو هكذا تبدو الأمور، الأولى تعاني من وضع مأزوم في القطاع، دفعها للتفكير في “اختلاق” مواجهة مع “إسرائيل” لتنفيس غضب أهالي غزة، وهو حل انتحاري عكس مدى فداحة ما أصاب سلطة حماس في القطاع، وسط وضع إقليمي مضطرب على كل حلفائها الإقليميين، أما الثاني (عباس) فكان قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة به لصالح دحلان بتوافق الأطراف الأكثر فاعلية على الساحة الإقليمية، والأقرب إلى واشنطن و”تل أبيب”.

 

ويشير التحول السريع لموقف مصر وحلفائها الخليجيين من دعم دحلان وإعادته للمشهد الفلسطيني على حساب عباس، إلى دعم الأخير وخلق حالة تقارب جديدة بينه وبين حماس إلى أن الهدف المرحلي المهم للقاهرة وحلفائها كان تحقيق التقارب بين فتح وحماس في الأساس، وليس إعادة إنعاش دحلان داخل المشهد الفلسطيني، ولعل دور دحلان الإقليمي يظل هو الأهم، من وجهة نظرهم.

5 أسباب

لكن لماذا تهتم مصر وحلفاؤها الخليجيون هذه المرة بتحقيق المصالحة والتقارب بين حماس وفتح بهذا الإصرار؟

يشير محللون إلى خمسة أسباب:

الأول: رغبة مصر في لعب دور محوري في ملف المصالحة الفلسطينية، كأحد أبرز وأهم الملفات الشائكة بالمنطقة، ما سينعكس بالإيجاب على سلطة السيسي ومكانته الإقليمية، في وقت يحتاج هو فيه لذلك، وبالفعل شرعت وسائل إعلام مصرية مقربة من السلطة في استثمار التحركات المصرية لتكريس هذا الأمر.

الثاني: رغبة الحلف المصري السعودي الإماراتي بإبعاد حماس عن الحلف القطري التركي، وهو مكسب إقليمي مهم لتلك الدول، وله مابعده، لصالح “إسرائيل” بالطبع.

الثالث: محاولة القاهرة كسب ود حماس، مقابل التزام الأخيرة بألا يشكل قطاع غزة نقطة تهديد أمنية لمصر في سيناء، وهو أمر أثبتت الحركة قدرتها على تحقيقه بنجاح كبير، ما دفع المصريين إلى المضي قدما في التقارب مع حماس على تلك الأسس.

الرابع: إعطاء شرعية أفضل لمحمود عباس للتحدث في المحافل الدولية، بعدما بات مسيطرا على الضفة الغربية وقطاع غزة مرة أخرى، ومن المعروف أن عدم اعتراف غزة بعباس كان يمثل شوكة في ظهره عند التحرك في تلك المحافل، حيث كانت “إسرائيل” تطعن في أهليته للحديث والتفاوض، في وقت لا يسيطر فيه على غزة، والتي تعتبرها “تل أبيب” الآن جزءا من المشكلة.

الخامس: وهو مترتب على الرابع، محاولة دفع حماس لمقاربة جديدة تتحول بموجبها إلى نسخة أخرى من السلطة الفلسطينية، أي تتخلى عن سلاحها وترسانتها العسكرية، مقابل امتيازات اقتصادية وسياسية، ومنحها مكانا مهما في الساحة الإقليمية.

«تسييس» حماس

ويظل السبب الخامس هدفا في حد ذاته للحلف المصري الخليجي، المتقارب مع “إسرائيل” على أسس جديدة أكثر حميمية، وترى “تل أبيب” في الأمر مكسبا شديد الأهمية، فإن نجحت القاهرة وحلفاؤها في تحييد حماس وإنهاء خطرها العسكري، فإن “تل أبيب” ستكون سعيدة للغاية، وستكون العقبة الوحيدة أمام أي اتفاق “تاريخي وأسطوري” لسلام “دافئ طويل المدى” يمهد لـ”شراكة استراتيجية” بين “إسرائيل” ودول عربية سنية كبرى، قد أزيلت بنجاح.

 

حماس تعلم جيدا هذا الأمر، وفي تقدير المحللين، ستواجهه بالتحايل تارة، وبالتسويف تارات، لهذا يتوقع عودة الصدام بينها وبين القاهرة قريبا، حيث لن يتحمل السيسي هذا التسويف، في ظل سعيه لأن يكون أول رئيس عربي يرسي اتفاقية سلام فلسطيني إسرائيلي تاريخية على غرار ما أرساه السادات بين القاهرة و”تل أبيب” أواخر السبعينيات، وهو طموح لا يصبر عليه السيسي، بدليل اندفاعاته في التعبير عنه أمام المحافل الدولية الكبرى.

من ناحيتها، وإن كانت حماس تريد وتتمنى التخلص من تبعات حصار غزة، والتي أحرجتها داخليا، وأن تنعش وضعها الإقليمي بعد تراجع قوة حلفائها القدامى، فإنها تعلم أيضا أن معظم قوتها المعنوية “الوجودية” مرتبطة بنشاطها العسكري وطبيعتها المقاومة للاحتلال، وبالتالي فإن الجهود العربية في هذا الاتجاه ستكون شديدة الصعوبة.

ورغم حاجتها للمناورة تجاه مصر من أجل محاولة إقناعها بتخفيف مظاهر الحصار على القطاع وعدم وضع عراقيل أمام المصالحة الفلسطينية، فإن المصالح الاستراتيجية تفرض على حركة حماس عدم التخلي عن علاقاتها الخاصة بكل من قطر وتركيا.

قطر وتركيا

وبحسب تقرير نشره مركز الجزيرة للدراسات، فإن هناك معلومات تؤكد أن قيادات بحماس في الخارج والضفة الغربية تحديدًا تتحفظ على أية تحركات إقليمية للحركة قد تؤثِّر سلبًا على علاقتها بكل من قطر وتركيا.

ويشير التقرير نفسه إلى أنه  “إذا حاولت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتعاون مع إسرائيل والمحور المصري – السعودي- الإماراتي- البحريني، دفع مشروع “التسوية الإقليمية” الذي يهدف إلى تطبيع العلاقات الإسرائيلية- العربية قبل حل الصراع مع الشعب الفلسطيني، فإن كل القوى الفلسطينية، وضمنها حركة فتح، ستكون في حاجة إلى إسناد قوى إقليمية أخرى وضمنها إيران وقطر وتركيا لمواجهة هذه المحاولة”.

بواسطة |2017-10-05T21:46:25+02:00الأربعاء - 4 أكتوبر 2017 - 6:59 م|الوسوم: , , , , , |

أمريكا تتهم المخابرات الباكستانية بالتواصل مع «جماعات إرهابية»

اتهم رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال «جوزيف دانفورد»، الثلاثاء، وكالة المخابرات الباكستانية بأن لديها صلات بجماعات متشددة، بحسب وصفه.

ومنذ فترة طويلة، يتهم المسؤولون الأمريكيون باكستان بعدم استعدادها للتحرك ضد ما تصفه الولايات المتحدة بـ«الجماعات المتشددة»، ومنها حركة «طالبان» الأفغانية و«شبكة حقاني».

وقال «دنفورد»، خلال جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي: «من الواضح بالنسبة لي أن وكالة المخابرات الباكستانية لديها صلات بجماعات إرهابية».

كان «ترامب» حذر كبار المسؤولين الأمريكيين، في أغسطس/آب الماضي، من أنه قد يخفض المساعدات الأمنية لباكستان، إذا «لم تتعاون بشكل أكبر في منع المتشددين من استخدام ملاذات آمنة على أراضيها».

وقال: «لن نلتزم الصمت تجاه باكستان، وإسلام آباد ستكسب الكثير إذا تحالفت معنا».

ومع تزايد ضغوط الولايات المتحدة على باكستان، بسبب الملف الأفغاني، تعمل إسلام آباد على تعزيز علاقاتها مع تركيا وروسيا والصين وإيران؛ في محاولة منها لمواجهة سياسة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الجديدة في جنوب آسيا.

بواسطة |2017-10-04T15:02:10+02:00الأربعاء - 4 أكتوبر 2017 - 3:02 م|الوسوم: , , |

وسائل إعلام كردية: «إقليم كردستان»سيجري انتخابات رئاسية وبرلمانية في نوفمبر

أكدت وسائل إعلام كردية أن إقليم كردستان العراق سيجري انتخابات رئاسية وبرلمانية مطلع نوفمبر المقبل.
ونقلت قناة «رووداو» التلفزيونية -ومقرها أربيل- عن المفوضية العليا للانتخابات في إقليم كردستان العراق قولها: إن الإقليم يعتزم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية أول نوفمبر القادم.
ويتولى «مسعود برزاني» حاليا رئاسة إقليم كردستان العراق.
ويعتبر مراقبون هذه الخطوة نوعا من التصعيد، من قبل الإقليم الذي أجرى استفتاء الانفصال في 25 سبتمبرالماضي وانتهى إلى الموافقة على الانفصال وسط رفض إقليمي ودولي واسع.
وعقب الاستفتاء، أعلنت الحكومة العراقية أنها لن تجري محادثات مع حكومة إقليم كردستان فيما يخص نتيجة الاستفتاء، معتبرة إياه «غير دستوري»، فيما هددت أنقرة باتخاذ كافة الإجراءات التي يوجبها الأمن القومي التركي.
ومن المقرر أن يبحث، غدا الأربعاء، الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» مع نظيره الإيراني «حسن روحاني» موضوع استفتاء كردستان، وسبل الرد على خطوة الانفصال.

بواسطة |2017-10-03T18:47:35+02:00الثلاثاء - 3 أكتوبر 2017 - 6:47 م|الوسوم: , |

«حسينيات» المحروسة.. هل غزا الشيعة مصر؟

“مصر الشيعية”.. من أكبر الأحلام التي لا يخفيها مرجعيات المذهب الشيعي في إيران والعراق، طامحين لأن تعود المحروسة إلى سابق عهدها تحت حكم الدولة الفاطمية.

وفي سبيل هذه الأحلام والطموحات على مدار عقود، بذل الشيعة خارج مصر بمعاونة من هم داخلها من المصريين جهودًا مضنية، أغلبها اتسمت بطابع السرية وبعضها كان علنيا.

هذا الخليط أفرز واقعًا جديدًا بات الحديث فيه ليس عن وجود الشيعة في مصر، بل عن مدى انتشارهم، هذا الوجود والانتشار مر بمراحل مختلفة كانت مرهونة بالوضع السياسي بين مصر وإيران.

كم عددهم؟

وتبدو الإحصائيات بشأن أعداد الشيعة في مصر متضاربة، حيث تفيد تقارير بأن عددهم يصل إلى 1% من عدد السكان، بينما يقدر الشيعة أنفسهم ما بين 750 ألفًا ومليونين، إلا أن تحديد الرقم كما يقول الناشط الشيعي أحمد راسم النفيس شديد الصعوبة في ظل عدم وجود مؤسسة شيعية رسمية.

وفي سبتمبر 2012، قال “بهاء أنور” الموصوف حينها بأنه، المتحدث الرسمى باسم شيعة مصر أن عدد الشيعة المصريين يبلغ 3 ملايين شخص في جميع المحافظات.

وبالتزامن مع احتفالات ذكرى عاشوراء، التي يوليها الشيعة اهتمامًا بالغًا، تصاعد الحديث بشأن “الحسينيات” ودورها في نشر المذهب الشيعي داخل مصر، سواء كانت بصورتها الصحيحة أو حتى تلك المستترة خلف عباءة الصوفية.

التعبير المشتق من اسم سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – ظل يعبر عن تجمعات الشيعة التي تمثل حادث مقتل الحسين في كربلاء، وسط البكاء والعويل ولطم الخدود.

إلا أن دور “الحسينية” تطور الآن وصارت تشمل مجالس العزاء التي تقام على أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة الشيعة، فضلًا عن المناسبات الأخرى كالأفراح وذكرى الإسراء والمعراج وعيد الغدير، كما تقام كثير من الحسينيات بشكل أسبوعي، وتكون مخصصة للدروس والمواعظ والمسائل الفقهية، التي لابد أن يتم ربطها ابتداء وانتهاء بموقف من مواقف تضحيات الحسين يوم كربلاء.

متى بدأ؟

وقبل الدخول في تفاصيل انتشار الحسينيات الشيعية في مصر، لابد من إلقاء الضوء على بدايات ومراحل تطور دخول المذهب الشيعي فيها.

الوجود الشيعي في مصر، بدأ بوصول الفاطميين إلى حكم مصر سنة 969م، بعد قيام دولتهم في شمال أفريقيا، حيث اكتست طوال حكم هذه الدولة برداء الشيعة الفاطميين الذين أنشأوا الجامع الأزهر خصيصًا ليكون منبرًا لنشر المذهب الشيعي.

وطوال سنوات الصراع بين الدولة العثمانية السنيّة التي كانت مصر ولاية تابعة لها، وبين الدولة الصفوية في إيران، التي تعد الظهير والمرجعية السياسية للشيعة حول العالم، زاد الوجود الشيعي في مصر أضعافًا.

ومع بزوغ نجم محمد علي، ووقوفه في وجه الإمبراطورية العثمانية، نشطت العلاقات المصرية الإيرانية، وهو الأمر الذي تطور في عهد خلفاء محمد علي، ليصبح لإيران سفير معتمد في القاهرة في عهد الخديوي إسماعيل، كما نشطت العلاقات التجارية بين البلدين بشكل غير مسبوق.

وقد بلغ تنامي العلاقات السياسية ذروته عام 1939م بزواج الأميرة فوزية شقيقة فاروق الأول ملك مصر من ولي عهد إيران محمد رضا بهلوي، ولكن سرعان ما انتهى هذا الزواج، ومن ثم فترت العلاقات بين البلدين.

بعد يوليو 1952، تصاعدت دعوات التقريب بين المذاهب، التي أثمرت فيما بعد، وبالتحديد في عام 1958م، عن فتوى شيخ الأزهر محمود شلتوت بجواز التعبد على مذهب الشيعة الإمامية، حيث أكد في فتواه: “أنّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الإمامية الاثني عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنّة، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير حقّ لمذاهب معينة”.

الفتوى أنعشت الوجود الشيعي في مصر، خلال فترة من عهد الرئيس الراحل أنور السادت الذي كان على علاقة وطيدة بشاه إيران محمد رضا بهلوي، حيث أمر بإنشاء بعض الجمعيات والهيئات الشيعية في مصر، مثل جمعية آل البيت، إضافة إلى السماح لبعض الطوائف الأخرى بالعمل كالبهرة، ووافق على قيامهم بتجديد وإعادة بناء مسجد الحاكم بأمر الله لإقامة شعائرهم فيه.

بقي الوضع هكذا حتى قيام الثورة الإيرانية سنة 1979م، والتي عارضها السادات وحل جمعية آل البيت، وأصدر شيخ الأزهر عبد الرحمن بيصار فتوى تبطل الفتوى التي سبق أن أصدرها الشيخ شلتوت.

وعلى مدى العقود التالية تعرض الشيعة في مصر للملاحقة والاعتقال بتهم تكدير السلم المجتمعي والإخلال بالأمن العام، مع الربط بينهم وبين إيران، فكانت تهمة التجسس لصالح طهران اتهامًا جاهزا في معظم القضايا، فضلًا عن تهمة الترويج لتنظيم شيعي يسعى لقلب نظام الحكم.

وتتلخص أهم قضايا الملاحقة التي جرت من قبل الأجهزة الأمنية تجاه الشيعة، في: قضية عام 1987، التي تمّ فيها القبض على عدد من الشيعة بتهمة التجسس لصالح إيران، وقضية عام 1988، التي اعتقل على إثرها مجموعة من الطلاب الشيعة العرب، وأخرى عام 1989 واعتقل فيها نحو 52 شخصًا، ورابعة عام 2002.

الثورة تنقل الحسينيات إلى العلن

بعد ثورة 25 يناير 2011، وما شهدته أحداثها المتلاحقة من سيولة سياسية ومجتمعية وانفلات أمني، انتقل الشيعة في مصر إلى مرحلة مختلفة كلية عما سبقها، حيث نشطوا في إقامة الحسينيات وتنافس قادتهم في الظهور الإعلامي، بل وصل الأمر إلى المطالبة بتكوين حزب سياسي تحت اسم “حزب التحرير”، رفضت المحكمة الإدارية العليا في سبتمبر 2012 إنشاءه، الأمر الذي أغضب وكيل مؤسسيه المفكر الشيعي أحمد راسم النفيس.

في مايو 2012 كان شيعة مصر على موعد مع لحظة فارقة، ربما لن تتكرر على المدى المنظور، وهو الشهر الذي شهد زيارة العالم الشيعي اللبناني “على الكوراني” والمقيم في قم الإيرانية إلى مصر، وإعلانه إنشاء أول حسينية بها.

الزيارة التي أحدثت حالة واسعة من الجدل والغضب الشعبي، انتهيا إلى إغلاق الحسينية، شهدت ندوات دينية خاصة عقدها الكوراني داخل بيوت عدد من الشيعة بالقاهرة والمحافظات، وإلقاء محاضرات لشرح عقائد الشيعة، وسط حشد من الشيعة المصريين.

وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرض لها الرئيس الأسبق محمد مرسي بسبب المحاولات الشيعية للظهور فإن مواقفه النابعة من أيديولوجيته الإخوانية السنية حالت دون انتشار كان يطمح إليه الشيعة خلال عهده.

ولعل من أبرز تلك المواقف كلمته خلال افتتاح قمة دول عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران، حيث ترضى عن الصحابة (أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب)، الأمر الذي يخالف بشدة عقائد الشيعة الذين يعتبرون سب ولعن أبي بكر وعمر خصيصًا تعبدًا لله.

وقبل أيام من أحداث 30 يونيو 2013 التي مهدت للإطاحة بمرسي، استيقظت مصر على حادث بشع، قتل فيه أهالي قرية زاوية أبو مسلم التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة رجل الدين الشيعي الأشهر في مصر “حسن شحاتة” و3 آخرين، ومثلوا بجثثهم.

لكن بعد أشهر من الإطاحة بمرسي، وتحديدًا في أكتوبر 2013، أعلن العالم الشيعي محسن العصفور، رئيس البحوث العلمية بالبحرين، عن افتتاح 4 حسينيات جديدة للشيعة في مصر، بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية.

وفي مارس الماضي، نقلت تقارير إعلامية عن مصادر إسلامية رصدها “تحركات عدد من قيادات الشيعة لتأسيس المجلس الأعلى للشيعة ليكون بمثابة هيكل تنظيمى لجموع شيعة مصر، وبمثابة مركز له مراجع فكرية، كما هو الحال فى مدينة قم الإيرانية”.

الشيعة يغزون مصر

هذا الإعلان كان بمثابة الرئة الجديدة التي أُذن لشيعة مصر أن يتنفسوا بها، إلا أن هذا التنفس ظل سريًا للغاية ودون إعلان، حيث انتشرت العشرات من الحسينيات الشيعية في العديد من المحافظات بعضها تحت سمع وبصر الدولة، لكن بلا إعلان رسمي تارة وتخفيًا تحت ستار “الحضرة الصوفية” تارة أخرى، أو في بيوت الشيعة تارة ثالثة.

تقارير إعلامية، كشفت المحافظات والمدن التي تتركز فيها الحسينيات الشيعية عن غيرها في مصر، وأبرزها كالتالي:

-مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، حيث يوجد أحد أشهر الشخصيات الشيعية المصرية وهو الدكتور أحمد راسم النفيس الذي يعمل أستاذًا مساعدًا بجامعة المنصورة.

-الشرقية، حيث تم إلقاء القبض على أحد التنظيمات الشيعية، ويتركز الشيعة في هذه المحافظة في منطقة تسمى كفر الإشارة بالقرب من الزقازيق.

-المنوفية.. بدأ ظهور عدد من الشيعة على استحياء في مركز قويسنا ولكنهم لا يجاهرون بتشيعهم.

-أسوان.. حيث يعتنق العديد من سكان المحافظة المذاهب الصوفية، ويستغل الشيعة في ذلك حب الصوفية لآل البيت.

-الغربية.. حيث يوجد في طنطا ضريح السيد أحمد البدوي الذي يفد إليه الملايين من كافة محافظات مصر سنويًا.

ومن أبرز المراقد التي نجح الشيعية في تحويلها إلى حسينيات ضريح الإمام سلامة الرضا، والسيد الشاذلي، وضريح السيد أبو العزائم، وضريح الإمام صالح الجعفري، وضريح الإمام علي زين العابدين بن علي، وضريح الإمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق للحسن والحسين، وأخيرًا ضريح الإمام مالك الأشتر الذي يعد أخطر وأحدث حسينية في مصر.

وفي محافظة أسوان على وجه التحديد نجحت إيران في إنشاء 10 حسينيات شيعية داخل أضرحة ومراقد بعض الأولياء المنتسبين لآل بيت النبي، وهذه المراقد الصوفية الشيعية ترفرف فوقها الأعلام الحسينية الشيعية الخضراء، وفق تقارير إعلامية.

“علاء السعيد”، المتحدث الإعلامي باسم ائتلاف الصحابة وآل البيت قال إن القيادات الشيعية عندما تقرر أن تحول منازلها لحسينيات، فهي تشترط أن يكون البيت على أطراف المدن والمحافظات حتى لا يسمع منها صوت ويبلغ عنها الأهالي، مثلما حدث مع شحاتة، الذي قيل وقتها إنه حول بيته إلى حسينية.

وأوضح في تصريحات صحفية أن أبرز المناطق التي يتواجد فيها حسينيات في مصر، هي مدينة 6 أكتوبر، حيث يتركز العراقيون، مشيرًا إلى أن الشيعة منهم يقيمون الحسينيات في بيوتهم، علاوة على قرية الرجدية في طنطا، حيث منزل القيادي الشيعي المعروف عماد قنديل، المشرف على جمعية “أحباب العترة المحمدية”، ومن ضمن القيادات الشيعية الذين يشرفون على حسينية خاصة في منازلهم سالم الصباغ في المحلة.

كما لفت السعيد إلى أن أبرز المناطق التي توجد في قلب الجيزة ومشهورة بالحسينيات هي منطقة العمرانية، حيث يلجأ الشيعة إلى تغيير المنازل التي يقومون فيها بالحسينيات بحيث لا يتم رصدهم أو التعرف عليهم.

وتابع: المشهد في أسوان وصل لمرحلة خطيرة، حيث حول بعض المتشيعين أماكن بعض الساحات الشعبية إلى أسماء شيعية، مثل ساحة الرسول الأعظم، وساحة موسى الكاظم، علاوة على رفع الرايات الخضراء ومكتوب عليها “لبيك يا حسين” فوق الأضرحة.

بواسطة |2017-10-05T21:54:29+02:00الثلاثاء - 3 أكتوبر 2017 - 4:26 م|الوسوم: , |

«ترفض الطعن دائما».. المحكمة الاتحادية العليا «آلة قمع المعارضين» بالإمارات

شن نشطاء ومغردون انتقادات حادة، ضد المحكمة الاتحادية العليا في دولة الإمارات، حيث اعتبرها كثيرون بمثابة عصا حكام الإمارات ليبطشوا بالمعارضين بقوة القانون.

وتنظر تلك المحكمة اليوم عددا من القضايا التي أصدرت فيها محكمة استئناف أبوظبي أحكاما ابتدائية في قضايا تعتبرها قضايا أمنية تتعلق بما تصفه عادة “بقضايا الإرهاب”.

ووفقا لموقع “الإمارات 71” فإن محكمة أمن الدولة وحتى قبل أقل من عام كانت تصدر أحكام درجة أولى باتة لا تقبل الطعن، ولكن تزايد الضغوط والانتقادات الحقوقية الدولية أجبر جهاز الأمن على تحويل القضايا إلى محكمة استئناف أبوظبي الاتحادية، حصرا، على أن يتم السماح بالطعن على هذه الأحكام أمام المحكمة الاتحادية العليا.

ومنذ هذا الإجراء، فإن نحو 99% من القضايا التي تم الطعن عليها تم رفض طعونها، ما دفع للتساؤل عن جدية نظر الاتحادية العليا لهذه الطعون، فيما قال ناشطون إن هذا الإجراء، يستهدف شرعنة أحكام محكمة استئناف أبوظبي، وسحب أحد أبرز الانتقادات الحقوقية في هذا الجانب.

ومن جانبه، رفض معتقل الرأي الأكاديمي “ناصر بن غيث” مؤخرا الطعن على حكم صادر بحقه من محكمة استئناف أبوظبي بعشرة أعوام سجنا، لرفضه شرعية قرار حكمه الذي اعتبره جائرا، ولعدم ثقته بالقضاء الذي بات يسيطر عليه جهاز الأمن، بحسب تأكيداته.

ويقول مراقبون: إن الواقع يثبت ما ذهب إليه “بن غيث”، في إشارة إلى الاستغراب من رفض جميع الطعون والتي أوردت “الاتحاد” تفاصيلها، مع التحفظ على تعبيراتها وما نقلته، كما يلي:

“أصدرت المحكمة الاتحادية العليا حكماً برفض الطعن المقدم من المتهم «س، م، أ» (إيراني الجنسية) وتثبيت الحكم السابق بالسجن 10 سنوات ومصادرة المولد الكهربائي موضوع الجريمة وجهاز الهاتف المضبوط المستخدم في الجريمة، وإبعاده عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة المقضي بها، وإلزامه بالمصاريف القضائية المقررة، وذلك بتهمة القيام بعمل عدائي ضد دولة صديقة، واستيراد مولد كهربائي (يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية) من دولة أجنبية لتصديره إلى إيران عن طريق دولة آسيوية، والذي يعد خرقاً لقانون الحظر الدولي الذي كان مفروضاً على «إيران» آنذاك، وتزوير مستندات الشحن، بحسب صحيفة “الاتحاد” الرسمية المحلية”.

وفي قضية أخرى رفضت المحكمة الاتحادية العليا الطعن المقدم من المتهمين «ع.ح.م.م» و«ع.أ.ح» (بحرينيي الجنسية) وثبتت الحكم السابق بحقهما، والذي يقضي بالسجن 3 سنوات وتغريم كل منهما 500 ألف درهم، ومحو المعلومات المستخرجة، وإبعادهما عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة المحكوم بها عليهما، وإلزامهما بالمصاريف، وكانت نيابة أمن الدولة قد وجهت لهما تهماً بنشر أفكار مثيرة للكراهية والعنصرية الطائفية عن طريق مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما رفضت المحكمة الطعن المقدم من المتهم «أ، ع، ع» (سوداني الجنسية) وثبتت الحكم السابق بحقه والذي يقضي بحبسه سنتين، وإبعاده عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة المحكوم عليه بها وإلزامه بالمصاريف القضائية، وذلك بتهمة الإساءة لرموز الدولة.

بواسطة |2017-10-03T12:53:15+02:00الثلاثاء - 3 أكتوبر 2017 - 12:53 م|الوسوم: |

إصابة 5 من الشرطة البحرينية بتفجير قرب احتفال شيعي بذكرى عاشوراء

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إصابة 5 من رجال الشرطة إصابات “بسيطة”، مساء الاثنين، بتفجير في أثناء تأمين القوات لمراسم عزاء للطائفة الشيعية في منطقة “الديه” على شارع البديع بالعاصمة المنامة.

وتقام في مملكة البحرين عدة مواكب للطائفة الشيعية، خلال شهر المحرم، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي، رضي الله عنه.

وتتعرض المملكة بين حين وآخر لهجمات تصفها بالـ”إرهابية” من قبل عناصر وجماعات تتهمهم بالولاء لإيران.

وكانت وزارة الداخلية البحرينية كشفت، في أواخر أغسطس الماضي، عن خلية مكوّنة من 10 أشخاص، قالت إنه “يُشتبه بتورّطهم في تنفيذ أعمال إرهابية” في البلاد مدعومة من إيران.

بواسطة |2017-10-03T12:41:41+02:00الثلاثاء - 3 أكتوبر 2017 - 12:41 م|الوسوم: |

أمريكا تكشف شحنة أسلحة من كوريا الشمالية كانت في طريقها لمصر

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن سفينة كورية شمالية ترفع علم كمبوديا أوقفت في المياه المصرية في أغسطس الماضي بعد العثور على أكثر من ثلاثين ألف قذيفة صاروخية على متنها.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الصفقة مولها رجال أعمال عبر تحويلات مالية سرية ومعقدة لصالح الجيش المصري.

وقالت أيضا إن الجمارك المصرية فتشت المركب بناء على طلب أمريكي عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك بعد أن رصدتها المخابرات الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن تقرير للأمم المتحدة وصف الشحنة بأنها الأكبر في تاريخ العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

وترجّح واشنطن بوست بأن مثل هذه الوقائع وراء قرار إدارة ترامب تجميد مبلغ ثلاثمائة مليون دولار كانت مرصودة للجيش المصري.

وبررّت إدارة ترمب -آنذاك- قرار تجميد هذه المساعدات بعدم إحراز مصر تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.

ونقلت الصحيفة تأكيد السفارة المصرية بواشنطن في بيان أن “مصر ستواصل الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بالصفقات العسكرية مع كوريا الشمالية”.

وأشارت إلى أن عملية إحباط صفقة السلاح تأتي في إطار التضييق على بيونغ يانغ التي صارت تعتمد على مبيعات السلاح لدول منها إيران وبورما (ميانمار) وكوبا وسوريا وإريتريا لكسر العقوبات الأمريكية والغربية ضدها.

وتعتمد بيونغ يانغ -في صفقات بيع السلاح السرية التي تقوم بها- على أساليب من بينها أن ترفع السفن أعلام بلدان أخرى و”الإخفاء الذكي” للسلاح في شحنات تجارية أخرى غير محظورة كالحديد والسكر.

بواسطة |2017-10-02T21:03:05+02:00الإثنين - 2 أكتوبر 2017 - 9:03 م|الوسوم: , , , |

«بوتين» يستقبل «سلمان» الخميس المقبل في (موسكو)

قال الكرملين إن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، سيزور موسكو في 5 أكتوبر الجاري.

ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» (رسمية) عن «يوري أوشاكوف» مساعد الرئيس الروسي قوله، في حديث صحفي: «الملك سلمان سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الخميس 5 أكتوبر الجاري».

ومن المقرر أن يقضي الملك «سلمان» في موسكو 4 أيام.

من جانبه، قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي «ديميتري بيسكوف»:إن زيارة الملك «سلمان» إلى موسكو تأتي لإعطاء دفعة قوية لتطور العلاقات الثنائية، بحسب «الحياة».

وأشار إلى أن البلدين لديهما نقاط خلافية في سورية في ظل دعم روسيا للأسد والتغاضي عن الاستفزازات الإيرانية في المنطقة.

وكان «عبد الرحمن الرسي»، سفير السعودية لدى روسيا، أكد في يوليو/تموز الماضي، أن زيارة الملك «سلمان» المرتقبةإلى موسكو ستثمر عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، يجري التحضير لها الآن.

وكشفت تقارير إعلامية، خصوصا الروسية، أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا تهدف إلى تعزير ملفات الدفاع، وبحث الأوضاع الإقليمية خصوصا التسوية السياسية في سوريا، إضافة إلى بناء مصانع للبتروكيماويات في كلا البلدين، والاستثمار في مجال الغاز والخدمات اللوجستية والطاقة المائية والنووية.

وفي هذا الإطار، شدد الناطق الرئاسي الروسي «ديمتري بيسكوف» ليل الجمعة الماضي، على أمل روسيا معقود أن تمنح هذه الزيارة، التي وصفتها أوساط سياسية روسية بــ«الـتاريخية»، زخما جديدا لتطوير العلاقات وللتعاون بشكل أكبر بكثير من مستوى التعاون الحالي.

بواسطة |2017-10-02T13:50:32+02:00الإثنين - 2 أكتوبر 2017 - 1:50 م|الوسوم: , |

كتالونيا ليست كردستان.. إرادة بدون قوة لا تصنع شيئا غالبا

حكومة إقليم تسعى للانفصال، وراءها شعب أغلبه متحمس للأمر، على ما يبدو، لكن القوة على الأرض للشرطة التابعة للحكومة المركزية، التي ترفض هذا الانفصال بشدة، هكذا يبدو الوضع على الأرض في إقليم كتالونيا (قطالونيا بالنطق العربي الصحيح) الإسباني (حتى الآن)، ماثلا أمام كل من يريد تشبيه الأمر باستفتاء أكراد كردستان العراق، والذي تم إنجازه، منذ أيام، رغما عن العراق والقوى الإقليمية المحيطة.

أولى أسباب الاختلاف، هو أن أكراد العراق عندما دخلوا الاستفتاء كان لديهم قوات عسكرية متطورة تسليحيا وتنظيميا تسيطر على أراضي الإقليم، وهي مؤيدة للانفصال عن العراق بحماس، أما الثاني فكان وجود دعم إسرائيلي أمريكي ألماني واضح للأمر، لكن الكتالونيين لا يملكون غير إرادة ومؤيدين “عزل” أمام شرطة وجيش تابعين لـ “إسبانيا مدريد”.

سياسي أم عرقي؟

وفقا لهذه الاختلافات يبدو انفصال كردستان العراق سياسيا أكثر منه عرقيا، بينما انفصال كتالونيا إسبانيا عرقي أكثر منه سياسي، لكن وطأة الثاني – إن تم – ستكون أشد على الحكومة الإسبانية في مدريد، أكثر من وطأة استفتاء كردستان على الحكومة العراقية في بغداد.

في كردستان، لم يكن الاستفتاء شأنا عراقيا، بقدر ما كان شأنا إقليميا، فتركيا وإيران تتمسكان برفضه، وتهددان بإجراءات، وبقدر ما شكل هذا الأمر حالة احتراب إقليمية متوقعة يخشى معها تفجر الأوضاع بشكل كبير في منطقة ملتهبة بالفعل، إلا أن الأمر يحمل في طياته تنفيسا للضغوط عن حكومة العراق، من باب أنها ليست فقط من ترفض استفتاء كردستان.

في كتالونيا، تبدو الأمور مختلفة، فالشأن – إلى حد الآن – يبدو إسبانيا خالصا، لا داعمين أو رافضين إقليميين، الاتحاد الأوروبي لا يبدو أنه يريد التحرك للآن، والقوى الدولية الكبرى تراقب بصمت.

ماذا حدث؟

حتى لحظة كتابة هذه السطور، صباح الأحد 1 أكتوبر، كان الناخبون يحتلون معظم المدارس في كتالونيا، والتي من المتوقع أن تتحول إلى مراكز اقتراع للاستفتاء، حيث باتوا فيها من مساء السبت، في تحد للشرطة التي تلقت أوامر واضحة من الحكومة المركزية بمنع الاستفتاء، بدورها سمحت الشرطة للمواطنين بالمبيت، شريطة أن ينصرف الجميع في السادسة صباحا.

شهود عيان من هناك أفادوا لـ “العدسة” بأن قوات الشرطة بدأت في المرور على المدارس منذ الصباح لحث الناس على الخروج، لكن الجماهير ترفض وتقابل الأمر بالتصفيق والتصفير، فتنصرف الشرطة.

الموقف بعد ساعة من هذا التطور اتجه نحو التصعيد، حيث صادرت الشرطة عددا من صناديق وبطاقات الاقتراع في أكثر من مكان، وسط احتجاجات المواطنين، الذين أصروا على الاصطفاف للإدلاء بأصواتهم.

بعد ذلك، تداولت وكالات أنباء صورا تظهر المتظاهرين نائمين أمام لجان الاستفتاء لحين فتحها والتصويت، وأعلن ممثل الحكومة الإسبانية، فى كتالونيا، إنريك ميو، أمس السبت، أن الشرطة ختمت بالشمع الأحمر أكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2300، وأنها ماضية في اقتحام بقية المراكز، لكن المواطنين يقولون إنهم سيذهبون إلى أي مركز للإدلاء بأصواتهم، حتى ولو كان مركزا واحدا.

الفرق إذن كبير بين كردستان وكتالونيا، الاستفتاء الأول جرى استغلالا لوضع أمني مهترئ لا تسيطر فيه الحكومة المركزية بأي شكل على الإقليم الذي يؤيد الانفصال، فتم الاستفتاء بحماية قوات الإقليم، لكن الثاني يتم في وضع اعتيادي تسيطر فيه الدولة المركزية على جميع الأقاليم أمنيا وعسكريا، وهو عنصر في هذه الحالات أهم من السيطرة السياسية ورأي الناس.

لماذا تريد كتالونيا الانفصال؟

بالفعل كان إقليم كتالونيا يتمتع بالحكم الذاتي عام 1931، لكن انقلاب الجنرال فرانثيسكو فرانكو ألغى هذا الأمر، وضم كتالونيا للحكومة المركزية بمدريد، بدعم من هتلر وموسوليني آنذاك، وقمع فرانكو الكتالونيين بوحشية، وتم التعامل مع نادي برشلونة بتحيز، وتفضيل ريال مدريد عليه.

ويعتبر المواطنين الكتالان أنفسهم غير إسبان، والكثير منهم يرفضون الحديث باللغة الإسبانية، ولا يتحدثون إلا الكتالانية فقط، وعندما تتجول في شوارع برشلونة او تراجونا أو بادالونا كثيرًا ما ترى أمامك عبارة مكتوبة على علم معلق على أسوار المنازل والبنايات الكتالانية وهي “كتالونيا ليست إسبانيّة”.

ومن المعروف أن  كتالونيا هي المنطقة الاقتصادية الرائدة في إسبانيا، مع ما يقرب من ٢٠٪ من الناتج القومي الإجمالي لهذه المنطقة، التي تشكل ٦٪ فقط من مساحة اليابسة في إسبانيا و١٥٪ من عدد السكان.

يرى الكتالونيون أنهم يقومون بتحويل مبالغ مالية إلى الحكومة المركزية الإسبانية تفوق الـ ٢٠ مليار يورو سنويًا تستقطع من دافعي الضرائب في كتالونيا، ولا تجد مردود يذكر أو تحسن ملحوظ علي معيشتهم وحياتهم، لذلك هم يشعرون بالإحباط بسبب تردي كل الخدمات التعليمية والصحية في كتالونيا.

انفراط إسبانيا

تعلم الحكومة الإسبانية أن نجاح استفتاء كتالونيا وانفصالها، سيجر عليهم عدة استفتاءات أخرى، في أقاليم مختلفة، منها علي سبيل المثال إقليم الباسك الحدودي الذي يطالب بالاستقلال عن إسبانيا مع احتفاظه بجزء من الأراضي الفرنسية، بعد خوضه صراعا دمويا ضد الحكومة المركزية الإسبانية عن طريق ما يسمى بحركة إيتا الباسكية الانفصالية، اغتالت بسببه الحركة عددا من الوزراء الإسبان، وقامت بعدة تفجيرات ضد عناصر من الشرطة، ولم تعلن نبذها للعنف وترك السلاح، إلا هذه السنة، في أبريل ٢٠١٧، بالإضافة إلى جزر الكناري، التي تطالب هي الأخرى بالانفصال عن إسبانيا.

قد يلهم الصراع في إسبانيا العديد من الأقاليم المختلفة في عدة دول لتحذوا حذوهم، مثلما كان الحال حين أجرت أسكتلندا استفتاء الاستقلال عن المملكة المتحدة، وظهور وقتها من طالبوا بانفصال باڤاريا عن ألمانيا، لهذا يتوقع أن تقاوم أوروبا بعنف استقلال كتالونيا.

بواسطة |2017-10-02T11:16:18+02:00الإثنين - 2 أكتوبر 2017 - 11:16 ص|الوسوم: , , |

«عاشوراء» وضريح الحسين.. جدل يتجدد و«المد الشيعي» يطل برأسه

للعام الخامس على التوالي، تغلق السلطات المصرية ضريح الإمام الحسين بن علي وسط القاهرة، تزامنًا مع احتفالات الشيعة بذكرى (عاشوراء) التي بدأت الجمعة وتنتهي الأحد 1 أكتوبر الجاري.

وتجددت حالة الجدل مرة أخرى بين الشيعة الذين يرغبون في الاحتفال بالذكرى، والسلفيين الذين لا يرفضون الاحتفال فحسب بل لا يرون للضريح ذاته مبررًا ويدعو بعضهم لهدمه.

السلطات الأمنية توخت الحذر بين الطرفين، وشددت من إجراءاتها التأمينية على مسجد الإمام الحسين خشية وقوع مناوشات خلال الاحتفال.

فإلى أي مدى تعبر الإجراءات المصرية عن تخوفات حقيقية ليس من المناوشات المتوقعة فحسب، بل من انتشار التشيع في حاضنة الإسلام السني؟، وما حقيقة ما يقال بشأن المد الشيعي، وعلاقته بالمسار السياسي بين القاهرة وطهران؟.

مصر “خائفة”؟

مصدر أمني في محيط مسجد الحسين قال في تصريحات صحفية إنه “سوف يتم توقيف أي مصلٍ يدخل المسجد يشتبه في ممارسته للطقوس الشيعية، فضلاً عن منع توزيع أي مطبوعات عليها عبارات تدعو لنشر التشيع”.

وزارة الأوقاف، أعلنت غلق الضريح لمنع إقامة أي مظاهر شيعية، وقالت إنها “لن تسمح بأي ممارسات طائفية أو فتن، وإن أي خروج على حرمة المساجد سيواجه بكل حسم من خلال محاضر رسمية”.

النشطاء الشيعة، قليلو العدد في مصر، أعلنوا أنهم سيزورون ضريح الحسين إحياء لذكرى عاشوراء، وقال يحيى مهدي، عضو “رابطة شباب الشيعيين المصريين”: “سنزور منطقة الحسين رغم غلق الضريح، وسوف نجتمع في أقرب مكان للمسجد قد يكون في مناطق الجمالية أو باب الشعرية أو الدراسة”.

أما مصطفى زايد منسق ائتلاف الطرق الصوفية، فقال: “لن نسمح للشيعة ببث سمومهم في المجتمع، وملتزمون بالوجود في نطاق المسجد لحمايته من أي خروقات من قبل الشيعة”، مضيفًا أن الاحتفالات الشعبية بمولد الحسين بدأت أمس بمسيرات من مناطق الدراسة والجمالية والدرب الأحمر وباب الشعرية إلى المسجد”.

ولا يوجد حصر دقيق لأعداد الشيعة في مصر، لكن قيادات بارزة في الشيعة تدعي أن عددهم 3 ملايين نسمة، أما المصادر غير الرسمية فتشير إلى أن أعدادهم لا تزيد على 18 ألفًا فقط، وأنه جراء خوفهم من إعلان اعتناقهم للمذهب الشيعي يمارسون عقيدتهم في الخفاء ولا يعلنون عن ذلك.

في المقابل عادة ما تثير الذكرى حفيظة قطاع من السلفيين، فقبل أيام طالب الداعية السلفي والقيادي السابق بحزب النور “سامح عبد الحميد”، بإزالة ضريح الحسين من مسجده في القاهرة، مشيرًا إلى أن “الشيعة يستغلون هذا المسجد لنشر التشيع والتوغل بين الناس وغزو المجتمع ببدعهم وخرافاتهم ويسبون الصحابة”.

الدعوة أغضبت عددًا كبيرًا من مشايخ الطرق الصوفية، واعتبروه تهديدًا صريحًا لهم مع كل مناسبة، مؤكدين أنهم سيحمون الضريح وغيره من الأضرحة.

ورغم رفض الصوفية لكثير من معتقدات المذهب الشيعي، إلا أن “حب آل البيت” ومسألة الأضرحة الخاصة بهم تعتبر عاملًا مشتركًا بينهما.

جدلية الاختراق الشيعي

أزمة الضريح وذكرى عاشوراء تلقي بظلالها على القضية الجدلية الخاصة بالمد أو الاختراق الشيعي لمصر السنية.

فمصر بمثابة أرض خصبة، للمد الشيعي، ليس اعتبارًا لوجود عدد كبير من معتنقي المذهب الشيعي فيها، لكن لوجود “الصوفية”، الأقرب لهم من المذهب السني، وهي طرق متعددة ولها أتباع بالملايين في مصر.”

المَدُّ الشيعِيُّ في مِصر/ آليَّات التغلغُل وطَرائِق المُدافَعة” عنوان كتاب صدر عام 2013، يتناول بشيء من التفصيل مخاوف المصريين من التغلغل الشيعي.

وفي نطاق ذلك يلقي الكتاب الضوء على ما قال إنه بعض الثغرات التي يحاول الشيعة النفاذ منها إلى قلب المجتمع المصري السني، ومنها مسألة السياحة الدينية وزيارة الأضرحة.

البحث يكشف من خلال إثباته بمنهج البحث العلمي، وفق الكاتب، أن “كثيرًا من الأضرحة التي يدعي الشيعة أنهم بنوها في مصر هي مجرد أوهام لا أصل لها”، ويخص الباحث قضيتي دفن رأس الحسين والسيدة زينب رضي الله عنهما في مصر.

هذا البعد أعاد للأذهان تصريحًا منسوبًا لمصدر مسؤول في وزارة السياحة، في نوفمبر من العام الماضي، أعلن فيه نية مصر عودة السياحة الإيرانية إلى المقصد السياحي المصري، وفقًا للضوابط والاشتراطات الأمنية التى سيتم إعلانها.

المصدر، قال إن السماح بدخول السياح الإيرانيين مصر، سيكون من خلال شركات السياحة الحكومية وعددها 5 شركات، مشيرًا إلى أن إنفاق السائح الإيراني يمثل 3 أضعاف إنفاق السائح الأوروبي.

216 فضائية

الثغرة الثانية التي لفت الكتاب الأنظار إليها بكثير من الاستفاضة البحثية هي تلك المتعلقة بالفضائيات الشيعية المنتشرة في البيوت السنية من حيث عددها وهويتها وفلسفتها وتحليل محتوى أطروحاتها، وبخاصة فضائيات الأطفال.

وفي الإطار نفسه يتحدث الباحث عن ثغرة الدراما الشيعية وما قد تحدثه من خلخلة لعقيدة المصريين؛ ليحلل محتوى بعض المواد الدرامية الشيعية لإثبات خطورتها على الهوية والعقيدة ويقدم حلولًا عملية لمواجهتها.

ائتلافات سلفية أطلقت في هذا الإطار حملة لحذف القنوات الشيعية على قمر نايل سات المصري، وقدرت أعدادها بنحو 216 قناة بين الدينية والإخبارية والأطفال، وكذا الدرامية.

وفي حلقة من برنامج “على هوى مصر” عبر فضائية النهار one، أشار الإعلامي خالد صلاح إلى أن هناك برنامجًا يبث على قناة “فدك” الشيعية يُدعى “مصر الفاطمية” يخاطب المجموعات الشيعية داخل مصر، ويتلقى اتصالات هاتفية من الشيعة المصريين.

وبحسب الفيديو الذي أذاعه البرنامج، فإن شيخ شيعي عراقي يزعم أنه لا يستطيع أحد أن ينكر المد الشيعي في مصر، وأن أغلب أهل مصر على مذهب الشيعة.

كما يتناول الكتاب تفصيلًا أيضًا ثغرة زواج الشيعة العرب من فتيات ونساء مصريات، وكيفية سد هذه الثغرة التي تقع فيها العديد من الأسر المصرية دون أن تشعر، على حد تعبيره.

بواسطة |2017-10-02T17:59:43+02:00الإثنين - 2 أكتوبر 2017 - 10:52 ص|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى