إيران تسلِّم العراق رفات 128 عسكريًا قُتِلوا بحرب الخليج

أعلنت وزارة الدفاع العراقية تسليم نظيرتها في طهران إلى سلطات بغداد رفات 128 عسكريًا عراقيًا قُتلوا أثناء حرب الخليج الأولى بين الدولتين ثمانينيات القرن المنصرم.

وقالت وزارة الدفاع العراقية، في بيان صادر عنها، أمس “الأربعاء” 20 يونيو: إنه “بعد مساعٍ بذلها المسؤولون العراقيون من أجل إعادة رفات الجنود العراقيين، استجابت السلطات الإيرانية لطلبهم، وقامت بإعادة عشرات من رفاتهم إلى الجانب العراقي”.

واندلعت حرب الخليج الأولى بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي، بين عامي 1980 و1988.

ودعا البيان ذوي الجنود القتلى مراجعة الوزارة لتسلم رفات ذويهم، ونشرت الوزارة، قائمة بأسماء هؤلاء الجنود القتلى، الذين وصل رفاتهم من الجانب الإيراني.

كما لفتت الوزارة إلى أنه تم إكمال فحص عينات الحمض النووي “DNA”، الخاصة بهم من قبل دائرة الطب العدلي.

بواسطة |2018-06-21T14:36:10+02:00الخميس - 21 يونيو 2018 - 2:36 م|الوسوم: , , |

هدف بـ”الصدفة” وراء عبور إسبانيا لإيران في المونديال

اجتاز المنتخب الإسباني، أمس”الأربعاء” 20 يونيو، بصعوبة نظيره الإيراني وتغلب عليه بهدف دون رد في الجولة الثانية للمجموعة الثانية لبطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا.

وتقاسم منتخبا إسبانيا والبرتغال صدارة المجموعة برصيد 4 نقاط بفارق نقطة عن إيران، بينما تذيلت المغرب الترتيب بلا رصيد من النقاط.

جاءت بداية المباراة سريعة من جانب منتخب إسبانيا، وسط تراجع إيراني مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.

وشهدت الدقيقة الرابعة أولى الهجمات عندما مرّر جوردي ألبا كرة عرضية إلى داخل منطقة الجزاء أبعدها الدفاع الإيراني بشكل سيئ لتجد متابعة على حدود المنطقة من المتقدم دانييل كارباخالالذي استقبل الكرة بتسديدة مباشرة غير متقنة إلى خارج الملعب.

وأحكم لاعبو إسبانيا سيطرتهم على وسط الملعب، وهددوا المنافس في أكثر من مناسبة ففي الدقيقة 22 سدد سيرخيو راموس ركلة حرة مباشرة وجدت طريقها في أحضان الحارس الإيراني علي رضا بيرانفاند.

واعتمد “الماتادور” في بناء هجماته على تحركات الثنائي أندريس انييستا وديفيد سيلفا على أمل اختراق الدفاع الإيراني المتكتل.

وتواصلت الفرص الضائعة من جانب إسبانيا، وكادت أن تشهد الدقيقة 41 فرصة هدف التقدم عندما راوغ إيسكو أكثر من مدافع ليمرر كرة عرضية أرضية وصلت لديفيد سيلفا غير المراقب، والذي كاد أن يدك الشباك الإيرانية لولا بسالة الدفاع في إبعاد الكرة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

ولم تتغير الأمور كثيرًا في شوط المباراة الثاني عن سابقه؛ حيث تواصل الضغط الإسباني في رحلة بحث عن التقدم، قابله محاولة إيرانية للخروج بنقطة على الأقل فمال أداء لاعبيه للتأمين الدفاعي مع الاعتماد على المرتدات السريعة.

وتألق الحارس الإيراني في الدفاع عن مرماه بوقف العديد من الهجمات الإسبانية إثر تصديه لتصويبة لوكاس فاسكيز في الدقيقة 50، بعدها بثلاث دقائق ردت إيران بهجمة عندما تهيأت الكرة إلى كريم أنصاري داخل منطقة الجزاء سددها قوية مرت بجوار القائم الأيمن للحارس ديفيد دي خيا.

وأسفرت الدقيقة 55 عن هدف التقدم لإسبانيا عندما أهدى انييستا كرة بينية إلى دييغو كوستا سددها مباشرة في الشباك محرزًا الهدف الأول.

بعدها نشط أداء الإيرانيين في محاولة لإدراك التعادل، لتأتي الدقيقة 62 وتشهد معها تسجيل إيران التعادل إلا أن الحكم ألغى الهدف بعد اللجوء لتقنية الفيديو.

وتوالت الهجمات والفرص الضائعة من الجانبين دون أن تتغير النتيجة، ليخرج الإسبان فائزين بالثلاث نقاط.

بواسطة |2018-06-21T14:35:37+02:00الخميس - 21 يونيو 2018 - 2:35 م|الوسوم: , , , |

ماذا تريد إيران من أوروبا لحماية الاتفاق النووي؟!

العدسة – معتز أشرف:

في اجتماع جمع نائب رئیس الجمهوریة الإيرانية رئیس منظمة الطاقة الذریة، علي أکبر صالحي، مع أمین عام الأمم المتحدة، أنطونیو غوتیریش، أطلق “صالحي” تصريحات نارية في مواجهة الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي وقال: “مقترحات أوروبا لصیانة الاتفاق النووي غير کافیة”. فماذا تريد إيران؟!

نرصد التصور الإيراني وتطورات الملف الحرج في ضوء التصريحات الجديدة.

 غير كافية!

لقاءات وجولات متسارعة  في إطار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإيرانية، برز فيها تصريحات رئیس منظمة الطاقة الذریة، علي أکبر صالحي، الذي وصف السیاسات الأمریکیة الأخیرة حول الاتفاق النووي بأنها تخریبیة وأبدی شکوکه بشأن إمکانیة صون الاتفاق نظرًا للظروف الراهنة، قائلًا: إن المقترحات الأوروبیة المقدمة إلی إيران غير کافیة لتوقعات الجمهوریة الإسلامية الإيرانية.

ووصف نائب رئیس الجمهوریة الظروف الإقلیمیة الراهنة بالخطیرة، وأشار إلی أهمیة دور إيران في المنطقة، مؤکدًا في لقائه مع أمین عام الأمم المتحدة، أنطونیو غوتیریش، أنه إذا استمر المسار هکذا سیخسر الجمیع، فيما رد َّ أمین عام الأمم المتحدة، بدعمه الواضح للاتفاق النووي واستمرار مشاوراته الثنائیة مع الدول الملتزمة بالاتفاق النووي، لصونه قائلًا: إن الاتفاق وصیانته یلعب دورًا فاعلًا وبناءً في إرساء الأمن العالمي.

وذکر صالحي بقدرات الجمهوریة الإسلامية وتحدیدًا علی المشهدین المحلي والإقلیمي، معتبرًا سیاسة واشنطن المتمثلة في مواجهة إيران والعودة إلی عهد تتبع السیاسات غير البناءة لهذا البلد  بأنها مدانة بالفشل، کما اعتبر النتائج الناجمة عن الاتفاق النووي علی الصعد الاقتصادیة والمصرفیة والاستثماریة بأنها أقل مما یتوقع، داعیًا داعمي الاتفاق النووي من بینهم الأمم المتحدة والدول الأوروبية إلی تقدیم المساندة الواضحة لهذا الاتفاق والمواجهة الجادة لسیاسات ترامب، وتحدیدًا عبر الاتحاد الأوروبي.

إرنا سولبرج رئيسة وزراء النرویج ردَّت في لقاء جمعها بصالحي بأنّ بلادها تهتم بحفظ الاتفاق ومازالت تتابع تذلیل عقبات التعاون بین البلدین والانتفاع بنتائج الاتفاق النووي لتطویر العلاقات بین البلدین.

وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية، نيلس آنن أكد في رده علي صالحي خلال لقائه الثلاثاء، دعم بلاده والاتحاد الأوروبي للاتفاق النووي ومساعي الاتحاد لاستمرار التعاون مع إيران، واعتبر في نفس الوقت الإجراءات الفاعلة في هذا المجال بما في ذلك جلب تعاون الشرکات الخاصة بأنها بحاجة إلی المزید من الوقت للمتابعة الجادة علی المستوی الدولي.

ضمانات عملية!

رئيس المجلس الاستراتیجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي كان أوضح من نائب رئيس الجمهورية الإيراني، حيث أكد ضرورة تقديم أوروبا ضمانات عملية تجاه الاتفاق النووي، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي، إنزو موافيرو ميلانزي.

وقال خرازي خلال اللقاء، إن القضية الهامة هي الاتفاق النووي، موضحًا: بالطبع نحن نعرف أن الدول الأوروبية تسعی للحفاظ علی الاتفاق النووي، ونحن نطالب بتقديم الضمانات العملیة القوية، وأكدنا أن المواقف السياسية ليست كافية.

خرازي أوضح أنّ إيطاليا تحاول الحفاظ علی الاتفاق النووي بصفتها الشريك التجاري الأول لإيران بين البلدان الأوروبية، قائلاً: إذا لم تُكلّل الجهود التي تبذلها إيطاليا والبلدان الأوروبية الأخری لتقديم الضمانات للحفاظ علی الاتفاق النووي بالنجاح، فلم یعد یوجد أي داعٍ لبقاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الاتفاق النووي.

وأضاف خرازي: “لقد قلنا أيضًا إننا مستعدون لبذل كل جهد ممكن لتعزيز السلام والأمن في المنطقة، شريطة أن يتم أخذ الواقع بعين الاعتبار وأن يستعد اللاعبون الرئيسيون بالمنطقة للقدوم إلى طاولة المفاوضات، ويتخذوا من خلال العمل مع بعضهم البعض مواقف صائبة بشأن التطورات في المنطقة، مما سيؤدي إلى انتشار السلام والأمن.

تأتي هذه التصريحات قبيل التوجه إلی إسبانیا علی رأس وفد سیاسي لتبادل وجهات النظر مع المسؤولین الإسبان؛ حيث أفادت السفارة الإيرانية في مدرید أن خرازي سیجتمع الخمیس مع جوزب بوریل، وزیر الشؤون الخارجیة الإسباني لدراسة أوضاع الاتفاق النووي بعد انسحاب ترامب منه وسبل الحفاظ علی الاتفاق ومواجهة السیاسات الأمریکیة المتمثلة في فرض الحظر علی طهران.

وفي إطار حملة الزيارات الدبلوماسية المتصاعدة، كسبت إيران زعيمًا بريطانيًا مهمًا بحسب السفير الإيراني لدی بريطانيا، حميد بعيدينجاد، الذي التقى زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، وأشار بعيدي نجاد إلى أنّ زعيم حزب العمال البريطاني يقف مواقف واضحة تجاه ضرورة الاحتفاظ بالاتفاق النووي والحاجة إلى اتخاذ تدابير واضحة للحفاظ علی السلام في الشرق الأوسط.

وفي طهران الاثنین عُقِدت جولة جديدة من المحادثات السياسية الشاملة برئاسة عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية، وبريسويل باسكال، نائبة وزير الخارجية السويسري، وشدد الجانبان أيضًا على أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي، وأهمية التزام الدول بهذا الاتفاق، مؤكدين استعدادهم لتعزيز التعاون في هذا الإطار.

الأجندة الإيرانية

وبحسب مراقبين محسوبين على الجانب الإيراني، فإنّ الضمانات التي تطالب إيران الجانب الأوروبي بها ليست من النوع الذي يصعب على الأوروبيين تقديمها إذا كانت لديهم فعلًا مصداقية في المواقف التي اتخذوها ضد ترامب، ومنها التحرك الأوروبي القانوني ضد ترامب، فدوائر صنع القرار الإيراني تستغرب من امتناع الجانب الأوروبي عن بلورة مواقفه وانتقاداته للرئيس ترامب في إطار الإجراءات والخطوات القانونية التي ينصّ عليها الاتفاق، ومنها تقديم شكوى ضد أمريكا إلى مجلس الامن أو مطالبة الأخير بحمل أمريكا على عدم انتهاك الاتفاق.

ومن أبرز الضمانات الإيرانية المطلوبة كذلك التحرك الغربي خاصة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس الأمن وتسهيل بيع النفط الإيراني وضمان استلام طهران لعائداتها النفطية، وأن تقدم البنوك والمصارف الأوروبية التسهيلات اللازمة للجانب الإيراني لضمان انسيابية عملياته المصرفية من تحويلات وضمانات مالية، وأن تقدم الشركات الأوروبية على العمل الاستثماري في المشاريع العملاقة في إيران، لاسيما في حقلي النفط والغاز عملًا بما ينص عليه الاتفاق، وتحديدًا البند 26 منه والسماح للبنوك والمصارف الإيرانية بتأسيس فروع لها في الدول الأوروبية حسب بنود الاتفاق والسماح لناقلات النفط الإيرانية المرور دون تضييقات عبر المياه الدولية الحرة على أن توفر شركات التأمين الأوروبية تغطية تأمينية لها.

ووفق مصدق مصدق بور، الباحث السياسي الإيراني، فإنّ لدى طهران العديد من الخيارات ستلجأ إليها في حالة التراخي الأوروبي تبعًا لمتطلبات المراحل القادمة، وأهمها إعادة أنشطتها النووية إلى ما كانت عليه قبل نشوب الأزمة، ومواصلة عملية التخصيب إلى الأسقف المسموح بها، كما لدى إيران خيار آخر وهو الأهم والأخطر أي الخروج من معاهدة الN.P.T “.

ومن المنتظر أن تنتهي المهلة التي منحتها إيران، للاتحاد الأوروبي ومدتها 60 يومًا في الشهر المقبل، وذلك لضمان استمرار تنفيذ الاتفاق النووي بعد قرار انسحاب الولايات المتحدة، خاصة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، هدّد في وقت سابق بأن الولايات المتحدة لا تستبعد فرض عقوبات ثانوية على الشركات الأوروبية التي تستمر في التعامل مع إيران، وهو ما أقلق الأخيرة في ظل حرص الاتحاد الأوروبي على إنفاذ الضمانات بشكل جدّي.

 

بواسطة |2018-06-21T13:05:14+02:00الخميس - 21 يونيو 2018 - 1:05 م|الوسوم: , , |

أمريكا تتحدى إيران في برلمان العراق.. وهذه هي التفاصيل

العدسة – معتز أشرف         

في تقدير موقف حديث للسياسات الأمريكية المتوقعة، سلط المرصد السياسي لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى المقرب من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية الضوء على صعود جماعات إيرانية على غرار حزب الله في مجلس النواب العراقي وضوابط الرد الأمريكي المفترض في ضوء سيناريو العقوبات ضد إيران، مؤكدًا ضرورة حصار إيران في العراق، لكن دون أن يفسد أي إجراء محاولات تشكيل الحكومة وتمرير الأوضاع نحو الهدوء بعد أزمة النتائج المستمرة.

نموذج لبنان

لفت تقدير المرصد السياسي لمعهد واشنطن الذي وصل (العدسة) الانتباه إلى أنه بالتزامن مع انتهاء الانتخابات أقرّ المشرعون الأمريكيون مشروع قانون معدّل لتفويض الدفاع الذي مهد الطريق أمام وزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات مالية باهظة على جماعة «عصائب أهل الحق» وغيرها من الوكلاء الإيرانيين، مؤكدًا أنه رغم أنها الخطوة الصحيحة الواجب اتخاذها، إلا أنه لا بد من صياغة أية عقوبات بحذر ودقة وتوقيتها بشكل يحول دون أي ردود فعل معادية للولايات المتحدة خلال عملية تشكيل الحكومة المفوضوية أساسًا في العراق، خاصة أنه من بين الفائزين في انتخابات مجلس النواب العراقي التي أجريت في 12 مايو، كانت «عصائب أهل الحق»، وهو أسرع فصيل صاعد ضمن ائتلاف قوي يضم الأحزاب العراقية الحليفة لإيران.

وأوضح أن «عصائب أهل الحق» جماعة منشقة خاضعة للسيطرة الإيرانية كانت مرتبطة سابقًا بمقتدى الصدر وجزء من “ائتلاف الفتح” الذي أحرز بين 40 و47 مقعدًا في الشهر الماضي، أية نسبة تكفي لاحتلاله المركز الثاني بين كافة المتنافسين بانتظار نتيجة إعادة فرز الأصوات المزمعة في العراق، وقد فازت «عصائب أهل الحق» بين 13 إلى 15 مقعدًا من هذه المقاعد أو ما يقارب 30% من إجمالي مقاعد الائتلاف، الذي يتكون بشكل أساسي من جماعات تم تشكيلها على غرار نموذج الميليشيا/الحزب الذي لطالما استخدمه «حزب الله» في لبنان، وناهيك عن أنها تشكل نواة «الحشد الشعبي»، وتُعتبر هذه الجماعات أيضًا العناصر الأكثر نفوذًا ضمن التأثير الإيراني المباشر على الساحة السياسية العراقية.

وأشار إلى أن المكاسب الانتخابية التي حققها “ائتلاف الفتح” تبرز توجهين واضحين من هذه النتائج، وهي القفزة السريعة لـ«عصائب أهل الحق»، وهي أحد أكثر العناصر جموحًا ضمن “ائتلاف الفتح”، وعدم التقدم المفاجئ لـ”منظمة بدر”، بعد أن بدت مستعدة للتوسع، ولكن نظرًا لهيمنة إيران الشاملة على الجماعتين، فقد تتمكن طهران من رأب أي صدع بينهما، وعلى الأرجح، أن تبقى “منظمة بدر” المفضلة لدى طهران لقيادة “ائتلاف الفتح”، رغم أن فوز «عصائب أهل الحق» قد يعني بدء بروزها على الساحة السياسية في العراق.

مكاسب مفاجئة

وبحسب رصد معهد واشنطن، فإن نتائج “عصائب أهل الحق” التي تشكلت بين عامَي 2006 و2007 بمساعدة «حزب الله» فاقت العديد من التوقعات، لاسيما بعد فوزها بمقعد واحد فقط في انتخابات عام 2014، خاصة وأنها متفرعة من الحركة الإسلامية الشعبية لمقتدى الصدر “سائرون”، التي فازت بأكبر عدد من المقاعد في الشهر الماضي (بين 54 و56 مقعدًا)، وكُلِّفت بمهمة محاربة احتلال العراق الذي قادته الولايات المتحدة، ولاحقًا بإرسال آلاف المقاتلين إلى سوريا.

وفي الوقت الحالي، يتراوح عدد مقاتلي الجماعة – بحسب معهد واشنطن- بين 7 و10 آلاف مقاتل، مجهزين بدبابات وعربات مدرعة خفيفة وقطع مدفعية قديمة وصواريخ وذخائر صاروخية يدوية الصنع، وفضلاً عن الحفاظ على موقفها المناهض للغرب، واتُهمت بارتكاب عمليات قتل وحشية في جميع أنحاء العراق ضد مواطنين من الشيعة أمثالها وضد طوائف أخرى.

ويتمثّل التلخيص الأكثر بروزًا لهذه الأسس في فوز حسن سالم، أحد مرشحي هذه الجماعة في دائرة بغداد الانتخابية، وهو قائد ميداني سابق في “جيش المهدي” الذي كان تابعًا لمقتدى الصدر قبل تجميد أنشطة التنظيم، وبعد أن أفادت التقارير عن إدارته عصابات قتل (كتائب موت) طائفية بهذه الصفة، انضم إلى «عصائب أهل الحق» ليكون أحد أبرز قادة الميليشيات ويساعد في مساعي التعبئة الأولية للمشاركة في الحرب السورية.

ويمكن أن يُعزى النجاح الانتخابي الكبير للجماعة إلى عدة عوامل بحسب المرصد السياسي لمعهد واشنطن ومنها: تمتعها بمهارات قتالية استخدمت ضد إجراءات مبكرة وفعالة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتنظميها حملات تركز على الرسائل الإستراتيجية، من خلال اتباعها نموذج شبكة تليفزيون “المنار” التابعة لـ«حزب الله» وعدد من المواقع الإلكترونية، أظهرت «عصائب أهل الحق» نهجًا احترافيًّا وحديثًا ومتنوعًا بشكل متزايد تجاه وسائل الإعلام، مع إيلاء أهمية للناخبات، ومن بين المرشحين الفائزين الثلاثة عشر من «عصائب أهل الحق»، هناك ثلاث نساء، ويعزى هذا النجاح جزئيًّا إلى واقع أن «عصائب أهل الحق»، على غرار «حزب الله» إلى حدّ كبير، قد دعمت النساء من خلال “القسم النسوي” المندرج في إطار مساعي الجماعة الأوسع نطاقًا لبناء “ثقافة المقاومة”، وفي مارس 2017، جمعت «عصائب أهل الحق» مسارها لمكافحة الفساد مع تركيزها على النساء من خلال إنشاء حركة “نساء متحدات ضد الفساد”.

تداعيات الصعود

المرصد السياسي لمعهد واشنطن دعا الولايات المتحدة إلى أن تبقي تركيزها مُنصبًّا على «عصائب أهل الحق» نظرًا إلى نموها السريع، وقد أقر مجلس النواب الأمريكي تعديل مشروع قانون إقرار الدفاع الوطني الصادر عن الكونجرس، الذي يستهدف أيضًا حليفة «عصائب أهل الحق»، «حركة حزب الله النجباء»، وتمّت إحالته حاليًا إلى مجلس الشيوخ الأمريكي للتصويت عليه، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذا المشروع هو إجراء مستحق طال انتظاره وسيعيق حتمًا القدرات المالية للجماعة، لكنه لا يرقى إلى إدراجها ضمن تصنيفات وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، علاوةً على ذلك، يرتبط هذا الإجراء بشكل خاص بقضايا حساسة في الوقت الذي سيجاهد فيه العراق لتشكيل حكومته القادمة وتحديد معالم علاقاته الإستراتيجية والعسكرية المستقبلية مع واشنطن.

وأشار التقدير إلى أنه ليس من الحكمة فرض عقوبات على خمسة عشر نائبًا في مجلس النواب العراقي في الوقت الراهن، خاصة وأن عضو مجلس النواب الأمريكي تيد بو (جمهوري من ولاية تكساس)، الذي صاغ التعديل الذي صادق عليه مجلس النواب، أكد أهمية تأكد الحكومة الأمريكية فيما إذا كان “الجناح السياسي يشكل فرعًا أو كيانًا خاضعًا لسيطرة «عصائب أهل الحق»”، ورغم أن هذا التمييز قد يساعد على تجنب تصادم محتمل مع تكتل قوي في مجلس النواب العراقي، إلا أنه مغامرة خطيرة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.

ولفت التقرير الانتباه إلى وجود مقاربة بديلة على فرض عقوبات على الجماعة ككل، كما فعلت واشنطن مع «حزب الله» اللبناني، وهو المنظمة التي اقتدت بها «عصائب أهل الحق» و«حركة حزب الله النجباء» مباشرة، وقاتلت إلى جانبها وأخذت أوامرها منها، حيث استمرت العقوبات الأمريكية على «حزب الله»، رغم مشاركته في الانتخابات اللبنانية منذ عام 1992 وفوزه بعدة مقاعد في مجلس النواب، خاصة أنه واقعيًّا يتداخل “الجناحان” السياسي والعسكري في «عصائب أهل الحق» مع الفرق الداخلية ضمن منظمة متماسكة، وليس أقسامًا مستقلة، فعلى سبيل المثال، كان سعد حسين الحسيني، وهو أحد الفائزين بمقاعد الجماعة في مجلس النواب، قائدًا إداريًّا للواء 41 ضمن «قوات الحشد الشعبي» منذ فترة ليست ببعيدة تعود إلى أواخر عام 2017.

وأوضح المعهد أنه مع ذلك، فإن توقيت أي قرار من هذا القبيل يحمل أهميةً كبيرة، ففرض عقوبات على «عصائب أهل الحق» فورًا قد يطرح إشكالية كبيرة للجماعة وللحكومة العراقية، لاسيما إذا انتهى الأمر بسيطرة الجماعة على وزارة رئيسية تتطلب مساعدة دولية كبيرة، أو ينطوي المنصب على رحلات دولية متكررة، ويعود الأمر حاليًا لوزارة الخزانة الأمريكية وسائر الوزارات في إدارة “ترامب” لضمان تطبيق العقوبات بأكبر قدر من الفعالية، وبما أن العراق يواجه عملية إعادة فرز الأصوات المثيرة للجدل ومفاوضات بشأن الائتلافات الحاكمة، ينبغي على واشنطن النظر في إرجاء اتخاذ تدابير عقابية إلى ما بعد تشكيل الحكومة واتضاح دور «عصائب أهل الحق» فيها.

بواسطة |2018-06-14T15:54:25+02:00الخميس - 14 يونيو 2018 - 3:54 م|الوسوم: , , , |

كاتب أمريكي: سوريا أفقدت إيران قوتها الناعمة في المنطقة

إبراهيم سمعان              

 

قال “توماس جونو”، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات العليا للشئون العامة والدولية بجامعة أوتاوا: إن سوريا باتت تشكِّل لإيران مستنقعًا مُكلِّفًا بلا نهاية في الأفق.

وأضاف في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن إيران تدخلت في البداية على نحو خفيف لدعم حليفها، لكنها انجرَّت إلى دوامة أكثر تكلفة من أي وقت مضى، ولا تستطيع أن تخلص نفسها منها.

وتابع الكاتب: “لقد حققت إيران مكاسب هامة بلا شك، وامتلكت نفوذًا مهمًا على القوات الموالية للأسد. كما تخترق بشكل متزايد اقتصاد الحرب السورية، حيث تقوم ببناء أصول يمكنها الاستفادة منها بعد الحرب”.

ومضى “جونو” يقول: “مع ذلك، لكن هذا التدخل كان مكلِّفًا، لكن ما قبل عام 2011، لن يعود ثانية. نجا الأسد، لكنه يواجه التمرد المستمر، وستبقى البلاد تركّز على عمليات صعبة للغاية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار”.

وأضاف: “كانت سوريا الأسد هي الحليف الوحيد لإيران وشريكها الأساسي، الآن ضعف الأسد سيضر بقدرة إيران على التأثير في نفوذها في المنطقة”.

وأردف: “عندما تصاعد الوضع في سوريا، انحازت حماس إلى المعارضة ضد راعيتها الإيرانية. وسرعان ما قطعت إيران دعمها ردًا على ذلك. وعلى الرغم من محاولات التقارب، من غير المرجّح أن تعود العلاقة إلى ما كانت عليه من قبل”.

وتابع: “اكتسب حزب الله خبرة قتالية واكتسب أسلحة متطورة جديدة بفضل الحرب، لكن الحركة خسرت ألفي مقاتل، من بينهم قادة، وما يصل إلى 5 آلاف جريح”.

وأوضح الكاتب أن الحرب كانت مكلفة من الناحية السياسية: فقد تضررت قوة حزب الله الناعمة؛ حيث ينظر إليها كقوة مقاومة بينما الآن ينظر إليها على أنه يقاتل السنّة، والتعثر في سوريا يُقيّد قدرته على مواجهة إسرائيل.

كما أشار إلى وجود خلافات بين إيران وروسيا، حول مستقبل سوريا، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن تصطدم رؤية إيران لسوريا لامركزية بتفضيل روسيا لحكومة مركزية أقوى.

ولفت الكاتب إلى تغير الصورة التي قدمتها إيران لنفسها منذ ثورة 1979، على أنها في طليعة المقاومة ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والتي جعلتها تحظى ببعض الدعم بين السكان المسلمين، خاصة في أوقات الأزمات.

وأوضح: “حاولت إيران بشكل منهجي الاستفادة من هذه القوة الناعمة للضغط على منافسيها المؤيدين لأمريكا، رغم أن قدرتها على القيام بذلك كانت محدودة من الناحية العملية، إلا أنَّ سمعة إيران تضررت، خاصة بين العرب السنة؛ حيث ينظر إليها على أنها تدعم نظامًا يحاول سحق معارضة معظمها من السنة”.

واعتبر أنّ المكاسب التي حققها نظام الأسد من وقوف الحليف الإيراني بجانبه غير كافية، ولا يمكن أن تعبّر بحال عن كسب الحرب، مشيرًا إلى أنّ الأسد ليس قويًا بما فيه الكفاية للقضاء على المعارضة، وليس هناك ما يشير إلى أنه يملك القدرة أو الاستعداد لقيادة عملية إعادة بناء البلاد، التي أصبحت دولة مدمرة ممزقة وتعانِي من كارثة إنسانية. كما أنّ إعادة الإعمار سيتكلف مئات المليارات، لا تملكها سوريا ولا إيران ولا روسيا، وسيتردد المجتمع الدولي في تقديمها.

واختتم بقوله: “ما تبقى من نظام الأسد منقسم ومقسوم بشكل عميق: قادة الجيش وقادة الميليشيات الموالية للأسد أصبحوا في الغالب أمراء حرب محليين.. وإعادة بناء البلد ستكون صعبة للغاية”.

بواسطة |2018-06-14T15:46:25+02:00الخميس - 14 يونيو 2018 - 3:45 م|الوسوم: , |

كأس العالم 2018.. التركي تشاكير يدير مباراة المغرب وإيران في المونديال

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس “الأربعاء”، تولي الحكم التركي جونيت تشاكير مباراة المغرب وإيران في الجولة الأولى للمجموعة الثانية من بطولة كأس العالم في روسيا.

ووفقًا لموقع “فيفا” الإليكتروني، “سيتولى تشاكير تحكيم مباراة المغرب وإيران بعد غد الجمعة، التي ستقام على ملعب كريستوفسكي”.

وتولى شاكير إدارة مباراة الأرجنتين وهولندا في الدور قبل النهائي لمونديال البرازيل 2014.

وفي المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها، والتي تجمع بين المنتخبين البرتغالي والإسباني، سيتولى الإيطالي جيانلوكا روكي تحكيم تلك المباراة التي ستقام على ملعب ” فيشت الأولمبي”.

وسبق لروكي أن أدار نصف نهائي الدوري الأوروبي، في الموسم المنتهي لموسم 2017-2018، بين أرسنال الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني، ومباراة سبارتاك موسكو الروسي وإشبيلية الإسباني بدوري الأبطال، إلى جانب لقاء ريال مدريد وباريس سان جيرمان، في المسابقة ذاتها.

كما أدار الحكم الإيطالي، مباراة كأس السوبر الأوروبي الأخيرة، بين ريال مدريد ومانشستر يونايتد، إلى جانب مباراتين في كأس القارات 2017، ومثلهما في أولمبياد لندن 2012.

بواسطة |2018-06-14T15:06:37+02:00الخميس - 14 يونيو 2018 - 2:33 م|الوسوم: , , |

هكذا تحاول السعودية دبلوماسيًّا عزل إيران عالميًّا.. الجزائر وطاجيكستان نموذجًا

إبراهيم سمعان                               

تحت هذا العنوان كتب “جيمس دورسي”، الباحث المتخصص في السياسات الدولية بجامعة “نانيانج التقنية” في سنغافورة، تحليلًا بموقع “moderndiplomacy” سلط فيه الضوء على الجهود التي تبذلها السعودية لعزل إيران عالميًّا، مستشهدًا بما يحدث في كل من الجزائر وطاجيكستان.

وقال الباحث إن تلك الجهود التي تبذلها السعودية لعزل إيران، تحصد نتائج مذهلة مؤخرًا في شمال إفريقيا وآسيا الوسطى، مضيفًا أن الحكومة والزعماء الدينيين في كل من طاجيكستان والجزائر اتهمتا مؤخرًا إيران بالقيام بأنشطة هدامة ونشر التشيع، في حين أعلن المغرب، الشهر الماضي، أنها قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

ولفت الكاتب إلى أنه في حين تم توجيه اتهامات مماثلة إلى إيران في الماضي، كجزء من حرب سرية استمرت أربعة عقود بين الرياض وطهران، لكن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن السعوديين يركزون بشكل متزايد على عزل إيران دبلوماسيًّا.

وأوضح الكاتب أن السعوديين يستفيدون من جاذبية الإسلام السني المحافظ في شمال إفريقيا وآسيا الوسطى حتى في الوقت الذي يعتقد فيه أن المملكة خفضت إلى حد كبير من دعمها المالي للسلفيين وغيرها من الجماعات الدينية الأخرى.

وذكر الكاتب أنه في بعض الأحيان كما في حالة الجزائر، البلد الذي يشكل الشيعة فيه 2% من السكان، ويشهد زيادة في شعبية المدارس السلفية المستلهمة من السعودية، يبدو أن هذه الادعاءات التي تنطوي على أنشطة إيرانية من غير المرجح أن يكون لها التأثير المزعوم لإثارة الطائفية.

ووفقًا للكاتب، فإن الحملة المناهضة لإيران في بعض الأحيان، تبدو كما لو كانت مصممة لممارسة ضغوط على دول مثل الجزائر، المتوترة علاقاتها مع المملكة بسبب رفضها تبني سياسات السعودية المعادية لإيران، لافتًا إلى أن الجزائر دعمت الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015، وتؤيد الوجود الإيراني في سوريا، كما رفضت الجزائر تصنيف حزب الله المدعوم من إيران منظمة إرهابية.

وتابع الكاتب أن صحيفة الشرق الأوسط السعودية، نقلت عن المستشار السابق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري عدة فلاحي، مطالبته للمستشار الثقافي للسفارة الإيرانية بالجزائر أن يبادر شخصيًّا ويطلب إعفاءه من منصبه حفاظًا على المصلحة العليا والعامة.

واتهم “فلاحي” المسشار الثقافي الإيراني بالقيام بنشاطات وتحركات واتصالات مكثفة ومتشعبة بفعاليات المجتمع المدني في الجزائر، وأيضًا محاولة التدخل في النزاع بين المغرب والجزائر على الصحراء الغربية.

وأضاف الكاتب أن المغرب أعلن قطع العلاقات مع إيران الشهر الماضي، واتهم إيران بتقديم الدعم المالي واللوجيستي، وكذلك صواريخ أرض جو إلى حركة جبهة البوليساريو، واستخدام حزب الله اللبناني كوسيط، وقد نفي كل من إيران وحزب الله هذه الاتهامات.

ونقل الكاتب عن “Tony Duheaume”، قوله: أصبح واضحًا أن موسوي كان في الحقيقة عميلًا مخابراتيًّا إيرانيًّا، وكان منوطًا به التدخل في النزاع بين الجزائر والمغرب حول أزمة الصحراء الغربية.

وذكرت “الشرق الأوسط” أن إيران تسعى إلى تجنيد الشيعة الجزائريين الذين يسافرون إلى مدينة كربلاء المقدسة بالعراق، ويستغلون الشركات الإيرانية كشركات السيارات للترويج للتشيع.

وأضاف “Duheaume” أنه مع إطلاق خط إنتاج المركبات الإيرانية، بالإضافة إلى خط إنتاج آخر للأدوية، ومع قيام البلدين بتعزيز تعاونهما بشكل هائل في القطاع الخاص، عمدت إيران إلى إخضاع الجزائر عبر سلسلة من الصفقات التجارية.

ونقلت الصحيفة عن العضو بالبرلمان الجزائري عبدالرحمن السعيدي توجيه اتهامات لإيران بأنها تحاول إنشاء حركة شيعية في شمال إفريقيا، وأكدت الصحيفة أن الجزائر باتت تدرك اليوم أنها تواجه خطر الطائفية.

وقال “دورسي” إن وزير الأوقاف الجزائري “محمد عيسي” سبق أن أكد أن البلاد تتعرض لهجمة خارجية تستهدف تقسيم الجزائر؛ وأن هناك مخططات طائفية لزرع الفتنة في المجتمع الجزائري، وأنها تنشط في الثانويات والجامعات، وأن هذا الخطر بمثابة استعمار حديث.

وأشار “دورسي” إلى حظر المعرض الدولي للكتاب في الجزائر كتبًا إيرانية؛ لاتهامها بالتحريض على الطائفية والعنف، في أعقاب تحذير أطلقه “بوعبدالله غلام الله”، رئيس “المجلس الإسلامي الأعلى” بالجزائر، قال فيه: “إن آلاف الكتب التي تدخل بلادنا تحت مظلة معرض الكتاب تحمل أفكارًا خطيرة تسعى لإقناع الجزائري بأن ما عنده ليس هو الإسلام الصحيح”.

وذكر الكاتب أن الرئيس “روحاني” ألغى زيارته المقررة للجزائر بعد انتشار هاشتاج “لا لروحاني في الجزائر” بشكل واسع.

ونقل “دروسي عن “أحمد مجيدار”، الذي يرأس مشروع “إيران أوبزيرفد”، التابع لمعهد الشرق الأوسط، الذي يتخذ من واشنطن مقرًّا له، قوله: إنه من الصعب تأكيد المزاعم الواردة في تقرير صحيفة الشرق الأوسط، كما أنه من غير المحتمل أن تتمكن طهران من توسيع نفوذها بشكل ملحوظ في الجزائر من خلال المجتمع الشيعي هناك.

وأضاف “دروسي” أنه من الصعب بنفس القدر التحقق من وجود صلة بين زيادة شعبية السلفيين المستلهمة من السعودية، وبين المشاعر المعادية للإيرانيين، لكن تطور النزعة المعادية للشيعة لا يختلف عن التعصب المتزايد ومشاعر المعادية للإيرانيين ومناهضة التشيع في بلدان مثل طاجيكستان وباكستان وماليزيا وإندونيسيا، حيث يتوسع نفوذ التيار الديني المتطرف المستلهم من السعودية.

وأوضح “دروسي” أن المفارقة هنا، أن التطورات في طاجيكستان تأتي في بلد لها روابط لغوية وثقافية بإيران تعكس المشاعر المتزايدة المعادية لإيران في الجزائر، واتهم في بيان رسمي مجلسُ شورى علماء المسلمين في طاجيكستان، إيرانَ بـ”زعزعة استقرار بعض دول المنطقة”، وفق بيان أصدره.

وذكر أن المجلس اتهم إيران بتمويل محي الدين كبيري، رئيس حزب النهضة الإسلامي المعارض، والذي تم تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة.

وأضاف أن بيان المجلس جاء بعد أيام من مظاهرة مناهضة لإيران أمام السفارة الإيرانية في العاصمة دوشنبه، طالب المشاركون فيها بعودة طلاب العلوم الدينية من إيران، واتهموا طهران بدعم المتطرفين وتخطيط اغتيالات.

وأردف الكاتب أن إيران أوقفت في السنوات الأخيرة العمليات الخيرية في العاصمة الطاجيكية، بما في ذلك مستشفى تديره السلطات الصحية الطاجيكية، كما أوقفت أنشطتها الاقتصادية والثقافية في خوجاند، ثاني أكبر المدن الطاجيكية بناءً على أوامر الحكومة.

وتعليقًا على ذالك، قال إلدار ماميدوف، رئيس البعثة المسؤولة عن العلاقات البرلمانية مع إيران في البرلمان الأوروبي، إنه لا يوجد مكان – في هذا التناقض بين التهديد الإيراني المفرط والواقع- أكثر وضوحًا مما هو في طاجيكستان”.. فقد ساعدت إيران في التفاوض على إنهاء الحرب الأهلية في طاجيكستان.

وقال “دروسي”: إن إثارة النزعات المعادية لإيران من قبل طاجيكستان، تزامنت مع جهد سعودي لاستمالة الرئيس راحمون، والذي دعته السعودية لحضور القمة العربية الإسلامية في الرياض التي تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، على الرغم من أن الحقيقة الواقعة أن الرئيس الطاجيكي يعد لاعبًا صغيرًا على المسرح العالمي.

وتابع أن طاجيكستان دعت في وقت سابق للانضمام إلى قوة مكافحة الإرهاب الإسلامية بقيادة السعودية، وكما هو الحال بالنسبة للجزائر، فقد تزامنت النزعة المعادية لإيران في البلاد مع تزايد شعبية التيار السلفي المستوحى من السعودية في طاجيكستان .

وختم أنه في خطوة حظيت بالتأييد من الرياض، عارضت طاجيكستان طلب إيران الحصول على عضوية منظمة شنغهاي للتعاون، حيث تتطلب العضوية التصويب بالإجماع.

وفى المقابل يقول الكاتب: وافقت السعودية الشهر الماضي على شراء حصة 51% من بنك Tojiksodirotbank المتعثر، وهو أكبر بنك في طاجيكستان، وعمل الاستثمار السعودي على إعادة البنك إلى الحياة مرة أخرى.

بواسطة |2018-06-10T15:18:16+02:00الأحد - 10 يونيو 2018 - 3:18 م|الوسوم: , , |

إيران ستبتعد عن حدود الجولان مؤقتًا لهذه الأسباب!

العدسة – معتز أشرف:

في مطالعة دورية جديدة لخبراء مركز كارنيجي للدراسات في الشرق الأوسط، برزت مسألة إبعاد إيران عن حدود الجولان في سوريا، وسط حديث لا يتوقف عن المواجهة بين طهران وتل أبيب، تقف فيه الجولان كبنزين بجوار حريق، بحسب الخبراء الذين أكدوا أن القرار الإيراني المتوقع هو القبول بالاتفاق الإسرائيلي- الروسي الذي ينص على تجميد نشاط قواتها في المنطقة المتاخمة لحدود الجولان، وذلك كإجراء براجماتي في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها في مرحلة ما بعد إلغاء أمريكا للاتفاق النووي المشترك.

إبعاد متوقع!

في المطالعة الدورية التي وصلت “العدسة” يرى إليوت أبرامز الزميل الأول في دائرة الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، والمساعد الخاص سابقًا للرئيس، ونائب مستشار الأمن القومي أن قدرة إيران على البقاء قرب حدود الجولان تعتمد إلى حدّ كبير على روسيا، التي توفّر غطاء جويًا وقدرًا من الردع لإسرائيل، لكن، وكما يبدو الآن، إذا لم يرغب الروس بأن تهدّد إيران إسرائيل من الجولان، ستجد الجمهورية الإسلامية صعوبة جمّة في البقاء هناك.

وفيما يخص تقديره للموقف المعقد في هذه الجبهة  قال أبرامز: ثمة أمران واضحان وضوح الشمس: الأول أن إسرائيل عازمةٌ على منع إيران من استنساخ ما فعلته في جنوب لبنان مع حزب الله جنوبي سوريا، والثاني أن روسيا لا ترغب في رؤية إيران تهدّد إسرائيل أو تُسيطر بالكامل على سوريا، وبالتالي السيناريو الأفضل بالنسبة إلى روسيا يتمثّل في وجود قواعد لها في سوريا وبقاء نظام الأسد ضعيفاً في دمشق ومعتمداً عليها، وليس على إيران، وعلى المدى الطويل، يمكن لروسيا – على عكس إيران – القبول بتسوية مُتفاوض عليها تُنتج نظامًا جديدًا في دمشق، طالما تكون المصالح الروسية مُصانة معه، لذا قد لا “توافق” إيران على البقاء بعيدًا عن تلك الحدود، لكن سياسة القوة والتوازن العسكري يشيران إلى أنه سيتمّ إبعادها بالفعل.

الخطوة البراجماتية

من جانبه يشير علي هاشم “مراسل بي بي سي لشؤون إيران” إلى أن أحد الأهداف الإيرانية الرئيسية في سوريا، عدا الحفاظ على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سُدة الحكم، كان الاحتفاظ بموقع عسكري متقدّم ضد إسرائيل، وقد شمل ذلك وضع الأسس اللازمة لنشر الحلفاء والأسلحة قرب مرتفعات الجولان،  لذا سيمثّل التخلّي عن هذا الهدف انتكاسة كُبرى لطهران، لكن من المعروف عمومًا أن طهران تتصرّف ببراجماتية حين يتعلّق الأمر بالتهديدات المُحدقة بها، خصوصًا إذا ما كانت نتائجها ستُضرّ إلى حدٍّ كبير بنفوذها في سوريا.

وأوضح أنه إذا ما نُفِّذ الاتفاق الذي وُقِّع مؤخرًا بين روسيا وإسرائيل حول إبقاء إيران وحلفائها بعيدًا عن الجولان، وعلى منح الجيش السوري اليد العليا في المنطقة، ستحاول طهران وحلفاؤها على الأرجح تطبيق معادلة شبيهة بتلك التي طُبِّقَت في لبنان عقب حرب العام 2006 والقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي المعادلة التي تنطوي على الحفاظ على وجود هادئ لإيران وحلفائها، فيما تعمل على توطيد قدراتها إلى حين حلول الجولة المقبلة من المواجهات، لكن هذا الأمر لن يتحقّق بيُسرٍ في سوريا، لأن إسرائيل والولايات المتحدة وحتى روسيا لن تغضّ الطرف عن هكذا محاولات.

لا خيارات

سنام فاكيل، المحاضرة في دائرة دراسات الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في بولونيا- إيطاليا، والزميلة المساعدة في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، المعهد الملكي للشؤون الدولية تحسم الأمر تمامًاـ فهي ترى بوضح أن إيران حاليًا لا تملك خيارًا آخر سوى القبول بالاتفاق الإسرائيلي- الروسي الذي ينصّ على تجميد نشاط ميليشياتها في المنطقة المتاخمة لحدود الجولان.

وأوضحت أنه على ضوء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران والعقوبات الأمريكية المُرتقَبة، ترزح طهران تحت وطأة ضغوط سياسية هائلة لإبقاء كفة الزخم الدولي، ولاسيما الأوروبي، راجحة لصالحها، فأي تصعيد عسكري في المنطقة قد يقلب مدّ التأييد إلى جزرٍ يؤرِق إيران، في وقتٍ هي في حاجة ماسّة إلى أطواق النجاة الاقتصادية والسياسية.

وأشارت الي أن هذا الأمر لا يغيّر حسابات طهران طويلة المدى والمتعلّقة بقيمة استثماراتها الاستراتيجية في سوريا، فإيران تعرف حق المعرفة أن رياح المصالح الروسية والإسرائيلية والأمريكية والسورية تجري بما لا تشتهيه سفنها، ومع أنها ستحترم قواعد اللعبة الجديدة في المدى القصير، إلا أنها ستواصل لعبة النفس الطويل وترسّخ وجودها أكثر فأكثر في أطلال دولة سوريا الواهِنة.

 ضغط داخلي

المحللة السياسية كامليا انتخابي فرد لفت الانتباه إلى بعد مهم في المشهد، حيث أشارت إلى أنه خلال الاحتجاجات التي اندلعت في إيران- سواء التي نفّذها أولئك الساخطون على الصعوبات الاقتصادية أو على تقسيم مقاطعة كازرون في جنوب غرب إيران، أو الصوفيون الذين يدّعون أن من حقّهم زيارة أوليائهم- كانت الهتافات واحدة: “اتركوا سوريا واهتمّوا بنا!” في إشارة إلى قيام النظام الإيراني بإنفاق الأموال التي تخرج من جيوب الإيرانيين لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت أن إسرائيل أقدمت مؤخرًا على قصف القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، مدعيةً أن طهران تعزّز وجودها هناك لاستهداف إسرائيل، كما طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تغادر وحدات الحرس الثوري الإيراني سوريا، وإلّا سيتمّ إسقاط نظام الأسد، وبالتالي فمن أجل إنقاذ الرئيس السوري، وتهدئة الإيرانيين الغاضبين المستائين من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وخفض تكلفة الوجود الإيراني في سوريا والتوترات الإقليمية، يبدو أن الحرس الثوري الإيراني مستعد للانسحاب من الجولان، فبالنسبة إلى طهران، الأولوية هي التعامل مع المحتجين داخل البلاد، الذين لا تقلّ مطالبهم عن هدف تغيير النظام.

واعتبرت “فرد” أن تصريح 2 يونيو، الذي أدلى به الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، لصحيفة “شرق” الإيرانية، بأنه “لا وجود لمقاتلين إيرانيين، ولا حتى على المستوى الاستشاري، في جنوب سوريا”، يعبر عن المحاولات الهادفة إلى تخفيف التوترات المحلية وتقليص حجم التواجد الإيراني في الجولان.

هضبة محورية

هضبة الجولان التي تقدر مساحتها الإجمالية بـ 1860 كم2 تقع في منتصف ما يعرف ببلاد الشام على بعد 60 كم إلى الغرب من مدينة دمشق، وتتوسط الجولان أربع دول هي سوريا والأردن ولبنان وإسرائيل وهي كانت تتبع إدارياً وبالكامل لمحافظة القنيطرة السورية، قبل أن تحتل إسرائيل في حرب 1967 ثلثي مساحتها.

وبحسب مراقبين زاد الصراع السوري توتر الوضع في منطقة الشرق الأوسط منذ ربيع عام 2011، فمع بداياته سجلت واقعة فتح الجيش الإسرائيلي النار على لاجئين فلسطينيين وسوريين كانوا يحاولون عبور خط وقف اطلاق النار، مما أسفر عن مقتل نحو 30 شخصًا وفقا للأمم المتحدة، ومنذ ذلك الحين، كانت الجولان مسرحًا للقتال العنيف بين المعارضة والنظام السوري.

وفي  يونيو 2007 أعلنت إسرائيل استعدادها استبدال الأرض مقابل السلام مع سوريا شريطة أن تقطع دمشق علاقاتها بطهران وأن تطرد من ترابها ما تسميه إسرائيل “الجماعات الإرهابية”، في أغسطس 2007 أعلن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري عن عدم إرادة دمشق في الدخول في حرب ضد إسرائيل لاستعادة مرتفعات الجولان، ولكن في 23  أبريل 2008 كان الإعلان عن استعداد إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان مقابل السلام مع سوريا، ولكن توقفت المفاوضات الجديدة في عام 2011 بسبب النزاع في سوريا والحرب الدائرة منذ سنوات.

ويطمع الإسرائيليون بهضبة الجولان؛ لأنهم يعتبرونها ذات أهمية كبيرة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي، فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة، يستطيع الناظر تغطية الشمال الشرقي من فلسطين، بالعين المجردة بفضل ارتفاعها النسبي، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا، فالمرتفعات تكشف أراضيها أيضاً حتى أطراف العاصمة دمشق، وتعد بحيرة طبرية أهم مورد مياه شرب حاليًا لإسرائيل، في ظل ندرة المياه في المنطقة.

 

بواسطة |2018-06-09T15:27:03+02:00السبت - 9 يونيو 2018 - 6:00 م|الوسوم: , , , , |

وعد “بومبيو”… هل تلقى إيران مصير العراق في لعبة “تخصيب اليورانيوم”؟!

العدسة – معتز أشرف:

في سياق مشابه لسياق ما حدث في العراق قبل احتلاله، قال وزير الخارجية الأمريكي “نتابع تقارير تفيد بأنَّ إيران تخطط لزيادة قدرتها على تخصيب (اليورانيوم)”، واضاف أن بلاده لن تسمح لإيران بتطوير سلاحها النووي.

فهل تشهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجربة العراق في ظل الضغط المستمر على طهران ؟! هذا ما نرصد أبعاده ومؤشراته.

نموذج العراق!

النموذج العراقي في الأكاذيب الأمريكية بشأن تخصيب اليورانيوم معروفة في السياسة الدولية بالضرورة، وبحسب موقع “ماذر جونز” الأمريكي، التابع لمؤسسة “ماذر جونز” غير الهادفة للربح، والحائزة على لقب أفضل مجلة أمريكية لعام 2017، من اتحاد محرري المجلات الأمريكية، فإن أمريكا اتخذت الكثير من الأكاذيب كذريعة لغزو العراق، وإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ورصد الموقع الأمريكي، التسلسل الزمني للذرائع الأمريكية، التي استخدمت لإسقاط صدام حسين، وغزو العراق والتي بدأت جديا في يناير 1998 بكشف عن طلبات كبار المحافظين الجدد، والتي يطالبون فيها الرئيس الجديد وقتها بيل كلينتون بضرورة “إزالة نظام صدام حسين”، ليأتي شهر أكتوبر من نفس العام صاخبا حين يوقع كلينتون قانون تحرير العراق، ليصبح تغيير النظام العراقي، أحد أهداف السياسة الأمريكية الرسمية.

وفي أواخر 1998: الجنرال أنتوني زيني، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، يبحث خطة لإسقاط الجيش العراقي والإطاحة بصدام حسين، مع ألف شخصية عراقية في المنفى، أبرزهم أحمد الجلبي، لكن يحذر الكونجرس من أن “فطيرة السماء… مجرد حكاية خرافية”، وهو يقصد بمصطلح “فطيرة السماء”، احتمالية امتلاك صدام حسين لأسلحة نووية.

وفي نوفمبر 1999 بدأت لقاءات مع الاستخبارات الألمانية والاستخبارات الأمريكية لطرح معلومات تتحدث عن امتلاك صدام حسين أسلحة “دمار شامل”، وفي 2001 تحدثت مستشارة الأمن القومي، كوندليزا رايس، عن خطورة البرنامج النووي العراقي، وفي مارس  2002 تحدثت التقاريرالأمريكية أن “صدام يسعى بنشاط للحصول على أسلحة نووية في هذا الوقت”، وفي أغسطس من نفس العام كان الحديث الأمريكي يتصاعد وقال مسئولون: ” لا شك أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، ولا شك أنه يجمعهم ليستخدمهم ضد أصدقائنا وضدنا”.

وفي سبتمبر 2002 نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا تقول فيه إن صدام حسين صمم أنابيب الألمونيوم “خصيصا” لتخصيب اليورانيوم، وهو أول علامة على تكوين صدام حسين “سحابة عيش الغراب” الشهيرة، ثم تحدثت بريطانيا عن إمكانية شن العراق هجمات كيميائية وبيولوجية في غضون 45 دقيقة فقط.

وفي يناير 2003 صدر  بيان عن الأمم المتحدة يؤكد أنه “لا دليل على أن العراق يعيد إحياء برنامج للأسلحة النووية” ولكن في فبراير خرج وزير الخارجية كولين باول يلقي خطابه التاريخي، الذي قال إنه استند لمعلومات ووثائق حقيقية، تفيد حصول العراق على أسلحة دمار شامل، وفي مارس  2003 وبعد فشل أمريكا وبريطانيا  في التوصل لقرار أممي يجيز توجيه ضربة إلى العراق، ويمنحان صدام حسين 48 ساعة للتراجع عن برنامجه النووي ليبدأ الغزو في 19 مارس 2003 بناء علي أكاذيب متواترة.

 

تهديد بومبيو

وعلى نفس النسق، تعهد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن بلاده لن تسمح لإيران بتطوير سلاحها النووي، وقال وزير الخارجية الأمريكي “نتابع تقارير تفيد بأن إيران تخطط لزيادة قدرتها على التخصيب (اليورانيوم)، وأضاف بومبيو “لن نسمح لإيران بتطوير سلاح نووي، وهي تدرك إصرارنا”، على حد تعبيره.

واعتبر الوزير الأمريكي أن إعلان إيران زيادة تخصيب اليورانيوم “مثال آخر على أن إيران تبذر مواردها بحماقة”، وختم بومبيو بالقول “يجب ألا يفاجأ أحد إذا استمرت الاحتجاجات في إيران” في إشارة إلى التهديد بالإطاحة بالنظام الإيراني.

شبح التجربة العراقية حاضر بقوة، منذ  8 مايو الماضي، حيث أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران المبرم عام 2015، وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران، مبررا قراره بأن “الاتفاق سيئ ويحوي عيوبًا عديدة”، ولاحقًا، دعت واشنطن إلى اتفاق جديد مع طهران “يتناول جميع جوانب السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار، بما في ذلك في اليمن وسوريا”.

الاتفاق الأمريكي المنشود وضع شروطًا عدة، أبرزها أن تكشف طهران لمنظمة الطاقة النووية عن برنامجها النووي بالكامل، ووقف تخصيب اليورانيوم، وإغلاق كل مفاعلات المياه الثقيلة.

كما تضمنت الشروط وقف إيران تطوير الأسلحة الباليستية، والامتناع عن تقديم الدعم لـ “حزب الله” في لبنان، وجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، وسحب قواتها من سوريا، والتوقف عن التهديد بالقضاء على إسرائيل، وتهديد الممرات البحرية، والهجمات الإلكترونية.

يأتي هذا وسط  تصريح مهم للمتحدث باسم منظمه الطاقة الذریة الإيرانية بهروز کمالوندی عن إمکانیة إعادة المنشآت النوویة للجمهوریة الإسلامية الإيرانية إلی حالة تخصیب الیورانیوم بنسبة 20% في غضون یومین، وأضاف کمالوندي فی إشارة إلی تصریحات رئیس المنظمة علی أکبر صالحي الذی صرح بإمکاننا العودة إلی التخصیب بنسبة 20% خلال أربعة أیام  قال إنه یکون حتی باستطاعتنا القیام بهذا العمل خلال یومین وأعلن صالحي   4 أیام حتی یتحقق ذلک بشکل کامل .

وأضاف أن لدینا فی موقع فردو أکثر من 1600 جهاز  نشط دون أن نحقن الغاز إلیه، فمن هذا المنطلق إذا أردنا إعادة نسبة التخصیب إلی 20%  کفانا أن نأتی بخزانات ونربطها بالأجهزة حتی یتم تحقیق التخصیب بنسبة 20%، وحول ما یتعلق بالقیود المفروضة فی هذا الشأن وفق الاتفاق النووي، أضاف: إننا قبلنا قیودًا فی الاتفاق النووي فیما یخص الزمن ومستوی التخصیب، حیث سیتم إزالتها تدریجیًا خلال السنوات المختلفة .

التشويش الصهيوني

على الخط دخل الكيان الصهيوني سريعا مع تهديدات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقطع فيديو نشر على تويتر  في ذكرى النكسة أنّ إعلان إيران عزمها على زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم ليس مفاجئا لإسرائيل، وتعهد بمنعها من حيازة أسلحة نووية، مؤكدا أن هدف إيران هو تدمير إسرائيل.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين أخذ إجراءات عملية، وأجرى زيارة لباريس في إطار جولة لإقناع دول أوروبية باتباع خطى واشنطن في الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع قوى عالمية عام 2015، ثم توعد هو كذلك بعدم امتلاك إيران لأسلحة نووية، قائلًا: ولن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية”.

الموقف الإيراني

إيران من جانبها يبدو أن تقرأ المشهد جيدًا، حيث ذكر وزير الخارجية محمد جواد ظريف في وقت سابق أنه من المحتمل أن تخرج إيران من الاتفاق النووي في حال أقرت الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب منه، ورغم عدم حدوث ذلك حاليًا إلا أنّه يظل مطروحًا في ظل النقاش مع باقي دول الاتفاق في الاتحاد الاوروبي، وبحسب ظريف فإنّ إيران عقب الانسحاب الأمريكي غير ملتزمة بالاتفاقات الدولية، مما يمنحها حرية عودة أنشطة تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود التي فرضها الاتفاق النووي.

وفي سطوة الحرب الكلامية قبيل قرار أمريكا بالانسحاب كشفت إيران عن بعض كواليس أفكارها، وكرر ظريف كذلك في  حوار مع مجلة “نيويوركر” الأمريكية سيناريو الانسحاب من الاتفاق النووي وإنهاء التزام إيران بمضمون الاتفاق لتستأنف تخصيب اليورانيوم بقوة، كما طرح سيناريو وصفه بأنه الأكثر جدية وقوة؛ حيث إن إيران من المحتمل أن تتخذ القرار بشأن الانسحاب من معاهدة “إن بي تي” (الحد من انتشار الأسلحة النووية)، فهي من الموقعين على هذه المعاهدة”.

رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني أقر بقراءته للمشهد العراقي في التعامل مع إيران، قائلا: “مازال الشعب الإيراني يقاوم أمام مؤامرات الآخرين علی وجه الخصوص الكيان الأمريكي وأظهروا ـنهم لا يستسلمون أمام ضغوطهم أبدًا، ويزعم البعض الذين يقفون في الطرف الآخر، أن بإمكانهم تركيع الشعب الإيراني عبر ممارسة الضغط والحظر والتهديد ولكن أظهرت مقاومة الشعب الإيراني أن هذه الفكرة خاطئة تماما”.

أما بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية نقل رد فعل بلاده إلى أبعد مستوى، حين أعلن قبل أيام أن بلاده ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في وقت لاحق ببدء عملية لزيادة قدرة بلاده على تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن إيران لديها القدرة على الإسراع بإنتاج أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وسادس فلوريد اليورانيوم هو المادة الخام المستعملة في أجهزة الطرد المركزي، وبين هذا وذاك يبدو أن المنطقة في انتظار سيناريوهات مجهولة في هذا الملف.

بواسطة |2018-06-09T14:09:01+02:00السبت - 9 يونيو 2018 - 4:00 م|الوسوم: , , , |

المصالح أولًا!.. كيف يحافظ “بوتين” على علاقات مع إيران و”إسرائيل” معًا؟!

 العدسة – معتز أشرف

في تقدير موقف جديد لمركز “كارنيجي” للدراسات بشأن دور موسكو في المواجهة المستمرّة بين إيران وإسرائيل في سوريا، أكد إصرار روسيا على الإمساك بالعصا من المنتصف بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية، والجلوس على كرسيَّيْن في الوقت نفسه، وهو ما قد يكون صعبًا، إذ عليها أن تكون على اتصال مستمرّ مع إسرائيل وإيران، بحثًا عن تسويات، وهو ما نستعرضه.

البلدان مهمان                

وفي تقدير الموقف الذي وصل (العدسة)، والذي جاء عبر نقاش معمق مع ألكسي خليبنيكوف، المتخصّص في قضايا الشرق الأوسط في المجلس الروسي للشؤون الدولية، والحائز على شهادة الماجستير في السياسة العالمية العامة من كليّة هوبرت همفري للشؤون العامة في جامعة مينيسوتا، أكد “خليبنيكوف” على أن هناك دورًا تلعبه روسيا اليوم في محاولة تجنّب مواجهة إسرائيلية- إيرانية في سوريا، مشيرًا إلى أنه من المهم أن نتذكر أن كلا البلدين، إسرائيل وإيران، مهمَّان بالنسبة إلى روسيا، وأنّ موسكو تحاول دائمًا تجنب تصعيد واسع النطاق أو مواجهات عسكرية مباشرة بين بلدَيْن مقرّبَيْن منها، رغم أن مصالح هذين الطرفَيْن متناقضة، حيث يعتمد الأمن الإسرائيلي على تضاؤل ​​الوجود الإيراني في سوريا، في حين يرتبط نفوذ طهران في الشرق الأوسط بصورة وثيقة بتعزيز موقعها في سوريا ولبنان، الأمر الذي يعني ضرب المصالح الإسرائيلية.

وأشار إلى أن هذا السياق بالذات، يترك موسكو من دون خيارات جيّدة في تعاملاتها مع الإسرائيليين والإيرانيين، فمن ناحية، يعود الفضل في نجاح روسيا في سوريا إلى التعاون مع إيران، كما أن موسكو تحتاج إلى القوات الإيرانية على الأرض ولا يمكنها أن تنفّر طهران، لأنه من دونها ستصبح الأنشطة الروسية في سوريا أكثر تعقيدًا، إن لم تفشل كليًّا ومن ناحية أخرى، لا تريد موسكو أن تُفسد علاقاتها بإسرائيل التي تعد أيضًا شريكًا مهمًّا في مجالات عدّة.

وأوضح أنه من الناحية الاقتصادية، تعد إسرائيل رابع أكبر شريك تجاري لروسيا في المنطقة، إذ بلغ معدل دوران رأس المال 2.5 مليار دولار أمريكي في العام 2017، ما يفوق معدّل أعمالها مع إيران الذي سجّل 1.7 مليار دولار، كما أقامت روسيا وإسرائيل تعاونًا وثيقًا وفعالًا في المجالات العسكرية والاستخباراتية والأمنية، وعندما نشرت روسيا قواتها العسكرية في سوريا، عمدت فورًا إلى إنشاء قناة تنسيق مع إسرائيل لتجنب أية حوادث، وهذه القناة تعمل حتى الآن بشكل لا تشوبه شائبة، كما أن هناك عاملًا آخر مهمًّا، وهو أنّ إسرائيل تعمل كقناة خلفية إضافية للاتصال بين الولايات المتحدة وروسيا، كما أنها تفهم المخاوف الروسية في المنطقة.

مواطن الخلافات

الخلافات الروسية- الإسرائيلية واضحة – بحسب تقدير الموقف- في محاولة روسيا الجلوس على كرسيَّيْن في الوقت نفسه، وهو ما قد يكون صعبًا، إذ عليها أن تكون على اتصال مستمر مع إسرائيل وإيران، بحثًا عن تسويات، وفي نهاية المطاف، لا يمكن لروسيا أن تسمح لإسرائيل بإطلاق مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، من شأنها أن تؤثر سلبًا على حسابات موسكو في سوريا، بينما لا تستطيع إسرائيل قبول التنامي غير المحدود للنفوذ الإيراني في سوريا لأنه يهدد أمنها القومي، كما يتعين على موسكو أن تأخذ في الحسبان المخاوف الأمنية المتعارضة لإسرائيل وإيران، وهذا يطرح سؤالًا، وهو: إلى أي مدى تبدو روسيا وإسرائيل مستعدتين للسعي وراء تحقيق مصالحهما الوطنية الخاصة في سوريا؟ حتى الآن، تمكن الطرفان من التوصل إلى حلٍّ وسط، لكن ليس هناك ما يضمن بقاء الوضع على ما هو عليه إلى الأبد.

وفيما يخص الاختلاف بين موسكو وطهران، أكد التقدير أن الدولتين مختلفتين في الرأي حيال عدد من المسائل الأساسية، بما في ذلك مصير الرئيس بشار الأسد، والإصلاحات السياسية لحقبة ما بعد الحرب، ودور الأكراد، والتعاون مع الولايات المتحدّة، ومدى تواجدهما العسكري وتأثيرهما في سوريا بعد الحرب، غير أن روسيا وجدت نفسها في وضع لا يمكنها بموجبه السيطرة على تصرفات إيران في سوريا، خلافًا لما يعتقد كثيرون.

وأكد ألكسي خليبنيكوف، أنه بينما حاولت موسكو زيادة الضغط على حلفائها لإفساح المجال أمام المزيد من التنازلات، يمكن لدمشق وطهران بسهولة تخريب أية مبادرة أو خطّة مقترحة من قبل روسيا لا تناسب مصالحهما، وقد سبق لهما أن فعلتا ذلك في مناسبات عدّة، خصوصًا فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد، والعملية السياسية في سوريا، لذلك سيكون من الصعب على موسكو التوصل إلى اتفاق مع حلفائها، وبالتالي، سيحتاج الكرملين إلى مزيد من النفوذ لممارسة ضغط إضافي بهدف دفع العملية السياسية إلى الأمام.

وأضاف في تقدير الموقف أن أحدث زيارة خاطفة للأسد إلى سوتشي في 17 مايو الماضي أظهرت أن هذا الضغط قد يحدث بالفعل، فنتيجةً للاجتماع، وافق الأسد على إرسال ممثلين حكوميين سوريين إلى جنيف للمشاركة في أعمال اللجنة الدستورية لصياغة الدستور السوري الجديد، وهذا تغيير مهم جدًّا، بعد أن كانت دمشق ترفض هذه المشاركة عقب مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد في سوتشي في وقت سابق من هذا العام، وهو ما شكّل صفعة لموسكو، لكن يبدو أن الكرملين ضغط للحصول على ما يريد، وستواصل موسكو زيادة الضغط على الأسد، فهي تحتاج إلى تحقيق نتائج في سوريا، الأمر الذي يتطلّب تنازلات من دمشق وأنقرة وإيران وروسيا نفسها.

التغافل الروسي

ولفت التقرير الانتباه إلى أن روسيا لم تستخدم صواريخها المضادة للطائرات ضد الطائرات الإسرائيلية خلال هجماتها الأخيرة على أهداف إيرانية في سوريا من أجل رسالة واضحة إلى الأسد بأن روسيا لا تستطيع ولا تريد أن تحمي جيشه إذا ما استمر الإيرانيون في توسيع وجودهم العسكري في سوريا، كما أنها شددت على أن روسيا تأخذ بواعث القلق الأمنية الإسرائيلية في الاعتبار، لذا، فإن التحركات الروسية بحسب التقرير تتعلق بجعل دمشق تفهم أنها بحاجة إلى إبقاء الإيرانيين وحلفائهم بعيدًا عن الحدود مع إسرائيل، وعدم استدراج الهجمات الإسرائيلية، وفي النهاية، يُلمح الروس إلى أن الأسد لن يستفيد من نفوذ إيران ووجودها المفرط في سوريا، لأن هذا لن يؤدي سوى إلى مزيد من الضغط على دمشق، ما سيجلب المزيد من المشاكل ويعقّد التوصل إلى تسوية سياسية.

الصدام محتمل

وفي المقابل أشارت آخر مطالعة دورية لخبراء مركز “كارنيجي” حول أهم القضايا التي تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن إلى المواجهة المحتملة بين طهران وتل أبيب، ودور الأطراف المتصارعة فيها، حيث أكد الخبراء أن أهم ما يقلقهم صدام إسرائيلي إيراني واسع يُشارك فيه حزب الله.

وقالت “ميشيل دن”، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة “كارنيجي” للسلام الدولي: “يبدو أن الحرب في سوريا تنتقل إلى مرحلة جديدة، تصبح فيها هذه الدولة المدمَّرة مسرحًا لاصطراع قوى إقليمية، على وجه الخصوص إسرائيل وإيران، بشكل مباشر أكثر، وهنا، التبعات الوحيدة التي يمكن التنبؤ بها هي المزيد والمزيد من المعاناة لسوريا، مشيرة إلى غياب الدور الأمريكي في الحل بقولها: “السؤال الذي يطرح نفسه هو: من أين ستأتي يد المساعدة التي سيكون بمقدورها الحؤول دون وقوع مثل هذه النزاعات أو إيجاد حلّ لها؟ للأسف! ليست يد الولايات المتحدة”، في إشارة إلى نفوذ الدب الروسي الذي يستطيع في عهد “بوتين” إدارة مثل تلك الملفات المعقدة، وفق مراقبين.

بواسطة |2018-06-07T15:42:24+02:00الخميس - 7 يونيو 2018 - 8:00 م|الوسوم: , , |
اذهب إلى الأعلى