قمة سنغافورة.. المستفيدون في انتظار نتائج “كابيلا” و”ترامب” في اختبار

العدسة – معتز أشرف

بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية تاريخ حافل من العداء، قد يسقط على أعتاب فندق كابيلا بجزيرة سنتوسا السياحية قبالة ميناء سنغافورة، عندما يلتقى الرئيسان المثيران للجدل؛ دونالد ترامب وكيم جونج أون، بعد طول ترقب وانتظار من مستفيدين كثيرين من السلام في هذه البقعة من الأرض، لكن الخلافات والقلق بحسب ما رصد “العدسة” مازالا يتحديان التفاهمات وروح التفاؤل، وهو ما نستعرضه في سياق هذا التقرير.

مصداقية ترامب

بعد إلغاء الاتفاق النووي مع ايران، تحدث كثيرون عن مصداقية الولايات المتحدة في ظل وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وربطوا بين الإلغاء وبين الاتفاق المزمع مع كوريا الشمالية في قمة سنغافورة، وبحسب صحيفة “The Wall Street Journal” الأمريكية، قال أشخاصٌ مطلعون على الاتفاق مع إيران منذ وقتٍ طويل إنَّ مصير الاتفاق قد يُؤثر بشدة على الدبلوماسية الأمريكية المُتَّبعة مع بيونج يانج، مؤكدين أنَّ التخلي عن الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه عام 2015 سيدفع كيم إلى استنتاج أنَّ الضمانات الأمنية التي يسعى للحصول عليها من أمريكا في مقابل تقليص برنامجه النووي لا يمكن الاعتماد عليها.

هذه الهواجس حاضرة في قمة سنغافورة بالطبع، لكن في الوقت الحالي، تقول بعض هذه الأصوات بحسب الصحيفة: إنَّهم يخشون حدوث العكس. فمع فتح نافذةٍ دبلوماسية مفاجئة مع كوريا الشمالية، قد يرى ترامب أنَّ إلغاء الاتفاق الإيراني يُعزِّز موقفه في المحادثات مع كيم، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

إيران من جانبها لم تتوانَ عن استغلال الفرصة لضرب مصداقية ترامب؛ حيث حذرت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون من عدم إمكانية التنبؤ بتصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الاثنين: “نرحب أيضًا بأي مبادرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في كوريا.. إلا أنه يتعين على كوريا الشمالية الحذر من الولايات المتحدة وخاصة ترامب”.

وفي هذا السياق تقول ويندي شيرمان المفاوضة البارزة في الاتفاق الإيراني التي عَملَت لسنواتٍ في الملف الدبلوماسي مع كوريا الشمالية خلال إدارة كلينتون: “المنطق هو أنَّه في حال تراجعت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي، سيقوِّض ذلك مصداقية واشنطن، ومع ذلك، قد يعتقد الرئيس، بسبب الطريقة التي يعمل بها، أنَّه بإلغاء الصفقة يقول إنَّه لن يتفاوض على ما يصفه بـ”اتفاقٍ سيئ”. وسيكون ذلك كارثيًا لأنَّه حينها ستكون لديه أزمتان نوويتان في نفس الوقت”، فيما أكد تشاغاي تزورييل مدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية أن كوريا الشمالية وإيران ربما يكونان قد تشاورا فيما يتعلَّق بكيفية مقاومة الضغط الدولي على أعمالهم النووية.

صورة ترامب الذهنية محل اختبار كذلك، وهو ما أشارت إليه صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز عقب إلغاء أول قمة مقترحة مع كوريا الشمالية، حيث وصفت الصحيفتان ترامب بأنه متهور وتعوّد التعجل والارتجال الخالي من أي تخطيط وإستراتيجية، مؤكدين أن تعامله مع كوريا الشمالية غريب وغير مفهوم.

تفاهمات أم خلافات  

دونالد ترامب أبدى تفاهمات كثيرة متفائلة منذ وصوله إلى سنغافورة، مؤكدًا أن “تسير الأمور بشكل جيد” مع كوريا الشمالية، ومبديًا تفاؤله بالنتائج المتوقعة للقمة التاريخية التي تجمعه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الثلاثاء، وأضاف في مؤتمر صحفي في مالبي في كندا، حيث عقدت قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى: “لدي انطباع بأن كيم جونغ أون يريد أن يفعل شيئًا مهمًا لشعبه إنها فرصة فريدة لن تتكرر أبدًا، وإنني في مهمة سلام وعلينا التوصل إلى نزع أسلحة، يجب أن نبدأ شيئًا ما ونعتقد فعلًا أن كوريا الشمالية ستصبح مكانًا رائعًا في وقت قريب جدًا”.

وعلى الجانب الآخر تحدثت وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية عن إمكانية أن تأسيس “علاقة جديدة” بين بيونغيانغ وواشنطن، وذلك قبل القمة التاريخية المرتقبة بين البلدين، ووفق مراقبين تمثل النبرة التي تحدثت بها وسائل الإعلام في كوريا الشمالية تحولًا بارزًا في لهجة هذه الدولة التي ظلت في حالة عداء مع الولايات المتحدة لعقود، حيث قالت وسائل الإعلام الحكومية الكورية الشمالية: إن الزعيمين سيبحثان آلية لسلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، علاوة على قضية نزع السلاح النووي.

لكن في المقابل ومع استمرار وجود اختلافات بشأن ما سيترتب على نزع السلاح النووي، أجرى مسؤولو البلدين محادثات استمرت ساعتين لتحقيق تقدم في جدول أعمال القمة قبل انعقادها الثلاثاء.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بامبيو أن اجتماعات مفصلة وشاملة جرت مع الكوريين الشماليين، مؤكدًا أن الرئيس مستعد جدًا لمحادثاته مع زعيم كوريا الشمالية الثلاثاء، وأن الموقف الأمريكي واضح ولم يتغير، مضيفًا أن الولايات المتحدة “ملتزمة” بنزع كامل ونهائي للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وبشكل يمكن التحقق منه.

وتصريحات بامبيو قد تعيد الحديث إلى نقطة الصفر ما لم يحدث توزان في الاجتماعات والتصورات الثنائية للبلدين، بحسب مراقبين، وذلك حين أعلن ترامب في كلمة ألقاها بعد إلغائه أول قمة مقترحة في وقت سابق مواصلة حملة العقوبات على بيونج يانج ما لم تغير من موقفها، بالتزامن مع تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية أن سياسة الضغوطات على كوريا الشمالية ستتواصل.

ويعد نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية القضية المركزية في الإعداد لمحادثات القمة، وسبب كل الخلافات السابقة حيث ترغب الولايات المتحدة في أن تتخلى بيونج يانج عن أسلحتها النووية، لكن من المتوقع أن تقام كوريا الشمالية ذلك، ومن غير الواضح ماذا ستطلب في المقابل، غير أن كيم قال في وقت سابق إنه يرغب في التركيز على بناء اقتصاد بلاده، ومن ثم يريد إلغاء العقوبات وجذب الاستثمارات الدولية، فيما قالت الولايات المتحدة إنها لا تتوقع بالضرورة التوصل لاتفاق نهائي في سنغافورة، ووصف ترامب القمة بأنها “موقف تعارف”، وقال “الأمر سيكون عملية ذات خطوات”.

من جانبه صرح مسؤول بالإدارة الأمريكية، بأن الجانب الأمريكي يمضي إلى المحادثات بإحساس بالتفاؤل مع جرعة مساوية من التشكك، نظرًا لتاريخ كوريا الشمالية الطويل في تطوير الأسلحة النووية، وأضاف المسؤول ”لن يفاجئنا أي سيناريو“.

مستفيدون كثيرون

كوريا الشمالية ستكون أول المستفيدين من عقد القمة، ومن المتوقع بحسب وكالة رويترز أن تركز محادثاتهما على إنهاء برامج الأسلحة النووية والصواريخ في كوريا الشمالية مقابل حوافز دبلوماسية واقتصادية، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن ترامب ”مستعد بالكامل“ للمحادثات ومتفائل أن النتيجة ستكون ”ناجحة“.

ترامب كذلك مستفيد من القمة، ولذلك لجأ إليها رغم إلغائه من طرفه ثم عودته إليها، حيث يرى فيها “فرصة فريدة” لتسوية المشكلة النووية الكورية الشمالية التي أخفق جميع الرؤساء قبله في تسويتها.

وفي الخلفيات يوجود دومًا مستفيدون من الأزمات، ويعتقد المراقبون أنه إذا تم رفع العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية، فإن الصين ستكون واحدة من الجهات الفاعلة الرئيسية للمساعدة في إعادة بناء اقتصاد كوريا الشمالية، وبالنسبة لجارة أخرى، وهي اليابان، سيجلب السلام في شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي راحة البال إلى اليابان، فقد أجرت كوريا الشمالية تجارب نووية كان أحدثها في سبتمبر وأجرت تجارب على نحو 24 صاروخًا العام الماضي، حلق بعض منها فوق جزيرة اليابان الرئيسية.

وفى الوقت ذاته، تسعى موسكو من جانبها إلى زيادة التعاون الاقتصادي مع كوريا الشمالية وقدمت دعمًا وثيقًا للبلاد في الجهود الرامية إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية حتى يمكن رفع العقوبات المفروضة على بيونج يانج.

وتشترك روسيا في حدود مع كوريا الشمالية ولديها علاقات دبلوماسية وثيقة نسبيًا مع الدولة الشيوعية المعزولة. والتقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع كيم في الأسبوع الماضي، وأصبح من الممكن حاليًا عقد اجتماع بين كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال لافروف للصحفيين في كوريا الشمالية إنّ روسيا تؤكّد “التزامها بأوثق تعاون مع كوريا الشمالية لحل جميع المهام الثنائية والدولية، مشددًا أن كوريا الشمالية لن تنهي برنامجها النووي دون رفع العقوبات بالكامل.

بواسطة |2018-06-12T13:13:42+02:00الثلاثاء - 12 يونيو 2018 - 1:13 م|الوسوم: , , , , |

“التحالف العربي”: الحوثيون أطلقوا 149 صاروخًا على السعودية

قال المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد “تركي المالكي”، إن الحوثيين أطلقوا 149 صاروخًا و66 ألفًا و315 مقذوفًا على السعودية، حتى الآن.

وأدان المتحدث باسم التحالف العربي ما وصفه بـ”تهديدات الميليشيات الحوثية للمنظمات الإنسانية والإغاثية”، مشيرًا إلى أن نحو 5 ملايين يمني استفادوا من مساعدات مركز الملك “سلمان” للإغاثة حتى اليوم.

وحول اتهام منظمة أطباء بلا حدود، التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالهجوم على مركز طبي تابع لها غربي اليمن، قال “المالكي” في مؤتمر صحفي، مساء أمس “الاثنين” 11 يونيو: إن المنظمة قدمت اعتذارًا رسميًا عن اتهاماتها.

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن “الحوثيين” أطلقوا على المملكة، 132 صاروخًا و66 ألفًا و298 مقذوفًا، منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف في اليمن في مارس 2015.

وتصاعدت هذه الهجمات في الأشهر الأخيرة؛ حيث استهدفت مواقع حيوية عدة في الرياض، فيما تتهم السعودية إيران بتزويد الميليشيات الحوثية بالصواريخ الباليستية.

وتقود السعودية تحالفًا عسكريًا بمشاركة دول عربية عدة ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات ضد مواقع الحوثيين في اليمن، دعمًا لقوات الرئيس “عبدربه منصور هادي”.

بواسطة |2018-06-12T12:50:55+02:00الثلاثاء - 12 يونيو 2018 - 12:50 م|الوسوم: , |

لهذا السبب.. كوريا الشمالية تصف “نتنياهو”بـ”صهيوني متطرف كذاب”

وجّه وزير خارجية كوريا الشمالية، “ري يونغ– هو”، اليوم “الاثنين” 11 يونيو، انتقادًا لاذعًا، لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، وصفا إياه بـ”الصهيوني المتطرف” و”المجرم الكاذب”.

انتقاد “هو” جاء في تغريدة له على حسابه في موقع تويتر، على مقترح لنتنياهو حول تقديم إسرائيل مساعدة لإيران لإنقاذها من حالة الجفاف.

وقال- في التغريدة-: “نتنياهو الصهيوني المتطرف، يعرض الماء على إيران، وهو مجرم كاذب أي أنه لن يفعلها، كما أنه لا يهتم بتوفير المياه لقطاع غزة؛ بل يمنعها عنهم ويقتلهم بدلًا من ذلك”.

وأمس “الأحد”، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقطع فيديو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو يقدم مساعدة بلاده لإيران لإيجاد حل للجفاف الذي تعاني منه.

وأوضح “نتنياهو”، أن بلاده ستطلق موقعًا إلكترونيًا باللغة الفارسية حول تحلية المياه.

بواسطة |2018-06-11T18:46:05+02:00الإثنين - 11 يونيو 2018 - 6:46 م|الوسوم: , |

صحيفة فرنسية: سياسيا واقتصاديا وأمنيا .. “السيسي يغوص في الديكتاتورية”

إبراهيم سمعان                            

منذ انتخابه لأول مرة عام 2014، بنسبة 96.6٪ من الأصوات، ركز الرئيس عبد الفتاح السيسي على قضايا الأمن والتهديد الجهادي الذي يحوم ويؤرِّق مصر واستعادة اقتصاد مُدمَّر بعد الانتفاضات الشعبية عام 2011 وسقوط نظام حسني مبارك.

 

تحت هذه الكلمات نشرت صحيفة “tsa” الناطقة بالفرنسية تقريرًا عن القمع الذي تشهده مصر مع إدلاء السيسي القسم كرئيس للجمهورية لمدة أربع سنوات جديدة، بعد إعادة انتخابه في مارس الماضي بنسبة 97.08٪ من الأصوات في اقتراع أثار الجدل.

 

وتساءلت في بداية تقريرها بعد أربع سنوات ما هو سجل السيسي في السياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد والأمن؟

 

قمع شامل وإغلاق المجال السياسي

وأشارت إلى أنّه بعد الأزمة التي أدَّت إلى الإطاحة بمحمد مرسي في يوليو 2013 من رئاسة مصر، كان هناك قمع عنيف ضد جماعة الإخوان المسلمين من خلال اعتقال وسجن الآلاف من أعضائها بمن فيهم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع.

وأضافت ذروة هذا القمع كان الهجوم الذي شنَّه قوات الأمن المصرية في أغسطس من العام نفسه على اعتصامين للمتظاهرين الموالين لمرسي ​​في ميادني رابعة العدوة والنهضة، مما تسبب في مقتل 638 شخصًا (من بينهم 595 مدنيًا و 43 ضابط شرطة) و3994 جريحًا.

 

في هذا الوقت، كان السيسي وزيرًا للدفاع وكان مشاركًا بنشاط في قرار إخلاء هذه الاعتصامات، في حين لم يكن هناك أي مسؤول مصري أبدى على الإطلاق قلقه بشأن هذه المجزرة.

 

وأكدت الصحيفة على أنَّ القمع  لم يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين وحدها، فباسم الاستقرار والوحدة الوطنية، عمل السيسي منذ انتخابه عام 2014 لتكميم أفواه كل المعارضة، سواء كانت إسلامية أو ليبرالية، وذلك من خلال سجن مئات الأصوات التي تعتبر مناوئة له.

كما استهدفت حملة القمع هذه، التي رافقها اعتقالات تعسفية وتعذيب من قبل الأجهزة الأمنية، نشطاء المجتمع المدني الذين تم تضييق الخناق عليهم بشكل كبير مع اعتماد قوانين تقييدية للغاية بشأن الجمعيات.

 

وعلاوة على ذلك، فإنَّ العديد من المرشحين للانتخابات الرئاسية الأخيرة قد انسحبوا نتيجة لضغوط، فيما تم تحييد الآخرين أو إلقاء القبض عليهم. وتم تنصيب السيسي نفسه في سياق اعتقال معارضين ونشطاء المجتمع المدني لتجنب أي احتجاج، خاصة في ظل الإحباطات الناتجة عن الوضع الاقتصادي.

 

وضع اقتصادي صعب

وبينت الصحيفة أنه عندما جاء السيسي إلى السلطة، كانت مصر في شبه حالة إفلاس بعد عقود من سوء الإدارة في عهد مبارك وثلاث سنوات من الانهيار الشديد عام 2011. تأثرت مصادر الدخل الأجنبي الرئيسية في مصر من السياحة بسبب انعدام الأمن، وانخفاض الإيرادات من قناة السويس؛ وإنتاج النفط وانخفاض كبير في تحويلات النقد الأجنبي من المغتربين.

 

كما واجهت مصر عجزًا في الميزانية بنسبة 12 % من الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاضًا في احتياطيات النقد الأجنبي وانخفاضًا في الصادرات. ونتيجة لذلك، لم تعد الدولة قادرة على تقديم الدعم للعديد من السلع والماء والكهرباء والوقود.

 

 

ولفتت إلى أن  مصر، التي تلقت 23 مليار دولار من القروض من مختلف البلدان، بما في ذلك الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأيضًا تركيا وليبيا، توصلت في أغسطس 2016، على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

وفي المقابل، اضطرت الحكومة المصرية إلى خفض جزء كبير من الإعانات، وإدخال ضريبة القيمة المضافة بنسبة 13 ٪ وخفض قيمة عملتها، بأكثر من النصف (ليرتفع صرف الجنيه من 8.8 إلى 18 جنيهًا للدولار)

 

على صعيد الوضع الاقتصادي الكلي حققت خطة صندوق النقد الدولي نتائج مرضية مع تسارع معدل النمو (3.5٪ في عام 2016 و4.8 في عام 2017)، وانخفاض العجز إلى 10٪ بفضل عائدات الميزانية. وبزيادة 31.8 ٪، وزيادة في احتياطيات النقد الأجنبي مع استقرار الجنيه. كما أنَّ السياحة والصادرات وتحويلات المصريين في الخارج آخذة في الارتفاع مرة أخرى.

 

لكن بالنسبة للمواطن المصري، كان الأمر مختلف لأنه مع قرض صندوق النقد الدولي انفجرت أسعار جميع السلع ووصل التضخم إلى 35٪ في يوليو 2017. وتضاعفت أسعار الدجاج والأرز في حين أنَّ السكر تضاعف سعره أربع مرات في حين أنَّ أسعار مياه الشرب والبنزين تضاعفت بنسبة 50 ٪.

 

ومع ذلك، لم يستطع الشعب التعبير عن إحباطه بصوت عالٍ في الشارع، نظرًا لحجم حملة القمع، فأعرب المواطن المصري عن عدم رضاه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالامتناع عن التصويت، ولم ينجح توزيع السلع الغذائية في بعض مراكز الاقتراع، ولا رشوة الناخبين، ناهيك عن التهديد بفرض الغرامات على الممتنعين في زيادة نسبة المشاركة عن 40٪.

 

إرهاب راسخ

منذ بداية الاضطرابات في البلاد، شهدت مصر مئات الهجمات الدموية التي أدّت إلى مقتل الكثيرين، وكان أكثرها إثارة تلك التي استهدفت مسجدًا للصوفية في سيناء نوفمبر 2017 ما أسفر عن 305 حالات وفاة.

 

كان هذا الهجوم علامة على فشل السياسة الأمنية المصرية؛ لأنه أظهر أنه على الرغم من كل الجهود التي بُذِلَت، خاصة في سيناء منذ 2014، لا يزال الإرهاب نشطًا، إلى جانب ذلك، في سيناء، حيث يشنّ الجيش المصري حربًا على الإرهابيين يبدو أنَّ داعش راسخة هناك، خصوصًا بعد هزيمتها في العراق وسوريا.

 

ففي شمال سيناء، وفي ظلّ حالة الطوارئ المفروضة منذ عام 2014، قُتل أكثر من 1000 من أفراد الأمن في مئات الهجمات التي وصلت إلى 200 عام 2017.

 

السياسة الخارجية: حليف لدول الخليج والغربيين

ووفقًا للصحيفة، لا يزال الرئيس المصري حليفًا أساسيًا لدول الخليج والغربيين في الحرب ضد الإرهاب وفي الكفاح من أجل مواجهة إيران، ففيما يخص الإرهاب، على الرغم من العديد من انتهاكات حقوق الإنسان لنظام السيسي، فإنَّ مصر تمكنت من شراء أسلحة متطورة من دول غربية مثل طائرات رافال الفرنسية بفضل التبرعات السخية لحلفائه الخليجيين.

فمصر تتوائم بالكامل مع السياسات المعادية لإيران في السعودية ودول الخليج، وتدعم كل قرار من قراراتها، مثل الحظر المفروض على قطر والتحالف المسلح ضد الحوثيين في اليمن.

 

وتؤكد أنّ هذا يوضّح عدم استقلالية السياسة الخارجية المصرية كما هو الحال في القضية الفلسطينية، فمصر، التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، تحاصر قطاع غزة بإغلاق معبر رفح في سيناء منذ عام 2007. وقد أعيد فتحه لأول مرة في نوفمبر 2017 لمدة 3 أيام فقط.

وفي السياق ذاته تراجعت مصر في ديسمبر 2016 عن تقدير مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدين الاستعمار الإسرائيلي، بعد مكالمة هاتفية من الرئيس دونالد ترامب قبل تسلمه منصبه، وهو القرار الذي تمكنت الدول الأعضاء من تبنيه بعد امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو)، وذلك في أول قرار من نوعه منذ العام 1979.
وامتنعت واشنطن التي تدعم إسرائيل عادة في هذا الملف البالغ الحساسية، عن التصويت على القرار الذي اقترحته مصر أولًا قبل أن تسحبه لتعاود نيوزيلندا والسنغال وماليزيا وفنزويلا تقديمه للجمعية ويتم تبنيه بموافقة مصر نفسها.

بواسطة |2018-06-11T13:51:12+02:00الإثنين - 11 يونيو 2018 - 1:51 م|الوسوم: , |

ترامب المعزول.. لهذه الأسباب خسرت أمريكا في قمة الدول السبع

العدسة – معتز أشرف:

الخلافات بين زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع المعروفة أيضًا باسم “جي 7” ظهرت واضحة  في القمة المنعقدة في كندا، لكثير من الأسباب أهمها تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعودة روسيا إلى المجموعة إلا أن الرفض الأوروبي لطلب واشنطن كان بمثابة الصدمة.

إعادة روسيا         

فخلال القمة كانت “جولة إعادة روسيا” الأبرز في بنود خسارة الولايات المتحدة الأمريكية ؛ حيث دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة نظراءه في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى التفكير في إعادة روسيا إلى المجموعة، وذلك بعد استبعادها؛ بسبب ضم موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: “طردوا روسيا وعليهم إعادة روسيا؛ لأنه يجب أن تكون روسيا معنا على طاولة المفاوضات، أنا أسوأ كوابيس روسيا، لكن رغم قول ذلك فإنَّ روسيا يجب أن تكون في الاجتماع، فلماذا نجتمع بدون وجود روسيا في الاجتماع ” مضيفًا: “سأوصي، والأمر يعود لهم. لكن روسيا يجب أن تكون في الاجتماع، يجب أن تكون جزءًا منه”.

التصريحات لم تلبث كثيرًا، حيث رفضها حلفاؤه الأوروبيون الغاضبون أصلًا من السياسات الروسية وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن أعضاء الاتحاد الأوروبي المشاركين في القمة متفقون على أنه ينبغي ألا يحدث ذلك.

وكانت المجموعة، تضم 8 دول منذ عام 1998، لكن الدول الأعضاء قررت عدم الحضور إلى القمة في سوتشي في عام 2014؛ بسبب الأوضاع في القرم، والتقت في بروكسل دون روسيا.

الحرب التجارية

ترامب عزل نفسه بنفسه قبل انطلاق القمة وخسر حلفاء أمريكا القدامى بشكل درامي؛ حيث أثار عاصفة من التبرم الأوروبي ضده،  حتى قبل بدئها مع توجيه ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات إلى دونالد ترامب الذي رد بحدة مساء الخميس، حيث كتب ترامب في تغريدة مساء الخميس “أرجو أن تقولوا لرئيس الوزراء ترودو والرئيس ماكرون إنهما يفرضان رسومًا باهظة على الولايات المتحدة ويضعان حواجز غير جمركية”، قبل أن يضيف “أتطلع لرؤيتهما غدًا”.

وسخر ترامب من ترودو الذي وصفه بأنه “مستنكر”، وذكره بأنّ بلاده تفرض رسومًا تصل إلى 300% على مشتقات الحليب، وهاجم في تغريدة أخرى الاتحاد الأوروبي وكندا بقوله “خفضوا الرسوم والحواجز الأخرى وسنفعل أفضل منكم!”.

 

الاستقبال الفاتر كان الرد؛ فالأوروبيون الأربعة: إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل وتيريزا ماي وجوزيبي كونتي، قرروا الاجتماع قبل بدء القمة للإعراب عن نفاد صبرهم من تهديداته بحرب تجارية، فلم يعد الهدف، وفقًا للرئيس الفرنسي، إقناع ترامب بإعادة النظر في الرسوم المؤلمة على واردات الصلب والألمنيوم، إذ إن الملياردير بدا غير مكترث بالانتقادات الموجهة إليه وواصل تهديداته، وقال ماكرون: إنّ “ترامب ينفذ وعود حملته الانتخابية، نحن هنا أمام شخصية يمكن أن نتنبأ بسلوكها”. لكنه قال إنه يعتزم إقناعه بأن “الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، ولكنني مقتنع بأن أوروبا ستحافظ على وحدتها وستبقى كذلك لوقت طويل”، متحدثًا عن تشكيل جبهة مشتركة.

رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، حذر من أن موقف الرئيس الأمريكي بشأن التجارة وتغير المناخ والقضية الإيرانية يشكل خطرًا حقيقيًّا، مؤكدًا أنه ما يقلقه هو أن النظام الدولي المرتكز على حكم القانون يواجه مخاطر، والأغرب هو أن الذي يشكل هذا الخطر ليس المشتبه فيهم المعتادين لكن مهندس (هذا النظام) وداعمه الرئيس.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، إنها تريد من الاتحاد الأوروبي أن يتخذ إجراءات محسوبة ومتكافئة ردًا على التعريفات الأمريكية، وعلى عكس ماكرون وترودو، لن تعقد ماي اجتماعًا ثنائيًا مع ترامب، لكنها أصرت، الجمعة، على أنّ هذا ليس تجاهلًا.

إيران والمناخ

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران واتفاقية المناخ أيضًا باتا يشكلان نقطتي عزلة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية في قمة الدول السبع التي يعتبر الاتحاد الأوروبي صاحب اليد الطولى فيها في مواجهة ترامب الذي فرض على نفسه العزلة والحصار الإعلامي اللاذع،  كان آخر مشاهده هجوم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على الرئيس دونالد ترامب.

وقال هايكو ماس في تصريحات لصحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية الجمعة، إنَّ هناك اختلافات “لم يعد بإمكاننا التغاضي عنها، واعتبر ماس رفض ترامب لاتفاقية حماية المناخ والاتفاق النووي مع إيران وفرضه لقيود جمركية على واردات الصلب والألومنيوم القادمة من الاتحاد الأوروبي قرارات منفردة تضر بأوروبا، وذكر ماس أن ترامب “لا يمانع في إحداث أضرار مباشرة بأوروبا، ولذلك “نحن نمر بتغيير بالغ المدى”. موضحًا أن ترامب يُعرض عن النظام المتعدد، ويتصرف على نحو منفرد، وفقًا للمصالح الأمريكية فقط، ويتبع سياسة فوقية تعلو فيها دولة على أخرى، وقال: “لا شيء من ذلك سيؤدي إلى عالم أفضل أو أكثر أمانًا أو سلمًا”.

الأزمة وصلت إلى ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” الذي أعرب كذلك عن أسفه إزاء الخلافات التي تحيط بالعلاقات عبر المحيط الأطلسي، بينما أشار إلى أن هذه الخلافات لم تضعف التحالف العسكري، مضيفًا أنه سيكون أفضل شيء هو أن نكون قادرين على حل تلك الخلافات بشأن التجارة، وإيران، والمناخ. لكن طالما بقيت هذه الخلافات دون حل، فإنّ مسئوليتي الرئيسية هي التأكد من أن يكون حلف الناتو قويًا ومتحدًا، على الرغم من هذه الخلافات”.

 

 تدهور جديد

وبحسب جيمس روبنز، المراسل الدبلوماسي، لدى بي بي سي فإنَّ الخلافات بين دونالد ترامب وحلفاء أمريكا الرئيسيين شهدت مرحلة جديدة من التدهور بسبب التعريفات التجارية قبل أن يلقي ترامب، دون ترتيب، قنبلته اليدوية بشأن روسيا، وغالبية قادة الدول السبع الكبرى يعتقدون بأن قرار استبعاد روسيا من المجموعة عام 2014 كان قرارًا صحيحًا آنذاك وحتى اليوم حتى موسكو نفسها تبدو غير مبالية بشأن العودة مرة أخرى، وبأساليب كثيرة، يبدو هذا أسلوبًا مقصودًا من دونالد ترامب لصرف الانتباه عن حرب التصريحات المتبادلة مع بقية قادة مجموعة السبع الكبرى بشأن التجارة والسياسات الحمائية، كما يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا تروق له فكرة المجموعة كلية، فهو آخر من وصل وسيكون أول من يغادر.

بواسطة |2018-06-10T15:48:22+02:00الأحد - 10 يونيو 2018 - 3:48 م|الوسوم: , |

الجدل مستمر.. قصة الأذان الشيعي تجيب: هل عاد صوت التشيُّع في مصر؟!

العدسة – معتز أشرف:

نرصد الجدل الدائر في مصر حول ما قيل عن رفع الأذان الشيعي من مسجد الحسين في مصر أثناء صلاة الجمعة اليتيمة في رمضان، والنفي الرسمي لذلك، والتصعيد الجاري في البرلمان من عناصر محسوبة على الأجهزة الأمنية، وتسلط الضوء على ملف التشيع في مصر، لنتعرف هل لذلك علاقة بعلاقات مصر بإيران.

أزمة تتوسع!

رسميًا أكدت وزارة الأوقاف المصرية أنه لا صحة على الإطلاق لما أثير عبر بعض مواقع التواصل من رفع الأذان الشيعي بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، وأوضحت وزارة الأوقاف، في بيان لها الجمعة، أنّ الأخبار التي تداولت حول ذلك محض افتراء، وليس لها أي أساس من الصحة وغير مسموح به بأي مسجد من المساجد.

وبحسب مواقع محسوبة علي الأجهزة الامنية في مصر، فقد روّجت قيادات شيعية واقعة قديمة لمؤذن مصرى رفع الأذان الشيعى فى العراق، على أساس أنها حدث جديد، فيما انتقدت نقابة القراء تصرفات الشيعة، مؤكدين أنهم يستهدفون بث الفتنة داخل المجتمع المصرى، حيث يحتوى الفيديو الذى حاولت تروجه الشيعة على أعلى مستوى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، تصريحات متلفزة لقيادات بنقابة القراء يتحدثون فيها عن رفع القارئ الراحل فرج الله الشاذلى، أذان الشيعة فى العراق، وتقديمه اعتذارًا لفضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وقال المتحدث الرسمى للنقابة القراء محمد الساعاتى، إن هذا الحدث قديم وقد تناولته وسائل الإعلام المصرية بكل أنواعها، كان الشيخ الدكتور فرج الله الشاذلي قد قام برفع الأذان الشيعى فى العراق منذ حوالى 10 أعوام، وعندما تم إذاعة الفيديو وانتشر، الرجل ظهر بكل شجاعة وقدم اعتذارًا لجميع المسلمين ولفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وانتهى الأمر وقتها”، مضيفًا: “لقد رحل الدكتور فرج الله الشاذلي عن عالمنا العام الماضى فى مثل هذه الأيام من شهر رمضان”.

وأكد الساعاتى أن الشيعة يريدون بث الفتنة وإثارة الجدل داخل المجتمع المصرى، موضحا أن نقابة القراء بقيادة الشيخ محمد محمود الطبلاوى يستنكرون بشدة ما يفعل الشيعة من محاولة نشر واقعة رفع الأذان الشيعى على أساس أنها جديدة معتبرًا ذلك عملًا إجراميًا.

الأزمة تطورت وذهبت إلى البرلمان، حيث تقدم النائب مصطفى بكري المحسوب علي المؤسسة العسكرية، ببيان عاجل، إلى الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، بشأن قيام الشيخ مؤذن مسجد الإمام الحسين الأسبوع الماضي برفع الأذان “الشيعي” قبل صلاة الجمعة، في تحدٍ لافت لتصريحات نقابة القراء أو بيان وزراة الأوقاف، وقال في تصريحات إعلامية: “إن الشيخ حلمي الجمل، وكيل نقابة القراء بالأزهر، اعترف بأن هذا المؤذن رفع أذان الشيعة في مسجد الحسين، وهو شيخ تابع لوزارة الأوقاف وكثير التردّد في السفر إلى إيران، ورغم احترامنا لطائفة الشيعة من أبناء الأمة العربية، إلا أن رفع الأذان في مسجد الحسين ومن خلال مؤذن تابع لوزارة الأوقاف يمثل اختراقًا إيرانيًا لهذا المسجد الكبير، ما يستوجب على الجهات المسؤولة وفي مقدمتها وزارة الأوقاف الرد على البيان العاجل”.

 

طفو لافت!

الأمر يكتنفه غموض محير في تضارب التصريحات والتحركات ضد المعسكر الحاكم في مصر، ويزيد الشكوك فيه بحسب مراقبين اهتمام منابر إعلامية محسوبة على النظام بإثارة ملف التشيع في الفترة الأخيرة، ومنها موقع اليوم السابع المحسوب على وزارة الداخلية المصرية الذي نقل عن المنشد محمود التهامى قوله: “بعض المنشدين يهدفون إلى نشر التشيع وهنقعدهم فى البيت”، مضيفًا أن بعض المنشدين يستخدمون الإنشاد الدينى فى نشر التشيع، حيث يقولون قصائد تدعو للتشيع ونحن بلد سنى، فيجب أن يكون هناك رادع لهم، وبإذن الله بعد اعتماد النقابة مهنية «هنقعدهم فى البيت».

وتوترت العلاقة بين إيران ومصر في عهد الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب علي خلفية مقتل القطب الشيعي المدعوم من إيران الشيخ حسن شحاتة في ظروف مجهولة، وهو ما سبب قطيعة مبكرة بين البلدين سرعان ما تحولت إلى دعم إيراني للإطاحة بالدكتور محمد مرسي لصالح وزير دفاعه الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي حاول التقارب مع إيران في فتراته الأولى بصورة أكبر من الحالية التي تشهد علاقات فاترة قد تتطور سلبيًا في الفترة المقبلة بحسب المراقبين في ظل بدء منصات النظام الإعلامية في إثارة موضوع التشيع مجددًا.

 

وكان من آخر التصريحات الرسمية في أواخر 2017، حيث أكد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي المواجهة مع إيران، مؤكدا أن مصر مع دول الخليج فى حفظ أمنها واستقرارها، ومصر جزء من الأمن القومى العربى الذي يشمل أمن واستقرار دول الخليج، خاصة أن علاقة مصر مقطوعة مع إيران منذ قرابة الـ40 عامًا.

 هاجس مستمر!

المخاوف في مصر من التشيع تشكل هاجسا لدى المراقبين، ولا تخلو فترة من دق ناقوس الخطر من انتشار التشيع دون موقف واضح من النظام الحالي منذ وصوله رأسه لسدة الحكم في 2013، حيث كشف ائتلاف للطرق الصوفية في مصر بالتزامن مع بداية تصدر الجنرال عبد الفتاح السيسي للمشهد في أواخر العام 2013 عن “طريقة صوفية جديدة” تروّج للمذهب الشيعي في صعيد مصر عبر “داعية” بأحد المساجد بمدينة أسيوط جنوبي البلاد، وصرح مصطفى زايد، منسق عام ائتلاف الطرق الصوفية أن الطريقة التي تم ضبطها تدعى “الطريقة الحسينية الأمدية، وهي طريقة حديثة غير مسجلة بالمشيخة العامة للطرق الصوفية وتقوم بنشر المذهب الشيعي تحت غطاء التصوف، مستغلًا جهل الناس ومحبة أهل الصعيد لآل بيت رسول الله”.

كما كشف الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية ورئيس جبهة الإصلاح الصوفي، في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول: “هناك بالفعل معلومات تفيد بوجود محاولات لنشر المذهب الشيعي في أسيوط”، كاشفًا عن إقامة حسينيات حاليًا لممارسة الطقوس الشيعية”.

لكن الاتهامات توجه كثيرًا في هذا الإطار إلى المشيخة العامة للطرق الصوفية برئاسة الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية الذي أكد التزام المشيخة العامة بالمنهج السني الوسطي الأشعري الذي يتوافق مع هوى المصريين، ورفضها نشر التشيع في مصر جملة وتفصيلاً، مؤكدة عدم إمكانية حدوث هذا الأمر نظرًا لطبيعة المصريين التي تربوا على حب آل البيت وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والذين يرفضون السب والطعن في صحابة النبي وآل بيته.

في المقابل يرى مراقبون أن الطرق الصوفية في مصر لها ارتباطها وعلاقاتها بإيران، حيث يحرص كذلك  عدد من رموز التصوف المصريين على زيارات متكررة لإيران ليعودوا محملين بالفكر الشيعي لمحاولة نشره.

ووفق صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية، فإن التخوّف من امتداد التشيّع الإيراني إلى مصر “حقيقي وليس مجرّد مخاوف لدى البعض في هذا البلد، الذي لا يشكّل الشيعة فيه سوى 1%”، بحسب إحصائيات وزارة الخارجية الأمريكية.

الشيعة كانوا تحركهم أوضح بحسب مراقبين، حيث تقدم أبرز منظري الشيعة في مصر بعد ثورة يناير بحزب سياسي يسمي “الوحدة والحرية”  ووصف وكيل مؤسسي الحزب، راسم النفيس، الحزب بأنه (يمثل المستضعفين في مصر)، وكُشف بحسب تقارير اعلامية عن وجود أكثر من عشرين جمعية شيعية تم الترخيص لها بالعمل مستغلة عدم اشتراط الموافقة الأمنية لنيل التراخيص بعد ثورة يناير 2011.

كما ظهر مشروع لإنشاء صندوق تكافلي لتحسين أحوال الفقراء والمحتاجين من الشيعة المصريين باسم “نجباء مصر”، من خلال جمع تبرعات وأموال الزكاة والخمس، من الشيعة المصريين أنفسهم، دون تلقى أية تمويلات خارجية،، وذلك على الرغم من وجود أكثر من عشرين جمعية شيعية خيرية مثل «الثقلين، وفاطمة، والزهراء، والعترة المحمدية، وجمعية الإمام جعفر الصادق»، وغيرها، من الجمعيات التى تحمل أسماء شيعية، أو صوفية ويقوم عليها كل من طاهر الهاشمي، وسالم الصباغ، وعماد قنديل.

الأمر ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث قام وفد من قيادات شيعية مصرية ضم الدكتور أحمد راسم النفيس، وسيد طاهر الهاشمى، وعماد قنديل، وكلهم من مؤيدى النظام فى مصر، بزيارة رسمية إلى إيران، في عام 2015  التقى خلالها عددًا من المسؤولين الإيرانيين فى طهران وقم والأحواز أكدوا فيها أن سياسات الرئيس عبدالفتاح السيسى لا تحمل أى عداء للشيعة بعكس التيارات الوهابية المتطرفة.

وبين جدل هنا وهناك يبقي ملف التشيع في مصر مفتوحًا تدق لها الأجراس كل فترة وأخرى دون الوصول إلى حقيقة واضحة بشأنه.

بواسطة |2018-06-10T14:14:37+02:00الأحد - 10 يونيو 2018 - 3:00 م|الوسوم: , , , , |

السعودية.. مقتل 3 مدنيين بمقذوف حوثي

أعلن التحالف العربي في اليمن، مساء أمس “السبت” 9 يونيو، ارتفاع عدد قتلى مقذوفات حوثية على منطقة جازان، جنوبي السعودية، من مدنيين اثنين إلى ثلاثة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم قوات التحالف، العقيد الركن “تركي المالكي”، أن “استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، لمدنيين بمقذوف نتج عنه استشهاد ثلاثة مدنيين في منطقة جازان”.
وأضاف أن “المقذوف أُطلق بطريقة متعمدة لاستهداف المدنيين”.
وأكد أن “قيادة القوات المشتركة للتحالف ستضرب بيدٍ من حديد كل من يهدد سلامة مواطنيها، والمقيمين، ومقدرات المملكة”.
وفي وقت سابق من أمس، نقلت قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية عن التحالف مقتل مدنيين اثنين، في قصف للحوثيين على جازان.
و”الجمعة”، أعلن التحالف رصد صاروخين باليستيين أطلقتهما جماعة “الحوثي” من الأراضي اليمنية باتجاه منطقة “نجران”، جنوبي السعودية.
وأوضح التحالف أن الصاروخ الأول فشل وسقط داخل الأراضي اليمنية، بينما سقط الآخر في منطقة صحراوية، دون مزيد من التفاصيل.
وسبق أن اعترض التحالف 6 صواريخ باليستية، خلال شهر رمضان الجاري (بدأ في 17 مايو الماضي).
ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية تحالفًا عسكريًّا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي “الحوثي”، الذين يسيطرون على عدة محافظات بينها صنعاء، منذ 21 سبتمبر 2014.

بواسطة |2018-06-10T13:02:43+02:00الأحد - 10 يونيو 2018 - 1:02 م|الوسوم: , , |

جدل حول رفع “أذان شيعي” في مصر

أثار مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي لشيخ أزهري يرفع الأذان الشيعي، من مسجد قيل إنه “الحسين” بوسط القاهرة، جدلًا في الأوساط السياسية والإعلامية والدينية في مصر.

ومن جانبها، نفت وزارة الأوقاف المصرية رفع “أذان شيعي” من مسجد الحسين.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها أنه “لا صحة على الإطلاق لما أثير من رفع الأذان الشيعي بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه” بالقاهرة.

وأضافت: “ما أشيع محض افتراء، وليس له أي أساس من الصحة، وغير مسموح به بأي مسجد من المساجد”.

وكان أمس قد تم تداول مقطع فيديو، عبر منصات التواصل الاجتماعي، لشيخ أزهري يرفع الأذان الشيعي، قيل إنه من مسجد الحسين، ما أثار استنكارًا وجدلًا لدى البعض، قبل أن توضح وسائل إعلام محلية، نقلًا عن مصادر لم تسمها، أن الواقعة تعود لعام 2014 لشيخ أزهري، وأنها كانت بالعراق وليس بمصر، وتم التحقيق فيها وقتها.

وكان مصطفى بكري عضو البرلمان المصري قد اتهم مؤذن مسجد الحسين برفع الأذان الشيعي، وتقدم ببيان عاجل إلى وزير الأوقاف مختار جمعة بشأن الواقعة المفترضة.

وتابع: “رغم احترامنا لطائفة الشيعة من أبناء الأمة العربية، فإن رفع الآذان في مسجد الحسين، ومن خلال مؤذن تابع لوزارة الأوقاف يمثل اختراقًا إيرانيًّا لهذا المسجد الكبير، ما يستوجب على الجهات المسؤولة – وفي مقدمتها وزارة الأوقاف- الرد على البيان العاجل”.

وعادة ما تغلق وزارة الأوقاف ضريح “الحسين”، بالعاصمة القاهرة، لأيام، أثناء الاحتفال السنوي بيوم عاشوراء، رفضًا “لتواجد أي مدّ شيعي” في البلاد.

والأذان هو نداء لبيان حلول وقت الصلاة، يتكرر مع كل فريضة كل يوم، ويتبع المسلمون السنة نهجًا غير نهج الشيعة في أدائه، ويعد “الحسين” من الشخصيات المهمة لدى المرجعيات الشيعية والسنية على السواء.

بواسطة |2018-06-09T18:49:33+02:00السبت - 9 يونيو 2018 - 6:49 م|الوسوم: |

بالتفاصيل .. أسرار هروب نجل حاكم الفجيرة إلى قطر

إبراهيم سمعان

كشفت صحيفة “ديلي تلجراف” البريطانية عن فرار أمير إماراتي إلى قطر عبر سفارتها في لندن، بحسب مصادر قريبة من العائلة المالكة.

 

وتهدد الحادثة بتسبب أزمة دبلوماسية بين دولتي الخليج اللتين تعانيان من نزاع مرير بعد أن أطلقت الإمارات وأربع دول أخرى في الشرق الأوسط حصارًا على قطر قبل عام.

 

ونوّهت الصحيفة البريطانية بأن الأمير الهارب هو الشيخ راشد بن حمد الشرقي، ابن أمير الفجيرة، إحدى ممالك الإمارات العربية المتحدة.

 

وقال مصدر مقرب من الأمير ومصدر دبلوماسي كبير إن الأمير البالغ من العمر 31 عامًا هرب إلى العاصمة القطرية الدوحة قبل 3 أسابيع، بعد أن طلب اللجوء السياسي في السفارة القطرية في لندن.

 

ومضت الصحيفة تقول: “باعتباره الابن الأكبر للأمير، كان من المتوقع أن يتم تعيينه وليًا لعهد إمارة الفجيرة، لكن علاقته بزعيم البلاد، محمد بن زايد، أصبحت مشلولة بعد أن طلب زايد تعيين الشقيق الأصغر للشيخ راشد في هذا المنصب، بحسب مصدر في القصر الإماراتي”.

 

وأضافت “بعد أن فكر في مغادرة البلاد لفترة من الوقت، سافر الشيخ راشد إلى لندن في أبريل، وحجز غرفة في فندق بارك لين في “ماي فير”.

 

ومضت الصحيفة “أدرك السفير القطري في المملكة المتحدة، يوسف بن علي الخاطر، نزاع الشيخ راشد مع حاكم بلاده، وقيل إنه بدأ هجومًا ساحرًا لإقناعه بالانشقاق”.

 

وتابعت “بصفته نجل أمير، حضر الأمير لقاءات مع المجلس الأعلى، الهيئة الإدارية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما جعله أحد الأصول الاستخباراتية المحتملة في قطر”.

وكانت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قد قطعت كل العلاقات مع الدوحة في 5 يونيو العام الماضي، متهمة إياها بدعم الإرهاب وإيران.

 

وأشارت “تلجراف” إلى أن الأمير قال لأصدقائه إنه التقى بالسفير والمسؤولين القطريين الآخرين خلال الأسابيع الخمسة الماضية.

 

وتابعت “من المفهوم أن القطريين قد أغروه بدور مربح كوسيط بين الدولة الخليجية والإمارات العربية المتحدة إذا انتقل إلى الدوحة، بما في ذلك عرض مزعوم بقيمة 5 ملايين جنيه استرليني نقدًا، وحذروه من أنه غير آمن في لندن، وفي النهاية تم إقناع الأمير”.

 

وتابعت الصحيفة “في شهر مايو، بعد أن أمضى 34 يومًا في الفندق، ذهب إلى سفارة قطر في ماي فير، وطلب اللجوء السياسي”.

 

وقال مصدر مقرب من الأسرة المالكة الإماراتية: إن الشيخ احتُجز في السفارة 3 ثلاثة أيام، ثم تم نقله في سيارة تابعة للسفارة إلى مطار هيثرو، حيث سافر إلى الدوحة مستخدمًا جواز سفر إماراتي.

 

ومضت الصحيفة تقول: “مع فشل المسئولين في السفارة الإماراتية في لندن في الحصول على الشيخ راشد، قاموا بالاتصال بشرطة العاصمة البريطانية، زاعمين أنه تم اختطافه”.

 

وقال المصدر: إن ضباطا من وحدة الحماية الدبلوماسية التابعة لوزارة الأمن قاموا بالاستفسار في الفندق، لكنهم كانوا وصلوا متأخرين.

 

وبحسب الصحيفة، رفضت الشرطة والفندق التعليق، ولم ترد السفارة الإماراتية بالمملكة المتحدة على الطلبات المتكررة للتعليق.

 

ويعتقد الآن أن الأمير يقيم في قصر في الدوحة، والسلطات الإماراتية على علم بالحادث، ومن المفهوم أن والده خائف من أن يستخدم ابنه كورقة مساومة، وبمجرد أن تتمكن قطر من الحصول على تنازلات من زايد بسبب الحصار المفروض على قطر، سيتم تسليم الأمير إلى الإمارات حيث يمكن أن يواجه عقابًا مشددًا.

 

ويتعرض حاكم البلاد، الذي لن يتقبل الحادثة المحرجة، بالفعل للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وفي 29 مايو، غرد حساب على تويتر يشاع أنه يخص مدير أمن الدولة في قطر عبد الله محمد الخليفي، صورة للشيخ راشد، واضعًا إشارة لحساب زايد الرسمي على تويتر.

 

وأبلغت السفارة القطرية “تليجراف” قائلة: “لم نقم بمنع مواطني الدول المحاصرة من القدوم إلى قطر من أي طريق”.

 

وأكد مصدر دبلوماسي كبير أن الشيخ راشد كان في الدوحة، لكنه قال إن الأمير سافر إليها بإرادته الحرة دون أي إقناع أو مساعدة من قطر.

 

 

بواسطة |2018-06-09T12:49:53+02:00السبت - 9 يونيو 2018 - 12:49 م|الوسوم: , , , , |

ذكرى النكسة.. أجواء “حزيران” تستمر وجبهتا التطبيع والمقاومة في تحدٍّ!

العدسة – معتز أشرف

في ذكرى نكسة 1967، أو نكسة “حزيران”، تغيرت المواقف، وتبدلت الخطابات، وظهر مشاركون جدد في الانكسار على أعتاب دولة الاحتلال الصهيوني، ولكن برز بحسب المراقبين صمود لازال نبضه يدق في مسيرات العودة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني وفي رفض الشعوب للتطبيع.

نرصد أبرز المشاركين في جبهتي الانكسار والتطبيع من جهة، والمقاومة والبحث عن الانتصار من جهة أخرى في ذكرى النكسة.

 جبهة الانكسار

في مصر التي دفعت ثمنًا كبيرًا في هزيمة 1967، وخاض رئيسها وقتها، جمال عبد الناصر، حراكًا واسعًا حتى يمكن “استعادة رقعة الأرض المحتلة، واستعادة النصر الضائع” بحسب تعبير “عبد الناصر”، أضاع الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي يحاول كثيرًا التشبه به في الكثير من خططه، وأسقط مصر في التطبيع الكامل مع دولة الاحتلال الصهيوني، وشهدت مصر في عهده نكسة جديدة، ولكن من دون أن تخوض إسرائيل حربًا ضدها، بحسب تعبير مراقبين، حيث أطاح بالدكتور محمد مرسي من موقعه الرئاسي، وهو الإجراء الذي وصفه رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، عاموس جلعاد، بـ “معجزة أمنية لإسرائيل”؛ وباتت العلاقات المصرية الإسرائيلية في أفضل صورها، وشملت تنسيقًا فيما يتعلق بالأوضاع في سيناء، وقيادة السيسي ملف تطبيع العرب مع الكيان الصهيوني، مقابل دعمه وحمايته دوليًّا داخل الولايات المتحدة، وامتدح السيسي في أكثر من مناسبة رئيسُ وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واحتفت به المنظمات اليهودية في أمريكا، ووعد بقيام 50 دولة عربية وإسلامية بالتطبيع مع إسرائيل في حال طبق حل الدولتين.

في نفس المسار ظهر – بحسب المراقبين- في جبهة الانكسار، باقي رباعي الحصار على قطر: السعودية والإمارات والبحرين، بجانب مصر، غير أن الرياض وأبوظبي اللتين تقيمان علاقات سرية مع الكيان الصهيوني، بدأتا توجهًا جديدًا لإشهار تلك العلاقات بحجة التعاون مع تل أبيب لمواجهة إيران، ووفق مجلة “ناشونال إنترست الأمريكية، فإن السعودية والإمارات تسعيان إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل مع اعتزامهما الانتقال بعلاقتهما معها به من السرّ إلى العلن، تحت مبرر مواجهة التهديدات الإيرانية.

وفي سوريا التي تدخل ثورتها عامها الثامن، لازالت الجولان ضحية الاستبداد السياسي لم تتحرر، بحسب مراقبين، ورغم تحدي الديكتاتور السوري بشار الأسد للمعارضة السورية المسلحة والسياسية، إلا أنه لم يستطع في وقت سابق تحرير الجولان، بنصف عدد الأسلحة التي استخدمها في المواجهة مع الثورة السورية، حتى طالت قذائف الجيش الإسرائيلي محافظة القنيطرة السورية، ووصلت نيران دباباته باتجاه أطراف مدينة البعث وعدد من النقاط التابعة للجيش السوري ببلدة حضر جنوب غرب سوريا، في 10 مايو الماضي، ضمن تصعيد صهيوني بارز منذ 2017، لم يتوقف منذ 2013 ضد الأراضي السورية.

الباحثون عن الانتصار

وفي المقابل، برز في ذكرى النكسة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته السلمية والمسلحة في مواجهة العدوان، وواصلت مسيرات العودة حضورها في الصدارة، ونظمت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، فاعليات كثيرة لإحياء ذكرى النكسة داخل مخيمات العودة بالقرب من الأراضي المحتلة، وهو ما وصفه عضو الهيئة والمختص في شؤون اللاجئين، عصام عدوان، بأنه تأكيد منهم على أن النضال السلمي مستمر في وجه الاحتلال، لافتًا إلى أن مسيرات العودة مستمرة حتى تحقق أهداف الشعب الفلسطيني بالعودة.

من جانبها، قالت حركة حماس إن المقاومة مستمرة بكل أشكالها، وأن المساس بسلاحها أمر مرفوض، مؤكدة حق الشعب بتطوير وسائل المقاومة وآلياتها، وبينت الحركة في بيان لها بمناسبة الذكرى الـ51 لنكسة عام 1967، أن إدارة المقاومة من حيثُ التصعيد أو التهدئة تندرج كلها ضمن عملية إدارة الصراع، وليس على حساب مبدأ المقاومة، وشددت الحركة على أن القدس عاصمة فلسطين، وجميع مقدساتها هي حق ثابت للشعب الفلسطيني والأمَّة العربية والإسلامية.

مراقبون كثيرون يتحدثون عن نجاح مسيرات العودة الفلسطينية، التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي، رغم استشهاد نحو 124 فلسطينيًّا، وجرح 13 ألفًا آخرين، خاصة مع الاستعدادات الكبيرة لرفع ذروتها هذا الأسبوع، من خلال مليونية القدس، حيث دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية على حدود قطاع غزة خوفًا من عملية اقتحام واسعة من قبل المتظاهرين الفلسطينيين للسياج الفاصل، وقالت وسائل إعلام صهيونية: “إن هذا الأسبوع هو الأصعب منذ انطلاق مسيرات العودة، خوفًا من اقتحام الحدود واقتراب الأوضاع الإنسانية في القطاع من الوصول لمرحلة الانفجار في ظل مواصلة الحصار.

وفي الأردن أحد الدول التي استهدفت في عدوان 1967، لازال الحراك مستمرًّا لإسقاط اتفاقية وادي عربة، ومجابهة التطبيع الذي تفرضه المعاهدة من خلال قوانينها، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من هذه الاتفاقية، ودعت هيئات أردنية بارزة، منذ مطلع العام الجاري، لمقاومة التطبيع وما يمثله من محاولة لتركيع الشعب الأردني وهدم الاقتصاد الوطني، مؤكدين على ضرورة تفعيل حملات المقاطعة للكيان الصهيوني، ومخاطبة مجلس النواب للضغط باتجاه وقفة رسمية وسيادية حازمة ضد التطبيع، ووقف الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال.

ورغم قمع النظام المصري للحراك المعارض، واصل نشطاء ومعارضون حملات مقاومة التطبيع ورفضه، وظهر العداء الشديد للكيان الصهيوني مع احتفالية صهيونية لإحياء ذكري التأسيس على النيل، وصلت إلى رفض عدد من نواب البرلمان دعوات السفارة الإسرائيلية للاحتفال بذكرى الاستقلال الـ70 لإسرائيل، مؤكدين أن حضور الاحتفالية يمثل تحديًا لمشاعر المصريين والعرب فى وقت تمارس فيه إسرائيل عمليات القتل والإرهاب ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يُعد تطبيعًا واضحًا، وعارًا على أي مصري حضور الاحتفالية.

وبالتزامن مع البيانات المستمرة من جماعات رفض النظام الحالي ضد التطبيع، صدر بيان لافت خلال مؤتمر أقامه «اتحاد كتاب مصر» بالاشتراك مع «الحملة الشعبية لمقاطعة إسرائيل» في مصر مؤخرًا، مؤكدًا تصدي المثقفين المصريين لمحاولات فتح ثغرات في جدار رفض «التطبيع الثقافي والفني» مع إسرائيل، بعد تزايد محاولات تمت أخيرًا في هذا الاتجاه، منها زيارة السفارة الإسرائيلية لمعرض القاهرة للكتاب الأخير، كما أصدر المؤتمر سبع توصيات إضافية لمنع محاولات التطبيع الجديدة، مؤكدًا استمرار مخاطر مؤكدة محدقة بمصر والبلدان العربية الشقيقة من العدو الصهيوني العنصري الاستعماري.

وفي السياق ذاته، احتضنت الكويت مؤتمر مقاومة التطبيع في الخليج مؤخرًا، والذي اختتم أعماله في الكويت بالتأكيد على ضرورة توحيد الجهود للتصدي لعملية التطبيع المتزايدة بين الأنظمة العربية وإسرائيل، بما فيها أنظمة “دول مجلس التعاون الخليجي”، والتوصية بإطلاق حملة موحدة في دول الخليج ضد شركة “جي فور إس” لتورطها مع الاحتلال وانتهاكاته، كما دعا المؤتمر إلى “تطوير القوانين والأنظمة المحلية لإقصاء الشركات الأجنبية المتورطة في جرائم الاحتلال”، وإلى أن تتولى المجالس التشريعية في المنطقة مسؤولية صياغة قوانين لمناهضة التطبيع وتفعيلها، مشددًا على ضرورة سحب الاستثمارات الخليجية من الشركات العالمية التي تعمل في الأراضي المحتلة، فيما كان لافتًا مؤخرًا الدور الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به الكويت في خدمة القضية الفلسطينية، حيث تصدرت الصفوف في المحافل الدولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

ووفق مراقبين، يتحدى الحراك الداعم من تركيا وقطر للقدس وغزة مشاهد الانكسار في ذكرى النكسة، وهو ما عبر عنه سفير تركيا لدى قطر، فكرت أوزر، قبيل القمة الإسلامية الطارئة لبحث مسألة القدس بعد نقل السفارة الأمريكية إليها؛ بقوله: “إن أنقرة والدوحة من أهم الدول الداعمة للقدس والقضية الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن هذا الاهتمام “يمتد لعقود طويلة”، وأن الموقف التركي قوي وواضح في مواجهة إسرائيل والخطوات التي تتخذها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

بواسطة |2018-06-08T15:16:25+02:00الجمعة - 8 يونيو 2018 - 3:16 م|الوسوم: , , , , , , , |
اذهب إلى الأعلى