المتصهينون العرب.. كتّاب خليجيون دافعوا عن إسرائيل وهاجموا الفلسطينيين
جلال إدريس
يوم وراء آخر تتزايد ظاهرة الدفاع عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، والمسجد الأقصى الأسير، من قِبل شخصيات عربية ومسلمة، يُوصفون في وسائل الإعلام بالمثقفين، والكتّاب البارزين، غير أن النشطاء ومغرّدي مواقع التواصل الاجتماعي باتوا يطلقون عليهم اسم “المتصهينون العرب”.
و”المتصهينون العرب” مصطلح ظهر منذ عدة سنوات وبات متلازم الظهر عقب أي إجرام إسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين، حيث ينبري هؤلاء المتصهينون في الدفاع عن إسرائيل وجرائمها ويحملون الفلسطينيين، المسؤولية الكاملة عن كل شيء، بصورة تثير الاشمئزاز وتدعو للسخرية؛ حيث أنهم يدافعون عن “إسرائيل” أكثر من اليهود أنفسهم.
ومع انطلاق “مسيرات العودة الكبرى” في قطاع غزة، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية للقدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل بدلًا من “تل أبيب” انتشر هؤلاء المتصهينون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي يبررون لإسرائيل مجازرها ويدافعون عنها، ويحملون الغزاويين والفلسطينيين والمقاومة المسؤولية عما يجري لهم.
وتتنوع جنسيات هؤلاء المتصهينين العرب، بين مصريين وكويتيين وإماراتيين، إلا أن “السعودية” باتت هي من تستحوذ على النصيب الأكبر من هؤلاء ” المتصهينون العرب”؛ حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بتغريدات كتاب سعوديين، على صلة وطيدة بالأسرة المالكة، يدافعون فيها عن الكيان المحتل الغاصب ويبررون جرائمه.
“العدسة” ومن خلال التقرير التالي، قامت بحصر أبرز أسماء المتصهينين العرب، وأشهر العبارات التي قالوها في هذا المسار:
خالد الأشاعرة (سعودي)
أبرز التصريحات التي أثارت الجدل على الإطلاق في هذا الإطار، ما جاء على لسان الكاتب السعودي، خالد الأشاعرة، والذي دعا الله في رمضان أن ينصر الله إسرائيل على الفلسطينيين، متهمًا الأخيرين ببيع أراضيهم، والعمل مع إيران ضد الخليج.
وفي تغريدة على حسابه عبر “تويتر”، غرد الأشاعرة، قائلا: “(اللهم انصر بني إسرائيل على عدوهم وعدونا، اللهم إن كان من الفلسطينيين قد باعوا أرضهم ثم نقضوا بيعهم وخانوا المسلمين وظاهروا عليهم تحت راية المجوس ثم قذفوا المسلمات وبهتوا المسلمين وقتلوا المسلمين بسوريا واستكبروا فشتتهم واخذلهم، وانصر بني إسرائيل عليهم) . هذا دعائي برمضان هذا العام”.
وبعد موجة تعليقات غاضبة ضده، قال الأشاعرة: “يبدلون الكلم عن مواضعه، ويقاتلون أهل الإسلام للدفاع عن الإسلام، ويهاجمون السعوديين للدفاع عن السعودية”.
وتابع: “يتسترون خلف الحصون المشيدة أو خلف الأسماء المستعارة في بلدان بعيدة ثم يحرضون الجهلاء على المسلمين ابتغاء الفتنة. (ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا) آية(61)سورة الأحزاب”.
وأضاف متهكمًا على من طالبه بالاعتذار: “أقدم اعتذاري لكل عدو للسعودية ولكل فلسطيني باع أرضه لليهود ثم نقض البيع وخان المسلمين وظاهر الأعداء عليهم تحت راية المجوس ثم قذف المسلمات وبهت المسلمين وقتل المسلمين في سوريا”، وأردف قائلا: “سحقا لكم فقضيتكم السعودية وليست إسرائيل”.
تركي الحمد (سعودي)
وفي سياق مشابه، هاجم الكاتب السعودي المعروف “تركي الحمد” شهداء مسيرات العودة على حدود غزة، مدعيًا أن المسيرات جاءت بتشجيع من حركة حماس وبدعم من دولة إيران.
وقال الكاتب السعودي في تغريدات له على تويتر: “لو كانت مقاومة حقة للاحتلال لما تأخر أحد في الوقوف معها، كما يقف المرء مع صاحب الحق في كل مكان. ولكن أن يكون كل ذلك مناورة إيرانية تنفذها حماس على حساب أطفال غزة، فذاك أمر مرفوض.. وستبدي لكم الأيام ما كان خافيا”.
وتابع في تغريدة أخرى :”هذا تحليلي للوضع، وسيتهمني البعض بالصهينة دون التأمل في التحليل. في الآونة الأخيرة وجدت إيران نفسها في انحدار فكان لا بد من إعادة الزخم لخطابها، وهذا لا يكون إلا بجر إسرائيل لمواجهة وإعادة الزخم لخطاب المقاومة، فكانت صواريخ الجولان، وأحداث غزة بتشجيع من حماس، أي إيران.. نعم فتش عن إيران”.
عبد الحميد الحكيم (سعودي)
الصهيوني العربي الجديد أيضًا هو الباحث والإعلامي السعودي المقرَّب من الديوان الملكي «عبدالحميد الحكيم»، والذي قرر أن ينهئ (إسرائيل) بمناسبة الذكرى السبعين لاحتلالها الأراضي الفلسطيني ، في تغريدات له على تويتر (أبريل الماضي).
وقال «الحكيم» في تغريدة له عبر حسابه بموقع «تويتر»: «أهنئ المجتمع الإسرائيلي بعيد الاستقلال وأخاطب المجتمعات العربية بهذه المناسبة دولة (إسرائيل) حق تاريخي لليهود تؤكده الكتب السماوية وتاريخ المنطقة».
وأضاف: «خلال 70 عاما أصبحت (إسرائيل) دولة من العالم الأول وأنتم لم تجنوا من إنكاركم لحقهم سوى الضعف وحروب مذهبية تدار من النظام الإيراني عدوكم الحقيقي»، على حد زعمه.
وأشاد الكاتب السعودي بإعادة تغريدته من قبل حساب «إسرائيل بالعربية» معلقا: «يسعدني ويشرفني يا صديقي العزيز إعادة تغريدتي وأعتبره نيشانا على صدري ودعما في مسيرة تحقيق السلام».
وأثارت تغريدة «الحكيم» غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا بدورهم مع التغريدة، معلنين رفضهم التام للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
عبدالله الهدلق (كويتي)
وعلى غرار ” المتصهينين العرب” السعوديين، كانت الكويت على موعد مع ظهور صهيوني عربي فج، في نوفمبر الماضي، حيث أدلى الكاتب الكويتي “عبد الله الهدلق” بتصريحات مثيرة في برنامج تلفزيوني محليّ، حول القضية الفلسطينية.
وقال “الهدلقّ” إنه قبل العام 1948 لم يكن هناك شيء اسمه فلسطين، مضيفا في برنامج حواري على قناة “الرأي” الكويتية، بأن إسرائيل دولة مستقلة، وشرعية، ولقيت اعتراف جميع الدول المحبة للسلام.
وأردف قائلا إن اسرائيل تفوقت في مجالات البحوث العلمية، والدراسة، وغيرها.
وأوضح أن “الدول التي لا تعترف بإسرائيل، هي دول الاستبداد، مثل كوريا الشمالية”. علما أن الكويت أيضا لا تعترف بإسرائيل.
ورد ناشطون على الهدلق بذكر أدلة على بطلان ما أورده، ومحذرين من مغبّة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
الإعلامي عبدالله الهدلق: إسرائيل دولة مستقلة ذات سيادة pic.twitter.com/3dIBiWhnYZ
https://twitter.com/AlraiMediaGroup/status/931977117713272838/video/1
أنور عشقي
اللواء السعودي المتقاعد “أنور عشقي” يعد أيضًا أحد أبرز المتصهينين العرب، كونه من أبرز الشخصيات السعودية الداعية إلى التطبيع العلني مع إسرائيل، وزار تل أبيب في عدة مناسبات سابقة.
ودافع رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات في الرياض، لواء الاستخبارات المتقاعد أنور عشقي، عن إسرائيل مجددا.
وخلال مشاركته في برنامج “نقطة حوار” على فضائية “بي بي سي”، قال عشقي إن “الفلسطينيين ليسوا سعوديين”، مضيفا أن المنطق هو دفاع المملكة عن نفسها أولا، قبل أن تحمي غيرها من الدول.
وأورد عشقي مثالا على كلامه، قائلا إنه “لو حرق بيتك، وبيت جارك، فمن الطبيعي أن تسارع أولا إلى إطفاء بيتك”.
وبرغم ذلك، أكد عشقي أن السعودية لن تدخل ضمن حلف عسكري أمريكي إسرائيلي ضد إيران؛ بسبب وجود إسرائيل فيه.
واستدرك قائلًا إن السعودية ستدخل مع إسرائيل في حرب مشتركة ضد إيران وحزب الله في حالة وحيدة، وهي مبادرة الأخيرة بقصف مدن سعودية.
ودافع عشقي عن إسرائيل بشدة، قائلا إنها “عدو مظنون، لم تعتد في تاريخنا ولا لمرة واحدة على المملكة”.