ذراع الإمارات في البيت الأبيض.. الصهيوني “برويدي” كلمة السر

العدسة – منصور عطية

على نحو متسع بدأ ذكر اسم رجل الأعمال اليهودي “إليوت برويدي” أكبر ممولي حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتزايد، على خلفية لعبه دور ذراع دولة الإمارات في البيت الأبيض، بهدف التأثير على صانع القرار هناك.

وأصبح الرجل كلمة السر في كشف تفاصيل تمدد الأخطبوط الإماراتي واطلاعه على أدق تفاصيل مكتب الرئيس الأمريكي، وما تم كشفه من علاقة مشبوهة تجمعه بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

الانتخابات وإقالة تيلرسون

أحدث فصول التطورات المتلاحقة كشفته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، التي قالت إنها حصلت على رسائل بريد إلكتروني مسربة تكشف جهودا إماراتية للإطاحة بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من منصبه بسبب رفضه لحصار قطر.

إحدى الرسائل تظهر، بحسب التقرير، أن واحدًا من أبرز جامعي التبرعات لحملة “ترامب” الرئاسية وهو رجل الأعمال اليهودي “إليوت برويدي”، التقى الرئيس الأمريكي في أكتوبر الماضي وحثّه على إقالة تيلرسون، وقد جرى هذا اللقاء عقب عودة “برويدي” من زيارة للإمارات العربية المتحدة، وفي رسالة أخرى يصف “برويدي”، وزير الخارجية الأمريكي “بالضعيف” ويقول إنه يستحق “الصفع”.

وتكشف رسائل البريد الإلكتروني أن “برويدي” كان قد أعد مذكرة بشأن اجتماعه مع الرئيس “ترامب”، وأنه حثه على مواصلة الدعم الأمريكي للإمارات والسعودية ضد قطر، في النزاع بينهما منذ أزمة حصار قطر في يونيو الماضي.

وفي إحدى الرسائل يقول “برويدي” إنه عرض على الرئيس الأمريكي أن يأتي ولي عهد الإمارات محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة للاجتماع مع ترمب قريبا، مشيرا إلى أنه يفضل أن يعقد الاجتماع بعيدا عن الأنظار في نيويورك أو نيوجيرسي، وهو ما وافق عليه ترمب واعتبره “فكرة جيدة”.

وتكشف الرسائل المسربة، أن “برويدي” بعث تقريرا مفصلا لاجتماعه مع “ترامب” إلى “جورج نادر”، وهو رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني يعمل مستشارا لولي عهد أبو ظبي.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كشفت هذا الأسبوع عن ارتباط “برويدي” بعقود بملايين الدولارات مع الإمارات.

كما كشفت في وقت سابق أن “نادر” أصبح محور تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر، بشأن دور محتمل للإماراتيين في محاولة شراء النفوذ والتأثير السياسي في البيت الأبيض، حيث قيل إنه زار البيت الأبيض كثيرًا بعد فترة قصيرة من انتخاب “ترامب” رئيسا، والتقى لمرات كلا من ستيف بانون، كبير مستشاري “ترامب” السابق، ومستشاره الحالي وصهره، جاريد كوشنر.

وذكرت الصحيفة أن “برويدي”، سلم ملاحظات بعض المقابلات السرية الخاصة مع “ترامب”، لجورج نادر.

وبهذا تتكشف المزيد من تفاصيل تلك العلاقة العنكبوتية، التي استطاعت الإمارات من خلالها النفوذ إلى صانع القرار الأمريكي، لتطويع سياساته بما يخدم مصالحها وأجنداتها الساعية للعب دور إقليمي واسع.

ومع هذا، بقيت علامات الاستفهام تحيط بـ”إليوت برويدي”، على نحو دفع للبحث عن مزيد من المعلومات بشأن هذا الرجل الغامض.

الصهيوني الغامض!

من أبو ظبي إلى “جورج نادر” خرجت التعليمات بضرورة تجنيد الشخص الأصلح من أجل لعب دور خطط له محمد بن زايد طويلا ليصبح له محل قدم داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

ولم يجد “نادر” أفضل من رجل الأعمال اليهودي الجمهوري الذي يقال إن له ميولا صهيونية “إليوت برويدي” للعب هذا الدور، كونه أحد أكبر المتبرعين الماليين لحملة “ترامب”، وأحد المقربين منه.

الغاية الكبرى الآن للاثنين “نادر” و”بن زايد”، الضغط على “ترامب” من خلال “برويدي” مقابل تأمين عقود مالية هائلة لشركته الأمنية Circinus في إطار عمل ميليشيات المرتزقة بالإمارات، وتأسيس مجموعات عسكرية غير نظامية هناك.

“برويدي” الستيني كان الشخص المناسب، كونه مهتمًا للغاية بمنطقة الشرق الأوسط كونها أكثر منطقة ملتهبة في العالم، وبلتالي تنشط بها الشركات الأمنية الخاصة.

تؤمن Circinus خدمات أمنية للحكومة الأمريكية ولحكومات أجنبية، ويقودها ضباط أمريكيون متقاعدون، وتعرف نفسها عبر موقعها الإلكتروني بأنها “واحدة من الشركات الرائدة في مجال الاستخبارات التشغيلية والتدريب الأمني ودعم أي بعثة – في أي مكان وزمان”.

وتتكون من 4 أقسام تمثل مجالات وظيفية تحافظ فيها على نطاق واسع من القدرات، وهي: الاستخبارات، العمليات الخاصة، الأنشطة الخاصة، وتطبيق القانون.

كما تقول إنها “تستخدم موظفين من كل أرجاء العالم بغية تأمين الحماية الأمنية للأفراد وللمجموعات”، و”تقدم خدمات في أجواء معادية وقيادة عمليات أمنية خاصة، وتوفير بنية تحتية للأمن والتدريب الأمني”.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن سجل الرجل مليء بالفضائح والأزمات المالية، ففي 2009 اعترف بدفع رشاوى بقيمة مليون دولار لصندوق معاشات التقاعد في ولاية نيويورك، مقابل استثمار الصندوق مبلغ 250 مليون دولار بالتعاون مع شركة إسرائيلية سبق لبرويدي أن أسّسها.

“وول ستريت جورنال” الأمريكية كشفت أزمة أخرى تتعلق بمفاوضات خاضها “برويدي” مع شخص متورط بفضيحة شركة Malaysia Development المملوكة للحكومة الماليزية، والجاري التحقيق بشأنها في الولايات المتحدة حاليا.

وحاول “برويدي” وزوجته التفاوض مع أحد كبار المتورطين في القضية، مقابل نيلهما عمولة بقيمة 75 مليون دولار في حال تمكنا من وقف التحقيقات الجارية حول القضية.

اللافت في هذه المعادلة، أنها تكذب ادعاءات دول الحصار بشأن حجم الأزمة مع قطر، حيث وصفت في بيانها الصادر أواخر فبراير الماضي، الأزمة السياسية مع قطر بأنها “صغيرة” ويجب أن تحل في إطار الجهود الكويتية.

لكن التساؤل: هل تلك الأزمة الصغيرة تستدعي نسج خيوط شبكة مصالح معقدة بهذا الشكل، والتحريض على إقالة وزير خارجية دولة بحجم الولايات المتحدة ليس لسبب إلا أنه يعارض حصار قطر؟.

“قطر96” وجذور الخلاف

المفارقة أن الحديث عن علاقة “برويدي” بالأزمة الخليجية وتحريضه “ترامب” على دعم دول حصار قطر، يتزامن مع الفيلم الوثائقي “قطر96“، الذي عرضت الجزيرة جزءه الأول مساء الأحد، ويتهم تلك الدول بتدبير ما قالت إنه محاولة انقلاب على أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة عام 1996.

الفيلم الذي جاء ضمن برنامج “ما خفي أعظم”، يكشف فيه فهد المالكي -الضابط السابق في المخابرات القطرية وأحد أهم المتهمين في القضية- معلومات عن اللجنة القيادية العليا لإدارة الانقلاب التي تشكلت سرا في عدة دول خليجية بالإضافة إلى مصر.

ويقول المالكي إن أعضاء هذه اللجنة هم: من الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الذي كان رئيس هيئة الأركان، ومن البحرين الشيخ حمد بن عيسى، الذي كان وليا للعهد، ومن قطر الشيخ حمد بن جاسم بن حمد قائد الشرطة سابقا، ومن السعودية جهاز المخابرات، الذي تلقى التكليفات من الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إضافة إلى المخابرات المصرية بقيادة عمر سليمان.

ويشير إلى أن فكرة الانقلاب جاءت حين تمكن حاكم الإمارات آنذاك، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من إقناع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني باستعادة السلطة في قطر عن طريق انقلاب عسكري.

المثير في هذا الفيلم أنه كشف أبعادا تاريخية لخلاف كل من السعودية والإمارات مع قطر، بات مؤكدا أنها ليست وليدة الأزمة الحالية ولا ترتبط بإيران ولا بجماعة الإخوان المسلمين أو دعم الإرهاب.

ووفق تقارير إعلامية، فإن الأمر يعود إلى قرار الاحتلال البريطاني الرحيل عن شبه الجزيرة العربية عام 1968 نتيجة ضغوط داخل البرلمان بخصوص الميزانية، حيث بدأت القبائل العربية آنذاك، محاولة تشكيل تحالفات لكسب حدود جديدة، والتي ستنتج عن الفراغ البريطاني.

سعى راشد آل مكتوم شيخ إمارة دبي، ومعه زايد آل نهيان شيخ إمارة أبو ظبي حينها، إلى إقامة تحالف واسع من القبائل في هذه المنطقة لتوحيدها في دولة واحدة قبيل رحيل بريطانيا، ضمت هذه المحاولات الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية (دبي – أبو ظبي – عجمان – رأس الخيمة – الفجيرة – الشارقة – أم القيوين) بالإضافة إلى (قطر – البحرين)، ولكن الأخيرتين انفصلتا عن هذا الاتحاد، وأعلنت كل منهما دولة مستقلة.

قبيل ذلك كانت السعودية تطالب بضم قطر إليها باعتبارها جزءًا من إقليم الأحساء، واستمرت السعودية في هذه المطالب، حتى تدخلت بريطانيا لكبح جماح السعوديين عن قطر، لتعترف السعودية بحدود قطر، فيما بقي مناطق متنازع عليها بين الطرفين.

بواسطة |2018-03-07T15:59:04+02:00الأربعاء - 7 مارس 2018 - 3:59 م|الوسوم: , , , , |

تفاصيل “حوار” محمد بن سلمان مع “تليجراف” الممنوع من النشر في السعودية

العدسة – إبراهيم سمعان

علمت العدسة من مصادر مطلعة أن السلطات السعودية حظرت نشر حوار أجراه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مراسل صحيفة تليجراف البريطانية، قبل أول زيارة خارجية له منذ توليه ولاية العهد والتي بدأها بالقاهرة ثم سافر بعدها إلى لندن.

وخلال الحوار تحدث الأمير السعودي الشاب عن التعاون الاستخباراتي الذي يربط المملكة بأجهزة الاستخبارات العالمية والتي من بينها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) مشيرا إلى أن المملكة تمد هذه الأجهزة بالمعلومات، ثم تقوم هذه الأجهزة بتحليلها بدقة.

وإلى نص الحوار ..

قالت صحيفة تليجراف البريطانية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو عضو الأسرة الملكية الحاكمة في السعودية، المنوط به تنفيذ أجندة الإصلاح الأكثر جذرية في تاريخ بلاده، وهو (ولي العهد) نموذج للدينامو البشري.

وذكرت الصحيفة أن ولي العهد لم يكتفِ فقط بتحويل وجهة المملكة بعيدا عن اعتمادها طويل الأمد على ثروتها النفطية الهائلة، ولكن في الوقت ذاته، شرع في إعادة النظر في المعايير الاجتماعية للبلاد. ففي واحدة من الإصلاحات البارزة، سيسمح للمرأة بقيادة السيارة في غضون أشهر قليلة.

وأضافت ” كما يستعد ولي العهد (البالغ من العمر 32 عاما)، للقيام بأول زيارة رسمية له لبريطانيا اليوم الأربعاء 7 مارس 2018. وهو متحمس للتأثير واسع النطاق الذي ستحدثه رؤية 2030 -وهي برنامجه الطموح لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي- في الاتجاه المستقبلي للسعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد قال في مقابلة خاصة مع صحيفة تليجراف البريطانية، إنه يأمل أن تتمكن الشركات البريطانية من الاستفادة من التغيرات العميقة التي تشهدها البلاد بعد انتهاء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف ولي العهد “نعتقد أن السعودية، تحتاج إلى أن تكون جزءا من الاقتصاد العالمي، ويجب أن يكون المستثمرون قادرون على التحرك بحرية، ونحن بحاجة إلى تطبيق نفس المعايير نفسها المتبعة في بقية دول العالم.

ولفت ولي العهد إلى أنه ” بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون هناك فرص كبيرة لبريطانيا في السعودية، نتيجة لرؤية 2030.

وقال مراسل تليجراف كون كوجلين، إن ولي العهد كان يبدو أنه يشعر بالراحة، وهو مرتديا عباءة بنية طويلة، بينما كان يتحدث من مقره الفخم، في ضاحية عرقة غرب مدينة الرياض، مشيرا إلى أنه عندما التقى ولي العهد في مقابلات سابقة، كان الأمير يتحدث بشكل رئيسي باللغة العربية، ولكن في إشارة الثقة المتنامية من وريث العرش، اختار بن سلمان خلال هذه المقابلة الإجابة على الأسئلة باللغة الإنجليزية.

وقال المراسل إن ولي العهد كثيرا ما أكد خلال اللقاء على العلاقة الخاصة القائمة بين بريطانيا والسعودية، والتي تعود إلى أكثر من 100 عام، عندما ساعد المستكشف الإنجليزي، النقيب “وليام هنري شكسبير”، المملكة في رسم مناطق مجهولة في الجزيرة العربية على الخريطة والتي أصبحت تشكل الآن جزءا من السعودية.

وقال محمد بن سلمان إن “العلاقة بين السعودية وبريطانيا تاريخية وتعود إلى عهد الملك المؤسس.. لدينا مصالح مشتركة تعود إلى الأيام الأولي لقيام الدولة السعودية، وعلاقتنا اليوم ببريطانيا مميزة “.

وأفادت الصحيفة أنه خلال زيارة ولي العهد، التي تستمر ثلاثة أيام، سيلتقي مع تريزا ماي وكبار الوزراء الآخرين بالإضافة إلى اجتماع أعضاء العائلة البريطانية المالكة.

ووفقا لـ”تليجراف” فقد تم تكليف ولي العهد، في يونيو الماضي، بتولي منصبه الجديد في ولاية العهد، من قبل والده الملك سلمان، كما كلف بالمهمة الشاقة المتمثلة في تنفيذ مجموعة واسعة النطاق من الإصلاحات تهدف إلى تلبية احتياجات وتطلعات السعوديين، الذين معظمهم من الشباب.

وذكر المراسل أن الشعار الثابت الذي تسمعه في كل مكان في الرياض هذه الأيام، هو أن 70 % من سكان البلد البالغ عددهم 30 مليونا هم دون الثلاثين، والكثير منهم تلقوا تعليمهم في بلدان غربية مثل بريطانيا وأمريكا وحريصون على التغير.

وتحقيقا لهذه الغاية الشباب في التغيير، قام الأمير بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الرامية إلى جعل البلاد أكثر تحررا من الناحية الاجتماعية، وتدريجيا تخفيف القيود المفروضة على حقوق المرأة.

وإلى جانب السماح لنساء المملكة بالقيادة اعتبارا من يونيو المقبل، يقول المراسل، سيسمح للنساء بإدارة مشاريعهن التجارية الخاصة وحضور مباريات كرة القدم، في حين يسمح للأزواج الشباب (الكابلز) بالاستمتاع بمتعة بسيطة مثل الذهاب إلى دور السينما.

قال ولي العهد إن ” المواطنين السعوديين، تغيروا كثيرا لأنهم يسافرون إلى دول مثل بريطانيا ويرون طرقا مختلفة للعيش والحياة”.

وقال مراسل الصحيفة إن التغيرات الاجتماعية الصاخبة التي حدثت في “السعودية الحديثة” كانت بالتأكيد لها أدلة خلال زيارتي لمقابلة ولي العهد “.

وأضاف المراسل أنه في غضون 30 عاما، زرت خلالها السعودية مرات عديدة وكتبت عنها أيضا، وكنت معتادا على  الشريعة الاسلامية التي تحكم جميع جوانب الحياة الاجتماعية، ولاسيما الحظر المفروض بصرامة على اختلاط غير المتزوجين في الأماكن العامة.

وتابع المراسل أن العائلة المالكة تأخذ بمحمل الجد مسؤولياتها كحام للحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وكان المطوع المخيف أو الشرطة الدينية، دائما ما تعاقب أو تحتجز من يرتكبون أفعال خاطئة.

وأكد المراسل” تخيل دهشتي عندما ذهبت إلى حديقة في وسط الرياض، ووجدت مجموعة من الشباب السعوديين والشابات السعوديات خلال تعارف اجتماعي، دون وجود مرافق، في مكان تقام فيه حفل شواء في الهواء الطلق، بينما يستمعون إلى موسيقى البوب الغربية المتصاعدة بالقرب من المتحدثين.

وكما أوضح أحد الدبلوماسيين، وفقا للمراسل، فإن التحول الاجتماعي الذي يجري في السعودية يأتي جنبا لجنب مع برنامج رؤية 2030، وقال الدبلوماسي، إن الإصلاح الاجتماعي ورؤية 2030 يرتبطان ارتباطا وثيقا، حيث تقود الإصلاحات الاقتصادية نظيرتها الاجتماعية.

وذكر المراسل أن “هذه التغييرات، حصلت بالتأكيد على موافقة الوزراء البريطانيين، ويقول وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن منتقدي محمد بن سلمان لا يفهمون بشكل صحيح التغيرات الجارية في البلاد، قائلا في مقال بصحيفة تايمز البريطانية ” إن الحكومة السعودية تقوم حاليا بالتمام بنوعية الإصلاحات التي طالما دافعنا عنها وتبنيناها دائما”.

وأشار المراسل إلى أن زيارة ولي العهد السعودي إلى لندن هذا الأسبوع، سيكون لها بُعد تجاري صعب، عندما يحاول أن الترويج وبيع رؤيته 2030 لقادة الصناعة في بريطانيا.

ولفتت الصحيفة إلى من العناصر الرئيسية لأجندة أعمال رؤية 2030، هو جمع الأموال من الأسواق الدولية من خلال طرح جزء من شركة أرامكو للاكتتاب، والتي يعتقد الخبراء أن الطرح يمكن أن يعود للمملكة بحوالي 100 مليار دولار.

وتحاول بورصة لندن بشكل قوي الحصول على طرح أرامكو المحتمل، رغم المنافسة الشديدة من البورصات الأخرى، لاسيما بورصة نيويورك.

الدفاع والاستخبارات

ونقل المراسل عن مسؤولين سعوديين قولهم إنه لن يتم الإعلان عن أي قرار خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد خلال هذا الأسبوع، ولكن هناك آمال متزايدة حال إذا سارت الزيارة بشكل جيد، أن تعمل على تعزيز آفاق التعاون بين لندن والرياض فضلًا عن تعزيز التعاون في العلاقات التجارية بين البلدين.

وأشار دبلوماسيون بريطانيون، وفقا للصحفية، إلى أن تجارة المملكة المتحدة مع السعودية ودول الخليج، تبلغ نحو 10 % من إجمالي المعاملات التجارية، أي أكثر من إجمالي حجم التجارة مع الصين، ويمكن أن ينمو هذا الرقم بشكل كبير إذا استفادت الشركات البريطانية من المميزات التي توفرها رؤية 2030.

وهناك بعد مهم آخر للزيارة ولي العهد، وهو التعاون في قضايا الدفاع والاستخبارات، وهي إحدى الدعائم الأساسية للعلاقة بين المملكة وبريطانيا.

ومن المقرر أن يعقد ولي العهد اجتماعات خاصة مع رئيسي جهازي MI5 و MI6، فضلا عن دعوته لحضور جلسة بمجلس الأمن القومي البريطاني، وهو امتياز نادر الحدوث لشخصيات أجنبية زائرة لبريطانية.

وقال محمد بن سلمان إن الشعبين البريطاني والسعودي إلى جانب بقية العالم، سيكونون أكثر أمانا إذا كان هناك علاقة قوية بين السعودية وبريطانيا”.. ويعتقد ولي العهد أنه من خلال تعزيز والترويج لـ”الإسلام المعتدل” في بلاده، يمكن للسعودية أن تلعب دورا بارزا في القضاء على التطرف المستوحى من الإسلاميين.

وقال بن سلمان إن “المتطرفين والإرهابيين يرتبطون ببعضهم البعض، لنشر أجندتهم المتطرفة، ونحن بحاجة إلى العمل معا لتعزيز الإسلام المعتدل”.

ويعتقد ولي العهد، وفقا للصحيفة، أن استمرار التعاون الوثيق بين الرياض ووكالات الاستخبارات الغربية مثل سي أي ايه، وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، أمر حيوي لكسب هذه المعركة في مواجهة المتطرفين، حيث إن السعوديين قادرون على توفير المعلومات الخام (الأولية)، في حين تملك أجهزة المخابرات الغربية المقدرة على تحليل تلك المعلومات بدقة.

كما يعتقد ولي العهد وفقا للصحيفة البريطانية، أن النمو الاقتصادي في المملكة ستعم فائدته على بقية دول المنطقة، مما يساعد على هزيمة التطرف.

وأضاف “نريد مكافحة الإرهاب والتطرف، لأننا بحاجة إلى بناء الاستقرار في الشرق الاوسط” وأضاف “نريد نموًا اقتصاديًا سيساعد المنطقة على التطور، وتابع” نظرا لموقفنا المهيمن والمسيطر، فإن السعودية هي مفتاح النجاح الاقتصادي للمنطقة “.

مكافحة الفساد

وفى حين حظي ولي العهد السعودي بالإشادة على نهجه الطموح في القيادة عبر أجندته الإصلاحية، لكن الأمر لا يخلو من المنتقدين، الذين اتهموه بالسذاجة ومحاولة أن يفعل الكثير من الاشياء قبل أوانها.

ففي العام الماضي، تم احتجاز حوالي 380 من أفراد العائلة المالكة في عملية تطهير واسعة النطاق لمكافحة الفساد، وفقا للصحيفة.

وقال المراسل إنه قبل لقائنا مباشرة، استبدل ولي العهد رئيس أركان القوات المسلحة، وهي خطوة قيل إنه تم اتخاذها، ردا على الانتقادات حول أداء التحالف السعودية في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن، والتي تحولت إلى كارثة إنسانية.

وأشار إلى أن نهج الحكومة السعودية المثير للجدل في التعامل مع خصومة من الانظمة الأخرى مثل إيران وقطر، أثار مخاوف من أنها قد تشعل صراعا إقليميا جديدا.

ورفض ولي العهد هذه الادعاءات، وقال إنه كان يعمل عن كثب مع الحكومة البريطانية لحل هذه القضايا، وفقا للصحيفة البريطانية.

وقال ولي العهد إن بريطانيا تؤيد بشدة مخاوفنا بشان إيران، وقضايا الأمن الاقليمي الأخرى، إنها تحاول دائما مساعدتنا وإصلاح الأمور عندما تكون هناك مشاكل.

وأقر ولي العهد، أن بلاده بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان، لكنه في الوقت ذاته طالب المنتقدين في هذا الصدد التحلي بالصبر. وقال ولي العهد: ليس لدينا أفضل سجل لحقوق الإنسان في العالم، ولكننا نتحسن، وقد قطعنا شوطًا كبيرًا في وقت قصير”.

بواسطة |2018-03-07T11:43:53+02:00الأربعاء - 7 مارس 2018 - 11:43 ص|الوسوم: , , , , |

رغم التقارب.. إسرائيل عقبة السعودية أمام امتلاك تكنولوجية نووية

ترجمة – إبراهيم سمعان

رغم التقارب بين البلدين على خلفية الصراع مع إيران، يبدو أن إسرائيل ستكون حجر عثرة في طريق السعودية كي تصبح قوة نووية جديدة في الشرق الأوسط، حيث تسعى الولايات المتحدة لتمهيد الطريق أمام المملكة للحصول على أسلحة نووية.

تحت هذه الكلمات نشر موقع “mondialisation” الكندي الناطق بالفرنسية على المحادثات الجارية بين الرياض وواشنطن لشراء مفاعلات نووية.

وفيما يلي نص التقرير:

يجب على المملكة أن تبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة لشراء مفاعلات نووية، على الرغم من المخاوف بشأن رفض السعودية قبول القيود المفروضة على معاهدة انتشار الأسلحة النووية.
ويملك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الزعيم الفعلي للبلاد، خططًا طموحة لتنويع مصادر الطاقة في المملكة، ويدرس عدة عروض لشراء مفاعلات نووية، وهو عقد مربح جدا لا يمكن تفويته.

 

إدارة ترامب ستفكر في تخفيف القانون الأمريكي للفوز بالعقود السعودية، المقدرة بمليارات الدولارات، في ظل رفض المملكة الالتزام بالقوانين الأمريكية الصارمة التي تحد من إعادة معالجة وتخصيب اليورانيوم وهي الخطوة اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية.

 

مع وجود منافسين مثل روسيا والصين في انتظار ما يجري بالكواليس، يريد ترامب التوصل إلى اتفاق مع السعوديين من أجل ضخ حياة جديدة للصناعة النووية الأمريكية.

 

الإعلان عن المرشحين النهائيين لبناء محطات الطاقة النووية على طول الشريط الفارغ من الخليج الفارسي سيتم في الأشهر المقبلة، ولكن ليس من المؤكد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفوز بهذا الاتفاق.

 

فعلى الرغم من امتلاك إسرائيل لترسانة نووية خاصة بها، فإنها تعارض بشدة حصول أي دولة أخرى في الشرق الأوسط على أسلحة نووية ومع تحالفات متغيرة باستمرار في المنطقة، فإنها قد تحاول إحباط أي اتفاق.

 

والسياسة التي تتبعها الولايات المتحدة تسعى أيضا إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية وخاصة في الشرق الأوسط، ولكن ترامب قد لا يكون أمامه خيار سوى تخفيف القيود المفروضة على السعودية.

 

وفيما يؤكد السعوديون على أن برنامجهم سلمي، إلا أنهم يرفضون أيضا استبعاد حق تخصيب اليورانيوم المستخدم في صنع أسلحة نووية، كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول سعودي كبير.

 

وأضاف هذا المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته: لا أقول إن السعوديين يريدون تخصيب اليورانيوم غدا أو قريبا، لكنهم لا يريدون الالتزام بشيء يمنعهم من القيام بذلك. إنها مسألة سياسية في المقام الأول.

 

وقد أدت تصريحات هذا المسؤول إلى تكهنات بأن أحد أهداف البرنامج النووي السعودي، التنافس مع إيران والحفاظ على خيار تطوير أسلحة نووية، فمع دخول بعض التقنيات، ستكون المملكة في وضع جيد للتحرك في هذا الاتجاه إذا أرادت ذلك.

 

لكن من غير الواضح إلى أي مدى سيستطيع ترامب إقناع الكونجرس للفوز بالصفقة، وبموجب القانون الأمريكي، فإن أي تصدير للتكنولوجيا النووية ينطوي على توقيع وثيقة عدم الانتشار المعروفة باسم اتفاق 123، وهي وثيقة وقعت عليها الإمارات العربية المتحدة عام 2009 والتي تعتبر الأكثر تقييدا ​​وأصبحت “معيارا ذهبيا”.

ومع رفض السعوديين هذا “المعيار الذهبي”، يجب على إدارة ترامب الآن وضع خطة جديدة لن تمنع تماما الرياض من اقتناء الأسلحة النووية.

 

يشار إلى أن مركز الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، أعلن مطلع العام أن السعودية ستحدد بحلول شهر أبريل المقبل، مع أي دولة سيتم التعاقد على بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة.

 

وأوضحت أن 5 بلدان هي الصين وكوريا الجنوبية وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا تقدمت بطلب للمشاركة في بناء المفاعلات النووية في المملكة التي من المتوقع أن تبدأ في وقت مبكر من عام 2019 بعد إجراء مسوحات هندسية نصف سنوية لبناء محطة الطاقة النووية.

وتقول الرياض إن هذا المشروع سيزود المملكة بـ17 جيجاوات، من الطاقة النووية بحلول 2040، يضاف لهذا الرقم أكثر من 40 جيجاوات من الكهرباء المنتجة بواسطة الطاقة الشمسية، في خطوة تهدف لتقليل الاعتماد على النفط.

بواسطة |2018-03-06T15:34:00+02:00الثلاثاء - 6 مارس 2018 - 3:34 م|الوسوم: , , |

ليلة سقوط “كوشنر”.. تحقيقات أمريكية تكشف دور صهر “ترامب” في حصار قطر

العدسة – جلال إدريس

منذ اليوم الأول للأزمة الخليجية، ويعد الموقف الأمريكي غامضا من تلك الأزمة، فتارة تبدو الإدارة الأمريكية وكأنها الداعم الرئيسي لـ”حصار قطر”، وتارة أخرى تبدو وكأنها  تقف على الحياد، وتسعى جاهدة لإنهاء تلك الأزمة ووقف الحصار.

وعلى ما يبدو أنه قد آن الأوان لفهم وتفسير الموقف الأمريكي الغامض، كشفت تحقيقات أمريكية عن فصل جديد في حصار دولة قطر من قبل رباعي الحصار، وعن دور مباشر لـ”جاريد كوشنر” صهر الرئيس الأمريكي “ترامب” في هذا الحصار ووقوفه خلفه وبقوة.

التحقيقات الأولية تشير إلى أن صهر “ترامب” وفتاه المدلل، كان أحد الداعمين وبقوة لحصار قطر بسبب موقف عدائي شخصي له مع الدوحة، يتعلق باستثماراته الخارجية، وليس بمكافحة الإرهاب كما تعللت دول الحصار وبعض البيانات الأمريكية، وسرعان ما تلاقت رغبة دول الرباعي العربي مع رغبة صهر “ترامب” في الانتقام من الدوحة فكان الحصار.

(العدسة) يرصد ومن خلال التقرير التالي أصل الأزمة، وعلاقة صهر “ترامب” بها، وإلى أين تسير الأمور، وذلك وفقا لما ذكرته صحف ومواقع أجنبية وعربية.

موقع “إنترسبت” الأمريكي، بحسب ما أورد في مقال مشترك الكاتبين “ريان غريم وكلايتون سويتشر”، أوضح أن المحقق الخاص بقضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية “روبرت مولر” سيتناول في تحقيقاته محاولات “كوشنر” الحصول على تمويل لبناية تعاني من مشكلات مالية في مانهاتن، بعد انتخابات عام 2016؛ والتي يعتقد أنها أحد الأسباب الرئيسية في حصار دولة قطر.

عقار مانهاتن المتعثر وحمد بن جاسم

علاقة ” كوشنر” بالانقلاب على قطر، بدأت في الانكشاف بعدما أصدر المحقق الخاص بقضية التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأمريكية، «روبرت مولر»، قرارًا بتوسيع تحقيقاته حول كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر “ترامب”، «جاريد كوشنر».

تحقيقات «مولر» بشأن «كوشنر» تجاوزت نهاية الشهر الماضي، اتصالات الأخير مع الروس إلى نشاطات أخرى سعى من خلالها لتأمين تمويل لعقار متعثر في حي مانهاتن في نيويورك (مملوك لمجموعة شركات كوشنر) عقب فوز «دونالد ترامب» بالرئاسة في نوفمبر 2016، وخاصة طلبات تقدم بها لشركات استثمار في الصين وقطر.

وربط تحقيق «مولر» بين محاولات كوشنر تأمين تمويل لهذا العقار من قطر، والأزمة الخليجية، فشركة “كوشنر” كانت تواجه أزمة مالية شديدة، بسبب تعثر استثماراتها في العقار 666 الجادة الخامسة في نيويورك، وحاول صهر “ترامب”، خلال عامي 2015 و2016، للتفاوض مباشرة مع مستثمر رئيسي في قطر، وهو الشيخ “حمد بن جاسم آل ثاني”، لإتمام الصفقة.

والشيخ “حمد بن جاسم”، رئيس الوزراء السابق لقطر الذي يدير صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 250 مليار دولار، واحدًا من أغنى الرجال في العالم.

ووافق “حمد” في نهاية المطاف على استثمار ما لا يقل عن 500 مليون دولار، بشرط أن تتمكن شركات “كوشنر” من جمع ما تبقى من إعادة تمويل بمليارات الدولارات من أماكن أخرى، واستمرت المفاوضات لفترة طويلة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقام بها “كوشنر”.

وبعد الانتخابات، عثرت شركات “كوشنر” على العديد من المهتمين بالدخول في الاستثمار، وفقًا لما ذكره مصدرٌ في الولايات المتحدة، إلا أن محاولة “جاريد كوشنر”، في استخدام قوة الدبلوماسية الأمريكية لابتزاز الدولة الصغيرة، بعد فوز “ترامب” في الانتخابات الرئاسية، للحصول على مزيد من المال، أغلقت الصفقة تمامًا.

مؤامرة “كوشنر” ودول الحصار

وفقا لمراقبين، الفشل في التوصل إلى اتفاق بين المسؤول الإماراتي السابق و”كوشنر” تبعه بعد شهر واحد أزمة دبلوماسية كبيرة قاطعت فيها الدول الأربع قطر واتهمتها بدعم وإيواء الإرهابيين بجانب عملها مع إيران على زعزعة استقرار المنطقة.

الاتهامات بدت في أول الأمر عبثية، لكن الصمت الأمريكي عليها وموافقتها على استمرار الحصار ضد قطر كشف بصورة أو بأخرى ضلوع أمريكا في هذا الحصار.

وبحسب تقرير صحيفة “ذي إنترسبت” الأمريكية، فإن “جاريد كوشنر” مال في هذه الأزمة نحو الدول الأربع ضد القطريين.

وتابعت أيضًا أن كوشنر قاد الجهود لتقويض مساعي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لحل الأزمة.

وجاءت الأزمة بعد زيارة الرئيس الأمريكي ومعه مستشاره كوشنر إلى الرياض، اللذين جاءت تصريحاتهما في الأزمة ضد قطر أيضًا.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه لم تكن المرة الأولى التي توسل فيها تشارلز كوشنر إلى القطريين من أجل التمويل، لكنها أول مرة يتواصل فيها شخصيًّا مع الوزير القطري.

ولفتت الصحيفة إلى أن المرة الأولى التي طلبت فيها مجموعة كوشنر تمويلاً قطريًّا كان بعد انتخاب الرئيس الأمريكي “ترامب”.

وأشار تقرير سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” إلى أنه قبل زيارة كوشنر إلى إسرائيل والسعودية في مايو 2017، كانت الشركات المملوكة لعائلته قد تلقت نحو 30 مليون دولار كاستثمارات من شركة “مينورا ميفتاخيم”، وهي إحدى أكبر مؤسسات التمويل الإسرائيلية.

لكن المثير في الأمر، أن هذه المشكلة أعادت تشكيل التحالفات الجيوسياسية في المنطقة، لينقسم مجلس التعاون الخليجي.

لقاءات سرية مع الإمارات وإسرائيل

لم تتوقف التفاصيل التي كشفتها التحقيقات الخاصة بصهر “ترامب” عند حد علاقته بحصار قطر، لكن صحفا أمريكية كشفت عن “لقاءات سرية”، مع مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، لما وصفوه بـ”محاولة دول للسيطرة على صهر “ترامب”، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، جاريد كوشنر”.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن المسؤولين الأمريكيين قولهم إن مسؤولي 4 دول، بينهم الإمارات وإسرائيل، ناقشوا بصورة “سرية” كيف يمكن السيطرة على كوشنر، مساعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب المقرب.

ووصف التقرير الأمريكي، المسؤولين بأنهم مطلعون على “تقارير استخباراتية سرية”، وأشاروا إلى أن المسؤولين هم “إسرائيل، والمكسيك، والإمارات، والصين”.

كما أوضح التقرير أن اتصالات كوشنر التجارية مع بعض المسؤولين الأجانب، أثارت قلقا داخل البيت الأبيض، وهو ما يعد “السبب السري” لعدم تمكن صهر “ترامب” من الحصول على تصريح أمني دائم، لكافة المعلومات السرية داخل مقر الرئاسة الأمريكية.

ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن كوشنر، زوج ابنة ترامب، إيفانكا، تم حرمانه أيضا من حضور الإفادة اليومية، التي تقدمها الاستخبارات للرئيس، وهو ما يعد أهم تقرير استخباراتي يقدم للرئيس الأمريكي.

وقالت الصحيفة: إن “مستشار ترامب للأمن القومي إتش. آر. مكماستر، علم أن كوشنر له صلات مع مسؤولين أجانب، ولم يبلغ عنها رسميا أو ينسقها عبر القنوات الرسمية”.

أزمة الرياض وأبو ظبي بعد طرد “كوشنر”

في مقابل تلك التحقيقات، فإن المسؤولين السعوديين والإماراتيين يشعرون بالقلق حيال التحقيقات الخاصة بـ”كوشنر” ؛حيث أنهم قد حصلوا على موافقة ضمنية من البيت الأبيض على تصرفاتهم المتشددة تجاه قطر، وتجاه الحرب في اليمن، لاسيما من الرئيس «دونالد ترامب» وصهره وكبير مستشاريه «غاريد كوشنر»، الذي كلفه «ترامب» بقيادة جهود السلام في الشرق الأوسط.

ويقال إن «كوشنر» قد أقام علاقة وثيقة مع سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، «يوسف العتيبة»، فضلا عن علاقات جيدة مع ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، الذي التقى «كوشنر» في الرياض في أواخر أكتوبر.

ويرى مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية لـ”المونيتور” أن الخطأ الذي يقع فيه السعوديون والإماراتيون هو عدم  تقدير الأمور، بسبب الرسائل المختلطة التي تأتي من البيت الأبيض مقابل وزارتي الخارجية والدفاع.

وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية السابقة: «في الوقت الراهن، لديهم (السعودية والإمارات) علاقة قوية جدا وفعالة مع البيت الأبيض، تدعم أنشطتهم بشكل كبير، ولكن لديهم حدود لا بأس بها لهذا الدعم في الوكالات المشتركة؛ فالدعم الذي يحصلون عليه في الوكالات خارج البيت الأبيض أكثر هشاشة، وكان كل ما فعلوه يضر بدعمهم من قبل البيت الأبيض، إما عن طريق الخطأ أو مع القرارات التي تفتقر لوجود شبكة أمان، لأن بقية الوكالات لم يتم الاعتداد بها في مسارات العمل المختارة».

وأضاف: «أعتقد أنهم سيعانون إذا اختفى جاريد (كوشنر) فجأة، ولأنه لا يوجد من لديه مثل تلك الصداقة مع ولي العهد (السعودي) أو لديه نفس الرغبة لإيجاد أرضية مشتركة معه، فإذا حدث شيء لجاريد، كأن يقال أو لم يعد موجودا على الساحة، فماذا سيحدث لعلاقتهم الحرجة مع البيت الأبيض؟».

فيما قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كريس مورفي، إنه إذا ثبت حرص الإدارة الأمريكية على حماية مصالح عائلة جاريد كوشنر (صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) المالية بالوقوف إلى جانب السعوديين والإماراتيين ضد قطر، فإن ذلك يستدعي تغييرات كبرى في البيت الأبيض.

وأضاف “مورفي” وفقا لـ”الجزيرة نت”: “إذا صحت هذه الأنباء فإنها تستدعي كل الإدانة، وتستدعي رحيل جاريد كوشنر من منصبه”، مشيرا إلى أن الكثير من المتابعين لأحوال الشرق الأوسط لم يستطيعوا فهم سبب وقوف إدارة ترامب بعناد إلى الجانبين السعودي والإماراتي ضد قطر.

وأكد “مورفي” أن للولايات المتحدة مصالح كبرى في قطر، على رأسها الآلاف من الجنود الأمريكيين في قاعدة أمريكية هناك، مشددا على أن الوقوف بعناد مع السعوديين ضد القطريين كان سيؤدي إلى تدهور الاقتصاد القطري وتعريض آلاف الأمريكيين للمخاطر.

بواسطة |2018-03-05T19:28:49+02:00الإثنين - 5 مارس 2018 - 7:28 م|الوسوم: , , , , |

“هاف بوست”: سوريا.. حرب غيرت العالم

العدسة – إبراهيم سمعان

الحرب الدائرة في سوريا والصراع المستمر بين الأطراف من أجل السيطرة على المنطقة، سمح بانتشار الإرهاب، وأصبح ساحة لتصفية الحسابات بالوكالة، وفي ظل الوضع الحالي لن يستطيع الرصاص أن يقتل أيديولوجيا “داعش”، تماما مثل السلام الذي لن يحل بـ”الكلاشنيكوف” أو مقاتلات “إف 16” الروسية أو “ميج” الروسية.

الصراع الجاري في قلب الشرق الأوسط يعيد تشكيل النظام العالمي، حيث أصبحت سوريا مركزا له، من خلال حروب الوكالة التي أودت بحياة أكثر من 340 ألف ضحية، وحكمت على ملايين الأشخاص بالفرار، بحسب “هاف بوست” في نسخته الفرنسية.

هذا النزاع الذي دمر سوريا، والمنطقة بأكملها، تسبب في تصعيد خطير بين الدول، وسمح بانتشار الإرهاب، وزعزع استقرار أوروبا، فالفوضى السورية تتغذى على العديد من الحروب المترابطة التي يتم فيها تشكيل العالم الجديد.

كل طرف محارب على أرض سوريا، يتم دعمه من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية، ما يعني ضمنيًّا أن القوى الدولية التي تتصارع على أرض مجزأة، وفي لعبة الشطرنج الدموية هذه تصبح القضايا الخارجية متشابكة مع القضايا الداخلية، في واحدة من المناطق الزلزالية الرئيسية للعلاقات الدولية.

حرب الجميع ضد الجميع

إن صراع القوى المتنافسة على القيادة في المنطقة يخلق جوًّا شديد الاشتعال، ومن خلال الغارات الجوية المتكررة، تريد إسرائيل إطالة أمد الحرب مع جارتها لإضعاف تأثير الدومينو “محور الشر” الذي ينتمي إليه حزب الله وطهران.

أما في لبنان، فيتفاقم خطر اندلاع الصراع بسبب التوترات بين طهران والرياض حول حزب الله، لكن سوريا واليمن تشكلان ساحة المعركة بين إيران والمملكة العربية السعودية.

والواقع أن المحور السياسي الذي يربط دمشق بطهران، سمح لإيران بتوسيع نفوذها بمساعدة متعددة الأشكال للنظام السوري، وفي الوقت الذي تتشاطر فيه الرغبة في إسقاط الحكومة السورية برعاية جماعات المعارضة المسلحة، تجد قطر نفسها في صراع مع الرياض ودول الخليج، متهَمة بدعم الإرهاب.

تجدر الإشارة إلى أن المتمردين المقسمين بشدة، الذين شاركوا في الاقتتال الداخلي، قد خسروا منذ التدخل الروسي في سوريا، ولا يزالون نشطين في ضواحي دمشق في الجنوب وفي محافظة إدلب، التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة.

وعلى الصعيد السياسي، وبصرف النظر عن رغبتهم المشتركة في التخلص من الأسد، فإن قادة المعارضة مختلفون على أغلبية المواضيع، وتَجزُّؤهم يُثبت في الوقت الراهن عدم قدرتهم على حكم بلد حساس مثل سوريا.

تركيا التي تقوم بدعم بعض الفصائل مثل الجيش السوري الحر، ولعبت دورا نشطا في تشكيل المعارضة المسلحة، وحلمت بـ”تغيير النظام”، لها أولوية أخرى، وهي منع تشكيل كيان كردستاني مستقل، ومع ذلك، فإن مشاركة الميليشيات الكردية السورية ووحدات حماية الشعب في معركة “داعش”، جعلتهم حلفاء لواشنطن، وهذا يؤدي إلى توترات بين أنقرة وواشنطن، التي تدافع عن القضية الكردية لضمان أمن إسرائيل.

وفي هذا الصراع تظل احتمالات التوصل إلى حل سياسي قائمة، ولا يمكن لموسكو وواشنطن أن تكونا الجهات الفاعلة الوحيدة في الحل، حتى لو بقي مستحيلا بدونها.

وعلى الرغم من أن “داعش” هُزمت عسكريا في بلاد الشام، إلا أن القدرة المزعجة لهذه التنظيمات لا تزال حية ونشطة، فالرصاص لن يقتل الأيديولوجيا، تماما مثل “الكلاشنيكوف”، أو”إف 16” أو “ميج”، لن يجلب السلام.

فالسلام ينطوي على وضع إطار يتيح التمثيل السياسي العادل لجميع القوى، ويجب على الجميع أن يدعموا بطريقة موضوعية عملية السلام في الأمم المتحدة، على النحو المبين في القرار 2254، الذي ينص على وقف إطلاق النار الذي يسمح بمرحلة انتقالية، يليه وضع دستور جديد، مع انتخابات ترعاها الأمم المتحدة.

بواسطة |2018-03-05T13:53:24+02:00الإثنين - 5 مارس 2018 - 3:55 م|الوسوم: , , , , |

التوسع الروسي في لبنان.. صديق جديد بديل للسعودية أم محور مؤيد لإسرائيل؟

العدسة – إبراهيم سمعان

وفقا لمصادر مختلفة، وافق لبنان على أن تكون أراضيه “ترانزيت” للقوات المسلحة الروسية، والسماح لموسكو بتطوير احتياطياتها من الطاقة شرق البحر المتوسط، ​في خطوة ينظر إليها على أنها نقطة تحول من قبل بعض المحللين، الذين يرون أن روسيا تعمق وجودها في لبنان من أجل ردع أي غزو إسرائيلي، على الرغم من أن هذه الرواية يمكن نقضها بسهولة عن طريق مزيد من الدراسة.

تحت هذه الكلمات، سلط موقع ” mondialisation” الكندي، الضوء على تعميق العلاقة بين روسيا ولبنان، وتأثير ذلك على إسرائيل والسعودية، في ظل الأجواء المتوترة بينهما وبين إيران.

وقال الموقع إن وجود الجيش الروسي في لبنان لن يكون له أي تأثير على حسابات إسرائيل بشن حرب ضد إيران وحزب الله، هذه الحركة الاجتماعية والسياسية القوية المتمركزة شمال إسرائيل، وكذلك ميليشيات قوية لمكافحة الإرهاب.

وأشار إلى أن آلاف الجنود وعشرات الطائرات التابعة لروسيا، منذ تدخلها في سوريا لم يمنع تل أبيب من شن هجمات على الجمهورية العربية السورية، بنفس الذرائع التي تستخدمها لضرب بيروت.

وأضاف: على العكس من ذلك، بدلا من أن يكون تحركا معاديا لإسرائيل، يمكن القول بأن العلاقات العسكرية بين روسيا ولبنان قد تكون مفيدة؛ لأنها تجعل موسكو تحل محل السعودية كقوة مضادة ذات مصداقية، في ظل دعم المملكة الخليجية لإسرائيل ضد إيران، وفي أعقاب فشل ما قيل عنه “اختطاف” سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني أواخر العام الماضي، من قبل ولي العهد السعودي محمد بين سلمان، ما أثار اشمئزاز جزء كبير من المجتمع اللبناني.

ولفت الموقع إلى أنه منذ تلاشي تأثير القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية، كان من المصلحة الإستراتيجية الرئيسية لإسرائيل إدخال طرف آخر في الشؤون اللبنانية لهذا الدور المهم، الذي كان سابقا تقوم به الرياض؛ ولهذا السبب، فإن روسيا -سواء كان بالتنسيق مع إسرائيل أم لا- تتوسع وتنوع نفوذها في لبنان.

وأوضح أنه للتدليل على ذلك، يجب إلقاء نظرة على تعليقات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر نادي “فالداي”، الذي ناقش مؤخرا سياسة موسكو في الشرق الأوسط.

وأكد الموقع أن “لافروف” قال: ” قلنا مرارا لن نقبل تصريحات بأن إسرائيل دولة صهيونية يجب تدميرها ومحوها” من الخريطة، ويمكن اعتبار ذلك تحذيرًا ضد إيران وحزب الله، وحتى في سوريا، تدين روسيا جميع التصريحات والإجراءات التي قد تتخذ ضد إسرائيل.

مع هذا الإعلان الرسمي لتوضيح السياسة الروسية، ليس هناك ما يدعو إلى القول إن وجود روسيا المتزايد بلبنان سواء في المجال العسكري أو مجال الطاقة ضد مصالح إسرائيل، ولكن هذا كله في صالح الدور الروسي في المنطقة بمعنى أنها تسعى إلى استبدال الدور السعودي المتدهور مؤخرا في البلاد، وبالتالي، “موازنة” النفوذ الإيراني هناك.

وهذا يعني بوضوح أن هذا الوجود لن يكون له أي أثر رادع تجاه أي قرار إسرائيلي بشن حرب ضد إيران أو حزب الله أو تنفيذ ضربات جوية ضدهما.

بواسطة |2018-03-04T21:16:44+02:00الأحد - 4 مارس 2018 - 11:25 م|الوسوم: , , , , , , |

الحرب العالمية الثالثة.. طبول المعركة الكبرى تدق بين أمريكا وروسيا!

العدسة – معتز أشرف 

“لن نلتقى ثانية”.. بهذه الجملة سطر ميخائيل جورباتشوف السكرتير العام للحزب الشيوعي بالاتحاد السوفييتي السابق موقف بلاده بعد فشل التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي بين القوتين العظميين، خلال حقبة الحرب الباردة إلى الرئيس الأمريكي رونالد ريجان خلال اجتماعه به في مدينة ريكيافيك الآيسلندية في 11 أكتوبر  1986، وهي الجملة الدستور التي تسيطر على روسيا حتى هذه الايام، التي تشهد تصاعدًا في اللغة الخشنة بين الدب الروسي والعم سام، وسط توقعات متكررة بنشوب الحرب العالمية الثالثة قد تضع العالم على حافة الهاوية وتسطّر نهايته كما يقول البعض.

الخصمان اللدودان!

اشتعلت الحرب الدبلوماسية بين روسيا وأمريكا مبكرًا في أواخر العام الماضي عقب قرار واشنطن إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، واستمرت الجولات بين الخصمين اللدودين في شدّ وجذب وحرب باردة، حتي جاء مؤتمر ميونيخ للأمن التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصريح بالغ الأهمية لرئيس المؤتمر السفير الألماني السابق لدى واشنطن وولفغانغ ايشينجر؛ حيث قال بوضوح على منصة المؤتمر الإعلامية الرسمية: “إن العالم اقترب– أقرب بكثير- إلى حافة الحرب الكبرى بين الولايات، ونحن بحاجة إلى خطوات بعيدًا عن حافة الهاوية”، ليرد الاتحاد الروسي، في مؤتمر فالداي بقوة علي لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف : “أدعو زملاءنا الأمريكيين مرة أخرى لتجنب اللعب بالنار، وتحديد خطواتهم “..

ويأتي مؤتمر مجلس حقوق الانسان في انعقاده الدوري رقم 37، ليشهد صراعًا حادًا بين أمريكا وروسيا، اتهمت فيه الأخيرة مندوبي البيت الأبيض بالالتفاف على الآليات الدولية وتمرير جلسة نقاش عاجل لمجازر الغوطة الشرقية، فيما جاء الرد سريعًا من  المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين الذي أكد في بيان أممي تصعيدي أن “الغارات الجوية السورية والروسية في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا قد تشكل أيضًا “جرائم حرب”، فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق موسكو من المواقف الأمريكية الجديدة في استراتيجيتها النووية وخاصة رفع دور الأسلحة النووية وخطط نشر صواريخ القدرة التدميرية المحدودة، قائلا في كلمة ألقاه في مؤتمر نزع السلاح في جنيف في نهاية فبراير الماضي: ” يثير قلقنا التغير الجذري للمواقف الأمريكية في ضوء استراتيجيتها النووية المحدثة التي تقضي برفع دور الأسلحة النووية، بما في ذلك عن طريق إنتاج ونشر صواريخ القدرة التدميرية المحدودة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الحد الأدنى لاستخدام الأسلحة النووية”.

روسيا تستعد!

مجلةنيوزويكالأمريكية أكدت أن تحركات الرئيس الروسي فلاديمر بوتين تشير إلى أنه يستعد لاندلاع الحرب العالمية الثالثة، متسائلة عما إذا كان الرئيس دونالد ترامب يفعل الأمر نفسه، مؤكدة في تقرير لها أن روسيا المحاطة بالأعداء، تستعد لخوض حرب ملحمية من أجل البقاء، وهذا على الأقل ما يريد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن يعتقده مواطنو بلاده، وفى كل صباح يبث التلفزيون الرسمي في روسيا مقاطع فيديو لطائرات روسية تحلق فوق سوريا تتخللها صور لدبابات الناتو وقواته قرب حدود روسيا. وفى أغلب الدعاية الروسية، يزعم الكرملين أن البلاد في حرب قائمة على أساس الحقيقة.

والجانب الأكثر إثارة للقلق في لهجة الكرملين، كما تقول نيوزويك هو أنه مقتنع أن الحرب وشيكة، ففي عام 2013، وقبل بدء الصراع في أوكرانيا، توقعت الخطة السنوية الاستراتيجية لوزارة الدفاع الروسية أن يكون هناك صراع إقليم أو عالمي خطير تشارك فيه روسيا قبل عام 2023، ونقلت عن أندرو مكونجان، الخبير في أكسفورد وكلية دفاع الناتو في روما أن كبار المسئولين الروس يتحدثون ليس عن “ماذا لو” ولكن “متى ستكون الحرب الكبرى، بالتزامن مع طلب الرئيس الروسي بوتين شركات الصناعة بالتحول إلى إنتاج الحرب والعودة إلى نظرية الدفاع في العهد السوفيتي بأن كل مصنع يجب أن يكون مستعدًا لإنتاج الدبابات والرصاصات والطائرات.

المثير أن وكالةسبوتنيكالروسية علي موقعها باللغة العربية نشرت تقريرًا في مطلع العام نقل عما أسمتهم العرافين- وهم غالبا أدوات لأجهزة المخابرات-  الذين لا يستبعدون أن يشهد عام 2018 إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة، ووفقًا لموقع “روسيسكي ديالوج” إن العراف البافاري، أليوس إيرلماير الذي توقع العديد من أحداث القرن العشرين وحتى موعد وفاته في يوليو عام 1957، قال إنه في عام 2018 ستبدأ الحرب العالمية الثالثة، والأحداث الأصعب ستكون في أوروبا الغربية، وبالإضافة إلى ذلك سوف تستخدم في هذه الحرب الرهيبة أسلحة بكتريولوجية وكيميائية غير مسبوقة، وستؤدي الأحداث المذكورة إلى ثورات أهلية ستجري في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

نهاية العالم!

وفي مطلع مارس الجاري حذر خبير روسي من أن الولايات المتحدة بتدريبها حلفاءها الأوروبيين على استخدام أسلحتها النووية، والدفع بحرب نووية ضد روسيا، إنما تحرض على دمار البشرية عن بكرة أبيها.

وقال الجنرال المتقاعد والمختص في الأمن الدولي يفغيني بوجينسكي: “واشنطن باعتمادها تدريب حلفائها الأوروبيين على استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا ستحرض على نهاية البشرية.. الأمريكيون يركزون على استخدام النووي في أوروبا إلا أنهم نسوا أن ذلك في حال حدوثه فإنه لن يترك كائنًا حيًا على وجه الأرض، لا أحد يستطيع أن يتخيل مدى خطورة هذا التهديد. الجيش الروسي يستعد والجيش الأمريكي يفعل الشيء نفسه… وعلى السياسيين أن يحذروا العامة من استمرار هذه الاستعدادات ومدى خطورة الوضع”.

وأوضح أنه في حال وجهت واشنطن ضربة نووية لروسيا فإن الأخيرة سترد بضربة مضادة فورًا، وتابع: “نحن موجودون في المنطقة الأوراسية التي تعطينا ميزة دفاعية، أما بالنسبة لقارة أمريكا الشمالية، فمن المؤكد أنها ستتعرض لتصدع نتيجة للضربة النووية الروسية المضادة، وعندها ستكون نهاية الحضارة دون أدنى شك، فيما أكد بوجينسكي أن روسيا مستعدة لأي ضربات نووية محتملة من الولايات المتحدة  “قواتنا المسلحة مستعدة لكل شيء وتحدث الرئيس فلاديمير بوتين عن ذلك في مناسبات عديدة والجميع على دراية بالأمر”.

3 دول أخرى!

المراقبون يرون أن هناك 3 دول أخرى بجانب روسيا تستعد لشن الحرب العالمية الثالثة على الولايات المتحدة الأمريكية، ونقلت صحيفة “الديلي إكسبريس” البريطانية عن خبير في شأن شرق آسيا، غوردن تشانغ، قوله إن المواجهة مع الولايات المتحدة يبدو أنها ستتصاعد في الفترة المقبلة، من كوريا الشمالية، والصين وإيران”، فيما أوضح مؤلف كتاب “المواجهة النووية” أن “آسيا” ستكون المسرح الحقيقي للحرب العالمية الثالثة، التي يمكن أن تسفر عن تدمير العالم أجمع، خاصة وأن دولتين من الدول الثلاث على الأقل يمتلكون أسلحة نووية، مشيرًا  إلى أن احتمالات نشوب حرب نووية وشيكة، حيث إن الصين أظهرت بالفعل علامات “عدم الامتثال” لعقوبات الأمم المتحدة تجاه كوريا الشمالية، رغم تعهدها.

أما مجلةناشونال إنترستالأمريكية رسمت خارطة الحرب المتوقعة في 5 مناطق وقالت : ” إن عام 2017 مرّ دون وقوع صراع كارثي، ولكن ما تزال هناك صراعات تواجه صعوبة في إيجاد مخرج سلمي لها، وبالتالي يمكن لـ”خمسة مناطق حول العالم” أن تشكل نواة لانطلاق شرارة الحرب العالمية الثالثة”، ومن بينها مناطق في الخليج وكوريا الشمالية والشطر الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفة أن الارتباك الدبلوماسي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلق حالة من عدم اليقين حول العالم فيما يتعلق بنوايا الولايات المتحدة وقدراتها، متوقعاً أن تؤدي سوء التقدير في الأزمات الدولية إلى نشوب صراع عالمي تتعارض فيه مصالح القوى الغربية برمتها، فيما قال الكاتب روبرت فارلي : ” الأوضاع في العالم تبقى مشتعلة، حيث إن الخلط الدبلوماسي لدى إدارة ترمب يفاقم هذا الخطر، الأمر الذي أدى إلى حالة من عدم اليقين التي تزيد معها فرص سوء التقدير في حال الأزمات.

الأمر تجاوز فكرة حدوث الحرب العالمية الثالثة، وامتد لدى المراقبين إلى البحث عن الدول الأكثر أمنًا في حالة وقوع حرب عالمية ثالثة، وبحسب صحيفة “ذا صن” فإن اللائحة التي تصدرها  مؤسسة مؤشر السلام العالمي لأكثر دول العالم أمنا واستقرارا، وأقلها عرضة للنزاعات والحروب. هي اللائحة المناسبة للانتقال اليها في حال وقوع حرب عالمية ثالثة، وهي آيسلندا ونيوزيلندا والبرتغال والنمسا والدنمارك وجمهورية التشيك وسلوفينيا وكندا و سويسرا التي لم تدخل أي حرب منذ معاهدة باريس عام 1815 بجانب جمهورية إيرلندا.

بواسطة |2018-03-04T16:15:54+02:00الأحد - 4 مارس 2018 - 4:15 م|الوسوم: , , , , |

ملف الإمارات على طاولة المحقق الأمريكي “روبرت مولر”

بدأ المحقق الأمريكي الخاص “روبرت مولر”، النظر في دور الإمارات المحتمل في شراء النفوذ السياسي بالولايات المتحدة، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

ويركز “مولر” في تحقيقاته الحالية على شخصية اللبناني “جورج نادر” المعروف بصلاته مع مسؤولي الإمارات؛ حيث إن فريق التحقيق أجرى جلسات استجواب معه منذ أسابيع.

وأوضحت الصحيفة، التي استندت فيما أوردته إلى أقوال شهود عيان مطلعين على سير التحقيقات، أن الأسئلة دارت حول دور محتمل لأبوظبي في شراء التأثير السياسي بالولايات المتحدة، وتوفير أموال لحملة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.

و”برويدي” يملك شركة أمنية خاصة تعمل وفق عقود مع الإمارات بملايين الدولارات، وقد تحدث لـ”ترامب” عن قوة شبه عسكرية تطورها شركته من أجل البلاد، وفق تعبيره.

وتقول “نيويورك تايمز” إن جورج نادر (58 عاما) تردد على البيت الأبيض أكثر من مرة خلال الأشهر الأولى لإدارة “ترامب” والتقى مقربين منه، منهم “ستيف بانون وجاريد كوشنر” صهر الرئيس، لمناقشة السياسة الأمريكية في منطقة الخليج قبيل زيارة الرئيس إلى السعودية في مايو 2017، وفق مطلعين على اللقاءات.

كما أن “برويدي” مارس ضغوطا لإجراء لقاء “في أجواء غير رسمية” بين “ترامب” وولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد” بهدف دعم سياسات الإمارات المتشددة بالمنطقة، ولطرد وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” من منصبه.

وتشير “الصحيفة” إلى أن الرئيس الأمريكي تحالف مع الإماراتيين، فتبنى دعمهم القوي لولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” من أجل الوصول إلى العرش، واصطف كذلك معهم في نهج المواجهة مع إيران وقطر.

بواسطة |2018-03-04T15:06:18+02:00الأحد - 4 مارس 2018 - 3:06 م|الوسوم: , , , , |

“أمير الفشل”.. كم هزيمة يحتاجها “محمد بن سلمان” للكف عن إزعاج لبنان؟!

العدسة – معتز أشرف 

الفشل السعودي في لبنان بات معروفا من الواقع بالضرورة وبكل اللغات، ولكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يوصف بالطائش، لا يريد الاعتراف بهزيمته في بلاد الأرز ودولة المحاصصات، كما هزم في اليمن وأمام قطر، ولعله لا يزال يأمل بأشكال أخرى من التصعيد في لبنان، رغم الفشل المتكرر، لكنه قد يكتشف أن عود الكبريت يصعب إشعاله مرتين، فلا هو سيطر على لبنان، ولا هو تركه يحاول لم شمله وبناء مستقبله، الذي تضرر من ولاء الحريري للسعودية، فلا اقتصاد حقيقي قام، ولا سيادة أو حرية اتخاذ القرار، وإنما اقتصاد ريعي يقوم على بيع العقارات للأثرياء السعوديين، وعلى إيداع فوائض أموال النفط في المصارف اللبنانية لتمويل سياسة شراء الولاء، وعلى سياحة مبنية على الجنس والمخدرات، وفقا للمراقبين .

لملمة الفشل!

جاءت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء اللبناني، سعدالدين الحريري إلى السعودية، والتي التقى فيها العاهل السعودي وولي العهد، كمحاولة -بحسب مراقبين- لاستجلاب الدعم وتقديم كشف بأوضاع الواقع الانتخابي الخانق على تيار المستقبل، وعدم نجاح السعودية في دعم التيار السني  في مواجهة حلف “حزب الله” و”حركة أمل”، الذي يتوقع له صعودا في الانتخابات المقررة في مايو المقبل، وهو ما دفع دوائر الإعلام المحسوبة علي الحريري لوصف اللقاء بـ”المفصلي”، حيث أكدت أن “لقاء رئيس الحكومة مع الأمير محمد بن سلمان سيكون مفصليًّا، لأنه سيُطلق دينامية الصفحة الجديدة في العلاقات بين السعودية ولبنان من جهة، وبين القيادة السعودية والحريري من جهة ثانية”، مشيرة إلى أن “اللقاء يمهد له باجتماعات ولقاءات على بعض المستويات تحضّر لِما سيتقرر فيه على هذين الصعيدين، وذلك قبل دخول لبنان والفرقاء السياسيين في الانتخابات النيابية”، فيما ذهبت دوائر الإعلام المحسوبة على جبهة حزب الله، إلى دراسة الزيارة والتريث، خاصة أنه موجه إليها بالأساس، وقال موقع العهد الإخباري: “التريّث سيّد الموقف داخليًّا، في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة عن اللقاء بين ولي العهد السعودي والحريري، إذ في ضوء نتائجه خصوصًا، وما سيعود به الحريري من الرياض عمومًا، سيتحدد مسار الاستحقاق النيابي والتحالفات والمعارك الانتخابية التي سيشهدها، كما سيحدَّد مسار العلاقات اللبنانية – السعودية ومصيرها”.

وزار الحريري المملكة الأربعاء الماضي للمرة الأولى منذ مطلع نوفمبر الماضي، عندما خرج بشكل مفاجئ من العاصمة السعودية معلنا استقالته من منصبه، بسبب تدخلات إيران وحزب الله، التي يمارسانها في الحياة السياسية اللبنانية، وتبع ذلك رفض الرئيس اللبناني ميشال عون، قبول استقالة الحريري ووصفه لبقائه في الرياض بأنه احتجاز، وقالت وكالة الأنباء السعودية: إن اللقاء شهد “استعراضا للعلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث مستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية”، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول فحوى الاجتماع الذي حضره من الجانب السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود، وزير الداخلية، ووزير الدولة مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية عادل الجبير، والمستشار بالديوان الملكي نزار بن سليمان العلولا.

نماذج للهزيمة!

فشل المخططات السعودية في لبنان أمر رائج في أوساط المراقبين، بشكل لا يستطيع الأمير الطائش محمد بن سلمان تفاديه، فصحيفةنيويورك تايمزالأمريكية، ترى عقب أزمة احتجاز الحريري في السعودية واستقالته ثم عودته عنها، أن الرياض تفشل في خططها المتتالية في بيروت، مؤكدة أن الخطة السعودية ضد الحريري نفسه  “فشلت”؛ والسبب في جزء من الفشل يرجع إلى الحلفاء الغربيين الذين ضغطوا على السعوديين للتراجع، ولرفض واسع من السياسيين في لبنان، بمن فيهم أفراد من عائلة الحريري، متحدثة عن خطة سعودية جديدة  لاستبدال الحريري بشقيقه بهاء، والتي ترى أنها لن تنجح كذلك في ظل القضايا الخلافية بين الفرقاء اللبنانيين، ما يعني بقاء لبنان دولة ضعيفة، وساحة للصدام بين القوى الإقليمية.

الفشل أيضا حاصر بن سلمان في مراهنته على تمهيد الطريق أمام عدوان إسرائيلي كبير بدعم من الرئيس الأميركي ضد لبنان، والذي ربط بعض المراقبين بينه وبين التصعيد السعودي في قرع طبول الحرب على لبنان والمقاومة وإيران، كأن ظروفًا وأطرافًا كثيرة حالت دون أن تتمكن السعودية وإسرائيل من الذهاب إلى الحرب، أبرزها الدور الحاسم للمقاومة في خطابها السياسي، وفي قدرتها الميدانية على رد الصاع صاعين، وفقا لمراقبين، وهو ما كشفته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير لها، وصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أكدت كذلك “أن السعودية طلبت من إسرائيل مهاجمة لبنان”، ونقلت عن سفير إسرائيل السابق في الولايات المتحدة، وخبير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، دانييل شابيرو، قوله: إن “السعودية وإسرائيل تسعيان لنفس الأهداف في ضرب إيران وحزب الله، لكنهما يسيران بسرعتين شديدتي التفاوت والمهارة”، وبات التوجّه السعودي في دفع إسرائيل إلى العدوان على لبنان “حتى آخر جندي إسرائيلي” -بحسب تعبير “عوفر زالزلرغ”- يتناوله كثيرون في إسرائيل وواشنطن، منهم “عاموس هارئيل”، معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”.

ووصل الفشل السعودي في لبنان إلى أنه للمرة الأولى يقف قطاع من أهل السنة في معاداة الرياض، وهو ما عبر عنه المعارض السعودي جمال خاشقجي في مقاله بصحيفة الواشنطن بوست، أن المملكة خلقت لنفسها مشكلة جديدة مع واحد من أقوى حلفائها، سُنة لبنان، حتى إن السُّنة ينسجمون الآن مع الطوائف المختلفة، وبعضهم غير ودي تجاه الرياض، ويطالبون بعودة “الحريري”، وبحسب خاشقجي، فإن اندفاع “بن سلمان” لمعاداة لبنان الآن، يقف وراءه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعادي إيران وحزب الله التابع لها، وأن زيارة جاريد كوشنر، صهر “ترامب” السرية للرياض في آخر أكتوبر الماضي، ومن ثم رحلته لإسرائيل، تشير إلى أن الأزمة اللبنانية المفتعلة، قامت إرضاءً لـ”ترامب” الذي يشترك مع “بن سلمان” في عداوة إيران.

المستحيل هو ما يبحث عنه الأمير الطائش محمد بن سلمان، وهو ما أكده تقرير لموقعستراتفورالدولي الإخباري، حمل عنوان “في لبنان: المملكة العربية السعودية تسعى للمستحيل»، حيث شدد على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يحاول في الآونة الأخيرة تفكيك التأثير الإقليمي لإيران، على أمل إعادة تأكيد السيطرة على المناطق التي تعتبرها مجالا للنفوذ السعودي، حيث برزت هذه الإستراتيجية في ساحات المعارك بالوكالة في سوريا والعراق واليمن، وأخيرا في لبنان، لكن على الرغم من جهود المملكة العربية السعودية، فإن المملكة تفتقر إلى المقومات السياسية والأمنية لمنافسها الإيراني؛ ما يجعل فشلها في لبنان أكثر احتمالًا من قدرتها على كبح نفوذ إيران بنجاح، مضيفة أنه في محاولاته المستميتة لكسب التأييد الشعبي وبناء قاعدة جماهيرية عريضة تدعم اعتلاءه للعرش، دون أدنى معارضة أو تذمر، يميل الأمير الصغير، في إشارة إلى محمد بن سلمان، إلى الظهور بمظهر “المدافع عن مصالح المملكة وشعبها في الداخل والخارج”، بدءًا من إطلاقه لرؤية 2030، ومرورًا بحرب اليمن، وحصار قطر، ومكافحة الفساد وتوقيف أمراء ووزراء، وانتهاءً بخبر استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي أعلنها من العاصمة السعودية الرياض.

الدعم السعودي للجيش اللبناني، فشل الرهان عليه كذلك في إحكام السيطرة على لبنان، وهو ما أكده مراقبون ذهبوا إلى أن الدعم كان يهدف إلى أن يكون شروعا في فتنة داخلية، ولم يكن يهدف إلى المساعدة ودعم وتطوير قدرات الجيش اللبناني، الذي استنكفت مباشرة أدواتها الداخلية في السلطة عن القيام به، حيث كانت المحاولة ترمي لتكليف الجيش بقطع يد حزب الله  ،وفقا لمراقبين محسوبين على حزب الله، والذين يرون أنه “لم تكن استفاقة الملك عبدالله على دعم الجيش اللبناني استفاقة ترمي إلى تعزيز الجيش وقدراته، فقد حرم الجيش من التجهيز والتسليح طيلة فترة حكم الحريري الأب والابن وأدواتهما بموافقة سعودية – أميركية مشتركة، وأُبقِيت ميزانيته بالكاد تكفي رواتب جنوده وضباطه وبعض مصاريفه النثرية، فالسعودية والولايات المتحدة لم يكونا يريان للجيش مهمة وطنية في قتال العدو الصهيوني؛ لذلك كان يمنع عنه التسليح والتجهيز لانتفاء المهمة، ووقفا بشدة ضد العرض الروسي عام 2008 والعرض الإيراني بدعم الجيش وتسليحه”.

الخصم مستعد!

وفي ذات السياق، فمن المفيد التوقف على رأي خصم الأمير الطائش محمد بن سلمان، لمعرفة مدى استعداده للمواجهة والتحدي وإنزال مزيد من الهزائم، وكان أبرز ما وجهته منصة قذائف حزب الله إلى السعودية، ما أطلقه نبيل قاووق، عضو المجلس المركزي في حزب الله مؤخرا، حيث اتهم المملكة العربية السعودية بـ”السعي لتغيير هوية لبنان وإغراقه في الفتنة”، وأضاف: “النظام السعودي يريد تغيير موقع وهوية ودور لبنان في المقاومة، ليكون جزءا من المحور السعودي الذي يطبع مع إسرائيل، ويعتدي على اليمن والبحرين وسوريا”، معتبرًا أن “السعودية، باستهداف المقاومة، تورط نفسها بقضية أكبر منها، وما عجزت عنه أمريكا وإسرائيل فالسعودية عنه أعجز”.

بواسطة |2018-03-03T18:26:41+02:00السبت - 3 مارس 2018 - 7:25 م|الوسوم: , , , , |

هل ينجح المبعوث الأممي الجديد في اليمن فيما فشل فيه سابقوه؟

العدسة – جلال إدريس

تحت زخات الرصاص وغارات الطائرات، ينظر الشعب اليمني المكلوم إلى المبعوث الأممي الجديد الذي بدأت مهامه مع بداية مارس الجاري، بنظرة يملأوها الأمل بوقف الحرب، والقلق من مصير مجهول، بات يحدق في البلاد التي تعاني ويلات الحرب منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

اليمن التي يتقاتل فيها الحوثيون المدعومون من إيران، مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، أصبحت شبه مهلهلة، فالحرب الضروس قضت على كل شيء في البلاد، مؤسسات ووزارات وهيئات وزراعة وصناعة وصحة وكل شيء.

ومع انتهاء فترة المبعوث الأممي السابق  في اليمن (الموريتاني  إسماعيل ولد الشيخ أحمد” وتسلم المبعوث الأممي الجديد البريطاني “مارتن جريفيث” مهامه، توجهت الأنظار صوب اليمن، وتزايدت التساؤلات، هل سينجح (جريفيث) فيما فشل فيه من سبقوه؟

ويأتي تعيين “جريفيث” بعد أربعة أعوام من الحرب الأهلية في اليمن، حيث يعد المبعوث الأممي الثالث على التوالي إلى البلاد، بعد فشل المبعوثين السابقين في الوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية التي اندلعت مطلع العام 2015، عقب انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، بدعم من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والسيطرة على المحافظات اليمنية.

أخطاء ولد الشيخ الكبيرة

وخلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء 28 مارس 2018، اعترف المبعوث الأممي المنتهية مدته إلى اليمن، “إسماعيل ولد الشيخ أحمد”، بارتكاب أخطاء كبيرة (لم يوضحها) في إدارة ملف الأزمة اليمنية، ملقيا بالمسؤولية على طرفي الصراع في البلاد، وذلك قبل انتهاء مهمته بيوم واحد.

وأدلى “ولد الشيخ” بتصريحاته عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، استمع خلالها ممثلو الدول الأعضاء لآخر إفادة يقدمها المبعوث الأممي قبل تسليم ملف الأزمة اليمنية لخلفه “مارتن جريفيث”.

وقال “ولد الشيخ”، الذي انتهت مهامه بنهاية فبراير 2018: “خلال السنوات الثلاث التي قضيتها كمبعوث أممي كان هناك أصوات (لم يسمها) بين طرفي الصراع (التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة الحوثي) تعتقد بأن الحل العسكري ما زال ممكنًا”.

وحمل مسؤولية ما يجري لأطراف الأزمة، وأكد أنه لا يقول ذلك تهربًا من مسؤوليته، لكن “لا يمكن لأي مبعوث أن يحل الأزمة دون رغبة الأطراف المعنية”، غير أنه لم يوضح أية أمثلة للأخطاء الكبيرة التي ارتكبها خلال فترة مهمته التي امتدت لثلاث سنوات.

وقال إن ما ينقص تنفيذ خطة السلام التي تم الاتفاق عليها هو “التزام الأطراف بتقديم التنازلات وتغلّيب المصلحة الوطنية”، دون تفاصيل عن الخطة.

من هو المبعوث الجديد؟

يعتبر البريطاني “جريفيث” (مواليد 1951) واحداً من أهم الدبلوماسيين الأوروبيين -وفقاً للأمم المتحدة- وهو المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام في بروكسل، ولديه خبرة واسعة في حل النزاعات والتفاوض والشؤون الإنسانية.

وكان “جريفيث” المدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف، والذي يتخصص في الحوار السياسي، استمر في ذلك المنصب من عام 1999 إلى عام 2010، كما عمل في السلك الدبلوماسي البريطاني ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والمنظمة الخيرية (أنقذوا الأطفال)، عُين مديرًا للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنيف في عام 1994، وأصبح منسق الإغاثة الطارئة لها في نيويورك عام 1998، وقام بدور دبلوماسي كبير في عملية نقل الوساطة في الأزمة السورية من الأخضر الإبراهيمي إلى ستيفان دي ميستورا، عندما كان رئيساً لمكتب الأمم المتحدة في دمشق، وهو أحد أهم الخبراء الدوليين في الشؤون العربية بشكل عام، ونال شهرة واسعة لخبرته بالشؤون العربية.

ويرى “جريفيث” أن الحرب في اليمن تختلف عنها في سوريا، لأن الحل وارد في سوريا، بعكس اليمن التي تتضاءل فيها الحلول، وتتفاقم الأزمة الإنسانية أكثر فأكثر، فهي أسوء من العراق وجنوب السودان.

آمال اليمنيين

ومع تغيير المبعوث الأممي يضع الشعب اليمني آماله في المبعوث الجديد لحل الأزمة اليمنية التي تبدو الأكثر تعقيدا على الإطلاق، بحسب دبلوماسيين غربيين، والذين أكدوا أنه لاتوجد أي مؤشرات لحل الأزمة اليمنية قبل عام 2022، بعد تفاقم الصراع المسلح بين جماعة الحوثي المدعومة ايرانيًّا وقوات الحكومة الشرعية، مسنودة بقوات التحالف العربي المشترك الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول العظمى لاستعادة السيطرة على الأراضي اليمنية، في وقت اعتبر الكثير من المحللين السياسيين الحرب في اليمن حربًا بالوكالة بين إيران والسعودية.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن 60% من سكان اليمن (17 مليونًا) أصبحوا في حاجة إلى الغذاء، وسبعة ملايين منهم يواجهون خطر المجاعة، فضلا عن قتل وإصابة الآلاف  نتيجة الحرب، وإصابة نحو مليون طفل بالكوليرا.

ويقول الناشط السياسي مبارك الراعي أنه يأمل أن يجد المبعوث الأممي الجديد مارتن جريفيث، حلا سياسيا للأزمة اليمنية، للحد من موجات القتل والموت التي أحاطت باليمنيين على مر الأيام السابقة، وأضاف مبارك ل”العرب اليوم” أن سبب فشل “ولد الشيخ” في حل الأزمة اليمنية هو تمسك أطراف الصراع بشروطهم المطروحة، وعدم تقديم أي تنازلات من أجل الوصول إلى حل سياسي.

وأعلن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، أن خليفته “سيجد خريطة طريق مبلورة وواضحة، وهي مبنية على أسس محددة”، وأضاف “ولد الشيخ” أن المبعوث المقبل “سيقوم بالتحضير لجولة جديدة من المحادثات تبدأ بلقاءات ومشاورات جديدة بين (الحوثيين) و”حزب المؤتمر الشعبي العام” الذي كان يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وتستضيفها سلطنة عمان، مع التأكيد على الحل السلمي والسياسي بين الأطراف، وضرورة تقديم تنازلات من الطرفين للوصول إلى تسوية سلمية، موجهًا دعوته للشعب اليمني وكافة الأطراف للحل السلمي والرجوع لطاولة المباحثات” الجارية هناك.

تعنت إيران والحوثيين

وبالرغم من تعنت “الإيرانيين والحوثيين” في المشهد اليمني، إلا أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، صرح أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد لحل أزمتي اليمن وسوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيرته الكرواتية ماريا بيجينوفيتش بوريتش، عقب لقائهما في العاصمة زغرب.

وأضاف “ظريف”: “ينبغي إيقاف الهجمات في اليمن وسوريا، والأزمتان في هذين البلدين نعتقد أن الطريق الوحيد لحلهما، هو الحل السياسي”.

وفي الوقت الذي يدعي فيه “ظريف” أن الحل في اليمن يجب أن يكون سياسيا، عزَت الحكومة اليمنية السبب الوحيد لفشل “ولد الشيخ” في إحلال السلام إلى تعنت الحوثيين.

وأفاد الناطق باسم الحكومة الشرعية “راجح بادي” في تصريحات صحفية، أن “الشرعية اليمنية قدمت كل التسهيلات والتنازلات لإنجاح مهمة إسماعيل ولد الشيخ” وأوضح أن “تعنت الحوثيين منع “ولد الشيخ” من إحراز أي تقدم في حل الأزمة اليمنية”.

وكانت جماعة الحوثيين قد تراجعت عن  إجراء أية مفاوضات مع الأمم المتحدة، حتى انتهاء فترة المبعوث الأممي الحالي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رغم موافقتها السابقة على ذلك، بهدف إحياء مشاورات السلام اليمنية.

جرائم التحالف

وفقا لتقرير لجنة الخبراء التابع للأمم المتحدة، الخميس الماضي، فإنه وبعد قرابة ثلاث سنوات من النزاع، يكاد يكون اليمن قد ولى عن الوجود، وأفاد التقرير أنه “بدلاً من دولة واحدة، هناك دويلات متحاربة”، وأكد التقرير أن الحوثيين أحكموا قبضتهم على صنعاء وشمال اليمن، بعد مواجهات استمرت عدة أيام أعدموا في نهايتها حليفهم صالح.

واتهم التقرير جميع الأطراف في اليمن، طوال ٢٠١٧ بانتهاكات على نطاق واسع للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”، وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوشا)، فإن حوالي 22.2 مليون يمني (76% من السكان) بحاجة لمساعدة، في حين يواجه 8.4 مليونًا خطر المجاعة، وتوفي أكثر من 2200 شخص بسبب وباء الكوليرا الذي يضرب اليمن منذ أبريل/نيسان 2017، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويواجَه التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية بارتكاب انتهاكات حقوقية جسيمة على يد ميليشا تابعة للإمارات والسعودية، فضلا عن قتل مدنيين، وهدم مؤسسات حكومية، وإنشاء سجون سرية في اليمن.

وفي جنوب اليمن، تعاني حكومة الرئيس “هادي” من ضعف جراء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الذي شكل مؤخرًا ويدعو إلى إنشاء “جنوب يمني مستقل” بتدبير من الإمارات.

وأشار التقرير “الأممي” إلى أن الحكومة تواجه تحديًا، وهو وجود قوات تعمل بالوكالة، تسلحها وتمولها الدول الأعضاء بالتحالف الذي تقوده السعودية، وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان، وقال: “مما يزيد ديناميات المعركة تعقيدًا هو وجود جماعات إرهابية، كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و”داعش”، وكلاهما يوجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.

بواسطة |2018-03-03T14:12:34+02:00السبت - 3 مارس 2018 - 4:25 م|الوسوم: , , , , , , |
اذهب إلى الأعلى